جنتل توكسيك مان

By NairaSherif112

1.1M 70.1K 16K

" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب... More

1- حفلة خطوبة
مهم قبل ما تقرأ
2- محاولة إقناع
3- عودة للصيدلة ولا للعمل
4- علاقة غير شرعية
5- مقابلة عمل
6- من هي تلك المحامية؟
7- حفلة سنوية
8- اُكتشف أمرها
9- أُصيب بالنيران
10- ذكريات طفولة أبناء الجيران
11- لا أريدك
12- خطب غيري
13- جريمة لم تنتهِ بعد
14- التقيت بقاتل أمي
15- الثقة أولًا
16- يهددها من جديد
17- يتقدم لخطبتها
18- خطوة لبداية جديدة
19- يطاردها في خطبتها
20- إنه كابتن موسى
21- البشهندسة هَنا
22- ناصر يضايقها
23- مريض سكري
24- كتب كتابها
25- ثري عربي
جروب رواية جنتل توكسيك مان
26- ليس طبيعيًا
27- الشيخ يريد زيجة
28- حتى لو كِل العالم بايع
29- قاتل مأجور
الرواية
30- النهاية «نهاية الجزء الأول»
31- شخصية معادية للمجتمع
32- لا تحاولي
33- اتنين حلبسة وطعنة
34- لسه بتحبيه؟
35- الكيَّادة وخالها
36- زواج سري ليس عرفيًا
37- تعايره ويعايرها
38- فرحات يريد العلاج
39- لوحة وسلسلة وصندوق
تنويهات لو بتقرأ الرواية
40- فريق عمار vs فريق فرحات
41- الثلاثة يعترفون
- جاوب
42- والدتها تطلب الطلاق
43- رمضان كريم
44- يعتبر نفسه ضحية
اعتذار
دعنا نتخيل
45- حساب تم تصفيته
ما هو اضطراب ASPD
46- يحاول من جديد
47- زوجة صالحة
48- عمار خائن؟
49- حنيته تأسرها؛ فهو المأوى
50- يحكي لها كيف مَر كل المُر
51- طفلة تشوهت حياتها
52- يرسم لفراشته فراشة
53- صديق عدو
مهم
54- أصبح مأمنها
55- أنتِ طالق
56- هُدنة وعِتاب
57- ذهب ولم يُعد
تاني تاني
58- جاء العيد ولم يأتِ هو
59- عودة العلاقات
اقتباس «خطة تخريب زواج»
اقتباس «نقطة رابحة لعدوه»
60- بداية النهاية لحقها
61- محاولات من التودد
62- حريق في منزل آل جوهري
63- تخيره فهل سيختارها؟
64- لم يكن الفراق هينًا
65- حادث سير مقصود
66- الخاطف مُتوقَع
67- اعتراف سبق موعده
68- هل ظَلَمْتهُ؟
69- لم يكن لهم نصيبٌ
اقتباس من «ضد معلوم»
71- منحنى جديد
72- نقطة رابحة لعدوه
73- وقعت بين براثنه
74- من هي فريسته؟
75- انتقال جديد
بمناسبة النصف مليون قراءة
76- الانهيار قادم على يده
77- بريء داخل عناقها
78- أنهارُ أنا وتحتويِني هي
79- لمَ تؤذوني فيها؟
80- أنا المذنب يا "عنود"
81- مرض نفسي متوارث
81- مرض نفسي متوارث (الجزء الثاني)
82- كل الطرق تؤدي إلى قلبك
83- إتهام لا نجاة منه
84- لم نفعلها سيدي القاضي
85- ما الخطتان؟
86- ابتعد يا ديسمبر
87- كل شيء خرج عن السيطرة
88- النهاية (نهاية الجزء الثاني)
89- ما وراء اضطرابه؟
90- وألمحك في كل شارع

70- خرج عن القانون

12.2K 673 219
By NairaSherif112

٧٠- خرج عن القانون
- جنتل توكسيك مان
- نيرة شريف

متنسوش التفاعل ونجمة.

﷽ وبه نستعين،
اللهم صلِّ وسلم وبارك على أشرف المرسلين.

ادعوا لأخواننا في فلسطين ربنا يرحمهم ويهون عليهم.

بالنسبة لنزول الفصل هيكون كل يوم سبت أو حد بالليل يعني مرة واحدة في الإسبوع أنا نزلت أسبابي على جروب الفيس.
_________________________________________

- مين؟

رفع "عمار" رأسه ينظر للفراغ قائلًا بتشت:
عندي إحساس إنه "شاهين" ليه علاقة بس الإشاعات اللي طلعت مش عارف إذا كان هو ولا.

ضم "ناصر" شفتيه بتفكير قائلًا:
نفس اللي فكرت فيه بس على فكرة في أكتر من حد كمان فإشمعنا هو؟ في "علي الزيني" وأخته "هيا".

- ويمكن "شاهين" و"علي" ما أنت عارف دول ولاد عم.

فكَّر "ناصر" في حديثه ثم قال:
ممكن بس أنت عارف "شاهين" و"علي" يطيقوا العما ولا يطيقوا بعض.

حرك "عمار" عينيه في تشتت وقال:
ماشي بس محتاج أعرف مين نقل كلام غلط عننا ولسه هنشوف أخر أخبار.

انتبه "عمار" لمن يقفوا بالخارج من خلال الباب الشفاف الذي أظهرهما لذا انتصب في جلسته وقال لـ "ناصر" بنبرة متحفزة وعيناه عليهم:
"علي" و"شاهين" جُم.

استدار "ناصر" يرمقهم فدخل عليهم "شاهين" بابتسامة الشامتة وهو يقول:
أخويا حبيبي وقع في زنقة أسيبه؟

ابتسم له "عمار" بجانب فمه وقال بعد أن أراح ظهره على المقعد:
لا تسرقه.

دفع "علي" يديه للأمام قائلًا ببراءة مصطنعة:
حض الله بينا وبين الحرام، يأخي قول كلام غير كده ده إحنا جايين نمشت فيك بس.

قاطع "علي" صوت أخته الكبيرة "هيا" التي دخلت بعدهما وقالت بنبرة منفعلة:
"علي" أنت و"شاهين" إحنا مش جايين علشان كده.

انتبه "عمار" لدخولها فقال بملامح باردة مستنكرة:
أومال يا "آنسة"؟

أمسك "شاهين" بإحدى الكراسي كي يجلس فحذره "عمار" قائلًا:
لا أنتم مش ضيوف علشان تقعدوا، محدش يقعد.

- حتى أنا؟
قالتها "هيا" وهي تُركز نظراتها عليه فأومأ لها قائلًا وهو يهز رأسه بابتسامة بسيطة مستفزة وأعين ضيقة:
حتى أنتِ.

تغيرت نظرات الثلاثة، علموا أن الأمر ليس بتلك البساطة مما صعَّب عليهم الدخول في الحديث عما يخصهم، تحرك بجسده على الكرسي المتحرك حركات بطيئة نصف دائرية بأعين متابعة لهم ثم قال:
هاتوا اللي عندكم بس الكلام مش معاكم، الكلام مع الكبيرة بتاعتكم..مش الكبيرة برضو؟

ابتسمت "هيا" ثم جلست عندًا فيه ووضعت ساق فوق الأخرى وقالت:
طيب بـ..

- هو إيه اللي الكبيرة وزفت، "هيا" متتكلميش خالص.
صاح بها "شاهين" بغيظ شديد فرمقته الأخرى بغيظ قائلة بتحذير:
متنساش يا "شاهين" إننا هنا في شغل وإنك مش ابن عمي وحتى لو ابن عمي فده ميديش ليك الحق تكلمني كده.

