تَـائـهـةٌ فِـي عَـالـمِـي

By selva_vaa

174K 3.6K 237

| مكتَملة.. قيدَ التعدِيل |. ما الذِي ستعيشُه تيانَا عندَ إنتقالهَا لعالمٍ آخرٍ؟، عندمَا تدركُ أنّها كانَت جز... More

١ | كَابوسٌ غَريب.
٣ | عَالمٌ جديد.
٤ | بينَ أسوارِ قصرٍ ضخم.
٥ | أهيَ الحقيقَة؟.
٦ | صبَاح جدِيد.
٧ | مذّكراتي.
٨ | بدَاية إكتشافِ العالمِ الجديد.
٩ | نظَرات غريبَة.
١٠ | مجَرد البدايَة.
١١ | عودَة الرفيقَة.
١٢ | صديقَة طفولتِي التي تكرهنِي.
١٣ | العَودة لنقطَة الصِفر.

٢ | حدَث الليلَة.

6.6K 359 27
By selva_vaa

لحسنِ الحظِ أنّ ذلكَ الغريبَ ذهَب بعدَ فترَة مِن جلوسِه رفقَة كَارل، أمّا الأخِير فقَد استأذَن مِن والِدتي قائلاً أنّ شيئاً قَد طرأَ وعَليه الإهتمَام بِه.

أمِي لم تقُم بالتدقِيق فِي الأمرِ كمَا تجرِي العادَة، مَا يعنِي أنّها علَى معرفَة بخصوصِ الموضوعِ الذِي هو بصددِ الإهتمامِ به، والدَليل علَى ذلكَ كذلكَ هو نظراتهَا التي اكتستهَا الجديّة والتِي وجهتهَا نحوَه تطلبُ منهُ الحَذر.

الحَذرُ من ماذَا؟، ما الذِي ينوِي القيامَ به؟.

لَم أحاوِل حتَى طرحَ اسألتِي هذهِ عليهِ أو علَى والدتِي كذلكَ، لأنّني علَى معرفَة بأنهمَا لن يقومَا بإجابتِي، هم بهذِه الحالَة منذُ عدّة أيامٍ وفِي كل مرَة أسألُ عن شيءٍ متعلقٍ بحالتهم تلكَ يتمُ تجاهلِي، أو تغييرُ الموضوعِ بطريقَة أو بأخرَى.

لذلكَ كل مَا فعلتهُ هو أنّني إنهمكتُ بالعملُ أحاولُ عدم التفكيرِ بالأمرِ أكثَر، المشكلَة التي منعتنِي من ذلكَ هو أنّه كلما مر بعضُ الوقتِ ألاحظُ تلك النظرَات التي تلقيهَا والدتِي نحوِي، نظراتٌ غريبَة بها بعضٌ من التوتر!.

أمّا كارلاَ فتبدو شاردَة الذهنِ كثيراً، حتَى أنّها لم تعلق بخصوصِ شيءٍ قمت به أثنَاء العمل ، فبحكمِ قلّة عملي فلستُ بتلكَ المهارَة التي تريدنِي هي أن أكونَ عليهَا، وهي في العادَة لا تتركُ فرصةً للتعليقِ على كل ما أقومُ به.

ليسَ لأنّها تكرهنِي بل لكونهَا تريدُ أن يكونَ كل شيءٍ مثالياً، ودقيقاً.

مَا بال الجميعِ اليوم؟.

بدايةً من ذلكَ الأشقر الغريبِ وكارل وصولاً لأمِي وكارلاَ، هل هناكَ ما يحدثُ وأنا آخرُ من يعلَم بخصوصهِ؟، ربمَا مشكلَة ما جعلَت من الجميعِ يتصرفُ بطريقَ غريبَة؟.

إن وقَع شيءٌ فلمَا لا علمَ لي به؟، ألستُ فرداً من العائلَة؟، أم لأنني الأصغَر والأقَل اهتماماً بالعملِ ففضلوا عدَم إخباري؟.

الآن الساعَة تشيرُ للثامنَة مساءً.. لا يزالُ حوالي الساعَتين على وقتِ إغلاق المطعَم، لكنّني لاحظتُ أنّ المطعَم شبه فَارغ تقرِيبا، في العَادة يكُون المكَان مزدحماً في هذا الوَقت.

