"لم يأخذ الأمر وقتا طويلا لأدرك أن هناك ما تغير داخلي..."
همس برتقالي الشعر بقرارة نفسه وسط نظره إلى الأعلى، إلى من يقف أعلى الدرج والدماء قد غطت ملابسه.
"هل انتهيتَ بالفعل؟ كنتَ سريعا"
ابتسم ذو الشعر البني ونهض من مكانه، بالكاد ينزل الدرج لكن قوته قد خارت.
شعر بالدوار الشديد وبرأسه ثقيلا ككرة البولينغ فتهاوى للأمام مباشرة.
لكنه لم يرتطم بالأرض ولم يتهشم وجهه المتعب، كان تشويا قد أمسكه وأسنده على كتفه.
"كل دقيقة تمر، كل لحظة نكون فيها قريبا، تتضح تلك الحقيقة في عينيك"
"أيها الغبي... لماذا تجهد نفسك؟"
جره إلى السيارة وقد تلطخ هو الآخر بدم العدو الذي قتله دازاي بعد تعذيبه لستة ساعات كاملة بوحشية.
اطلاق الرصاص على اوتاره الحساسة وسكب صلصة حارة على الجرح أو ماء مملح بل توعد له بأن يسلخ جلده ثم يرميه في مياه مالحة مليئة بأسماك البيرانا... مؤلم صحيح؟
لكن هذا كان قبل ثلاث سنوات...
"اوي ماكريل!!!"
صاح تشويا بعصبية على بني الشعر الذي كان جالسا على كرسي قديم بقبو مافيا الميناء أين تعيش الأرواح الحاقدة على دازاي.
أرواح الذين عذبهم إلى الموت ونقش اسمه على قلوبهم وعقولهم؛ المعجزة الشيطانية لمافيا الميناء.
ابتسم بخفة ولوح لشريكه.
"اوه تشوي~ ظننتُ أنني أخبرتك أن لا تلحقني للقبو؟ لدي عمل مهم~"
شد تشويا ياقة دازاي وحدق فيه بغضب.
"توقف عن التفوه بالحماقات أيها البوق المكسور! أنت ممنوع عن العمل لبقية الشهر!! إلى المنزل!"
"ايـــه~؟ تشو تشو هل اشتقتَ لي بالفعل؟؟"
"إخرس!!"
جره خارج ذلك القبو.. والضحية يشكر ويعيد تشويا عدة مرات والدموع الممزوجة بالدماء تسيل على وجنتيه إذ تلقى تعذيبا حقيقيا ووحشيا.
مسامير مغروسة بأفخاذه ومعصميه بالإضافة إلى أن دازاي قد دق على رأسه بمطرقة عدة مرات ثم ضرب صدره بها فانكسرت كم عظمة بقفصه الصدري إذ شعر بها تنغرس في لحمه وتحفر فيه.
لماذا فعل دازاي ذلك؟
السبب الأول هو أن جلادي مافيا الميناء لم يستطيعوا استخراج المعلومات الكافية من هذا الرجل إذ أنهم ليسوا بمهارة دازاي.
السبب الثاني... هو نزوة فحسب، رغبة عابرة أسكتها تشويا.
بالفعل نجح في استخراج كم معلومة وقد سجلها لموري وأرسلها مباشرة.
و الآن السؤال الذي يطرح نفسه... كيف خرج دازاي إلى مافيا الميناء وسط عتمة الليل؟
الجواب كالتالي...
الساعة 9:15 صباحا في شقة برتقالي الشعر وشريكه الانتحاري الوسيم للغاية.
كان برتقالي الشعر قد استحم ثم حضر للفطور وذهب لايقاظ دازاي النائم مع القط.
"اوي ماكريل، ايها الكسول استيقظ!"
"همم...؟ خمس دقائق أخرى همم~"
كان نصف ثمل من ليلة أمس.
تنهد تشويا وركله بعد أن أخذ البطانية.
"هيا استيقظ 💢"
"امممم...؟"
فتح دازاي عينيه ببطء وحدق في تشويا قبل أن يبتسم.
"اوه هذا أنت تشو؟ ظننت أن اشعة الشمس تداعب بشرتي لكن إتضح أنه أنت~"
رمش برتقالي الشعر قليلا ثم ركل دازاي مجددا فسقط من على السرير.
"ماذا تظنني؟! آنسة؟! 💢"
"اته اته... نعم لديك قوام آنسة..."
فك تشويا أزرار قميصه ليبرز عضلاته القوية التي لن تنتمي بكل تأكيد إلى فتاة.
"وماذا يكون هذا أيها البوق المكسور!؟"
"يا الهي فتاة تكسرك إن خنتها..."
