تحتَ اسقُف الجِراح

By soolafa

9.8K 783 1K

بكيتُ و بكـَى وقُلنا متىَ ينتهيِ هـذا الأسىَ فردّ عليِ الهـوىَ ان لا حوُلـة ولا قوّة لنـا وانَ الحُب سيبقىَ... More

الفصِل الآوُل |مـابعدَ الحُب
الفصلُ الثانـيِ|مـاقبل الحُب!
الفصلُ الثـالِث|تعاطيِ
الفصلُ الرابِع|تعرِفُه امـرأة
الفصلُ الخامِس|سـَانديِنيِ
الفصلُ السادِس|الشيطَان يرجوُا!
الفصلُ السابِع|مُثلث العِشق
الفصل الثامِن|لَن اُضيِعُكِ
الفصلُ التاسِع|لا سجائِر انتِ هُنَا
الفصلُ الحاديِ عَشر|ذِكرَى تتجدّد
الفصلُ الثانيِ عَشر|بوُحيِ ليِ انا تغيّرت
الفصَل الثـالثِ عَشر|سأختٰارُك مِن جديِد
الفصِل الرابِع عَشر|عـوُدة المَاضيِ
الفصِل الخامِس عَشر|رائِحة جديِدة
الفصِل السادِس عَشر|غمـزَة و غَفلة

الفصل العاشِر|الرَقص بينَ الفُراق

485 39 64
By soolafa


تحتَ اسقُف الجِرَاح|الفصِل العاشِر

اودُ ان اُحِبُكِ علىَ راحتيِ،
بِلىَ حدوُد ولا قواعِد مابعدَ الفُرَاق،آئتيِكِ وقتمَا اشـَاء وانتِ تُفارقيني متىَ ما شئتِ،نُحب بعضُنَا بُحرية بعيداً عن قواعد هَذا العالم الغبيِ،لا فُراق،لا كبريَاء،لا حدوُد،وحدُنا نحنُ و الحُب،مـتىَ سأخُذكِ و نهـوىَ ببعض؟،تأخرّ وقتُنا كثيراً ونحنُ بنقطة الفُراق،ارغب ان اعيش بسعَادة مِن جديِد معُكِ،ارغبُكِ رغبة كـبيِرة،انتظرتُ كثيراً لكِن لا يمضيِ و صبريِ ينفذ،لا املِك صبِر أيـوُب يا ابنتـيِ،انـا رجُل عاصِ و بشريِ لا قوّة لديِ تجعلُني انتظِرُكِ طيل الدهَر،فقُوُلي ليِ متىَ سيحيِن وقتي

تأخرّتَ كثيراً علّي!،
ليتُكَ اتيِتَ قبلاً بسنـَة فتوقيتُكَ آتـىَ حينمَا فرغت تماماً مِنكَ،ترجـوُني ان اعوُد لكِن لا تعرِف انني تحررت اخيراً مِن عشق قاتِل،طِرت بعيداً بعيداً عَن محوُركَ،لوُ انكَ شرّفت بيتيِ قبلاً بسنـَة اوُ سنتـان لرأيتنيِ هُناك انتظرِكَُ بشحوُب علىَ اريكتيِ،لكِنك آتيتَ وانـا بلىَ قيوُد و ببسمَة تهزأ مِن حُزنك،بـراحَة تُنافيِ خوفُكَ،استبدلتَ ضعفيِ بقوّة لم تراها بيِ،انـا اليوُم واحِدة لا تنفع معهَا الذِكرىَ ولا ينفع معهَا حُبها الأوُل وإن سألتنيِ متىَ سيحيِن وقتُكَ سأقوُل انهُ فـاتكَ

~
فـرنسـَا
‏11:22Pmمـساءً
اجـوَاء بارِدَة
~

شـوَارِع بـاريِس..
اخيراً وصلـوُا الىَ البلدَة،
كـانت ثلاثـة سيّارات تقلهُم،
هـيِ ليسَ معُه بهذِه السيّارَة
تشكُر الربّ علىَ هـذَا
لكِنها بذات الوقت ساخِطَة
امـرأة آباهَا امامُها تجلِس
وبجانِبُها آباَها،
كـانت تتجنّب النظر لهُم
تنظُر الىَ الطُرق
بقلب مُشتـاق،
انهَا مِن عُشّاق بـاريِس
بعكسُه كـان يكرهُهَا لا تعرِف لِمَا

الليـِل كـان طويِل اليوُم
و اجَواء بـاريِس بارِدة جِداً
حـتىَ انها ترتعِش برداً مِن هذه الاجوَاء
لكِنهَا مكثت لا تُبالي بأحد
تنظُر مِن نافذتهَا بعيوُن تشع حُب
مزاجُهَا عـاد نوعاً مـَا
بعدمَا حدث بالطائِرة!
بكُل مرّة تذكُر مـا فعلُه
تشعُر بقلبُهَا يُلحن غراماً سابِق،
قُبلته مـا زالت راسِخَة بعقلُهَا
قُربـه قتلَ اخر ذرّة بُعد
تشعُر انهُ انتشلها و اعادهَا لنُقطة البدايـَة،
لَم تشعُر بنفسُهَا وهيِ تتنهد بقوّة و صوُت مُرتفع
جعلَ اباهَا فـان و ايسَلا ينظُران لها بعُقدة
تنهيدتُها كانت مُتألمَة ضجِرة

"جـارنيِت هَل انتِ علىَ ما يُرَام؟..."

تـسائل والِدُهَا
مما جعلهَا تخرُج مِن سباتُهَا بِه
تنظُر بتفاجُئ
ثُمَ تعوُد لملامِحها الطبيعية
مُهمهمة ببسمـة خافِتـة،
مـتىَ ستفقُد كُل هذا الحشد من الحُب له؟
اصبح الوضع لا يُطاق
و هوَ لا يُطاق،
تذكُر كـيف عرّف علىَ اريانـا بحُب
و وصف ما يكُنه لها امامُها بتفاخُر
و كأنهَا عوضُه
لكِنهُ قبّلـهَا رُغم كُل هذا
و جلس معهَا ساعتان مُتواصلة بالطائِرة!
استمع لموسيقـاهَا و اشعارُهَا
و لمسها بغـرَام،
كـيفَ استرجىَ و نسىَ لياليهُم
و احبّ غيرُهَا،
تذكُر كـيفَ ابعد السمّاعة عن اُذنه
بعدمَا استمع الىَ ذلِك الشِعر،
انهُ تحسّس و شعر بالعار
كوُن جميع الابيات تصِفُه
لِذَا استقام بعدُهَا يُعيد الجلوُس بجانِب اريانا
جاعِل نوُح يُجالِسهَا

"سنـذهَب للعـَشاء،اهبـطوُا لتـتجهّزوُا بالفُندق وبعدَ حيِن نذهَب الىَ المطعَم..."

