بين مد وجزر

By mememarsh2004

868 236 220

لا يوجد هنا بطل محدد او بطله فاتنه الجمال جميع شخصياتي ابطال انفسهم .... كلاً له حكايه وحياته الخاصه معاناته... More

اهداء قبل البدء
🖤البارت الاول 🖤
🖤 البارت الثاني 🖤
🖤البارت الثالث🖤
🖤البارت الرابع🖤
🖤البارت الخامس🖤
🖤البارت السادس🖤
🖤 البارت السابع 🖤
🖤البارت الثامن 🖤
وقفه
🖤البارت التاسع🖤
🖤 البارت العاشر 🖤
🖤تابع البارت العاشر🖤
توضيح التعريف بالشخصيات
💙 اقتباسات 💙
مهم
🖤البارت الحادي عشر🖤
🖤 البارت الثالث عشر 🖤
مهم
🖤 البارت الرابع عشر 🖤
🖤 الخامس عشر 🖤
اعتذار
هلا 🤗
🖤البارت السادس عشر 🖤
🖤البارت السابع عشر 🖤
اهلين 😇
🖤 البارت الثامن عشر 🖤
مهم
🖤 البارت التاسع عشر 🖤
🖤 البارت العشرون 🖤

🖤 البارت الثاني عشر 🖤

29 9 13
By mememarsh2004


~~~~~~~~~~~~~~~

‏اللهم أرحم جدي وقرّ عيناه بجنة عرضها السماوات والأرض يارب العالمين

~~~~~~~~~~~~~~~

لأخواننا في ليبيا والمغرب

اللّهم بشِر موتانا بجنه فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشَر ، اللّهم أرحمهم وأغفر لهم ونوّر قبورهم .

ـــــــــــــــــــ 🍃🌹🍃 ــــــــــــــــــ
~~~~~~~~~~~~~~~

🌸🌸 البارت الثاني عشر 🌸🌸

روايه:-بين مد وجزر
بقلم:-ميمي مارش

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~
~~
~
بين مد وجزر
~
~~
~~~~
~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

‏"إنّ قلبي صريحٌ لا يقوى على المنافقة، إذا أحب تجلى حبه بالنظر، وإذا تأذّى تجلّى عقابه بإشاحة النواظر، كأنّ مَن كان أمامه لم يكُن. فإنّ النظر عندي برهانٌ على التقبُّل، ذلك أنّ بوادر العيون مطواعة لأوامر القلب"

في منزل ماجد

كانت قد بدأت تجمع اشياءها هي واطفالها بعد ان قرر هلال العوده بعد اتصال احدى زوجاته لتخبره بأن احد ابناءه قد اصيب بحمى شديده وانه يجيب عليه العوده فهو ابنه كما ابناء إحسان وعليه رعايته ... كانت كلماتها مستفزه ولكنه لم يكن متفرغ للرد عليها فقط اخبرها بأنه قادم ... لم يكن هناك الوقت المناسب للنقاش او الرفض .. هو يريد الابتعاد من هنا .. يريد ان يعود الى منزله .. يريد ان يبقى لوحده
عله يستوعب ما حدث ... للتو كان سيفقد طفله .. بسبب اهمالها ... ماذا ان لم يخرجوه في الوقت المناسب كان الان يحمله بين يديه جثه لا روح فيها ... لا يستطيع التخيل ولا يريد ان يتخيل اساساً ...

يريد ان يعود الى منزله هنا هو يكاد يختنق لا يستطيع البقاء اكثر ... لا يستطيع التصرف ولا التحدث بحريه .. هو ليس صاحب الشخصيه الضعيفه الذي يخشى ان يعبر عن رأيه في اي مكان لا هو ذاك صاحب الشخصيه القويه الذي يفرض حضوره وهيبته في اي مكان يكون فيه وفي اي وقت اراد .. ولكن تبقى هناك اشياء لا يستطيع فعلها الا في منزله ...

في منزله يصرخ بالجميع متى ما اراد يوبخ هذا وذاك يفرغ غضبه على من اراد في النهايه هم اهل بيته لكن هنا ... هنا يخشى على معشوقته .. يخشى ان يخطئ عليها بكلمه فتقلل من شأنها امام اهلها .. يخشى ان تنظر اليه اميره نظره معاتبه وتقول له اهكذا تصون الامانه ... لا يعلم لما يشعر بأنهم ينتظرون منه الخطأ ينتظرون ان يوجدو الفروقات ..

هذا ما يخبره به عقله ويجعله متحفز دائماً وحذر في نفس الوقت في تعامله مع زوجته امام اهلها .. هو لا يتصنع ولا يظهر حبها امامهم ثم يعاملها بقسوه امام نفسها لا هو يعاملها كما يملي عليه قلبه وضميره ولكنه يبقى خائف ان يقصر في حقها ..
يخشى ان ترى نفسها قليله امام احد يخشى ان تبحث هي خلف تصرفاته معها وتقارنها بتصرفاته مع بقيه زوجاته ... يخشى ان يفرط في تدليلها فتظنه يعطف ويشفق عليها بل ويجاملها كي لا تشعر بالنقص امام بقيه زوجاته .. ويخشى ان يعاملها بنفس معاملته لهم فتتهمه بالاهمال ...

كلما يخشاه ان يأتي ذلك اليوم وتنطق فيه اميره قائله: الأنك اعلى شأن منا تستضعف ابنتنا ...
هو يعيش في حاله صراع كان قد تجاوزها منذ زمن وهاهو عند اول اخطائها يريد معاقبتها على اهمالها ولكنه يقف عاجز .. لا يستطيع الصراخ في وجهها ولا عتابها .. ولا يستطيع تجاهل ما حدث هو كان سيفقد طفله بسبب انشغالها في الحديث وتركه بدون ان تراقبه ...
لا يستطيع التجاهل ولا يستطيع معاقبتها .. ماذا عليه ان يفعل ...

سيعودون الى بلدته .. كلمات مقتضبه قليله قالها جعلتها تظنها عقاب لها .. يعاقبها بإبعادها عن اهلها .. هل يتجاهلها ويبتعد عنها ويمتنع عن الحديث معها ليعاقبها على شيء لم يكن بيدها .. غفلت لثواني لتجده يغرق في خزان الميته .. فقدت صوابها في تلك الاثناء وكادت تصاب بالجنون .. وبدلاً من ان يطمئنها ويحتويها يتهمها بالاهمال .. هو لم ينطق ولكن نظراته تصرفاته تجاهله حتى طريقه هدوئه تلك تقول وتتهمها ...

كانت تجمع اشياءهم القليله التي احضروها معهم وسائر جسدها ينتفض كلما ترأى امامها ذلك المشهد انهارت بالبكاء .. وعندما فشلت في السيطره على اعصابها التي فلتت منها ..
اسرعت اليها إيلام التي كانت تقوم بتغيير ملابس سناء والطفل لتجهيزهم للرحيل .. حتى انهم رفضو ان يتناولو وجبه العشاء ...

احتضنتها بخوف وهي تهتف:
إحسان حبيبتي يكفي بكاء سليمان بخير لا تقلقي هو في الاسفل مع سناء وامي تطعمهم حتى لا يجوعو في طريق عودتكم الى البلده ... إحسان كفاك بكاء بحق الله كفي دموعك هو بخير

القت إحسان بثقلها عليها وهي تنتحب بشده محاوله افراغ كل تلك الاضطرابات التي تعيشها محاوله محو تلك الصوره التي يظهر فيها ابنها غارق في المياء عل تلك الدموع تغرق تلك الصور التي ارعبتها ولا تفارق عيناها ...

لم تكن تعلم ماذا عليها ان تفعل .. فهي لا تهدأ وتتمتم بكلمات تعلم جيداً بأنها تجلد بها نفسها لائمه نفسها على اهمالها ... على صوت نحيبها تسرع اليها اميره من الاسفل وبيدها سليمان الذي كان ينظر الى والدته بخوف فلما كل هذا البكاء هو لم يرى والدته بهذه الحاله من قبل ....

اتجهت اليها والدتها تعانقها في محاوله لتهدئتها هاتفه بحنان:
عزيزتي هو بخير لا تقلقي انظري هاهو امامك لم يحدث له شيء هو بخير
اقترب منها سليمان الذي كان يبكي مع صوت بكاء والدته .. رفعت رأسها تنظر الى طفلها الذي ارتمى في حضنها باكياً ... احتضنته بقوه ولم تكف عن البكاء ...

بادرت والدتها بمسح دموعها وهي تهتف بخفوت:
عزيزتي لا تخيفي الطفل انظري كيف ينتفض برعب
شدت من احتضانه وهي تهمس له بأن لا يبكي .... مرت دقائق حتى اتجه سليمان مع والدتها لإكمال تناول طعامه بينما اتجهت إيلام الى الاسفل لتضع لهم طعام في حافظه لأخذها معهم ...

ارتدت إحسان عباءتها واطفأت اضواء الغرفه لتختلي بنفسها وتجمع شتاتها لتظهر للجميع بنفس الثبات الذي جاءت به عليها ان تستعيد نفسها قبل رحيلهم لا تريد ان تضعف لا تريد ان تخيف صغارها لا تريد ان تقلق اهلها ولا تريد ان تظهر ضعفها امام هلال .. هي في عز المها ام تظهر بهذه الحاله امامه عندما كانت صغيره عندما تزوجته رغماً عنها ولم تكن تعرفه وتخشى منه ومن حياته وزوجاته لم تظهر ضعفها .. في عز احتياجها لوالدتها في اوقات حملها وتعبها وولادتها لم تكن بهذا الضعف ..

كانت دائماً قويه او ربما كانت تتظاهر .. فلما الان لا تستطيع ان تتخطى تلك اللحظات ... هذه المره كانت ستخسر احد اطفالها بسبب غفله كادت تخسر قطه منها لسبب تافه ...

جلست على الارض بجانب الحقيبه التي جهزتها إيلام منذ قليل ضاغطه على رأسها بألم محاوله تخفيف ذلك الصداع الذي يكاد يفتك بها ... ولا زالت دموعها تنزل من دون وعي ...

إتجه إلى غرفه السطح حيث تتواجد إحسان بعد ان قام بتجهيز مركبته للمغادره ... وقف امام الباب ملتقطاً انفاسه لا يريد ان يضعف امام دموعها ... لا يكفي ان تعلم بخطأها واهمالها يجب ان تلوم نفسها ويأنبها ضميرها كي لا تعيدها ثانيه .. اول خطأ منها كاد يذهب بروح طفله ....

فتح الباب الغرفه البالي ليصدر صوت انين من مفاصله الباليه كذلك الذي يصرخ بداخله ... نظر في ارجاء الغرفه المظلمه التي لا تنيرها سوى خيوط اشعه الغروب البرتقاليه الخافته التي تسللت من النافذه لتضيء جزء قليل من الغرفه ولكنه كان يكفي ليراها من خلاله ....

