عشق تخطيّ عنان السماء (بريق ا...

By ayet_alrahman

130K 4.9K 1.4K

«.. عشاق قادهم قلوبهم إلي العشق ليصبح للقدر رأي أخر عكس رغباتهم...» More

المقدمه
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
اقتباس
الفصل الخامس والعشرون
مهم جدا
الفصل السادس والعشرون

الفصل الثالث والعشرون

1K 20 2
By ayet_alrahman

"23"
(الفصل الثالث والعشرون)
#عشق_تخطيّ_عنَان_السَماء(بريق العشق)

« استغفر الله العظيم الذي لاإله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته»

اُجيد فعل أي شيء وضدده..
«لقد هُلك قلبي وسُلبت انفاسي، لن اقدر علي السَيرّ اكثرِ من ذَلك فَقد اُجلفت قْدمَايّ وبشدة، اللعنه علي ضَعيف الشَخصية المُتقبل إلي الأمر رغم انعدام القدرة علي التحمُل».
-«من رواية (اُجيدِها).. قريباً»-
... العالمُ ملئّ بالوحوشٍ الخّطِرة، واخطرُ هذه الوحوشٍ « البَشرٰ » يجب عليكَ أنّ تحتفظ بشَخصيتِكَ، وبدونْ الشَخصِية لا يكُن بإمتلاككَ انْ تستمرُ للسَعي بإيجَاد الأعذار لمنّ تُحب؛ فلا تبحثُوا عن الحُب في قلوبٍ جَائعة إن شَبعت أهملت، بل ابحثوا عَنه في قلوبٍ صّادقة إن أحَبتْ صَانت.

أوصدت بَابّ قلبي بأحكام رافضة فكرّة الخوضِ في معارك اُخري ستكون نتيجتها سَلب روحي التي هُلكت، لم يعلم أحدّ كَم حربٍ أخوض كُل ليله من أجل البقاء، أخماد مشاعري ليس بالسهل فعلة.. ومن يَملك القلبِ الا سُلطانه.
تأففت "خلود" بأنزعاج شديد أرتسم ببراعة علي قسمات وجهها الذي كان يُهلل فرحاً وسروراً من قبل ساعات قليلة بعد أن أخبرها انه جلب إليها "وجبه" معه لكن عند قُربه منها نهرته كمن لدغتها حيه سامة تاركة له المنزل بأكملة مُتحججة بالذهاب إلي والدتة، أوصدت الباب بأحكام بعد خروج الطفل "زياد" من شقة الجدة ثم عادت جالسة علي المقعد بعقلٍ شارد.
كانت هُناك أعيُن تُراقبها بفضول لمعرفة ما يحدثُ لها.. الضيق البادي علي وجهها يقول أن هُناك الكثير من الأمور التي حدثت لكن لا أحد يفصحُ بها
قطع خيط الصمت المُريب الغير طبيعي أثناء وجودها صوت "والده زوجها" سائلة بأطمئنان:-
-مالك يابتي ايه مشقلب حالك بالشكل ده
انتبهت "خلود" إليها مُتنحنحه بأحراج لعدم قدرتها علي قول الحقيقة:-
-قلقانه علي أمي شويه
أبتسمت تلك الحنون بهدوء بعد أن رأت صدق حديثها التي لمع في عينيها بأشتياق:-
-من النجمه تروحي تطولي علي أمك وتملي قلبك وعينك منيها وعلي أخر النهار جوزك يبقي يعدي عليكي يجيبك
صمتت قليلاً ثم أجابت مُتسائلة:-
-هو جوزك مارايدكيش تروحي حدا أمك
هزت رأسها بالرفض لحديثها، مُجيبة بنبرة سريعة:-
-أبداً والله ربنا يبارك فيه عمره ما منعني عن ناسي
-واه اومال مالك يابتي.. قلبي بيقول انك بتكذبي عليه وحاجه تانية شغلاكي
فتحت فمها لرد عليها، قطعتها بقولها الهادئ:-
-اديكي الصبح رايحه تطولي علي أمك والحديت هجيب بعضية وأبقي فضفضي بكل اللي في قلبك
أبتسمت "خلود" بهدوء علي تلك الملاك التي رُزقت به "حما" أطلقت تنهيده بأرتياح بعد سماعها لتلك الكلمات البسيطة التي أراحت قلبها، لم تكتمل سعادتها كثيراً حين وقعت عينية يقترب منهما بعد دخوله، نظراتهم هما الأثنان لا تُبشر بالخير أبداً وكأن كُلاً منهما يُريد بأخراج روح الآخر
فتحت والدته ذراعيها كعادتة فور وجوده لأستقبالة، أحتضنها بهدوء مُقبلاً كف يديها ثم ذهب إلي أخر مقعد في المكان جلس عليه بعيداً عنهم، نظرت لهم السيدة بتعجب من أمرهم.. دعت لهم سراّ بأن يصلح الله امُرهم.