ضحك "عمار" ثم أشار لهما بإيجاز بكفي يديه قائلًا:
طيب نتقابل في وقت تاني أحسن..تكونوا وقتها حليتوا مشاكلم العائلية؟

استدارت "هيا" برأسها موجهة له نظرة ثاقبة ثم تحدثت بحدة قائلة:
لا هنتكلم دلوقتي.

- والكلام معانا.
قالها "علي" بنبرة قاطعة فاستكفى "عمار" برمقه بسخرية ولم يُعلق حتى تدَّخل "شاهين" في الحديث وقال:
بص يا "عمار" خلي كلامنا يوصلنا لحاجة وبلاش تقفيل الدماغ دي علشان أنتِ مش حمل خسارة تانية.

بص يا "شاهين" أنا بصراحة كده مش مكبركم، فسيبوني اتكلم مع الكبيرة.
قالها "عمار" حين أدرك محاولة "شاهين" لإغاظته فرد بما جعلهم يخرجون عن هدوئهم المزيف لذا صاح "شاهين" ليرد على سخرية "عمار" منه فقاطعه "عمار" بوقوفه بكل هدوء ثم مشى خطواته بصبر شديد وقال وهو يثبت نظراته عليهما بدقة:
مفيش ما بينا مصالح يا "شاهين"، أنت و"علي" ميتين على الفلوس وعلى حاجة كانت رزقي وروحتوا تتعاقدوا علطول تاني يوم مع مطارحي الخمسة اللي كنت بشتغل معاها ومن غير ما نشوف اللي حصل خدتوني على خوانة ومحدش جيه يسألني حتى وده من الطمع بتاعكم وإنكم ما صدقتوا وأنتم عارفين كويس إن دي أول مرة يطلع عليا إشاعات زي كده وأنا متأكد إن في طبخة حلوة بس يا ترى بقى هتعرفوا تاكلوا من الطبخة؟.. دي بقى انتظروها علشان بتاعتي أنا.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي "هيا" التي كلنت تتابع حديثه ثم وقفت واستدارت له وقالت:
بص يا دكتور، أنا متفهمة المشاكل اللي بينك وبين "شاهين" و"علي" بس ياريت تعتبرني أنا براها وهرجع أتكلم لما حضرتك تروق.

"أنتِ متنهيش الكلام، إحنا مش جايين علشان نطلع منها كده. "
نطق بها "علي" بغضب شديد فقالت "هيا" بتنبيه مُحذر له:
أنا أختك الكبيرة يا "علي" وبنت عمك الكبيرة برضو يا "شاهين" يعني الكلام والقرار ليا أنا تمام؟

حدقها "شاهين" بغيظ شديد فقال بامتعاض:
غلطنا إننا جينا بيكِ هنا أصلًا.

- كلامي مش معاك يا "شاهين" كلامي مع عمي.
قالتها واستعدت للذهاب وهي تمسك بهاتفها وحقيبتها وقالت موجهة حديثها لـ "عمار" بعد أن رفعت شعرها عن عينيها:
لينا كلام بعدين.

توجهت لأخر المكتب ناحية الباب ولم يتحرك أخوها ولا ابن عمها لذا صاحت بتحذير:
يلا.

اندفع الاثنان للخارج لكن أوقفهما حديث "عمار" وهو يقول قاصدًا مضايقتهم:
الواحد يأخي خسران مضايقاكم ناجح مضايقكم ميت برضو مضايقكم، إيه نروح فين تاني؟

ابتسمت "هيا" التي كانت تولي له ظهرها فبرغم حديثه الذي يكمن إغاظته لهم إلا أنها راق له طريقته، فكانت تتوقع أنّها سوف تراه اليوم منكسرًا بقلة حيلة.

خرجوا جميعًا ودخلت "عنود" يليها "شهد".

- "عمار" الدنيا مقلوبة برا أنا مش عارفة هنعمل إيه؟؟
تفوهت بها "عنود" فأشار لها لتجلس ثم أمسك بها لتجلس وقال بهدوء:
الموضوع بسيط، دي إشاعات أنا هعرف أنفيها واللي كانوا شغالين معايا والله ما راجعين تاني وبناقص فلوسهم كلها، رُبَّ ضارة نافعة بقى وأنا متأكد في
خير كبير هيجيلي.

أومأت له بتنهيدة قوية فأشار "عمار" لصديقه وقال:
اجتماع بقى على السريع تضم فيه كل الموظفين بلا استثناء وتتكلم معاهم وتفهمهم إن الشغل ماشي زي ما هو وتديهم نبذة إننا هنفتح فرع مع "قصي".

هبَّ "ناصر" من مكانه وسأله بتوجس قائلًا:
طيب هو "قصي" هيكمل؟

- أنا واثق فيه.. علشان كده مالي إيدي منه.

" ربنا يستر، أنا رايح هشوف الدنيا يلا يا "شهد"."

خرجا الاثنان وتبقى "عمار" و"عنود"، وضعت هي يديها على رأسها وقالت:
أنت كويس طيب؟ السكر حاسس بحاجة؟

هز رأسه بامتناع قائلًا:
أنا كويس وبأخد الأنسولين بانتظام فمتقلقيش يعني، بعدين يا "عنود" ده بيحصل لناس كتير في أي مجال، ومش بتاخد وقتها يعني.

- في كذه حد لغى شغله وتقولي عادي؟؟!

" بصي أنا ماديًا معايا فلوس تعيشنا وتعيش ولادنا وولاد ولادنا فمتشغليش بالك كده يعني. "

رمقته قائلة بتوضيح:
أنا عليك يا "عمار" خايفة تكون تعبان أو الموضوع مأثر جامد في نفسيتك لما جيه فجأة ده والسكر كمان يكون عالي.

استند بجسده على المكتب ثم قال مغازلًا حتى يخفف من اضطراب قلقها:
السكر قدامي أهو لكن أنا سكري مظبوط والله.

- مش فاهمة الحركات دي أنا يعني؟؟
قالتها وهي ترمقه بابتسامة مرغومة عليها فقال وهو يضحك:
طب والله علشانك، أنا مش عايزك تقلقي خلي القلق ليه وقته مش على أي حاجة صغيرة كده.

تنهدت في محاولة لتنفيذ كلامه ثم مالت برأسها قائلة:
مين اللي كانوا هنا؟ في واحد منهم طالع وشه أحمر متعصب، هو حصل إيه؟

أشار لها بحماس ثم استند على المكتب بجسده وبدأ يحكي عنها بسعادة عارمة:
أخدت نص حقي النهارده ومديتهومش فرصة يتكلموا خصوصًا "شاهين" ده.. تعرفي يا "عنود" بيغير بطريقة مش هتتخيليها ومش مني بس يعني.. وأنا النهارده كنت واقف خسران قدامهم في شغلي أيوه بس مرضيتيش أديهم نظرة تشبعهم وخدوا اللي فيه النصيب ومشيوا.

ضحكت مازحة بشقاوة قائلة:
منادتنيش ليه أحضر؟؟ كنت محتاجة اتعلم.

- تتعلمي؟؟ أنا كنت واخد فاكرك مسكينة وداير وراكِ علشان أردلك حقك طلعت أنا اللي مسكين.

ضحكت هي بقوة فغمز لها قائلًا بشقاوة:
بتقولي للبنت قولي لأمك غطيني وصوتي؟؟

ضحكت أكثر ثم قالت ببراءة منفعلة كأنها تشرح له:
اللي جيه قدامي بقى، بجد أنا مش عارفة مين ضحك عليك وقالك إني بسكت؟

ضحك عليها وهو يتأملها حتى توقفت والتمعت عيناها فانخفضت نبرة صوتها تدريجيًا وأكملت قائلة:
لغاية اللي حصل الفترة اللي فاتت واللي قبلها بقيت بخاف كتير وبقلق بس بحاول أرجع تاني.