قـَال والِدُهَا بعدَ وقَت طويِل
والسيّارة مُتوقفة امام الفُندق الفاخِر،
اومـأت ايسلا لهُ ببسمَة ناعِمَة
كمَا فعلت لهُ جـارنيِت،
وبالفِعل فتح السائِق الباب برزانـة
مما جعلهم ينزلوُن بهدوُء الىَ الخارِج،
اخذَت نظرة خاطِفَة سريِعَة
انهُ هُنـا!
ينزِل من السيارة السوُدَاء
هوُ و نوُح و اريانا
و توُم

تضايقَت قليلاً لكِنهَا ادّعت البروُد
انهُ يمسِك يدّ اريانـَا بيِنَ يداه،
هيِ شتمت ذاتُهَا و شتمتهُم
ثُمَ اخذت ترسُم بسمَة عابِرة خفيِفَة
حينمَا اجتمع الجميِع سوياً
ترىَ اباها يقوُل لهُم

"تجهّزوُا،لنتعشَا ثُمَ نرتاح بالفُندق،غداً ينتظرنا الكثيِر.."

همهمَ الجميِع عِدَاه،
كـان أرنـوُلد صامِت كمَا دوماً
بِه مِن الحجَر لمحة
يُعذّب فؤادهَا وهوُ بهذه الحالة من الخَرس
كيفَ و كلامُه؟

اخذَ الجميِع يخطوُا الىَ الداخِل
قابلهُم حَشد مِن الصفحـَافة،
بكُل قرَف نظرت الىَ الارَض تمشيِ بسُرعَة،
انهَا ابنَة اشهر المُدربيِن هُنا
و اباهَا شهيِر جداً كمَا جميِع اللّعيبة!
اضافَة الىَ وجوُد اُنثىَ تمسك بيّد ارنوُلد
انهُ خبر طازَج يُعجب الصحافة هُنا

"يـا إلهـيِ ما هذَا..."

بكُل تعجُّب نطَقت اريـانَا
تشدّ علىَ يد ارنوُلد الذيِ كان بارِد
انهُ مُعتاد علىَ هذِه الضجّة كثيراً،
لكِن ارياَنا كان باديِ عليها التوتُر

"ابقيِ جامِدَة..."

اخبرُهَا يهمِس باُذنهَا
انهُ مُنزعِج كون الخبر سينتشِر الان!
علىَ نحوُ واسِع..

بعدَ عِنـاء دلفـوُا الىَ الداخِل آمنيِن
تنهّد الجميِع براحـَة
ثُمَ توزّعـو الىَ غُرفهُم بسُرعَة،
كـَانت هيِ بغُرفة وحدُهـَا
و اباهَا معَ زوجته بجنـاح خاصّ،
الجميع وحدُه بغُرفَة
عِداه هـوَ و اريانا،
يتشاركـوُن الغُرفـة

بطَلب مِن أرنوُلد تحديداً
تمّ اخلاء جناح كامِل
لأجلُه هـو و أريانـَا،
امامُها بكُل تبّجُح تشارك الجنَاح،
انـهَا تحتاج ان تمكَث وحدُهَا
الآن و حالاً!
البسمَة التي ترسمُهَا بـاتت تختفيِ
و نظرَان الجميِع المُتجسسه عليِهَا
تجعلها عارية المشاعِر

اخـذَت تتحمحم بهدوُء
وبعدهَا تمشيِ الىَ غُرفتـهَا
كمَا الجميِع ذهَب،
لـسوُء حظّهـَا
انَ جناحُه بذَات رواق غُرفتهَا،
كـانت تمشيِ امامُهم و هوُ خلفُهَا
مـعَ اريانـا
التيِ تنظُر بتربّص لهُم
تارة اليِه و تارة الىَ ظهرُهَا بفضوُليِة طفوُليِة
نكزَ أرنوُلد علىَ معصمُهَا بقوّة
حتىَ تعوُد لطبيعتُهَا،
بينمَا عيناه علىَ ظهرُ جارنيِت
انـهُ غضبـان علىَ نفسُه
رأىَ اليوُم خيبَة بعيناها اخفتهَا بمهارة
لا يُريد ان يكسُرها اكَثر

"كُنت دوماً اقوُل لكَ ارغَب بالسفَر الى باريِس و معُكَ..."

بمُشكاسَة
نطقَت اريـانَا حتىَ تُثير غيرتهَا
مُتعمّدة ان تتغنج
ترىَ عيوُن أرنـوُلد تحتدّ
وهوُ يُحدق سريعاً الىَ جارنِيت
التـيِ القت نظرَة خاطِفَة
مُكملة سيرُهَا
متىَ اخبرتُه؟
شدّت علىَ البطاقَة التيِ ستفتح الباب بِهَا،
كـان هذَا كثيِر عليِهَا
لكِنهَا بقَت تمشيِ بثبَات ولامُبالـة
امّـا وجهُهَا داميِ ذابِل،
الروَاق لا ينتهيِ ابداً
ورقم غُرفتها لا يُظهر!
تبحَث بعيوُنها كمَا المجنوُنَة
علّها ترىَ رقَم المئة و الحادي عشر
انهُ رقم غُرفتهَا

بعدَ وقت قليِل
وقَفت امام بابُهَا
تنويِ فتحُه بسُرعه
حتىَ تهرُب من الذيِن خلفُهَا
وما كادت ان تدلُف سريعاً
حتىَ سمعت صوُت اريانَا وهيِ تقوُل
بكُل سعادة لهـا

"لا تتأخريِ يـا جميلَة..."

اومـأت جارنيِت لهَا
تلتفت لهُم تشعُر بعيوُنه عليِهَا
لكِنها لَم تنظُر لهُ بتاتاً
بل نظَرت الىَ التيِ بجانِبُه
تدعّي الابتسـام و البشاشَة،
واخيراً مشَت تُغلق الباب
التصق ظهرُهَا عليِه
تتنفس بكُل صعوُبـة،
مَن اوصلها الىَ هُنـا؟
انهُ هـوَ،
احسّت بتوجُس قويِ
جعلهَا تجلِس ارضاً بتعَب

مِن اصعَب اللياليِ و اطوُلهَا
انهَا لا تمُر!
و غيرتهَا لا تنتهيِ،
انها احدَ اكثر النِساء الغيّوُرات
مُتملِكة علىَ اشيائُها وان كـانت اشياء قديِمَة
لا تعرِف كيفَ سيستمِر كُل هذَا
اسبوُعـان بهذَا العذاب صعَبة عليهَا
اخذَت تستجمِع نفسُهَا
و تُحاول ان لا تبكيِ
لكِنَ دموُعها خانتهَا
حملت يداهَا تضعهُم علىَ عيوُنهَا
ثُمَ بكَت
بكَت كما الطِفل
تشعُر بشعوُر سيء جِداً
قلبُها مُشتعل غضباً مِن نفسُهَا
قبل ان يغضب مِنه
انـهَا بـاتت خائِرة القوّة
ثباتُها كـاذِب لكِنهُم يصدّقوُنه
لِذا لا احد هُنا يسندهُا ابداً
جميعهُم يرونهَا صامِدَة
ليتهم يعرفوُن
كيفَ بَنت نفسُهَا
بأعمِدة كاذِبَة...

