تحتَ اسقُف الجِراح

By soolafa

10.1K 784 1K

بكيتُ و بكـَى وقُلنا متىَ ينتهيِ هـذا الأسىَ فردّ عليِ الهـوىَ ان لا حوُلـة ولا قوّة لنـا وانَ الحُب سيبقىَ... More

الفصلُ الثانـيِ|مـاقبل الحُب!
الفصلُ الثـالِث|تعاطيِ
الفصلُ الرابِع|تعرِفُه امـرأة
الفصلُ الخامِس|سـَانديِنيِ
الفصلُ السادِس|الشيطَان يرجوُا!
الفصلُ السابِع|مُثلث العِشق
الفصل الثامِن|لَن اُضيِعُكِ
الفصلُ التاسِع|لا سجائِر انتِ هُنَا
الفصل العاشِر|الرَقص بينَ الفُراق
الفصلُ الحاديِ عَشر|ذِكرَى تتجدّد
الفصلُ الثانيِ عَشر|بوُحيِ ليِ انا تغيّرت
الفصَل الثـالثِ عَشر|سأختٰارُك مِن جديِد
الفصِل الرابِع عَشر|عـوُدة المَاضيِ
الفصِل الخامِس عَشر|رائِحة جديِدة
الفصِل السادِس عَشر|غمـزَة و غَفلة

الفصِل الآوُل |مـابعدَ الحُب

2K 94 90
By soolafa

تحتَ أسقُف الجِرَاح|الفصِل الآوُل

لَم يعُد يفرِق مـعيِ شيـئاً
لاهيِ وَلا انـَا
لَا قهـوُتيِ ولا بلدتيِ
حـتىَ هُنداميِ أتّسخ
وهالاتيِ كُثِرت!
لا القـَمر اصبَح يغويِ للتأمُل
ولا قلبيِ بَات يُرحّب بأحد!
لَم تعُد هواياتيِ تفي بالغَرض
حـتىَ احَلاميِ فقدتُ لذّتُهَا
وساعات نوميِ الطويِلَة خسرتُهَا
كُنت بائِس امّـا الآن مُحطّم
زاد بؤسيِ
لازِلت وحيِد بعدمَا كـانت تُكمّلني
تحتَ اسقُف الجِراح انوُح
أنيِنيِ المكتوُم بات يصرُخ
علَّها تسمعني
لَا ردّ

~
نـيوُيوُرك
بتوقيِت الـ9:00Pmمـساءً
اجوَاء مُعتدِلـَة
~

هـوىَ اُنـثىَ فتّتُه حيّ
فَلا هيِ وفت بوعدِهَا ولا هـوَ بالذيِ خانُهَا!
لَا سبيِل مِن الفرَار عنهَا
إلا بـالموُت
حـبيبَة لقلبُه كـَانت و عزيزَة
صعَب فُراقهَا و الأصعَب انها خائِنـة!
خـانتُه حطّمت آخِرُه
بقايـَا صدرُه ادمتُهَا

يحضُر الَآن خُطبتِهَا مِن رجُلاً غـيرَهُ!
ينـظُر الىَ تحضيرَات الحـَفل بشروُد
واقِعُه خـالَف توقّعاتُه
هـدَم احلامُه
لَم يعهد نفسُه يوماً بموقف كـهذَا!
لطالمَا ظنّ انها مِن نصيبُه وحـدُه،فمَا اصعب الفُراق و اصعَب مِنه الخـيَانة
تأمّل بِهَا لكـِنهَا هـدمَت كُل ما تمنّاه بلمح البصَر!،صادتُه وحبستُه بِهَا ثُمَ تركتُه دوُنَ حتىَ ان تُحرِره مِن قيوُدهَا

كـَان رجُلاً يخَال فُقدانِهَا لكِنهُ عزيِز
لا يُذل نفسُه لأجـلُهَا!،بـَل لمحهَا تتغيّر تتبدّل فـَا تغيّر و تبدّلَ
هيِ لَن تتخلّص مِنه وهوَ يعرِف
فليسَ هوَ رجُلاً يُنسىَ ولا هيِ بالتيِ تَنسىَ!
يعرِف انهُ لن يُغيب عن بالُهَا للحـَظة
لِذَا هوَ يشعُر بقليِل مِن الرضىَ و يعرُض عنّ غضبُه الباقيِ