★★★★★★

بعد مرور أكثر من أسبوع بعد تغيير الكثير من الأحداث منها كان للأفضل وآخُري للأسوء « حيث وجد "أحمد" الكثير من العُمال بعد أن يأس من رحلة البحث، قام بتنزيل منشور علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للأعلان عن العمل، حيث قام عدد كثير من الشباب بالتقديم وقبولهم علي الفور لسد حاجتهم»... اما علي الجهة الآُخري فقد تم حبس ثلاثتهم بعد أكتمال التحقيقات لحين تحديد موعد للمرافعة.

★★★★★★

دلف "عبدالله" إلى شقته الخاصة بمرح شديد لم تعتاد هي عليه يُدندن بكلمات اُغنية تصف حاله الفرح الآن بعد أن تم الاتفاق مع مُحامية الخاص وأطمئنانه بأنه سوف يربح القضية من الجلسة الأولي كما وهمه.
علي الناحية الآخُري كانت "إيناس" جالسة تلهو مع طفلها في ألعابه غير مُرحبه بوجوده بالمره أصبح وجوده حمل ثقيل يُزعجها كأن شيطان تواجد بالمنزل
لملمت أشيائهم ذاهبين إلي الداخل تاركين له المكان أكملة، قطع دخولها صوته الرخيم أثناء تمدده علي أريكة الرُكنة بتمعُن هادراً:-
-اعمليلي فنجان قهوة لا دوقت زييه ولا هدوق بعديه
اجابتة ساخرة بفم ملتوي بأستهزاء:-
- وده هعملوا ازاي اهو فنجان زيه زي غيرة
لم يُريد تعكير صفو مزاجة، أكمل حديثة وكأنه لم يستمع لشيء:-
-معاهم بقه شويه فايش وكوباية شاي ملوكي
اطلقت زفيراً قوياً بنفاذ صبر وتأفف:-
- حاضر هروح القهوة لأول
قطع طريقها بنبرة حادة قوية:-
-قولت التنين
ضربت علي قدميها بنفاذ صبر مُتحدثة بكلمات غير مفهومة أثناء ذهابها إلى المطبخ.
أحضرت ما طلبه عائدة إليه وصل إلي مسامعها صوت ضحكاتة المُرتفعة اثناء حديثة في الهاتف.. وقفت في جانب خلف الستارة كي لا يراها تستمع إلى حديثة الدائر بأهتمام حيثُ قال:-
-بكره مش بعيد ياحاج.. هو في حد بتجيه جلطة وبيقوم منيها
أستمع الى الطرف الآخر بأهتمام شديد ثم أجاب بنبرة جاده:-
-الاتفاق اللي بيناتنا حاجه وموضوع أبوي حاجه تانية ملكش صالح بيها وأني هبقي اعدي عليك سلام
اغلق الهاتف بأنفعال مُنادياً عليها بصوت جمهوري، أتت إليه علي الفور وضعت ما بيدها علي المنضضة الصغيرة في صمت وعادت ذاهبه إلى الداخل.
جلست جانب طفلها بعقل شارد لما أستمعت إليه بحُزن شديد علي ذاك الزوج العار، فكيف ستنام جاره في فراش واحده مُتمنه علي نفسة معه في غُرفة مُغلقة تجمعهما وهو بكُل هذه القسوة والجحود، اذا كان يفعل كُل هذا بوالده الراقد بين الحياة والموت فكيف ستكون نهايتها معه.

