Alpha's Sin

By Amira_aj_

529K 39.9K 25.8K

أنتَ الآن في عام 2070 . حيث التطور الذي طرأ على المُجتمعات ، لتختلط الاجناس والمخلوقات فبعد إن كان شائع بأن... More

المُقدمة
الشخصيات
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17
Chapter 18
Chapter 20
Chapter 21
Chapter 22
Chapter 23
Chapter 24
Chapter 25
Chapter 26
Chapter 27
Chapter 28
Chapter 29
Chapter 30
Chapter 31
Chapter 32
Chapter 33
Chapter 34
Chapter 35

Chapter 19

11.6K 1K 608
By Amira_aj_

" إبتسم فهنالك شتاءٌ قادم وصباحات ممطرة "
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

Flash Back

' مرور ستة أشهر ونصف على لقاء آريس وأوديلا '
' موعد الهيت 10 أيام '

.....

يراقب آريس تحركات أوديلا من بعيد حيث كانت تلهو مع أطفال القطيع بأبتسامة كبيرة مرسومة على محياها بينما تجلس في حقلٍ ضخم من زهور دوار الشمس حيث يغلب اللون الذهبي على المكان مندمجاً مع لون شعرها الإخاذ

دعك جانب فمه بأبهامه بينما هنالك سيجارة مُستقرة بين إصبعيه السبابة والوسطى ، يجلس بملابس الاجتماع خاصته المتكونة من قميص أسود برقبة طويلة وأحزمة سوداء ممتدة من ظهره إلى جهة صدره

وهنالك بعض الطائرات المُسيرة الإلكترونية تحوم فوق رؤوسهم حيث وضعها رؤساء وقادة العالم الأقوى من أجل أمن وسلام القطعان وكذلك البشر ممن لا يمتلكون أي قوة خارقة

وهذا ما يزعجه هو إطلاع العالم على قطيعه ولكن بالتأكيد هنالك بعض الأمور التي لا يعلمون بها وأولها أمر تحوله الذي سيحدث بعد يومان

وبعدها سيصدم العالم بقوته الجديدة وسيتحل نص القطعان وسيبدأ بالتي هم أقوى منهم ومن قام بالتقليل من شأنه في أحلك أيامه

وبعدها سينتقم من الذين حاولوا التحرش بأوديلا وبعدها شنوا هجوماً وكأنه هو من أخطأ بحقهم !
يعلم بأن العالم غير عادل والقرارات التي يصدروها لا تمت للمنطق بصلة

يعلم جيداً بأنه سيفقد مشاعره ثمناً للقوة ولكن مشاعره إتجاه أوديلا كافية جداً بالنسبة إليه ، ستضيء قلبه في هذه الفترة المظلمة التي سيمر بها

وسيحكم بالمنطق لا بالمشاعر وسيطفئ غضبه .

نظرت أوديلا بأتجاهه ليستند بذراعه على ركبتيه فارجاً إياهم على إتساعهم محرراً دخان السيجارة المحبوس داخل صدره

خفق قلبه لتهدأ ملامحه وهو يلاحظ تلك التجاعيد الصغيرة حول فمها عندما تبتسم يفضل رؤيتها على تعابير العبوس التي تحتل ملامحها أحياناً

سارت بأتجاهه واقفة بجانب الكرسي الذي يجلس عليه آريس حيث لم يكن هنالك مكان للجلوس سوى الأرض، سحبها من ذراعها جاعلاً إياها تستقر في حِجره

طوق ذراعه حول خصرها النحيل غارساً أنفه بين ثنايا رقبتها " تباً أوديلا ،عطركِ هذا سيفقدني صوابي "

إبتسمت الأخرى بحرج ساحبة السيجارة من بين أصابعه مستغلة إنشغاله بأستنشاق رائحتها ،زمجر بخفة لتقهقه على أثرها رامية إياها تحت قدمها داعسة فوق السيجارة بحذائها