أمسك بيدها ثم قال بدعم:
شاطرة إنك رجعتِ تاني كويسة، اتمنى تكملي كده.

_________________________

بداخل مكتب "فرحات" كان يجلس على انتظار حتى أتاه اتصال من شخص يعرفه جيدًا فرد عليه وقال:
إيه الأخبار يا "شاهين"؟

- أنا روحتله النهارده بس هو لسه متكسرش وموقعش وفي نظراته جحود غريب، كنت فاكر هروح ألاقيه بيعيط بس هو خسر يعني من ناحية خسر وحاولت أشمت يعني بس.

" بس إيه؟ "

رد "شاهين" بغيظ قائلًا:
معرفش قولتلك يعني طريقته ما أنت لو اتعاملت معاه هتعرف قصدي..بني آدم تنح وبارد والله ما عارف فاكر نفسه مين، فاكر كده اتغاظت منه يعني؟!

توقع "فرحات" حديث "شاهين" لذا قال:
هو دايمًا كده بس مفيش حد بيوقع من مرة بس كويس استمر وعمومًا حوار قضيتك عندي أنا يا "شاهين" وهعملك خدمة العمر كمان وخلينا على تواصل.

أنهى حديثه ثم أغلق هاتفه وجلس يُصَّفر بطريقة خاصة، طريقة شخص اعتدل مزاجه والعجيب أنَّ خرابه لحياة من يقهره أو ربما يشعره بنقصه هو نفسه الذي يُعدل مزاجه، فرؤية منافسيه يسقطون تشبعه سعادة من فرط حقده غير الطبيعي على من يتفوق عنه، فلن ينتهي المرض ولن ينتهي "فرحات" إلا إذا قرر "فرحات" نفسه.

تاه عقله عن شيء حدث بالأمس حين كان هو و"منار" نائمين في غرفتهما وفجأة بدأت تتفوه بكلمات غير مترابطة.

"متموتهاش، ماما، حرام عليك، سكينة، متضربنيش."

صاحت صارخة على نفس واحد، استيقظت بانفعال شديد ورغمًا عنها حركت يديها بعنف تجاه المنضدة الموجودة بجانبها فوقعت محتواياتها، فاق هو على سماعه لصوت أشياء تحطمت فوجد أنفاسها تتعالى بقوة، عيناها في حالة جحوظ وكأنها كانت للتو خارجة من إحدى المعارك، ملامحها خائبة وفي حالة ذعر، ويديها تحاوط جسدها لتحمي نفسها بنفسها، نظرت لفرحات وحين أدركت أنه مجرد كابوس يأتي لها كالعادة ارتاحت واستعادت أنفاسها ثم نظرت له وتركت فراشها.

انزعج منامه ولم يتوجه خلفها، أغمض عينيه بنعاس ثم تذكر شيء، نفس الشيء الذي ييقظه، لذا وقف من فوق فراشه ثم خرج يبحث عنها فوجدها جالسة على الأريكة تبكي وهي تضم ساقيها إلى جسدها ورأسها مستندة على ركبتيها، اقترب منها ثم حاوطها من جسدها له وقال بحنو:
كنتِ بتحلمي بإيه وبتعيطي ليه؟

رفعت رأسها له ثم قالت وهي تمسح دموعها وعلى وجهها ابتسامة صافية وكأنها شكر منها؛ لأنه لحقها:
الحلم اللي مش بيتنسى أبدًا، قتل ماما بس المرة دي قتل الست اللي كانت معانا.

نظر لها بتفهم ثم قال بتعاطف حاول إبداءه:
معلش ما هو لازم يتكرر علشان اللي حصل.

أومأت له برأسها فربت على ظهرها وقال:
أنا فاهمك متتضايقيش، تعالى ندخل وتعالي نامي في حضني.

وقفت وحركها معها للداخل حتى دخلا الغرفة وناما على الفراش ثم فرد ذراعيه ونام وأخذها في حضنه وهو يمسد على ظهرها بحنو حتى نامت وحينها هو قبَّلها على كتفها ثم نظر في الفراغ بابتسامة بدت شريرة، ابتسامة معناها أنه يصل لهدفه عن قرب، هي الأن تتعلق به وتحبه ومجرد أن يمتلك جسدها ستكون رهن حبه، لن تتركه ولن تتخلى عنه ولن يستطيع "عمار" أن يدفعها عنه حتى إذا أشار لها عن مساوئه ووضعها أمامها لتتركه فربما تتمسك به حتى أخطائه وعيوبه ستراها مميزات له، وهذا هو ما يريده.

عاد عقله للحاضر وانتهى من عمله ثم خرج من محل عمله وتوجه بسيارته نحو إحدى المحلات المتخصصة لبيع الحيوانات الأليفة، وجد العديد من الحيوانات لكن لم يعجبه إلا قطة نوعها بريطاني أبيض، أعجبه كثيرًا وقرر أن يشتريها فقط لإعجباه بلون عينيها المقرب للون عيني زوجته.

وصل شقته في ميعاد العصر، كانت "منار" للتو انتهت من صلاة العصر وتوجهت نحو المطبخ لتكمل بقية تحضير الغذاء، دخل فأتى صوته لها وصوت شيء أخر، صوت مواء قطة، انتفضت من مكانها؛ فهي تخاف منهم لذا صاحت قائلة بذعر دون أن تخرج من المطبخ:
لا يا "فرحات" اوعى تكون دي جاية معاك...

ترك هو القطة في الصندوق ثم دخل لها المطبخ وقال:
متخافيش هي معايا أنا، اطلعي بس وهتحبيها بجد.

امتنعت قائلة برفض شديد أظهر فيه مدى رعبها:
طلعها يا "فرحات" برا بخاف منهم لما بشوفهم بحس إني مش شايفة غيرهم وشوية وهيهجموا عليا.

ضحك هو وأغلق النار على موقد النار ثم أخذها من يديها وسحبها رغمًا عنها للخارج معه وسط تذمراتها حتى وصل بها للأريكة الموضوع عليها القطة وقال لها:
بصي اقعدي هناك وامسكي كده.

جلست بالفعل ثم أخرج القطة من الصندوق وحملها بين ذراعيه وهو يقول مازحًا:
دي قطتي هسميها "منار".

طالعته زوجته وتهيأ لها أنه يمزح لكنه أصرَّ على حديثه قائلًا بلطافة شديدة وهو يمسد على ظهر القطة:
هسميها "منار" بجد.

شهقت فجأة قائلة باعتراض:
من قلة الأسامي يعني؟؟؟ ما نسميها كيتي ولا كوتو.

- أنتِ مالك وبعدين هو اسمك ده يعني مخلوق ليكِ أنتِ بس؟ أنا هسميها "منارتي" عندك مانع بقى؟

وقفت وتركته لتتوجه للداخل لكنه أوقفها قائلًا على الفور:
خلاص خلاص تعالي، بصي يا سيتي تعالي اقعدي.

توقفت مكانها متنهدة بحنق ثم خطت خطواتها نحوه وجلست بالقرب منه فابتسم وقال وهو يحادث قطته:
القِط والمُقطقط يجتمعان في مكان واحد، أيا قط ألستُ تعلم إني أناديكَ بالمنارِ لأجل تظل أنت ومنارتي أمام عيني وفي قلبي؟ الأن منارتي منزعجة، فما لي من حيلة، ماذا نفعل؟!

نظرت له هي بابتسامة جانبية فمال بجسده نحوها والقطة معه وقال بعد أن نظر للقطة:
ألن تعطيني قُبلة يا "مقطقط" هاءْ؟!

