❄" كزهرة زارها الخريف و هي تنتظر قدوم الربيع لتزهر ... فذبلت و سقطت أوراقها " ❄
.
.
.
________________
في قصر آل إسكوبار و تحديدا غرفة آيسل ...تُدق باب الغرفة و يدخل إسكوبار فيراها مستلقية على فراشها مثل كل يوم كالزهرة التي زارها الخريف فجعلها ذابلة و أوراقها تتساقط .
" سيأتي الأخصائي النفسي بعد قليل ، لقد طلبته لأجل ديفين " قال إسكوبار مخاطبا آيسل ثم أردف " إن أردتِ التكلم معه بشأن ما بإمكانك النزول "
" لست بحاجة لأخصائي نفسي دعه يرى ديفين فقط فنحن لم نسمع صوته منذ ذلك اليوم المشؤوم "
قالت و هي تعتدل في الجلوس فقال هو " لقد كان متهلقا بدميك كثيرا "
" كلنا كنا كذلك يا عم " ما إن قالت ذلك حتى دمعت عيناها و لم تستطيع منع نفسها من البكاء فأدارت وجهها للجانب الآخر واضعة يدها على عينيها كي لا يراها إسكوبار و هي تبكي فجلس هو بجانبها معانقا إياها قائلا " سيمضي يا بنيتي لا تحزني "
قال ذلك ليخفف عنها رغم أنه كان أكثر شخص قد تأذى من بينهم جميعا ، هو لم يفقد إبنا فقط بل فقد أول فرحة قد منحته إياها زوجته الراحلة دايانا ، أقرب صديق له و عكازه الذي يستند إليه ... كان يرى نفسه كلما نظر لدميك ، صحيح أن داخله محطم بالكامل إلا أنه لازال صامدا لأجل عائلته .
.
.
.
دخل ديزل الغرفة دون أن يدق الباب و عندما رأى إسكوبار هناك ألقى عليه التحية و بعدها نزل إسكوبار و بقي ديزل مع أخته و بعد عدة دقائق من الصمت قال " كنت جالسا مع جوليا و إيثن للتو و اقترحا علي أن نذهب و نحضر أغراض دميك المتبقية في بيته "
" معك حق يجب أن نحضر أغراضه و أطرد تلك اللعينة من بيته " قالت بإنزعاج فسألها هو " تقصدين سيلاي ؟"
" و من غيرها ؟"
" حسنا لا تنزعجي يا أختي سنفعل كل ما تريدينه ، سأذهب لأغير ملابسي و بعدها سنذهب " قال ديزل ذلك و هو يغادر غرفة أخته .
.
.
.
.
خرجت آيسل من القصر لتصعد مع أخيها و يتجهوا لبيت دميك ففوجئت بأن جوليا و إيثن هناك أيضا ليرافقاهما ، و لكن قبل أن يركبوا سياراتهم وصل فلاد للبيت و الذي أنزل زجاج نافذة سيارته و سألهم بينما سيجارته بين شفتيه .
" إلى أين ؟"
" إلى بيت دميك " قالت آيسل و هي تصعد السيارة رفقة ديزل فسأل هو " لماذا ؟"
" لنحضر ما تبقى هناك من أغراضه و نطرد تلك المتسولة "
نزل فلاد من سيارته و اغلق الباب ثم قال و هو يهم بدخول القصر " لا تتعبوا أنفسكم بالذهاب هناك إذن"
" لماذا ؟" قال ديزل بإستغراب فأردفت آيسل بحدة مخاطبة فلاد " تلاحظ أنني لا أطلب رأيك أليس كذلك ؟"
توقف فلاد و رمى سيجارته داهسا إياها بحذائه ثم قال دون أن يلتفت لهم " البيت قد احترق و الفتاة ماتت ...لذلك لا تتعبوا أنفسكم عبثا "
" ما الذي تقوله ؟ كيف ماتت و من أحرق البيت ؟" قالت آيسل بصدمة و هي تنزل من السيارة فرد فلاد ببرود " أنا من أحرقت المنزل "
" هل قتلت الفتاة داخله ؟ هل جننت يا فلاد ؟" قال ديزل بإستغراب فقاطعه فلاد و هو يستدير له " لا لم أقتلها ما هذا الهراء الذي تقوله ! "
" اشرح لنا إذن ما الذي حصل !"