مضى يومان على مسامحتها لهُ وأعطته فرصة أخرى ليجددان علاقتهما وكم أحبت ما يفعله لها لكسب ثقتها حتى إنه صار يتصل بها كل ساعة لكي يطمئن عليها وإذا لم تجبه يأتي مسرعاً إلى المنزل

" ماذا تودين فعله ؟ " مررت أناملها فوق رموشه الكثيفة برفق قائلة " ربما مشاهدتكَ " إبتسم حتى برزت أنيابه الجانبية صار يدمن حركتها بتمرير أناملها فوق حاجبه أو رموشه أو حتى فوق جسر أنفه

لا يعلم متى حدث ذلك ولكنه أصبح لا يستطيع مفارقتها ،ربما منذ بادئ الأمر ولكنه الآن وعى على مشاعره

" طال ذقنك آريس "
همهم لها غير مبالي لما تقوله فهو قد أهمل نفسه خلال هذا الاسبوع من بين عمله والاستعداد للتحول ومتابعة أوديلا ومراقبة أمنها

" سأحقق جميع أحلامك أوديلا، تبقى فقط يومان وبعدها سأتوجكِ ملكة على العالم " همس بنبرة أجشة ممررا جسر أنفه على طول خدها

ندم على جميع الصفقات الغبية التي عقدها بعد لقائهم بأسبوع وجميع القرارات الطائشة التي إتخذها بحقها ولكنهم الآن معاً وهذا ما يهمه .

ولن تعلم أوديلا بأي قرار غبي إتخذه بحقها
سيحرص على دفنه لكي لا يخرج إلى النور .

End Flashback

.....

' تبلغ درجة الحرارة -57 '
' الرؤية منعدمة '

....

" يتصرف سالفاتور بغرابة " تمتمت أوديلا محدثة روزا التي كانت تحاول خلع الاسوارة السوداء من حول معصمها " حسناً فلتغوي زوجك لكي يخلع هذا الشيء عن يدي ومن ثم سأجد حلاً لمشكلة سالفاتور ما رأيك ؟"

زمت أوديلا شفتيها بأنزعاج محدقة بعيناها السوداء بأستحقار هل تريد منها إغواء جبل الجليد المتحرك ؟

" إغربي عن وجهي لستُ مولعة بسالفاتور "
أنهت حديثها تزامناً مع دخول روسو إلى الغرفة بأستعجال وهو يرتدي ملابس العمل

" لونا أحتاج مساعدتكِ " نهضت الأخرى وهي تشعر بحدوث شيئاً خاطئ " غادر آريس لعمل مهم وأحتاج رئيساً بديلاً عنهُ في ساحة التدريب "

هزت رأسها بعدم فهم قائلة " حسناً تولى أنت المهمة !" نفى روسو واضعاً كلتا يداه على خصره
" أنتِ من ستحلين محل آريس عند حدوث كمثل هذه المواقف "

زمت شفتيها هازة رأسها بالموافقة فعلى أي حال لا تملك شيء لفعله تقسم بأن جدران المنزل بدأت تضيق عليها

" لا مانع لدي "

.
.
.

" روسو أخبرني مجدداً هل هذه نفسها ساحة التدريب التي أتيت لها ؟" تفوهت عبارتها بصدمة وعيناه متسعتان وهي ترى الفوضى التي تعم المكان

حيث الرجال الذين يملؤون المكان بصدورهم المكشوفة بعضاً منهم يصارع الآخر والبعض يأكل بنهم ومنهم من يضحك بصوتٍ عال

والآخر من يتشاجر بجدية .

