- استقبال -
.
.
.
_____________
تقلبت في سريري للحظات ثم فتحت عيناي أخيرا ، استدرت للطرف الآخر بجفول لكنه لم يكن موجودا .
فقد نام معي ليلة أمس يحتضنني ، لقد غرقت في حضنه مستشعرة ذبذبات قلبه ، لكنه ليس هنا .
متى استيقظ وذهب ؟ بعد الاستحمام نزلت الى الأسفل و دخلت المطبخ أولا :
ـ صباح الخير.
اوبرا استدارت بإبتسامة تقول :
ـ صباح النور .
مباشرة سألت دون مقدمات :
ـ هل رأيتي تايهيونغ ؟
ـ لقد غادر رفقة السيد توماس صباحا .
قطبت حاجباي مستغربة كردة فعل و ألقيت سؤالا آخر تابعا للأول :
ـ الى أين ؟
التفتت تخرج من الثلاجة غرضا ما و تزامنا مع اجابته :
ـ الى قسم الشرطة .
لم أستوعب اولا لكنني وسعت عيناي فور استيعابي للأمر ، تاي همس في أذني و أنا على شفى غفوتي قائلا
.
ـ سأحل الأمر غدا ، و ستخرجين من جحيم ذلك المختل .
.
هل ذهب ليعترف بجرمه ؟ هل سيكذب روايتي و يرمي بنفسه الى السجن ؟
جرس الباب رن و ظنا مني أنه هو ركضت لأفتح الباب .. لكنها الشرطة
مجددا .
.
.
.
ـ اسمعيني آنسة ماركوتين ، ان كان ما قاله تايهيونغ صحيحا فهذا لن يضعه في موقف خرج ، نحتاج الى أقوالك لنثبت صحة كلامه فقط .
للمرة العاشرة الشرطي الذي يتلقى الافادة حاول اقناعي أن أفصح عن الحقيقة لأثبت كلام تاي ، لكنني خائفة أن هذا مجرد تلاعب لأعترف .
فقد علمت أن والد تاي شخص يسعى لأن يطيح به الكثيرون و اخشى أن يستغلوا ابنه و أكون انا السبب .
هذا هو الهاجس الذي يجعلني أفكر مرات عدة ..
لكن نظراته الصارمة نحوي و هو أمامي جعلتني أشعر بالأمان
تحدثي مايا لن يحدث أي شيء سيء ، هذا ما شعرت به من تلك التحديقات
بينما ديف مبتسم .. لقد كان موجودا أيضا.
ـ ما قاله تايهيونغ صحيح تماما .
ابتسامة ديف سقطت و تاي هو من ابتسم و الشرطي سأل :
ـ اذا لما كذبتي ؟
فرقت بين شفتاي لكن ديف قاطعني جافلة بضربه الطاولة بعنف لقد فقد أعصابه :
ـ ميا ؟ عزيزتي مالذي تتفوهين به ؟
تاي تقدم بنبرة متهجمة تحدث :
ـ لا تتحدث معها ..
ـ ششش ، ليتوقف كلاكما ..
الشرطي نبس و توماس أمسك تاي و أنا أجبت :
ـ أردت حماية تاي فقط ..
همهم الشرطي ليمد لي ورقة :
ـ امضي على افادة تاي .
رفعت حاجباي أتسائل :
ـ مالذي سيترتب عن ذلك ؟
ببساطة أجاب :
ـ سجن تايهيونغ لاقتحامه شقة ديفيد و سجن ديفيد لاحتجازه لكي .
حدقت نحو السيد توماس لكنه ابتسم ما جعلني أطمئن داخلي و أحمل القلم لأمضي :
ـ حسنا اذا .
ألقيت نظرة نحو ديف ، لكنني تفاجئت بقلبي الذي نبض فجأة ..
لقد آلمني لتلك النظرة المنكسرة ، لم أرها في عينيه قبل الآن ، و أكاد أجزم انني أصبت بمتلازمة ستوكهولم ..
أنفضي تلك الأفكار ميا و وقعي ، بالفعل وقعت أخيرا و تاي قد سجن بالفعل .
