قَتَام

By lusaeev

19.9K 1.1K 1.1K

[مكتمل]- بعد ان عاش سيهون حياتهُ يبحث عن قاتل والدهِ الحقيقي ، يُدرك مشاعره لشقيقه الاكبر بالتبني ... فيصبح م... More

مـقدمـة
الجـزء الاول
الـجزء الثانـي
الـجزء الـثالث
الـجزء الرابع
الـجزء الخامس
الـجزء السادس
الجـزء السابع
الـجزء الثامن
الـجزء التاسـع
الـجزء الحادي عـشر
الـجزء الثاني عـشر
الـجزء الثالث عـشر
الـجزء الرابع عـشر
الـجزء الخامس عشر
الـجزء السـادس عـشر
الـجزء السـابع عـشر
الجـزء الثـامن عـشر
الـجزء التاسـع عشر
الـجزء العـشـرين
الـجزء الواحد والعشرين

الـجزء العاشـر

406 37 31
By lusaeev












مرحـبًا ~


قراءة ممتعة + اعتذر في
حَـال تواجد اخطاء املائيـة 💕💕.







—•••—








- سيـهون -












لم يعُـد عقلي قادرًا على
فهم اي شيء ، مُتزعزع ومتشتت

اتشبث بالكثير من الاشياء
من حولي ، باحثًا وبكل يأس عن
نقطة آمنة اقف بها

ولكنني لم اجد ..
وكُلما تقدمت الى الامام اكثر
اجدني راغبًا في العودة الى الوراء
اكثر فاكثر ...

استعدت صـلابتي بصعوبة
شديدة ، تَـناسيت حقيقة ان ابي
بالتبني مُشتبه به بقتل ابي الحقيقي ..

وفي الحقيقة لم اتناسى ذلك
كُنت ارمي بهذه الحقيقة في جانب
بعقلي ، اُقفل عليه جيدًا حتى
لا ينهار ثباتي ..

ولكن .. في داخلي
كنت ابحث عن براءته

ليس لأجله
بل لاجلي ، لسلامة عقلي

ولكن جميع الخيوط متشابكه
ببعضها ، لا حقيقة تظهر بوضوح
ولكن هذه الخيوط المعقدة تدُل
على ارتباطه بهذه الجريمة

كُنت شارد الذهن في السيارة
اعود الى نقطة الصفر ، جسدي
يشعر بالضعف

اراقب الطريق ، وآخر عبارة
ادركتها ... هي تلك العبارة التي
نطق بها الشرطي يبلغنا عن ايجاد
اجزاء جثة بشرية اخرى

في مخازن بارك جاي ان

جُزء مني يتمنى ان تكون
لابي ، حتى اتأكد واجزم ان
السيد تشوي مُرتبط بالجريمة

وجُزء آخر مني يتمنى عكس
ذلك ، اتمنى ان تخُص اي شخص
آخر ... اريد ان اجد دليلاً واحدًا
يُثبت براءة تشوي تشانغسو

نتوجه الى مركز الطب الجنائي
حيث يقومون بتحليل ما وُجد في
مخازن السيد بارك

وصلنا ، وجسدي بالكاد يحمُلني
النتيجة ستحدد وجهتي القادمة
سيكون لي طريق واحد اسلُكه
دون تردد

ولست سعيدًا ابدًا ..

جَـلسنا في مقاعد الانتظار
واستغرق الامر وقتًا حتى
خرجت طبيبة تتحدث الى
رئيس القسم

ولم تكُن اذناي تستمع إليهما
ولكن كل جزء مني يرتعد خوفًا وقلقًا

ذهبت الطبيبة والرئيس اقترب
مني .. يضع يدهُ على كتفي
ويمسح عليه برفق

-  ه-هل تخُص ابي ؟ -
سألته بتردد ، وعيناي تنظر الى
الارض

- حسب النتائج...
اجل ، هي مطابقة للعينة السابقة
التي وُجدت في مؤسسة تشوي تشانغسو
وتخُص اوه هيون وو -



اغمضت عيناي ، وتدافعت
ذكريات ايامي الماضية الى عقلي
حينما ابتعدت عن الجميع ، وصدري
كان يحترق وجعًا

ذلك الوجع لا يعني اي شيء
امام هذا الالم في قلبي ، انفاسي
الثقيلة غادرت فمي بصعوبة

وضحكت ..
ضحكت لاني كنت كالاحمق ابحث
عن طرف خيط للبراءة وليس للتهمة

لا اعلم كيف ركبت السيارة
ولا اعلم اين نحن ..