" أعطني المقعد لنصف ساعة تباً لك "

" تبدو وجبتك لذيذة أعطني نصفها "

" 1 , 2 ,3... جوزيف يفوز على الخصم "
تعالت أصواتهم من بين ضحك وأصوات لكمات قوية
وتحطيم الصحون وربما بعضاً من عظامهم

" إنتباه " صرخ روسو بصوتٍ جهوري لجذب إنتباههم وبالفعل نجح في ذلك حيث توقف الجميع عما يفعله

لتبدأ رؤوسهم بالانخفاض تدريجياً إحتراماً للونا خاصتهم " ستتولى اللونا عمل آريس حتى عودته "

ساد الصمت على المكان بحرج من الفوضى ولكن الأمر ليس بأرادتهم بل طبيعتهم هكذا شرسين وفوضويين

" هيا بنا " اشار روسو لها لتسير بجانبه حيث مكتب زوجها ،دلفت الى الداخل لتصلها رائحة المكان العتيق
بتصميم مبهر للاعين ، حيث تتواجد طاولة ضخمة جداً وخلفها كرسي جلدي وهنالك إطار صورة موضوع على الطاولة لم تستطع رؤيتها لكون الصورة من الجهة الأخرى

لا توجد لوحات على الجدار سوى لوحة واحدى عملاقة تحتوي على أحرف اللغة المسمارية خلف كرسيه بالضبط

وهنالك رفوف تحتوي على العديد من الكتب معلقة على الجدار وشاشات ضخمة لمراقبة الموقع

وبعض الأجهزة الذكية التي لم تستطيع تمييزها لعدم إستخدامها سابقاً

" تستطيعين مزاولة الأعمال هنا " سارت في المكتب المنظم بطريقة مبهرة لتجلس على الكرسي الضخم غارقة فيه

إتسعت عيناها السوداء بتفاجئ حالما وقعت أنظارها على الصورة الموضوعة فوق الطاولة ولم تكن سوى صورتها وهي تبتسم بأتساع إلى الكاميرا داخل حقول دوار الشمس بشعرها المتطاير وخصلاتها الذهبية المُتبعثرة حولها

ما زالت تتذكر ذلك اليوم لم تكن تضع مساحيق التجميل حيث برز نمشها بوضوح في الصوره وكانت ترتدي فستان أبيض بسيط وخلعت حذائها في الحقل لتبقى حافية الأقدام

لا تعلم لماذا يحتفظ آريس بصورتها إذا كان يمقتها كما تفكر ! ولكن ما تراه الآن من إهتمام منه الأمر الذي يجعل من فراشات بطنها تتراقص فرحاً

ولكن ما زال هنالك ذلك الشيء الذي يمنعها من الاقتراب منهُ

خرجت من شرودها على رزمة الأوراق الكثيرة التي وضعها روسو فوق الطاولة مصدرة صوت قوي لتتسع عيناها على أثره " تفضلي ها هي مستندات المتدربين الجدد "

نظرت إليه من خلف الرزم " إنها كثيرة بحق السماء روسو هل أنتَ جاد ؟" تمتمت بهلع فارجة شفتيها لادخال بعض الهواء داخل صدرها

" أهلا بكِ بعالم الأعمال سيدة سالازار "

.....

يقف باڤلوس أمام الشاشات الضخمة محركاً إصبعه فوق الأجهزة بسرعة بعد تلقيه إشارة من الأرض وبالتحديد مركزهم

هذا يعني بأن آريس علم بتسلل إحداهم لمركبته وبدأ بالتحرك بالفعل .

" هنالك إتصال " أردف أحدهم بفرح فهم لم يحضوا بقسطٍ من الراحة منذ إسبوع ولم تغلق أجفانهم ابداً

تسرب بصيص أمل داخل قلوبهم لتضيء وجوههم ناظرين الى قائدهم بسعادة ضغط باڤلوس على زر الموافقة " مرحباً "

تمتم بنبرة مرتفعة خافضاً رأسه إلى الاسفل بتوتر
أغلق عيناه بقوة معيداً كلامه " هل هنالك أحد ؟"
إستقبلهم الصمت من الطرف الآخر حيث لا يُسمع
سوى صوت تشويشٌ عالي

" تباً..." ضرب الطاولة بقبضته بغضب تزامناً مع
وصول صوت بات يميزه " باڤلوس هل تسمعني ؟"
وقف العاملين على أقدامهم بسعادة ليستقيم الآخر بطوله ضاغطاً على زر الإجابة " آريس هل هذا أنتَ ؟" اجاب بسرعة مخللاً أصابعه بخصلات شعره السوداء

