الفصل : 31
سَبب تعَلقه بِي
بَقيت أحدِق بسقفِ الغُرفة بينما مَعدتي تُصدر أصواتا تدُل على شعوري بالجُوع
حَركت يدي إلى أعلى و أسْفل بطني ثُم تنهدت بِعمق .. إِلى متى سأنتظر الطعام ؟ لَقد تاخَروا
وَ حينَها فُتح الباب وَ وضع أحد الخدم الطَعام وَ غادر
شَعرت بالرضا داخِليا عندما رأَيت طبقا من المعكَرونة مع كرات اللحم ، يَبدو انَها قد حُضرت للتو فَالبخار المُنبعث أعلاها يُوضح ذلك .
إِستمتعت حَقا بتناوُل هذا الطبق ، إِنه لذيذ حَقا
"إِذن إيلومي هل شَبعت"
ظَهر أبي من العدم فجْأة ، لَم أجفل وَ لم أرتعِب أعلم أَنه يستطِيع فعل ذلك في أي وقت أي مكان وَ متى مَا أراد
وَ أنا أتطَلع حقا لتعَلم هذا
أَومأت لَه مُحركا رأسي لأَعلى و أسفل كَعلامة أخرى عَلى الإيجاب فتقدم نحوي و وَضع الصحن فوق الطاولة
إنْحنى لمُستوَايَ وَ وضع يده خلف رقبتي قَريبا من شَعري و بقيت يدَه تلامس خصُلات شعري السوداء
بَقيت أنظر لَه صامتا حَتى تحدث
"ستَبقى صامتا حَتى أتحَدث صحيح؟ أعتَقد أَنها فكرة جَيدة لِكي تسحب بَعض المعلومات مِن خصمك بِسبب توتره مِن هذا الهدُوء و نظرَاتك الهادئَة"
"لاَ لم يكُن هذا معتمدًا أبي"
"عَلى كل حَال أردت أن نتحدَث أنا و أَنت .."
"مَا الخطب؟"
تنَهد قليلا ثُم اجابنِي
"إِنه عن عائِلتنا.."
"مابِها"
صدَر صوت ضحكة متلكفة مِن أبي ثُم قالَ لي
"أَنا حقا أعتمد عَليك يا إيلومي...و خَاصة في المُستقَبل أنا سأعتمد عَليك بدءا مِن ذهابك إِلى بُرج السماء"
بَقيت صامِتا ثُم سألته :
"مَتى سأذهب ؟ لَست متسَرعا لتَرك المنزل و لَكنني أتساءَل"
"إِسمع يا إِيلومي أُنظر إلي كُل شيء حَصل سريعا حسنًا ... نَحن قررنا أَنك ستذهب بَعد عيد ميلادك"
"بَعد أسبُوع مِن الآن؟"
"أَجل يا إيلومي"
"أه..حَسنا سأكُون مسْتَعدا"
"يُمكِنك العودة للمنزل"
إِستقام أبي قُم مشى بعيدًا مغادِرا المكان ، نظَرت للكتب التِي بجانبي فَحملتها سريعا و غادَرت مُتجِها نَحو منزل الخدم
إختَرت أحد الغُرف هناك و جَلست فوق طاولة متوَسطة الحجم مَع كرسي و وَفتحت كتابا ما مُتمعنا فِي محتواه
...
مَر الوقت وَ لم ألحَظ ذلك حَقا لَو لم يخْبرني أسانو أنَني يجب أن أنام
"يُمكنك العودة إلى مَنزل العائِلة في الجبل و النوم وَ يمكنك أيضا النوم هُنا إن رغبت بذلك ايلومي-ساما"
"سَأبقى ُهنا"
"هَل تشْعر أنك مًتعب"
"طَبعا التدرِيبات كانت صَعبة"
انحَنى اسانو لمُستوَايَ و إبتسم
"لَم أَقل أنها سهْلة وَ لكن يَجب أن ترتَاح صحيح؟"
"أَجل"
بَقي ينظُر إِلي للحظات ثُم ربط ذراعيه حَولي
"ماكان هَذا ؟!"
"إِنه....عنَاق...طَريقي تعبر بها عَن الامتنان لشخص ما"
أَمام الباب كَانَ هناك من يُراقبُهم
"هكَذا؟"
أمْسكت بوسادَة صغيرة وَ ضغطتها بعنف حَتى انفجَرت فضحك اسانو بتوتر
"لَيس هكذا أخف قلِيلا..."
"رُبما هذه طَريقَة جيدة أفعُلها عندما يولد الوريث"
صَمت أسانو للحظة وَ تغيرت ملامحه
انحَنى وَ أغلَق الباب خَلفه ثُم أتى يحمل غطَاء خشن و وِسادة و وضعهم عَلى الأريكة التِي كانت تتوسط الغُرفة
"ليلة سعيدة"
اومَأت له ثُم ركضت مسْتَلقيا و مُستَمتعا بدِفئ ذاك المَكان
لَم يستغرِق مني الأمر وقتا طَويلا كي أنام حينها
...