استـَقامت بتعَب ثُمَ خلعَت فُستانهَا
بتقزُّز ترميه
رائِحة الدُخان خاصّتُه تعلوُه
و عِطرُه الرِجاليِ يثبت عليِهَا،
حتىَ عِطرُه حقيِر مِثلُه و سجائِرُه تكتُم مِثلُه
انهُ واحِد يخنُق جِداً و مايخصُه خانُق
كُل شيء يملِكُه تكرهُه
حتىَ اريـانا لا تُحِبُها!

كـانت اغراضُهَا مُصطفّـة بترتيِب
حيـاتُهت سهـلَه و كُل البشَر يتمنوّنهَا!
انها تعيِش بدلال
لكِنها تعيِسـة...

حملقَت بثيابُهَا و كعوُبـهَا
تتنهّد
انهَا تكفُر بهِذه النِعم التيِ تملِكُهَا
وحدُه السيئة بحياتُهَا
لوُ انهُ ذهَب لصارت سعيِدة
فِكرة ان رجُل يجعلها تعيِسَة
تُكسفها كثيراً و تقهرُ كيدُهَا،
استدَارت الىَ حقيبتُهَا التيِ كانت ارضاً
محلّ فتاتُهَا
التقطتهَا تأخُذ الهاتِف مِنهَ
نظَرت لهُ ترىَ رسائِل مِن بوُبيِ
عقَدت حاجِباهَا بأزعَاج
انها رسائل مُستعجِلَة

"اتّصليِ بيِ ضروُريِ....لا تتأخريِ حادثيِنيِ....هُناك ما اودّ اخبارُكِ بِه.....جارنِيت هلَ وصلتِ الىَ الفُندق؟..."

تنهّدت بثُقل تتصل علىَ بوُبيِ
لا بُد ان هُناك ما تودّ اخبارُهَا بِه
لِذَا رضخَت الىَ الامر و اتصّلت،
ثوانيِ وكانت بوُبي علىَ الخطّ
بصوُت لاهِث تقوُل

"اخيراً!...هـل وصلتِ الىَ الفُندق؟."

"نـعَم وصلت تواً.."

اجابتُهَا بغتـة
بصوُتها المُتعَب
مما جعلَ بوُبي تصمُت لبرهـة
ثُمَ تقوُل لها بقلق

"هـل انتِ علىَ ما يُرام؟.."

سؤال بوُبي
ليسَ بمحلُّه!
انهَا محشّوُة بالبُكـاء
وكيفَ لا تبكيِ
و بوُبيِ فتحت ابواب صدرُهَا
حتىَ تنهمـر بسؤالها

"لا أدريِ مـا حلّ بيِ..."

مِن بيِنَ دموُعها
هسهست جارنيِت
تجلُس علىَ السريِر
تكبُت بُكائهَا وصوُتها
لكِن بوُبي علِمت انها حزيِنَة،
اخَذت تكبِس علىَ شفتُهَا
صديقتُها المخذوُلَة تُحزنها

"رأيتُ الأخـبَار تواً و علِمت مَا حلّ بِك..."

ازدادت شهـَقاَت جارنيِت
انهَا لا تعرِف اين تُشيح وجهُهَا
بكُل زوايا عالمُها
أرنـوُلد!
لم تعُد تتحمّل كُتمانهَا الزائِف

"كُنت اعرِف بـهَذا مِن قبَل يـا جارنيِت،أيِ علِمت و وددتُ اخبارُكِ حتىَ لا تتفاجئين ولكنكِ هربتِ بغتـة الىَ المطار دوُن توديعيِ حتىَ..."

محَت الاُخرىَ دموُعهَا بثُقل
ثُمَ قالت بصوُتها المكتوُم

"كـيفَ علمتِ؟..."

تنهّدت بوُبيِ
وهيِ تبتلِع ريقُهَا
بصوُت جارنيِت بعض الحِدّة
و الجدّية

"رأيتهُ مـعهَا لا تسألينيِ آيِن سأُخبِرُكِ عندما تعوُدين"

عقَدت جبينُهَا جارنيِت
ثُمَ محت ماء انفُهَا وهيِ تقوُل

"حسناً،سأتّصل عليِكِ فيمَا بعد..."

اقفلت الخطّ سريعاً
تستقيِم بهدوُء وهيِ تُخرج ثياباً لهَا
اخذَت تنّوُرة سوُدَاء قصيِرة جِداً
مـعَ كنزة سوُداء تُحيط عُنقهَا،
وكوُن باريِس باردة جداً
مسكت شيء خفيِف كمَا البِنطال الشفّاف
اسوُد اللوُن لترتديِه تحت التنّوُرة،
حملَقت بكعوُبها تنتقيِ


انهَا مِن النِسَاء المُحبيِن للأحذية المُرتفعَه كثيراً
اخـتَارت الذيِ بالمُنتصف
وهيِ تنظُر لهُ بأعجَاب
ليس و كأنهَا من كانت تبكيِ قبل قليِل
تعشَق الكعوُب و الازيـَاء
تُخرج حُزنها بِهم

~
‏12:59Amالليِل
فرنسَا|باريِس
~

ارتدىَ جيـنز اسوُد
وقميِص ابيِض نظيِف
مـعَ مِعطف طويِل اسوُد
و حِذاء لامِع اسوُديِ،
كـان رجُل شديد الوساَمة
كامِل مِن كُل نواحيِه
عِظام فكّهُ المشدوُده
و شعرُه الأملس الاسوُد
معَ رموُشه الطويِلَة و عيناه الناعِسَة،
انهُ تِمثـال لا يتكرّر بعيوُن الجميِع،
حتىَ اريـانا كانت تنظُر لهُ بأعجَاب شديِد

ارتدت اريـانَا
فُستان اسوُد
يمسِك علىَ جسدُها المُمتلئ
انها تملِك صدر شامِخ
و خصِر نحيِل عريِض بشكِل يليق بنوع جسدُهَا
و شعرُها كان مُتلولو كثيراً
يميل الىَ الخُشوُنه
لاق معَ لوُن بشرتُها الغامِقـَة
ذات بسمَة واسِعه و شفاه مُنتفخه
اسنانُها بيَضاء كثيراً
و بمُنتصفهم يوجد فرقَة صغيِرة
تجعلها مُميزَة

"أريـانَا بهدوُء علىَ مـشاعِرُهَا،زدتيِ الجُرعَة بالروَاق معُهَا.."

بينمَا يرتديِ ساعتُه امرُها بحِدّة،
انهُ ضائق الشعـوُر
يعرِف معرفة كبيِرة مقدار خيبتُها
انهُ يُحاول ارجاعُها لا كسرُهَا!
يكفيِه ما هُم بِه من بُعد
لا وداً لهُ ببعد يُحرمه منها كُلياً

"لوسامتكَُ اليـوُم سأنصَاع لأوامِرُكَ..."

تجاهلها كُلياً
انهُ لا يحتمِل مكوُث واحدة غيرُهَا
مـعهُ
اعتادُهَا هيِ لا عِداهَا،
انها من لها الحقّ لمُغازلتُه
و النظر لهُ

اخذَ يمشيِ للخروُف
و خلفُه كـَانت اريانَا تمشيِ،
بينمَا هسهست بهُ
جاعِلتُه يشخُر ساخِر

"هـل نوُح مُتواجِد؟..."