صوتُ خطوات متوجِهة نحوِي وصلَت مسامعِي، إلتفَت لجانبِي الأيمن لأَرى كارلَا تتقَدم لمكَان وقوفِي.

هِي لم تعَلق عن أيِّ شيءٍ اليَوم أبداً، هَل تنوِي تعويضَ ذلكَ الآن؟.

ضحكتُ بسخريَة داخلِي من تلكَ الفكرة الغبيّة، بالرغمِ من كونها واردَة الحدوثِ.

لكنّ نظراتها القلقَة والتي كانَت تحاولُ إخفائهَا جعلتنِي أدركُ أنها لن تقومَ بإلقاء كلماتهَا علي معلقَة علَى عملِي. شعورٌ بالقلقِ كذلكَ راودنِي وبعضٌ من التوتر.

هذا كثيرٌ حقاً.

هذا اليومُ غريبٌ بشكلٍ يثير القلَق، أم أنني كثيرَة التفكيرُ فحَسب؟.

هيَ كانَت تنوِي التحَدث لكنّني سبقتُها أسألُها بسُرعة فقَد زاد الأمرُ عن حدِّه وأرِيد أن افهَم مَا الذِي يجرِي من حولِي.

«ماذَا هناكَ كارلاَ؟، لماذا القلقُ ظاهرٌ على ملامحِك يافتاة؟، هل حدَث شيءٌ ما؟..  ما خطبُ الجميع اليوم!.. تعلمينَ أنّه بمقدوركِ إخبارِي بكل شيـ.. ».

لم أواصِل كلامِي، بسبب مقاطعتهَا لي «حسناً، حسناً.. إنتظرِي تيانَا..  كل ما في الأمرُ أنّ المطعَم سيغلَق اليوم بوقتٍ أبكرَ من العادَة، قدمتُ لإعلامكِ بالأمر»، كانَت تتحَدث بهدوءٍ لكنّه كان واضحاً بالنسبَة لي أنها تحَاول جاهِدة تصنُع ذلكَ، هيَ لم تكن تنظُر لعينايَ أثناءَ حديثهَا حتى!.

«لما هذاَ الآن؟، منذُ متى نفعلُ ذلكَ كارلاَ، وبساعتين؟، بجديَة!..».

كادَت هي تلقِي إجابَة أراهنُ أنّها كذبَة، لكنّ صوت والدتنَا منعها من إتمامِ ذلكَ، وقد كانَت نبرتُها جديَة نوعا ما برغمِ ما كانَت تظهرهُ منذ الصباح «هيَا تيانا، كارلاَ.. إنتهى العملُ لليوم، لدينَا مكانٌ لنتوجه إليهِ بعد قليل».

كارلاَ أومئت بهدوءٍ متوجهة لتغييرِ ملابس العمل، لم يظهر على وجههَا أي علاقَة من علاماتِ التساؤلِ قبلَ ذلك حول المكَان الذي سنتَجه إليهِ على حَد قولِ أمِي فإستنتَجت أننّي الجاهِلة الوحِيدة بالوَضع!.

كانَت أمي علَى أهبّة الإستعدادِ للذهَاب كذلكَ لكنّني أمسكتُ بمرفقِها قبل أن تخطُو أي خطوَة، يجبُ عليّ معرفَة مايدورُ حولِي، أشعرُ بالغرابَة من تصرفَاتهم آخر فترَة وخاصةً اليَوم.

إلتفّت هي نحوِي لتواجهنِي، فرُحتُ أسألها «أمي، ما الذي يحدثُ وإلَى أينَ سنذهَب؟، لما أنا الوحِيدة التي لا تعلَم بالأمرِ؟» نبرتي العاليَة لم أستطع التحكمَ بها لأنّه قد طفحَ الكيلُ معي.

أشعرُ وكأنني شخصٌ تم إستبعادهُ من عائلتهِ، شخصٍ غير مهمٍ ولاَ يجدر به معرفَة الأمُور التِي تحدُث بينَ أفرادِ أسرتِه.