في طريقي الى منزل توماس سألت :
ـ كم سيتطلب من الوقت لإخراجه ؟
ابتسم و نبس دون أن يحيل نظره عن الطريق :
ـ شهر كأقصى حد ، أنا محامي ماهر للغاية.
ابتسمت بعفوية لأعيد بنظري الى النافذة أراقب الثلوج .
.
.
.
ـ جووون
ركضت بسرعة لأقفز و أحضنه و تمتمت :
ـ أصبحت حرة طليقة الآن ، أنا حرة .
ابتعدت ليبتسم بلطف و يربت على شعري :
ـ سعيد من أجلك .
تنهدت بصخب أجلس على الكرسي العمومي :
ـ لكن وجود تاي في السجن يؤرقني .
جلس بجانبي بينما يدخل يديه في جيبه و يتحدث :
ـ توماس سيخرجه حتما لا مجال للشك ..
تمتمت تحت أنفاسي :
ـ هذا ما أتمناه .
التقطت عيناي بائع متجولا لأتحدث :
ـ مالذي يبيعه هناك ؟
جون التفت محدقا نحوه :
ـ ذرة ، هل تريدين تجريبها ؟
التفتت نحو جون لأسأل بفضول :
ـ هل هي لذيذة ؟
ـ جدا .
ـ اذا ستشتري لي على حسابك حتى لا ألومك ان لم تعجبني .
قهقه باستلطاف ليقف و يقول :
ـ و ان أعجبتك ستعيدين لي نقودي .
ـ في أحلامك .
رفع يده متمتما :
ـ أيتها ..
تجنبت ضربته الخفيفة ليضحك كلانا و هو اتجه نحو عربة البيع في حين وردني اتصال من أخي مارتن لأجيب :
ـ مرحبا أخي .
ـ كيف حالك شهد العسل ؟
داعبت الثلج أسفل قدمي أدهس فوقه مصدرا صوتا مريحا :
ـ بخير ماذا عنك .
ـ بأحسن حال ، احزري مالخبر المفرح ؟
ابتسمت باتساع و اول ما راود عقلي نبست به :
ـ وجدت متسعا من الوقت لنلتقي ؟
ـ خطأ .
خابت أمالي مجددا و تبددت ابتسامتي بينما جونغكوك متقدم نحوي يحمل الذرة :
ـ بل سنقضي الكريسماس معا ..
وسعت عيناي باندهاش لأقف صارخة :
ـ ماذا ؟ أ .. مارتن ! أنت لا تمزح أليس كذلك ؟
اكتفى الآخر بالتحديق باستغراب دون قول أي كلمة بينما أبتسم كالمجانين ببلاهة :
ـ أبدا ، سأقضي أسبوع ديسمبر الأخير معكي أنتي و الأسبوع الأول من رأس السنة .
أمسكت فمي بسعادة لأقول :
ـ أحبك أخي ، دائما و أبدا أحبك .
ـ توقفي عن هذه الكلمات المبتذلة أيتها الخرقاء
ابتسمت بعفوية و هو قال :
ـ سأغلق الآن نلتقي قريبا .
ـ اعتني بنفسك الى ذلك الحين .
أغلقت الخط واضعة الهاتف في جيبي و أخذت الذرة من جونغكوك بينما أجلس :
ـ شقيقك الذي أخبرتني عنه مسبقا ؟
أومأت مهمهمة و نبست :
ـ أجل ، سنلتقي قريبا .
ابتسم بخفة مجيبا :
ـ سعيد من أجلك .
أخذت قضمة من الذرة ، كانت لذيذة بالفعل لكن طرأ لي سؤال آخر :
ـ جونغكوك .
حدق بي منتظرا ما سأقوله :
ـ هل يحب تاي فرجينيا ؟
حدق بإندهاش ثم تغيرت نظراته الى الخبث :
ـ ما هي غايتك من هذا السؤال ؟
نبست دون مبالاة :
ـ تاي اعترف لي أنه يحبني و أنا اعترفت أيضا لكنني تناسيت فرجينيا تماما .