دنو من القطة ثم قبَّلها وأمسك بها برفق فوجد "منار" تكتم ضحكاتها رغمًا عنها لذا رفع حاحبيه فقالت:
أهو بتتكلم زي لا تجلدوها إنها مقطقطة.

رد عليها بحنق قائلًا وهو يقترب بالقطة منها:
المرة الجاية تبقى تسجليلي بقى.

أشارت له ليبعد فأمسك بها بقوة ثم قال:
فاكرة "سكر" كنتِ خايفة منه لكن حبيته ساعتها أهو نفس الحوار ودي مش هتضايقك خالص هي مسالمة بجد.

قالها ثم رفع القطة له وبدأ يقبلها قبلات عديدة مع صوات موائها العالي فصاحت هي بغيظ قائلة:
خلاص شايفاك استحليتها أوي.

- لو غيرانة تعالي مكانها.

كزت على أسنانها بغيظ منه ثم توجهت للداخل فضحك لقطته وقال هامسًا:
"منار" بتغير منك يا "منار"

قالها ثم وضع القطة في صندوقها وذهب ليتحمم.

____________________________

انتهى اليوم لدى "عمار" على ميعاد صلاة المغرب صلى هو وزوجته بمسجد الشركة ثم ذهب سويًا لكن تجاه منزل "محمد" وفي طريقهما بداخل السيارة سألته قائلة:
مش هنقولهم على حوار البيبي؟

هز رأسه بالنفي قائلًا:
لو بطنك بانت نبقى نقول غير كده بلاش علشان كذه سبب.

- منهم "فرحات"؟

أومأ لها برأسه ونقل نظره عليها ثم على الطريق وقال:
بصى هو موضوع إني مش عايزه يعرف علشان مش حابب إنه يركز عليكِ وندخل أنا وهو في دوامة فاضية فقولت نعيشلنا كام شهر حلوين وياريت أحبسك كده ومحدش يعرف ونبقى نفاجئهم بالطفل بعدين

- ربنا ييسر وتعدي على خير، أنت رايح ليه البيت؟؟

"محتاج نتكلم أنا وبابا في الشغل وهسيبك هناك علشان عندي مصلحة."

رمقته بتوجس قلِق قائلة:
أوعى تكون رايح تعمل حاجة؟

- شغل متقلقيش، المهم اقعدي هناك مع "شيماء" و"نجوان" وسيبك من "خديجة" أختي أنتِ عرفاها وبلاش حركة كتير وحاولي تعملي حسابك في القاعدة يعني متخليش حد يقرب منك جامد.

" أنا حاسة عاملين مصيبة بجد، إيه الرعب ده؟ "
تنهدت بها بضيق فنفى باعتراض قائلًا:
لا مش مصيبة يعني بس دي احتياطات.

- تمام، ربنا يسهلنا.
قالتها وأكمل هو قيادة سيارته حتى وصل إلى بيت والده ونزلا سويًا حتى وصل هو لوالده فانسحب
والده معه كأنه كان منتظره أو ربما منتظره بالفعل،
حينها انسحبا لداخل شقة "محمد" وجلسا سويًا على
المقاعد الخاصة بهما، افتتح "محمد" الحديث قائلًا
بامتعاض:
ما إحنا مش هنسكت ومينفعش نبقى مش عارفين. مين اللي اتكلم ونسكت كده، ولو سيبناه يضربنا مرة هيضربنا ميت مرة.

- على أساس هستنى أنا الضربة التانية علشان يبقى في الضربة رقم ١٠٠؟ متخافش يا حاج، الموضوع مش جاي صدفة، "شاهين " و"علي" مظبطينها بس أنا لازم أمشي دلوقتي علشان أشوف هعمل إيه.

حدقه والده بتحذير قائلًا بنظرة قوية داعمة:
ركز واللي خسرناه أرميه ورا ضهرك، أنا واثق فيك وعارف إنك هترجع حقك وهتاخده بزيادة، بس أنا مش عايزك تاخده بس عايزاك تكيدهم وتعرفهم اللعب مع ولاد الجوهري بيخسر قد إيه.

أومأ له "عمار" بعينيه ناظرًا بشرود أمامه وقال:
من غير ما تقول، أنا تربيتك.

ربت والده على كتفه بعزم قائلًا:
جدع أيوه كده، الضربة اللي متموتكش تقويك.

- ادعيلي يا بابا، كتار أوي اللي منتظرين إني أقع.

دعمه والده بقوله المطمئن له:
كلهم منتظرين وقوعك إلا أنا واثق في رجوعك أقوي من الأول كمان، وبعدين اللي حصل يخلينا نحط عينينا في وسط راسنا، ما هو لما توصل بالناس إنها تصدق إشاعات علينا يبقى في قصور عندنا إحنا، فلازم ناخد بالنا كويس.

- ماشي يا حاج، أنا ماشي وخلي بالك من "عنود" بقى اقعد معاها علشان متكونش لوحدها ولو "رقية" و"تقى" هنا نزلهم يقعدوا معاها.

وقف "عمار" وبجانبه والده الذي تمشي معه للخارج وقال وهو يحاول أن يخرجه من حالة حزنه:
متقلقش، ربنا يسدد خطاك يا "عموري".

ضحك "عمار" وهو يسأل والده باستنكار:
حاسس إنها أول مرة تتقالي منك، خير؟

- وحشة ولا إيه؟
قالها والده وهو يسأله بابتسامة واسعة فرد "عمار" بتلقائية قائلًا:
أنا متعود تتقالي بصراحة بس من البنات مش منك، يعني حسيتها وقعِت هيبتي فجأة وأنت بتكلمني.

طالعه والده بفخر قائلًا:
لا عاش ولا كان اللي يوقع هيبتك يا واد، أنت ابن محمد الجوهري.

أمسك "عمار" بكف والده وقبَّله فربت الأخر على كتفه وقال له:
يعلم ربنا إن اللي في قلبي ليك حاجة ولكل الناس حاجة تانية، مكانتك غير كل الناس عندي، مش عايزك تخاف أنا فضهرك.

- أنا اللي مش عايزك تخاف، أنا هعمل كل اللي أقدر عليه علشان يفضل اسمك لفوق دايمًا.

- روح ربنا يوفقك ويبارك لي فيك يا "عمار".

____________________________

بداخل شركتها هي، كانت جالسة تنتظره حتى أتى لها خبر من الأمن بدخوله بسيارته، نظرت في هاتفها فوجدته لم يتأخر، أعجبها انضباطه لذا انتظرته حتى يصعد لها، أخيرًا وصل لمكتبها حتى دق الباب فأتى له صوتها لذا دخل، نظرت له "هيا" وقالت بابتسامة منبهرة:
مواعيدك مظبوطة برافو.

لم يرد عليها إنما جلس على الكرسي المقابل لمكتبها فوقفت هي من فوق مقعدها ثم توجهت لتجلس على الكرسي المقابل له وجه بوجه، ظلت نظراته ثابتة في الفراغ فانتبهت هي على الباب لذا قالت:
هقفل الباب ثواني.

اعترض قائلًا وهو يمسد على لحيته برفق:
لا متقفليش.

- ليه؟

رد ببساطة شديدة بطرف عينيه قائلًا:
لا يجوز.

فتحت عيناها بشيء من التعجب ثم رمقته بنظرة كلية وقالت مبررة:
توقعت تكون مختلف، عمومًا مكنتش هعضك.

- يا "آنسة"؟
تفوه بها بتنهيدة محتقنة ففهمت أنه سأم أو لربما يعاملها بنفس الطريقة الذي عاملها بها في الصباح لذا جلست وقالت:
على فكرة أنا مليش علاقة بشاهين أو "علي" أخويا وأقدر أخليهم يرجعوا عن إن اللي عملوه وميتمضيش عقود.