" تباً باڤلوس... إستمع لي جيداً سيدة ماركس بجانبي وقامت بأصلاح الخلل وستوجهكم عن بعد"

إحتظن العاملين إحدهم الآخر بسعادة بعدما جلبت أوفيليا المصائب على رؤوسهم " هل أنت متأكد من إنها النسخة الاصلية للسيدة ماركس ؟" أردف بتهكم قالباً عيناه بأنزعاج " سيد دراكوس "

أتاه صوتٍ لامرأة بالغة وهي تتحدث بكل ثقة ورزانة " أنا السيدة إريلارا ماركس الخبيرة في المركبات ربما حدث خطأ ولكن أحدهم تسلل إلى مركبتك "

مرر الآخر لسانه فوق نابه " ربما هذا الشخص يكون إبنتكِ سيدة ماركس " حل الصمت من الطرف الآخر حيث لم يسمع منهم رداً حتى ظن بأن الإتصال قد قُطع مجدداً " هذا مستحيل أوفيليا تدرس في جامعة سودرينا الآن " إبتسم باڤلوس بغضب ماسحاً وجهه بكف يده بأرهاق " نعم بالطبع تدرس طرق التسلل وسرقة هوايات الآخرين "

وضع بينجامين يده فوق كتف رئيسه الذي كان يستشيط غضباً من تلك المدعوة بأوفيليا لا يعلم كيف سيتصرف رئيسه معها

" أرجوك لا تؤذيها عندما تصل مركبتك إلى الأرض سنتناقش في الأمر "

إستدار قاصداً جهة المقصورة التي وضع بها تلك المغفلة ، فبعد مرور عدة أيام يشعر بغضبه يتسرب من بين أصابعه ولكن شعور الغدر ما زال لم يلتئم بعد

دلف بطوله الفارع إلى المقصورة لتعتدل الأخرى بجلستها بشكلها الرث وشعرها الغير مرتب عيناها الحمراء أثر البكاء

" سنعود قريباً ستحملين مؤخرتكِ لمساعدتنا وبعدها سأسلمك إلى آريس " أردف ببرود متجهاً إلى الجدار الفولاذي فاتحاً إياه لتخرج ماكينة شراب القهوة ساكباً لنفسه بكوب صغير

" إشربي هذا " مد لها كوب القهوة بجانب قدمها
جلس رافعاً أقدامه إلى صدره مستنداً بذراعيه عليهم
وهو يتكئ على الجدار مردداً إسمها في داخله

' أوفيليا ، أوفيليا، أوفيليا '
إنه لأسمٌ مميز .

شرد في ذهنه لتسكن عيناه الصفراء بعض من الراحة
قائلاً من دون وعي منه " هل تعلمين ما معنى إسمك ؟ " تفاجئت الاخرى من سؤاله الغريب وكل ما تفكر بهِ بأنه قد جن تماماً بعد عدة ليالٍ من عدم النوم

نفت برأسها متحاشية النظر إليه
لطالما حيرها إسمها وأحياناً تتسائل لماذا والدتها أطلقت عليها هذا الأسم .

" والدتي من أطلقت هذا الإسم "
أومى الآخر بأقتناع فهذا منطقي ! والدتها مهووسة في الفضاء وإسمها يفسر ذلك .

ليتمتم بصوتٍ أجش وخافت متعجباً من إسمها فهو يبدو غريباً على لسانه كونه إعتاد منادتها بأيلارا
ولكن إسم أوفيليا نال إستحسانه .