كان موسعا عينيه بصدمة ، غير مستوعب لما قلته :
ـ الى أي درجة أصبح الدخول في علاقة و الوقوع في الحب سهلا هكذا ..
أوقفته أوضح :
ـ مهلا لحظة ، دعني أوضح لك ، لقد قال أنه أعجب بي حين التقينا أول مرة و أنه أحبني حقا حين حبسنا في المصعد...
أطلق تشه ساخرة مرتكزا على الكرسي :
ـ هذا ما قاله لكل فتاة لكن المواقف تتغير .
ضربت كتفه بقوة :
ـ جونغكوك ..
أطلق صوت ألم ليضحك :
ـ أمزح أمزح ، بالعكس ، هذه أول أعرف أن تاي يملك قلبا ليحب به .
رفعت حاجباي بغير فهم :
ـ ماذا تقصد ؟
رفع كتفيه ببديهية :
ـ تاي لم يحب و لم يسبق له أن وضح أسباب حبه ، كان دائما ما يغازل بالصفات الخارجية ، هل فعل ذلك معك ؟
زاد استغرابي أكثر :
ـ لم أفهم.
اقترب مني ليوضح أكثر :
ـ كونك صديقتي فإليك هذه النصيحة ، ان كان يلمسك كثيرا أو يتحدث عن منحنيات جسدك أو لمح الى علاقة جنسية أو قبلك بنهم و لو لمرة فإنفصلي قبل أن تؤذيك هذه العلاقة ، لأن هذا تاي و لن يتغير .
كان جادا في نظراته ، لكنني ابتسمت :
ـ لم يفعل أيا مما قلته ؟
ـ أنت متأكدة ؟
أومأت رأسي أقضم من الذرة بتلذذ :
ـ اذا علينا أخذه الى الفحص فورا .
رفعت كتفاي بتعجرف أقول :
ـ لما لا تريد أن تعترف أنه يحبني و حسب .
ـ بلى ، سأستلم ، تاي يحبك فعلا ... لكن ماذا عنك ؟
مجددا سؤال مبهم :
ـ هل تحبينه حقا ؟
لم أسأل نفسي هذا السؤال من قبل ، لقد كان يبدو اعجابا و حسب .. رغم ما فعله بي
لكن قلبي لان ، في اللحظة التي حاول فيها حمايتي و جعلي أنتظره حين رآني منهارة من القصة التي نشرت .
لقد بدى قلقا أيضا ، تلك القبلة الجانبية و انقباضة قلبي حين رأيته بين دمائه ، ربما كان سريعا لكنه ليس مجرد اعجاب .
لقد خاطر بنفسه لاخراجي من جحيم ديف دون أن يكترث حتى و هذا كاف بالنسبة لي *
ـ أنا أحبه .
امتدت شفاهه بإبتسامة رقيقة و حل الهدوء ما بيننا .
.
.
.
و مع صديقتي قررت الخروج الى التسوق من أجل الكريسماس ، أشعر أنني حرة أكثر من أي وقت مضى :
ـ ميا ألم تفكري في أي هدية تهدينها لشقيقك ؟
ليلي سألتني لأنفي برأسي :
ـ لم ألتقي بمارتن منذ سنتين ، لا أعرف ما يحبه أو يحتاجه .
ميغ تقدمت نحوي تلف ذراعها حول كتفي و تقول :
ـ ميا ، هل شقيقك وسيم ؟
حملقت بها بحدة و نبست :
ـ ميغان ، أخي خط أحمر ، سأمنحه لكي في حالي أحببته بصدق لن أسمح لكي أن تكسري قلبه .
ميغ عبست بملامحها :
ـ لا بأس أنا صديقتك ...
ـ و هو أخي ..
قلت و دخلنا أحد محلات بيع الحلويات ، سنشتري بعض كعك الزنجبيل و الدونات و الحلويات .