لمحُهَا تهبُط علىَ أرض القاعَة تُغلغل يدُهَا داخِل معصَم رجُلاً جديد غيرُه يُلقّب خطيِبُهَا و تُلقّب عروُستـَه
لمحهَُا تبتسِم للنـاظريِن
كـَان هوَ داخِل الحـشَد مُتخفّيِ
فلا يقـوىَ ان ينظُر بعينهَا كمَا هيِ!
غـيرَة اعتلتُه جـعلتُه يبتلِع ريقُه بنفـوُر
حـَاول بكامل قوّاه ان يتقزز مِن حضوُرهَا لكـِن
لكِنها عـفيِفَة وهوَ يشهَد لهـذَا
كـانت لا تسمح لهُ ان يمسّها بعُمق
يـشهَد علىَ استحيـاء قلبُهَا دائماً
تبتسِم بكُل حُب الآن،تهمِس بأُذن الرجُل شيئاً كـسرَ الرجُل السابِق
قهقه المُتلقيِ لهمسُهَا تحتَ مِقلتـيِه السوَداء
قـاتِمه نظراتُه و قلبُه آسوُد
خليلتُه مـعَ خليل آخـَر
غصّـة اجتاحتُه جاعِلتُه ينظُر الىَ الآرض ببروُد لثوانِ

آعَاد رأسُه يُحاول التشبُّع مِن ملامِحُهَا
ترتديِ فُستـان خفىَ عورتُهَا عـنهُ
آسـوُد قاتِم كـعينَاه مُرصّع بفص فضيِ بسيِط
مُنتفِخ مِن الأسفل
ترتديِ بخطوُبتهَا آسوُد!
تمنّىَ ان تعيِش سوَاد معَ هذا الرجُل مِثل لوُن فُستانهَا
تمنّىَ ان يرىَ هذا الرجُل سوَاد مِثل فُستانهَا!
ان يعيِش حالة سوُداويـِة تترُكه لا يراهَا بليلتهُم الآوُلىَ
نـزلَ بعيناه الىَ كعبُهَا الذيِ لم يُلاحظه غيرُه!
ترتديِ مـا اهداهَا إيـَاه بكُل تبجُّح
قبضَ علىَ قبضتُه واعتصرهَا
لهذِه الدرجَة!
لهذِه الدرجَة هيِ باذِخَه بكُرهِه
ترتديِه بأنـانيِة

ودّ انَ تعيِش تحتَ رعايتُه
أن يجعلَ عيناهَا الشهـَلاء الخضرَاء ترَاه فقط!
أن لا يمسّ فمُهَا الدائريِ عـِدىَ محوُر شفتُه
أن لَا يـرىَ فِتنة جسدُهَا عِدَاه
حنطيـَة كـَانت لذيِذَة تشبَه لـوُن التُرَاب البحريِ
بعـيوُن رقيِقَة واسِعَة خـضرَاء مُغمقّة
شعرَاً كمَا الخيِل طويِل
باذِخة الجمَال
لوُن خُصيلاتُهَا رماديِ غامِق مائِل الىَ البُنـيِ
تملِك عِرق هـنديِ امتلكتُه مِن والِدتُهَا
امَّا آباهَا أمريِكي الأصل
فلا تجانُس اجمَل مِن هذا التجانُس
ولا انتاج ملئ عينُه عِدىَ انتاجُهَا

"لـِنُبـارِك لـهُم يـَا أرنـوُلد..."

قرَع طبلَة اُذنـه صوُت صاحِبتُه التـيِ نقرّت علىَ يدُه
كـَانت عيناه عليِهَا يـرىَ تقدُّم الضيوُف للتمنّيِ لهُم بعيِشة هنيئة!
حوّل بصرُه الىَ أريانـا المُراعيِه لهُ بنظراتُهَا
كـَان يراهَا تنظُر بكُل حُزن ناحيتُه
جاعِلتُه يبتسِم بسُخريـَة
آهانتُه عشيقتُه لهذِه الدرجـَة
يالَ السُخرية
جعلتُه يحضُر خُطبتِهَا و يُبارِك لـهَا بكُل اعتياديـِة

بِلىَ اخرَاج صوُتاً مِنه
تقدّم و كُله حِقداً
جمّ غضبُه تربّصَ بقلبُه
كُل انـوَاع البغض و الغيِرة!،الإنتقَام و البروُد
جـَاف كـان
يتقدّم ببدلتُه السـوَداء و قميصُه الأسوُد برزانـَة
ليسَ و كأنهُ مُحطّم مقسوُم لأقسَام عديدَة
ليسَ و كأنَ عينَاه مُحمرّة حُزناً
وجوُم يعيِشه و هوَ يعيش بـِه
آعـَاد شُعيرَاتُه السوُداء الحالِكَة بنـفوُر كونهَا تعدّت جبهتُه
يرىَ نـظرَات النـسوُة عليِه
لكِن لا غـير تِلك التيِ سرقتُه!
حوُله الكـثير لكِنه اختارُهَا بكُل شغَف
تركَ الجميِع مِنهُن مُخلصَة و اُخرىَ مُهذّبة و ثانـيِة مُحِبَه
لكِنهُ اختـار خائِنَة!