لكنني طلبت من رئيسي التوقف
بعد رؤيتي للبحر..

كان المطر يهطل بغزارة
يُشاركني حزني ، وتبكي السماء
بدلاً عني ..

لاني لم اشعر برغبة بالبكاء
ابدًا .. البكاء امر تافه امام ما اواجههُ
انا .. البكاء غير كافي للتعبير عن حزني
وانهياري

واكتفيت بتأمل البحر
مع قطرات المطر التي تبللني ..
وقفت طويلاً .. عيناي تحدق
بالارجاء بصمت مخيف

صمت وثبات لم اعهدهُ في نفسي
ولكني ادرك جيدًا اني مُدمر بقوة
خلف هذا الثبات المزيف

لاي شيء عِشت انا؟
ولاجل ماذا ؟ اكُنت ادور في
دوائر وهمية فحسب ؟

اكُنت اثرثر عن هدفي
في ايجاد قاتل والدي ، وهو يبتسم
لي ويشجعني حتى اصل إليه؟

او كان يضحك بسخرية
علي ؟ ولم اكن ادرك ذلك حينها

هل كانت حياتي كُلها كذبة؟
هراء ؟ والكثير من التزييف؟
هل المنزل الذي كبرت به بحُب
كان خدعة فقط ؟

- سيهون لنذهب .. -

امسك رئيس القسم بيدي
يجُرني معه بشيء من القوة
لاني امضيت وقتًا طويلاً هنا

اعود للسيارة مستسلمًا
ثم وصلنا الى المقر مجددًا

لقد حَـل المساء مرة اخرى
وعادت السماء مظلمة تشابه
عُتمة قلبي ..

استقبلتني ابتسامات
الجميع ، علمت انهم يعرفون
بحقيقة صاحب اجزاء الجثة البشرية

هل هي ابتسامات حقيقية؟
او هي مزيفة؟ هل يحاولون خداعي
هم ايضًا ؟ لماذا اثق برجال الشرطة
حتى؟

ولكني لم اتفوه بحرف واحد
ذهبت الى مكتبي بهدوء شديد

احدهم احضر لي معطفًا لاتخلص
من معطفي المبلل ، والآخر احضر
لي منشفة حتى اجفف شعري بها



- سيـهون اين كُنت ؟ -
تشوهي قالت بصوت مُرتفع
وهي تقترب الى مكتبي

- لقد نَـسيت امرًا مهمًا -
همست وهي تبتسم بوسع

هل ابتسامتها مزيفة ؟
ماذا تريد مني ؟ لماذا تعاملني بلطف؟

- لانك نسيت اخراج
السيد تشوي من الزنزانة ، لقد
اخرجته وهو ينتظرك قبل ان يغادر
المركز -

لحظات فحسب حتى ظهر
جَـسد لوهان ، يمشي بتردد
وهو ينظر لي

ملامح وجههِ قلقة ، عيناه
تتفحصني بتوتر ... هل كان
يفعل ذلك في السنوات الماضية
لهدف ما؟

لكن ..

مهلاً !
منذ البداية كل شيء مريب
نحن .. انا وتشوي لوهان
كل شيء غريب في كِـلانا

لماذا كُنت في تلك العائلة حتى؟
مهما فكرت بالامر لم اجد سببًا مقنعًا
ليتم احتوائي بهذا القدر الكبير من
الحب والحنان ..

ام رائعة واب مذهل
واخ لطيف وحبيب ليس
له مثيـل ..

وقعت في حُبه سريعًا
ثم اعترفت له قبل فترة بسيطة
وتمّت الموافقة علينا من قِبل والديه

واي والدين قد
يوافقان بهذه السهولة؟ نحن بمثابة الاخوة
وسندخل في علاقة مثليـة غير مُحببة ..
هل كان فخًا لي حتى اُصبح معميًا بالحب
وانسى امر قضية والدي؟

هل يحبني لوهان حتى؟
هو لم يخبرني بذلك من قبل
هل كان يتظاهر انه سيقف بجانبي؟
ولكنه يحاول تشتيتي وابعادي عن الحقيقية؟

لكنه هو من اخرج السيارة
بنفسه... هل هذه خطة منهم ايضًا ؟

هل كان الضابط كانق على حق؟
هل تشوي لوهان معي او ضدي؟

شعرت بيده على وجنتي ..
ولمستهُ اشعرتني بالامان ... ولكن
للمرة الاولى لم يكُن امانًا محببًا الى قلبي