القَ نظرة حادة لهَا
ثُمَ اكمل سيرُه مُتجاهلها
نفذت هواء فمُها بملل
تحلقُه بخُطاها الغير مُتّزنه
بسبب كعبُها الابيِض المُرتفه
انها طويِلة و هذا زادها طولاً
بحيث صارت قريبة مِن طوُل ارنٰوُلد
رُغم انهُ طويل الآخر

مشـوُ في الروَاق
و لحُسن حظّهُ
رآهـَا تخرُج مِن غُرفتهَا
تُغلق الباب ولا تراهُم،
نبضَ قلبُه سريعاً يمشي ببُطئ
مُتعمد ان لا يسرِع
حتىَ تراهُ كمَا رآهـَا،
انهـا تبدوُ فائِقة الانـاقَة
تنهـد بتعَب مِن مشاعِرُه
يكبح نفسُه بالقوّة عنهَا

"يالهـَا مِن اُنـثىَ خلّابـة...امسِك يديِ لترانَا

بداية جُملتها
همست اريانا
ثُم جهرت تأمُره
مما جعله يمسِكها
وعيناه علىَ جارنيِت
التي التفت اخيراً تراهُم،
القت بسمـة ناعِمـة لهُم
تُجامل و تكذِب!
بادلتها اريـانا
لكِنهُ لَم يُبادلها

"انتِ مُطيعَة لم تتأخّريِ..."

نطقَت اريـانا تضحك لها
بعدمَا اقتربوُا مِنها حتىَ صاروُا امامُهَا
ابتلعت جارنيِت حلقُها
تُعيد خُصلاتها خلف اُذنها
المُتزينة بقرط طويل فضّيِ
جذب عيـناهُ السوُدَاء،
لوُهـله اُزعِج أرنـوُلد من اسلوُب اريانا معها
لِذَا شدّ علىَ انامِلها بحِدة حتىَ تهدأ

"لا أخلِف مواعيديِ ليسّت طاعـَة لكِ..."

بهدوُء اجابتهَا جارنيِت
تبتسِم بذَات البسمَة الخلّابـة،
تُحاول ان لا تنظُر لعينـاه
رائِحتُه تُغطي عقلُها
كيفَ و عيناه وطلّتُه الوسيِمة؟
لِذا اكتفت تنظُر الىَ رفيقتُه
التي كانت مُتزينه حقاً،
هـوَ شعر براحَة كونهَا ردّت على اريانَا
لا يقبل عليها الاسائة و ان كانت مِثقال ذرّة!

"هيِّا حتىَ لا نتـأخَر..."

نطقَت جارنيِت بسكوُنها
تمشيِ قبلهُم بخُطاه رزيِنَة
رُغم طوُل كعبُها و ان الرواق
مُبلّط بسُجاد عريق
يُعيق المشيِ بكعباً مُرتفع عليِه
الا انها كـانت تمشيِ بثقَة عالية،

نُقطة ضُعفة رؤيتهَا تمشي امامُها
تحتَ عيناهُ التي تُحدق بظهرُها و طوُل جسدُهَا،
تناسُق جسدُهَا
و خفّتها بالمشيِ
تجعلُه يندم الف مرّة لفُقدانهَا
انهـَا لا تُفوّت
و الرِجال يتهاتفوُن عليها
كيفَ فرّط بِها؟

"يـال مؤخّرتـهَا..."

نطقَت اريانـا بهمَس تُحدّق بجسد جارنيِت
دُهش أرنـوُلد
ينظُر الىَ المُتكلِمة بحِدّة!
لَم يتوُقع ان تقوُل هـَذا
ثُمَ لِما هي تتوّغل بها كثيراً

"علىَ رُسلكِ يـَا آرايـَانا!..."

اخبرُهـَا ثُمَ اكمَل مشيُه ببروُد
جاعلها ترفع عيناهَا بملل عليِه
انـهُ مُبتذِل!

~
‏1:33Amلـيلاً
اجـوَاء بارِدَة
مـطعَم بُرج إيفـل
~

انهُم يجلِسوُن اخيراً جميعهُم
احداَ عشرة لاعِب
و آباهـَا معَ ايسلَا
اضـافَة إلىَ إيفـوُنـا!
و آريانَا و هيِ،
كـانت الطاوِلَة مُستطيِلَة
مُنظّمة بترتيِب
و المَطعم مُضاء بأنوَار خفيِفَة
يُحيطهم زُجاج كثيِر
يطل علىَ بُرج إيفـل

كـَان اعضَاء فريِق أرنـوُلد
يُدردشوُن سوياً،
عِداه مُنفرد مِثلما دوماً،
تـوُم معَ نوُح يضحـَك،
و بـوُل الشـَاب رقَم تِسعـة هُنا
كـان اسمر اللّوُن
طويِل جداً،اصلع الشعـَر
يُحادث آباهَا بعشوائيِة،
انهُم لعّيبة كثيروُن
لكِن ابرزهُم
أرنـوُلد و نوُح و توُم و بوُل

إيفوُنـا كـانت تنظُر الىَ جارنيِت
لكِنهت تجاهلتها كُلّياً!
وكأنها لا تراها مِن الاساس،
كـَان أرنـوُلد يجلِس بجانِب
اريَانا و اريانـا تُقابل جارنيِت
أيِ انها تـراه بوضوُح

"إذاً قُل لـنَا كيفَ تعارفت انتَ و أريـانَا..."

زوُجـة آباهَا ايسلا قـالت بفضوُل
تُشابك اناملها سوياً عِندَ ذقنُها
وهيِ تُحدّق ناحية ارنوُلد و اريانَا،
سؤالها جعلَ الاجوَاء مُتكهربَة،
بحيثُ اخذَت جارنيِت تأكُل بلامُبالة كاذِبَة
امّـا عنهُ اخذ ينظُر لها دوُن ان يُلاحظه احداً،
اتّسعت بسمَة اريانا وهيِ تُحيط يدّاه
قائِلَة بكُل تمثيِل تجعل نفسُها مُغرمة

"كُنت آعمـَل ساقيِة بأحدَ المـلاهيِ اللّيلَة و هوَ آتىَ،هذا اللّقاء قبَل سنـة مِن الآن،ثُمَ صار يزيد زيارتُه للملهىَ و ثُمَ صَار الآمر..."

بخجَل انهَت اريانا حديثُهَا
ترىَ نظرات ايسلا مُتأثِرة،
كـانت ايفوُنا تنظُر لهُم بكُل استغرَاب
انهَا تعرِف مقدار حُب ارنوُلد الىَ جارنيِت
كيفَ يُحب واحِده غيرُهَا!
نوعاً مـا جلسَت تنظرُ بتكذيب و عدم اقتناع

"انكُم جميليِن..."

قالت ايسلَا بحُب لهُم
ثُمَ تم مُقاطعة الحديث
حينمَا اتىَ الطعـَام،
صمَت الجميع و اخذوُ ينظروُن
للطعـام جوُعاً،
امّـا هيِ شعَرت بنفسُها تسُد
لا وداً ان تأكُل
و نظرات أرنوُلد عليها
زادت لوُعتهَا!