*      *      *

هـَاهيِ تُشيِح بنظراتُها عـن الجميِع
عادَت عيناهَا لعيـنَاه مِن جديد!
رأتُه يمشيِ بغروُر كـعادتُه
يبدوُ انهُ آتـيِ لهَا
ألم تكسِر غروُره بـعَد!،ألم تكسِر نظرتُه هذِه بعد
شموُخه مـازالت ترَاه بهالتهُ هـذِه!
المُتكبِر القاسيِ
الغير مُبالي الجـادّ
انـهُ يأتيِ و كُلّه ثقـَة
نرجسيِ فقَط بعيناهَا

وقفَ اخيراً قبالتُهَا بحضوُرِه الطاغيِ
ارتبكَ جسدُهَا و قلبُهَا ارتجفْ
فَلم تعُد قادِرة علىَ لُقيـَاه
مـضىَ شهراً لم ترَاه و الآن تراه!
وليسَ بأي مكـان بل بموُقع خُطبتهَا
كـأنهُ يُذكّرهَا بِه مِن جديد
كأنهُ يأمُرها ان لا تنساه ولوُ لقليِل!
لبّىَ دعـوُة آباهَا لهُ بكُل تبجّح
لم يُراعيِ قلبُهَا المُتعلّق الىَ الآن!
أ مازال ذاتُ ذاتِه
عنيِد مُتجبّر؟

"مُبَارك لْكَ ولهَا..."

خـاطَب خطيبُهَا و تركهـَا حتىَ عيناه لم تُجادِل عيناهَا
حركتُه جعلتهَا تبتسِم بثُقل و شِبه أريحيِة!
فلا هوَ خاطبُهَا ولا عينـَاه حُطّت علىَ عيناهَا
أمَا صـوُته كـَان قد اعاد ضجيِج الذكريَات بصدرُهَا
اشعَل اِنارة المنزِل القديِم بقلبُهَا
البسَ عيوُن قلبُهَا نظّارة لتعوُد ترىَ ايَامُها مـعُه!
اذاقُهَا طعَم رفوُف الذكريَات
جعلها تشتم غصباً عن انفُها رائِحَة شتائُهم معاً
تعرِفُه و تعرِف قسوُتـه الدائِمَة
اسلوُبه الإنتقاميِ و جبروُتـه اللامُتناهيِ
ثـلَاث اعوَام قضتُها مـعُه انها تعرِفه!

"شـُكراً لكَ سيّد أرنـوُلد...."

مـَاذا عَن اسمُه؟
نطقَ خطيبُهَا بـأسم حبيبُهَا السابِق
يشكُره بكُل امتنَان
انهَا تعرِف تأثيِر اسمُه علىَ كيانُهَا
تعرِف مِقدار تخلُّف عقلُهَا بأسمُه
يختل توازُنها بمُجرّد سيرتُه
اسماً اذا نطقُه احداً امامُهَا يشلّ املُهَا
اسماً لَم ترىَ كمِثلُه آثر بقلبُهَا!
يشِل اجزَاء قلبُهَا بذكرُه

"كُل الرُحْب..."

اجـَابُه ثُمَ نـوىَ الإستدَارة مُصدّ عـنهَا وعَن رفيقُهَا
لكِنَ صـوُت الذكَر بجانِبُهَا مـنعُه
رفعَ انامِلُه يُلامِس ارنبَة انفُه بحركَة معهوُده مِنه
لاحظتُهَا هـيِ مُنتبِهه!
يفعلُهَا بأوقَات عَدم تحمُّله للذيِ يحدُث
يفعلُهَا بوقت انفعالُه
استدَار مُتدارِك امرُه سارِق نـظرة لعينُهَا
نـظرة جعلتهَا تُشيح عـَن عينُه بتلقائيِة غريِبَة

"غـداً سيكُن هُنـَاك احِتفالاً بسيِط بيِن العائلة و الاصدقَاء بمُناسبَة خـطوُبتيِ بأجمَل امـرأة،هـَل تأتيِ؟..."

