تحتَ اسقُف الجِراح

By soolafa

10.1K 784 1K

بكيتُ و بكـَى وقُلنا متىَ ينتهيِ هـذا الأسىَ فردّ عليِ الهـوىَ ان لا حوُلـة ولا قوّة لنـا وانَ الحُب سيبقىَ... More

الفصِل الآوُل |مـابعدَ الحُب
الفصلُ الثانـيِ|مـاقبل الحُب!
الفصلُ الثـالِث|تعاطيِ
الفصلُ الرابِع|تعرِفُه امـرأة
الفصلُ الخامِس|سـَانديِنيِ
الفصلُ السادِس|الشيطَان يرجوُا!
الفصلُ السابِع|مُثلث العِشق
الفصل الثامِن|لَن اُضيِعُكِ
الفصلُ التاسِع|لا سجائِر انتِ هُنَا
الفصل العاشِر|الرَقص بينَ الفُراق
الفصلُ الحاديِ عَشر|ذِكرَى تتجدّد
الفصَل الثـالثِ عَشر|سأختٰارُك مِن جديِد
الفصِل الرابِع عَشر|عـوُدة المَاضيِ
الفصِل الخامِس عَشر|رائِحة جديِدة
الفصِل السادِس عَشر|غمـزَة و غَفلة

الفصلُ الثانيِ عَشر|بوُحيِ ليِ انا تغيّرت

702 51 40
By soolafa

تحتَ اسقُف الجِرَاح|الفصِل الثـانيِ عَشر

هـذَا انـا مِن جَديِد
اكتُب عنكِ بقَٰلم الفُرّاق
علّيِ اُروّض حُبّنـا القديِم
لكِنهُ لا يخَضع هـذَا الغرَام
ولَا يترُكنيِ اعيِش السنيِن بسـلَام
كتبتُ بكُل السيـَاق
و رويتُ عنكِ الحنيِن
رُغمَ انيِ لبثتُ سنيِن طِوَال
اُحدّثنيِ عَن وقتُنـا الطويِل،
إلا انَ مشاعريِ
مـا زالت لكِ كم كـَانت
تعتلينيِ ولا تترُك لي وقت قصيِر

يكـَاد يُقبّل كُل انّش بيِ
لأغـفِر!
لكِنيِ لا أغفِر سأبقـىَ عنيِدَة
رُغمَ انيِ احتاجُه ضِعف ما يحتاجُنيِ
ارغبُه اكَثر مِن ما يرغبُنيِ
اُحبِه كثيراً كمَا لَم اُحِب احداً قَبل!
لكـنّيِ عزيِزَة
اعزّ علّيِ كـثيراً يـا حبيبيِ
ولا اُحِب دهَس كبريائيِ يوماً
فمَن قـال انَ الكبريَاء عدوّ العِلاقات؟
انهُ مُروّضـهَا..


~
ملعـَب بـاركّ ديِ برَانس
‏6:00Pmمـساءً
دوُرة المـيَاة.
~


"انـا لكِ لستُ لغيرُكِ!..."

حينمَا نطَق جُملتُه لهَا
شعـرَ بطمئنيِنة تحتّلُه
كـوُنه كُتِم مِن حالتهُم
يودّ اعلامُهَا انهَا غيرُهم
انَ لا احداً يشبهُهَا بقلبُه
و انَ النِساء بعدُهَا ابتذَال،
فلا احداً غيرُهَا ضيّعُه
و وحدُهَا مَن ستعُيدَه!
لِذَا هـوَ لن يُفرط بنفسُه وبِهَا
كِلاهُمَا سوياً نَجاه لبعضهُم

خَالت انّهُ استمَع لتمرُد قلبُهَا
خلفَ قفصُها الصدري،
انهَا ارتجَفت لما قالُه
لكِنَ تعابيِرُهَا بَقت ساكِنـة
تنظُر بعيوُنهَا الناعِسَه لهُ
علّها ترُد و تتحدث 
فلِسانُهَا عُقد بتلبُك قلَبيِ!
كيفَ تتصرَف الآن؟
لوُهـله امرُها حُبها ان تخضع
وتركُض لتضمُه كوُنه صارحُهَا
وقال عِباراة خاصّة بهُم
تدُل انهَا مازالت بِه
و تعيِش بخافِقُه الحقيِر

لاحظُهَا مُتصنِمَه صامِته
بتعابيِر جـامِدَة،و بهيئة جافَة
لِذَا تقدم بخُطاه الساكِنـة
يُحاول التماشيِ معَ حالتُهَا،
وقَف امامُهَا تمـامَاً يُغلق المَاء المُنهمِر
كونهَا لم تُغلِقَه،
ازاح يدُه عَن المغَسلة
يُحدق بِهَا مُخفض عيناه
لطوُلها امام طوُلـه،
رآهـا تُبادلَه النَظر
تُحاول ولوُ لقليِل ايصـَال فكرة مـا
لكِنهُ فَشل ان يستنتِج ما تُريده

"لـِنعوُد يـَا جارنيِت،اُبغيِك.."

بصـرَاحة حدّثُهَا
كـَان يتنفس بثُقل،
مُنذ وَقت لم يُحادثهَا
و يُعبر لها عَن ما بخاطرُه
كيـفَ سيُرضيهَا اولاً و اخيراً!
انهَا صعبَة جِداً لا تليِن
حتىَ ولو بعيـناهَا،
شرِسَة جداً تجاهُه
ولا تُعطيه المجَال
بل تصُده بيداَها و كأنهَا لا تعرِفُه

"بكُل مرَة انويِ ان اُسامِحُكَ تكسـِرُنيِ مِن جديِد.."

بعدَ دقائِق
مِن صمُتهَا
قـالت لهُ بجـفَاء
تلمُحه يبتلِع ريقُه الجَاف،
ثُمَ يرفع رأسُه بحركَة مُرتبُكة لفوُق
مُظهر عُنقه الطويَِل لهَا و رقبتُه السمراويَة،
هيِ لم تُزيح عيناها عنهُ بتاتاً
ودّت لوُ تُريه اسوُء مابِها
وان تُذيقه مُرّها!
غليلَها لا يُشفى

"انـَا مُشتّت،بُعدكِ عنّي يُشتتنيِ و يجعلنيِ افعَل مالا يُفعل.."