"أيها الثمل الأخرق... حسنا لا خيار آخر"
سكب تشويا قارورة مياه باردة فوق دازاي ليصحو من ثمله ثم أجبره على الاستحمام لتزول رائحة النبيذ.
"تشه أخرق..."
رن جرس الباب على حين غفلة، استغرب تشويا فهو لم يطلب أي شيء ولا حتى طعام.
فتح الباب ووجد صندوقا أسود اللون، أدرك أن دازاي دون شك من طلبه هذه المرة فأدخله وخبأه بالخزانة ثم يعطيه لدازاي.
"مياااو~"
نظر تشويا أسفله، إلى القط الذي أحضره دازاي من مكان مجهول.
"لماذا هذا القط يتجول بحرية بينما علي حبس تشيهوا؟... مهلا أليس لديه اسم؟"
"بل لديه!"
نطق دازاي من الخلف وقد كان شعره مبتلا ويرتدي ملابس فضفاضة وضمادات جديدة بالطبع.
شعر تشويا بديجافو، حصل هذا من قبل لكنه لا يتذكر كيف، ربما رسائل عصبية متأخرة قليلا فحسب.
"اوه؟ إذا ما اسمه؟"
"أخبرني البائع بالسوق السوداء أن اسمه شيشر~! أليس اسما لطيفا؟ ليس بقدر تشو تشو~ لا تشعر بالغيرة مازلتَ المفضل لدي حتى لو كان شيشر ألطف منك ^^✨"
"من أين قفزتَ بهذه الاستنتاجات إلى أنني أغار من قط؟! وأيضا لماذا من السوق السوداء؟؟"
"كل شيء من السوق السوداء ذو جودة عالية~ الآن عزيزي تشو تشو أطعمني~!"
"..."
حدق تشويا بشيشر قليلا ثم انخفض للأرض وحمله، حدق بعينيه البنيتين لبعض الثواني.
"حسنا... يشبه دازاي"
وضعه ثم نهض بتثاقل للمطبخ لكي يطعم وجع المؤخرة ذاك.
ظل دازاي يزعج تشويا مرارا وتكرارا حتى حصل على ضربة البعبع ووسط مرحهما هذا، داس دازاي على ذيل شيشر بالخطأ.
"دازاي!! انتبه لخطواتك!!"
"لا تصرخ... نخرتَ طبلة أذني وأيضا القط لم يفعل أي شيء!"
لحظة صمت.
نظر كلاهما للقط الذي تجمد مكانه ثم...
لم يحدث شيء مهم سوى أن شيشر قفز لوجه دازاي وخدشه إنتقاما.
"اتاي... ظننت أن شيشر سيتحول إلى شخص ما"
"أ-أنا كذلك... أثبت!"
"أنت تألمني!!"
كان تشويا يطهر الجرح بشق الأنفس مع حركة دازاي المستمرة، لن تفلح قبضة البعبع أو الشبقبق هنا.
بعد ذلك، لعب كلاهما جولة بالالعاب الفيديو وقد خسر تشويا 3 مرات مقابل دازاي الذي خسر مرتين.
ثم قررا الخروج قليلا والسير.
"أتذكر أنك كنتَ تدفع الكرسي المتحرك لأخذي خارجا~ كيف تحملتَ هذا لعدة أيام؟"
"لا أعلم... قدرة قادر، من الجيد أن لديك ساقين لتحرك مؤخرتك بمفردك"
"اوي تشيبي تشان لا أزال سيدك من الأفضل أن تراقب لسانك! :<"
تسللت ابتسامة خفيفة لوجه تشويا، لاحظ أن دازاي قد تغير كثيرا منذ أول لقاء وعمل لهما.
كان ذلك التغيير طفيفا لكنه يحتسب...
"لا تلمسني..."
تذكر حين حاول اودا أن ينزف ضمادة دازاي وقاومه بني الشعر بأقوى ما لديه.
لكنه سمح لتشويا بنزعها ولم يقاومه حقا، وكأنه كان ينتظره لفعل هذا ورؤية رد فعله.
رفع أزرق العينين نظره إلى السماء، كانت النجوم براقة وتبدو كالمصابيح.
"اوه بالمناسبة دازاي، وصل صندوق هذا الصباح، هل أنت من طلبه؟"
"اوه وصل؟؟ نعم أنا من فعل~"
"ما الذي اشتريته؟..."
"شيء مهم ستعرفه قريبا!"
"اوه إذا.. ااه!!! مطعم اللحم المشوي مفتوح!!! لنذهب!!"
"ماذا؟.. مهلا!"