جسدها المستند على الجدار بجانب حقيبتهم .. تحدق بالسطح بشرود .. اعتدلت في جلستها فور دخوله .. ليرى عيناها ووجهها المتورم انفها وعيناها وشفتيها المصبوغين باللون الاحمر اثر البكاء .. شعرها المبعثر يتذكر بأنه عندما ذهب لرؤيه ما حدث واكتشف ان طفله قد غرق كانت في حاله مزريه حتى ان حجابها لم يكن عليها ...

من يراها في تلك الاثناء تسحب شعرها وتلطم خديها يقسم انها اصيبت بالجنون .. منظرها لوحده ارعبه وعلم من فوره ان احد اطفاله قد حدث له شيء تلفت في الارجاء فوجد سناء والطفل ولكن سليمان الذي كانت تنادي بإسمه لم يكن موجود ... لا يعلم كيف قادته قدماه للخارج لينتشله من يدي قاسم ... لا يعلم ماذا حدث ولكنه عندما وجد المياه التي تغطيه هو وقاسم ادرك انه سقط في المياه

قام بعمل الاسعافات الاوليه له لإستخراج المياه التي في جوفه ولحسن الحظ لم يكن قد شرب كميه كبيره فقد تم انقاذه بسرعه ... ولحسن الحظ ايضاً بأنه كان هناك جهاز تنفس احظره جابر لا يعلم لمن يكون او من اين احضره ولا يهتم المهم هو ان طفله اصبح بخير

نظرت اليه ولا يزال رأسها مثبت على جدار الغرفه ليقترب من احد زوايا الغرفه ويلتقط حزام خصره (الجنبيه) ليرتديه دون النظر اليه ثم التقط الشال الخاص به ليرتديه بإهمال .. لم يشعر الا بتلك اليدين التي كانت تسحبه من يديه لتقوم بطويه بالشكل الصحيح ثم تضعه على رأسه لتلبسه إياه كعادتها لكنه ابعد يديها بهدوء وهو يكمل ارتداءه ...

ابتلعت غصتها بصعوبه لتمرر يدها على خصلاتها مرتبه إياهم وهي تهتف بصوتها المبحوح اثر البكاء وعيناها تدور في الارجاء في محاوله مداراه الدموع:
كيف اصبح علي .. للتو اخبرتني امي انه متعب
اومأ برأسه دون ان يتحدث ليشير اليها بمعنى لا تتأخر .. كاد يخطو للخارج ليتنهد بعمق وهو يسمعها تهتف بصوت مهزوز منذراً بدخولها في نوبه بكاء اخرى:
اقسم انه لم يكن بقصد مني لم تنزل عيناي عنهم لثانيه لا اعلم كيف اتجه الى هناك .. هم اخبروني انه لا يوجد شيء خطير في الحديقه
التفت بهدوء وهو يهتف:
جيد لا تتأخري سلمي على اهلك ونحن ننتظرك في السياره
انهى حديثه وهو يدنو ليلتقط الحقيبه من الارض ... لتومىء ببطء وهي تلتقط حجابها وغطاء وجهها متجاهله سؤاله اذا ما كانت قد نسيت شيء
احقاً يظنها مهمله الى ذلك الحد الذي تهمل فيه اطفالها .. ويسألها الان ليستفزها مع انه لم يقصد لكن تجاهله كان مقصود ... هو يتهمها بالاهمال بكل شيء

اتجه الى الاسفل بينما هي ارتدت حجابها واتجهت الى والدتها والبقيه لتسلم عليهم ....

بقرب السياره اقترب ماجد من هلال وهو يتحدث بخفوت:
اعذرها بني تعلم بأنها لا تزال صغيره وقد يحدث ان تنشغل في حديثها مع النساء وتغفل عنهم تعلم ان النساء اذا اجتمعن نسو العالم من حولهم .. انا لا اقول لا تعاقبها لا يجب ان تقسو عليها كي لا تغفل ثانيه ولكن لا يجب ان تمد ي
قاطعه بإستنكار:
امد ماذا ... اتظنني افعلها
كان ينظر اليه بدهشه لا يعلم ماذا يهذي به هل يظن بأنه سيقوم بضربها؟ هل يبدو انه همجي الى هذه الدرجه؟ هل يظنه قد قام بأخذها لمعاقبتها ام انه يظنه يكذب بأمر مرض طفله الاخر ويريد ان يختلي بها ليعاقبها

هز ماجد رأسه بالنفي ليتحدث مصححاً حديثه:
انا اعني انه من حقك عتابها ولكن ليس امام زوجاتك رجاءً اعلم انها زوجتك ويحق لك فعل اي شيء ولكن كحفاظ على كرامتها امامهن صدقني هي ضعيفه لا تريد ان تخسر بيتها واطفالها سامحها ولا تنزعج منها هذه المره وان اخطأت مره اخرى اخبرني وانا سأقوم بتربيتها من جديد

نظر اليه لثواني محاولاً استيعاب ما يقول وفهم ما يدور في رأس ذلك الماجد .. ماذا يظنه ماذا تقول لهم عنه .. هل يفكر الجميع كما يفكر .. ولما لا .. اجل هو قاسي وجدي وحازم مع الجميع .. ولكنها زوجته كيف له ان يقسو عليها .. على اي اساس يتحدث هو لا يعلم كيف يعاملها ام انها تخبرهم انه يقسو عليها ام ماذا .. هل يظنه حقير لدرجه ان يقوم بإذلالها وضربها امام زوجاته .. لا بحق الله كيف يفكر

واخيراً هتف بجديه واضعاً يده على كتف ماجد الذي نظر اليه بقلق بعد ان لاحظ نظراته تلك التي تغيرت كلياً:
عمي لا تقلق انا افضل من يحافظ على كرامه زوجتي وفي اليوم التي ستصل فيه الامور الى الضرب لن تجدها الا وهي في منزلك لست انا من امد يدي على امرأه لا وهذه المرأه تكون زوجتي هي ان رأت شيء سيء مني فلن تتردد وستخبركم لا تقلق بهذا الخصوص

اومأ موافقاً وكل ما كان يخشاه ماجد في تلك الاثناء ان تكبر المشكله وتصل الى طلاق ابنته فهلال معروف عنه العصبيه والجنون اثناء غضبه وقد يقوم بتطليق ابنته وهو لا يريد ذلك لا يريد ان تعود اليه مطلقه

صعد السياره بعد ان قامو بتوديع الجميع واتجهو خارجين من البلده يسابقون زوال الشمس التي انطفأت وشيء فشيء حل محلها الظلام بينما خيم الصمت على السياره لم تجرؤ هي على الحديث حتى انها رأته يتفقد اطفاله ويتأكد من ركوبهم السياره قبل ان يغادر هذا وحده المها الم يعد يثق بها ربما هي عادته التي لم تلاحظها من قبل
اما هو فقد كان غارق في تفكيره ماحدث ليس بالشيء الهين البته ليتجاهله

ودعتهم أميره بالدموع وإيلام وماجد يجلسون ببال مشغول وإسراء وعامر يجلسون بحزن فقد كان منزلهم مشبع بالحياه وهاهو ينطفئ ثانيه الحزن يخيم على الجميع عندما يتذكرون بكاء سليمان وخوفه كلما تذكر ما حدث يحتاج وقت طويل لينسى لن ينام بسبب الكوابيس التي ستزوره الليله بلا شك

:
:
:
:
:
:

لم يلاحظ أحد ملامحي المتهالكة ولا دموعي المتراكمة خلف ابتسامتي الهشة، جميع من حولي ينظر لي على أني قوي وأنا من داخلي تقتلني الهشاشة

تدور في حجرتها بجنون وهي تتحدث بالهاتف مع ذلك الذي يكاد يصيبها بالجنون لا بل اصابها بالفعل ماذا يريد الان كيف ستفعل ما يقول بحق الله ... للتو كان قلبها يكاد يتوقف عندما رأت الطفل يغرق في امام عيناها ...
هتفت برجاء:
سألتك بالله لا تفعلها انا لا استطيع فعل ذلك
زفر متأففاً ثم هتف ببرود:
وما شأني انتي تعالي فحسب
ضغطت على الهاتف بغضب لتهتف بحده:
انت تعلم ماذا سيحدث ان رأونا اليس كذلك الا تخاف الله انت
ابتسم بخبث وهو يهتف:
ما عساه ان يحدث .. سيحدث ما يجب
صمت لثواني بينما هي تحاول استيعاب معنى ما قال ليكمل بلهفه مصطنعه:
لقد اشتقت لك يا فتاه لما انتي قاسيه لهذه الدرجه فلترحمي قلب عاشق في هواك ي....
قاطعته بغبظ:
اقسم ان حدث شيء فأنا سأخبر الجميع عنك ولن اتردد ولن اخاف وليحدث ما يحدث
اعتدل في جلسته بحماس وخبث وهو ينقل نظراته بين الباب والشرفه المطلع على الحديقه:
لا لا لا تقلقي انتي تعالي وحسب اساساً المنزل فارغ ولا يوجد غيري هنا وانتي ايضاً لا يوجد سواك لقد رأيت نساء المنزل في الخارج هيا استعجلي لن يكفيني الوقت لتأمل بشاعتك هيا اسرعي

جزت على اسنانها وفي محاوله اخيره لثنيه عما يرغب:
فكر للمره الاخيره انا ارجوك انا عرضك وشرفك الا تفكر انت
هز رأسه بالنفي وإبتسامته لئيمه ترتسم على شفتيه:
ولأنك هكذا تعالي ولا تخشي .. انتي في الحفظ والصون .. ما عساي ان افعل .. حتى انك ابنه جابر .. عمي جابر الذي احمل له جمائل لا تعد ولا تحصى ... دقيقتين واراك امامي لا اريد ان اصعد اليك بنفسي

اغلقت الهاتف والقت به وسائر جسدها ينتفض برعب .. ماذا تفعل اتذهب ام تتجاهله .. ماذا عساها ان تفعل .. ان اخبرتهم فلن يصدقونها ان رأها احد سيقتلها ماذا عساها ان تفعل ستموت في كلا الحالتين .. هذا المختل لن يتردد للحظه في تنفيذ تهديده .. اغمضت عيناها بشده ثم مسحت دموعها بسرعه واخذت حجابها وغطاء وجهها واتجهت الى الاسفل

تلفتت في الارجاء ولم تجد احد .. الجميع في الخارج .. ولكن كيف اتى هو الى هنا وكيف لم يراه احد ...

وقفت امام الباب الذي يقبع خلفه وسائر جسدها ينتفض برعب خوف ورعب ورهبه يحتلون جسدها ... كادت تمسك مقبض الباب ولكنها عادت ادراجها ماذا يجبرها ان تفعل هذا ... فلتذهب ولكنها هكذا تأذي نفسها .. وماذا الان ماذا تفعل .. ستأذي نفسها بكلا الحالتين ... لتغادر وليفعل ما يفعل لن تفعل ما يريد ...