وضع ساق على الأخرى ونظر لها لأول مرة منذ أن دخل ثم قال بنبرة تهكمية تعلن التحدي:
ومين قال إني عايزهم ميشتغلوش؟ خليهم يسترزقوا..

رفعت رأسها بانبهار شديد تعليقًا على "يسترزقوا" ثم مالت برأسها هامسة بسؤال استنكاري:
يسترزقوا؟ أنت عارف إنهم معاك في السوق من زمان وشغالين وبوجودي الموضوع هيتغير؟

همس هو الأخر لكن باستفزاز واستهزاء قائلًا:
سمعت عنهم زمان صدفة بس مش علشان شغلهم الكويس وبصراحة عمري ما سمعت حد بيشكر في شغلهم لكن اللي كان بيوصلي مشاكل معاهم بس، علشان كده خليهم فرحانين، الواحد لما بيجري في إيده قرش بينبسط بس للأسف هما مش واخدين بالهم إن الرزق بإيد ربك يعني شغل السرقة ده ملوش لزوم.

عقدت ذراعيها فوق بعضهما بتفهم قائلة:
بالظبط سرقة أنا متفقة معاك إنها سرقة بس لازم أوصلك نقطة لو هما جالهم الشغل بعدك علشان غيرك مشي فمش من حقك تقول سرقة وأهو ده بقى اللي اسمه رزق.

أومأ لها برأسه بحركات مهتزة من الأسفل للأعلى وقال:
بالظبط، أنا فاهم ده بس أنا مش عبيط علشان افتكر إنها صدفة ألاقي "شاهين" و"علي" الاتنين خدوا شغلي، فخلينا ندخل في الموضوع بقى؟ جايباني ليه؟

نظرت له بثقة قائلة بنظرة ثابتة:
علشان أأكدلك إنهم اللي عملوا كده وده يخليك تتأكد أكتر من إنك تشك بس وأنا إحساسي بيقولي إنك فعلًا شاكك بس.

- يبقى متحسيش تاني.
قالها وانتصب في وقفته فوقفت خلفه يانزعاج وقالت:
أنا مش فاهمة إيه الإسلوب ده؟

رمقها بجمود قائلًا وقد أصابه الملل:
أنتِ بترديها يعني علشان زي ما جيتيلي الصبح ومشيتك تعمليها برضو وتمشيني؟

حاولت "هيا" الدفاع عن نفسها وتلاعب حديثها في عقله حين قالت:
أنا مش تافهة للدرجة دي علشان تقولي كده ثم إن كنت عايزك في حاجة أكبر، حاجة ترجعلك اسمك وتضايق بيها "شاهين".

أدار رأسه باستفهام نحوها يطالعها وفي عينيه مائة سؤال فأوضحت له قائلة:
أنا مبحبش"شاهين" وهو يستاهل؛ لإنه بني آدم معندوش ضمير لكن "علي" أخويا مش كده، "علي" مشكلته إنه ماشي ورا "شاهين" وده اللي مضيعه لكن هو كان كويس، على فكرة أنا كنت ماسكة شغل برا مصر وكنت متفوقة فيه جدًا وتقدر تشوف ورق بعينك وتعرف إن الشغل معايا مش سهل وقادرة أطلعك من اللي أنت فيه بسهولة.

علَّق على حديثها بتذكير قائلًا:
معنديش أعظم من القسم بالله، فأنا أقسم لك بالله إن الموضوع كله على بعضه ما هز مني حتة ولا كسرني بس كل اللي فارق معايا والدي وزعله وقهرته على شغل بناه بنفسه وتعب فيه علشان يكبر اسمه فالشغل مش شغلي أنا بس، أنا مجرد أداة بتحرك شغل دكتور "محمد" علشان كده أنا مش معتبر نفسي خسران بس.

تحركت نحو مكتبها وفتحت إحدى الأدراج وهي تقول:
كلام جميل يا دكتور وأنا على فكرة حاسة بده المهم عندي اللي بعد بس، اللي قولته أنا واثقة منه وإن الموضوع مش فارق وأنت وضحتلي ده سواء الصبح أو دلوقتي.

هز رأسه بإيجاب قائلًا:
أنا بعرف أأذي بس أنتِ متخيلة أرجع حقي بأذى غيري؟ مليش في الحوارات الرخيصة مع إنها أسهل ما عليا بس أنا بحب أخد حقي بما يرضي الله.

رفعت رأسها وابتسمت له ثم قالت:
يبقى كده اتفقنا أنا مش هخليك تعمل حركات رخيصة،
أنا مش زي "شاهين" على فكرة.

- اللي بيحكي كتير أفعاله قليلة.
أشار لها بسبابته بتنبيه فضحت هي وقالت:
أوكي يبقى سيب أفعالي تثبتلك بقى!

قالتها وأخرجت علبة سجائرها ثم عادت تجلس أمام نظراته المرتكزة على علبة التبغ لذا ابتسمت وقالت:
تاخد سيجارة؟

هز رأسه باعتراض نافيًا وقال:
مش بدخن.

- أوكي، خلينا ندخل في المهم، علشان نشيل
الإشاعات عنك بسرعة يبقى تقرر تدخل معايا في صفقة، طبعًا هتقولي إني بنصبلك فخ وكده بس
اسمع للأخر، اللي يخلي الـ Customers نفسهم يسيبوك هو نفسه اللي هيخليهم يرجعوا ليك بمجرد ما يعرفوا إنك أنت بنفسك رايح تحط شغلك مع شغل حد تاني هما actually رايحين له على أساس إنه ثقة، ده هيرجعلك أنت مكانك وهيفضل الكلام اللي اتقال مجرد إشاعات وبس.

" رميتي اللي عندك؟ سيبيني بقى أنا اتكلم، أنا مش عايز أدخل معاكِ أولًا أنا مش قابل العرض نفسه، ثانيًا محبش إن بعدين يقولولي اللي طلعتك من مشكلتك واحدة مننا."

أشعلت النار في لفافة تبغها ثم وضعتها في فمها وقاطعته بتنبيه قائلة بعد أن أخرجت السيجارة:
بص يا دكتور هقولك حاجة، هو إننا أصلًا نقول إحنا طلعناك ولا لا فدي وعلى حسب شخصيتك واللي حسيته منك إنها المفروض متفرقش ليك، أنت معاك الحق وعارف إنهم وقعوك فيبقى تركيزك وهدفك بس تخسرهم هما.

طالعها باستنكار شديد فأطلقت رائحة السجاير في وجهه لذا ابتعد عنها فقالت وهي ترد عن سؤاله الذي لم ينطق به:
أنا عارفة إنك مش مصدقني بس مش بإيدي حاجة أثبت بيها بس أنا وأنت محتاجين بعض في الشغل، أنت محتاج تشيل كلام عنك وأنا محتاجة أحط شغلي مع شغلك.

- طيب و"شاهين" هيسكت أو أخوكِ هيسكت؟

أومأت له بثقة قائلة:
بص أنا واخدة كلام من بابا إني اعمل اللي شايفاه في مصلحتي وأنت عارف إن شغل أخويا و"شاهين" بعيد عن بعض يعني بس عاملين قدام الناس إنهم سوا مع إن "شاهين" بيغير جدًا من "علي".

تنهد تنهيدة قوية وزفر أنفاسه وهو ينظر في الفراغ حتى أخيرًا قال:
تمام أنا هفكر، أنا على فكرة مش محتاجك لدرجة إني من غيرك مش هعرف اتصرف، أقدر أعيش وأكمل ده بس نقطة تاخدي بالك منها؛ لإنك متعرفيش مين "د.عمار الجوهري".

