يوم الجمعة (تعافيت بك)

By ShamsMohamed969

1.4M 89.5K 20.7K

حلقات خاصة من رواية تَعَافَيْتُ بك في كل مناسبة و كل جمعة و كل عيد و مناسبة حتى عيد العمال More

تنويه هام:
1_الجُمعة الأولى
2- الحلقة الثانية
3_الحلقة الثالثة
4_الحلقة الرابعة
5_الحلقة الخامسة
6_الحلقة السادسة
7_الحلقة السابعة
8_الحلقة الثامنة
9_الحلقة التاسعة
10_الحلقة العاشرة
11_الحلقة الحادية عشر
12_الحلقة الثانية عشر
13_الحلقة الثالثة عشر
14_الحلقة الرابعة عشر
15_الحلقة الخامسة عشر
16_ الحلقة السادسة عشر
17_الحلقة السابعة عشر
18_الحلقة الثامنة عشر
19_الحلقة التاسعة عشر
الحلقة العشرون
الحلقة الواحدة وعشرون
22_الحلقة الثانية والعشرون
23_الحلقة الثالثة والعشرون
24_ الحلقة الرابعة والعشرون
25_الحلقة الخامسة والعشرون
الحلقة السادسة والعشرون
27_الحلقة السابعة والعشرون
الحلقة الثامنة والعشرون
29_الحلقة التاسعة والعشرون
31_ الحلقة الواحدة والثلاثون
رواية معرض الكتاب
حلقة خاصة
مِسك الـخِتام

30_ الحلقة الثلاثون

35.8K 2.5K 391
By ShamsMohamed969

"الحلقة الثلاثون"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
____________________

_الهَنا هُنا لأنكِ هُنا معي أنا وأنتِ بجوار قلبي هُنا
____________________

لمعت العبرات في عيني"ياسين" من فرط الدهشة فوجدها تقترب منه وهي تقول بمرحٍ تشاكسه:

_قولتلك هتبوس راسي قدامهم، هو أنا أي حد ؟؟.

وقف حائرًا لم يقو على إبداء الرد في فعلهم، عائلته وكل أحبته هنا، هذا الحلم الذي تمناه ذات يومٍ أن يجمعهم سويًا، وسرده عليها أن يريد جمعهم مع بعضهم هي نفذته له وحققت مبتغاه، تلك التي وافق لأجلها أن يكون هنا، تواجد لأجلها ولأنها هي هُنا، تلاقت نظراتهما سويًا هي تبتسم له وهو يتمن بنظراته حتى اقتربت منه تسأله بلهفةٍ:

_طمني المفاجأة عجبتك؟؟ والله عمو هو اللي قالـ…

بترت حديثها حينما احتضنها هو أمام الجميع في حركةٍ مُفاجأة لها جعلتها ترفرف عدة مراتٍ ببلاهةٍ وسرعان ما سيطر عليها الخجل وهي ترى النظرات الموجهة نحوهما من الجميع، فيما ابتعد عنها هو وقال بنبرةٍ هادئة وهو يطالع عمق عينيها:

_شُكرًا….شكرًا علشان أنتِ هنا.

ابتسمت له ثم حدثته بنبرةٍ خافتة وهي تقول بمزاحٍ:

_مبوستش راسي برضه؟؟ بس هعديهالك.

ابتسم لها ثم تحرك نحو والده يحتضنه بحبٍ بالغٍ وهو يقول بتأثرٍ ظهر على صوته:

_مقولتش ليه إنك ناوي تعمل كدا ؟؟ كان لازم روح المحامي اللي جواك تخرج يعني، بس كدا كدا الدنيا كلها نورت بيك، ربنا يخليك ليا.

ابتعد عنه "رياض" وهو يطالعه بحبٍ وقال يشاكسه:

_ياولا أنتَ فاكرني زيك قلبي أبيض ؟؟ دا أنا قديم أوي بصراحة مراتك كتر خيرها تعبت معايا أوي في التنفيذ، بس بتحبك أوي ونفسها تفرحك بجد.