" ذهبت قبل شهر لمنزل دميك برفقة سكار ففوجئنا برائحة كريهة جدا حتى أنني لم أستطع دخول البيت لو لم أضع كمامة معطرة على أنفي و فمي و حينما دخلنا وجدنا جثة متعفنة هناك و الكثير من الدماء على الأرض كما أن الجثة مشوهة بالكامل "
قال فلاد يشرح لهم ما حصل فقاطعته آيسل قائلة " لقد قُتِلت !" فإستأنف هو كلامه " نعم أي أن هنالك من كان يراقب بيت دميك طوال الوقت و هو من قام بقتلها و هو نفسه الذي تسبب بحادث دميك "
" و لماذا قمت بإحراق المنزل ؟" سأله ديزل فرد هو " كي لا يجدوا جثة الفتاة هناك و لا نعلق في مشاكل مع الشرطة ...كما أننا لم نكن لنحمل تلك الجثة المتعفنة و نخفيها فضلنا أن نحرق المكان "
" ألم تلاحظا أي شيء غريب بالجوار ؟" سألت آيسل بتركيز شديد فأجاب هو " نعم لاحظت باقة أزهار سوداء أمام الباب كانت ميتة تماما و أوراقها جافة تتوسطها زهرة زرقاء ...لحظة سأريك ما وجدت بها "
عاد فلاد لسيارته و فتح درجها الأمامي مخرجا منه علبة صغيرة مد بها لآيسل و قال " وجدت هذا داخل الزهرة الزرقاء ، يبدو أنه كان سيعرض عليها الزواج"
فتحت آيسل العلبة فوجدت فيها خاتما ماسيا للحظة أحست برغبتها الشديدة في البكاء لكنها كبحت دموعها و ظلت تحدق بالخاتم ثم وضعته على إصبعها و قالت " هذا الخاتم كان يجب أن يوضع على يد المرأة التي تستحقه ...من الجيد أنها ماتت قبل أن ترتديه "
ظل الجميع ينظرون لها بإستغراب فسألها فلاد " اعطيني الخاتم لأرجعه لمكانه "
" هو بالفعل في مكانه الصحيح " قالت ذلك و هي ترفع ظهر يدها أمامه و تريه الخاتم على إصبعها ثم رمت بالعلبة بعيدا و قالت " لمَ لم تخبرنا بالأمر حتى الآن يا فلاد ؟ و كيف لسكار أن يخفي عني ذلك كل هذه المدة ؟ "
" لم أعتقد أنه أمر مهم لأخبركم به "
" اه حقا ...يجب أن تتخلص من هذا الطبع و لا يجب أن تخفي عنا أي شيء مرة أخرى و خاصة عني هل فهمت ؟" قالت آيسل بحدة شديدة فهز هو برأسه متجنبا النظر في وجهها فإستدارت هي و همت بدخول القصر بينما ظل ديزل ينظر لفلاد و هز كتفيه كأنه يقول " ما بيدك حيلة "
" هل نذهب نحن ؟" سألت جوليا فنظر لها ديزل و قال " نعم بإمكانكما الذهاب يا جوليا شكرا لكما ، شكرا لك يا إيثن "
" لا عليك يا رفيق ، نلتقي لاحقا إذن " قال إيثن و هو يغادر رفقة جوليا .
كان إيثن و جوليا رفقاء منذ أيام التدريبات في المعسكر فكلاهما تربيا في نفس الميتم و تم إختيارهما ليتم تدريبهما تدريبات خاصة و التي كانوا يختارون لها أولادا لا يملكون أهلا حتى إذا ماتوا أثناء التدريبات لا يوجد من يحاسبهم .
هي كانت فتاة آسيوية أصولها من اليابان ذات عينين ضيقتين و ملامح هادئة و شعر أسود قصير بينما هو كان من أصول إفريقية ذو كول شامخ و عضلات بارزة و بشرة شديدة السواد حتى أنهم كانوا ينادونه بالعميل الأسود .
.
.
.
.
__________________
.
.
.
.