بعد أن انتهينا جلسنا في مقهى في المركز التجاري :
ـ هل تعتقدان أن هديتي لتاي ستعجبه ؟
ليلي أومأت رأسها عدة مرات فهي من ساعدتني في اختيار الهدية :
ـ شخص مثل تاي سيقدر أي شيء تحضرينه ، لذا أرى حقا أنه سيحبها ، انها رمزية و بسيطة و تعبر عن الحب .
ـ حسنا اذن سأثق بك ، علي التفكير الآن بهدية لأخي .
ميغ تقدمت نحوي و احتضنت ذراعي و قالت بتلاعب :
ـ ميا ..
علمت ما تريده قبل ان تتحدث :
ـ هل لدى شقيقك حبيبة ؟
أبعدتها عني و قلت :
ـ اتركي تلك الفكرة من رأسك ميغ ، أخي خط أحمر .
ضحكت و قالت :
ـ لكنه رجل ..
ـ لكنه أخي .
حدقت بها بحدة لتقول باستسلام :
ـ حسنا ، فهمت ، لن أحاول العبث بشقيقك كإستثناء من بين الرجال .
تنهدت و تابعنا السير بينما أقول:
ـ لا أمل منك ، ان واصلت هكذا فإنسي أن تجدي حبا حقيقيا ..
ضحكت بتعجرف و قالت :
ـ الرجال .. عليهم أن يتلقوا ضربة مثلما يتلاقها النساء ، و أنا لست سوى كارما ..
ابتسمت على حديثها :
ـ امشي .
.
.
.
ـ لقد عدت
بعد تلك النزهة و الهدايا عدت الى منزل السيد توماس ، أنا مقيمة عنده هذه الفترة .
صادفت أوبرا في المطبخ و قلت :
ـ أوبرا ، هل السيد توماس هنا ؟
استدارت تحدق بي و ابتسمت :
ـ انه في غرفته .
تقدمت نحوها و أخرجت هدية مغلفة :
ـ هذه لكي .
حدقت بذهول ثم ابتسمت :
ـ لي .. شكرا لكي ميا .
ابتسمت لرؤيتها سعيدة و قلت :
ـ ماري كريسماس .
كانت رؤيتها سعيدة أمر جميل حقا و قالت :
ـ لكي أيضا يا كعكة الزنجبيل .
ابتسمت و اتجهت الى الرواق لأصعد الى الأعلى ، طرقت باب غرفة توماس لكنه لم يرد ففتحتها و دخلت :
ـ سيد توماس ..
لم يجب ، لم يكن هناك ، استدرت في أنحاء الغرفة لكن عيني وقعت على صورة زفاف السيد توماس .. زوجته .
كانت زوجته صهباء و جميلة و حتى السيد توماس في صغره كان وسيما للغاية :
ـ جميلة ...
ـ بل فاتنة .
استدرت بجفول لسماع صوته ، كان قد دخل للتو و هو خلفي :
ـ لقد كانت مثيرة و ساحرة بشكل لا يصدق ...
عيناه كانتا تلمعان و هو يحدق بالصورة :
ـ أنا آسفة على تطفلي .
تقدم يضع يده على كتفي :
ـ لا بأس ..
قال مبتسما، احساس غريب راودني بالفعل ، السيد توماس يبدو محطما من الداخل و أحيانا باردا .
لكنه يتعامل معي بلطف و انا ابنة صديقيه المتبناة ، لماذا ؟ و لما حتى ارتحت له بهذه الطريقة رغم كونه غريب أطوار :
ـ تذكرت ..
استعدت تركيزي و قلت :
ـ سيد توماس أنا أتيت لآخذ أغراضي .
تغيرت ملامحه للاستغراب و سأل :
ـ السبب .
ـ أخي قادم هذا الأسبوع لنحتفل معا و لن أستطيع القدوم .
تغيرت تعابيره الى الاستغراب و سأل :
ـ شقيقك مارتن ؟
أومأت رأسي بإبتسامة ، لا شك أن والداي أخبراه عن أخي لذا لن أستغرب :
ـ صحيح ، انه يعمل كمخرج في هوليوود.
صمت قليلا و قال بإبتسامة :
ـ حسنا لا بأس إذا .