حرك رأسه نحوها فوجدها تبتسم له حينها قال هو بصدقٍ:

_وأنا كمان بحبها وأحب اللي يحبها.

تدخل الصغار يركضون نحوه وكذلك الشباب أيضًا وفي غضون ثوانٍ كان المكان امتلأ بهم جميعًا وبعد الترحاب بينهم وقف "ياسين" يتابع المكان بنظراته وقد لاحظ اختفاء "حسن" من المكان فسألهم بتأهبٍ:

_هو فين "حسن" ؟؟ مش كان هنا معاكم؟؟

في هذه اللحظة دلف "حسن" و "ميمي" تستند على كفه ففرغ فم "ياسين" بدهشةٍ من تواجدها واندفع نحوها يسألها بلهفةٍ:

_ أنتِ جيتي معاهم ؟؟ أنا كنت خايف تكوني لوحدك.

ابتسمت له وهي تقول بنبرةٍ هادئة:

_حُكم القوي على الضعيف وأنا مقدرتش على زنهم، كفاية "عامر" اللي صدعني.

رفع "عامر" حاجبيه بسخريةٍ وتشدق قائلًا:

_أخرتها مصدعك؟؟ دا بدل ما تشكريني علشان جيبتك تشمي هوا نضيف بدل الحارة اللي صداعها، شكرًا يا ستي.

كان يحمل صغيرته على يده فمالت بجسدها تشير إلى "عمار" حتى اقترب منها يائسًا ثم حملها على يديه فوجدها تضحك بفرحةٍ.

بعد مرور دقائق من الأحاديث وصوت الصغار الذي أخذ يرتفع عاليًا دلف العاملون بالمكان يمسكون أطباق الطعام وهناك أخرون يمسكون طبقًا مستدير الشكل في داخله وجبة "الجمبري" ابتسم "ياسين" بسعادةٍ فتحدث "حسن" حينها يقول بزهوٍ:

_دي بقى بتاعتي أنا، اعتبرها هدية عيد ميلادك، أمسك الشمعة بتاعة حرفك علشان تطفيها.

ألقى له الشمعة فالتقطها "ياسين" بكفيه وهو يقول بمرح:

_طول عمرك رجولة وأبو الواجب يا أبو "علي".

تحدث "طارق" يقول بنبرةٍ هادئة:

_هتلاقي بيبسي نازل وسلطات وعيش دول من عندي.

ضحك "ياسين" له وهو يقول:

_يدوم العز يا غالي، طول عمرك صاحب واجب.

قال حديثه ثم نظر لـ "وئام" يستفسر منه فقال الأخر بسخريةٍ:

_معلش الظروف مزنقة معايا شوية فجيبت البابا غنوج.

ارتفع صوت ضحكاتهم، فقال "أحمد" بنفس السخرية:

_أنا بقى جايب اتقل حاجة هنا، البصل اللي اتعمل بيه الرز، فلوس مش عارف أوديها فين.

عادت السخرية من جديد والمرح وسط الصِغار برفقة الكبار معهم، فمالت "هدير" على أذن "حسن" تقول بتهديدٍ له:

_عارف لو في عيد ميلادي مجبتليش تورتة جمبري أنا هعمل فيك إيه ؟؟ أنا هحبسك في البيت مدى الحياة.

رفع حاجبيه ونظر حوله يراقب أحاديث الآخرين ثم نظر لها من جديد يهتف بسخريةٍ:

_طب وبعد ما تحبسيني ؟؟ اخرتها إيه بقى ؟؟

أقتربت منه تهمس له بقوله:

_هتدلع عليك بقى براحتي بدل ما تنزل وتسيبنا، دا حقي.

ضحك رغمًا عنه بيأسٍ منها وكذلك ضحكت له هي الأخرى، هي تحب هذا تحب مشاكسته التي تخرج ضحكته بهذا الشكل كما أنها تحب فرحته حين تنطق عيناه بها، كل شيءٍ جمعها به تشعر بالامتنان تجاهه، حتى صغيراها هي تُحب حتى حروف اسميهما، كل شيءٍ له علاقة به تحبه هي وتسعى لأجله كونه هو المستحق لطاقة الخير بداخلها.