" أوفيليا، القمر الخاص بكوكب أورانوس "
زحفت الأخرى ناحية الحاجز المعدني متشبثة بهِ قائلة بأمل بعيناها الخضراء المتسعة لعله يعدل عن قرار رميها حيث أقدام آريس هذا الألفا الطاغية الذي لا يرحم أحد

لتردف بنبرة ناعمة يملئها الأمل
" إذن لماذا لا تكن أورانوس الخاص بي ؟"
إنزلقت دمعة يائسة من عيناها الخضراء الأشبة بالزبرجد بلونهم

تشعر بعالمها ينهار من دراستها إلى مهنة والدتها وحتى سمعتها ستصبح الفتاة العبئ التي وقعت على عاتق إيلارا ماركس الخبيرة العبقرية وستصبح على لسان جميع الصحف الجائعة إلى أخبار جديدة

كل ما أرادته هي أن تختار قوتها بمحض إرادتها بعيداً عن ضغوطات المجتمع ووالدتها التي كان كلامها يرن في إذنيها وهي تخبرها بالتحول إلى مستذئبة

مسحت دموعها بكم قميصها وهي تراقب وقوف باڤلوس على أقدامه بجسدٌ متصلب ووجهٌ خالي من المشاعر تماماً ليس وكأنه ذات الشخص الذي أنقذها من براثين أدريان .

" لا أظن بأن طرقاتنا ستتقاطع مجدداً سيدة ماركس " تمزق داخلها لألف قطعة تشعر بمكوث صخرة فوق صدرها لا تستطيع إلتقاط أنفاسها بعيناها التي إحمرتا أثر البكاء وكأنهما جمره موقدة .

فالآن خسرت كل شيء
دراستها وحاضرها ومستقبلها .

.....

" روسو لابد وإنك تمازحني !" صرخت أوديلا بيأس
مخللة أصابع يدها في شعرها بغضب وهي تراه يضع رزم جديدة بحاجة إلى توقيعها واضع فوقها الختم الخاص بأريس .

" أوديلا إنتبهي إلى هذا الختم رجاءً فبواسطته يؤكد آريس موافقته على المعاهدات النصية عبر الدول ،أخشى أن تفقديه وستحل المشاكل على رؤوسنا "فرجت فاهها بصدمة مما تسمعه

تخبره بأنها متعبة ولا حاجة لجلب المزيد من الأوراق وهو يحدثها عن هذا الختم الغبي " هذه الرزم عائدة الى الطلاب الجدد المسجلين في التدريب "
اشار بأصبعه داعياً في سره بأن ياتي آريس بسرعة
فهو يرغب بتسلط وتهكم آريس على هذه النسخة الغاضبة من أوديلا

سحبت الأخرى قلم لافة شعرها على شكل كعكة مثبتة إياه بالقلم مستعدة للمزيد من العمل .

....

" سيدة سالازار حدث شجار في ساحة التدريب" إستقامت في طولها بسرعة متعثرة بالأغراض التي أمامها بينما راقب الآخرين كتلة غاضبة من الشعر الأشقر وهي تسير بخطوات عجولة لتوبيخ بعض الحمقى .

وكل ما يفكروه بهِ إنها تبدو مرعبة أكثر من قائدهم .

.....

" المزيد من الأوراق " وضع روسو حزمة جديدة تحتاج إلى الختم فوق طاولتها لتنظر إليه بحدة كم تود مسكه وتقطيعه إرباً ومن ثم سترميه من النافذة

.....

" تشاجر فيكتور مع أحد المتدربين " أتاها صوت أحداهم لتعقف وجهها وكأنها على وشك البكاء دافعة الكرسي إلى الخلف متجهة ناحية ساحة التدريب الغبية

نظرت إلى الأفق الشمس شارفت على الغروب وآريس لم يعد إلى الآن، أين هو ؟ ماذا لو كان مرتبط بغيرها ؟ ستقطع جسده مع روسو .

" ماذا يحدث هنا ؟" أردفت بصوتٍ عالي وهي ترى فيكتور يعتلي طفلٌ آخر بعمره يكيل عليه باللكمات
توقف الآخر ناهضاً على أقدامه ليفعل جميع المتدربون المثل خافضين رؤوسهم بأحترام فهي تأتي في كل فينة لتوبخهم ومن تعود لمزاولة أعمالها

يفضلون آريس عليها .