- أنا عارفة ومش محتاجة أسمع ده بس قولتلك إني أنا اللي محتاجة شغلنا سوا.

استدار بجسده ليتحرك ثم قال دون أن ينظر لها:
ماشي يا آنسة اديني وقت أفكَّر.

ابتسمت له ثم وضعت سيجارتها في المَرمَدة وقالت:
اسمي "هيا" على فكرة.

- تمام.
قالها ثم تحرك نحو الباب تحت نظراتها المتفحصة له.

_______________________

بداخل غرفتها حيث تجلس "تقى" وبجانبها "عنود" التي استدعتها "تقى" منذ قليل، ظلا سويًا جالسات أمام الهاتف يتفحصون الحساب الخاص
بـ "Maher Hasaan" والذي كان قد أرسل لها طلب صداقة منذ قليل على إحدى التطبيقات، نظرت "تقى" لـ "عنود" ثم قالت:
أنا خايفة.

ردت "عنود" وهي تتفحص بعض صوره قائلة بتركيز شديد:
مين برضو؟ يعني شافك إمبارح ومعرفتيش تبع مين؟

ردت "تقى" بحنق قائلة:
معرفش بجد بس "عمار" لما شافني إمبارح بضحك معاه بصلي جامد فمشيت وسيبته وبس محصلش حاجة.

- طيب من رأيي نفكنا بقى منه، طالما بدأها بـ add يبقى بعدها هيبدأ يحاول يتعرف لو عطتيله وش، اعمليله block.

ترددت "تقى" للحظة ثم اعتدلت في حديثها قائلة:
ثواني بس اسمعيني، يعني الـ block بيتعمل لما حد بيضايق حد لكن هو بعت add بس.

تداركت "عنود" لما في الأمر لذا ضحكت قائلة بتفهم:
يعني الموضوع عاجبك صح؟ فهمتك أنا بس الموضوع مش جاي صح خالص، تعرفي إنك داخلة على مرحلة مهمة يعني شوية، محتاجين نركز فيها وبعدين نبقى نشوف حوارتنا التانية ثم إن سواء ثانوية أو لا فأنتِ مش المفروض تفتحي الشباك لحد، اللي عايزك وراغب يعرفك يخبط عليكِ الباب قدام أهلك.

- بالظبط كده.
قالها "عمار" الذي دخل للتو فانتفضت "تقى" من مكانها ثم أتى هو وجلس على سريرها من ناحية اليسار وكانت "تقى" في المنتصف و"عنود" من ناحية اليمين، أمسك بيد ابنه أخيه ثم قال بمزاح:
كبرتي يا "تقى".

شعرت هي بالإحراج وفهمت أنه قد سمع لذا حاولت التبرير لكنه لحقها بحديثه قائلًا:
ملوش لزوم، أيوه سمعت بس بقى السؤال والأهم إيه الحوار؟ دي تاني حاجة تخبيها عني..

تعلثمت في نطق كلماتها فاعتدل في جلسته وهو يضحك على مظهرها المتوتر وقال:
ملوش لزوم تخبي ها.

نظرت له بصدق قائلة:
أخبي إيه؟؟ بجد محصلش حاجة.

"مفيش حاجة كده ولا كده؟"
قالتها "عنود" غامزة بإحدى عينيها فضحك هو وقال:
أيوه قرريها كده.

- مفيش حاجة كانت قديمة هو بس اللي بعتلي ده..محصلش حاجة، قوليله يا "عنود".

تفهم هو إحراجها برغم علمه بالكامل عما حكت لها "هند" لذا ألقى لها نظرة مطمئنة ثم قال:
"ماهر" يبقى أخو "قصي" الصغير و"قصي" شريكي في الشغل، المهم يعني عايز أفهمك نقطة، زي ما قالت "عنود" اللي عايزك مش هيخبط على شباك أوضتك، لكن هيجيلك من باب بيتك قدام أهلك، أنا فاهم إن الموضوع ممكن يكون جذبك على بعضه وإنك في فترة كلنا مرينا بيها على فكرة، بس الفترة دي بيفضل اسمها فترة وبنتعلم منها، تعرفي إني دخلت لعنود direct علطول وقولتلها عايز اتقدملك، محبتش أقعد ألف وراها؛ لإني ببساطة مش مراهق ومش صغير على الكلام ده فاللي هو بيعمله بجانب مراهقة فهو حرام وأي بداية لا ترضي الله نهايتها مش هترضيكِ.

نظرت له "تقى" بابتسامة صغيرة وهي تهز رأسها بتفهم ثم قالت:
هعمله block والله.

نبهها قائلًا بعد أن وقف من على السرير:
لازم تكوني مقتنعة مش علشان أنا كلمتك وبعد ما أمشي عقلك يلف تاني.

هزت رأسها بصدق قائلة:
والله لا، أنا كنت محتاجة حد ينبهني وأصلًا مكنتش هعمل حاجة يعني بس أنت اللي سمعت.

- ضايقتك يعني؟
قالها وهو يميل عليها فنفت قائلة بلا اكتراث:
لا يا عم أنت أخويا الصغير عادي

رفع حاجبيه بانبهار وقال لزوجته:
عضيها يا "عنود".

ضحكا سويًا ثم وقفت "عنود" و"تقى"وتوجها للخارج.

___________________________

بداخل حارتها، تجلس هي في شقة بداخل عمارة مختلفة عن التي كانت تسكن فيها من قبل، أتي صوت دق على الباب فتوجهت عند الباب تسأل:
مين؟

- أنا "مرزوق".
قالها فعملت أنه صاحب العمارة لذا فتحت الشقة فقال لها بابتسامة بلهاء:
أزيك يا ست العرايس، الإيجار بتاع الشهر ده خديه خلاص هو أدفع.

نظرت للظرف الموضوع فيه المال وقالت باستغراب:
مش فاهمة؟

انفتح الباب الذي يقابلها وخرج من "عمر" الذي قال بابتسامة ماكرة:
إيه يا بنت خالتي، مش عيب نسكن في مكان سوا وتدفعي وأنا موجود؟

رمقته بصدمة شديدة فطالعها بابتسامة أشد مكرًا وهو يقول:
مش بنت خالتي برضو؟

نقلت "هنا" نظراتها من "عمر" إلى "مرزوق" وقالت بابتسامة شاكرة:
شكرًا.

رفع "مرزوق" يديه قائلًا بزهو:
تسلميلي.

نزل "مرزوق" ووقف "عمر" يطالعها بنظرة متلاعبة منتظرًا منها تنفيس غضبها عليه لكنها خيبت ظنه حين دخلت وأغلقت الباب في وجهه بقوة، استدار هو ليدخل بعد أن ضحك عليها لكن سرعان أن سمعها تفتح الباب فأدار رأسه فقط وخرجت هي بقوة وفي يدها الظرف ثم وقفت أمامه وأمسكت بيده وقالت:
خد فلوسك.

رد عليها قائلًا باقتضاب:
مش فلوسي دي فلوس عم "مرزوق".

لم ترد عليه إنما دخلت شقتها وتركته بالخارج فقال بنبرة عالية:
هتروحي مني فين يا روح أمك؟ ده الغاوي يجي لحبيبه مشي.

أدرك أنها سمعته؛ لأن ظلها كان واضحًا من خلال الباب فابتسم ودخل ودخلت هي شقتها التي تجلس فيها بمفردها.

__________________________

صباح يوم جديد ووبداخل شركة " الجوهري"
كان "عمار" يجلس في انتظار "قصي" الذي دخل باستعجال قائلًا:
ضربة جامد في السوق وخبر جديد إننا دخلنا في شراكة سوا، أنا متخيلتش يجيلي على الصبح كذا مندوب بيطلبوا إننا نصدرلهم وبالسرعة دي.