لَم يكُن يصُب تركيِزُه علىَ حديثُه
جُل اهتمامُه جـال علىَ يدُه التيِ احاطَت انحنَاء خصرُهَا
كـاد انّ يظُن انهُ يُغيظه لكِن هذَا الذكَر لا يعرِف بأمر عِلاقتُهم سابقاً!
لا آمر ابشع مِن هذا الأمر الآن
يتغزّل بأُنـثَاء و يعبث بجسدُهَا امامُه
رفعَ بمقلتيِه اليـِه ثُمَ تبسّم بأصفرَار مُهمهم لـهُ
يُلاحظ نظرَاتها المصدوُمَة مِن عَرض خطيبُهَا لـهُ
فلا ودّ لها لرؤيـَاه مرةً اُخرىَ
يُبعثرهَا بعدَما كانت تُرتّب ذاتُهَا
يُقلص المساحَة التيِ تصنعُها بكُل مرّة!

"لِمَا لَا!،حـسناً...."

تعمّد ان يقبَل رُغمَ قرفُه
تعمّد جعلُهَا ترتبِك لحضوُره!
يُحِب فكرَة انـهُ سيزيِد صعوُبة الفُراق عليهُم
يُفكّر بِهَا فقط تارِك ذاتُه
يُحاول بكُل الطرُق ان لا تنـسَاه
فِكرة انها معَ رجُل آخر لا تركب بعقلِه
هذَت شيـئ يُبغضه يُتعِبه
نُسيانُهَا صـعَب عليِه

تركَ بسمـَة آخـيِرة ثُمَ غـادر
تركُهَا تنـظُر الىَ ظهرُه بتبصُص
تـراهُ يُغادر القاعـَة بشكِل كـامِل لا مُحيطها
تنهّدت براحـَة وهيِ تُعيد النـظر إلىَ البشر حولهَا
اختنقت مِن الجميِع هُنَا
كَرهت وجوُدها بين هؤلاء
تُريد فقط ان تنخفض هذِه البلبلَة مِن رأسُها
تُريد راحَة لا نهائيِة بصدرُهَا

"سـأذهَب لدوُرة المـِيَاه يـَا لِيوُ...."

نـدهت علىَ خطيبُهَا ببسمَة تهمِس لـهُ
جعلتُه ينظُر بحاجِب معقوُد
فلَا اُنـثىَ تطلُب دورة الميَاة بوقتاً مِثل هـذَا
اومـأ لـهَا ثُمَ حرّرها مِن قبضتُه التيِ تحوُم حوَل خصرُهَا
تحرّكت هـيِ مُبتسِمَة حتىَ اختفت داخِل هذا الحـشَد
بكُل سُرعَة دلفت مُغلقه علىَ نفسُهَا بـاب دوُرة المـيَاة
اخذت شهيقاً و زفيراً
قلبُهَا تبدلّ حيِن رؤيـَاه
دعكت جبينُهَا بغَضب
مُستصعِبه فِكرة انهُ عاد يؤثر بِهَا
أبلاهَا بلُقياه
أبلاهَا بعوُدته
أبلاهَا بِه
أبلاها بقدوُمَه
ليتُه لم يأتيِ ليتُه ذهَب!

وقتاً مـضىَ لم يتعدّىَ الخمس دقائِق
كـانَ هذا الوقت كفيِل بجعلُها تهدأ
غـادرت قدميِهَا دوُرة المـيَاة بعدمَا القت نـظرة خاطفَة علىَ نفسُهَا بهذِه المرآه الكبيِرة
رآت ملامِحُها جميِلَة مُهندمَه عكس قلبُهَا
توقّفت عن السيِر فجـأة حيِن رأت مخرج القاعَة!
غواهَا شيطانُهَا
تذكّرته حيِنَ خـرج!
هـل تخرُج و تُلقّنه درساً؟
أم تصمُت و تُكمِل يوُمهَا
نـظرت بأرجَاء القاعَة ترىَ الجميِع مُلتهيِ
زاد اغوائُهَا لِذَا تحرّكت بكعبُهَا المُهدىَ مِنه
تحرّكت الىَ الخارِج بتعابيِر قاتِمَة


هـَاهوُ امامُهَا يقِف
يُدخّن! يمسِك سيجَارة و يفرِغ مابِه بِهَا
رآتُه يُعطيها ظهرُه الواسِع
تأملتُه معَ خلفيِة القـمَر لوقتاً قليِل
نـظرت حوُلهَا بعدهَا
تتأكدّ هَل مِن احد يراهَا!
عيباً ان تكُن معَ رجُلاً غير خطيبُهَا الآن
لكِن لحُسن حظُّها لا آحد بالجِوَار عِداه

"هـَل حـَانَ دوُره لتـخوُنيِه؟..."