تسريع الأحداث (بعد مرور ثلاثة أشهر )
جلس فيدريك غوستن خلف مكتبه و جلس قادة منظمته العميلين أغروديف و سايرا أمامه كانوا يتناقشون عن عملياتهم القادمة و بينما هم يتكلمون دقت باب المكتب و دخلت كارما .
" لقد طلبت منكِ الوم منذ ساعة " قال فيدريك و هو ينظر لساعة يده فردت و هي تجلس على الأريكة " لقد كنت مع زيوس تعلم أن اليوم جلسة علاجه الفيزيائي "
" حسنا لا مشكلة ، أخبريني بحالته هل هنالك أي تطورات لم نتحدث عنه منذ مدة طويلة " قال هو ذلك فظلت هي تنظر لسايرا و أغروديف بإرتباك ففهم هو أنها لا تريد أن تتكلم أمامهما فقال هو ليطمئنها " هاذان هما ذراعي اليمين و الشمال سايرا و أغروديف لذلك تكلمي دون قلق يا صغيرتي "
" حسنا يا عم ، هو يتحسن و يتجاوب معي بسرعة كما أنه شخص عاقل و واعي و لا أواجه أي مشكلة في التعامل معه كما أنه إدرك بأنني أخصائية نفسية و تقبل ذلك دون إنزعاج " قالت كارما تشرح له بأن ما أراده سيحصل قريبا فسألها هو " أي أنكِ تسيطرين على تصرفاته "
" تستطيع قول ذلك كما أنني نجحت في كسب ثقته و يحب قضاء الوقت معي "
" عظيم ! لم يكن والدك مخطئا حينما قال أنكِ ستنجحين في فعل هذا بطريقتك الخاصة " قال فيدريك ذلك بإطراء فقاطعته سايرا قائلة " يا زعيم كيف تعالج القناص الذي قتل إبنك ؟ سام لم يكن إبنك فقط لقد كان قائد فرقتنا و صديقنا "
" كما أنك تنوي ضم هذا القناص لفرقتنا و أنا لا أستطيع العمل رفقة شخص قام بقتل صديقي و قائدي السابق " أضاف أغروديف بإنزعاج شديد فإبتسم فيدريك و هو ينزل رأسه حينما تذكر إبنه ثم رفع نظره لهما و قال " هو لن يكون سوى بيدق أحركه كيفما أشاء ...سأستغله و أجعل منه دمية أحركها كما أريد ...كما أنني سأجعله يقتل والده إخوته ذلك سيكون إنتقامي الحقيقي "
صمت فيدريك للحظات ثم رفع نظره لهما و إستأنف حديثه " ما فائدة قتله و هو لا يتذكر حتى بأنه قتل إبني ؟"
وقفت سايرا و قالت " حسنا يا زعيم افعل ما تراه صحيحا نحن ندعمك دائما "
غادرت سايرا أغروديف بينما ظلت كارما تنظر لفيدريك بتوتر شديد ثم قالت " هل تنوي قتل عائلة زيوس يا عم ؟"
" زيوس ابن عدوي كما تعلمين ...والده قتل أخي سيزار و هو قتل إبني سام "
وقفت كارما لتغادر و الصدمة بادية على وجهها فقال لها فيدريك " روز ستعود اليوم من إيطاليا "
توقفت الشابة فجأة و استدارت له قائلة " يا له من خبر جميل ! هل أنهت عملها هناك ؟ "
" نعم ، ستبقى هنا لفترة فهنالك عروض أزياء كثيرة عليها القيام بها " قال و هو يبتسم فردت هي " حسنا إذا سآتي في المساء لبيتكم يا عم "
" نلتقي في المساء إذا " قال فيدريك ذلك بم غادرت الفتاة .
ماري روز هي إبنة فيدريك غوستن الوحيدة بعد موت إبنه سام ، و هي عارضة أزياء لذلك فكثيرا ما تسافر ...هي في سن كارما و هما صديقتان منذ صغرهما ، ذات بشرة شديدة البياض و أعين بنية و شعر من نفس اللون و ذات طول شامخ كونها عارضة أزياء .
.
.
.
.
❄ نهاية الفصل الثامن عشر ❄
.
.
.
" لا تنسوا ترك تعليقاتكم و ملاحظاتكم لي و تزيين الفصل بنجمة التقييم ⭐"
.
.
.
إلى اللقاء في الفصل القادم أصدقائي ❄