تلاقت نظرات "ياسين" بـ "وليد" فتحرك من مكانه واقترب من الأخر يحتضنه وهو يقول ممتنًا له:

_معلش بقى كنت فاهمك غلط، ألف شكر.

ربت "وليد" على ظهره وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

_طول عمرك فاهمني غلط، بس عادي واخد على كدا منك، عد الجمايل اللي مغرقاك من ساسك لراسك يا مهلبية.

ربت "ياسين" على ظهره فقط ونظر له بامتنانٍ التقطه الأخر فتحدث قائلًا بنبرةٍ رخيمة:

_بصراحة اللي عمل كل حاجة عمو و "خديجة" أنا بس كنت عنصر الاستفزاز في الموضوع مش أكتر.

ضحك "ياسين" رغمًا عنه ثم جلسوا حول الطاولة يتناولون الطعام معًا بعد إتمام وضعه على الطاولة، الجميع هنا بجوار بعضهم يجلسون سويًا يتناولوه طعامهم مع بعضهم، حياة شبه مثالية لكنها ليست هكذا، فقط الثقة باختيارات الله والتسليم لأمره هما ما يجعلان المرء في الشعور بالرضا، لايوجد منا فردٌ حياته تتسم بالمثالية، لكن هناك من يرونها هكذا وبالتالي يسعون لتكليل حياتهم بالفرح حتى لو للحظاتٍ عابرة لم تدم طويلًا.
__________________________________

عادوا من المطعم إلى البيت وكذلك عائلة "ياسين" ذهبوا إلى بيتهم إلى أن يتم اللقاء في الغد بين العائلتين على شاطيء البحر.

بعد مرور ساعتين من العودة كانت "جاسمين" مع "فاطيما" في الشقة التي تجلس بها "جميلة" وفتياتها الثلاثة بينما "نغم" بقيت بجوار والدتها ثم طلبت منها أن تنزل معها تجلس أمام البحر ليلًا ومع إصرارها لم تقو على الرفض بل وافقت واذعنت لها ثم نزلت معها تجلس أمام البحر ليلًا وقد لاحظت ارتخاء ملامح صغيرتها المُحبة للطبيعة فسألتها بهدوءٍ:

_بتحبي البحر يا "نَـغم" ؟؟.

حركت رأسها موافقةً ثم قالت بنبرةٍ ضاحكة:

_بحب ريحته، بحسه حلو بطلت أخاف منه علشان كدا بقيت بحبه.

ربتت "خديجة" على خصلاتها وقالت بقلة حيلة:

_عارفة !! أنا كنت بخاف من "ياسين" كدا برضه خايفة أقرب منه وخايفة أعرفه وخايفة يكون زي الكل الناس، بس طلع عامل زي البحر دا، يعرف إزاي يشدك.

استنكرت الصغيرة حديثها وسألتها بتعجبٍ:

_بابا !! حد يخاف من بابا ؟؟ دا طيب أوي.

ضحكت "خديجة" رغمًا عنها وهي تقول:

_وأنا كنت أعرف منين أنه طيب؟؟ بس بعدها عرفت أنه أحسن حاجة جت في العمر وأنه مستحيل يكون فيه زيه، أول ما اطمنتله لقيت نفسي بحبه، علشان كدا بفضل آكد عليكم إننا منزعلهوش.

ابتسمت "نغم" وسألتها بلهفةٍ:

_ماما هو أنا المفروض أعمل إيه علشان أكون زيك كدا هادية وطيبة وأي حد يقول إنه بيحبك، أنا مش عاوزة لما أكبر الاقي حد بيقول أنه بيكرهني، علشان أنا مش بكره حد.

رفعت كفها تمسح على رأسها وقالت بحنانٍ بالغٍ:

_طب ما أنتِ كدا بجد، وكل الناس بتحبك محدش بيزعل منك علشان أنتِ مبتزعليش حد، أنتِ عسولة وطيبة وحنينة ونور عيني كمان، أول حتة مني أمسكها بأيدي وكأني أول واحدة في الدنيا تمسك نجمة من السما بإيديها.

