"سي، لدي شيء لأعترف لك به."
كان ذلك قبل يوم من وفاة والدتي. وكان ذلك أيضًا هو اليوم الذي بالكاد استيقظت فيه من نومة طويلة وجاءت لرؤيتي للمرة الأولى منذ فترة طويلة.
"من فضلك تحدثي يا أمي."
أمسكت بيد أمي الجافة بقوة، وانتظرت أن تتحدث.
لم يتبق أي أثر لجمال الماضي على وجهها المظلم المريض. كان الجلد خشنًا مثل الجلد القديم، وحتى لون العينين كان غائمًا ومظلمًا. على الرغم من أنني كنت لا أزال صغيرًا، لم يكن من الصعب تخمين النهاية.
"استمع بعناية يا سي. والدك هو... ليس والدك البيولوجي."
بعد التردد عدة مرات، أخيرًا أخرجت صوتًا صعبًا. ربما لأنه كان من الصعب عليها أن تتحمل الحقيقة الثقيلة، أصبح وجهها الشاحب أكثر شحوبًا. ومع ذلك، شعرت بالحرج عندما لم تتلق أي رد.
"هل انت تنصت؟"
"نعم بالطبع يا أمي. لقد سمعت. أنا لست ابنه البيولوجي."
ولكن لماذا لا تتفاجأ؟ ثم سألت. نظرت إلى عينيها المرتجفتين بهدوء وأجبت بهدوء.
"كنت أعرف مسبقا."
"ماذا؟ أوه، كيف؟ من قال لك ذلك؟ لم يكن أحد ليعرف!"
أصبح تنفس الأم المصدومة مضطربًا إلى حد كبير. فهدأتها بسرعة.
"لا بأس يا أمي. لم يقل أحد أي شيء. أنظري في المرآة. أنا لا أشبه والدي على الإطلاق. لذا، كان مجرد تخمين."
"ثم لماذا لم تقل أي شيء حتى الآن؟"
عندما طرحت السؤال كما لو كانت تحثني، خرجت ضحكة جوفاء.
هل أنت فضولية بشأن ذلك حتى في هذه الحالة؟ على الرغم من أنها تواجه الموت، إلا أنها لا تنوي حتى قول كلمة لابنها الصغير بأنها تحبه. اعتقدت أنني تخليت عن كونها أمًا لي، لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك. أصبح جزء من قلبي مريرا.
'لا يهم على أي حال'
نعم، كل شيء أصبح بلا معنى الآن.
والدي لا يحب والدتي على أي حال. اختار محظية على والدته المخلصة وقام بتربية ابنها خلفا له.
في هذه الحالة، ما مدى أهمية أنني لست الطفل البيولوجي؟ على العكس من ذلك، شعرت بأنني محظوظ عندما اكتشفت الحقيقة. لأنه بهذا، تمكنت من التخلص من كل ما بقي من ندم.
سيراكيا لافانت.
اليوم التالي لجنازة والدتي. لقد تخلصت من الاسم الذي كنت أحمله مع المكان الذي أعيش فيه.
لم يكن هناك أحد ليودعني عندما غادرت. كانت الريح الباردة التي أعلنت قدوم الشتاء هي الصديقة الوحيدة التي احتضنتني ذلك اليوم.
***
أحيانا أفكر بهذه الطريقة.
ربما أنا مجنون.
لا أعتقد أن هذا متطرف لأنني أحب ذلك. لكن لو كان أي شخص في مثل حالتي، فلن يكون أمامه خيار سوى التوصل إلى نفس النتيجة.
-سي، أنك لا تبدو في مزاج جيد اليوم. ماذا حدث؟
على سبيل المثال، الصوت الذي أسمعه الآن.
-هل تناولت الفطور؟ لقد تخطيت الفطور بالتأكيد، أليس كذلك؟ هذا أمر سيء لصحتك. سي على الجانب النحيف بالفعل، لذا يجب عليك الاهتمام بنفسك!
'لقد بدأ من جديد'
تنهدت ودفنت رأسي بين ذراعي.
أعلم أنه ليس من الأدب أن أفعل هذا بعد سماع الناس يقولون أنهم قلقين. لكن الآن المكتب فارغًا، وكنت الوحيد الذي جاء. بمعنى آخر، لا يوجد أي شخص اخر لهذا الصوت.
'لا يسعني إلا أن أعتقد أن هذا جنون.'
لا أتذكر بالضبط متى بدأت هذه الهلوسة السمعية. ولكنني بدأت أسمعها في وقت ما، وأصبح الأمر أكثر وضوحًا مع مرور الأيام.