حدثُهَا يُعيد النَظر لهَا
كمَا كانت تنظُر دوُن ان تُبعد عيناهَا ابداً،
عذّبتُه بعيناها عذاباً سيء
ادّىَ لجعلُه يُغمض عيناه كثيراً
حتىَ يتجنبُهَا ببصرُهَا هـذا

"تُريد ان تجعلُنـيِ اعوُد لكَ عن طريِق اريـانَا؟..."

تسائلَت ساخِرة
تشعُر بِه نادِم
لكِنهُ بقىَ بتعابير بارِدَة
مخنوُق مِن هذه الاجوَاء
و النِقاش بدورة الميَاة مُقرِف

"أ تعرِف مـا مُشكِلتُنَا؟..."

بينمَا تتنهَد سألتُه
تعوُد خُطوة الىَ الخَلف
تضُم يداهَا الىَ صدرُهَا
تحت صمتُه
الذي دلَّ
علىَ انهُ ينتظِر حديثُهَا

"إننيِ عـزيِزَة نَفس بزيـَادة وانتَ عزيِز.."

وافقُهَا بحديُثهَا،
انهُ يرىَ نفسُه شيء كبيِر
لا يُكسر ولا يُذل ولا يتنازَل
و الحُب يحتَاج الىَ التنازُل
يحـتَاج الىَ التغاضيِ ولوُ لقليِل!
لكِنهُ دوماً كـان الطَرف النرجسيِ
الذيِ لا ينسىَ شيء
لكِن فُراقها ادّبُه كثيرا
و جعلهَا تزيد عزّة عليِه

"لكِنكِ لا تدريِن ماحلّ هـذِه المُشكلَة..."

رأهَا ترفع حاجِباهَا
ثُمَ بثانٰيِة تبدّلت ملامِحُها الىَ دهشَة
حينمَا رفعَ خصرُهَا بقبضتيِه
يُجلسها علىَ رُخامة المغَسلة
مؤديِ لتركُهَا مصدوُمُة
لكِنهُ لم يترُك مجالاً لها ابداً
بـَل سندَ جبينُه علىَ جبينُهَا الناعِم
مُغمض عيناهُ كمَا فعلت تلقائياً

"الحلّ ان نُحِب و نَعِزّ بعضُنـَا.."

تنفَس نفسُهَا
يشدّ علىَ خصرُهَا
يُحاول ايصَال شعوُره الغائِم،
انهَا لا تفهم كَم يُحبها!

"كمَ تبّقـىَ لتعوُديِ؟...اكـَاد ان اُقبّل قدميـِكِ لترضيِ ."

سخوُنـة جبينُه
اشعرتهَا بفراشَات الشوُق
و شيطانُ حُبهم اشتـعَل!
لِذَا هـيِ رفعَت يداهَا تُحيط عُنـقه
مُسببه رعَشة و قشعريرَة وصلَت لهَا
فجِلدُه اقـشعَر مِن لمستُهَا،
بـاغتتـهُ تارِكتُه يضحَك بدواخِلُه،
اخَذت هيِ تشدّ عليِه
تشعُر بعيوُنهَا تدمَع تلقائياً
مِن قُربه ومِن جحيِم بُعده
انهَا لا تُقاوِمـه!
مـاعادت تقدِر علىَ فُراقِه
نـار قلبُهَا ينطفِئ معهُ

"لكِنكَ لا تستحِق السٰمَاح..."

تناقُضهَا لوُهـله ازداد
تمسِكُه لكِنهَا تهنينُه،
هـوَ امـال رأسُه يفتح عـيناهُ
يراهَا مُغلقَة خاصّتُهَا وتبكيِ بصَمت
بينمَا تُعاتِبَه وتشدّ علىَ عُنـقَه مُتعمدة ان تغرُز اظافِرُهَا
عِند طرف جِلدُه
علّها تُعطيه الماً لا ُينسىَ

"المُفترَض انـنيِ صِرتُ لا اُحِبُكَ...لكِنيِ اُحِبُكَ"


هسهسَت بحرَارة
تلتحِم بجبينُه،
عقلُهَا سكيِر مِن قُربَه
و مِنـه،
ابتسَم بخموُل علىَ ما قالتُه
يضحَك شاعِر بروُحه اعادت تنبعِث بجسدُه،
قـالتَ اُحِبُكَ اخيراً!
بعدَ سنتيِن مِن عدم سماعُهَا
اخبرتُه بِهَا و همستهَا بكامِل قوّاها العقليِة،
كـيفَ ينام اليوُم بهذِه السعَادة،
فرِح انهُ ضمَن بقاء حُبهَا
و ودّ ان يُعناقهَا ولا يترُكهَا

"لا إفترَاض..انـَا اُحِبُكِ بكُل الحَالات و الإحتمـالَات.."

قـالَ لهَا
يراهَا تفتح عيـناهَا،
بادلَها النَظر ثُمَ نوىَ الإقترَاب
ليمنحُهَا قُبلـَة
لكِنهَا صدّت عنـهُ
تُبعدِهُ بيداهَا بينمَا تهبُط الىَ الاَرض
تُلملم اخر ما تبقىَ مِنهَا،
ماسِحة دموُعهَا بعجرفَة
تُلقيُ نظرة اخيرة عليِه
تراهُ يُحدّق ببُغض مِن صدُهَا!
لكِنهَا اكمَلت لُعبة كبريائُهَا
تخرُج خارِج دورة المـَياة
تارِكتُه يقِف
سعيِد و تعَيِس..