انٰهَا تـرىَ اختلافاً كبيراً
انهُ يجهَر بـ آريانا امام الملئ
عكسُهَا
ببداية عِلاقتهُم كـان لايودّ التصريح
ولا الخروُج امام الصحـافة
لكِن ماذا؟
آخذَ بيدّ اريـانا و مشىَ بثقه امامهُم
يمسك يدُهَا،
وخزُها قلبهَا
فقبل سنـة مِن الآن كـان انفصالهُم
يُعدّ طازج!
كيفَ تخطّاها بسهٰوُلَة هكذا؟
وهل هوُ على عِلاقه مع اريانا مِن بداية انفصالهُم
هاجت هواجيسُها بشكِل اضحىَ يُوضح
علىَ وجهُهَا
لِذَا استقامت قائِلة بصوُتها الناعِم

"عـَن اذنكُم سأعبُر لدورة المـيَاة..."

كـادت ان تمشيِ لكِنَ
وقوُف ايفوُنا معها قائِلة

"وانـا سأتـيِ معُكِ..."

همهمت لها جارنيِت
بلىَ تعابير
تتقدّم قبلُها لدورج المـيَاة،
حـتىَ بهروُبها مِن الجميع
هُناك مَن يتطفّل عليها!
اينَ تغدوُ
هلَ الىَ السمَاء؟

شعـرت بنظراتُه تحرِق ظهرُهَا
لكِنها لم تُعره اهتمام بل ساَرت،
هـوَ شعر ببراكيِنه تتفجّر
و ندمهُ يطوقـه
اخطأ بجعل اريانَا تُشاركه هذه السّفره!
لوُ انهُ لبث مُنفرد معها الآن
وغازلها و حاول اعادتُها
لكـان افضل،
تلاشت مِن مقلتاه
بعدمَا دلفت الىَ دورة المـياة
و خلفُها ايفوُنا
التيِ تعمّدت ان تلحقُها،

"جـارنيِت لا تُصدقيِه...انهُ كـاذِب."

قالت بغتـَة إيفوُنـا
الىَ جارنيِت
بعدمَا دلفوُا لدورة المياة الأنيقـة،
عقدت جارنيِت حاجِباها
تنظُر بلىَ فِهم لـهَا

"أرنـوُلد،اشعُر انهُ كـاذِب أيّ لا تحزنيِ..."

ثـارت جارنيِت
أثر احاديث المُتكلمة!
أ تشفق عليها ام ماذا
ثُمَ مابالها اصبحت مُتطفله

"بآخـر الآواني صِرت مُتطفلة يٰا ايفونا،لا تتدخليِ بحياتيِ بعدَ الآن!..."

ابتلعت ايفوُنا ريقُها
تراها حادّة غاضِبة
و كأنَ الدُنيا تضغط عليِهَا
كـانت بادية عليها الغيِرة
و الحِقد

"اخبرتُكِ لتُهدئيِ مِن روعك و حُزنكِ..."

اغمضت جفوُنها بقوّة
تمسِك دموُعها
ثُمَ فتحتهُم وهيِ تقترِب
مِن ايفوُنا
ترفع سبابُتها بوجهُها

"إلتهيِ بنفسُكِ لستُ صبوُرة عليكِ و موضوُع أرنـوُلد لا يعنينيِ حتىَ تُبرري لهُ اماميِ،فقط كُفِ عن التدخُل بشؤوني!..."

انهت كلِماتُها
تحمل نفسُها و تُغادر
بكُل غَضب و انفاس مُهتاجه!
بـَات الجميع محضَر سوُء عليِهَا

خرجَت و جَلست بذَات المقعَد
تلتزِم الصَمت و الهواجيِس
بينمَا الجميع يضحَك و يُحادث الاخَر
كـان منظرهُم جميِل مُريِح
لكِنهُ وحدهُ الذيِ يجعل هذه اللّوُحة
داكِنـة لا يمسّهَا الدفـئ!،
آخذَت تأكُل معهُم و تضحك مُجاملة
معَ مَن يُضاحِكها و يُحادثهَا مِن باقِ
اللعيِبَة،

"هـَل راقَ لكُم المـطعَم؟..."

نطقَ والِدُهَا بينمَا يقسِم السمـكَة
ليأكُل،
همهم الأغلبيِة كمَا فعلت اريـانَا

"أعجـبنيِ حقاً..."

نطقَت أريانَا
جاعِلة جارنيِت
ترفع رأسُهَا،
تنظُر لهـا بتلقائية
ثُمَ تُشيح بحنق رأسُهَا

"اشتعـَلت موُسيقىَ هادِئة اتسمعوُن؟..."

هسهسَت ايسٰلَا بغتـة
حينمَا اشتعَلت موُسيقىَ
كـانت مُرتفعه قليلاً
غير الاوُلىَ التي كـانت خافِتَه جِداً

"هـل شبعتِ يـَا حُلوة اذاً؟.."

اخبرُها فـان وهوُ يترُك مابيدُه
ينظُر الىَ ايسلَا بحُب
جاعِلها تستحيِ مـنهُ مُهمهمه،
يليها رفعهُ ليدها حتىَ ترقُص معهُ،
ابتسمت بأندهـَاش!
كـان فان دوماً لا يظهر اي مِن افعال الحُب
هذِه امام ابنتُه بتاتاً
لكِنهُ اليـوُم!
رفعت يدُها ايسلا تقبلُه ببسمة عارِمَة
ثُمَ استقامَت رفقتهُ ترقص بينَ جسدُه بأستحَياء

"لَم اتوقعّ اعترِف!..."

اخبرتُه ايسلا وهيِ ترقُص معهُ
تراه يبتسِم بغرَام لـهَا

"الىَ مـتىَ سأبقىَ اُحِبُكِ سرّاً؟،يجِب ان افخر بِك بينَ الجميِع.."

برَقت عيوُن ايسلا و لَانت
انهَا تُحِبه و يُحبّهَا
مُنذَ زمَن طويل
حتىَ قبل أنّ يتزوُج فـان
لكِن بحُكم معرِفت اباه
بـ عائلة زوُجته السابِقـَة،كـاترينا
التيِ هي اُمّ جارنيِت
اُجبر علىَ الزوَاج بِها
كمَا هي اُجبرت!

"جارنيِت تُعانيِ مِن همًّ اكـبر الآَن يفوُق اهتمامُها بعلاقتنَا..."

اكمَل حديثُه فـان
بتعابيِر حزينه
يخطُف بصرُه علىَ ابنتُه
التيِ تعبث بصحنُهَا
و الوجوُم يتركّدُهَا

"انتَ مُحقّ،أرنـوُلد زادَ الأمر عليهَا.."

اومـأ مُوافق لحديثُ ايسَلا
ثُمَ قـال بحنَق

"لا اظُن انهُ جـادّ بعلاقتهُ معَ اريـانَا..."