-قل هل تستمع لي؟ لماذا لم تقل أي شيء منذ وقت سابق؟ ليس الأمر وكأنك لا تستطيع سماع صوتي، أليس كذلك؟ قل؟ سي؟
"...توقف عن التكلم. لقد سمعت ما يكفي."
- يا إلهي، لقد كنت قلقة.
حتى المحادثة ممكنة. لم أكن أريد أن أعرف هذا أيضًا. عندما سمعت صوت الارتياح، تنهدت مرة أخرى.هذه المرة كنت أخطط لعدم الرد حتى النهاية، لكن انتهى بي الأمر بالفشل.
-بالمناسبة، هل خرجت مبكراً اليوم أيضاً؟ لقد عملت في وقت متأخر أمس أيضا. هل من المقبول أن تخرج في هذا الوقت المبكر؟ ما مقدار النوم الذي حصلت عليه؟
"لقد نمت بقدر ما احتاجه."
-كم الوقت؟ أنت لا تقول أنك نمت لمدة ساعة أو ساعتين فقط، أليس كذلك؟
"سوف أعتني بذلك."
-أنك تبالغ في الأمر دائمًا!
بالنسبة للآخرين، قد يبدو هذا المشهد وكأنني أتحدث مع نفسي فقط. مجرد التفكير في الأمر جعلني أشعر بالاكتئاب. لم أعتقد أبدًا أنني بخير، لكنني لم أرغب في التحقق من الأمر بهذه الطريقة.
-العمل جيد، ولكن عليك أن تهتم بصحتك! إذا استمر هذا، فسنكون في ورطة حقيقية!
"توقف. قلت أنني سأعتني بالأمر. أنت صاخب، لذا توقف عن الحديث."
-سي لئيم حقا لنفسه!
إما ذلك أم لا. ما الذي يهمك؟
بالكاد أوقفت نفسي عن السخرية دون أن أدرك ذلك. يجب أن تكون علامة سيئة أن الهلوسة السمعية مفصلة للغاية. أعلم أن الأمر خطير، لكنني أتجنب العلاج قدر الإمكان لأنه سيكون لدي تاريخ.
المرض العقلي يجعل من الصعب تغيير الوظائف.
'دعونا فقط نبدأ العمل.'
تخلصت من أفكاري المضطربة وفتحت الوثيقة. لقد أصبح مكان عملي المزدحم بالفعل مؤخرًا أكثر انشغالًا وأصبح عبء العمل مشبعًا. ولم يعد هناك المزيد من الوقت لتضيعه على الهلوسة السمعية عديمة الفائدة.
『قسم معالجة المعلومات السرية لإمبراطورية أصلان』
تُعرف عمومًا باسم "وزارة الأمن"، وهي إحدى الإدارات الإدارية الرئيسية للإمبراطورية التي تم إنشاؤها لغرض الأمن والحماية القومية. وعلى وجه الدقة، فهي قوة خاصة، أقرب إلى وكالة التحقيق، وتنتمي إلى "الجيوش الإمبراطورية الثلاثة" إلى جانب الحرس الملكي وهيئة الأمن العام. ضمن هذا، حتى أدنى رتبة تقع ضمن الرتب الخمسة للمسؤولين الإمبراطوريين رفيعي المستوى. لقد كانت أعلى مرتبة بين أولئك الذين يمكنهم الدخول بعد إجراء امتحان القبول.
"حسنًا، أنا مجرد موظف مكتبي منخفض المستوى في وظيفة مكتبية."
وعلى كل حال فهو عمل يستحق أن يحسد عليه كعلامة. لم تكن هناك أي خطة على الإطلاق للطرد بسبب مرض عقلي أو أي شيء من هذا القبيل.
"واو، الجو حار جدًا لدرجة أنني أموت. أليس هذا منتصف الصيف بالفعل؟"
في تلك اللحظة، فتح رجل ذو شعر بني الباب ودخل. لقد كان رويل، زميله الموظف. كان يبلغ من العمر 25 عامًا، وهو في سنته الثانية كمقيم، وكان يتصبب عرقًا وكأنه يثبت أن الجو حار. وكان قد خلع أيضًا سترته، التي كان من المفترض في الأصل ربطها بإحكام حول رقبته، ولفها عشوائيًا على كتف واحدة.
"مرحبًا سي! كما هو متوقع، لقد أتيت في المركز الأول اليوم أيضًا."
"نعم، صباح الخير يا رويل، ولكنك ترتدي ملابس سيئة."