ابتسمت بوسع من لطافة و تفهم السيد توماس مع أن ذلك كان مؤسفا بحقه :
ـ شكرا لك .
.
.
.
يوم الكريسماس قد حل و ها أنا ذي أنتظر أخي في الشقة التي أعيش بها برفقة ميغ و ليلي .
لقد كانت زينة الكريسماس تطغى على المكان و الأجواء الدافئة محببة للغاية .
ميغ ذهبت لتقضي الكريسماس في منزل حبيبها الجديد و بقيت ليلي معي .
ـ ميا ، هل يمكنكي أن تأتي ؟
اتجهت نحو المطبخ حيث نادتني ليلي و حدقت بها وجدتها تقف أمام الفرن و تطل عليه :
ـ نعم ؟
كانت تخضر كعكة صغيرة لهذا أرادت استشارتي و قالت :
ـ ألم ينضج بعد ؟
انخفضت قليلا لأطل على الكعكة و قلت :
ـ ستحتاج القليل .
حدقت بي بحواجب مقوسة و قالت :
ـ كم بالضبط ؟
وضعت يدي على كتفها و قلت :
ـ ليلي، هدأي من روعك قليلا ، سأحرص على أن تكون الكعكة مثالية.
لقد كانت قلقة لأن الكعكة من أجل جيمين كشيء خاص و طلبت مني مساعدتها .
ليليان ابتسمت و قالت :
ـ شكرا لك ..
صوت جرس الباب رن لتضيء عيناي و قلت :
ـ لقد وصل أخي ..
ركضت الى الباب و فتحته بإبتسامة :
ـ ماري كريسماس ...؟
توقفت بملامح مصدومة حين وجدت صندوق كبيرا لهدية عيد ميلاد ، كان كبيرا و طويلا للغاية بحجم ثلاجة !
تقدمت للصندوق و كان مكتوبا على ورقة صغيرة "اسحب الشريط...سانتا كلوز "
ليلي لحقت و وقفت خلفي و انا سحبت الشريط لتفتح العلبة و يخرج منها مارتن و يفاجئني بباقة زهور جعلتني أجفل :
ـ ماري كريسماس يا زهرتي و يا شهد العسل أختي الصغيرة ميا .
أمسكت قلبي و أنا أحدق به بأعين مفتوحة ليرفع حاجبا ، لكنني ارتحت بل و شعرت بعيناي تمتلئ بالدموع و احتضنته بقوة :
ـ مارتن .
بادلني الحضن يلف ذراعيه و قال :
ـ توقفي عن البكاء أيتها البلهاء أنا هنا .
كبحت دموعي و شددت الحضن و قلت بنبرة متململة :
ـ لا يوجد أبله غيرك هنا .
ابتعدت عن حضنه و قال بإبتسامة جانبية :
ـ لا حاجة لأن أسألك ان كنتي بخير لأنه واضح .
ضحكت و سحبته الى المنزل :
ـ و لا حاجة لأن أفعل ذلك .
أغلقت باب الشقة و هو حدق بليلي للحظة و أنا وضحت له :
ـ انها صديقتي ليلي ، أخبرتك عنها .
مارتن أومأ رأسه و مد يده بإحراج و قال :
ـ أوه ، تشرفت بمعرفتك .
ليلي صافحته و قالت بلطف :
ـ أنا أيضا سيد مارتن .
تقدمت لأدفعه الى الصالة حيث الطعام و الزينة :
ـ أدخل أيها الأرعن و أنظر للأشياء التي جهزتها و أنت لا تستحقها .
ضحك بسخرية و قال و هو يحدق بالغرفة :
ـ هاا ، شكرا على سخائك و عطائك .
حين وقعت عينه على الهدايا قال :
ـ تلك لي صحيح ؟
نفيت برأسي و ضحت بجانبية و غطرسة و هو جلس ، قلت :
ـ لا تحلم بها حتى ، انها من أجلي طبعا .
أشرت الى كعك الزنجبيل و الطعام على الطاولة :
ـ اشتريت أرنب شوكولا من أجلك ، و خبزت كعك الزنجبيل و الكثير من الحلويات من أجلك أيضا هذا كافي بالنسبة لصاحب كرش مثلك.