عُقدة تربّصت بحاجِباها
انُه يعرِف بوجوُدهَا بسبب صوُت كعبُهَا
ارتحَف قلبُهَا بسبب مـاقالُه
لكِنها تشجّعت وتقدّمت مِنه بغضب
تُحاول افرَاغ كُل مـا حدث بهذِه اللحظَة
ادارُته لهَا بِعُنف تحتَ استسلامُه لهَا
بسمَة خفيفه تربّصت شفتُه حيِن رآى انفعالُهَا
رآى حبيبتُه القديِمَة غاضِبَة مِنه

"اقلّ شيـئ لا تخوُنيِه معَ الذيِ خُنتيِه قبلاً!...."

يتعمّد اغضابُهَا
يتعمّد كـسرُهَا بكُل مرّة
نبرتُه التيِ نطقَت بهـذا الحديِث كـَانت لاذِعه ساخِره!
لا يُحِب ان يؤذيِهَا لكِنهَا أذتهْ
تـركتُه بينَ الجمَاعة وحيِد
تركتُه يعتَاد عليهَا ثُمَ غادرتُه بلىَ رحمَة
لم تُغادر وحسب بَل باتت تتزوّج امَامُه بكُل تبجَُح
لِذَا هوَ سيُذيقها مرَار الفُراق قليلاً
علّهَا تعرِف مقدَار ألمـُه

امّـَا عنهَا فـَا تنظُر بريبـَة لهُ
تُحـَاول ان توصِل لهُ شيـئاً عجـزتَ توصِلُه
إنـهَا مُتألِمَه بسببُه لكِنهُ لا يُدرك هذَا!
يُفكّر بنفسُه فقط
هـذَا كُل مـا يجرحُهَا دوماً انهُ يُحب نفسُه
لا يفقَه بِهَا
عِلاقتُهم كـانت سامّة جداً

"مـالذيِ آتىَ بِك إلىَ هُنَا،هـَل أنتَ عديِم كـرَامة لتأتيِ حاضِراً مراسِم خطوُبـَة حبيبتُكَ السـَابقَة؟...."

ليتُهَا تعرِف كـيفَ كسرت قلبُه بحديثُهَا!
وضعَ عينُه بعيِنهَا بتناظُر بصريِ
طُغيَان عيناه دائماً ينتصِر عليِهَا
نُقطة ضعفهَا الأزليِه مقلتـَاه
يمتلِك اجفَان سليِطَة و رموُش مُنخفِضَة بحِدّة
رُغمَ عدم اتسّاع عيناه إلا انـهَا جميِلَة
تُعطي انطبَاع الرجُل الخطِر
عـينَاه تتحدث دائماً وهيِ تعرِفُه اكثر مِن اي شيـئ
انهُ حبيبُهَا السابِق!

"ليسَ تـلبيِه لدعوُتكِ انمَا تذكيراً لدنائتُكِ..."

لاحظ ملامِحُها تنخرِع بحُزن
لاحظُهَا تتراجع خطوُة دوُنَ دِرايه مِنهَا
ردّة فِعلُها أكّدت لـهُ انهَا جُرحت مِن حديثُه كمَا جُرح قبل قليِل!
انهُ يُحِب اذاقَة مايذوُقه لغيرُه!
يُحِب آخذ حقُّه مهمَا كـان مَن امامُه
نفسُه أهم
ليسَ انانـيِة إنمَا حقّانـيِة!

"جـَارنيِت...."

نِداظ قـاطَع حديثُهم العنيِف
صدىَ صوُت خطيبُهَا الذيِ ينظُر بريبـِة
يقِف عِندَ البوّابـَة بحاجِب مرفوُع
خطيِبتُه قالت لهُ ستذهَب لدوُرة المـيَاة
ثُمَ رآهَا تقِف خارِجاً معَ رجُلاً غـيرُه
بـَان الشكّ حليفُه بسبب ارتباكُهَا الواضِح حيِنَ نظر لهَا

امّـَا أرنـوُلد فَا نـظر لهذَا الموُقف الغبيِ
لا ينكُر انهُ خـال عليِهَا مِن شكوُك الحاضريِن هُنَا
لِذَا هوَ بكُل سُرعَة و تكتيِك ذكيِ
حـشَر السيِجَارة بكفُّه الأيمَن مُتعمّد حَرق ذاتُه
أنَّ بألم مُتيِح لهُم النـظر لهُ
فعـَل فِعلتُه ليُخلّصهَا مِن امرُهَا هـذَا
انحنَى ظهرُه قليلاً بسبب ألم الحـرق جاعِلُهَا تنظر بصدمَة
فهِمت مايحدُث!
فهِمت موقِفُه الإنقاذيِ الذيِ أثبت لهَا مشاعِرُه الثابِتَه

"هـَل أنتَ بخيِر يـَا أرنـوُلد؟...."