استدارت لتغادر ولكنها شعرت بيد تجذبها للداخل كادت تصرخ لكن يده كانت تغلق فمها جيداً ترك الباب مفتوح واتجه بها الى احدى زوايا الغرفه حيث كان يجلس ليهمس بهدوء:

شششششش وهل ستتراجعين الان .. لن افعل شيء فقط اردت رؤيتك لا غير اخبرتك اني اشتاق اليك لا غير وقد مر وقت طويل منذ اخر مره رأيتك بها .. لقد كانت منذ سنوات .. اتتذكرين عندما كنت اتي هنا واطرد كالكلاب اتتذكرين .. حسناً سأنزع يدي وان سمعت صوتك فلن تكون العواقب حميده
هزت رأسها بسرعه وقلبها يكاد يتوقف من الرعب كيف يمسكها بهذه الطريقه ماذا سيفعل هذا المختل ...

ابعد يده ببطء ليتأكد من انها لن تصدر صوت وما ان نزع يده حتى رن صوت الصفعه التي تلقاها عنقه بدلاً من خده لفارق الطول ليضع يده على عنقه وهو ينظر اليها بشر لتنكمش الاخرى على نفسها بخوف فماذا فعلت للتو كيف توقع نفسها معه هذا المختل ... ماذا سيفعل بها الان .. هي لم تؤذه من الاساس ويتعمد ايذاءها فماذا الان وقد صفعته .. كيف تفعل ما فعلت وهي تعلم ان المنزل فارغ ولا يوجد من قد يأتي وينقذها من بين يديها .. ان قتلها هنا الان لن يعلم احد ...
نظرت اليه بخوف وقد تجمعت الدموع في عيناها تحسست غطاء وجهها بإرتباك وهي تعود للخلف في محاوله للفرار فما الذي فعلته بنفسها .. لو انها لم تنزل من الاساس ما كان سيحدث ارحم لها مما قد يفعله هو

ابتسم بشر وهو يهمس:
لما الخوف ايتها الصغيره .. كانت امامك الطاوله .. كان بمقدورك الوصول لمكان اعلى من وجهي
ابتلعت ريقها بصعوبه لتشير اليه بعدم الاقتراب لكنه لا زال يتقدم ليدنو بشكل ارعبها وبهمس:
لا تقلقي ستكون ساعات من الوجع والعذاب ثم سيتلاشى كل شيء ولن تشعري بشيء ان كان رحيم بك فهو سينهي كل شيء بطلقه واحده لا غير

لم تستوعب شيء مما تحاول ان تفهم ولكن في تلك اللحظه لم يسعفها عقلها وهي تراه يعتدل في وقفته ويسحب نظره منها الى الباب خلفها وإبتسامته تتسع شيء فشيء لنجاح مخططه .. استدارت برعب هل اتى احد ماذا ستقول وماذا ستفعل وهي من اتت اليه بقدميها ... لكن لم يكن هناك احد استارت لتتوسله للمره الاخيره قبل ان يأتي احد

ولكن في ثواني لم تستعوب بها شيء من حولها كان حجابها يطير ساقطاً على الارض بعيداً عنها وتلك اليد التي جذبتها لتسقط على ذلك الشخص امامها والذي ما إن اصطدم جسدها بجسده حتى القاها بعيداً عنه فتسقط على الارض بجانب حجابها وغطاء وجهها وهو ينهض من على الكرسي الذي كان يتوسط الحجره ويعدل ثيابه ويعطيها ظهره هاتفاً بغضب لا تعلم من اين اتى:

اعتقد انهم لم يحسنو تربيتك انصرفي والا اقسم بأني سأتصرف تصرف اخر لن يعجبك

نظرت الى ظهره بدهشه فماذا فعل للتو ولما يقول هذا من الذي اتى بها الى هنا اساساً .. هل تراجع .. لا يهم ليفعل ما يفعل لن تسمح له بتجاوز حدوده معها ... لن تجعله يشوه سمعتها

لتسرع الى حجابها قبل ان يرى اكثر مما رأى شعرها الذي تناثر بسبب جذبه لحجابها وغطاء وجهها بقوه كانت تلتفت اليه برعب وهي تتحسس الارض لإلتقاط حجابها ولكنها لم تجد الا تلك الاقدام الطويله التي تقف امامها رفعت رأسها ببطء لتفتح عيناها على وسعها في ثواني كانت تسحب تهبط وتنزل لا تعلم ماذا حدث للتو

ابتسم بخبث وهو سمع صوت خطوات قاسم المتوجهه الى المجلس .. فعل ما فعل بسرعه لحظيه وبدت كما لو انها هي من ترمي نفسها عليه وهو يجلس على المقعد كما تركه قاسم .... وتلك الغبيه لم تستوعب شيء .... اعطاها ظهره متصنعاً الغضب وبنبره غاضبه مستنكره اتقنها ببراعه ليرمي عليها كلماته تلك ولا تزال تفترش الارض لا تأبه لشيء ....

اتسعت ابتسامته وهو يسمع صوت انفاس قاسم الغاضبه والذي كان كالثور الهائج .. لن يبقي بها مفصل سليم هذا ان تحكم بغضبه ولم يقتلها من اول نظره .. عند هذه الفكره توقف تفكيره .. كيف يقتلها بهذه السرعه ماذا عن جابر الن يشاهدها تموت ببطء امامه
استدار بصدمه مصطنعه وهو يهتف بتلعثم:
قاسم ..
تقدم منه بسرعه وهو يمد يديه في محاوله تبرير ما حدث متحاشياً النظر الى تلك التي تجر من شعرها كالخروف:
قاسم صدقني انت لم تفهم شيء .. انا انا سأخبرك ماذا حدث .. لم يحدث شيء صدقني .. لم تكن تعلم ان هنا احد انا المخطئ ما كان علي ان اجلس بمفردي هنا
نظر اليه قاسم بأعين تشبه الجمر ليبعده عنه وهو يهتف بخزي:
حسين ابتعد من امامي لقد رأيت كل شيء لا تبرر شيء .. جزاك الله الف خير على ادبك الذي خدش في منزلنا نعتذر عن ما حدث حقك على رأسي
عاد للوقوف امامه في محاوله مصطنعه للدفاع عن إحسان التي كانت تحاول الوقوف لكن بدون اي جدوى فقد تلقت منذ ثواني صفعه جعلتها تفقد توازنها وتركيزها:
قاسم لا تفعل شيء صدقني ليست اكثر من مراهقه انا سأعتبر انه لم يحدث شيء لا تتهور قاسم
دفعه قاسم وهو يجذبها للوقوف بينه وبين حسين مغطياً شعرها بحجابها الذي جذبه معها من الارض:
حسيييييين ابتعد ليس من شأنك ابتعد من امامي
لكنه قبض على يده وهو يهتف برجاء:
قاسم ارجوك لا تفعل شيء انا اسامحها لم يحدث شيء وان كان على رؤيتي لها فأنا والله لم ارى منها شيء وان اردت ان اتزو
قاطعه بلكمه قويه اختل من خلالها توازنه ماذا يقول هذا المعتوه يتزوج من الا يكفي انه رأها من غير حجاب وهي تعرض نفسها عليه ليلقي بإحسان بعيداً وهو يجذبه من تلابيبه متوجهاً به الى الباب وهو يهتف:
اخبرتك نحن نجمع الاوساخ التي تبعثرت منا سهواً لا شأن لك بما يحدث ابقى بعيد ونعتذر على سوء المعامله لم نضيفك شيء ولكن اعتبر المنزل منزلك لم يعد هناك ما يمنع دخولك اليه ...
اكمل وهو يغلق الباب بعنف ليعود اليها بشر وينزع حزام بنطاله ويبداء في جلدها به ...

في الخارج كان يستند بجبهته وكفيه على الباب وكأنه يدفعه للداخل في محاوله إنقاذ تلك الصغيره من قاسم ... يتنفس بعنف مستنداً برأسه على الباب بأسى وكأنه يئس وخابت محاولاته بعد ان بذل مجهود في محاولاته في كسر الباب لإنقاذها
تنفس بحده وهو يحدق بالارض ممرغاً رأسه على الباب وقد تجمعت دموعه بعينيه وشريط ذلك اليوم يكرر امام عينيه .....
ابتسم بإتساع وهو يسمع صوت صراخها وتوسلاتها بإنتشاء وصوت الشتائم والكلمات البذيئه والصرخات التي تخرج من فم صديقه الصدوق .. هاهي الاحداث تعاد بحذافيرها واكثر ايضاً بفضل لمساته تكرر لكن مع اختلاف الشخصيات .. نفس الاحداث نفس وقفته هذه خلف الباب مره منكسر ومره متشفي مره مظلوم ومره ظالم ...

امطرت سحب عيناه على الارض دون ان تلامس خده حتى ... ايبكي وهو من خطط ايام ليفعل ما فعل ... في الامس كان عاجز ولكنه اليوم ليس كذلك ... لم يعد حسين الطفل البريئ لا الان هو اصبح اسطوره بالشر والحقد وهاهو ينتقم ولا زال في البدايه ....
ليهتف بصوته الرجولي المبحوح:
قاسم لا تتهور يكفي
لم يسمع اي رد منه فصوته بالكاد تخطى شفتيه ... استار مستنداً بجسده على الباب ليمسح عيونه بعنف وهو يستنشق الهواء بقوه ثم يجلي حلقه وهو يهتف بإبتسامه مشبعه بالخبث:
والان حان دورك جابر ايها العزيز
عقد حاجبيه بقلق وهو يقول بلهفه وصوت خائف محركاً يديه امامه:
عمي جابر فلتدرك قاسم ... قاسم يكاد يقتل شقيقته
هز رأسه بعدم رضى وهو يمسح وجهه بكفه محاولاً اختلاق ملامح جديده ... ليلهث بإصطناع وهو يضع يده على صدره:
عمي جابر ابنتك تموت
صمت لثواني ليهتف بحنق:
ما بالك حسين جد اسلوب افضل هكذا سيموت جابر العزيز وهو لم يرى شيء بعد ....
اخذ يفرك فروه رأسه:
اصبح ادائي سيء جداً اعترف ولكن لا بأس لن اضطر لكل هذا فهم على كل الاحوال في طريقهم الى هنا
ما لبث الا دقيقه وهو يسمع صوت الجميع يدلف الى المنزل بعضهم اتجهو الى مصدر الصوت والبعض الاخر صعدو الى الاعلى يتأكدون من وجودها في غرفتها ... في تلك الاثناء استدار الى الباب ثانيه واخذ يطرقه بشيء من القوه وهو يهتف:
قاسم افتح الباب اتركها وسنتفاهم اقسم انه لم يحدث شيء مما توقعت لم تكن تعلم اني هنا اقسم بالله ... قاسم ان اردت ان اصلح ماحدث فلا مشكله لدي لكن ارجوك كف عن هذا تكاد تموت بين يديك قاسم
مع هذه الكلمات كان جابر يستند على الجدار بجانبه ولم تعد قدماه تحمله ... ماذا هناك ... ماذا حدث .. بماذا عليه ان يفسر حديث حسين .. قاسم يكاد يقتل ابنته لما .. ماذا فعلت .. وما شأن حسين ليصلح ماحدث .....
ابتلع ريقه بصعوبه .. وعضلات وجهه ترتعش بوضوح ... جز على اسنانه بقوه وهو يشعر بنغزات تكاد تفتك به .. انزلق جسده ليجلس على ذلك الكرسي الذي يتوسط البهو امام ممر المجلس

التفت اليه حسين ليسرع اليه بلهفه مصطنعه وكأنه وجد طوق النجاه ملتقطاً يده متحدثاً برجاء وقلق متقن:
عمي فلتتحدث يكاد يقتلها
نظر الى عيناه التي لم يرى فيها الا نظرات لم يستطيع تفسيرها ... هو يرى اللؤم في عينيه على غير العاده .. ماذا فعل ماذا فعلت ابنته .. لما تبدلت ملامح حسين هكذا .. نبرته لم تصله الا كالشماته ماذا يفعل ماذا يقصد ماذا يريد .. هل يتذكر ما حدث اينتقم ... لا لا يستطيع ان يفعل به هذا ... ولكن لما لا هل يتذكر اساساً وما ادراه ما كان يحدث في تلك الفتره كان لا يزال طفل ....