السـعَادة فتكت بِه
علىَ القليِلَة ضَمن انها ما زالت تُحِبُه،
و اعترافُهَا لذيِذ جِداً
جعلَ قلبُه ينتشيِ حُباً،
تبسّمَ مُتذكِر اعترافُهَا
الذي جعلُه يود ان يركُض
بعيداً بعيداً حتىَ لا يخسر مزاجُه هذا
انهَا بكلِمَة تأتيِ بقلبُه تحتَ قدمُهَا
و ببسمـة تجعل رأسُه يخـضع
كُله يرتويِ من رحيقهَا
و حروُفهَا،
مكَث يتأمل ظلهَا
و يبتسِم كـالأبلَه
عليِهَا

خرجَ مِن دوُرة المَياة بعدُهَا
يمشيِ بسكيِنـة و راحَة،
حتىَ وصل الىَ الباقيِ
يقِف بجانِبهُم يراهُم
يجلسوُن علىَ ارضية الملعَب الخضَراء،
اخذَت يبحثُ عنهَا
لكِنهُ لم يراهَا
يبدوُ انها غادرت
مِن عُري مشاعِرها امامُه،
ابتسَم بخِفة ثُمَ نفىَ البسمَة
يُعيد نفسُه الىَ واقِعُه

اخذَ ينويِ الجلوُس
لكِنَ نوُح الذيِ اتىَ يمشي لهُ
وعلىَ ملامِحُه غضب دفيِن
فهِمُه أرنـوُلد
و فهِم سبب غضبُه
لِذَا استبدل عيوُنه
يضعُها علىَ جهة اريانا
حتىَ رآهَا تمسِك هاتِفُهَا
وهيِ تجلِس علىَ مقعدُهَا
بصمَت تدّعي انها لا تـراه

مشىَ سريعاً يتجَاهل نوُح
الذيِ اشتد غضبُه مِن فعلتُه
كـان يود مُعاتبتُه
لكِن ارنوُلد باغتُه ينصرف
الىَ اريانا
مُتعمد ان ينظر لها بعُمق
ثُمَ تنهـد حينمَا وصل لهَا
يشعُر نفسُه مُذنِب

"لحَظة غَضب..."

اخبرُهَا بجـفَاء يرفع بصرُه عنهَا
لتترُك هيِ هاتِفُهَا علىَ حجرُهَا
ثُمَ تقوُل بصَرامة

"لا تُعيدهَا ايُهَا القذِر..."

سريعاً بادلُها النَظر
مُحتد العـيوُن
كمَا هيِ،
تجَاهل شتيمتُهَا
يغدوُ بعيداً عنهَا
مُتجهز للعوُدة الىَ الفُندق...

~
‏9:55Pm
الفُندق
~

وصَلت هيِ و اباها و ايسـَلا الىَ الفُندق،
كـَان الطريِق صمَت غريِب عليهُم
اخَذت تمشيِ تنويِ المكوُث بغُرفتهَا
بلا عوُدة!
ترغَب ان تنَام ولا تُفكر بمَا حَصل ابداً،
حُريـة لسانُهَا معهُ كـانت لا تُعجبهَا
ولا تُعجِب كبريَائُهَا
لا تفهم كيفَ انطلَقت حروُفها بمُجرد ان اقترب مِنها،
اخَذت تشتُم نفسُهَا وهيِ تمشي بالروَاق
بعدمَا سبقتهُم
و كأنهَا تهرُب قبل ان يـأتِ
وتـرَاه
فينكشِف سـِتَار استحيائُها من نفسُهَا

اخَذت تنويِ فتح الباب
ببطـاقَة الغُرفَة
لكِنهَا لم تُلاحظ انَ حقيبتُهَا ليست معُها،
عقدت حاجِباها بأستفهَام
مُدركَة انهَا نسَت حقيبتُها داخِل السيَارَة،
تمتمت بشتائِم هامِسَه
تعوُد ادراجُها الىَ حيثُها
بينمَا تخطوُا بخطوات سريِعه جداً

توقّفت بغتـة حينمَا رأت ظهَر اباها
و امامُه ايسـَلا
التيِ قـالت شيء مُثير ثبّتُهَا

"ارنوُلد الفاعِل صدقنيِ.."

تعجّبن جارنيِت مِن ذكر اسمُه،
لِذا خبئت نفسُها قليلاً
تستمتِع للحِوَار الهامِس بينهُم

"لكِنهُ معَ اريـانَا كيفَ يفعلُها!..."

قـال اباها بتشويِش
شوّشهَا ايضاً
مـاذا يقصِدوُن

"قُلت لكَ ان اريـانَا مُجرد لعبَة لديِة حتىَ يُثير جـارنيِت و الدليِل انهُ جلَب الثيـَاب اليِهَا سراً!...لا اعرِف كيفَ قُلت لها اننيِ من جلبتُها."

شهَقت بخفوُت
تضع يدُها علىَ فمُهَا
وهيِ تنظُر الىَ ما ترتديِه
شاعِره بقلبُهَا ينبُض،
أ هـوَ الفاعِل؟
لوُهـلَه لم تُصدِق
لكِن صمَت اباها دلّ انهُ لم يجلِب الثيَاب

كمَشت علىَ نفسُهَا
ومعدتُهَا زقزقت غرامَاً،
فِكرة انهُ الفاعِل لذيِذَة،
تحمحمت تعوُد الىَ نفسُهَا
تمشيِ بثِقة الىَ اباهَا و ايسـلَا
لمحتهُم يصمتوُن سريعاً لقُربها

"عُذراً،لكِنيِ نسيتُ حقيِبتيِ سأقـوُم بجلبُهَا و آعوُد.."

اخبرتهُم سريعاً
ثُمَ مَشت تُعاكس دربهُم،
اخَذت تلتقِط نفساً عميِق
تُحاول التماسُك
ارتدت ما جلبُه بكُل غباء
و تفاخَرت بِه،
توّها فهِمت سرّ عينـاه علىَ جسدُهَا،
كـان طِوال اليوُم يُناظِرهَا بعُمق خبيِث
ادّىَ لجلب شكوُك بعقلها
و ها هيِ علِمَت ما يُخفيه خَلف بصرُه،
كيفَ لم تعرِف اسلوُبه
و غزلُه علىَ الورقـة المُرسَلة
أ طـال الفُراق لهذِه الدرجَة
أ نَست و تنٰاسَت اسلوُبـه المعهوُد؟
ام انَ اللهـوُ خَلف حاجِز البُعد
جعلها لا تظُن بِه ذرة مشاعِر يكُنها لـهَا،
لكِنهُ بـات يبرِز نفسُه لتـراه من جديِد
يُعطيها لتعرِف و تفهَم
انهَا تعرِف و تفهمُه!
لكِنَ شيء بداخِلُهَا يمنعُهَا
ان تقترِب و تعـوُد..

