تشير الساعة إلى 2:30 مساءا، كان بني الشعر ذو الضمادات نائما على السرير من شدة تعب اليوم السابق.
لكن لم يكن يشعر بالراحة إذ أنه شعر بثقل على بطنه وشيء يحيط خصره، ظنه القط مجهول الإسم للآن نائما فوقه أو الكلب الذي إن وجده نائما حقا فوقه فسيقتله...
نهض ببطء وسط الظلام الدامس بالغرفة المتوسطة، مرر يده على جسده أولا نحو خصره متحسسا ما مصدر هذا الثقل حتى لمس فرو شعر.
ليس فرو حيوان أليف بل شعر تشويا الذي هو الأخير كان نائما وهو يشخر بينما يعانق خصر دازاي وكأنه وسادته.
"تشيبي تشان..."
حاول إبعاده لكن دون فائدة حقا، تشويا ملتصق بالغراء مع أنه في نومته السابعة.
تنهد باستسلام وعاد للاستلقاء لإكمال نومه لكن النعاس طار لذلك بقي يحدق في السقف غارقا في أفكاره المظلمة ثم بدأت ذكريات تتوافد إلى ذهنه جعلته يعتقد أنه يحتضر أو أليس الشخص الذي يحتضر يمر عليه سيناريو ماضيه؟
"مهلا..."
نظر إلى ذراعه اليسرى، التي من المفترض أنها مكسورة لكن كانت بخير تماما الآن، تؤلم عند الضغط الشديد لها فحسب.
"تبقت... ثلاثة أيام...؟"
رمش بني الشعر عدة مرات، مر الشهر بلمح البصر، لم يشعر بالوقت لكن تلك الذكريات التي صنعها كانت حلوة للغاية.
[ اي هو ما يحس بس الكاتبة اعاني من شهر ابريل 🤌🏻 ]
أغمض عينيه ثم أدرك شيئا، لعل تشويا يعانقه الآن لأنه لن يستطيع ذلك بعد 3 أيام صحيح؟
شعر بشيء دافئ يختلج صدره وينفض العتمة التي حول قلبه، شعر أنه مرغوب به، شخص ما يريد وجوده وهذا أراحه.
"تشيبي تشان يجيد اللعب بمشاعري..."
بعد ساعتين أضافيتان، استيقظ تشويا من سباته وقد فتح كل الستائر ليدخل الضوء للشقة.
"يا لها من راحة!! النوم هكذا بعد جهد طويل!!"
"تبدو نشيطا تشيبي تشان~"
"بالطبع!! لدي الكثير لأقوم به أيضا!!"
كان الأصهب متحمسا دون شك لهذا اليوم؛ يريد الخروج ويريد تناول طعام فاخر ونبيذ فاخر عتيق وأشياء كهذه لكن...
ابتسم دازاي بسادية.
"للأسف لن تفعل... لأنك مازلتَ خادمي~"
"ماذا!؟ مهلا هذا صحيح لكن ذراعك بخير كما أرى!! لم تشتكي منها أبدا اليوم و البارحة!! بل لم تعد تضع الجبيرة!!"
"ونحن اتفقنا على 31 يوما كاملا~ وأيضا ذراعي لم تتعافى بشكل كلي :("
"أيها الذئب الماكر..."
"أنا ثعلب وليست ذئبا يخسر أمام كلب~"
"لا فرق!! 💢"
ضحك بني الشعر بخفة ثم نهض من مكانه.
"لدي أمر لك~"
"أبشرني...؟"
"أريدك... أن تعاملني كأغلى شخص لديك في حياتك"
إنصَدَم تشويا تماما، ظن أن شريكه سيطلب منه خدمته مجددا أو تدليله وربما زي الخادمة التي لم نره أبدا بالرواية ولن تروه.
"مـ-معاملتك كأغلى شخص لدي؟؟"
"نعم... مثلما كنتَ تعامل الخرفان"
ارتبك الأصهب وأول سؤال طَرَحه على نفسه كان؛ "أليست معاملتي الحالية له كافية لإثبات أنه من أغلى الناس على قلبي؟".