ابتسم حسين بداخله بإتساع وهو يحدق في عيني جابر وهو يرى الحيره والارتباك بل يرى الخوف ايضاً .. يرى كل شيء بوضوح حتى الانكسار الذي ذاقه من قبل على يديه

هز يده بخفه لينتبه جابر لما يحدث طارداً كل تلك الافكار فهي ليست اكثر من اوهام ... ليتجه الى الباب الذي تجمع امامه الجميع محاولاً فتحه والحديث مع قاسم لكنه لم يعيرهم اهتمام ...
سار ببطء وكلمات قاسم تتسلل الى اذنه ليتضح امامه كل شيء وتكتمل الصوره الضبابيه وخلفه كان يسير حسين الذي كان يشعر بأن الارض لن تسعه من فرض سعادته تلك برؤيه جابر يرتعش ويحاول الثبات

اتكأ على عكازه وهو ينظر الى الجميع .. سناء التي كانت تضرب على الباب بخوف صارخه بقاسم ان يكف عن هذا ولا يخيف ابنه الذي يسمع صراخه مطالبه إياه ان يفتح الباب ... ووالده قاسم التي كانت تجثو على الارض بصدمه وقد غلفها العجز ووالده حسين التي كانت تنظر الى كل شيء بدون استيعاب ومريم التي كانت تحاول جمع الخيوط وربط وجود حسين مع كل هذا وتنظر اليه بشك ليقاطعهم دخول احمد الذي ابعد الجميع واخذ يحاول كسر الباب لكن هيهات ....
انسحب حسين بهدوء بعد ان ربت على كتف جابر بخفه وخرج بهدوء وبرود كالعاده .....

" الحياه لم تترك قلب أحدا لم تخدشه ... غير أننا نعوذ بالله من كسر لا يجبر "

:
:
:
:

لا شيء يؤلم أكثر من إن يتحول الشخص الذي أحببته إلى درس قاسي في الحياة

بعد ان حضر احمد العزيمه في منزلهم برفقه ريتاج اتجهت معه الى منزل والدها للإطمئنان على ريما بينما هو لا يزال في منزل والده .. فقد ذهبت هي قبل غرق سليمان ابن إحسان ...
وهاهي تجلس برفقه والدتها والفتيات عدا راما التي اتجهت الى غرفتها لإنهاء احدى لوحاتها كالعاده ...

تعجبت رنيم من هدوء ريما المريب هل الحمه لا تزال مؤثره عليها .. ماذا من الممكن ان يكون قد حدث معها هناك شيء يجعلها بكل هذا الشرود ...
جلست بجانبها واخذت تمسد على شعرها بحنان وهي تهمس لها بأن تنهض للعب معها لكنها فاجأتها بالرفض
تحسست جبينها فلم تشعر بسخونتها لكنها استمرت في الحديث معها ولكن دون ان تجد منها اي رد ....
نظرت الى والدتها التي كانت تتحدث مع ريتاج التي كانت مغتاظه من سراج بعد ان قصت عليها والدتها ماحدث ليله البارحه على الهاتف ...
التفتت اليها مرام بإستغراب ليتفاجأه الجميع بريما التي اسرعت الى والدتها تضمها في محاوله كتم شهقات بكائها ...
احتضنتها بقلق وهي تربت على ظهرها محاوله تهدئتها ولكن هذا لم يزدها الا بكاء ...
اقتربت منها ريتاج ممسده على شعرها وهي تهتف بحنان:
مابك حبيبتي هل هناك شيء يؤلمك
رنيم بحزن:
ريما عزيزتي هل تريدين الخروج واللعب مع إسراء وعامر لا مشكله ياقلبي يمكنك الخروج لم يمنعك احد ولكنك لا تزالين متعبه .. سنحضرهم لك الى هنا
ريماس وهي تقترب من ريما التي كانت تدفن وجهها بين احضان والدتها:
ريما تحدثي مابك .. ماذا تريدين ونحن سنحضر لك كل شيء ترغبين .. لا تبكي عزيزتي تحدثي ماذا تريدين انتي اشيري بإصبعك وانا سأحضر لك كل شيء حتى هاتفي
مرام وهي تقبل رأسها:
لا تبكي ياروحي سترتفع درجه حرارتك وستمرضين
كانت تهز رأسها بنفي وهم يحاولون معرفه سبب بكاءها المفاجئ ان كانت ليست متعبه فهناك شيء اخر بلا شك ...

استغفر بضيق وهو يضرب كفيه ببعضهم وهو يدخل بهو المنزل وقلبه يؤلمه على تلك الصغيره التي تكاد تموت بين يدي قاسم الذي لم يعد يرى امامه اراد ان يتدخل لكن منظر جابر اجبره على التراجع ثم ان قاسم لم يعد يرى شيء اراد نصحه ولكنه عجز لم يكن بمقدوره الى ان ينادي احمد الذي لم يكن يعلم شيء ربما يستطيع هو التدخل ...

اي عقليه هذه التي يملكونها لم تكن تعلم ودخلت عليه بالخطأ فلما كل هذا .. قاسم يريد تفريع شحنات غضبه بأي احد امامه وخاصه بعد ما حدث ... فليكن الله بعونها ...
وفي طريقه للأعلى عقد حاجبيه بقلق وهي يسمع صوت بكاء ريما وهمهمات البقيه ... اسرع بصعود الدرج وقادته قدماه الى حيث يجلس الجميع يحيطون بمرام التي كانت تحمل ريما ....
اسرع اليها ليبتعدن الفتيات ليهتف وهو يتحسس رأس ريما:
مابها ريما هل ارتفعت حرارتها ثانيه

هزت ريتاج رأسها بالنفي مكمله بهدوء:
لا تريد الحديث معنا
اقترب وجذبها بلطف من حضن والدتها ليحملها على كتفه وهو يهتف بمرح:
انا اعلم ان جميلتي كانت بإنتظاري وانزعجت مني لأني لم اعد في الوقت المحدد الذي اتفقنا عليه
خطى الى الدرج المؤدي الى الطابق العلوي متجه الى غرفته وهو يقبل كف يدها الممدود ليهتف معتذراً:
انا اعتذر اميرتي اقسم كانت ظروف قهريه ولكني اعدك الليله بفلم سيبهرك لقد جهزته ليله البارحه عندما عدنا من المشفى
راق لها ذلك العرض لتومئ له وهي تمسح دموعها ليبتسم بإتساع وهو يسرع بإتجاه الغرفه بخطوات راقصه لتتعالى ضحكاتها

اكمل سيره وهو يحدثها عن الفيلم الذي سيحضرونه الليله وانهم سيجهزون المكان ثم يذهبون لشراء بعض التسالي ومن ثم يتناولون العشاء ثم يشاهدونه لوحدهم ويمنعون الجميع من دخول والمشاهده معهم ... راقت لها تلك الافكار لتشاركه الحديث وقد تناست سبب بكاءها ...

ظلت ريتاج تلاحقهم بنظراتها ثم التفتت الى والدتها وتهتف بتساؤل:
مالذي اصابها
اراحت ظهرها على الاريكه بشرود ولم تنتبه الى عندما شعرت بيد ريتاج التي وضعت على يدها لتتحدث بإنتباه:
عن ماذا كنتي تتحدثين
جلست بجانب والدتها لتوليها كامل انتباهها وهي تشير الى الدرج:
ما بها ريما لأول مره اراها هكذا لا اعتقد ان الحمى تفعل بها هذا هل حدث معها شيء ما
هزت رأسها بلا اعلم لتكمل ريتاج بقلق:
لا بد من ان هناك شيء لما لا تتحدثون معها
رنيم:
اظنها منزعجه بسبب منعها من الخروج من المنزل
التفتت اليها ريتاج وهي ترمقها بسخريه:
وهل تظنين ان هذا هو السبب
نهضت ريماس بسماعها اذان المغرب لتهتف ببساطه:
ولما لا لقد خنقت الفتاه وهي معظم وقتها بالاساس برفقه إسراء وعامر

اعادت ريتاج نظرها لوالدتها التي هتفت بجديه:
اظن انها خافت في ذلك اليوم من سوران وسبب لها الخوف هذه الاضطرابات سأخبر سراج ليحضر لها دواء من الصيدليه
صمتت لثواني لتنظر الى رنيم وتهتف:
او لتخبريه انتي
اومأت رنيم وهي تتبع ريماس ليتجهزو لصلاه المغرب
مرام:
هل ستنامين الليله هنا
ابتسمت بهدوء وهي تقبل يد والدتها:
سينزعج احمد لم تمر سوى ايام على عودتي لندعها للمره القادمه
نظرت الى ساعه يدها لتكمل:
اخبرني انه سيأتي قبل اذان المغرب لما تأخر ياترى
ربتت على يد ابنتها وهي تنهض:
ربما يصلي في المسجد ليست مشكله .. ستتناولون العشاء معنا
اومأت ونهضت مع والدتها وهي تحمل طفلتها وتأخذ والدتها الاخر ليتجهو للأعلى لأداء فريضتهم ...

:
:

في غرفه راما

وقفت امام تلك اللوحه التي لم تكتمل ملامحها بعد لتبتسم بحسره وهي تضع عليها بعض الالوان ...
ذكريات كثيره تدفقت في ذاكرتها .. ضحكات وهمسات ابتسامات وكفوف حانيه .. طيش ومراهقه .. شقاوه وجنون .. كلها اجتمعت في تلك اللوحه ... فاضت ذكرياتها لتنسكب بعض منها على تلك اللوحه البيضاء ...