ابتسمت الصغيرة لها ثم اندفعت تعانقها تستشعر دفء عناقها ثم هتفت بنبرةٍ خافتة:

_طب أعمل إيه علشان أفضل كدا ومزعلش حد مني؟؟.

تنهدت الأخرى ثم مسحت على ظهرها وهي تقول:

_مرة زمان شوفت فيديو لشيخ أو لراجل حكيم كان وسط ناس كتير بس كان بيقول كلام أغنى من الدهب نفسه، غالبًا لخص الحياة كلها في كلامه، قال بالنص كدا

"أنتَ هتفرز في الناس هتضيع عمرك أونطة، لكن حِب، اللي تقابله حبه، واللي متحبوش متكرهوش، واللي متثنيش عليه متغتابوش، واللي متنفعهوش متضرهوش، خليك ذوق…خليك مُحمدي، فاهمة يعني إيه؟؟.

حركت رأسها نفيًا وطفقت الحيرة تظهر على ملامح الصغيرة فقالت "خديجة" بتفسيرٍ:

_يعني منفضلش نختار في الناس، نحب الخير لكل الناس ونساعد الكل، واللي مقدرش أحبه يبقى اتجاهله أحسن بدل ما أكرهه وأدخل حياتي مشاعر سلبية، واللي مقولش في حقه كلام حلو أو أشكر فيه يبقى مجيبش سيرته بشر أو حتى اتكلم عنه، واللي مش هقدر اساعده وانفعه في حياته متضرهوش وأكون مؤذي ليه، خليك ذوق وخليك محمدي، يعني حاول تتصف بصفات سيدنا "محمد" هي دي سر الدنيا، لكن الشطارة والفهلوة بقى دول صفات مؤقتة طول ما القلب عمران بالخير استحالة قسوة الغير تأثر فيه.

احتضنتها "نغم" من جديد والأخرى تربت عليها حتى وجدت "مازن" و "زياد" يركضا نحوهما يجلسان برفقة "نغم" التي ضحكت لهما ثم ركضت لهما تلعب بالرمال.

نظرت لهما "خديجة" وهي ترى أن العمر مر في لمح البصر ألم تكن البداية بالأمس؟؟ البوم ترى فتاتها الكبرى بجوار ابناء أخيها يلعبون سويًا كما كانت تلعب هي مع أبيهم؟؟ شردت في مظهرهم فوجدت صوته يقول من خلفها بنبرةٍ جامدة:

_يا صيع ياولاد الصايع، مقولتوش ليه انكم نازلين يا حيوان منك ليه؟؟ سايبين "عبلة" قالبة الدنيا عليكم؟؟.

تحدث "زياد" بضجرٍ:

_هدي نفسك بس علشان الضغط وتعالى ألعب معانا.

رفع "وليد" حاجبيه فيما ضحكت "خديجة" والتفتت له تقول بسخريةٍ:

_ما شبه أباه فما ظلم، تعالى يا أخويا.

اقترب يجلس بجوارها ثم أخرج هاتفه يخبر زوجته بمكانهما قائلًا:

_لقيتهم مع "نغم" على البحر يا "عبلة" متقلقيش أنا معاهم أهو و"خديجة" هنا هطلع بيهم.

أغلق معها الهاتف ثم تنهد بعمقٍ فسألته "خديجة" بتعجبٍ:

_مالك ؟؟ حد مزعلك؟؟.

حرك رأسه نفيًا وهتف بنفاذ صبرٍ:

_عاوز أنام، بس مش عارف أنام، علشان مبعرفش أنام برة سريري، شوفتي المشاكل الصعبة ؟؟ أخوكِ بينهار.

رفعت كفيها تقول بقلة حيلة:

_يارب ديم علينا مشاكل من النوع دا.

لكزها في كتفها بكفه فضحكت هي له ثم أشارت له حتى اقترب منها برأسه فوجدها تضمه ثم ربتت على خصلاته حتى ابتسم هو واغمض جفونه بسلامٍ فوجدها تسأله بتعجبٍ:

_ولا !! أنتَ حاطط زيت جوز هند في شعرك ؟؟.