آخَذت حقيبتُهَا
ثُمَ عـادت لغُرفتهَا مُسرِعة
قبَل ان تلقـَاه بغتـة،
مسَكت هاتِفُهَا سريعاً
ترىَ اتـصال فائِت
مِن بوُبيِ،
عاوُدت الإتـصَال
وهيِ تمشيِ الىَ الثيَاب المُعلّقـَة،
لَم تكبح نفسُهَا
بَل تبسّمت بهدوُء تنظُر وتمسِك الثيـَاب بتأنِ،
لاحَظت انهُ يعرِف ذوُقهَا جيداً،
و مقاسُهَا يحفظُه عن ظهَر قلبْ،
اخَذت نفساً مكتوُم تُشيح عيـناهَا عنهُن
تلتهيِ باجابَة بوُبيِ للإتـصَال

"آيـِنَ انتِ يـا فتاة.."

باغتُتهَا بوُبيِ تعتَب بشوُق
بينمَا جارنيِت جلَست علىَ سريرُهَا
تُناظر الثيَاب
ثُمَ تُجيب ببال شـارِد

"مُتواجَدة،فقط كـان لديّ تدريبَات اليوُم تعرفيِن.."

همهمَت لها الاُخرىَ مُتفهِمـة،
آخِذه مجرىَ اخر مِن الحديِث
تتسائَل بهدوُء

"كـيفَ اوضاعُكِ وقلبُكِ..."

لعَقت شِفتهَا سريعاً
تعبَث بطَرف تنّوُرتهَا،
أ تـقوُل حـالُها الذي لا يُشرح؟
ام تصمُت و تموُت غمّاً،
انهَا حـتى لا تـقوى على القوُل
ولا علىَ الردّ!
اموُرها مُشتته كثيراً
مِثل كُل كُلهَا
لا تعرِف ا تعوُد لهُ ام تُبقيِه بنـَارُه يحترِق و تحترِق

"مُستتِبّ كُل شيء..."

"لَم يجـرىَ شيء معُكِ؟.."

مرةً اُخرىَ تسائلت بوُبيِ
مُصرّه ان تجعلُها تنطُق،
ولِسان جارنيِت يحبوُا لترك الحروُف تَقع!
لِذَا هيِ لَم تكبُح نفسُهَا
بَل تنهدت ثُقلاً تقوُل

"انهُ يُحـاوِل معّيِ حتىَ اعوُد لهُ..."

شهـقَت بوُبيِ
ثُمَ اعترضت سريعاً
تُحاول ان تُشوش جارنيِت
كيِ لا تعوُد اليـِه ابداً

"لكِنهُ معَ امـرأة اُخرىَ!اريـانا..."

نفَت جارنيِت
تُحاول التوضيِح لنفسُهَا
قبلَ ان تُوضح لها

"لكيِ يثيِر غيرتيِ،انهُ مُراهِق حقاً!..."

صُدِمت بوُبيِ
ثُمَ بَقت صامِتة،
لا تُريد ان تعوُد هذه العِلاقة
وحدُها مَن شهدت تعَب جارنِيت
انها عِلاقة سامّة!
لَن تنجوُ مِنها

"وستعوُديِن..."

بعدَ صمت طويِل
سألت الخائِفَة
تستمِع شخَرة مِن الاُخرىَ

"لا تهذيِن....كُل مـا فيِ الأمرُ انيِ احِنُ لـهُ."

اومـأت براحَة بوُبيِ
تقوُل

"حسـناً افهمُكِ...علىَ العموُم لديّ بِضعُ اعمَال اُحادثُكِ لاحقاً.."

اغلقَت الخطّ
ثُمَ مكـَث محلُّهَا
ترميِ هاتِفُهَا خلفُهَا
مُنحنيِة قليلاً
تضع يداهَا علىَ فروُة رأسُهَا
واكواعُها علىَ رُكبتيِهَا
كـ وضعيِة تدُل
علىَ حيرج قلبُهَا
و تضارُب عقلُهَا
تخوُض حَرب الحُب الساذِجَة،

قاطَع هاجِسُهَا
طرق البـابّ،
طرقتُه!
فزت مِن مقعدُهَا
مُضطربِه
انهُ مَن يطرُق،تعرِفُه
اخَذت تبتلِع ريقُهَا
تنظُر يميناً و شِمالاً
مُحـتارة
أ تهرُب لدوُرة المياة
وتدعي انهَا لم تسمُعه
ام تفتِح البـاب
و توُاجِه عيـنَاه التيِ تُحِب،
اختـارت الشيء الثانيِ
فهيِ تحتاج لوضوُح
يُخرجهَا مِن عقلُهَا

ركَضت الىَ البـَاب
دقائِق
ثُمَ فتحتُه
تـراهُ يقِف مُنحنيِ الرأسُ
كـ دليِل انهُ نفذَ صبرُه
و كـاد ان يُغادر لوُ تأخّرت قليلاً،
لِذَا هيِ تغضب عليهُ
لا يُحـاوِل و يُزيد الجرعَة بأسفُه،
انها تتوُق لتـَراه نادِم
فهوُ يمتلِك نرجسيِة عظيِمَة
تجعلُه مكروُه بغيِظ بعينُهَا

نظَرت لهُ علىَ امل ان يتحدّث،
رفعَ رأسُه لهـَا مُتأمِل خيراً ما دامُها فتحت بابُ الوِصـاَل،
لَم تقطع حبل الوصل اليوُم
لهـذَا حاوُل مرّتيِن و ثلاَثـة،
رؤيتُهَا تُبادر ولوُ بنظَرة
تجعلُه يندفِع بجنوُن نحوُهَا
حـتىَ يُنظّف ما فعلُه قبلاً،

"لنـُناقِش مـا بجُعبتِنَا،لا انـَام لياليِ بسبُبكِ."

صارحُهَا بصـرَاحة
جعلت قلبُها يرّن،
اخيـراً صـار انسـان
و تخلّىَ عن غروُره وخَضع،
ثُمَ ان شعوُره ذاتُه شعوُرها
لا ينـَام؟
و يُفكر بِهُم،
شيء مُطمئِن انه يذوُق مُر العَذاب معهَا،
ظنّت انهُ نـسىَ وعـاش بتبلُده الثلجيِ،
كـادت ان ترفُضه
لكِن عيوُنـه بِهَا ارهـَاق و رجَاء
يُحدق بمُنتصف بؤبؤهَا عمداً
لـترى بوضوُح مافعلتُه بِه،
وترضىَ على طلبُه

"سـأقوُم بتبديِل ثيـابيِ اولاً..."