«لا بأسَ تيانا، ستعرفِين بخصوصِ كل شيءٍ بعدَ ساعاتٍ قليلَة، ثقي بي وبإخوتِك.. نحنُ لن نقومك بشيءٍ هو ضد مصلحتِك عزيزتِي».

رغم نبرتِي التي ما كَان علي استعمالهَا معها، هيَ لم تعلق علَى الأمْر بل اجابتنِي ببساطَة جوابًا زادَ من تساولَاتي ولم ينقِص منهَا شيئاً.. مالذِي تقصِده بكلامِها هذا؟. ولكِن قبلَ أن أستفسِر أكثر وجدتُها قد اتجهَت لتغيِر ملابسَها ايضاً.

حسناً الوضْع أصبَح أكثرَ جدِية الآن... وأنَا علَى علمٍ بأنّ لا أحد منهُم سيجِيب على تساؤلاتِي.. الشيءُ الوحيدُ الذي قد يجيبنِي هو أن أقوم بمَا يطلبونه مني لأكتَشف الأمر بنفسِي، إنهم عائلتِي بعد كلِ شيءٍ. سأثق بهم و أرَى ما يحدث بنفسِي.

قمتُ بنزعِ مأزرِي ثم علقتهُ مكانَه، أنا الوحيدَة التِي لا تفضِل ملابسَ العمل لذلكَ في العادَة اكتفي بمأرزٍ فوقَ ملابسي، كنت متوجهَة للخارجِ عندمَا رأيتُ كارلا عبرَ زجاجِ المطعمِ وهي تركبُ السيّارة رفقَة توأمِها كارل، أمِي خرجَت من غرفَة تغيير الملابِس لتطلُب مني القدومَ رفقتا، وفعَلت.

إتبعتهَا للسيّارة وركبتُ في المقعَد الخلفِي رفقةَ كارلا، أمِي جلست في المقَعد بجانِب أخي.

قاد هوَ السيارَة وكانَ الهدوءُ هو ما يعمُ المكاَن.. أو هذا ما يبدُو عليه الوضْع من الخَارجِ، فأنَا لم أستطِع التوقُف عن التفكِير، خاصَة بعدمَا إتخد كَارل طريقاً مختلفاً كلياً عن طريقِ المنزل، حسناً قالَت أمي أنّنا سنذهَب لمكانٍ ما لكِن هذا الطرِيق يؤَدي لغابَة ضخمَة، لا أظن أنّ شخصاً عاقلاً سيذهبُ إليها علَى للثامنَة والنصفِ ليلاً!، وفِي فصل الشتَاء أيضاً!، لاَ بد أنهُم يمزحون، إنّ الظلام حَالك الآن.

حسناً لافكِر قليلاً.. هل هنَاك مناسبَة ما اليَوم؟، هل هو عِيد ميلادِي ويريدونَ مفاجأتِي وقد قامُوا بكل تلك التمثيليّة لأصدِق الأمر وبعدَها أتفاجَأ؟.. لكِن عيد ميلادِي كان قبلَ أكثر من ثلاثَة أشهر. أذاً هذا الاحتِمال غيرُ ممكنٍ.

هل تَم استبدالُ أفرادِ عائلتِي من قبل عصَابة ما والآنَ هم متجِهون للغابة ليقومُوا ببيعي لعصَابة أخرَى!.. ارتجفْت إثرَ هذِه الفكرَة رغم كونِها بعيدة عن الحقِيقة بكل تأكِيد.

لاحظتُ نظراتَ كارلا نحوِي لأبتسمَ نحوهَا بخفوتٍ ثم عدتُ أغرَق فِي أفكارِي مجدداً.. هل سيقدمُونني كقربَان لشيءٍ ما!.

قطَع حبل أفكارِي توقفُ السيارَة في أحَد جوانِب تلك الغابة الضَخمة.. ليترَجل الجميعُ.. كانَ هناك شعُور غريب يعترِيني بينمَا أنزلُ من السيارة كذلكَ، ولكِن شعور الخوفِ قد تغلَب على شعورِي السابق بعدَما رأيتُ مدخل تلك الغابَة، إنّها مخيفَة!.