اخافني شعوري بالامان بسببه
وارتعد قلبي خوفًا لشعوري بالاطمئنان
بسبب تواجده .. ما مدى تأثيره بي؟

صفعت بيده بعيدًا عني
امام الجميع ، اراقب انكماش ملامح
وجهه وهو يتراجع للخلف بغير وعي منه

تسارعت انفاسي ونظرت
حولي ، جميع البشر مخيفون
اشعر اني اريد الهرب من هنا
ومن هذا العالم بأكمله

- سيهون .. تمالك نفسك -
سمعت صوته يتحدث ، ولفظت
انفاسي بعُمق وانا انظر الى الارض
كانت نبرة صوتهِ غاضبة

اعادتني الى رشدي قليلاً
لذلك امسكت بيده واخذته معي الى الخارج

وقفنا امام بوابة المقر
اُعطيه هاتفه الذي اُخذ منه سابقًا
وعيناه لا تنظر إلي ..

كان رأسهُ منحنيًا
وعيناه تنظر الى الارض

- بسبب القوانين ..
ي-يمنع عليك القدوم الى
مركز الشرطة -
اخبرته بهذا

ولقد رفع رأسه اخيرًا
يبتسم بوسع وهو ينظر نحوي

- ا-انها قوانين الضابط
كانق .. ولانه ضابط— -

- فهمت ... لقد فهمت -
قاطعني وهو يبتسم بوسع
عيناه تنظر إلي بتمعن ..

وانا خِفت من تحديقاته المطولة نحوي
تتدافع الشكوك في عقلي بجنون

حتى تراجع جسدي مبتعدًا عنه
بخوف وحذر ، لم انظر إليه حتى
قبل ان اعود الى الداخل .. ولا اعلم
اذا كان قد رحل او لا ...



تهاوى جسدي في الممر
بالكاد استطيع لفظ انفاسي
اسمع خطوات الجميع من حولي
يقتربون لي ..

- لا تقتربوا !! ابتعدوا عني
لا تقتربوا !! -

صرخت بهم بلا وعي مني ..
ووقفت مجددًا ، بالكاد تحملني
قدماي ..

اضع يدي على فمي
واحاول التنفس من انفي
اساعد نفسي بنفسي ، لا احتاج
لاحد ليساعدني .. ليس بعد الان

دخلت الى غرفة وجدتها امامي
ولحسن حظي لم يكُن هناك اي احد
اغلق الباب خلفي واُقفله

وجلست وحيدًا
اسمع الطرق المستمر على
الباب .. ولكني خائف من فتحه
واخاف من مواجهة البشرية كلها
مرة اخرى

بَـقيت هنا لساعات طويلة
حتى تمالكت نفسي قليلاً
ووقفت على قدماي مغادرًا

وحينما وقفت في الشارع
ادركت حقيقة ما .. جعلتني مكسورًا

وتلك الحقيقة هي انني اصبحت
وحيدًا .. لا امتلك حتى منزلاً اعود إليه
لا اعرف الى اين اذهب والى اين اتوجه

قطرات المطر عادت لتُبللني مجددًا
وانا نظرت لعتمة المكان من حولي

لم اعد قادرًا على الشعور بشيء
وكأن دواخلي تصلبت لكثرة
الالم الذي اعاني منه

تلاشى كل شعور قد املكه
من فرط ما اشعر به ..

- سيهون ... اتريد الذهاب
الى منزلي ؟ -

سمعت صوت ما خلفي
ووجدتها تشوهي ، تضع المظلة
بين يداي لحمايتي من المطر

- ما هدفك من هذا ؟ -
بعد صمت طويل ، وصبر طويل
من تشوهي قد اجبتها

لم اتقصد ان تخرج نبرة صوتي
جافة وحادة بهذه الطريقة ..

- لن ابقى معك لا تقلق
ابقى في منزلي وسأذهب انا
الى منزل عائلتي ... في حال
كنت لا تمتلك منزلاً بعد -

تشوهي شرحت .. وانا نظرت
للارجاء بضياع .. لو فكرت
قليلاً

فـ انا امتلك منزلاً .. ذلك
المنزل الذي اخذه لوهان لاجلي

ولكنني لا اريده
قد التقي بـ لوهان هناك
او يكون قد انتظرني فيه

لذلك ذهبت مستسلمًا الى
منزل تشـوهي ، تعطيني مفتاح
شقتها وتخبرني ان ابقى فيه واستخدم
اي شيء قد احتاجه

ولا اعلم كم من الوقت قد
مَـضى بعد ان استلقيت على الاريكة
في غرفة المعيشة

كانت النوافذ كبيرة ، واستطع
رؤية قطرات المطر بكل وضوح ..