" قام بسكب طعامي عمداً "
نقلت بصرها بين المتدربين الذين كانوا يقفون يناظروهم بفضول بعضاً منهم إرتدى معطف ثقيل فوق صدره المكشوف والبعض الآخر يتدرب متجاهلين الوضع

" فيكتور عليك تعلم حل مشاكلك بالتفاهم قبل تعلم توجيه اللكمات " وبخته ماسكة إياه من شحمة إذنه فهو يتحول لواحد من هؤلاء الأغبياء يقاتلون بأستماتة شارهين قبضاتهم بوجه الجميع

لا تود من فيكتور أن يتحول لواحد منهم .
لم تجلبه إلى هنا من أجل هذا الشيء

" ماذا يحدث هنا ؟" إستدرات بسرعة حالما أتاها صوت آريس الخشن واقفاً خلفها حيث لم تسمع خطواته وهو يسير ! فمتى وصل؟

حدقت به يرتدي معطف أسود طويل وقميص أسود برقبة طويلة وبنطال، شعره المبعثر وكأنه كان يعمل لساعات ! ولكن أين؟

عينان حادتين خاويتان من التعب والليل الذي سكن تحت عيناه أنف مستقيم وفك مملوء بشعيرات صغيرة شائكة وهنالك ندبة طويلة رسمت على طول فكه

ما زالت تتسائل حيالها فلم تكن موجودة قبل ثلاث سنوات

عقدت حاجبها بأستغراب حالما حل الصمت على المكان فأن وقعت إبرة على الأرض ستُسمع صوتها
نظرت إلى المتدربين مصطفين بنظام وكأنهم آلات
مكوكة بوجوه تخلو من المشاعر

تباً لهم لماذا كانوا يتعبونها قبل مجيء آريس وهي تركض خلف هذا وذاك !

تقدم آريس بخطواتٍ واسعة حيث كانت تُسمع صوت خطواته وهي تضرب فوق الأرضية المتجمدة
" أحسنتِ عملاً أوديلا سأتولى زمام الأمور من هنا"

حدثها بنبرة متعبة بخصلات شعره المترنحة يميناً ويساراً والآن صارت تدرك الوضع قليلاً ، آريس الذي يقود واحد وثلاثون مدينة يحمل مسؤولياتهم على عاتقه منشغلاً بأدق التفاصيل من دون كلل .

لا تعلم كيف يفعلها ولكن الأمر صعب جداً وإتضح بعدما إستلمت العمل في ساحة التدريب ليوم واحد .

وفي ذات الوقت يحرص على المجيء الى المنزل مبكراً لرؤيتها ، رقت عيناها وهي تدرك حجم المسؤولية التي يحملها على عاتقه وحجم التعب الذي يخفيه في تعابيره

" لا حاجة لذلك لقد أتممت كل شيء اليوم بما فيهم أوراق المتدربين الجدد ،لا توجد أعمال مكتبية متبقية " همست بخفة لعلها تقنعه بالعودة من دون أن تظهر لهُ ذلك بينما تسمرت عيناها على ألازرار الأولى من قميصه المفقودة

ما زال على عادته !

إنسحبت عائدة بخفة غالقة عيناها بشدة تشعر بتغيير شيئاً داخلها بعدما رأت حجم المسؤولية والإرهاق ومحاولة آريس في الموازنة بين أعماله والمنزل

هزت رأسها نافية أفكارها التي بدأت تتزاحم داخل عقلها ، فالمسامحة ما زالت مبكرة جداً .

ربما مشاعرها من تتحدث وليست هي .

سار خلفها بخطوات واسعة فاتحاً باب السيارة الخلفي لكي تدخل قائلاً " إستعدي تمت دعوتنا لحضور حفلة ،ستجدين ما تحتاجيه في غرفتكِ"
هزت رأسها وهي تراقب حركة إصبعه الذي يطرق به على باب السيارة بنفاذ صبر .

إنها متأكد هذه الحركة غير موجهة لها فهو يبدو تواق لرؤيتها ،ربما يخطط لشيء آخر .

......