فِي الصَباح إستَيقظت مُتأخرا قلِيلا ، شَعرت بالتوتر طَبعا .. لابُد و أنني سأعاقب وَ لكن لا بأس
إِتجهت لِمنزل العائلة ثُم رأيتُهم مجتمعِين حول مائِدة الإفطار
"ظَننْت أَنك ستَتناول وجبة الفطور فِي منزل الخَدم"
تحدَث أبي وَهو يرتَشف مِن القهوة المُوضوعَة أمَامه بِإستغْراب فَأجبْته
"كَلا ، لَقد غَيرت رأيي الآنَ"
أَشاح بنظَره بعيدا ثُم أعاد النَظر إلي و قال
"يمْكنك الجلوس مَعَنا ، فَنحن سنُناقش مَعك أمرا عَلى أي حال"
اومَأت لَه و جلسْت في مَكَانِي المُعتاد
أَخذت ال'تاماغوياكي' مَع بعض الأرز المَطهُو على البخار ، فِي الواقع هَذا تقلِيدي
لاَبد و أن أمِي من إِختارت هَذا الإفطَار ، تُحب أي شيء أَن يكون لَه طابع تقليدي خاص عَلى عكس أبي فهو لايزال يُفضل القهوة وَ غيرها
"إِذن إيلومي هَل انت مُتحمس للذهاب لبُرج السماء؟"
"أعتَقد ذَلك"
"يَجب عليك أَن تتحمس ، لَدي مُفاجأة لَك عندَما تعود"
تَساءل الجمِيع عن ذَلك أما كيكيو رَفضت أن تنبِس بأي حرف مِن مَا خططت لَه
"ما الذِي يجدُر بي فِعله هناك؟"
تَوقف الجميع عن الأكل و أصْبحَت ملامحهم جدِية فاستغربت
ثُم تحدَثت أمي
"إِيلومي هَذا السؤال لا يَحتَاج أن تطرحه ، أَنت ستقاتل و تَقتل "
انخَفضت حدقَتاي نحو الأسفل وَ أنا أَشعر بشعور غريب .. لاَ أريد أن أَبتعد عَنهم
أَشعر و كأَنني مدلل حَقا بِالتفكير هكَذا ، أخذتُ نفسا عمِيقا ثُم اومأت لها
و أَكملت تناول فطُوري ثُم شربت المَاء ثُم ذهبت إِلى غرفتي وَ جلست على طَرف السرير
إِن عيد ميلادِي قريب حقا لابُد و أَن أمي تتَوقع مني حقا أَن أختار الكَعكة على الحلوى
خَرجت بعدها لأتمَشى في الحديقة ، لَقد مرت فتْرة طويلة حقا مُنذ أَن فعلتُ هذا
جَلست عَلى العشب القَصير و تأتي نَسمات خفيفة مِن الهواء تُحرك خصلات شعرِي
بَقيت أنظُر بهدوء عشوائِيا حتى شَعرت بحُضور هالة خَلفي
كَانَ أسانو
"عيد ميلادٍ سعيد إيلومي ساما"
"جَهزوا كعكة شوكولاتَة ، لاَ نية لِي في تناوُلها لكن إِقتراح أمي كَانَ لطيفا؟"
"سيدَة المَنزل طلبت هذا؟"
"أَجَل"
"أَنا أردت فَقط أن أَقول لَك ...عيد ميلاد سعيد"
"لاَ أحتفِل بأعياد المِيلادِ أمِي تقول إِنها تافهة"
"آه حَسنا و لَكن ألن تتنَاول كعكتَك؟"
"لاَ و علاوة عَلى ذلك سأرْحل بعد أسبوع مِن الآن"
جَلس أسانو بجانِبي بقلق ثُم تحدث
"إِلى أين؟"
"إِلى برج السماء"
اومَأ لِي ثُم تدَخلت تسوبوني مِن العدَم و طلبَت من أسانو مُتابعتها
-...-
يَسير ذلكُما الإثنان بَين أشجار المِلكية الوَاسعة ، بَعد الإبتعاد بِمسافة ملحوظة تَوقفت تسوبوني و تَكلمت ببرود
"إِن كنت تُحاول التودد لإِيلومي ساما فَلا أنصحُك.."
"إِذن أنتِ من كنتي دائِما تراقبِين"
"أَنت لاَ تعرف شيئْا ذَلك الفتى وُلد هكذا، فَارغا عدْواني و وحْشي مُنذ أن فتحت عينَاه للحياة"
"لاَ أحد يولَد بهذا الشَكل !"
"أسَانو عليك أَن تفهم ..
إِيلومي ساما لَيس أخاك الصغير الذِي مات !"
نهاية الفصل : 31
يتبع