رفع عينيه يطالعها وهو يقول بسخريةٍ:

_لأ ياختي دي سوبيا، أصلي بحبها.

ضحكت على قوله ثم تحدثت بسخريةٍ:

_طبعًا كلنا عارفين أنهي سوبيا بس منقدرش نقول.

رفع رأسه يتنهد بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ هادئة:

_هي السوبيا اللي أنتِ عرفاها، عارفة لما تحسي إن فيه ريحة كدا طول ماهي محوطاكي أنتِ متطمنة ؟؟ أهو نفس الحوار معايا الريحة دي بحس إنها دافية وبتطمني أوي، علشان كدا بحبها أوي فبخليها محوطاني، فاهمة كلامي؟؟.

حركت رأسها موافقةً وهي تبتسم له فاقترب "ياسين" يجلس بجوارهما ينطق بسخريةٍ:

_اتمنى مكونش مضايقكم بوجودي، يا بهايم الحركة دي بتضايقني، اقول عليكم إيه؟؟.

اعتدل "وليد" وهو يقول بضجرٍ منه:

_يا ستار عليك دا أنتَ عيل حقودي أوي.

ضحكت "خديجة" ولكزته في ذراعه تقول بنبرةٍ جامدة:

_متشتمش جوزي لو سمحت !!.

ضحك "ياسين" بتشفٍ به ثم ضمها إليه يراقص حاجبيه للأخر الذي نطق بسخريةٍ تهكمية:

_بلاش تكيد فيا علشان مترجعش تزعل تاني، خليني ساكت أنا راجل متربي ومحترم، قولت إيه يا مهلبية؟؟.

تحركت "خديجة" من مكانها وهي تقول بعجالةٍ:

_شكلكم غاويين هزار أنا مُضطرة أتحرك أطلع أشوف "جاسمين" و "يزن" علشان قلقانة بصراحة عن أذنكم.

تحركت من المكان ومعها الصغار الثلاثة فيما ظل الاثنان جالسيْن محلهما، فتحدث "وليد" بسخريةٍ وهو يطالع موج البحر:

_شكلك مبسوط ورايق أوي، ممكن أعرف السبب؟؟.

رد عليه الأخر مُفسرًا بصوتٍ تخلله الراحة:

_علشان فرحت بسببكم، بتمنى أي حد افرحه في يوم يبقى حس بنفس احساسي كدا أنه فرحان وبصراحة عاوز اشكرك أكيد كان ليك دور كبير في الليلة دي.

ابتسم "وليد" بخفةٍ وهتف بنبرةٍ هادئة:

_أنا بس حجزت المكان علشان "خديجة" قالت إنك بتحبه، بصراحة هي كان كل غرضها إنك تكون فرحان بجد كانت عاوزة تعمل أي حاجة تفرحك ولما سألتها قالتلي إنها بتحب تفرحك زي مابتحب تفرحني، تصدق أول مرة أخد بالي ؟؟.

نظر له "ياسين" بتساؤلٍ جعله يتحدث مفسرًا بقوله:

_إنك شبهي مع اختلاف وجهات النظر والأسلوب، يعني لو عليك ممكن تفرح أي حد في حياتك وأنا برضه عندي استعداد أدي لأي حد روحي، بس الطريقة تختلف وكذلك أسلوب التعامل، لكن المبدأ واحد، بس أنتَ بقى غاوي اهتمام بالناس أنا مش كدا خالص.

سأله "ياسين" بحيرةٍ من حديثه الأخير:

_يعني إيه ؟؟ أنا مش فاهم.

فسر الأخر القول بحديثه:

_يعني ممكن تكون بتهتم برأي الناس فيك بس أنا مش كدا، وممكن تكون بتبرر مواقفك أنا مش كدا، أنا ميهمنيش رأي حد طالما بنام مرتاح وأنا مش ضارر حد يبقى خلاص، اللي بيهتم بالناس بيخسر نفسه، ولو خسرت نفسك يبقى كدا أنتَ ضيعت، عارف لما جيت أتعلم السواقة مين اللي علمني؟؟.