تقف أوديلا أمام المرآة تنظر الى النسخة الأنيقة منها وهي ترتدي فستان ذهبي بأطراف منسدلة إلى الأسفل جاعلة من أقدامها تبرز قليلاً

شعرها الأشقر الملائم للون الفستان أضفى طابعٌ جعل منها تشع وكأنها نجم في سماء مظلمة .
إستدارت مغادرة الغرفة متجهة إلى الخارج لا تعلم ما فائدة هذه الحفلة ولكن ستعتاد وجودهم فمنصب زوجها حساس قليلاً .

في الطرف الآخر حيث سالفاتور الذي كانت ملامحه تخلو من المشاعر عينان باردتان تماماً بينما يضغط بأسنانه على فكه في كل فينة وآخرى

يراقبه آريس في الطرف المقابل له وهو يتجرع سيجارته نافثاً دخانها إلى الأعلى. " ألن تأتي آغنيس معك؟" نفى الآخر بعيناه التي لم تتصل بعينا قائده
ضيق آريس حدقتيه عليه قليلاً جاعلاً من جانب فمه يرتفع بأبتسامة تكاد ترى .

جذب إنتباه صوت طرقات حذاء على الأرضية
نظر الى جانبه حيث أوديلا التي كانت تسير كالملكة
إستقرت السيجارة بين أصابعه بعيناه التي لم تفارقها

إنها تبدو فاتنة بشكلٍ مهلك لقلبه .

ليهمس ومن دون وعي منه حتى وصلت إلى مسامعها " نينا " .
عقدت حاجبها بغضب هل أخطأ بأسمها الآن !
ومن نينا بحق السماء ؟

إزدادت العقدة بين حاجبيها كما متوقع منه ففي السابق كذلك لم يكن يتفوه بكلمة جميلة بحقها والآن يخطأ بأسمها .

لف ذراعه حولها حتى غرقت بين أسوار ذراعيه الضخمتين هامساً بجانب إذنها " نينا خاصتي "
تسمرت في مكانها وهي تراقب حدقتيه الثملتين لا تعلم ماذا تقول هل تسأله من نينا ؟ أم تركله بين أقدامه لكي يميز بين النساء الذي يقفز بينهن

لم تعهده زير نساء ولكن على ما يبدو هذه عادة جديدة لديه . " من نينا هذه أيضاً ؟" تسائلت بتهكم دافعة إياه قليلاً لتخرج من محيط ذراعيه إبتسم آريس على كلامها هازاً رأسه قليلاً

رفعت يدها متلمسة الندبة على طول جانب فكه إبتعد الآخر بسرعة عن مرمى أصابعها وكأنه تعرض للصعق " ماذا حدث ؟" همست بحيرة لعله يرضي فضولها ولكن كعادته إكتفى بالصمت ولم يرد على أي
سؤالٌ لها

" هيا بنا تأخر الوقت بالفعل "
أردف روسو متجهاً ناحية السيارات المصطفة في الخارج لتأمين الحماية اللازمة للأنطلاق .

......

بعد فترة ترجل آريس من السيارة أمام قصر فاره جداً محاط بحدائق تكسوها الثلوج بالكامل ولم يكن سوى قصر صاحب المركز الثاني الذي تحالف معه

غلق زر معطفه متقدماً من أوديلا طابقاً جسدها على جسده على الرغم من المعطف الثقيل الذي ترتديه ولكن لا ينفع بشيء وسط هذه الأجواء الباردة

" هيا بنا " همس بخفة دالفين إلى الداخل حيث يتواجد رجل يأخذ المعاطف من الضيوف لوجود أنظمة تدفئة في المكان مد ذراعه لاخذ معطفها ولكن إستوقفته يد آريس شاداً على الآخر " لا تلمسها "
نبرته تهديدية بوضوح

حدقت أوديلا به بأستغراب ضاربة صدره بكف يدها بتأنيب يتصرف كرجل الغابة . " سالفاتور يتصرف بغرابة " أتتها همهمة آريس بينما بصرها معلق على البيتا خاصتهم وهو يحوم كالذئب الجائع

لم تعهده بارد هكذا لطالما كان سهل المراس .