تحدّثَ خطيبُهَا لـيوُ وهوَ يقترِب مِنهُ بقلق
نـظرَ لكفُّه يرىَ حرقاً دائريِ مما جعلُه يُفسّر الحادِثَه بعقلُه
هيِ نـظرَت إلىَ أرنوُلد بكُل قلق تُحاول اعانتُه لكِن لا يجوُز لمسُه الآن
لعقَت شفتُهَا تسرُق النظر لعيناه البارِدة
رأتُه يُعطيها نظرَة سريعَة حيِنَ ليوُ هبط يُمسك يدُه
وكأنهُ يقوُل لها اننيِ لا زِلن بِك اعيِش
امَّا انتِ خائِنَة!

"حرقاً بـسيِط بسبب السيِجَارة أعانتتيِ عـليِهُ جـَارنيِت...."

حدّثُه أرنـوُلد ببروُد وهـوَ يبعِد يدُه
هـمهمَ المُتلقّيِ ومازال ينظُر للحَرق،
اتَاح لهُم النـظَر لوقت اطوُل داخِل عيوُن بعضهُم
قُطع التواصُل البصريِ مِن قبلُه
يتمعّن اكثَر فيترُك شتاتُ امرُه لهَا!
الأفضل تركَ عيناهَا دائماً

"يُمكِنكُم الذهَاب الحـضوُر ينتظروُنـكُم...."

مرةً اُخـرىَ نـبَس هوَ يُشير لبوّابة القاعَة حتىَ يدلفوُا
اومـَأ لهُ ليـوُ مُمسِك يدّ الواقِفَة
نظرةَ خاطِفَة اخذُها علىَ يديهُم
ثُمَ ازَاح بصرُه نهائياً عنـهُ مُستديِر
كأنهُ يكُف عن تعذيِب ذاتُه بهذِه المنـاظِر

"ألـن تـأتيِ؟..."

تـسائَل ليـوُ إلىَ الواقِف بكُل شِدّه
بـالكَاد يمسِك نفسُه!حتىَ لا يغتلُّه
انـهُ مُضطرب الآن كلِمَة اُخرىَ و سينقض
هيِ لَاحظت،جـارنيِت تعرِفُه كثيراً
لِذَا مسكت كِتف ليـوُ وهيِ تهِز رأسُهَا كـعلامَة علىَ الدلوُف
انصَاع لها الأخر ماسِكُهَا داخليِن الىَ القاعَة
نظرَة اخيرَه كـانت صادِره مِنهَا
نٌظرَة مليئَة بتفاصيِل ليتُه رآهَا!
كـان يُعطيها ظهرُه لِذَا...

~
‏11:00Pmمـساءً
اجوَاء بـارِدَة
~

عـَاد مُحمّلاً بهماً لا ينـزَاح
ألماً يفتُك يسَار صدرُه بسبب مـا رآه!
يوماً لَن ينسَاه بحياتُه،يُخلّد بـذِكرَاه
عـَانق ذاتُه و جلَس علىَ سريرُه المُبعثْر

غُرفتـُه كـَانت مُبعثـَرة جداً
هُنَا ملابِس و هُنَا كُتب!تحتَ السريِر قِطط عديدَة
وفوق المنضدة حوُض سمـَك
وحيِد هوَ بعدُهَا!
حدّق فوُق السَقف راسِمهَا بذاكِرتُه
لأوُل مـرَة يذوُق معنىَ الفُقد!
فقدُهَا كثيراً وتعِب بعدهَا
رُغمَ انَ نهاياتهُم كانت خِيانة
إلا انَ عقلُه لا يستوُعِب ذلِك
بل بكُل مرّة يندُب علىَ رحيلُهَا

إستقَام بعدَ مُدّة خالِع قميِصُه الأسوُد
رماه ارضاً مُتقدّم إلىَ خزانتُه مُخرِج ثياباً مُريِحَة
بقىَ بعُريـِّه ينظُر الىَ زاويِة مُعيّنـَة
تحتَ صدرُه المُلطّخ بوشَماً حريق لا ينطفِئ!
نـظَر الىَ المرآه مُزيح ذاتُه قليلاً
اخذَ نفساً عميقاً حيِنَ لمحَ وشماً يخُصّهَا وحدُهَا!
رآىَ مـا وشمتُه هيِ قبَل سنـَة مِن الآن
هيِ مَن استعملت آلـَة الوشوُم ووشمت لهُ رُغم جهلُهَا
رسَمت علىَ بدنُه مُستطيِل فارِغ
يذكُر انها قالَت لهُ ببسمَة خفيِفَة وقتُهَا
هذَا حُجر حُبيِ لكَ!