تركت الفرشاه تقع ارضاً لترسم في طريقها خط مستقيم قسم اللوحه الى نصفين ..
جثت بجانب اللوحه بضعف تتحسس تلك الملامح التي لم تجف بعد لتفسدها .. من سيكمل بقيه اللوحه .. مارسمته تلوث بيداها وفسدت بأكملها بضمها الى صدرها ولم يبقى منها شيء يرى ....

هل كانت تفتقد تلك الملامح الى تلك الدرجه .. وقفت امامها لساعات لتفسدها الان بغمضه عين ..
بداءت عيناها تمطر بلورات ماسيه صغيره لتنزل عبر خديها متجهه الى عنقها لتستقر هناك مشكله طوق من الدموع هناك حيث تستقر كل مره ...

اتجهت الى الهاتف الموضوع جانباً لتسرع بكتابه بعض الكلمات والتي لم تكن سوى (اريد ان أراه) ...

:
:

في غرفه امجد ...

فتح الباب ببطء ودخل برفقتها لينزلها من على كتفه ليتركها تتجول في انحاء الغرفه بحماس وهي تحكي له عن ما سيفعلانه وفي اي زاويه سيتابعون الفيلم ...

ليضع هو هاتفه ومتعلقاته الشخصيه على المنضده ليلمح دفتره الصغير لينظر اليها لثواني ثم التقطه ووضعه في احد ادراج المكتب ليهتف:
انا سأتوضى لننتظر الاذان سويه حسناً

اومأت بحماس وهي تسرع الى سريره المريح والذي يكاد يلامس الارض من شده انخفاضه لتستلقي عليه محركه يديها في الهواء:
حسناً وانا سأدخل عندما تنتهي

اتجه الى المرحاض تاركاً اياها تنعم بفراشه الهني ... دقائق وخرج وهو يحمل احدى المناشف ويقوم بتجفيف ذراعيه ليعقد حاجبيه بإستغراب عندما لم يراها على الفراش او تتجول في الغرفه .. ليناديها بصوت منخفض ليجدها تجيبه من خلف الستاره التي تغطي الواجهه الزجاجيه المطله على البلده اخفض الاضواء ليسحبها ببطء وهو يهتف:
ماذا تفعلين هنا

رفعت رأسها لتصفق بحماس وهي تهتف بسعاده:
من هنا ارى البلده بأسرها وخاصه منزل إسراء وعامر انه في الاسفل مباشره .. مع اني لا اراه من نافذه ريتاج فقط من نافذتك ارى منزلهم والحديقه ايضاً
اجلسها على السرير ليستلقي بجانبها وهو يقول:
لا يجب علينا اختلاس النظر الى منازل الناس هذا عيب عزيزتي

ريما:
انت لا تنظر
التفت اليها ليستغفر في سره ايجوز ان يكذب وهو على وضوء لكنه اومأ بمعني لا لتتحدث الاخرى:
لكني اشتاق لهم كثيراً واتمنى ان اراهم في كل ثانيه وامي تمنعني من الخروج
امجد وقد عاد بنظره الى سقف الحجره:
لانك متعبه تمنعك لأنك لم تشفي بعد ولكن عندما تصبحين بخير ستعودين لهم ثانيه
اومأت بهدوء لينظر اليها بطرف عينه ملاحظاً ملامحها العابسه ليهتف:
ريما عزيزتي
التفتت اليه بإهتمام ليفتح لها ذراعه فتسرع بالاستلقاء بجانبه واضعه رأسها على ذراعه الممدود ليسترسل قائلاً:
هل هناك ما يزعجك

هزت رأسها رافضه ليكمل:
هل تشعرين بالتعب .. هل يوجد من احزنك
في كل مره كانت تحرك رأسها بالنفي ليسترجع احداث الليله الماضيه عندما اخبرته مرام بأنها تهذي بكلمات غريبه ولا تعلم ما سببها او من اين احضرتها ... ليهمس بجانب اذنها:
اذاً ستحكين لي ماذا ستفعلين عندما تكونين بمفردك .. اعني ماذا فعلتي عندما منعوك من الخروج
زمت شفتيها بضيق لتهتف بهدوء:
لا شيء لم افعل شيء

امجد:
لم يشاركك احد اللعب حتى ريماس
هزت رأسها بنعم ليصمت الاثنان قليلاً لتلتفت اليه لتجده مغمض العينين .. هل نام بهذه السرعه فهمست بتردد:
عمي

اصدر همهمه بمعنى نعم وهو لا يزال مغمض العينين .. بلعت ريقها لتنهض وتجلس بجانبه بينما هو التفت اليها واتكأ على ذراعه ليبتسم لها كالعاده ينتظرها ان تكمل ولكن التردد كان يظهر جلياً على ملامحها .. اتخفي شيء هذه الصغيره ... غمز لها بمشاكسه وهو يقول:
هاه ... ماذا كسرتي هذه المره تريدين مني ان ابعد عنك الشبهات

هزت رأسها بلا ليكمل:
اذاً عبثتي بأشياء رنيم او ريماس وتريدين ان تنامين هنا الليله

اعادت تلك الحركه وهي تفرك كفيها بتوتر ... يعلم انه لا يوجد شيء من هذا القبيل لكنه يحاول ان يذكرها بأنه مهما كان ماحدث سيقف بجانبها ككل مره لتفصح عما يضايقها
اخذ يعرض امامها كل المشاكل التي تفتعلها دائماً فقط لانه يريد ان يجعلها تثق به كالعاده وتخبره عن كل شيء ليختتم حديثه وهو ينظر اليها بحنان:
اذاً لا تقلقي من شيء انا بجانبك تحدثي
دارت عيناها في الانحاء ليربت على خصلاتها محاولاً ان يبث لها بعض الامان لتنظر الى كفيها وهي تفركهما بتوتر:
عمي اذا وجدت طفله مرميه في الشارع هل ستأخذها وتعتبرها ابنتك

عقد حاجبيه بإستغراب فماذا تنوي هل تريد ان تتبنى قطه او كلب كالمره السابقه وتريده ان يتوسط لها لدى والدتها ... ليرد بهدوء:
لا سأبحث عن اهلها واعيدها اليهم
حركت اناملها وهي تكمل:
ان لم تكن لها عائله او انك لم تجدهم ماذا ستفعل

قوس شفتيه بتعجب لكنه هتف:
هناك طفله اذاً هناك ابوين لابد من ان اجدهم واعيدها لهم ..
رفعت رأسها متصنعه الثبات لتتحدث بنبره جعلته يستغربها:
افترضنا انك اخذتها وقمت بتربيتها هل ستخبرها بأنها ليست ابنتك

تحسس جبينها ليجد حرارتها معتدله .. من اين اتت بهذه القصه اهي احدى قصص اميره التي تحكيها لهم دائماً وتأتي هي لتزعجهم بها كلما تحدثت:
اجل عزيزتي سأخبرها ولكن لما هذه الاسئله هل هناك خطب ما

ترددت قليلاً لكنها اكملت:
لما لم تخبروني اذاً
عقد حاجبيه بإستغراب فعن ماذا تتحدث هو لا يفهم شيء:
لم افهم حقاً ماذا كان علينا اخبارك .. اننا اذا وجدنا فتاع علينا البحث عن اهلها ونعيدها لهم ام ماذا

:لا اني لست ابنتكم
كانت تراقب تعابيره بدقه علها تجد جواب على سؤالها .... لتقاطعها ضحكات امجد الذي هتف:
لست ابنتنا كيف ... لا افهم

ربت على شعرها ومن بين ضحكاته:
ماذا حكت لكم الخاله اميره هذا الاسبوع
زمت شفتيها تمنع بكاها:
لا ليست الخاله اميره .. لقد اخبرني سراج عن كل شيء
تحفزت كل حواسه عند ذكر ذلك المغناطيس الجاذب للمشاكل ليكل:
جيد اخبريني ماذا قال السيد سراج لأميرتي الجميلة

اخذت تقص عليه كل شيء وهو يشعر بقلبه يكاد يخرج من مكانه من شده الغيظ وهو يراها تتحدث وتحبس دموعها ... ليست المره الاولى التي يفعلها فيها ولكنه سيريه حسابه عندما يقنع هذه الصغيره بأنه كان يكذب ...

طفله وصدقت حديثه التافه ... كان يتسأل عن سبب حالتها تلك ولكنه الان علم جيداً انها مرت بفتره صعبه .. تفوق قدره تحملها .. لاتزال طفله تصدق كلما يقال واخذت تفكر وتفكر حتى انهكها التفكير وهاهي تكاد تدخل في حاله لا يعلم مدى تأثيرها عليها ان استمرت تفكر في تلك الطريقه ...
وكيف سيقنعها الان ان شقيقها الاحمق كان يقيس مدى خفه دمه لا غير ...

احتضنها بحب واخذ يشرح لها ان سراج كان يمزح معها وانه قد فعلها سابقاً بريماس ورنيم حتى لو لم تصدقه عليها ان تسألهم فهم يعلمون انه يكذب .. كان بحاجه الى ان يقدم الكثير من الادله والبراهين لتصدق حديثه فقد كانت مقتنعه تماماً ان سراج على حق وان عمها يحاول ان يخفي الموضوع عنها ...

"أن تشعر بأن شخصًا يحتويك -بكل طرق المحبة- في كل الظروف ، يحتضنك مثلما تحتضن الأرض العشب والمطر ، أن تشعر في حضرته بالرحابة المطلقة ، ألا تمتنع عن الكلام أو تتردد فيه لأنك تثق تماما بأنه سيتفهم ، وأن ما لا تقوله يلمحه في ملامحك ونبرة صوتك هذا هو المكسب الحقيقي ."

*شمس الدين التبريزي*

:
:
:
:
:
:

‏"ثم تشعر بأنك متعب، من كل شيء ومن اللاشيء، تود لو أنه بإمكانك أن تغمض عينيك فقط، وينتهي كل شيء."

تصرخ بقوه وهو يقبض على شعرها بشده ويحركها بعنف وقد توالت الصفعات على وجهها وصوت السباب تنطلق من فمه مما جعلت جسدها يقشعر لتتعلق بيديه تقبلها برجاء وتتوسله وتقسم انها لم تكن تقصد ولكنه لم يكن يسمع او يأبه لما تقول فقد اعماه الغضب ... فما كان منها الا ان انهارت على الارض تاركه شعرها يتمزق بيديه وهي تضرب على خديها وتصرخ بهم ان ينقذوها

بينما الاخر يقف خلف الباب بعد ان فشل في كسر الباب واخذ يصرخ به ان يتركها ولكن قاسم لم يكن يسمع شيء وقد اعماه الغضب

كيف تفعل به هذا كيف تشوه سمعتهم ماذا سيقول الناس عنهم ... هذا غير صوت صراخها الذي وصل للخارج اذا لم يكن قد وصل الى اخر البلده واجتمع على اثره كل اهل البلده امام هذا المنزل اللعين

قبض على فكها وهو ينحني ليمنعها من الصراخ لتنظر الى ملامحه بخوف فقد تغيرت ملامحه واصبح يشبه الشياطين لا اصبح ابشع همس بفحيح من بين اسنانه التي كانت تصطك ببعضها بقوه:

اقسم بأني سأقتلك ان نطقتي حرف اخر بعد ... اقسم ان اقتلك ان سمعت صوتك

اومأت برأسها بهستيريه وهي تتشبث بيده التي تكاد تحطم فكها وتجاهد لكتم انفاسها وكلما خرج صوت خافت يزيد من ضغطه وتزداد شهقاتها المكتومه

تلاشت انفاسها شيء فشيء حتى انهارت بين يديه ليعم الهدوء المكان عدا من صوت تنفسه وهو يلقيها على الارض وينفض يده من شعرها الذي تمزق بين اصابعه ..