ذهني كان يفكر ويفكر .. لم
يتوقف عن التفكير ولو لثانية
حتى غلبني النعاس وسقطت نائمًا
بعمق ..

وادركت حينها انني استخدم
النوم كمهرب لي من كل هذا ..










—•••—











في اللحظة التي تمكن
لوهان من رؤية سيهون بعد
عودته ..

بعد رؤيته لعيناه التي ترتعد
خوفًا بعد رؤيته للوهان ..

ادرك لوهان ان
سيهون الذي ذهب .. ليس هو
الذي عاد ...

وقد وضع لوهان هذا الاحتمال
في عقله .. ان ينفر منه سيهون
ويخافهُ

ان يمتلك الكثير من الشكوك
حوله ويهرب منه ..

لذلك عاد لوهان الى الواقع
بكل استسلام .. سعيد انه التقى
بسيهون مجددًا .. وان سيهون
احتضنهُ مجددًا ..

وان سيهون قد يعود لمحبته
يومًا ..

لوهان شعر بالرضا
فلم يكُن يطمح ان ينظر اليه
سيهون حتى ...

ولكن بداخله يعلم جيدًا
انه محطم للغاية .. تلك النظرات
الاخيرة التي تلقاها من سيهون

كيف كان مذعورًا وخائفًا
منه ... كان تلسع قلب لوهان
بين الثانية والاخرى منذ ان
غادر من امام بوابة مركز الشرطة

صدره يؤلمه .. ولم يكُن
بوسعه سوى ضربه بقبضه
يده لعل ذلك الالم يتلاشى

وقف امام منزل عائلته
وذهب الى الداخل ..

كان الوقت متأخرًا
والمطر غزير .. والمنزل فارغ
وموحِش وكأنه لم يحوي الحياة
فيه يومًا

بحث عن والدته ولينو
ووجدهما في غرفة لينو
يستلقيان معًا وتنام والدتهُ
بين احضان ابنها الاصغر

اقترب منهما بحذر
واستلقى بالقرب
منهما ، وشعر ببعض السكينة
في قلبهِ

فذراع والدته احتضنتهُ
بعد لحظات من اقترابه منها

ولكن لوهان لم يكُن سعيدًا ابدًا

لقد بالاختناق اكثر واكثر
هو جاء الى هنا ووجد الامان

ماذا عن سيهون ؟
اين ذهب والى من سيلتجئ ؟



استيقظ في الصباح اولاً
ذهب لاعداد الافطار لامه
وللينو ..

وكم كان يشعر بالالفة
والغرابة بسبب تواجد اثر
والده في كل مكان

كيف حالهُ؟ وكيف اصبح؟
وهل هذه الحقيقة؟ او هو
مجرد مظلوم؟

استيقظت والدتهُ اولاً
وبعد رؤيته ذهبت لاحتضانه
بقوة وهي تبكي ..

- والدك سيعود صحيح؟
هذه مجرد اكاذيب اختلقها سيهون
صحيح لوهان؟؟ -

توسلت إليه والدته وهي
تحتضنه بقوة ، وذراعه احتضنت
جسدها برفق

- لا تصمت واجبني يابُني
هل- هل هذا جزاء الحياة
التي قدمناها إليه؟ كيف يفعل
ذلك بوالدك؟؟ -

- لا اعلم يا امي .. لا اعلم -

- مالذي تقوله؟ هل اعمى
الحب بصيرتك واذا بك تتخلى
عن والدك؟؟ -

صاحت بهِ امه وهي تبتعد
عنه ، كانت سترمي بكامل
غضبها عليه

ولكن خروج لينو من غرفته
مذعورًا جعلهما ينظران إليه
بتوتر

- مالامر لينو ؟ تحدث؟ -
صاحت به امه بغضب
لا تريد سماع المزيد من الاشياء
الخانقة

- ل-لقد تم اعتقال زوج عمتي
السيد يون سوو ومنزلهم يتعرض
للتفتيش الان -

- ماذا يحدث لعائلتنا .. اي
لعنة قد اصابتنا؟؟؟ -
صاحت السيدة تشوي
وهي تبكي بصوت مرتفع