رفع حاجبه و قال بتفاخر :
ـ أظن أن الوحيد الذي زاد وزنه هنا هو أنتي ميا ، أنظري الى نفسك ، تأكلين كثيرا مؤخرا صحيح ؟
كلامه أغضبني و استفزني حقا لأقول بينما أحاول كتم أعصابي :
ـ في أحلامك يا صغيري ، لقد حصلت على عضلات بطن ..
كانت ليلي تجلس و تراقبنا بابتسامة لطيفة و هي تتناول كعك الزنجبيل :
ـ أوو ، هذا يقودني الى التفكير في أن ميا اللطيفة تحاول أن تتغير لتصبح امرأة مثيرة .
حدق بنظرة تحذيرية و قال :
ـ أختي ، لا تحاولي و ابقي كما أنت ، ميا الجميلة اللطيفة و الناعمة .
أعجبني كلامه حقا ، لطالما كان أخي غيورا و يراني على أنني لطيفة ، لهذا كره فكرة التغير هذه .
أشرت الى المطبخ لأتهرب و قلت :
ـ سأذهب لأحضر شراب شوكولا دافئ و أفحص الكعك.
اتجهت الى المطبخ و كنت أسمع حديثهما :
ـ هل الكعكة من أجلي ؟
هو سأل و ليلي أجابت :
ـ انها لحبيبي ..
أراهن أنه توقف قليلا و قال بنبرة مغازلة :
ـ هذا سيئ ، لقد خسرت فرصتي معك حقا .
سمعت ضحكة ليلي و أنا أسكب الشوكولا الساخنة في الكؤوس و حملتها لأعود .
كان يرتكز على الأريكة و قال بنبرة مغازلة :
ـ لكنك تستحقين حبيبين .
و غمز ، لكن ليلي ضحكت و أنا قلت بتذمر :
ـ مارتن ..!
ـ اممم .
قال و هو يشرب من كأسه و يتناول بعض البسكوت ، رن جرس الباب مجددا و استقمت لأفتحه .
توقفت فجأة حين تم سحبي ليلتصق جسدينا و وجدت نفسي فجأة قريبة من وجهه للغاية و نبست :
ـ ت ... تاي .
حدق بي بنظرة مغرية و قال بنبرة صوته الأجش :
ـ خشخاش كاليفورنيا ، ألم تشتاقي لي ؟
بظل الاجابة على سؤاله ، سألت أيضا و أنا أشعر بإحمرار خذي و ذراعيه تحاوطني :
ـ متى خرجت؟
أرخى ذراعيه قليلا و قال :
ـ قبل قليل ، أردت أن أحتفل معك الليلة .
شعرت بالخجل و ابتعدت قليلا و قلت :
ـ أدخل اذا ، لدي ضيف أيضا .
دخلت و هو تبعني بملامح حائرة ، حين دخلت وجدت أخي يحدق بي ، ثم اتجه نظره الى من خلفي .
بنظرة مشوشة و غير مفهومة لحظة الصمت حلت و تاي جلس على الأريكة ، كان صمتا محرجا ، و كان علي كسره :
ـ أ ... أخي مارتن ، حبيبي تايهيونغ .
قلت باختصار ، ملامح تاي تظهر الاندهاش ، لكن ملامح مارتن تظهر العدوانية .
لقد بدأ جانبه الغيور بالظهور مجددا :
ـ أوه ، ميا أنت لم تخبريني أنك ارتبطت ..
ـ مؤخرا أخي ، ارتبطت مؤخرا .
حدقت به بأعين محذرة ليحدق بتاي و يتجاهل نظراتي ، ابتسامة الخبث تلك جعلتني أعرف أنه سيجعل تاي يندم على ارتباطه بي .
ـ الحقيقة أنها أخبرتك عنك ، مارتن .