ابتسم "عمار" بثقة قائلًا:
قول بقى ما شاء الله، ما يحسد المال إلا أصحابه، أنا بقى عندي خبر ليا، الأول إن جالي صفقة من حيث لا أدري مع واحد خليجي، معرفش جات منين بس الراجل اسمه كبير ودي لوحدها هترجع ثقة ناس كتيرة ليا.

ارتسمت ملامح من الفرحة على وجه "قصي" وقال بصدق خالص:
مبسوطلك بجد، اللي طلع عليك كان تشويه ليك بس أنت علشان مشيك حلال ربنا وقفلك ولاد حلال كتير زيك.

ابتسم له "عمار" ثم أسند ساعديه على المكتب وقال: إمبارح جالي "شاهين" و"علي الزيني" وأخته، جم يكلموني مكنتش عارف هما عايزين إيه بس مشيتهم وإمبارح قابلت أخته وأخته قالتلي إنها عايزه تشتغل معايا بعيد عن "شاهين" وبكده لما هيتقال اللي خدوا منه شغله رجعوا يشتغلوا معاه فده معناه إثبات إن اللي طلع مجرد كلام غير إن كمان شغلي في كذا مكان تاني يعني معاك والخليجي ومعاهم ده هينفي أي حاجة وغالبًا هيرفع فوق وفوق أوي.

فكَّر "قصي" لوهلة ثم رمقه بشيء من التعجب قائلًا:
وهي إيه مصلحتها؟

- مش عارف بصراحة، هي قالتلي مبتحبش "شاهين" وعايزه تفض معاه أي شغل وتبعد أخوها عنه وأنا الطريق لده.

" مش عارف يا "عمار" بس لو هتجرب يبقى بالراحة، بلاش ندوس جامد وحط عينك وسط راسك وبرضو أسأل عن أخته دي وشوف نظامها. "

أومأ له "عمار" وقال:
هعمل كده فعلًا، تيجي نروح نشوف الشركة بتاعتنا؟

- ياريت وبالمرة تطمن على شحنة الأدوية اللي وصلناها.

وقفا سويًا وأخذ "عمار" مفاتيحه سيارته ثم توجها سويًا للخارج وفي طريقهما قابل هو "عنود" التي رأته خارجًا ونظره عليها حتى توقف فجأة حين شعر أنه سيصطدم بشخص، رفع نظره عن زوجته ثم نظر لـ"هيا" التي نبهته قائلة بابتسامة ونظرة ثاقبة:
أخدت وقتك؟

رمقها باستغراب فوضحت له قائلة:
أنا عطيتك وقت تفكر من بالليل للصبح أهو.

- طيب أنا ورايا مشوار أخلصه ونبقى نتكلم بعدين؟

ضحكت رغمًا عنها ثم علَّقت على حديثه ببعض السخرية قائلة:
هو كل ما هاجي هتمشيني؟ عندنا كلام مهم.

أشار له "قصي" للداخل بعد أن رمش بعينيه تأيدًا لحديثها فدخل الثلاثة وتساءلت "عنود" في استغراب:
هي مين دي؟

ردت "شهد" التي تعمل على حاسوبها بنظاراتها الطبية قائلة بلا اهتمام:
جات إمبارح مشوفتيهاش ولا إيه.

نفت "عنود" بعد أن جلست على مكتبها وقالت:
بصراحة لا.

ابتسمت لها "شهد" وقالت:
طب غيرانة ولا إيه؟

كشَّرت "عنود" بنفى قائلة:
لا مش كده، أنا عارفة هو بحكم شغله بيتعامل مع ستات كتيرة يعني بس دي أول مرة أشوفها وغريبة يعني.

- لما يجي "ناصر" هبقى أسأله.

أومأت لها "عنود" ثم قالت بتذكر:
هو هتعملوا فرح أمتى؟

- غالبًا يعني بعد شهرين والتأخير من عندي على فكرة بس أنا بجد لسه فاضلي كام حاجة كده.

نبههتها "عنود" قائلة بحكمة:
أوعى يا "شهد" بعدين تروحي راجعة في كلامك.

نفت "شهد" على الفور قائلة:
أنا خلاص اتجوزت ودي مش خطوبة يعني علشان أروح فسخاها وغير كده مش هلاقي فعلًا قد "ناصر" يحبني فمستحيل أسيبه بجد.

ابتسمت لها "عنود" وقالت بتشجيع:
شاطرة عايزاكِ كده علطول تفكري صح وتهدي حالك معاه بلاش مشاكل.

- لا دي مقدرش بصراحة.
قالتها وهي تضحك ثم رأته أتيًا من بعيد لذا قالت لها أنها ستتوجه نحوه وعلى الفور وصلت له وقالت:
بص بسرعة علشان الفضول قاهرني، مين اللي جوا مع صاحبك علشان "عنود" الفضول بقى قاتلها.

توجه بها نحو مكتبه حتى وصلا لمكتبه الخاص به هو فقط فقال لها:
دي صاحبة شركة.

برَّقت بعينيها بانبهار وقالت:
واو بجد، طيب هي كويسة؟

- يعني إيه يا "شهد" بعدين أنتِ مالك؟؟

عقصت حاجبيها باستغراب قائلة:
بسأل علشان "عنود" يا "ناصر" واجبي أعرف ليكون "عمار" عايز يخونها ولا حاجة.

- يخونها؟ أنتِ واخدة بالك من شناعة الكلمة؟

ضيقت عينيها باستغراب ثم جلست أمامه وقالت:
شناعة؟؟ هل أنت عبيط؟؟

- لا أنا بسيط.

ابتسمت له ثم قالت بهيام وبنبرة ذات إحساس رقيق:
وأنت هتخوني أمتى يا "ناصر"؟

استند هو بساعديه قائلًا بهيام مماثل:
لما ألاقي بتنجانة أحلى منك.

- أنت بتتعنصر عليا يا "ناصر"؟؟
نطقت بها بضيق وغباء فنفى قائلًا بنفس الهيام وهو يُسَّبل بعينيه:
وماله البتنجان ماهو أسمر وجميل ومسمسم وعيونه ما شاء الله فناجين قهوة.

علمت أنه يغازلها هي وليس الباذنجان لذا قالت بتغنج:
يا "ناصر" بقى.

" الأسمر ده حبيبي ونصيبه من نصيبي يا "شهد"."
قالها وتوجه لها ثم مال نحوها فكبتت ابتسامتها لكن فضحتها عينيها التي استحيت منه فقالت:
ماشي يا ابن الحلال.

- طب إيه؟
قالها وهو يوجه نظراته على عينيها فقالت باستغراب وهي تدفعه بعيدًا عنها:
إيه يا "ناصر"؟

- أخدتي عليا أوي كل شوية يا "ناصر" يا "ناصر"، أنتِ مش عارفة إن نقطة ضعفي إنك تناديني باسمي كده عادي؟؟

ابتسمت له ببرود ثم وقفت وابتعدت بجسدها عنه وقالت وهي تلوي فمها باستهزاء:
قويها بقى نقط ضعفك دي يا حيلتها.

توعد لها بالنظرات وبعينيه التي ضُيقت فجأة وقال مازحًا:
ماشي يا "شهد".

____________________________

بداخل عيادة الطبيب "ناجي" وبعد محاولة "منار" أن تقنعه بالذهاب معها أخيرًا وافق، ليس على كونه يتعالج لكن يوهمها أنه حاول أخذ خطوة مثلما أراد، انتظرا دورهما حتى أتى ودخلا سويًا.