ليساعدانها على العودة
الى السرير ، لم تكن كلماتها
مفهومة للغاية

فهي تهذي ، وحينما لمس
لينو جبينها ادرك اصابتها بالحمى

قاطعهما صوت طرق الباب
واذا هم رجال الشرطة هنا

- مالامر ؟ -
سأل لينو ، لم يعد يمتلك اي طاقة
لمقاومة ما يحدث في حياتهم

- لدينا اذن بتفتيش منزلكم
قد يخفي السيد تشوي المزيد
من الادلة هنا ، من فضلكم تفهموا
القوانين -

- حسنًا -
لوهان قال بثبات وهو يحتضن
جانب لينو ليوقفه عن الانفعال
- ولكن من فضلك .. والدتنا
مريضة نريد رعايتها اثناء
تفتيشكم للمنزل -

- من فضلك سيد تشوي
ليغادر ثلاثتكم اثناء التفتيش-

- ولكن — -
اعترض لوهان ولكن
الشرطي نظر إليه وضحك بسخرية

- عائلتكم تحديدًا يجب
ان تشعر بالخجل بعد فعلتها
وتفعل مايريده القانون دون اعتراض -

لم يكُن لوهان قادرًا على قول
اي شيء بعدها ، ذهب هو ولينو
لمساعدة والدتهما على مغادرة السرير

يجلسون في الخارج
ووالدتهم لم تكُن بكامل
وعيها ، تستمر بالهذيان

- يجب ان نأخذها الى
المستشفى على الاقل -
قال لينو بقلق وهو يلمس
جبين والدته

- معك حق .. -

وقف لوهان وذهب ليتحدث مع
رجال الشرطة حول اخذهم
والدتهم الى المستشفى

ولكنهم رفضوا ذلك
كـ اجراء امني ...

كان من المؤلم للينو ان
يرى لوهان يجلس على ركبتيه
امام رجال الشرطة ليتوسلهم ذلك

لقد اصبحوا كالمجرمين
الجميع ينظر إليهم وكأنهم اقذر
مافي الوجود ..


ولكن هذا كان نافعًا
لانهم سمحوا لهم بالرحيل ..

اخذوا والدتهم الى المستشفى
وتلقت العلاج المناسب ، حتى
ان الطبيب منحها علاجات تساعدها
على الهدوء بعد كل هذه الاضطرابات
التي مرت بها

كما انها مريضة اصلاً
لذلك يجب ان تتلقى المزيد من
الرعاية


جلس الاثنان بكثير من الارهاق
امام سرير والدتهما ..

لينو كان يضع رأسهُ
على كتف لوهان ويحتضن
ذراعهُ بقوة

- هيونغ ... -
همس لينو بضعف
- اين سيهون ؟ -

لفظ لوهان انفاسهُ بعمق
- هل ستصدقني اذا
اخبرتك انني لا اعلم ؟ -

- هل هرب منك ايضًا؟
كما يفعل الآخرون ؟ -

- ربما ... -
اجاب لوهان وهو يبتسم بحُزن
ولينو جذبهُ نحوه ليحتضنه بقوة

- لا بأس هيونغ
سنصبح بخير قريبًا .. سينتهي
هذا الكابوس-

- اتمنى ذلك .. واريد
ذلك بشدة -
همس لوهان بقلة حيلة
وهو يُخفي وجهه على
كتف لينو ..

ممتن لهذا الحضن الدافئ
ممتن لان شقيقه بجانبه ولم يغضب
عليه لانه يقف مع القانون ..

- لوهان هيونغ .. اريد منك
طلبًا -
قال لينو بعد صمت طويل

- مالامر .. -
سأل لوهان بتردد وهو
يتراجع من بين احضان لينو

- اريد مقابلة ابي .. هل استطيع؟ -
قال لينو

- ل-لا .. ماذا تريد منه ؟ -
بفزع قال لوهان

ليس الان .. هو ليس مستعدًا
لمواجهة والده .. فكيف للينو
ان يتمالك نفسه ويريد مقابلته؟

- اريد سماع الحقيقة
منه ، لدي الكثير من الاسئلة
والكثير من العتاب .. ارجوك
هيونغ اسمح لي بذلك -

- ولكن .. لينو هذا الامر .. -
لوهان قال وكلماته تبعثرت
في فمهِ ..