من المخطئ؟ تشويا الذي لا يعرف كيف يعبر عن محبته حقا أو دازاي الذي لا يفهم المشاعر كما ينبغي؟
"هـ-هذا كل شيء؟؟"
"اممم... للآن!"
حك تشويا أسفل عنقه ببعض الحيرة ثم قال بحزم.
"حسنا إذا... لك هذا!"
لمعت عينا دازاي وبدى كقط متحمس لرؤية صاحبه يلعب معه.
"ياتا~!"
"يا لك من طفل..."
"إذا؟؟"
أقترب تشويا من دازاي فجأة وأمسك بوجنتيه، ما زاد صدمة دازاي هو نزع الأصهب لضمادة وجهه كليا.
"ما هذا...؟"
نظر باستغراب واضح.
أخذ تشويا نفسا عميقا وهمس لنفسه "سأكون صادقا أكثر".
"أرى أنك أكثر جمالا حين تكون على طبيعتك دون تلك الضمادة الغبية التي تخفي بها شخصيتك الحقيقية وجروحك طوال الوقت"
"مـ-ماذا؟..."
"بالرغم من توبيخاتي المستمرة لك إلا أنني قلق طوال الوقت عليك أيها النكرة"
"لماذا تقوم بمدحي وشتمي بنفس الوقت؟..."
"مع أنك قمامة يحوم حولها الذباب بسبب رائحة تعفن الدماء إلا أنك قمامة قابلة لتكون محبوبا"
"تشويا..."
"كل قطرة دماء تسيل من الجروح التي تتسبب بها لنفسك تعادل القهر الذي أشعر به لأنني لم أوقفك بالوقت المناسب"
"توقـ--"
"لا أراك كصديقي فحسب بل كأخ غبي!!"
"تشو--"
"أنا أخوك الأكبر حتى لو كنتَ عمود إنارة وأنا بطور النمو!!"
"هذا يكفي..."
كان وجه دازاي أحمرا بالفعل وهو يحاول الحفاظ على تلك الابتسامة للسخرية لكن لم تعد للسخرية حقا.
ضحك تشويا بخفة ثم شد وجنة دازاي بقوة.
"أنت ضعيف للغاية أمام الحقيقة أليس كذلك؟"
"اوي لا تعامل سيدك بهذه الوقاحة..."
أبعد بني الشعر يد تشويا عن وجنته ثم حول حدقتيه إلى أسفل اليسار وقال..
"تشويا، أنت مرآتي"
"مرأتك؟!"
"My "mirror"! not my "woman" you sold!!!"
"اوه- تابع..."
نظف حلقه جيدا ثم نظر إليه بعينيه وأردف قائلا.
"أنت تعكس ما بداخلي... حين أكون غاضبا تكون غاضبا أيضا.. أنت تعبر عن ما أشعر به وترده إلي... توريني كيف أعبر عن غضبي... عن ألمي وعن سعادتي... تعلمت الكثير منك، مع أنها أشياء غريبة للغاية"
"تعني أني غريب أطوار...؟"
"بالضبط~ شكرا لأنك تفهم بسرعة"
"اوي...💢"
ضحك دازاي بخفة وربت على رأس تشويا وكأنه يربت على جرو صغير.
"تذكرني بكتاب قرأته~ حيث أن الخادم يدعى سيباستيان والسيد شيل!"
"همم..؟ تقصد أنني سيباستيان؟"
"بالضبط~ و أنا أكون أثرى نبيل شيل فانتوموهايف~"
"أين سمعت هذا من قبل...؟ تلقيت ديجافو"
"أنا أيضا..."
حدقا ببعضهما قليلا ثم بدأ بالضحك.
بعد ذلك؛ جعل (أجبر) دازاي خادمه المخلص يرتدي قميص عليه "خادمه←" بينما دازاي يرتدي قميص "→مالكه".
"اوه مرحبا!! هل اشتاق أخي الصغـ-"
شهق الأشقر ذو الضفيرة شهقة سحبت كل اكسجين الشقة حين رأى ذلك القميص وفوق هذا كانا يلعبان أمام التلفاز يرقصان احد الرقصات الثنائية (أمر من دازاي لكنه ممتع).