حرك رأسه نفيًا ليضيف الأخر مفسرًا بقوله:

_"طارق" ابن عمي، ساعتها علمني درس عمري ماهنساه في حياتي، قالي لو عاوز تتعلم السواقة بصحيح على أصولها حط عينك على الطريق وسيبك من اللي على الطريق، متشوفش غير نفسك في السِكة، لو بصيت على طريقة كل واحد فيهم لازم تتلغبط، واللي عاوز يوصل معندهوش وقت للغبطة، لو عاوز توصل على طريق لازم تكون المنافس الوحيد ليك، لما قالي الكلام دا كنت فاكره لسواقة العربيات بس، لكن لما ركزت عرفت أنه ينطبق على كل حاجة في الدنيا، اللي بيسمع كلام الناس كسبان حبهم بس اللي بيسمع لنفسه كسبان حبها، فهمت؟؟.

حرك رأسه موافقًا فارتمى عليه "وليد" يقول بسخريةٍ:

_طب يلا اسمع كلامي بقى وحط إيدك في راسي علشان مش عارف أنام، يلا أنتَ هتمشي كلامي عليا أنا ولا إيه؟.

ضحك "ياسين" ثم رفع كفيه يربت على خصلات "وليد" وهو يضحك رغمًا عنه على هذا الرجل الذي يشبه الصغار في طريقتهم وفي حبه لمن حوله حتى طريقة التعامل.
_____________________________

في منطقة أخرى بمحافظة الاسكندرية..

لم يكن الوضع مشابهًا للوضع في بيت آل "رشيد" بل كان يختلف تمامًا حيث أن المنطقة بأكملها خاصة بالشقق المصيفية، وهذه الشقق تتسم بالطابع المرح حيث صوت الاغاني والسهر في الشُرفات الممتلئة بالسكان، خاصةً في الطابق الأول الخاص بشاليه "رياض" جلس في الشرفة مع "فهمي" بجوار "ميمي" والنساء يستمتعون بالهواء الممتزج برائحة البحر بنسماته.

على العكس في صالة الشاليه ارتفع صوت الموسيقى الصاخبة والصغار يرقصون مع بعضهم وبجوارهم الشباب حتى قام "عامر" بسحبهم ليتشاركون الرقص مع الصغار فقامت "إيمان" بالتقاط الصور لهم وحينما ازداد الحماس لديها أطلقت زغرودة عالية جعلت الضحكات ترتفع على فعلها الغريب.

بعد مرور دقائق خرج "رياض" وصديقه "فهمي" يقفون وسط الشباب وهم يصفقون بحماسٍ جعل "عمر" الصغير يفتح الهاتف ويوثق اللحظة ثم أرسلها إلى "ياسين" وكتب أسفل الفيديو القصير:

_مصاحبش الفرافير حتى لو راكبين فيراري، واخد بالك ياعمو؟؟.

ضحك "ياسين" ما إن رأى الفيديو ثم أرسل له بسخريةٍ:

_بس أنا معيش فيراري يابن الأهبل، أنا معايا مرسيدي سودا، ربنا يوعدنا إن شاء الله بالفيراري أنا وأبوك.

أغلق هاتفه يضعه في جيبه ثم انتبه لـ "وليد" الذي نام على قدمه فابتسم وتشدق بسخريةٍ:

_ويقولك معرفش أنام غير في سريري، والكداب نايم على الرملة.

استمرت السهرة عند "رياض" بمرح الصغار ومشاركة الكبار لهم يسرقون من الأيام لحظات سعيدة قبل أن يعودوا من جديد إلى الروتين المعتاد والحياة العملية التي شارفت على القدوم.
______________________________

في اليوم التالي عند عائلة الرشيد..
توقفت أسفل البيت الحافلة التي قام "عامر" بتأجيرها لكي يتحركون بها بدلًا من سياراتهم، ولأول مرة يتم الاتفاق على شيءٍ يفعله "عامر" من قبل الجميع.

تحدث بعدما أوقف الحافلة:

_يلا يا رجالة علشان ننزل، رحلة سعيدة.