اشَارت خلفاً بهدوُء
تنويِ الذهَاب
لكِنهُ سحَب مِعصمُهَا
بجُرئة يُعيدهَا محلُهَا
تحتَ عيوُنهَا المدهوُشَة

"دعيِ مـَا جلبتُه لكِ يعلوُكِ.."

شتمَت نفسُهَا و اغمَضت عيناها،
نَست انها ترتديِ خاصّتُه،
لتفتح عيناهَا تراهُ ينظُر بنُعاس ناحيتُهَا،
تعرِف هذه النظَرة جيداً
و تقرأُها كمَا عِلاقة القارِئ و الكِتَاب،
سهِل بعضُ حيِن
لكِنهُ الاصعَب باقي الوَقت

"لَم يُعجبنيِ كـثيراً لِذَا سأُبدلـَه.."

بجـفَاء قالت تتنحىَ عن يدُه
جاعِلتُه يضـحَك بصِدق
مُظهِر انيابُه لهَا،
اشتـاقت لهُ!
الىَ مبسمُه هـذَا
و حِوارُهم الساكِن

"كُنتِ فخـوُرة بِنفسُكِ وانتِ تمشيِن اليوُم،وهـَذا بفَضل ثيابُكِ التيِ انتقيتُهَا لكِ،اعرِفُكِ كـ كفّة يديِ."

بقَت صامِتـَة
قـال حديِثُه بحُب
مُتعمد التمهُل بأخِر جُملَته،
غزلُه المُندثِر
و معرِفتُه بِهَا تُطيح بِهَا،
يعرُف كيفَ يُروض قلبُهَا
و يأخُذها مِن جهة العاطفَة،
لَم تقُل شيء رداً عليِه
بَل استدارت تدُلف الىَ الداخِل
تحتَ التفاتُه ببسمتُه الولهـانَه
مُستنِد علىَ الجِدار
ينتظرُهَا بفارِغ الصَبر
خارِج الروَاق.

~
‏10:56Pmلـيلاً
اجـوَاء بـارِدَة|ثلوُج قليلة
~

ارتدت قميِص بيجيِ
قُمـاشه كـَان قُطنيِ
مُنفتِح من جهة الصدِر قليـلاً،
مـعَ جيِنز اسوُد يُميل للرمـاديِ
معَ كعباً كُحليِ غامِق ليليِ
تارِكَة شعرُهَا مُنسدِل براحـَة،
تعمدت ان تُظهر ارق مـا لديها
لم تتزيّن لحضوُره ابداً
رُغمَ انها كـانت اكثُر النساء
حباً للتزيِن امام الحبيِب،
لكِنهُ لم يعُد حبيب ولا عشيِق،
انهُ رجُل الفُرَاق و البُعَٰاد

رأتـهُ يقِف ومازَال مُرتديِ ثيابُه
معطَف جلديِ اسوُد
وبداخِلُه كنزَة سوُداء
معَ جينز بذَات اللّوُن،
جـَاف حتىَ بثيابُه!
لكِنهُ الافضل
لا يجذِب الانـَظار كثيراً
بسبب كلاسيكيتُه البسيَِطة

تقدّمَت بهدوُء
تُغلق بـابُ غُرفتهَا المُنفتح قليلاً،
وبيدُهَا معطَف اسوُد طويِل
مُتعمدة الصَمت وعدم النَظر لهُ
عكسُه،كـان ينظُر لها
لا يُريد تفويِت ثانـية مِنهَا
يحتاجُ الكثيِر ليحتفظ بتعابيِرُها ليلاً ونهارا،
ايامُه فارِغه بسبب قِل لقياهَا،
لقائُها يُملئ فرَاغُه النظريِ و النفسيِ،
حتىَ ان جسذُه تلقائيِ ابتعدَ عن الجِدار
كونَ حضوُرهَا لهُ طغيان عليِه

"تذكّر إنـنيِ قبَلت عرضُكَ مِن أجلُ نـفسيِ..."

نبّهتُه بهـدوُء جـَاف
تنظُر ارضاً
ثُمَ مَشت قبلُه بثبـَات
تحتَ عـيناهُ الناعِسَة،
كـانت مشيتُهَا تُذيبُه كُلياً
كـيفَ لا
اوليسَت هيِ اجمَل امرأة رأهـَا؟
انهُ يُحبها بشدّة
حتىَ رُغم اهانتُهَا لهُ يصمُت لأجلُهَا،
تقدَم خلفُهَا سريعاً
حتىَ يسن لهُ جعلهَا تركب بسيارة معهُ
يخـاف ان تشرُد مِنه دوُن ادراكُه
فُرصة مثل هذه نـادِرة

مكٰثَ قُربهَا
واقِف برزانـَة
خارِج الفُندق
ينتظِر السيارة ان تأتِ
بعدمَا ثبتت هيِ جانِبُه بصمَت،
تمسِك حقيبتُهَا بيد واحِدة
معَ مِعطفُها
الذي ثبتتهُ علىَ معصمُهَا تتنيِه،
يسمع مِنها تنهيدَات كثيِرة،
أ تشعُر بالضيِق مِن حضوُره؟
رُغمَ انهُ يحاول مُراعاتُها
فقدّ دمّرُهَا بما يكفيِ

"تفضل يـَا سيد أرنـوُلد وسيّدة جـارنيِت..."

آتىَ السائِق يفتح الباب لهُ حتىَ يصعد
لكِنهُ اعترَض بأسلوُبه البارِد
يأخُذ المُفتاح مِن يدّهُ

"سأسوُق انـَا..يُمكنكَ الذهاب."

أمرُه بنبرة ثخيِنة
وعيوُنه تجوُل علىَ جسدُهَا،
رأهـَا تنظُر سريعاً لهُ
بعدمَا اقترح علىَ السائِق امرُه،
لم تسُرها الفِكرة
فـ بقائُها معهُ علىَ انفراد بالسيارة
لهُ عواقِب و سوابِق كثيِرة،
لا تنسىَ كيفَ كـان يتشاجر معُها داخِل العربَة،
بينمَا هيِ تلتصِق بجهة نافِذتُها خوفاً مِنه،
كـان يسرِع كثيراً بشكِل جنوُنيِ
يُخيفها!
و يبقىَ ساكِن وعروُق رقبتُه بارِزَة،
تتذكّر كُل لحظَة
لذا وجهُهَا تجهم حتىَ ادركت انها تود التراجُع
عَن الذهاب معهُ

"امرُكَ..."