- اتـوسل اليك .. لنذهب
اليه ، قد نلتمس الحقيقة منه
ومن كلماته ... -

بإصرار طلب لينو .. كان
موقفه ثابتًا على عكس لوهان
الذي صار يرتجف بمكانه

- هيونغ .. انا معك
وانت برفقتي.. كلانا سيستمد
قوته من الآخر .. -
اكمل لينو ويداه تحتضن
ايدي لوهان بلُطف

- و-ولكن لعلمك .. جميع الادلة
التي وُجدت ك-كانت ضد ابي -

- لا بأس .. لنذهب -
ابتسمت لينو بوسع وهو يقترب
الى شقيقه الاكبر ، يمنحهُ قبلة
على جبينه

ولوهان لفظ انفاسهُ بعمق
شعر بالخجل بينما هو متبعثر
الى هذا الحد ، ولينو الصغير يتمالك
نفسه وثابت على عكسهِ ...

- حسنًا .. كما تريد -
اجابهُ لوهان بعد تردد
ثم عاد لاخفاء نفسهِ بين احضان
شقيقه الاصغر

يشعر انه اناني للغاية
لانه يستمد القوة من لينو ، ولم
يكُن عونًا وسندًا له كما يجب ان يكون

ولكنه منهك حقًا ..
لم يعُد قادرًا على مواجهة اي شيء

ولكن ايضًا
لا يسعه البقاء هنا وترك كل
شيء خلفه..



بعد الاطمئنان على والدتهما
وبعد مغادرتهما للمستشفى
تمكنوا من العودة الى المنزل

ولحسن الحظ ان منزلهم
قد اصبح فارغًا من رجال الشرطة
دون ايجاد اي دليل جديد ضد والدهم

استيقظت والدتهما وكانت افضل
حالاً ، ولكنها لم تتفوه بأي شيء
فقط تناولت الطعام

وطلبت منهما ان ينامان
بالقرب منهما ..

وفي الغد ذهب الاثنان
الى مركز الشرطة ، وهذه المرة
دخل لوهان كـ ابن تشوي تشانغسو
ويريد مقابله والده ..

وعلى عكس الايام الماضية
لوهان قد ظهر وجههُ الآخر
كان ينظر بغضب وكراهية
لأي شخص ينظر إليهما باحتقار

كان يتحمل كل هذا عندما
كان بمفرده ، ولكن لا يريد
ان يتعرض لينو للامر ذاته

لا يريد ان يشعر لينو انه
قمامة ومكروه ، لينو لديه
حياة يعيشها ومستقبل يحققه
لا يجب ان يشعر انه شخص
قذر ..

امسك لينو بيده برفق بعد
ان اخبرهما الشرطي
ان بامكانهما مقابلة والدهما الان

يدلهما على الغرفة التي
سيتلقون بها ، ولوهان شعر
ان خطواته ثقيلة وخانقة

ولكن وجود لينو معه منحه
القوة ، او ربما وجود لينو لم
يسمح له بالضعف فهو يجب ان
يكون الاقوى هنا ..






خفض لينو عيناه للارض
حينما سمع صوت فتح الباب
وصوت خطوات والدهما

على عكس لوهان الذي كان
ينظر للاصفاد التي تقيد والدهما
بهدوء ..

- ا-اهلاً ابي -
لينو قال بتردد ، يُشيح
بعيناه بعيدًا عنه

- اهلاً بني...استغرقكم
الامر طويلاً قبل قدومكم
الى هنا -

ابتسم لينو بوسع ، وكأنه
التمس لُطف والده الذي عهده


- ابـي .. ه-هل كنت بخير؟
ل-لم نستطع القدوم بسبب
ع-عدم تقبلنا للحقيقة -

بَـرر لينو بابتسامة مُجبره

- وانت كيف حالك؟ لوهان ؟ -
سأل الاب وهو ينظر الى ابنه
الاكبر الذي يشيح بعيناه بعيدًا عنه


- كما ترى .. في افضل حال -
بسخرية اجاب لوهان


- ابي .. ابي من فضلك
هل هذا صحيح؟ ه-هل كنت تطعمنا
من اموال المخدرات التي تتاجر بها؟ -

برجاء سأل لينو .. يبدو
مرهق للغاية ويريد فقط سماع
نفي والده

- ليس تمامًا -
اجاب السيد تشوي
ولينو توسعت عيناه للحظات
ثم ابتسم بسخرية


- ك-كيف تمكنت من فعل هذا ؟
ك-كنت رجلاً لطيفًا وحنونًا .. لم اتصور
ابدًا انك كنت ع-عالقًا من امور كهذه !!! -

صاح به لينو بغضب

- هل كنت ارتدي ملابسي
من اموال قذرة؟ او اتناول طعامي
او اعيش حياتي بشكل جيد بسبب هذه
الاموال؟؟ -

- اخبرتك ليس تمامًا !
استخدم هذه الاموال لكم في وقت
الحاجة فقط ، لم ارغب ايضًا في
جعلكم تعيشون على هذه الاموال -

اعترف السيد تشوي
ولينو ضحك بسخرية وهو يضع
يديهِ على وجههِ ..