التقط طرف ثوبها الابيض الذي لم يعد هكذا وقام بمسح الدماء من على يده ليتوجه بعدها لأحد الكراسي وهو يريح ظهره عليه ولا زال يتنفس بعنف

نظر الى الارض بقسوه وإشمئزاز ليجد سنين من اسنانها قد تناثرو في الارض والدماء تسيل من انفها وفمها هذا غير وجهه الذي لم يعد يظهر منه شيء ملابسها الممزقه وجسدها الذي اصبح عباره عن اخضر وبنفسجي

مع اختفاء الصوت في الداخل ازداد الضرب على الباب وهتافاتهم بأن يفتح لتصرخ والدتها برعب من الخارج وهي تضرب على صدرها بعنف متجهه الى الباب تدقه بجنون:
قتلها اقسم انه قتلها ... لقد قتلها ماتت لم اعد اسمع صوتها ... ماتت قتلها

تهاوت على الارض وهي تصرخ بهستيريه والجميع يلتف حولها بخوف محاولين تهدئتها ليجذبونها بعيداً عن المرر لتتشبث في طريقها بأقدام جابر تتوسله ان يفتح الباب وينقذ ابنتها فما كان منه الا ان ادار وجهه عنها وهو يشعر بأن هناك اكثر من ضلع كسر له

كلمات قاسم تلك ونحيب ابنته التي كانت تتوسله ان يغفر لها كل هذا جعله يدخل في دوامه لا متناهيه ... كانت تعتذر وتتوسل اذا هذا يعني انها فعلت شيء وارادت توسيخ سمعتهم ولكن كيف ابنته تفعل كل هذا كيف تستطيع ... ام ان ما فعله قديماً يرتد له شيئاً فشيئاً .. يرد له بأبناءه .. ولكن هذا قاسي يكاد يشعر بنبضاته تتوقف يكاد يموت من شده القهر والشعور بالعار

وفي اقل من ثانيه كان الجميع يصرخ بفزع عندما صدح في الاجواء صوت ثلاث رصاصات جعلت الجميع يلتفت الى الباب .. هل قتلها .. ولكن لما هم لم يعلمو السبب بعد كيف يقتلها هكذا ..

في تلك الاثناء اغمي على والده قاسم بينما جابر بينما كان ينهض سقط من على الكرسي واخذ يحدق بالباب الذي فتح بإنتظار ان يرى جثه ابنته تسحب امامه كالشاه ....

لم يحصل على ايه معلومه من رشيد الذي كان يحاول بالفعل امامه ولكنه فشل فأخبره ان يعطيه مهله لدراسه ذلك الامر والمحاوله لاحقاً في ظروف اخرى ... تركه وغادر عائداً الى المنزل وفي طريق العوده تفاجأ بما حدث مع ابن ضيفهم ولكنه لم يهتم واكمل سيره نحو المنزل ولكن استوقفه حسين الذي كان عائد الى منزله ليخبره ان يقوم باللحاق بشقيقته واخبره ما حدث في المنزل

ليركض الى المنزل بجنون ضاغطاً على قدمه التي تجاهل المها وعجزها وعقله يصور له ابشع الصور ... هذا قاسم اي انها لن تخرج من تحت يده سليمه
عند دخوله الى المنزل سمع نحيب عمته بهيه التي كانت تصرخ بأن ابنتها ماتت هذا غير صراخ احمد الذي كان يركل الباب بغضب محاولاً كسره وهو يسب ويلعن قاسم الذي لم يسمع صوته ولا صوتها اذاً فقد قتلها حقاً ...
في لمح البصر صعد الى غرفته وعاد ثانيه الى حيث يجتمع الجميع ليبعد احمد عن الباب بعنف ليبتعد قليلاً ويطلق بعض الرصاصات على الباب ليستطيع فتحه وبالفعل فتح الباب ليجدها امامه جثه هامده تخطاها لينطلق بجنون الى قاسم الذي كان يتأمل تلك الجثه ببرود وملامح جامده ...

اطاح به هو والكرسي للخلف ليناله شيء من الالم عند سقوطه على تلك الصخره التي تسمى قاسم فأمسكه من تلابيبه واخذ يضربه بعنف وهو يسبه بأشنع الكلمات بينما كان قاسم ينظر اليه بعدم إستيعاب .. لكن سرعان ما اختلفت الادوار واصبح هو الذي يعتليه ويسدد له اللكمات صارخاً بعنف:
عن من تدافع ايها الكلب عن هذه ال**** التي شوهت سمعتنا وجلبت لنا العار اتعلم ماذا فعلت اتعلم
كان جسد محمد لا يساوي شيء امام ذلك العملاق قاسم ولكنه بطريقه ما استطاع ان يعكس الادوار واعاد ضربه وهو يصرخ به بجنون
القاه قاسم بعيداً عنه لينهض بغضب ماسحاً تلك الدماء التي تسيل من فمه ليلتقط جسد محمد الذي كان يحاول النهوض لليلصقه على الجدار صارخاً به وهو يشير الى أرزاق التي تجمع عندها الكل واخذ احمد يحاول جعلها تستفيق ولكن دون فائده:
هذه القذره كانت تحاول اغراء حسين مستغله انشغال الجميع .. لقد نزعت حجابها امامه والقت بجسدها عليه ماذا تريدني ان افعل ان اصور لها فيلم وهي تكمل ما تفعله ..

اخذ يهزه بعنف ضارباً بجسده على الحائط خلفه بقوه:
ماذا ان كان قد طاوعها ماذا ان لم اصل في اللحظه المناسبه
انا انا قاسم .. قاسم الذي يهابه الجميع قاسم الحسب والنسب تأتي **** مثل هذه وتلوث اسمي وسمعتي ماذا سيقال عن امي ماذا ان كان والدك الحقير لا يستطيع تربيتها فلما جعلها لديه لما لم يعطيني اياها لأقوم انا بتربيتها .. لما يتركها تفعل كل هذا ام انه في رضا عما تفعل

سدد له محمد لكمه قويه في محاوله الفكاك من بين يديه وهو ينحني للأمام محاولاً التقاط انفاسه والتماسك امام هذا المجنون:
أرزاق لا تفعل ذلك ايها الحقير أرزاق انت لا تساوي ظفر اصبع قدمها الصغير .. انت لا تساوي شيء امامها اتفهم اختي اشرف منك ايها الحقير

استفزه حديثه فكيف يدافع عنها هو لم يرى شيء لذلك لا يزال يدافع عنها ... ركله بعنف لينحني محمد بألم جاثياً على الارض ليقترب منه قاسم ساحباً ايه بشعره وهو يهتف بحده:
كان يحق لك قول هذا ان كنت حقاً اخاها الذي تعب في تربيتها .. انا من يحق لي ان اغسل عاري ان كنتم انتم عاجزون عن هذا انت بأي صفه تأتي لتدافع عنها حتى بعد ان اخبرتك بأنها

قاطعه بحده وهو يبعد يده عنه:
لأنك حقير وترى الجميع مثلك .. اقسم ان حدث لها شيء فأنا من سيغسل العار الذي يلازمنا وسأقتلك انت وجابر ايها الكلب
مد قدمه ليركله بعنف في لحظه غفل عنه قاسم ليلتفت اليه بحده فينظر اليهالاخر بتحذير هاتفاً:
اقسم ان حدث لها شيء لن تراني اقف امامك هكذا واتحدث .. حينها لن ترى الا شيطان يبطش بك انت ومن كان السبب ..
اقترب منه وهو يهمس:
انت بأي حق تأتي وتتهمها هذا الاتهام .. هل تعرفها اساساً انت من اين تعرف عن اخلاقها انت لم تعاشرها هي شقيقتك فقط بالاسم انت لا تعرف عنها شيء
دفعه وهو يتجه الى ذلك التجمع حولها:
لا تدعي الشرف الان قاسم .. كان يحق لك ان تتدخل بشيء يخصها ان كنت حقاً شريف قاسم انت احقر من عرفت لا تدعي العفه انت شيطان على هيئه انسان

اتجه الى احمد الذي لم يستطع ابعاد النساء عنها بعد ان ظنو انها قد فارقت الحياه وتعالى النحيب ليساعده على حملها لإسعافها بسرعه لأقرب مشفى قبل ان يفقدوها

اما سناء فكانت تنظر بكره وخوف الى قاسم الذي رمقهم بإشمئزاز وانصرف كأنه لم يفعل شيء

اما جابر فقد كان لايزال يجلس مكانه يتأمل الباب بعجز وكأن هناك شيء يجثم عليه يمنعه من الحراك وكأن قدميه ثبتت بالارض بقوه ولم يعد يقوى حتى على تحريكهما يأبى الانحناء ولكنه يشعر بأن هناك شيء نزل على رأسه بقوه وقسمه الى نصين اهذا هو الشعور بالعجز .. الخزي .. العار

اهذا ما شعر به والد رقيه عندما فعل به كما حدث منذ قليل ... هل هذا هو ما ذاقه عندما انتشرت الشائعات عن ابنته .. هل هذا هو ما حدث معه .. لكنه مات .. مات في اليوم التالي وخلت له الساحه واستطاع ان يتزوجها بعذر الستر عليها .. بغرض تلبيه رغبه والدها الوحيده قبل وفاته بعد ان كاد يقبل قدماه ليقبل بالزواج منها .. لكنه كان معذور .. لقد اهانته امام نفسه عندما رفضته ولم يجد طريقه افضل من ان يأتي بها مذلوله مكسوره الجناح .. فعل ما فعل ليريها مكانتها وقيمتها

لحظه هل سيفعل هذا ويذهب الى حسين .. لا هو جابر كبير عائله المجد اما والد رقيه فقد كان تاجر هزيل فقير لاقيمه له .. وعلى الرغم من ذلك نهشو في عرضه ومات بسبب القهر الذي تعرض له وماذا عنه .. ماذا سيقول الناس عنه .. ابنته تراود ابن عمها في منزلها عن نفسها .. واي عذر هذا الذي سيقدمونه لها

ابنته مخطوبه .. ليست مطلقه تبغى الزواج ثانيه ولا ارمله تريد البقاء تحت جناح رجل للحصول على حياه كريمه .. ولا فقيره تسعى للإيقاع برجل غني .. ولا مراهقه انجذبت لجمال ابن عمها الفتنه والرجوله المتحركه