نفَت تُعارِضه
ثُمَ تعلق شفتُهَا
قائِلَة تُحدق بأرنوُلد
الذيِ كـَان يُدخّن بتبجّح
و اريانا تُثرثر عِند رأسُه

"بطبعُه يبدوُ جـاف لكِن هذِه المرّة اظُن انهُ جـاد،مشيُه بجُرئة امام الصحافَة و بيدُه اريانا امر يتطلّب للشجاعَة و الحُب.."

بقىَ فـان صامِت
يتفكّر بحالهُم

امّـَا عِندَ اريـانَا
فكـانت تُهمس
كُل دقيقه بأُذن أرنوُلد
اقناعاً بأن يقوُم و يرقُص معهَا!

"صدّقنيِ ستنفـع!وانتَ اجعل نوُح يرقُص معهَا ثُمَ بحركة مُبتذلة نتبدّل الشُركـاء...وانتَ ترقُص رفقتُها."

ابتعَدت عنهُ بعدمَا همَست
تـراه يلتهم سيجارتُه بحرقَة
وكُل ثانية ينظُر الىَ عشيقتُه القديِمَة
و كأنهُ يودّ التهامُهَا
تجاهُلهت لـهُ يجعلهُ بمزاج سيء

"هـلَ تظُنّين انَ رقصيِ معهَا سيكُن سهـلاً؟،انـا وهيُ مُنفصلان كيفَ ارقص رفقتها بتبجّح؟.."

ضحَكت اريانَا
اثر كلامُه الهامِس بحدّة لها
ثُمَ قالت لهُ بينمَا تقترِب
بعمداً اكثـر حتىَ تنتبه جارنِيت

"انتَ بالفِعل مُتبجّح،تُدخن بمطعم مُنع بِه التدخـيِن،وتستحيِ ان ترقُص رفقة حبيبتُكَ السابِقَة يـالَ استحيائُكَ و مبدئُك.."

ابعدهَا قليلاً أرنـوُلد
بحنَق كبيِر ثُمَ استقَام بملامِحه الحادّة
يُطفئ السبجارة بصحَن الطعام الفارِغ
مُمدّ يدُه الىَ يدّ اريانـا،
بشكِل لفت انتباهُ جارنيِت
مما جعلها تنظُر لهُم بهدوُء
تراهُ بطوُله الفارِع يمدّ يدُه المُسمرّه
الىَ اريانا التيِ قبلته بروُح سعيِدة
تضع كفُّها المُغمّق بـيدُه
تُغلغله ثُمَ تستقيِم وعلىَ اسنانُها ضحكة بهيّـة

"عـَن أذنكُم!،وانتَ يـانوُح اُرقص معَ جارنيِت و توُم اُرقص مـعَ ايفوُنَا حتىَ لا يكُن عيباً بحقّ النـسوُة الجالسيِن.."

قالت ارياما بغتـة
وهيِ تغدوُ بعيداً عن الطاوُلة
بسبب ذِراع ارنـوُلد التيِ تسحبُهَا
بحنق كبيِر وغضب دفيِن،
أ وصل بِه الآمر
ان يُراقص امرأة غيرُها؟

"لنرقُص يـا ايفوُنَا..."

نطقَ توُم طويل القامّة
يُمد يدُه لـهَا
لتقبلهُ ببسمة خافِته
انهَا تملك حبيباً بالفِعل
لكِن توُم بمثابَة الصديق لا اكـثَر

"هـَل نرقُص يـَا جارنيِت؟..."

نطقَ نوُح لـهَا
جاعِلها ترفع رأسُها
عَن منظر اريانا و ارنوُلد
بسُرعه،
ثُمَ تبتلِع ريقُها مِن طَلب نوُح
الذيِ مدّ يدُه بالفعل لهَا مُستقيِم
حُرجت لوُهـله
لِذا قبلته بصمَت
تضع يدهَا بيدُه،
استغربت مِن تودّد نوُح لها!

"مـاهِر كفـايَة بالمُناسبَة!..."

اخبرُها نوُح ضـاحِك
جاعلها تضحَك بخِفـة لهُ
جاذِبة انـظار ارنوُلد
الذيِ صـار يُماطِل ليُحدّق بِهَا،
انـهَا مُبذره كمَا دوماً يقوُل
ترميِ بسمات للكُل عِداه!
بعدمَا كانت تُعطيه بسماتُها وتستقبل الكُل بعبوُس
الدُنيا مُتقلِبَة،
اخذَ يتنفس بضيِق
حينمَا احاط نوُح خصرُهَا بيداه الكبيِرة
كمَا هيِ احاطت كتَفه باستحيـَاء،
كـيفَ ترقُص مع نوُح وهوُ يُرقص معَ اريانا؟
يُريدها هيِ فقَط

"تـباً لكِ يـا اريانا وعلىَ خُطّتكِ الفاشِلَة..."

هسهسَ لها
مِن بينَ اسنانُه ينظُر غضبَان
لهـا،
تململت مِنه وهيِ تنظر الىَ جارنيِت
تـراهَا ترقُص معَ نوُح بودّ

"لا تظُن انيِ مولعه بالرقصُ معكَ حتىَ انـا الاُخرىَ اُريد نوُح ايُها القذِر.."

اخبرتُه بحِدة وهيِ تُطبطب علىَ ظهرُه بحدّة،
اشاح بوجهه عـَن اريـانا مُتقزّز

"اقترِب مِنهُم حتىَ نتبادِل..."

بقىَ صامِت
يُطيع ماقالتُه مُقترِب
بترنّحات راقِصـة،
حتىَ بـاتوُا قُرب بعضهُم
نظَر أرنـوُلد الىَ جارنيِت
وبالفِعل هيِ نَظرت!
مما ادّىَ لتواصُل بصريِ
تحتَ صِراع الفُرَاق
ومهزلَة الحُب،
اراد ان يُطيل بِهَا
لكِنها اشاحَت عنهُ
تضحَك الىَ نـوُح الذيِ كـاد ان يتعثّر

"أرنوُلد انتَ فاشِل بالرّقص..."

بصوُت مُرتفع
قالت اريانا تضرُب صدر ارنوُلد
بينمَا تعبَس،
نظَر نوُح لهُم بسبب صوُت اريانا
استغلّ ارنـوُلد الفُرصَة
قائل بعيناه الىَ نوُح
انَ يُعطيه جارنيِت
فهِم نوُح و اصبَح منكوُب
مُرتبِك
كيفَ سيجعل جارنيِت ترضخ!
يجِب ان يضعها تحت امرُ الواقِع

"انـا راقِص مـاهِر اوُليسَ يـَا جارنيِت؟..."

تسائل نوُح
يُناقش اريانا و أرنوُلد
همهمت جارنيِت لهُ ببسمـَة
جاعلتهُ يتفاخَر

"اذاً لنرقُص سوياً يـا نوُح أرنـوُلد فاشِل.."

اخبرتُه اريـانا بينمَا تضحَك
جاعِله نوُح يُهمهم بسُرعَه
ادّت لجعل جارنيِت تنظُر بصدمَة
بهذِه السهوُله يقبل؟

"لا تـغَار يـا أرنوُلد سأرقُص قليلاً معهُ لا اكـثر..."