"آه، من فضلك ألقِ نظرة. لو كنت ارتديت السترة هنا، لما تمكنت من الذهاب إلى العمل اليوم. هذا بالتأكيد ليس خطأي. من السيئ عدم استبدال الجزء العلوي بملابس سفلية في هذا الطقس."
"هل الجو حار إلى هذا الحد في الخارج؟"
"لا تتحدث عن ذلك حتى. الجو حار جدًا. سأفقد الوعي في الشارع بهذه الطريقة. لقد كان الأمر مثاليًا حتى وقت ليس ببعيد. اللعنة، لماذا بحق السماء لدينا أربعة فصول سنة؟ ألا يمكن أن يكون هناك ربيع دائمًا؟"
"لكنه أفضل من أن يكون الصيف دائمًا."
لقد شعرت بالرعب لأن رويل قال شيئًا فظيعًا. ومع ذلك، سمعت أن نامريونج عبر البحر يكون حارًا طوال العام. من ناحية أخرى، بوكريونج، في الأعلى، هي أرض متجمدة مليئة بالجليد. وبالنظر إلى ذلك، فإن سيوريونغ، حيث نعيش، كانت لا تزال مكانًا جيدًا ليعيش فيه الناس.
"سي، أنت. على الناس أن ينظروا إلى مستوى أعلى ويعيشوا. لا فائدة من مواساة الفقراء. هذه وقاحة أيضا!"
"هذا صحيح. ومع ذلك، يجب السيطرة على الجشع المفرط. ليس من الجيد أن تكون غير راضٍ عن الحرارة."
"اللعنة، أنت تعيش في مسكن يتم التحكم في مناخه، لذلك يكون الجو باردًا دائمًا، أليس كذلك؟ اذهب للخارج أيضًا! ثم ستفهم ما أشعر به."
"لسوء الحظ، لست مضطرًا للخروج. لن أتمكن من فهم الأمر إلى الأبد."
"واو، هذا مثير للاشمئزاز لدرجة أنني أموت. أعتقد أنني سأضطر إلى الانتقال إلى المسكن في هذه المرحلة أيضًا."
أصبح وجه رويل جديًا للغاية، كما لو كان يفكر في الأمر بجدية. حسنًا، لم أثق به حقًا لأنه كان يقول هذا في كل مرة يتغير فيها الموسم.
وفي الوقت نفسه، جاء موظفون آخرون للعمل واحدا تلو الآخر. لقد استجبت بشكل مناسب لتحياتهم الصباحية واستأنفت العمل الذي توقفت عنه. بينما كنت أراجع المستندات التي تم الانتهاء منها للتو لمعرفة ما إذا كانت هناك أي أخطاء، ألقيت نظرة سريعة على رويل، الذي كان مشغولاً بإعداد العمل بجواري (تصادف أنه كان يجلس بجواري).
"هل هذا بأي حال من الأحوال له علاقة بهذا الحادث؟"
"نعم هذا صحيح."
تجمع انتباه من حولي على الفور. في الآونة الأخيرة، كان النظام يعاني من جرائم القتل المتسلسلة. هناك سبعة ضحايا في المجموع حتى الآن. إنها جريمة عشوائية لا تميز بين العمر والجنس، وقد مر أسبوع منذ اكتشاف آخر ضحية.
ويقال إن القوات الأمنية قامت بالبحث لعدة أيام دون التوصل إلى أي نتائج تذكر. وفي النهاية تم تسليمها إلى وزارة الأمن، لكن لم يتم إحراز أي تقدم يذكر.
"هل تعني أنهم لم يتعرفوا بعد على المشتبه به؟"
"سمعت أن هناك علامات قليلة للمقاومة على الجثة. لو كان الأمر كذلك، ألم يكن من الممكن أن يقوموا بمعرفة جسد المجرم؟ كيف لا يزالون غير قادرين على القبض عليه؟"
"أليست هذه هي المرة الأولى التي يعجز فيها فريق الطب الشرعي لدينا عن اكتشاف شيء كهذا؟ أعتقد أنه دقيق للغاية."
"نعم، جنون. الأشخاص في الطبقة العيا أيضًا يواجهون وقتًا عصيبًا. حتى لو تم القبض عليه، لماذا تم القبض عليه من قبل شخص مثل هذا؟ حسنًا، نظرًا لأنه هذا النوع من الأشخاص، فلقد تجاوز الحد."
من القوات الأمنية إلى إدارة الأمن. لقد كانت جريمة عنيفة دمرت مؤسستين كانتا فخر الإمبراطورية. وعلى الرغم من أن هذه القضية يهتم بها الجميع في العالم، إلا أن الاهتمام داخل وكالات التحقيق كان لا بد أن يكون أكبر.