ابنته ابنه الشيوخ ابنه كبار البلده ابنه عائله المجد .. ابنته راشده .. صبيه جميله .. شابه متعلمه .. فتاه تملك كل ما قد تتمناه اي فتاه في سنها .. ابنته امرأه مخطوبه .. ماعذرها ابنته .. لن يجد الناس لها عذر كما عذرو رقيه بعد فوات الاوان وقالو امرأه تريد تربيه ابناءها ولجأت لأسهل الطرق

اما ابنته فسيرمونها بأبشع التهم وسيطلقون عليها احقر الالفاظ واين سيذهب هو بوجهه كيف سيخرج امام الناس مرفوع الرأس كالعادة .. كيف سيضع عينه بعين الفقير الهزيل الذليل ويكسره .. كيف سيقف امام اعيان البلده مرفوع الرأس يرمقهم بإستصغار وابنته قد مرغت رأسه بالطين .. كيف سيحكم بين الناس وكيف سيثقون به وهو الذي لم يستطع ان يربي ابنته

نظر حوله بجنون لن يسمح لهذا ان يحدث لن يحدث شيء من هذا .. سيقتلها ويخرج بأي عذر وسينفذ .. حتى ان تحدث الناس سيقولون انه غسل عاره .. لو اضطر الامر سيمحيها من الوجود ولن يعلم احد بشيء .. لن يعلم احد بشيء سيزوجها بخطيبها اليوم قبل الغد وسيتكتم الجميع عن الموضوع

لن يعلم احد لن يسمح لأحد بتسريب الخبر لن تتعدى تلك الفضيحه ابواب المنزل ... اما عن حسين فله حديث اخر معه .. لن يسمح لهم بفضحه وتدنيس شرفه .. من المذنب من الصادق من الكاذب هذا لا يهم المهم ان لا يعلم احد بما حدث مهما كان ومهما يكن لا يجب ان يعلم احد ...

نهض بصعوبه وهو يضغط على قلبه باحثاً عن عكازه الذي اتى الوقت المناسب لإستخدامه كقدم ثالث ليس للتلويح بها بغرور وخيلا كالعادة ... انحنى قليلاً ليلتقط المسدس المرمي امام الباب بعد ان تركه محمد هناك لكنه وجد قدم تركله بعيداً ليرفع رأسه ببطء وهو لا يزال منحني ليجد امامه قاسم الذي كان يغادر الحجره والذي انحنى قليلاً وهو يهتف بسخريه:
لقد فات الاوان ايها الشريف .. لقد فات الاوان عندما رفعت يدك عن تربيتها فقدت الحق بقتلها

انحنى اكثر ليصل الى مستوى اذن جابر وهو يهمس بجمود:
لو اردت قتلها لفعلت لو اردت غسل عاري لما انتظرتك وتركت لك الفرصه ولكن لتذق نتائج افعالك حتى وان المني ما سيحدث .. لتذق من نفس الكأس لتسمع وترى لتتعلم وتتحمل نتائج افعالك بمن حولك لقد اتى دورك

ربت على كتفه بنبره بارده ساخره لاذعه:
جابر العزيز .. حافظ الامانات .. صائن شرف ارامل ومطلقات عائله المجد

ابتعد مغادراً ليتحامل جابر على نفسه وهو يندفع الى الغرفه ليجدهم يحاولون ايقاضها ويبحثون عن شيء يضعونه عليها للذهاب بها الى المشفى ... عند هذه النقطه وضرب بعصاه على الارض بقوه ليلتفت اليه الجميع بخوف من صراخه بلا

هل اشفق على حال ابنته واراد معاقبه قاسم .. ام انه يقصد بها شيء اخر .. ماذا يقصد بلا ... لم يهتم البعض واعاد نظره الى تلك الجثه امامهم ليس الوقت لصدمات جابر وهذيانه بإبنته ..

مريم بحده:
اقسم ان وقع هذا الحقير بيدي لخنقته حتى الموت الحقير كيف يفعل بها كل هذا كيف يفعل هذا المجنون كيف انها تموت

محمد في محاوله تمالك نفسه:
الا تزالون تنظرون احضرو شيء لتغطيتها هيا
لم يستطع احد الحراك بعد ان هتف جابر بجمود:
لن يتحرك احد من هنا
رفع احمد بصره لوالده ليهتف:
لم افهم .. ماذا يعني هذا
جابر بقسوه وقد استند بكل ثقله على العكاز:
دعها تموت هنا لن تذهبو بها الى اي مكان لن تخرجو بهذه الفضيحه خارج هذه الاسوار ... لن اسمح لكم بفضحي بعد كل هذا العمر

انتفض محمد بغضب صارخاً بوالده لأول مره:
اتخاف على سمعتك لهذا الحد اتترك ابنتك تموت على ان تخرج ويراها الناس بهذه الحاله .. هل فقدت صوابك
نظر الى ابنه بحده:
صوتك
اقترب منهم احمد وهو يهتف بجديه:
ابي انها تموت اتعي هذا
جابر وهو يرفع رأسه وبنبره بارده:
فلتمت .. هي من جلبته لنفسها هذه ال **** حتى وان لم تمت انا من سيقتلها لن تخرج من هذا المنزل الا جنازه

الى هنا وحسب اقترب محمد منها واخذ يغطيها بالشال المرمي على الارض والذي لم يكن الا لأحمد ولكنه يفي بالغرض هذا غير جلباب رقيه الذي كانت ترتديه عند جلوسها في حديقه المنزل ليصرخ بأحمد ان يأتي ليساعده في حملها .. هو لن يستطيع حملها بسبب قدمه هذا غير ضربات قاسم التي سببت له الم فضيع في قدمه وصدره ..
اسرع اليه احمد ليحملها متجهاً بها الى الباب ليهتف جابر بقوه:

الذي سيخرج بها من هنا سأغضب عليه في الدنيا والاخرة
التفت احمد لوالده وهو ينظر اليه بقهر ليهتف محمد ببرود:
لم نجني الا التعاسه عندما كنت في رضا عنا لم نتلقى الا كل مؤلم من رضاك لن يختلف الامر ان غضبت
رمق احمد الذي توقف عند الباب ليحرك يده امامه ولكنه لم يتحرك ولا زال ينظر الى والده وقد بانت الحيره على ملامحه .. بينما جابر قد تحولت نظرات الغضب مما تفوه به محمد الى نظرات شماته تجاه موقف احمد الذي يعلم علم اليقين بأنه لن يعصي امره إن استطاع الان ان يتصرف بقدم واحده فليفعل

ولكنه تفاجأ به يهتف بأسف وهو يبعد أرزاق عن يدي محمد الذي هم بأخذها منه بقهر منه عندما شعر بأنه متردد:
صدقني ان كنت اشك بها مجرد شك لما اخذتها ولكنها أرزاق ابي أرزاق .. اعتذر ولكنها اختي وتموت بين يدي .. تراجع ابي تراجع صدقني ستندم اذا حدث لها شيء
عندما لم يجد من والده اي رد غادر برفقه محمد وهو يشعر بنيران تلتهم داخله .. ليس هو من يعصي كلام والده ولكنها اخته .. هو لا يرضى بالظلم هذه اخته قطعه منه وان كانت اخته الغير شقيقه ...

وضعها على المقعد الخلفي وبجانبها محمد ليقود السياره بسرعه ليتجه خارج اسوار البلده متجه بهم الى مشفى يستطيع تقييم حالتها والعنايه بها فمركز البلده لا يقدم كل تلك العنايه والرعايه ولا اي شيء من هذا القبيل

:
:
:
:
:

و سقط من عيني نجم كِنت اراهن على نُوره

في منزل والد حسين

اندفع الى الداخل ليجد شقيقه على غير العاده يجلس في البهو ضاماً يديه الى صدره ويرمقه بنظرات غريبه .. ام انها ميار .. بلى هي ازعجته كالعادة تلك الفتاه لا يعلم كيف شقيقه يتحملها من الاساس

القى بثقله بجانبه على الاريكه وهو يبتسم بإتساع لكن سرعان ما بداء بالعطاس ومن ثم السعال بقوه اثر تلك الاتربه التي تطايرت في الارجاء اثر ارتطام جسده بالاريكه المشبعه بالأتربه منذ موده طويله ...
اخذ يلوح بيده بالهواء مبعداً التراب من امام وجهه وهو يهتف بحنق:
الم تحضر احد لينظف المنزل ماهذا الغباء رشيد .. هل نحن بهائم لنعيش في هذا المكان المتسخ
لم يتحدث لينظر اليه بدهشه .. هل ازعجته هذه المره لهذه الدرجه الن يشكي له كالعادة لما هو صامت .. وضع يده على قدمه ليلتفت له الاخر ولا زال ينظر اليه بنظرات لا تفسر .. ضرب كتفه بقوه وهو يهتف بإستغراب:
مابك رشيد لما هذه النظرات
جز على اسنانه بعنف ليأخذ نفس عميق ثم اطلقه مره واحده وهو يغمض عينيه بقوه .. ليرفع حسين حاجبه بإستنكار ولكنه هتف اخيراً:
ماذا فعلت
عقد حاجبيه بإستغراب هل وصلت له الاخبار بهذه السرعه ليكرر نفس سؤاله:
ماذا فعلت
هتف الاخر بنفاذ صبر:
انا من اسأل
اتكئ حسين على مسند الاريكه بحذر وبهدوء:
اجل ماذا فعلت
اسرع بالتوضيح عندما رأه يهم بالصراخ:
في اي حقبه اعني .. انا دائماً افعل الآف الاشياء عل عكسك انت الذي تنام وتتحدث مع تلك الشمطاء
ضيق عيناه وهو يقرب رأسه من شقيقه وبغيظ:
بعيداً عن تلك الشمطاء سأتجاهل .. انا اتحدث بجديه
ازاح وجه شقيقه من امامه دون النظر اليه حتى وبلا مبالاه:
حتى انا .. تحدث بوضوح اكثر ماذا لديك
مسح وجهه بكلتا يديه ليهتف حسين بسخريه:
هل يربكك الامر الى هذه الدرجه تحدث حبيبي رشيد تحدث اسمعك من الان حتى الصباح لا املك سواك الليله
قوس شفتيه بسخريه وهو يهتف:
لا هذا لا يجوز وكيف ستتفرغ لأذيه أرزاق
:لا لا تقلق لقد انتهينا واستطيع التنفس بحر...
تحدث بببساطه والسعاده تغمر تلك الكلمات لكن سراعان ما صمت واعتدل في جلسته وهو يرمقه بتعجب:
ماذا تقصد

ابتسم رشيد بسخريه ونهض متجهاً الى الاعلى ليغيب لبعض الوقت تاركاً حسين يتخبط في افكاره ثم يعود ثانيه يدور في البهو باحثاً عن جهازه اللوحي فقد جعله شقيقه يفقد تركيزه بما علمه عنه منذ قليل ليجده حيث كان يجلس .. كان موجود بجانبه حيث وضعه بيده قبل قدوم شقيقه .. فأين سيبقي له هذا الحسين ذره من عقله .. التقطه ليضعه على الطاوله امام شقيقه وهو يهتف:
هذا ما اقصد ..