بسُخرية قالت اريانا
الىَ ارنوُلد الذيِ كـان
لا ينظر لها مِن الأساس،
يُفكر كـيفَ سيأخُذها اخيراً
لهُ و يرقُص معهَا وهي بين يداه!

"عَن اذنكِ..."

قـال نوُح الىَ جارنيِت
وهوُ يمدّ يدُه الاُخرىَ
الىَ اريانا التيِ قبلتهُ
تسحَب يدّهُ
و يدّ جارنيِت كذلِك!
مُعطيه جارنيِت الىَ أرنوُلد
الذيِ مدّ يدُه سريعاً مُستقبلهَا
ضحَكت اريانا تغمِز لهُ
بعدمَا صـارت هيِ معَ نوُح

كٰان كُل مايحدُث سريع جِداً
حتىَ انها لم تدرُك مسكُها ليدُه!
و مسكُه ليدُهَا بصُخب
ثُمَ يسحبُهَا بقّوَة كبيرة
جعلتها تتخبّط بصدرُه العريِض
وعيناهَا مُتّسعه
احَاط خصرُهَا بتفّنُن
انهُ يعرِف هـذا الخصر جيداً!
يعرِفُه و يعرف كيفَ يمسِكُه
كُل جسدُهَا يفقههُ كثيراً
و يُجيد التعامُل معهُ بعِلم كبيِر،

اخيراً صـارت هيِ بيَن كُلفته
لانت ملامِحُه و ارتخَت
ينظُر لعيناهَا الخـضرَاء بهدوُء
و كأنهُ لا يُريد نسيانُهَا،
هيِ كـانت لا تمسك يدُه بتاتاً
لكِنهُ يُجبرها ان تبقىَ معهُ،
كـانت يدُها مفلوُته عكسُه يشّد عليِهَا
حتىَ انها لا تُريد لمس كِتفُه
تودّ الابتعاد فوراً عنـهُ
الرقص معهُ خانِق جِداً

الآمر صـار سيء لها
لِذَا قالت بينمَا تصُر علىَ اسنانُه
وَ تُحدق ارضاً بينمَا جسدُها مشدوُد،
اشتاق لجسدُها المُرتخي معهُ
صـارت دوماً مشدوُدة
بشكِل غير مُريح ابداً

"أزِح نفسُكَ عنّيِ.."

بصرَامة حادثتُه
ثُمَ ترفع عيناها لهُ
رأتهُ يُهمهم بلامُبالـة
وكأنهُ مُغطىَ العقل رفقتُهَا
نظَرت بأستغرَاب تُزيح نفسُهَا
لكِنهُ كـان يُقربها اكـثر لهُ،
عيناه ذائِبة كمَا لو كـان سكيِر
و جفوُنه ناعِسه بوُهَن،
وهٰن الشوُق
يشـتـاقَ لها كثيراً
رائِحتُهَا،بسمتُهَا،عيناهَا
كُلّهـا يتوُق لهـا بلا مُنازع

"كـيفَ حالُكِ.."

تسائَل بهدوُء وهـوَ يتمايل معهَا
جاعِلها تُكشر عيناهَا و جبينهَا
مـاذا بِه!،
لكِنهُ كـان صادِق بهذا السؤال
يودّ ان يعرِف اخبارُهَا و حالُهَا
كيفَ نفسيتُهَا و كيفَ صارَ الفُراق معهَا
أ طـَاب قلبُهَا ام باقِ مجروُح
يودّ ان يعرِف متىَ بكت
و متىَ ضحكت بصِدق،
كـان دوماً يسألُها عن حالُها
ليسَ عادةً انما فضوُلاً لها

"أرنـوُلد هـَل شرِبت حتىَ سكِرت؟."

اخبرتُه تُحاول خلق مساحَة
كوُنـه يقترِب كثيراً مِنهَا
و يتمادىَ بلصق جبينُه علىَ جبينُهَا،
بقىَ ينظُر لها ولا يُجيب
أ يُخبرها انهُ سكيِر بعيناها
و نبيذُه كُله هيِ؟
ام يبقىَ صامت احتراماً لتمثيليتُه الهابطة

"تذكّر انَ لديِكَ حبيبِة،اُخلق مساحَة بيننـا!..."

بحِدّة و صُخب قالت لهُ
تُبعده اكـثر من قَبل،
انهُ تجاهلها ايضاً
يضع خدُّه الايسـر
عِندَ جانب فروح رأسُهَا
مُتعمد ان يُغمسها برقبتُها الطويِلَة،
وعِندَ طرف رقبتُه كانت تكتُم انفاسُهَا
رائِحتُه تقتُل مجاديفها!
كـان محلّها المُفضل صدرُه و زاوية رقبتُه
كوُنه يملك نحر طويل جداً مُغريِ

"انـا وهيِ نعيِش بتفاهُم لا تقلقيِ انتِ..."

نطقَ اخيراً بنبرتُه العميِقَة
بينمَا يشدّ علىَ كفُها الناعِم،
هيِ داخلياً سخَرت مِنهُ

"ليسَ الجميِع مِن النـسَاء غيّوُرات امثالُكِ، لِذا كُفِ عـَن مُراعاة شعوُر احداً غيرُكِ..."

اكمَل حديثُه الذيِ شغَب بقلبُهَا
بينمَا يُغلق عيناه مُستنشق شعرُهَا،
كـان فرق الطوُل بينهُم جميِل يُحِبه هـو،

"لتكُفّ انتَ عـَن عدم مُراعَاة شعوُر الجميِع..."

ازاحتُه اخيراً مِن بينَ شعرُهَا
تُرجعه امامُهَا
قابلها بعيناه السوُداء
ينظُر لعيناها الخـضَراء،
يبحَث عنهَا لكِن لا احد هُنا
عِدىَ واحدة اُخرىَ لا تُمثّلها
قسوُتها و جلدها الجديد هذا غريب عليِه،
امّـا هيِ كـانت ترىَ أرنوُلد القديِم بعيناه
لا زال كمَا هـو!
مُتناقض،عنيِد،بائِس،عنيِف،بـارِد

"أريـانـا لا تُخـان ابداً و انا اُراعيِها جِداً..."

قال ببروُد
قاصِدُهَا
لَم يقصُد اريـانا،
لكِنها فهِمت عكساً

"لوُ انكَ لم تُقبّلنيِ بالطائِرة لكُنن صدّقتُكَ..."

سخرت بلذاعـة مِنه
تبتسم و تشخُر امامُه
وهيِ تجوُل بعيناها بارجاء المطعم،
نفيضتُه
كـان بثُقب يُحدق لها بلا تعابيِر

"بُتّ مُتـأكدة انكَ خُنتنيِ معَ اُخرىَ بفترة عِلاقتُنَا..."