★★★★★★

منذ اليوم الضئيل الذي تعاركت معه تاركة منزلها وهو مُبتعد عنها تماماً عاطياً إليها المساحة الكافية لآخد راحتها.. نفذت أؤامر والدتها حيث عادت إلى منزلها دون أنتظار مجيئة لآخذها كما قامت أيضًا بخروج زوجه عمها من منزلها بحجة راحتها. أحضرت الطعام ككُل يوم وهي علي يقين انه لم يتذوق منه شيء وضعت أخر طبق افرغت فيه الطعام علي رُخام المطبخ، أستمعت لصوت أنغلاق الباب علمت بوجودة، تركت مابيدهاِ في طريقها إليها اصتدمت به في الطُرقة المؤدية إلى غرفتهما رمقها بنظره جمود مُكملاً طريقة دون التفوه بشيء، فركت كفيها بتوتر سائلة:-
-جهزت الوكل أجهز عقبال ما تغير خلقاتك ولا.....
-واكل قبل ما اعاود كلي انتِ
كانت هذه كلماته المُختصرة، قاطعاً سُبل الأمل لديها.. أخرجت تنهيدة قوية من جوفها مؤنبه نفسها علي ما فعلته في حقه وحق نفسها، لكن اللعنه علي كبريائها الرافض لفكره أنها المُخطئة ويجب عليها الأعتذار.. ومن ينصفها ويُشجعها علي ازدياد تمردها "والدتها" تحت مُسمي «السيطرة» كي تقوي وتكون مثلها.
قطع تفكيرها خروجة مره أخري ذاهبًا إلى الخارج، عقدت ملامح وجهها بضيق هاتفه:-
-انت ماشي تاني ليه
رفع حاجبية بأستغراب مُجيبًا:-
- أني حر مستنية أخد الأذن منك
رأي معالم الضيق عليها بعد سماعها لأجابته، فأكمل"نُعمان" بسُخرية قاصداً:-
-عشان تبقي علي راحتك متلاقيش حد يضايقك
كادت ان تُجيبة وتُبرر فعلتها لكنه أوقفها بأشارة من يدهِ ونبرة حادة:-
-معوزش أسمع منيكي حاجه اللي كت عاوز أسمعة سمعته قبل سابق وانتهي
تداعت البرود وعدم اللامبالاه قاذفه بقنبلتها والتي ستُقلب النتيجة عليها:-
-وماله أني كت هقولك أني اكديه أحسن اديك مريحني من وجودك وطلباتك الكتيرة
لم يتحمل السيطرة علي غضبه نحوها أكثر من ذلك، كانت نظرات الغضب تشُع شراراً يحترقها لكنها تداعت عدم الأهتمام ومن ثم ذهبت ببرود شديد تحت انظارة المذهوله من افعال تلك "القمر" بالفترة الأخيرة.

★★★★★★

عصراً في قسم الشُرطة كان "أحمد" جالسًا علي المقعد في مكتب المأمور في انتظار قدومها، دقائق مرت عليه بثُقل وكأنها ساعات طويلة لا يُفضل أبداً المكُوث في هذه الأمكان « فقد علم من عمته بأن تم القبض عليها، كما علم أيضًا من خلال عمته بأنها طلبت مُقابلتة»
رفع رأسة نحو الباب عندما وصل إلى مسامعة صوت خطواتها، صدم من هيئتها لم يُصدق انها وصلت إلى هذه الحاله شاحبة، ذابله في نفسها، شعر مُنعكش، ملابس غير مُهندمه بالمره، هيئتها تُدل علي ما تلقته بين المُجرمين بالحجز، لم يشعُر بحاله إلا وهو يترك مجلسة راكضًا نحوها يحسها علي الجلوس
اجلسها برفق، واقفًا يُطالعها بنظرات تائهة لايعلم ما عليه ان يفعله لها.. قطع شروده وصمتهم قولها بنبره خاليه من الروح:-
-هتفضل تبصلي بشفقة كتير كده
جلس بثُقل وكأن هموم العالم أكملة وقعت فوق رأسة:-
-عمتي قالتلي انك سلمتي حالك حد يجن ويعمل عمايلك دي
-‏لا اتجننت ولا حاجه كده كده كان هيتقبض عليا فاقولت أسهلها علي نفسي
كانت هذه أجابتها الساخره علي حديثة، ثم أكملت بأنفعال:-
-انا مش عاوزه اشوف نظره الشفقة دي ليا من اي حد انا معملتش حاجه وواثقة ان ربنا هيخرجني منها
عادت إلى هدوءها من جديد قائلة:-
-اسفة علي انفعالي اعصابي تعبانه، وشكر يا "أحمد" انك لبيت طلبي وجيت وأسفة مره تانيه علي الموقف السخيف اللي حطيتك فيه أخر مره
قبل أعتذارها بصدر رحب مُجاوباً عليها:-
-محصلش حاجه.. طمنيني عليكي انتِ عامله ايه
أخذت شهيقًا لعلها تُنعش رئيتها مُجيبة بفتور:-
-اديني عايشة هعمل ايه يعني مستنية الحُكم
وضع يديه على كفها مُحدثها بأطمئنان:-
-خير ان شاء الله.. هما اللي معاكي اعترفوا
هزت رأسها بالايجاب ساحبه يدها قائلة:-
-أنا طلبتك لاني عشمانه فيك انك ممكن تساعدني، انت راجل محترم وخلوق واكيد مش هترضي ليا بالظُلم
انهت حديثها ناظرة إليه بتراقب مُنتظره رد فعله، أخرج زفيراً قوياً هاتفًا:-
-لو بيدي حاجه تخرجك من محنتك رقبتي سداده
سعدت كثيراً لحديثة مُجيبة بحماس:-
-قسما بالله أنا الطرف المظلوم في القضية، انا اللي ليا الحق مش عليا.. دور علي حق بنت عمتك وخرجها من محنتها يا "أحمد"
تركت مقعدها مُلقية بأخر كلماتها:-
-أنا حطيت أملي كله فيك بعد ربنا متخيبش ظني رجاءً انا بضيع ومستقبلي بيروح قصاد عيني انا بموت في الثانية الف مره في المكان دا
انهت حديثها ثم انصرفت مُغادره، نظر إلى الفراغ حوله بحيرة ثم غادر خلفها.