تاي تحدث بهدوء ، فجأة أصبح مهذبا ، أو ربما يتظاهر بذلك ، مارتن رفع حاجبا و قال :
ـ حقا ؟ ماذا قالت عني ؟
سؤال أخي كان مفخخا بطريقة ما ، بالتأكيد لم يكن مجرد سؤال ، تاي ابتسم و أجابه :
ـ بإختصار ، أنت أهم شخص في حياتها ، لا يأتي فوقك أحد .
مارتن رفع حاجبيها بغرور و قال :
ـ بالطبع ستحب شقيقها أكثر .
لاحظت ان شفاه تاي سحبت بابتسامة خبيثة و حدقت بليلي التي أشارت لي أنها رأت نفس الشيء .
تاي تحدث و قال :
ـ لا تقلق ، سأحرص على أن أجعل نفسي شخصا مهما في حياتها مثلما أعتبرها أنا .
كلامه و رغم أنه مزعج لأخي الا أنني ابتسمت بخفة ، ملامح مارتن انكمشت بتعجرف و قال :
ـ انها بداية العلاقة ، لذا لن ألومك على كلامك ..
تاي رفع حاجبيه و ابتسمت بخبث :
ـ ماذا تقصد سيد مارتن ؟
مارتن رفع كأس الشوكولا و قال:
ـ ما أقصده واضح ، لنرى ان كنت ستستمر في حب أختي لمدة طويلة .
ـ مارتن !
تذمرت من كلام مارتن الفظ ليقول :
ـ ميا ، ليس عليك التدخل الآن ، دعي شقيقك يقيم حبيبك الجديد .
قلبت عيناي و هو احال بنظره لتاي و أكمل :
ـ و هل تعلم ما سيحصل حينها ، سأكسر فكك و عظامك و أجعلك ترقد في المشفى لمدة طويلة ، طويلة جدا ، قد تدخل في غيبوبة و لن تستيقظ أو قد تتعرض لموت دماغي .
أخي و مصطلحاته العنيفة لا تتوقف ، لكن تاي استطاع التعامل معها و ابتسم و قال :
ـ أعلم أنك قلق على شقيقتك لكن صدقني ، ان لم تنتهي علاقتنا بشكل صحيح لديك الحق في ان تنهي أمري .
مارتن رفع حاجبه و قال :
ـ لن أطلب اذنك لفعل هذا ، لم تعجبني ابدا ، لا يوجد فيك قبول أبدا ، تملك وجها مريبا و تبدو كذابا و متلاعبا .
ما أضحكني هو أن تاي يملك نفس التعبير على وجهه ، ذاك التعبير المبتسم و العيون البريئة
التي من الواضح انها ليست بريئة .
ـ سأعمل بجد لجعلك تتقبلني .
الخبيث ، انه يرغب في استفزاز أخي و قد نجح و لايقاف هذه الحرب وقفت :
ـ اذا ما رأيكم أن نفعل شيئا أفضل من القاء الكلام .
حدق بي كلاهما و قلت بتوتر :
ـ لنقم ببعض الفعاليات الممتعة .
لقد رمشا و حدقا بي ما جعلني أشعر بالتوتر قليلا و تحمحمت و قلت :
ـ نلعب لعبة ما ، مثلا ... ا ... مثلا ...
حككت رأسي و أنا أحاول التفكير في شيء ما ، لم يخطر على بالي شيء ، كانت فكرتي لهذه الليلة هي التحدث مع أخي فقط و لم أحضر لأي شيء .
لهذا قررت أن أمضي و أختار لعبة كلاسيكية و حسب :
ـ لنلعب لعبة الألغاز ، هاا ، ما رأيكم ؟
لقد صمت الجميع و شعرت بحرج و قلت
ـ أه ، حسنا ، ما رأيكم بلعبة تزيين رجل كعك الزنجبيل ، توجد الكثير من القطع غير المزينة .
أخي ابتسم بخفة و تاي قال :
ـ تبدو فكرة جيدة عزيزتي .
ضرب مارتن قدم تاي ليزم شفايه بألم و ابتسم محاولا كتم الألم
أعلم أن محاولة جعل علاقة هذين الاثنين ليست سهلة أبدا .
لقد قاموا بذلك فعلا ، و كانت هناك الكثير من المشاحنات بينهما .