تختلط المشاعر في داخله
في الحقيقة هو يريد البكاء بغزارة
ثم يحتضنهُ والده بكل حب ورفق كما
اعتاد ان يفعل

ولكنه يشعر انه كالغريب هنا
وكان هذا الشخص ليس والده
حتى تعابير وجههِ كانت غاضبة
وصارمة

- و-وماذا عن اجزاء الجثة
التي وُجدت في سيارتك ؟ -
سأل لينو ..

- ارجوك سوف انسى حقيقة المخدرات
ولكن اخبرني ان لا علاقة لك بذلك .. اتوسل
اليك اخبرني انك بريء!! -

انزلقت دموع لينو وهو يحتضن
يدي والده ، يتلمس صلابة الاصفاد
على معصميه .. ويشعر بالكثير من
الالم ...

- لم افعل -

- حقًا ابي؟؟ هذا صحيح؟ انت
لم تفعل هذا بعائلتنا ولم تحضر سيهون
لعائلتنا لاسباب غريبة صحيح؟ -

سأل لينو مجددًا .. يريد
سماع المزيد من النفي من فم
والدهِ

- اخبرتك انني لم افعل -
اجاب السيد تشوي بثبات ..


- اذًا اعطني دليلاً واحدًا
يكون في صفك ! -
صاح لوهان بعد صمتهِ الطويل

- اخبرني بدليل واحد يثبت
لي عدم ارتباطك بهذه الجريمة
يا ابي !! -

ارتفع صوت لوهان وهو
يقف غاضبًا

- اللعنة انا ادور كالمجنون
في الارجاء بحثًا عن دليل برائتك
ولم اتمكن من ايجاد الا ادلة
تكون ضدك ! -

- و-ولكن هيونغ ..
انه يقول .. انه لم يفعل -
لينو قال بعجز ..

- اتعتقد اني لا اتمنى ذلك
يا لينو .. اين كُنت يا ابي في
تلك الليلة التي حدثت فيها الجريمة؟
انت حتى لا تمتلك عذرًا تتغيب بها
انت حتى لم تكُن متواجدًا في حفل
زفاف شقيقتك !! -

استمر لوهان بإلقاء غضبه
وكأنه يخرج تلك المشاعر
المتكومة في قلبهِ

- لماذا كل دليل اجدهُ
يكون ضدك يا ابي؟ اتـوسل اليك
اخبرني عن دليل يساعدني على
اخراجك من كل هذا ... -

تهـاوى جسد لوهان ، ولينو
اسرع في مساعدته ليعود
الى مقعده

- لم اكن اعلم اي شيء
حول اجزاء الجثة في السيارة.. -

بعد صمتهِ الطويل
قال السيد تشوي

ولوهان ضحك بسخرية
- ولكنك كنت تعلم انها في مخزنك
صحيح ؟ -

توسعت اعيُن السيد تشوي
للحظات قبل ان يعود لثباته
- ليس كذلك -

- انه كذلك .. عندما فكرت بالامر
جيدًا ، انت لم ترغب يومًا ان يقوم
احدنا بتولي اعمال مؤسستك من بعدك
ولم يتوقف الامر هنا ... كنت ترفض
ان ندخل الى ذلك المخزن
بشكل متكرر ، وتغضب علينا بشدة
اذا فعلنا -

قال لوهان بهدوء ، ولينو توسعت
عيناه بإدراك ايضًا ... حتى في ذلك
اليوم الذي اخذوا فيه مفتاح المخزن
لاخذ السيارة

احتاجوا لاعداد خطة لضمان عدم
معرفة والدهم بذلك ... لانه سيغضب !


- اذا كنت تمتلك ولو دليلاً واحدًا
يكون في صفك اخبرني .. ارجوك -
عاد لوهان للتحدث بلُطف ولكن والده
اشاح بعيناه بعيدًا عنه

- انتهت مدة الزيارة -
دخل الشرطي .. يقاطعهم

- لوهان .. -
قال السيد تشوي بعد ان وقف
يقترب الى ابنهِ

يجذبهُ الى احضانهِ ..