اجابُه السائِق
يُعطيه المُفتاح
ثُمَ يفتح الأبواب لهُم،
تنهدت للمرة الرابِعَة
تصعد مكانُهَا قبلُه،
هوَُ ركب بعدُهَا بهدوُء
يُشعل مُحرك السـيَارة،
مُستمع لأدق اصوات انفاس تصدُرهَا
و أرقّ حركـَة مِنها،
يعرِف لُغـة جسدُهَا
انهَا الآن تتأرجح
بينَ الطمئنيِنَة و الخوُف

"نفسُكِ اهمّ بكثيِر مِن نـفَسي..افعليِ ما يحلوُا لكِ.."

حرّك العجـلَة يمشيِ
تحتَ عُقدة حاجِبُها
مِن ما قالُه لـهَا،
استوعبت انهُ يرُد علىَ ماقالتُه
بذلِك الروَاق،
لكِنها ادّعت عدم السمـَاع،
باقية علىَ صمتُهَا ناحيتُه
لن تُبادر بتاتاً
ستجعلُه يموُت ببُطئ!
دوماً كـانت تفتح معهُ الحِوارات و العَتب
حـَان دوُره
ليذوُق ما ذاقتُه،
انهُ اكثر الرِجَال سكوُتاً
لكِنهُ الآن يُبرر كثيراً لها
ويتحَدث لتنطُق

"ارتديِ مِعطفُكَ..."

بعدَ صمت اخبرُها مرةً اُخرىَ
يُلقيِ نظرة عليِهَا
ثُمَ يُعيد بصرُه الىَ الأمـَام،
سخَرت بداخِلُهَا
أ يخـَال ان تبرُد؟
بعدمَا حرق كُل جِلدُهَا بنار لا تنطفئ
انهُ مُتناقِض

"افعليِ مـا قُلت..سننزِل الىَ المقهَى الآن."

تنهد قـائِل بنبرة شديِدَة،
اصبحت عنيدة كثيراً
لَم يتوقّع كُل هذا العِند منهَا،
رآهـَا بضيِق تشيح عنهُ
ناظِرة الىَ النافِذَة
مُتجاهِلتُه كُلياً،
شتَم داخلياً برذالـَة
بينمَت يأخُذ سيجَارة مِن جيبُه
وقداحتُه
مُشعِل سيجَارة فاتِح نافذتُه قليلاً
حتىَ لا تختنِق،
هيِ كشّرت ملامِحُها
فورمَا سمعت صوُت اشعالُه لسيجارتُه
و رائحة الدُخان القاتِلة مِنهُ،
حزنت كثيراً انهُ صارَ مُدخِن
تخـَال عليهُ من الهوَاء
فكيفَ و السُم يدخُل رئتَاه؟

"أ تريِديِن البقَاء بالسيّارة؟اَم النزوُل..."

سألَ علها تُسمعه صوُتهَا،
هيِ نظرت لهُ لثانيِة
تلمح الغليوُن بفمُه،
انهُ مُثير معَ التدخيِن!

"النـزوُل...هذِه الاجوَاء تخنُقنيِ.."

كـَاد ان يغَضب
لكِنهُ تمَاسك يشدّ علىَ نفسُه
ثُمَ يُهمهم بطرف رأسُه لهَا،
مٰا تقوُله سيفعلُه الليِلة
سيتخلّىَ عن نرجسيتُه اليوُم
و سيجعلُها تُغير نظرتُها عنهُ

"حـسناً لـنفعل مـا تُريديِنه."

انـصَاع
ثُمَ اصطفّ بسيارتُه الىَ الجانِب
مِن الرصيِف الساكِن،
ينزِل قبلُهَا بقليِل
لتلحقُه هيِ بسكوُنهَا الغريِب،
آخَذت تنظُر الىَ المكَان هُنـا،
كـان مقهـىَ علىَ الرصيِف
هادئ ليسَ بِه من الزوّار كثيراً
شبه فارِغ
لتأخُر الوَقت،
مـشَت خلفُه ثُمَ جلست
كمَا جلسَ امامُها تماماً،
غير قابِل ان يُجاورهَا
يرغَب ان يُبقيها امامُه ليضعهَا بعيـنَاه

دقائِق و آتىَ نادِل
يتسائل عَن طلبهُم،
ليُجيبه أرنـوُلد
بعدمَا اطفئ سيجارتُه
بحذائُه عِندَ نزوُله

"قهوتيِن مُرّة..."

طلَب ليومـأ النادِل
ذاهِب لأحضار مُبتغاهُم،
لَم ينسى طلبُهَا
فبعدَ سنيِن اجتمعن معهُ
بطاولَة بأحدَ المقاهيِ
لكِنهُ لم ينسى،
شعَرت بأمَان و حُب
انها دقيِقَة كثيراً
عميِقة بعلاقتُها معهُ خصوصاً،
لا تهوىَ ان ينسىَ مايخُصهَا

"اعتقِد انكِ مـا زِلتِ تُحبيِن القهوَة المُرّة."

قـال لهَا بهدوُء
ينظرُ لهَا بعُمق،
تلقائياً ناظرت له
غيـِر مُجيِبَة بل تواصَلت بصرياً
ترويِه استفاهمَات كثيرة

"ارتديِ مِعطفُكِ.."

امرُهَا هذِه المرّة بنبرة حادة
يرىَ شعرُها يتطاير اثر الهوَاء،
الاجوَاء مُثلجة وهيِ ترتديِ قميِص خفيِف
تأبىَ الانصيـاع لهُ!

"لَا تتدخَل،اشعُر بالراحـَة هكذَا."

اجابتُه بفظاظَة تُعصيِه،
لعَق شِفتُه بنفاذ صَبر
التحدُث اليها بات صَعب
وكُلها صارت صعَبة!
عنيِدة برأس صخريِ يـابِس
تُعانده حتىَ تُرضي غروُرها

"مـاذَا افعَل اكـثر؟..."