تم جر دازاي إلى ذلك المطعم المذهل حيث التقوا ببعض موظفي مافيا الميناء والذين كانوا اصدقاءا لتشويا.
قاموا بدعوة سوكوكو لتناول العشاء والسهر معهم على حسابهم وفعلا كان تشويا مستمتعا حقا وقد ثمل بالفعل بالساكي.
"مرحبا دازاي كن"
كان دازاي يحدق بكأس الساكي ثم نظر إلى صاحب الصوت، لم يتوقع أن يجد أحد كبار مافيا الميناء.
"اوه... آس سان؟ مرحبا بك~"
كانت نبرة ترحيبه به باردة للغاية وخالية من المشاعر.
"أنت هنا مع تشويا كن؟"
"اممم... ماذا عنك؟ ألا تسير الأمور كما يجب؟"
"حسنا يمكنك قول أنني بتُ أحتاج لمساعدتك..."
حافظ دازاي على ابتسامته المستفزة.
"اوه؟ هذا نادر... ما المشكلة؟"
ابتسم الآخر وعاكس ساقيه، ظنا منه أن هذه حركة العظماء إلا أنها تعبر عن مدى ضعف شخصيته.
"سمعت أنك جلاد ماهر دازاي كن لكنك لم تعذب أي أحد منذ شهر... أتسائل إن كان ذلك بسبب إصابتك السابقة أو... أن أحدا ما يقمع رغبتك؟"
"...ليس لك دخل في هذا، هل يمكنك الدخول لصلب الموضوع؟"
"في الحقيقة هناك رجل من FOF... منظمة من اليهود.. أريد أستخرا-"
"هاته... سوف أعذبه حتى يلفظ آخر معلومة لديه..."
كانت ملامحه أكثر ظلمة، كان لديه ذلك الكره الشديد لليهود وكل الطوائف الدينية التي تتسبب في مقتل الناس.
هل لديه ما يربطه بها؟
فقط ريزي لا تزال مؤثرة به.
"أخبر تشويا أن لا يلحق بي"
نهض من مقعده مع آس إلى مافيا الميناء بعد اخبار أحد الموظفين بنقل رسالته.
وهكذا انتهى الامر به كما ببداية الفصل...
•عودة إلى الحاضر•
"لماذا ذهبتَ بمفردك؟!"
"ليس من شأنك..."
"سأضربك إن كررتَ هذا... حقا سأضربك!! شؤونك هي شؤوني!!"
"تشو تشو منذ-"
قبل أن يكمل جملته وضع تشويا شيشر فوق وجهه ليسكت ثم قال بعصبية.
"لا أفعل كل شيء تأمرني به دون معنى... على الأقل صارحني"
حمل دازاي شيشر من وجهه وأسنده على صدره، أخذ نفسا عميقا ثم ابتسم.
"بكل صراحة كانت مجرد نزوة عابرة... وأيضا كان نوعا مقرفا من الأشخاص..."
"مع ذلك.. لم تكن مهمة موجهة إليك، وجه المرحاض ذاك يريد إبراز اسوء ما فيك!!"
"ولكن ألست سيئا بالفعل؟؟"
"لستَ كذلك لي!!"
صمت دازاي قليلا ثم بدأ بالضحك وعانق شيشر.
"طريقتك هذه في الدفاع عني وجحد الحقيقة تروقني~ لكن لست مستعدا للعيش في وهم..."
"لستُ أصنع وهما لك دازاي... هذه الحقيقة بالنسبة لي..."
"لدي طلب تشويا!"
"هاه؟ ماذا الآن؟"
"إنها تمطر..."
لم ينتبه تشويا أنها كانت تمطر فعلا بسبب قلقه على شريكه، نظر إلى النافذة وقد كانت حقا تمطر مع أن السماء كانت صافية تماما قبل قليل.
"إذا...؟"
"لنخرج~"
"تريد أن تصاب بالزكام؟!"
"إن استحممنا بعدها مباشرة لن نمرض! هيا هيا!"
"هيه؟؟.."
خرج كلاهما فعلا وقد كان دازاي يدور تحت المطر وهو يبتسم، ابتسامة نابعة من قلبه، وكأن سلاسل كانت تقيده قد انكسرت.
"وها أنا أراك تلمع... تحت ضوء عمود الإنارة الخافت، تلمع قطرات المطر... وأنت تضحك تحتها كالأطفال"
ابتسم برتقالي الشعر وإكتفى بمشاهدة بني الشعر يستمتع بحريته لهذه الليلة الجميلة.
هل سوف تستمر هذه الليالي الجميلة؟
يتبع...♡