دقت "منار" على الباب ودخلت فارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي "ناجي" حتى دخل "فرحات" فسرعان أن تلاشت الابتسامة التي رأها "فرحات" ثم دخل وجلس دون إبداء أي رد فعل على ملامحه، شعرت هي بالإحراج الشديد فزوجها أمامها وهو أمامهما سويًا لكن تناست هذا الخوف حين تذكرت أنه طبيبها لذا بدأت بالحديث قائلة بتوتر:
ده "فرحات" جوزي يا دكتور.

أومأ لها "ناجي" وقال متعمدًا فعل شجار عرف أنه سينشأ؛ لأن "منار" طلبت منه حين تأتي ألا يخبر "فرحات" بعلمه أنه شخص مريض.

تنفس "فرحات" بهدوء وألقى نظرة نظرة كاملة على "ناجي"، اعتقد أن سنه سيكون كبيرًا وربما رجل شيخ وشعره معجون بالشيب لكن حين ركزَّ تفاجئ بجسده الرياضي وطوله الذي لا يقل مستواه عنه كذلك مظهره،
وعاد ينظر لشعره الذي ركز عليه مرة أخرى ووجد أنه بدأ يشيب بشكل طفيف، انتهى تأمله له على صوته وهو يقول:
إزيك يا "فرحات".

- الحمد لله.
قالها دون أن ينظر له لذا طلب "ناجي" منه قائلًا:
بص يا "فرحات" ارفع عينك وكلمني ومتتكسفش.

ضحك "فرحات" بدهاء ثم رفع عينه متسائلًا باستنكار:
اتكسف؟

برقَّت له "منار" بعينيها فتجاهلها حتى قال "ناجي" وعيناه تطالع خاصتي "فرحات" بقوة:
بص يا "فرحات" هقولك حاجة كويس، اللي أنت فيه ده مرض ومش هيتحل بسهولة وممكن ميتحلش وتعيش وتموت بيه، المفروض أنت تدرك ده وتعرف إزاي تنقذ نفسك؛ لإنك كده بتأذي كل اللي حواليك، ضربك وإهاناتك لمراتك وشخصيتك غير المقبولة وكل حاجة بتعملها دي مترضيش حد ومش حابب أقولك نهايتك هتكون السجن ودي أقل حاجة هتستحقها.

انتهى أمر "منار" علمت أن طبيبها سيكون هو من افتعل مشكلة لها في وقت هي كانت في غني عن وجود المشاكل وتحاول احتواء زوجها، فعدلت قائلة على حديث "ناجي":
يا دكتور أنا برضو سبق وقولتلك إن "فرحات" اتغير كتير بس هو محتاج يطمن على نفسه فالمفروض إن حضرتك تتناقش معاه وتفهمه ونتأكد لو مريض ولا.

قالت هي حديثها وألقت نظرة على زوجها الذي كان ينظر لها بجمود مما جعل الرعب يتخلل إلى نفسها، فرد "ناجي" بثقة قائلًا باستفزاز:
وهي دي محتاجة نقاش أو لسه هنتأكد؟

حالة صمت مرت على "منار" التي تابعت حديثه بصدمة ونظرت لـ "ناجي" برجاء حتى يتوقف عن حديثه فأكمل هو قائلًا:
استعمالك لطرقك غير القانونية ومعاملتك للناس باستغلالك لسُلطتك ومحاولاتك المتكررة لكسر القانون دي من أول أعراضك كذلك شخصيتك كلها على بعضها عايزه إعادة تأهيل، أنت مريض.

ضم "فرحات" شفتيه بابتسامة منبهرة وألقى بنظره على "منار" ثم أخرج سيجارته ليشعلها فألقى عليه "ناجي" تحذيرًا واضحًا وهو يقول:
ممنوع السجاير.

ضحك "فرحات" بقوة ولم يستطع كبت ضحكاته فأشار له بيده ليستكمل "ناجي" حديثه ثم قال:
لا مفيش الكلام ده.

طالعه "ناجي" باستغراب فأردف الأخر قائلًا:
كسر القانون وكده إيه رأيك بقى قولت لما أوريك.

- طريقتك مش مقبول بيها.
قالها "ناجي" بنبرة مقتضبة عالية فضرب الأخر المكتب بيده وقال:
وحياة أمك؟! أنا سايبك تعبط في الكلام بس أنت شكلك لا درست طب نفسي ولا اتهببت عملت حاجة غير حافظلك كام كلمة تقولهم، بعدين هو الحمار اللي علمك تتعامل كده مع المرضى مكانه فين علشان أروح أتف على وشه.

- إنسان مريض سافل حقيقي، أنا لا أقبل إهاناتك دي اتفضل اطلع برا فورًا.
قالها "ناجي" الذي هب واقفًا من مكانه فوقف هو الأخر بطوله وجسده العريض وكأن وقوفه كان مجرد تحذيرًا منه ولم ينطق بكلمة واحدة بل كانت نظراته كافية وبالرغم من أنها أرعبت "ناجي" لكنه أصر أن يستكمل حديثه فقال:
المرضى اللي زيك المفروض يتم إبادتهم من على الأرض؛ لإن مرضك مش مرض عصبي بيتحكم فيك أنت اللي بتختار الوحش وتعمله؛ لإنك أنت اللي عايز تكون كده فالاحترام ليك مش واجب لكن طردك من هنا هو اللي واجب.

ابتسم له "فرحات" باستهانة ثم أمسك بساعد زوجته وقال موجهًا حديثه لها:
أتاري لغاية دلوقتي متعالجتيش وأديلك عشر سنين عنده.. ما طبيعي تخصص البهايم اللي شغال فيه مش هيعرف يعالج بيه مريض نفسي.

وقفت "منار" بصمت دون أن تنظر لطبيبها وتحرك بها "فرحات" نحو الباب ثم استدار له وقال:
حاولت احترمك بس معرفتش أنا مش أسف، أبقى عرفني برضو على اللي سلمك كارنيه مزاولة المهنة علشان أتف عليه برضو البهيمة اللي زيك ده.

خرج "فرحات" وتبعته "منار" حتى نزلا ووصلا للأسفل، لم ينطق لها بكلمة واحدة ولم تستجرؤ هي على أن تحاكيه خاصة أنه يستخدم سرعة غير طبيعية في القيادة لتنفيس غضبه.

وعلى إحدى الطرق بينما كانت الإشارة حمراء وكل السيارات متوفقة، أخذ هو طريقًا له من بينهم ثم قطع الإشارة ومشى، انصدمت هي لذا قالت:
أنت كسرت الإشارة يا "فرحات".

لم يرد عليها بل أكمل طريقه حتى وصل شقتهما، صعدا سويًا، أغلق هو الباب، تعالت أنفاسها وارتعش جسدها من مجرد رؤيته يستدير بوجهه الذي لا ينم عن وجود أي خير، ثم اقترب منها وقال:

_____________________

تابع»
بالنسبة لنزول الفصل هيكون كل يوم سبت أو حد بالليل يعني مرة واحدة في الإسبوع.

Continue Reading

You'll Also Like

1.5K 552 56
اقرأ تلك الخواطر لعلَّك تَجِدُ نفسك بواحدةٍ منهم والبعضُ سيَجدُ نفسهُ بِهم جميعًا💔
286K 14.7K 53
قلبي مِلكك إنتِ ، حتى لو إختلفت الطباع والأفكار ، سأظل أُحبك حتي يوم وفاتي, ستظلين صديقتي ورفيقة دربي . تدور أحوال قصتنا عن شاب في منتصف العشرينات يض...
19.7K 449 12
ماذا قال شمس التبريزي.؟ . الأمان أعلي منزلةً من الحب، فلا تقترب ابداً حين تنبهر، اقترب فقط حين تطمئن .
8.2M 515K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...