بضيِق و حَنق سألَ
يُلصق ظهرُه بكُرسيِه
فارِد يداه علىَ فخذاهُ
و رجلَاه يفتحهُا براحَة
مُراقبها بدِقّة عاليِة،
ظنّ انها ستُجيبه
لكِنهتا بقَت تصمُت
لِذا عادَ يتحدّث اليِهَا
بصيِغَة هادِئة بارِدة

"هَل تُريديِن ان اُخرج قلبيِ و ادهسُه امَ ان اجعل البـحَر سماء و السمَاءُ بـَحر؟.."

مسّت بحديثُه السُخريَة
وقليلاً مِن قِلة الحيِلَة بِه،
لاحظتُه مُحتار معهَا
لا طريِق يستدِل بِه
من اجَل ارضائُهَا

"لا هـذَا ولا هـذَا..."

بكُل سهـوُلة اجابتُه
وصوُتها هادِئ مِثلُه،
تُعاقبه بأقسىَ شيء
انهُ مُعتاد علىَ كلامُها الكثيِر
و كُثرة عتابُها و عدم تحمُّلها للصمت
لكِنها الآن تُقلب الادوَار
تتقمص شخصيتُه بكُل جُرئة

"لـوُ علِمتِ حجمُكِ بعيِنيِ مـَا ترتكتيـِنيِ..لكِني لا اُظهِر مشاعريِ حتىَ لنفسيِ.."

تحدّثَ وهوَ ينظر الىَ السمَاء،
وكأنهُ يُفكر بشيء آخَر
حتىَ انهُ همسَ
بالكاد وصلَ صوُته لها

"لا تلوُمنيِ اذاً.."

كظَم غيظُه،
ردوُدهَا تقهرُه
وجفائُهَا يجعلُه يتحطّم!
كيفَ سيُرضيها مادامت هكـذا؟
تردُ عليِه بلامُبالَة
و كأنهَا لا تهتم لهُ ولا تهتز شعره بِها

"إن مكثتيِ هكـَذا لَن ألتفِت مُجدداً يـَا جارنيِت.."

بصريِح العِباراة اخبرُهَا،
لَن يقدر علىَ التعامُل معهَا
ان بقَت مِثل الآن،
قلبُها ارتجَف
لكِن ملامِحُها بقَت ساكِنَة،
تكـره بِه انهُ لا يرضىَ على نفسُه
ولا يرضىَ ان يخضع ولوُ لدقيِقَة!
انهُ مُتكاسِل لا يُحاول

"لم تصُمد سـَاعة بجفائيِ معُكَ،امّـا انـا صمدتُ ثلاثَة سنـوات بجفائُكَ يـا أرنوُلد.."

لعثمتُه بجوابِهَا
لِذَا سكـَت،
هُنـاك حقّ وواقِع بما قالتُه،
شخصيِتُه سيئة لا تُطاق
تحملتُه كثيراً لا ينكُر،
بوَقت كـان هو لا يُطيق نفسُه
راعتُه و احتضنته بحُب هيِ

رأىَ النادِل يأتيِ
ومعهُ قهوتـان،
حمدّ ربُه انهُ اتى
كوُنَ ذِكر ماضيِهُم لا يجعلهُم يصمتوُن
بَل يتشاكسَان كثيراً
وينهدم كُل هذَا الهدوُء بثانيَة،
تُعايره و يُعايرهَا
انهُم هكذَا

"بـالعافيِة..."

اخبرهُم النادِل ثُمَ فرّ بعيداً،
اخذَ هوُ يرتشِف من قهوتُه
بينمَا جارنيِت بقَت جامِدة
تنظُر الىَ كوُبهَا دوُن ان تلمِسُه
انهَا تشُعر ببرد كبيِر
تُعصي نفسُها حتىَ لا تأخُذ بكلامُه
وتلبس مِعطفُهَا

"اعرِف إنكِ تموُتيِن برداً...لَن تُنزليِن من نفسُكِ شيء ارتديُه"

دوُنَ النظر لهَا تحدّث
يُحدق بالطريِق مُرتشف من قهوُته،
كبسَت على شفتُها بحَرج شدِيد
تقلب عيناهَا تدعيِ اللامُبالـة،
وبالفعل اخذت مِعطفُهَا
تستقيِم مُرتديتُه سريعاً
تارِكتُه يُحدق بجسدُها حينمَا وقفَت،
كـانت تبدوُ نحيِلَة
يذكُرها كانت متيِنه اكثر من الآن،
جلَست بعدمَا انتهَت ترتشِف رشَفة
لكِنها توقّفت حينمَا قـال بأنهـَاك

"نَحفتِ و شعرُكَ صـار طويِل،اذكُر انهُ كـان يصِل الىَ تحت اكتافُكِ بقليِل لكِنهُ الآن لصدرُكِ..بُعدك عَن عينيِ جعلنيِ ارىَ اشيَاء كثيِرة تغيّرت بِك..مُِثلُ اغمقَاقَ عيـناكِ الخَضرَاء،اغمـقَاق العيـن لهُ اسباب و اهمُهَا..مكوُث الإنسـان بالعِتمَة و الظَلام اضافَة الىَ ردوُد الفِعل العاطفيِة القويـّة...و آرىَ بجيِدك عظَم بارِز مِن نُحلكِ،مشيتُكِ صـَارت اكثر اتزاناً مِن قَبل و حُبكِ للكعوُب بأزديَاد..ثُمَ هُنـاك اسفل عيوُنكِ حُفرة بسيِطة لا تظهر كثيراً ولن يراهَا الا مَن يُدقق بِك،الا تنـاميِن جيداً؟...آخَال انَ كوُنكِ نبَاتية يؤثر عليِك،كبرتيِ ثلاثَة سنوَات وانا بعيِد عنكِ،اتحسّف كثيراً لأني فرطتُ بِك الفُ و ثمانيِة عَشر يوُم!،اكرهُ نفسيِ بأوقات كثيِرة...لا يغُركِ اننيِ صامِد بوجهيِ هذَا..انـا بعدُكِ مُختلِف،فَرقتُ عَن قبل،كلفنيِ فُراقك الكثيِر و علّمنيِ..ادركتُ انَ قلبيِ لا يعيِش دوُنكِ"