«ما الذِي يحدُث؟، كارل لمَا جلبتنَا إلى هنَا!، ما الذي تفعَلونَه؟.. حسناً يا رفاق إذا كانَت هذه مزحَة فلم يعد الوضْع مضحكًا، لنعُد للمنزِل» قلت جملتِي الأخيرَة وأنا على علم بأنّ الوضعَ لم يكن مضحِكا من البدَاية أصلاً... «لا تقلقِ تيا، ستفهمينَ كل شيءٍ لاحقا» أردف كارل بكُل هدوءٍ وهُو يشد يدِي لأمشِي وراءَه وكلٌ من أمِي و كارلاَ وراءَنا، لما الجميعُ يطلبُ مني عدم القلَق، وكأن الوضعَ يسمح بذلكَ.

هل نهرُب من شيٍء ما!، أنا حقاً أشعرُ بالغَرابة ممّا يحدُث.

توغلنَا قليلاً في أعمَاق الغابَة وكلما  دخلنَا كلمَا أصبَح الوضعُ أكثر إخافة، رأيتُ شخصاً مألوفاً نوعاً ما من بعِيد.

إنّه ذلكَ الأشقَر مجدداً، لماذَا هو هنا أيضاً؟.

لم أكَد أطرَح سؤَالي حتى سمعُته يخبر الجمِيع «لنسرِع قليلاً، القمرُ على وشكِ الإكتمال»، ليرد علَيه كارل متسائلاً «هل أنتَ متأكدٌ من أنّ كل شيءٍ جاهزٍ وعلَى ما يرام؟، هل الألفَا هنا؟».

ألفَا؟، ما هذَا الاسم؟، هل هناك شخصٌ قد يطلِق هذا الاسم الغريبَ على إبنه؟.

«أجل، كل شيءٍ جاهز.. الآلفا في إنتظارنَا رفقة إليونَا».

من إليونا أيضاً! حسنا على الأقَل اسمها طبيعِي.. لا أدري كيفَ يمكننِي التفكِير بهذه الأمُور بالرغمِ من أنّه سيغمَى عليّ من الوضعِ الذي أنَا فيه وسطَ كل هذا الغمُوض.

تقدمنَا أكثرَ لأجد شخصَين واقفينِ مقابِل بعضهِما البعض.. لابدَ أنهمَا الشخصَان اللذَان كانَ يتحدَث حولهمَا كارل وذلِك الأشقَر.

وقفنَا أمامهمَا لم أكَد أتحدّث حتَى تقدَم مني ذلِك الشخصُ ذو الاسم الغريب، كان طويلاَ ذو شعر أسوَد وأعينٍ بنيّة حادَة ..

مهلاً!، لقد رأيت هذِه الأعين من قَبل.. هذا كُل ما فكرتُ به قبلَ أن أغرقَ في الظلاَم ويغمَى عليّ.

بينَ ذراعيهِ!.

Continue Reading

You'll Also Like

1M 62.2K 72
حياة طالبة جامعية تحاول النجاح في هذه الحياة الصعبة لتصبح اقوى و لتلفت انتباه والدتها لها مجددا و حياة رئيس ياكوزا عاش حياته دوما في الخطر لا يهتم...
364K 23.2K 34
لما تدخل تقراا رح تعرف المحتوى ، بس واللهي هي حلوة ❤ . أهلا بالكل قايز هبيهيهي . سريوزلي ناو ، القصة فيها بنت ( رح تعرفو إسمها بعدين ) هاي البنت رح ت...
3.3K 378 24
هَل شَعرتَ يومًا أنَّكَ مُلامٌ عَلى شيءٍ لَمْ تَفعلَهُ؟ هَل وَجدتَ يومًا نَفسكَ مَحط عِقاب علَى مَا لمْ تَرتَكِب؟ و إن عَلمتَ أن هُناكَ وحُوشٌ دَامِي...
100K 3.9K 27
ɪ ᴀᴍ ᴛʜᴇ ǫᴜᴇᴇɴ . ᴛʜᴇʏ ᴀʀᴇ ɴᴏᴛʜɪɴɢ 🍁🍁