اكمَلت سُخريتها
وقالت ماقالتُه
جاعِلة مـنهُ يشعُر بوخزَة بقلبُه،
مـا قيل بحقُّه كـان كبير نوعاً مـا،
انـهُ مُنذَ ان عرِفُها لم يُقبل غيرُهَا
ولم يلمس شفاه غيرُ شفاهُهَا،
الحُب معهَا محتوُم بعدُما لا حُب،
ضلوُعه نبضت بألـم مِن حديثُهَا
و قسوُتها الغير معهوُدة

"اُرقصِي مـعَ احداً غيريِ جسديِ لا يتماشىَ معَ خاصّتُكِ بهذِه المعزوُفـة..."

نطقَ بجفَاء
يترُكَها و يُحررها مِن يداه
بينمَا يُلقي نظرة اخيرة
كانت جافّة كثيراً
جعلتهَا تبقىَ واقِفة بصَمت،
تراهُ يُغادرها بلامُبالاة
يترُك قلبُه تحتَ كعبُها يتقطّع
لأشلاء...

بكُل مرّة تسخر مِن نفسُهَا
و مِن تقلُّباتِه الحقيِرة،
تـارة يستنشِقها
و اُخرىَ يترُكها وحدُهَا،
لملمت جسدُهَا تعوُد للجوُس
بينمَا ترىَ اريانا تلحقَ أرنوُلد
حينمَا انتبهت الىَ حالتُه..

خرجَت هيِ و أرنوُلد
بينمَا نوُح تُركَ مِثلها بمُنتصف الساحَة
مُسبب لها الضِحك عليِه،
رأتهُ يتجه لها بعيوُن تتجنّبها
لكِنهَا بقت تثقُبه بحِدّة كبيِرة
حتىَ جلسَ علىَ مقربة مِنها

"كُفّ عـن فِعل المتاعِب يـا نوُح أنـا ما عُدت اُريد العوُدة اليِه وهوُ كذلِك..."

اخبرتُه بجفَاء وهيِ تتنهّد
تحتَ استحيائُه مِن ما فعلُه
تجاهُهَا

بينمَا عِنـدَ أرنـوُلد
الذيِ كـان يمشيِ بعيداً عن المطعَم
يتهاتف عليِه الحُزن
عِندَ دروُب باريِس،
وخلفُه تركُض اريانا تلحقُه

"كُفّ عن مُراهقتُكَ يـا أرنوُلد وتوقف!..."

ندهَت هيِ بصراخ
تلحقُه مُتهزئه بِه،
لحاقُها بِه زادُه قهراً و غضباً
لِذا استدار لها قائِل بصوتاً مُرتفع

"اغربِ عن وجهيِ."

صرخَ بِها
لترتعِب
لكِنها اقتربت تصرُخ بشجاعه

"تحلّى بالصبَر!لِما تُريد العجلة..."


اخذَ نفساً عميقاً من الهوَاء البارِد
يُغلق عيناه بقوّة 
لا احد يفهمُه

"اُتركيِه يـا اريانَا..."

صوُت مِن بعيد اتىَ لمسامِعُهم
لينظُر بعيناه الحادّة
يرىَ أبيِهَا و قُرّة عينها يأتيِ نحوُه،
قلبَ عيناه بلا تحمُّل
أ سمع الحِوار

"هلَ تترُكيني معهُ وحدُنا؟.."

نطقَ فـان الىَ اريانا
التي ابتلعت ريقُها
ثُمَ همهمت بهدوُء
تُلقي نظرة اخيرة علىَ ارنوُلد
وبعدها تعوُد الىَ ادراجُهَا
تارِكتهُم وحدهُم

"تعال لنجلِس هُنا..."

بسكُون قـال فان
يُريد ترويِض الثوُر الهائِج،
لك ارنوُلد اعترض ببجاحَة
ينوِي السيِر

"انـا أباهَا و اعرِفُهَا..."

توقّفَ أرنـوُلد
يشعُر بنفسُه ضائِق الشعوُر،
استغلّ نُقطة ضُعفه
استدار ينظر بجفَاء،
كوُن اباها يبدوُ شهّي لمجاورته
بحديِث يخُصها
لكِنهُ مازال رجُل الحُب مع اريانا امامُهم

"اعتـادَ علىَ غيابّ جارنيِت مِن الآن..."

توقّف قلبُه
أ يعتاد غيابُهَا
وهيِ شمسُه؟
كيفَ سيعيِش بليل دائِم
انهَا شمسُه و مائُه
شروُقه الوحيِد بدُنياه
وحدُها مَن تُنير حُزنه

"ابنتيِ و اعرِفُها،لَن تعوُد لكَ إلا بمُعجزة مجهـوُلَة...لِذا لا تسعىَ الا لنفسُكَ بعد الآن."

"لوُ تـقوُل ابنتُكَ الوَغدة وتنطُق فقطّ سأُجيئ لـها و بيديِ ما تطلبُه لكِنهَا صامِته تُعذّبنيِ!..."

بغُل اخبرُه أرنـوُلد
يُحاول الخروُج من سيرة
البُعد عنهَا!

"لا تشتُمهَا امـاميِ هذا اولاً،ثـانياً لا تلعَب واجِه!..."

بعزم قـال فـان
تحتَ سُخرية ارنوُلد مِنه،
لوُ يعلم فقط فـان
ما مِقدار جارنـيِت بقلبُه
لمَا نطق الجُملة الاوُلىَ

"لا تُمليِ علّيِ اوامِركَ..."

يعرِف فـان شخصية أرنوُلد
انهُ حتىَ لا يُراعي فكرة علاقة العمل بينهُم!
انهُ فظيِع بأخلاقُه
وسيء بتعامُله

"اذاً ستبقىَ بعذَابُكَ هذا كوُن جارنيِت ستكُن امامُكَ بكُل مرّة،عملُها يتطلب هذَا بعدَ الآن.."

هدّدُه فـان ساخِر
يتعامل بذات الاسلوُب،
كبريَاء أرنوُلد لا يُقهر
و فِكرة انهُ يجريِ بشوارِع الاحياء
بحثاً عن حلّاً للحُب
جعلُه يستنقِص نفسُه
و يغضَب!

"لَن أبقـىَ...بعدَ هذا العَقد الأخيِر ليِ معُكَ كـ لاعِب سأُغادِر النادّيِ."

انتهـىَ

ياهلا و مسهلا

شخباركُم عساكم طيبين؟

أرنوُلد اعشقه🤣🤣

البارت عبارة عن نظرات🤏🏼

اتركوُا ارائكم و توقعاتكم:

دُمتم سالمين🩷🩷

Continue Reading

You'll Also Like

960K 7K 13
" Love me or Hate me, Both are in my favour... if you love me, I'll always be in your heart. If you hate me, I'll always be in your mind " - William...
3.4K 586 20
In a world ruled by men, one woman makes a stand. When her father and brother die in the Napoleonic Wars, Corinna Wolverstoke of Penninghall and her...
3.3M 265K 96
RANKED #1 CUTE #1 COMEDY-ROMANCE #2 YOUNG ADULT #2 BOLLYWOOD #2 LOVE AT FIRST SIGHT #3 PASSION #7 COMEDY-DRAMA #9 LOVE P.S - Do let me know if you...
3.5K 400 48
It's her senior year in high school. Her parents got divorced and now her mother made them move to her mom's home town. They move right across the s...