"حـقيِرة...."

همسَ مِن خلف قلبُه حيِنَ وميِض الماضيِ آتاهُ
ارتدىَ كنـزَة سوُدَاء معَ بِنطَال بيجيِ ثُمَ هبط حيثُ المنزِل اسفلاً
يعيِش مـعَ والِدُه الأجـوُديِ و اُمه
يملِك شقيِقَة بائِعَة هـوىَ لا يُدانيِهَا
هوَ وهيِ فقط لا إخـوُة ايضاً

"أرنـوُلد..."

همساً دلفَ الىَ اُذنـه
اُمـه المُناديِه عـليِه بحنّيـِة جعلتُه يكبِس علىَ شفتُه
خلفَ نـبرتِهَا شفقَة و حُزناً عليِه
تعرِف بقّصتُه مـعَ عشيقتُه الخائِنَة

"لِمَا مـا زِلتِ مُستيقظَة؟..."

جفافُه و ردُّه البارِد كـان مُعتاد عـليِه بينَ افراد اُسرتُه
اقترَبت والِدتُه التيِ كـانت ترتديِ روباً بُنـيِ يُدفيهَا
تُلقّب بـ أميليَا
يُحِبها جداً،إنـهَا شيئ جـوهريِ
تتصّف بصفَات ناعِمَة رُغمَ كُثرة تجاعيدهَا
سميِنَة قليلاً قصيِرة بشعراً بُنـيِ تصبُغَه حتىَ لا يتضح الشيب عليِه

"أنتـظِرُكَ يـَا بُنيِ...."

لَم يعهد ذاتُه ضعيفاً يوماً مِثل هذَا اليوُم
تقدّم بأرتجَاج واقِف امامُهَا مُغطيها بالكامِل
طويِل كـَان شاحِب الوجهُ
شعرُه أملَس يقع علىَ جبينُه ببعض الأحـيَان
يملِك عـضَل اكتسبُه مِن الرياضَة
لحيتُه ناميِة الآن رُغمَ انهُ املَط
لكِن الفُراق ترُكه يهمِل ذاتُه

منحهـَا عِناق كـَان بحاجتُه
شعَر بيداهَا تُلملِمُه بعدمَا جـارنيِت فتتُه
احَاطتُه و نظّمت بقايَاه بيدَاها الحـنوُنَه
رُغمَ انها تصِل الىَ صدرُه إلا انهَا قدرة ان تُحيطُه
فَلا عُناق بعدَ عِناق والِدتُه ولا حنَان مِثلُهَا

"قُلت لـكَ لا تذهَب..."

ليتُه صغـىَ لأوامِرُها قبلَ ذهابُه
ذهابُه حرّق اخِر حطبَة بصدرُه

*     *     *

امّـا هوَُ
كـان الجُزء المتروُك بكُل الأوقَات،لا يدّ تمسِك بِه دائِماً متروُك وحيِد،بينَ الجمع هوَُ المُفرد!،وبينَ المُثنّىَ هوَ المُفرد،عِندَ اطرَاف القِصـة يظهُر و آواخِر الروايـَة يكوُن شخصيِة ثانويِه عابِرة،سبيلُه دائماً يُغلق بوجـهُه،يقِف علىَ الأطلَال تارَة و اُخرىَ يسحق هذِه الأطلَال،لَم يقع بالحُب ابداً،إلا مرّة واحِدة و كـانت فاشِلَة فهيِ تركتُه لوحدُه كـما كـَان،يصِف نفسُه دائماً انهُ شخصيَّة عابِرة تمُر و تضُّر!،لا تمُر دوُن ضرر و ضِرَار،يأخُذ ونادِراً مـا يُعطيِ،يُحِب نفسُه دائماً و يُفضلها علىَ الجميِع،بنـظرُه هوَ ثُمَ الباقيِ،لَا أحد باقيِ ولا أحد سيُعطيِ،إن فقدت نفسُكَ فقدت الجميِع و إن فقدتُهم فـا نفسُكَ باقيِة،يُحِب القهـوَة المُرّة السوُدَاء كمَا يُحِب الأسمَاك الصغيِرة،كـان يطمح ان يكُن صيّاد لكِن الدُنيَا لم تُعطيه ما تمنّىَ كوُنه أصبَح يعمَل لاعِب كُرة قدم بأحد النواديِ المشهوُر،يقُص دائماً علَى نفسُه قِصص الأُدبَاء الغير معروُفييِن،يـرىَ ذاتُه بِهُم،يُحِب الفلسفـَة و الآداب اللغوُيـِة،يقرأ دائِماً بهـاتِفُه،امّا عن الكِتب الورقية كـَام لا يُفضّلها عَن الإلكتروُنـية!،غريِب طِباعُه،يبلُغ مِن العُمر عتّياً!،ليسَ رقماً بل تعباً،بلغَ سِنّه الرقميِ ثلاثيِن عاماً أمَا العقليِ تجاوُز الثمانوُن.