"اوه ني سان! ماذا أتى بك؟"
"د... د... د..."
"د..؟"
"دا...دا..."
قاطعه دازاي بحماس.
"دازاي اوسامو أوسم شاب؟!"
"دازاي أيها السافل!! 💢💢💢"
غضب فيرلين تماما إذ وصل ذروته وبدأ بالركض خلف دازاي بسكين بينما القط يموئ بالزاوية طالبا وقتا للنوم و الجرو تحت الأريكة يراقب بصمت بينما تشويا يشاهد أيضا بصمت.
"هل تعبت~؟"
أخرج دازاي لسانه باستفزاز لفيرلين وقد كان يختبئ خلف تشويا الذي يأكل الدجاج المقلي.
"سأقتلك حتما..."
توعد فيرلين لبني الشعر بالويل والمنية ثم غادر الشقة عبر النافذة وكأنهم لا يملكون بابا.
"بالمناسبة، لم أرَ آكوتاغاوا هذه الأيام، أين هو؟"
"حصلت على ديجافو آخرى حين قلتَ اين هو... لعله في مهمة ما~"
"اوي اعتني بابنك قليلا"
"ابني...؟"
نهض تشويا لإغلاق النافذة لكنه فجأة قفز من مكانه وهو يصرخ بهستيرية.
اختنق دازاي بالدجاج من الصدمة ونظر له ببعض العصبية.
"لماذا صرخت؟؟ هل رأيتَ حشرة؟!"
أشار تشويا إلى النافذة..
"بـ-بل..."
التفت دازاي إلى النافذة وقد تصنم مكانه، كان آكوتاغاوا ملتصقا بالنافذة مثل أخطبوط بحوض سمك.
تنهد دازاي مطولا ثم فتح النافذة وحمل آكوتاغاوا للداخل ثم رفع أحد حاجبيه.
"ما الذي تفعله هنا آكوتاغاوا...؟"
"جئت فقط لرؤية دازاي سان دون ضمادة...✨"
"سأصفعك"
أمسك تشويا بدازاي بصعوبة لكي لا يصفع الصغير الذي كان مستعدا نفسيا وجسديا ليستقبل تلك الصفعة.
مختلون؟
جميعا، نعم، حتى أنا و أنتم.
"أ-أخبرني الزعيم أن اوصل له كلماته أيضا..."
نطق آكوتاغاوا حين هدأ دازاي أخيرا وجلس على الأريكة.
"اوه؟ ما هي؟"
"ا-احم... دازاي كن~ سعيد لأن ذراعك تعافت أخيرا، إليك 3 أيام أخرى قبل العودة إلى العمل، لا تغضب كثيرا ولا تحاول كسر ذراعك الثانية أو سأخذ تشويا كن... النهاية"
"سأصفعك الآن وإذهب إليه ورد الصفعة"
"هـ-هيه؟.."
أنفجر تشويا ضاحكا ونظر إلى دازاي بابتسامة النصر.
"الزعيم يعرف أنك قد تعافيت الآن~!"
"لا لم أفعل~! مازلت تألمني!"
"متى؟! حين تحك مؤخرتك؟!"
"لا يهم كيف تحكني مؤخرتي حين تألمني يدي"
ظل سوكوكو يتحاوران حوارا محترما للغاية أمام الصغير آكوتاغاوا الذي ينظر إليهما ببعض الصدمة.
مر ذلك اليوم على خير إذ نام دازاي وتشويا سويا في غرفة المعيشة بعد سهرة فلم مقتبس من حادثة في مافيا الميناء.
يتبع...♡
[ الفصل قصير أدري والله ما عندي وقت كافي للكتابة مع الدراسة والضغط حقها مو لاقية وقت أعتني به بنفسي حتى و أنا أدرس من 8 حتى 4 و ارجع أذاكر حتى 9 و أنام متعبة للغاية، أتمنى تتفهموا 💘 ]