حتى أنهما بدآ يتقاتلان و يلطخان بعضهما البعض بالكريمة و انتهى الأمر بفوضى عارمة في المطبخ .
لكنني أجبرتهما على التنظيف و استحما أخيرا ، حين خرج تاي من الحمام أحضرت له من ملابس أخي .
ـ شكرا يا زهرتي .
تاي أخذ الملابس و أعاد شعري خلف أذني لأبتسم و قلت :
ـ كيف خرجت من السجن ؟
حدق بي و بدأ بالسخرية بطريقة درامية :
ـ أخبرتهم أن لي حبيبة صهباء لطيفة في انتظاري لأقضي معها ليلة الكريسماس و بالتأكيد الشرطة تقدر حبي الكبير لكي ، لذا ، كان ذلك سهلا .
ضحكت و سخرت أيضا :
ـ حسنا سيقومون بإطلاق ديفيد أيضا ان كانت هذه الطريقة .
تغيرت ملامح تاي الى الجدية قليلا و قال :
ـ ليس نفس الشيء ، حبي لك طاهر و نقي .
ابتسمت بخفة و عندما انحنى ليقبلني قاطع مارتن القبلة بدخوله و قال :
ـ لم تكفيك سرقة ملابسي ، بل و تريد أختي أيضا ، ما رأيك أن تأتي و تعمل في الإخراج .
تاي قال بتلاعب :
ـ اهوصدقني ليس لدي أي اهتمام بالقاء الأوانر على الممثلين و جعل الطاقم الفني يكرهني .
لقد كان مارتن يحضن كتفي من الخلف و قال :
ـ نعم ،لأنك تحب أن تكون ممن يملون عليهم الأوامر ، يا للعار .
تاي اقترب من مارتن و أنا كنت بينهما و قال :
ـ انه فقط الرغبة في أن أكون تحت الأضواء .
و مارتن أجاب بحدة :
ـ بل تحت الأوامر .
دفعت كلاهما عن بعض و قلت بغضب :
ـ هذا يكفي ،لقد أفسدتما ليلة الكرسماس بما فيه الكفاية ، توقفا .
شخر مارتن و تاي ابتسم و مد يده ليلمس يدي لكن مارتن معه :
ـ مارتن ! انه ليس ديف .
ـ لن أثق به !
قلبت عيناي و نظرة تاي تحولت الى جدية ، لقد فهم الآن لماذا أخي متملك هكذا .
و تاي تقدم و قال :
ـ سيد مارتن ، صدقني ، حبي لميا نقي تماما و خالي من أي شهوة أو قذارة ، نحن مرتبطان منذ شهر و لم نمارس الحب حتى.
مارتن حدق به ببرود و تاي تنهد و قال :
ـ أعلم أن الكلام سهل ، لكنني سأثبت لك بأفعالي ، لذا اسمح لي و امنحني هذه الفرصة .
مارتن حدق به للحظات ببرود ثم أحال بنظره الي و أنا أعطيته نظرتي البريئة و قال :
ـ خطأ واحد و سأحطم فكه .
ابتسم كلانا و أراد معانقتي لكنه قال ليوقفنا :
ـ لا يوجد ملامسات كثيرة ، هكذا ستثبت لي .
تاي توقف و ربت على رأسي و قال :
ـ حسما ، سأعبر عن حبي لها بطريقة أخرى .
ثم حدق بي و قال بعيون لينة :
ـ لأنني أحبها .
.
.
.
______________
أعرف أنني مهما بررت مش حتبرر سحبة 3 شهور .
بس الجامعة و اللله متخليلي وقت ابدا و حتى الويكيند صار مزدحم عشان ننتقل
بس رح أحاول أكتب الجمعة بالليل و أنزل السبت ، لازم أعمل كذا عشان استمر من اجلكم .
✨ سوف أبذل جهدي ✨
تمنولي عيد ميلاد سعيد
07 مارس
صار عمري 18 💅🏼
و حطو فوت و كومنت و اعتذر ، اعتذر ، آسفة
See you next part 💓💗