كان يراقب حركات شقيقه الذي تشنجت ملامحه وهو يشير الى الشاشه لينزل عينيه ببطء من على شقيقه الواقف امامه وكأنه محقق الى اللابتوب لينحني قليلاً بفضول ليصل الى مستوى الطاوله امامه ناظراً الى الشاشه امامه بهدوء لفهم مقصد شقيقه وسبب تلك الحاله التي هو بها ....

ثواني معدوده لا بل منذ اول لمحه علم كل شيء وسبب حديث شقيقه فتغلفت ملامحه بالبرود إذاً اخترق حساباته بسهوله ووصل الى كل محادثاته مع أرزاق .... اذاً قد اتى اليه ذلك المحمد .. لم يكن يعلم انه يهتم لأمر أرزاق الى هذا الحد .. الى الحد الذي يجعله يخرج من عزلته للكشف عن هويه شخص مجهول يقوم بمضايقه شقيقته عبر رسائل الايميل ..

بينما شقيقه يراقب ما يحدث وهو يضم يديه الى صدره ينتظر اي رد من شقيقه يريد جواب واحد او شيء يقرأه من خلال ملامحه لكن لاشيء ... كان جامد لم يبدو على ملامحه شيء .. يريد ان يثبت له عكس تفكيره عكس ما قراء وفهم ولكنه لم يتحدث ... يريد ان يخبره بأنه لم يفعل شيء .. يريد ان يخبره بأنه اخطأ ولكن كيف وهو من اعد له ذلك الحساب الذي يصعب على اياً كان اختراقه

رفع نظراته البارده تلك من الشاشه الى عينا شقيقه المتسائله الغاضبه لثواني ... ثم يسحب نظراته بهدوء معيداً ظهره للخلف واضعاً ذراعه اسفل رأسه متأملاً السقف المشبع ببيوت العناكب كسائر المنزل لا بل انه يشبهه كثيراً .. مظلم مهجور ملىء بالاتربه والاوساخ والذكريات المدفونه منذ زمن ...
اغلق رشيد الحاسوب بحده وهو يهتف:
حسين ماذا تريد من الفتاة
ابتسم بهدوء وهو يغلق عيناه:
وأحبها وتحبني .. ويحب ناقتها بعيري

اطلق ضحكه عاليه تردد صداها في ذلك المنزل الخاوي وهو يعيد رأسه للخلف مما استفز شقيقه اكثر ليصرخ به بغيظ ليعتدل الاخر في جلسته وهو يكتم ضحكاته مداعباً ارنبه انفه بأنامله وبإبتسامته الساحره:
حبيبي يا رشيد ماذا تريد ان تعرف تماماً لأجيب

جلس امامه على الطاوله ليتحدث بقلق وعدم تصديق:
كيف تفعل كل هذا وتضحك وتعاشر اخوتها اخبرني .. من انت اساساً .. حسين كم وجه لديك

تحسس حسين وجهه ثم عاد ينظر الى شقيقه وبجديه ساخره:
انا كما قلت حسين .. اما عن وجهي فهو واحد وقد اهلك كل مؤنث

هز رأسه بنفي وعدم تصديق ولا يزال يعيش تلك الصدمه التي عاشها عندما وجد تلك المحادثات:
حسين انت لست من عرفت انت لست اخي الذي اعرف ... اخي لا يفعل ما تفعل .. اخي كان قدوتي في كل شيء اخي لا يفعل ما تفعل ... اخي لا يستقوي على انثى ... اخي ليس بكل هذا النفاق .. اخي صريح واضح اما انت فالله وحده يعلم من تكون انا لا اعرفك هكذا هذا ان كنت انت بالفعل حسين

عض شفتيه بقوه في محاوله بائسه ليشرح لشقيقه الذي لم يعد يريد ان يسمع منه شيء فقط كان يتحدث وتبدو صدمته جلياً على وجهه كان يحرك يديه بعشوائيه وقد شعر بوخامه مافعل لم يكن يريد ان يعلم هو بالذات ولكنه ظن بأنه يستطيع اخفاء شيء كهذا لوقت طويل ...
وضع يده على يد شقيه وهو ينظر الى عيناه وبهدوء:
لقد اذونا وكان عليّ ان ارد لهم جزء صغير مما فعلوه بنا
سحب يده قائلاً بدهشه:
من هؤلاء الذين اذونا ؟ هل هي من اذتنا ماذا فعلت ؟ اخبرني ماذا فعلت لي او لك ؟

هز رأسه بنفي ليقترب من شقيقه حتى اصبح يجلس على طرف الاريكه محاولاً ان يوضح له انه لم يخطئ وانه لا يتذكر شيء لأنه كان لا يزال طفل اما هو فهو يتذكر كل شيء .. لكن شقيقه لم يصمت ولم يترك له فرصه للحديث وهو يشير بيديه في الارجاء:
لقد كانو يأتون الى هنا ... كانو يناومون هنا ونضحك هنا ونلهو ونتبادل الاحاديث ونتقاسم الافراح والاحزان جميعنا بلا استثناء حتى انت حسين حتى انت كنت تشاركنا كل شيء

صمت لثواني ليهتف:
كيف تستطيع ان تحمل لهم كل هذا الكره كيف استطعت اخفاء كل هذا الحقد الذي تحمله لهم وانت كنت تشاركهم حتى سريرك انت منافق حسين ...
نظر اليه بريبه ليكمل:
هل ينبغي ان احذرك ايضاً

المته تلك النظرات ليضم كتفي شقيقه بكفيه بقوه وبجديه:
رشيد انا اخاك اتفهم انا اخاك .. ما يؤلمك يؤامني وما يسعدك ايضاً يسعدني كيف تقول هذا
ابعد يدي شقيقه عنه ليقف مبتعداً عنه:
انت لست اخي ... انت انسان اخر .. لقد اعماك حقدك وكرهك .. هل هذا كله من اجل شهور قضيتهم في السجن هل تفعل هذا لتنتقم منهم .. هل جننت حسين تنتقم عن طريق فتاة .. ان كان الحقد قد اعماك فلتكن على الاقل رجلاً واجههم وانتقم منهم هم رجلاً لرجل

كان يتابعه بنظراته وهو يشعر بخناجر تغرز في كل انحاء جسده .. شقيقه يكتشف نصفه المظلم شقيقه يطعنه دون رحمه هو لا يعلم ما مر به هو لا يعلم شيء ومن الجيد ان لا يعلم .. لا يريده ان يصبح مثله .... هو يلقي عليه التهم ولا يعلم ماذا قاسى وماذا عاش وكيف اذل تحت اقدام جابر ... يعلم ان ابناءه لا شأن لهم بما فعل ولكنهم وحدهم نقطه ضعفه ... هم من سيكسره وجعهم وسيكسره بهم .. كما فعل به هو ووالدته .. اليس من العيب ان لا يرد له ولو جزء بسيط ....

مسح الاخر وجهه بكلتا يديه بضعف لينظر اليه وقد التمعت عيناه بالدموع وبإستنكار:
هل انت هكذا منذ البدايه ام انك تغيرت ... حسين انا .. انا مصدوم بك ... انت لست حسين انت كائن نذل حقير

اتجه اليه ليحتضنه بقوه رغم عنه رغم اعتراضاته رغم صراخه عليه بأن يتركه كان يحتضنه بقوه مقيداً اياه بذراعيه حتى انهارت مقاومته وسقط باكياً بين يديه ....

شقيقه مصدوم منه هو ايضاً انصدم في البدايه من نفسه ولكنه اعتاد الامر هو اساساً كان قد اقتبس شيء من سواد جابر ليعطيه مناعه لما كان يتعرض له على يديه

قبل رأس شقيقه وهو يهتف بهدوء:
انا اعلم انه لست انا .. انا حسين لكن النسخه المظلمه التي صنعها جابر ... انت لا تعلم شيء مما حدث انت لا تعلم السبب الحقيقي لكل ما افعل .. انت لا تتذكر شيء انت بريئ ...

كاد رشيد يتحدث وهو يبتعد عن حضنه لكنه اعاده اليه بعنف وهو يكمل:
انا اعلم اني مخطئ ولا اريدك ان تقف معي فيما افعل او تشجعني لا انا اعلم اني اخطأت ولا ازال اخطئ .... ولكن صدقني انا اشتعل ولن يطفئي شيء لا شيء يشفي غليلي من جابر حتى لو اتى الان مقبلاً قدماي انا احترق رشيد احترق ولا انطفي
اتظن اني افعل كل هذا لأني سجنت بسببهم بضعه شهور لا ياعزيزي انا من سجنت بكامل ارادتي انا من اخترت ان اسجن لأكمل انتقامي

لم يعد ينصدم او ربما قرر ان يتصنع هذا فهو يشعر بأن هذه لن تكون اول صدماته وليست الاخيره .. حسين بحر ولن يضيع ما تبقى من عقله بين مده وجزره .. ليهمس بحزن ورجاء:
لكن أرزاق ما ذنبها .. هي تعنيني
ابتسم حسين بحزن وهو ينظر الى السقف ويهمس:
ذنبها انها بذره وحصاد جابر ..

:
:

"صلابة مظاهرنا لم تأت بسهولة"

~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~~
~~~
~
بين مد وجزر
انتهى البارت 🦋
لا تنسو تصوتو للروايه ويهمني رأيكم ولو بكلمه
~
~~~
~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~

~~~~~~~~ *** ~~~~~~~~
~~~~~ ~~~~~
~~~ ~~~
~~ ~~
~ ~
* *

* انتظرو الاحداث القادمه بإذن الله *
اتمنى ان ينال البارت اعجابكم
بإنتظار دعمكم وتعليقاتكم وتوقعاتكم .. واعتذر عن طول الغياب وشكراً لكل الداعمين انا بكم استمر 💙

* انتظروني *

دمتم في امان الله

* *
~ ~
~~ ~~
~~~ ~~~
~~~~~ ~~~~~
~~~~~~~~ *** ~~~~~~~~

Continue Reading

You'll Also Like

451K 16.5K 192
Won Yoo-ha, a trainee unfairly deprived of the opportunity to appear on a survival program scheduled to hit the jackpot, became a failure of an idol...
104K 6.6K 27
وحدكِ قادِرة على إنتِشالي مِن بِئر حُزني السحيِق، بِطريقة تجعلُني أقعُ لكِ مرارًا وتكرارًا. • كيِم تايهيُونغ. • جيوُن ڤيّونا. _ جميع الحُقوق مَحف...
1.5M 129K 62
RATHOD In a broken family, every person suffers from his insecurities and guilt. Successful in every field but a big failure when it comes to emotio...