" ستبدأ الرقصة الأولى هيا بنا " سحبها إلى منتصف القاعة حيث إصطف الجميع أمام نسائهم
" إسأل بلطف أكثر آريس مثلاً هل تسمحين لي بهذه الرقصة ؟" تقدم منها مقرباً إياها إلى صدره لتضع كلتا يداها فوق كتفه حيث بدأ الجميع بالتمايل على صوت الموسيقى

" جيمس... أوبس أقصد آريس " أتتها زمجرة الآخر بعيناه اللتان تطلقان شرراً وعقده حاجبه التي لم تنفك " من جيمس بحق السماء؟" إبتسمت بلا مبالاة رامشة عدة مرات

" لا أحد " طقطق آريس رقبته يقسم بشعور حرارة تسري بين عروقه وهذه إشارة لا تدل على الخير
" سيدة سالازار لا تختبري صبري " ضغط بأصابعه على خصرها وهم يتمايلان على إيقاع الموسيقى حيث تداخلت أقدامهم مع بعضها البعض في كل خطوة .


" سأجيبك عندما تخبرني من هي نينا "
إنطلقت قهقهة صغيرة منهُ لاعناً في سره ليشد على عناقها وكأنه يود إدخالها بين أضلاعه لو إستطاع .

" تباً أوديلا لم أعهدك من النوع الغيور "
بترت جملته على صوت صراخٍ دوى في أرجاء القاعة ومن ثم صوت إرتطام قوي، وضع آريس زوجته خلف ظهره لافاً ذراعه حولها من الخلف وهو ينظر الى المنظر الذي أمامه

البيتا خاصته، سالفاتور يعتلي صاحب المركز الثاني في وسط القاعة بخنجره الفضة الذي إستوطن راحة يده موجهاً له عدة طعنات في رقبته بكل وحشية وهمجية حتى إصطبغ وجهه بالدماء وتكونت بركة صغيرة من السائل الأحمر اللزج من تحتهم

يبدو كوحشاً يحتاج للترويض .
نهض على أقدامه لاعقاً شفتاه المصطبغة بالدماء ليبصق على الأرض بصدره الذي يعلو ويهبط بسرعة
رفع رأسه إتجاه قائده بعيناه القرمزية التي صارت تشع بتوهج

يتبع....

أعتذر عن التأخير ولكن مريضة من ثلاث أسابيع 💔☹.

رأيكم بمعنى إسم أوفيليا؟ إخترته بس عشان معنا🌝.

عمل أوديلا بدلا عن آريس ؟ 😂 .

برأيكم مين نينا ؟

وأخر شي الحفلة . رأيكم بتصرف سالفاتور؟ وأيش العقوبات الي راح يحصلها ؟ 🌝 .

● الرحمة والمغفرة على شهداء فلسطين 💔 .

______________________________________

D.A

Continue Reading

You'll Also Like

103K 3.9K 42
عندما اخبرك بأننا لا نعلم ما يجبو في هذا العالم وان من الممكن ان نجد اشياء تصدمنا فهل ستصدقني ؟ هذه القصة ليست الا لمحاولة ان اعبئ وقت فراغي وليست ا...
2.5M 109K 46
في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به ككل ليلة إلا أنها لم تعلم بأن هذه الليلة س...
140K 13.8K 33
كانَ قليلَ الكلام، طيّبِ القلبِ وبَشُوشَ الوجه. كانَ وسِيماً بِالنّسبةِ لِي حتّى وهو فِ أسوءِ حالاتِه. - Highest ranked: #81 in fan fiction #1 in me...
1.2M 87.6K 36
آلهة الثلج وآلهة النار- الألفا العظيمة نيڤ جوهنسون الهارِبة والملك المُبجل ريموند لوكاس تجمعهُم نبوءة تُدعى الجنة.. قِصة حُب مليئة بالشغف والبرودة و...