اقترب منه "خالد" يتحدث بنبرةٍ ضاحكة قائلًا:

_يمين بالله مش قادر أشوفك غير الراجل بتاع أغنية كاظم الساهر اللي كان بيسوق بالعيال وهما عريانين، سامحني بس الصورة مش طالعة من دماغي.

التفت "عامر" ينظر خلفه وتفحص الحافلة بنظراته قائلًا بسخريةٍ:

_غريبة العيال كلها متربية ولابسة، مش شايف حد قليل رباية غيرك يا "خالد".

قبل أن يهجم عليه "خالد" تدخل "ياسر" يحول بينهما بعدما منعه وهو يقول بلهفةٍ:

_بس أقف عندك، افتكر أنه لو حصله حاجة هنتسوح بعدين أنتَ اللي روحت تستفزه ليه.

انتفض "عامر" يقول بضجرٍ:

_قوله البيه فاكر نفسه حاجة… وهو أقسم بالله كل حاجة.

قالها بخوفٍ من نظرة "خالد" الذي ضحك له ثم نزل من الحافلة يتابع نزول الصغار وقال لابنه بتحذيرٍ:

_ولا ؟؟ أقسم بالله يا "يونس" لو لقيتك عاملي فيها ابن البحار وقلبك ميت لأخليك ابن الرمال وادفنك فيها.

رد عليه "يونس" بنبرةٍ ضاحكة:

_تصدق معاك حق ؟؟ أنا فعلًا مينفعش أعمل كدا خصوصًا أني ابن أصول بقى.

بعد مرور دقائق اجتمعت العائلة بالعائلة الأخرى على شاطيء البحر إن لم يكن الشاطيء بأكمله تحت سطوة العائلتين، كان عددهم مهولًا لكن ما أعطاهم الحرية في الأمر أن الشاطئ خاص بالسكان لذا العدد القليل أعطاهم الكثير من الحرية في التحرك والتحدث وخصوصًا عند الآتي.

أخرجت النساء الطعام التي قمن بصنعه لكنه لم يكن مناسبًا لهذه الأوقات أو المكان نفسه، مما جعل "فارس" بن "وئام" يسأل بسخريةٍ:

_محشي ومومبار ولحمة ومخلل وسلطة على البحر؟؟

تدخل "وليد" يهتف بسخريةٍ:

_وزعلانين أوي لما بنقول السياحة مضروبة.

تحدث "حسن" بنبرةٍ ضاحكة وهو يتابع ملامح "عامر":

_السياحة في مصر اتضربت من يوم ما "عامر" مسكها باين، لامؤاخذة يا غالي بس أنا بقول الحق.

أيده "عامر" بقوله المرح:

_مليش وش أكدبك، أقسم بالله من أول أسبوع حصل سطو مسلح على أتوبيس سياحي وكلنا لبسنا الليلة والشركات خسرت كتير.

انتشرت الضحكات والسخرية والهمسات فيما تحدثت "مشيرة" تامر الأخريات بقولها:

_طلعوا بقى المحشي علشان "سلمى" طلبته علشان أنا مش مرتاحة وقلبي متوغوش أقسم بالله.

تحدث "أحمد" بقلقٍ هو الأخر:

_مش عارف قلقان ليه بس يارب ميحصلش، خصوصًا إنها صممت تجيب حاجتها وهي جاية إن شاء الله تبقى هلاوس.

ضحكت "سلمى" وقالت بنبرةٍ مرحة:

_ياعم فيها إيه ما أولد هنا علشان ابني يطلع عويم.

لوى فمه بسخريةٍ وسط الضحكات التي انتشرت عليها لتضيف "خلود" بحماسٍ:

_جماعة لو هي عملتها دلوقتي أنا هبقى فرحانة علشان كلنا سوا واللحظة دي هتبقى لحظة تاريخية، قولوا يارب بس.

نظر لها "عمار" وهو يجاهد لكتم ضحكته فوجدها تبتسم له ثم غمزت بشقاوةٍ جعتله يرفع حاجبيه بدهشةٍ ثم داعب الصغيرة "ريتاج" التي تجلس على قدمه.