اخرجَ قلبُه علىَ الطاوِلَة
يجعلُه ينطلِق للتحدُّث امامُهَا
لَم يبخل ان يقوُل كُل مابجعبتُه بها،
ربُما هذا اطوُل شيء قالُه بحياتُه
قالُه ليوضّح ذرة مِن ما فيِه لأجلُها،
بعيناها اندهَاش مِنه
لَم تتوقع كُل هذَا مِن صخرة مِثلُه
حيّرُها كثيراً ولبكّها بشـهَد مانطقُه،
لا تُريد ترك هذَا الرجُل ابداً
منطوُقَه اثّر بِها
الحيرة فتتُها،
أ تُصالِحَه اخيراً؟
اَم تُكمِل دوُنه خِتاماً
مـا الحل الآن،
داخِلُها اُنثىَ تريد التحدُث
و الإنطلَاق كمَا لسانُه انطلق!
تغار و تختنِق كيِ تُفرغ مابها لهُ
لكِنَ عقلُها يلثُمهَا بكفيِه لكيِ تصمُت

"عـاتبيِ كَان يُرضيِك العِتـاب...اشتميِ لكِن لا تصمُتيِ،انٰا رجُل الصمتُ لأجلُكِ قُلت حتىَ ترضيِ."

تنهـَدت بغصّـة
ترميِ قِناعُهَا ارضاً،
ابتسمَ بخِفة حينمَا اظهرت تعاستُهَا،
لم يفرح لحُزنها بَل شعر بسروُر كوُنها اظهرت نفسُها،
اخيراً نظَرت بعيوُنها الحقيِقَة لهُ،
اخَذت ترفع عيوُنها حتىَ تصمُد
لا تُريد ان تنفلِت سريعاً و تبكيِ
لكِنهُ واحِد يجعلها حساسه قُربه
وماقالُه قويّ حنوُن عليِها
غصباً عَن انفُها يترُكها تتحث،
رؤيـاهَا ضائِعه هكَذا
اضعفت ضُلوُعَه
جوُفـه تشقّق لنظرتُها الخائِبَة،
بقائُه دوُن حركَة تدُل انهُ معها
غير صائِبَة،
لذَا هـو مدّ يدُه الىَ يدُها
الموضوُعة علىَ الطاوِلة بتراخيِ،
انتشلَ كفُها البارِد بيَن كفُه
يمسَح برقة بأصابعه عليِها،
اراحتُه انها لم تبُعده بَل تركتُه يمسِكُها

"عاهدتُ نفسيِ كثيراً إنـنيِ لَن اُحادثك مرةً اُخرىَ و حَلفت بخصوُص لُقيـاك...اخذتُ وعد بعدمْ رجوُعكَ لحياتيِ ابداً،كُنت اقوُل انَ لا فُرصة لك،كِتابُنا انحرَق لا يوجد صفحَة اُخـرىَ لنا!..لكِن بكُل مرة افشَل و تأتِ انتَ مُمتحن قلبيِ برجوُعكَ ليِ،كتبتُ رسائل لكَ و خزّنتُها بهاتفيِ حتىَ اُخبرك بِها واُعاتبك لكِنيِ بذات اللحظَة حذفتُهَا وعينايِ حمراَء مِن البُكَاء،جعلتنيِ اشُك بحُبك ليِ وهذا اكبر جُرم فعلتُه و مارستُه عليّ...تسـألنيِ عَن وزنيِ وَ انـا اتسائَل عنْ سبب زيادة عضلاتُكَ!..كُنت تتمرن كثيراً عِند حُزنكَ،أ حزنتَ بفُراقيِ ام اننيِ لا افرِق؟..تسألُنيِ عَن عيوُنيِ وانَا اُريد سؤالك عـن تداخُل هالاتُكَ اسفل عيـنَاك،أ اُرهِقت بعديِ ام انَ امُورك مَشت دوُنيِ؟...اسألتيِ كثيرة وانتَ قُلت مادام العِتاب يُرضيكِ عاتبيِ،ان عاتبتُكَ لَن اصمُت ابداً،قُلَت اشتميِ وها انـا سأشتُمكَ،انكَ حقيِر دنيـئ اتعبتنيِ،انـتَ وقِح و قَذِر!،بقدر ما احببتُكَ الا اننيِ جُرحت اكثر بكثيِر من حُبيِ لك،انـا ثرثَارة نحوُكَ و امامُكَ،مهمَا حاولت تبقىَ انت مُختلِف عن الجميِع،فشِلتُ بعهوُدي لنفسيِ و خذلُت وعوُديِ مرةً اُخرىَ...كُله بسببُكَ يـا أرنوُلد"





انتهىَ

-الحمدلله الذي احيانا بعد ما اماتنا-
هذا اول شي قلته بعد ما انتهيت من كتابة هالبارت🤯

المشاعر الي تفجرت فيه):

اتركوُا ارائكم هُنا
الفصل شاعري لذيذ❤️!

أرنوُلد؟

جارنيِت؟

دُمتم بخير
استودعتكم الله3>

Continue Reading

You'll Also Like

4.6K 83 116
sunny flare and her friends become juniors at canterlot high school from their universe with new teachers, new friends, and new adventures along the...
10.8M 249K 60
𝐅𝐫𝐨𝐦 𝐄𝐧𝐞𝐦𝐢𝐞𝐬 𝐭𝐨 𝐋𝐨𝐯𝐞𝐫𝐬 Enzo Mariano is known for being nothing but ruthless. He is feared by all in the Italian mafia. He kills on...
49.1K 168 3
❝𝘛𝘩𝘦 𝘴𝘤𝘢𝘳𝘳𝘦𝘥 𝘴𝘰𝘶𝘭 𝘢𝘯𝘥 𝘵𝘩𝘦 𝘴𝘵𝘢𝘪𝘯𝘦𝘥 𝘩𝘢𝘯𝘥𝘴, 𝘐 𝘴𝘦𝘦...❞ A solitary cloud beneath the shadow of the setting sun. A...
33.3K 1.8K 40
Prince decides to try to rekindle a romance he dropped years before when it was inconvenient. Sofia Brown is unsure she can risk that much of her hea...