امّـَا هـيِ
واحِدَة فـريِدَة تُحِب الجـرَائِد القديِمـَة بشكِل كـبيِر،اِحد جُدران غُرفتهَا مُمتلئ بجميِع الجرائِد،طموُحـَة ترىَ بذاتُهَا نجـَاح باهِر!،لا تعيِش مـعَ احداً مِن اهـلُهَا،والِديهَا يعيِشان انفِصَال مُنذ ان كـَانت طِفلَة وهيِ وحيدتهُم،اُمهَا بمنزِل و والِدُهَا بمنـزِل!،لَم تختر واحِداً مِنهُم اختـارت الوِحدَة،فَلا هيِ بالتـيِ تُحِب امرأة والِدُها الذيِ تزوُجهَا عن قريِب و يعيِش معهَا وليست بمُحِبة البقَاء معَ والِدتُهَا دوُنَ آبَاها،حسّاسـة بشكلاً واضِح تدمَع بسُرعَة لشِدة رِقّتُهَا و هشاشـتُهَا،لا تُخفي حُزنهّا ابداً،تُراعي فِكرة انَّ الكُتمَان ضرر علىَ صحّتُهَا النفسيِه و البدنـيِة،إنهَا تعشق الإهتمَام الصحّيِ،اُنـثىَ نباتـيِة لا تأكُل اللحوُم وباقيِ الطعـَام الغير صحّيِ،ترىَ أنَ العِتَاب بيَن المُحبّيِن يُزيدهم حُباً لِذَا كـانت تُعاتِب مَن تُحِب!،علىَ وجهُهَا يظهُر كُل مـا يُريده الذيِ امامُهَا،شفّافـة بشكلاً كـبيِر واضِحَة قليلَة الصرَاحة!،يُمكن النـيل مِن قلبُهَا بشكِل سريِع،الإهتمَام الزائِد و التركيِز بتفاصيلُهَا يجعلَ مِنها تُحِب المُقدم لها هـذَا،تُعطي ثقتُهَا للذيِ يستحق ولا تـبخَل علىَ احداً مهمَا كـان!،كـانت بمقدَارُهَا ان تُفضّل الذيِ تهوَاه عن نفسُهَا!،إنهَا عازِفَة بيانـوُ تخرّجت مِن كُليِة الفنوُن قبلَ ثلاث سنوَات،بلَغت الرابِعَه و العِشروُن سناً






انتهـى

عساها بداية خيِر علينا"

Continue Reading

You'll Also Like

191K 7.2K 25
𝐖𝐡𝐞𝐧 𝐭𝐡𝐢𝐧𝐠𝐬 𝐭𝐚𝐤𝐞 𝐚𝐧 𝐢𝐧𝐭𝐞𝐫𝐞𝐬𝐭𝐢𝐧𝐠 𝐭𝐮𝐫𝐧 𝐚𝐟𝐭𝐞𝐫 𝐣𝐢𝐦𝐢𝐧𝐬 𝐧𝐞𝐰 𝐫𝐨𝐨𝐦𝐦𝐚𝐭𝐞 𝐟𝐢𝐧𝐝𝐬 𝐡𝐢𝐬 ...
3.8M 158K 62
The story of Abeer Singh Rathore and Chandni Sharma continue.............. when Destiny bond two strangers in holy bond accidentally ❣️ Cover credit...
1.7K 60 9
CHARLES WEASLEY X READER "I love you." The words had tumbled out before you'd had time to completely prepare them...
3.2K 81 4
yandere all of us are dead x male reader face claim: Kim Seungmin there arent many stories I've read with male reader x aouad so I thought I would m...