- توقف عن البحث
اكثر ... اخشى انك لن تكون بخير -
همس بذلك في اذن ابنه..

قبل ان يتراجع مبتعدًا ويغادر ..

وتوقف لوهان في بُقعته
بلا حِراك .. هل هدده والده
الان بكل وضوح ؟؟

يُمسك الشرطي بمرفقه يرشده
الى طريق المغادرة

كان لينو يبكي بقوة
لقد جاء الى هنا بهدف ايجاد الحقيقة
من بين كلمات والدهِ ، ولكن والده
وكأنه اثبت التهمة عليه

شعر ان دواخله تتحطم .. كيف
ستتحمل والدته هذه الحقائق؟
كيف سيصبح حال عائلتهم الان؟

هو لا يعلم كيف ستكون الايام
القادمة .. ستكون قاتمة وخانقة للغاية ..

غادر كلاهما ، لوهان كان
يحتضن لينو بقوة

والجميع ينظر لهما باحتقار
وكراهية ..

ومن بين تلك الاعين التي تنظر
إليهم ، ولم تؤثر في لوهان ابدًا ...

الا ان هناك جسد كان
يقف بعيدًا عنهما ، عيناه تنظر
إليهما بكثير من الخذلان ..

كان سيهون ينظر لهما
كالخونة ...

ولكن لوهان لم يكن
يمتلك اي مبرر .. او اي سبب
لزيارتهم لوالدهم ..

في الحقيقة كان عقله عالقًا
في تلك اللحظة التي همس فيها
والدهُ في اُذنه ..

عندما هدده بكل وضوح ...

غادر الاثنان مركز الشرطة
لوهان ابقى شقيقهُ في الخلف
منحه غطاء دافئ ومشروب
ساحن ..

- ساذهب الى وجهة ما .. -
قال لوهان وهو يقود السيارة بسرعة

ينظر الى العنوان المكتوب في
الاوراق التي صورها مسبقًا

اذا كان والده يهدده ليتراجع
فهو سيندفع الى الامام بقوة
بحثًا عن الحقيقة ..

هذا لا يُخيفه ابدًا ..

وصل بعد ساعة ونصف
الى العنوان المذكور في السجلات
ينظر الى لينو النائم في الخلف..
وهو ممتن لذلك ..

لا يجب ان يعلق لينو في
اي شيء ..

نزل الى المباني السكنية
يبحث عن رقم الشقة المدون
في السجل ..

يضغط على الجرس بتردد
يلفظ انفاسهُ بعمق وهو يسمع
صوت الخطوات من خلف الباب ..



- مرحبًا ؟ -
رحبت بهِ سيدة كبيرة في السن

- اهلاً سيدتي .. انا محامي
ادعى تشوي لوهان ...
اريد ان اطرح عليك بعض الاسئلة
حول ابنتك "يونهي" التي اُختطفت
قبل اعوا—— -




توقف لوهان عن اكمال عبارته
عندما اغلق الباب في وجههِ بقوة ..









—•••—
الـجزء العاشر ، انتهى.

Continue Reading

You'll Also Like

524K 16.1K 30
مَنَعَ النَومَ شِدَّةَ الاشتِياقِ :::وَاِدِّكارُ الحَبيبِ بَعدَ الفِراقِ لَيتَ شِعري إِذا بُثَينَةُ بانَت :::هَلَّنا بَعدَ بَينِها مِن تَلاقِ وَلَقَ...
596 56 8
🟡️متوقفة مؤقتا + قيد التعديل سأنتظركِ لآلآف السنين لو استطعت، لكنى سأحميكى لنكبر معاً ونموت معاً، لنضحك معاً ونبكى معاً، وعلى وعدي سأوفي. . . . ☆هوا...
17.7K 1.4K 28
جيمين " اذا لم اكن شيئا بالنسبة لك " جونغكوك " نعم، لقد كنت........... مجرد عاهر صغير " «حيث يقع بارك جيمين الجميل والبريء ذو القلب النقي البالغ من ا...
601K 29.4K 53
كام جاب سجينه جبيره زحفت وابجي ::- شتريد سوي شتريد ::- تبقين مالتي تعجبيني بكلشي وراح اسوي طول عمرج مراح تفكرين اصلاً برجال غيري همست بوجع ::- شاه...