بعد مرور بعض الوقت من تناول الطعام الغريب وقف "مرتضى" يعلنها صراحةً بنبرةٍ عالية:

_بصوا يا حبايبي خبط لزق كدا علشان الإنسان طاقته يدوبك، إحنا جايين هنا نفرح ونمرح ونقل أدبنا، أي حد عنده أخلاق أو كسوف أو خجل يتفضل يروح عند أمه علشان خلقي ضيق، أنا وجاي ورافع شعار مصيف سعيد برعاية عيلة الشيخ وعيلة الرشيد.

ركض "وليد" يقف مجاورًا له وهو يضحك بحماسٍ فتحدث "محمد" بتهكمٍ:

_أهو أول واحد قليل الأدب أهو، اللي بعده يلا.

ابتسم "طارق" بخبثٍ واقترب يقف بجوار "وليد" مما جعل الضحكات ترتفع عليه وعلى هيئة والده بسخريةٍ ومن بعدها "حسن" و"ياسين" وبقية الشباب وكذلك الصبية الصغار و "رياض" ومعه "فهمي" و "طه".

لم يبقى في الجهة الأخرى سوى "محمود" و "حسان" و "محمد" الذي قال مستسلمًا بقلة حيلة لأخيه الكبير:

_عن إذنك يا "حودة" هما اللي عاوزني والله.

ضحك الشباب عليه والصغار أيضًا ومن بعدها بدأ اللعب بالكرة والأغاني العالية يرتفع صوتها بجانبهم وقد، بينما الفتيات والنساء جلسن مع بعضهن بالفتيات يلعبن مع بعضهن بالأوراق الرقمية "كوتشينة".

أجواء مرحة مع رائحة البحر وصوت أمواجه العالية وبداية الغروب الذي بدا يعلن عن نفسه من خلال قرص الشمس الذهبي، رائحة الرمال المبتلة بفعل حركة الأمواج، الدفء المنبعث من حرارة الشمس تخالطه برودة غريبة من درجة حرارة المياه المُلطفة للأجواء، ساعات تختطف الأنفاس وسط المرح والضحكات من فريقٍ والتذمر والضجر من فريقٍ أخر لتشق صرخة "سلمى" هذه الأجواء حينما اشتد عليها الألم فجأةً وقد انتبه له "أحمد" و معه "طارق" ليركضا سويًا نحوها بقلقٍ وهي تصرخ بنبرةٍ عالية، جعلت "ميرفت" والدة "ياسر" تقول بلهفةٍ:

_قومي يا "عفاف" الحقي البت وشوفي شغلك، يلا.

انتفضت "عفاف" خلف "سهير" وبقية نساء العائلة نحو البيت وقد وقف "وليد" يسأل بتهكمٍ:

_ودا اسمه إيه بقى إن شاء الله ؟؟

تحدث الصغار في آنٍ واحدٍ مع بعضهم بسخريةٍ يجاوبون سؤاله:

_مصيف سعيد برعاية عيلة الشيخ وعيلة الرشيد.

                 ______________

"الفصل دا علشان فصل المرة اللي فاتت كان صغير، وأنا قولت على صفحة الفيسبوك أني هنزل يوم التلات، بالمناسبة الصفحة دي بينزل عليها اقتباسات من أحداث قادمة لرواية غوثهم، لو حضراتكم حابين تتابعوا الاقتباسات.

#يُتَبَع
#الحلقات_الخاصة

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 134K 149
رواية اجتماعية رومانسية💜 شعبية💜😍
1.2K 154 7
قصه اجتماعيه يدور إطارها حول عدة عائلات وتهدف هذه الروايه إلى حل المشاكل الاسريه وان شاء الله تعجبكم ❤️ بدأت القصه24/5/2024
186K 8.4K 22
انا جيون تايهيونغ هنالك ثلاث فتيان ملتصقين بي أحدهم يخاف علي بشده لدرجة أنني لا أستطيع ان اتعرض للخطر والآخر يجعلني أشعر بأنني جوليت وهو روميو والأخر...
1.6K 135 9
فقرة رمضانية مع أبطال الروايات