★★★★★★

حل المساء سريعاً، حيث أضاءت النجوم سائر الليل المُظلم، نظرت "نجمة" إلى هيئتها في المرأه بأرضاء تام بعد أرتداءها لفستانها الجديد التي أشترته صباح اليوم بعد ان أخبرتها والدتها بقدمه في المساء من أجل رؤيتها.
أعدلت من وضع حجابها بهمه بعد ان أستمعت لصوت طُرقات الباب عادت النظر إلى هيئتها بفرحة زينت وجهها البشوش، ركضت سريعاً نحو الخارج فتحت له الباب.. طالعتة بأعيُن تلمع بأنبهار لرؤيتها لهيئتة الجذابة هبطت عينيها ناظرة اليه بداية من الحذاء الكلاسيك الذي يرتدية ثم الى ملابسه ومن ثم الى ساعة يده، علقت عينيها بأستغراب علي يدهِ الموضوعة خلف ظهره بنظرات مُتسائلة، قطع خيط فضولها بتقديمة لها بباقة من الورود جمعت مابين اللون الأبيض واللون الوردي أخذتها منه بسعادة عارمة مُحتضنة الباقة بحُب كبير فاسحة له الطريق للدخول، نست وجوده فور رؤيتها لباقة الورد التي أتتها للمره الأولي طيلت حياتها
خرجت "توحيدة" من المطبخ بعد ان قامت بتجهيز واجب الضيافة له، رحبت به بتهليل ثم شاركتهم الجلسة لبضع دقائق وأستأذنت ذاهبة من أجل أحضار الضيافة، تنحنحت "نجمة" بخجل وشُكر:-
-تسلم علي الورد الحلو ده معرفش انت فرحتني قد ايه
ابتسم إليها بهدوء وسعادة احتفظ بها مُجيباً بنبرة هادئة وصوت عشقتة كثيراً:-
-لو كت اعرف ان الورد بيفرحك قوي كت بعتهولك من اول ماعيني طلت عليكي
تنحنح بأحراج فور رؤيتة لتلك "توحيدة" التي كانت واقفه تبتسم لحديثة قائلا:-
-تعي ياخاله اقعدي معذبة حالك ليه اني مش غريب
وضعت الصنية أمامه ثم جلست مُجيبة:-
-ما غريب إلا الشيطان ده بيتك ياولدي من غير اي حاجه اتفضل
انهت حديثها مُقدمة إليه كوب عصير المانجو، أخذه منها شاكراً إياها بتهذيب:-
-دايما عامر ياخاله
أكتفت "توحيدة" مُبتسمة بهدوء ثم استأذنت تاركة إياهم ليبقوا علي راحتهم، جلست أمام التلفاز تُتابع مُسلسلها المُفضل علي الجهه الأُخري أمامهم.
وضعت "نجمة" الكوب من يدهاِ سائلة:-
-هي خالة وداد ماجتش معاك ايه
ارتشف القليل من كوبة ثم أجابة:-
-اتعودي بقي علي مجيي لحالي هي عملت اللي عليها وخلاص
أبتسمت بخجل ثم عادت رافعة عينيها ناظرة إليه في صمت تتملي من رؤيتها لملامحة التي خطفتها، وضع الكوب علي المنضدة مُتسائلاً:-
-في حاجه حابة تقوليها
لم تقدر علي مُدارات نظرات الأعجاب التي تلمع في عينيها قائلة:-
-ايه الشياكة دي كلياتها انت علي طول اكده ولا عشان جايلي
بحلق عينيه بذهول من سؤالها لم يعلم بما يُجيبها قائلاً:-
-في اي وقت بعيد عن الشغل
تنهدت براحة لطبيعة عمله التي تعلمها جيداً قائلة:-
- زين قوي.. كت حابه اقولك حاجه بخصوص أح
قطع حديثها بضيق بدي علي وجهه مجاوبها بهدوء عكس ما بداخله:-
-اللي فات مليش صالح بيه ولا رايد اعرف حاجه عنيه، اني بدايتي معاكي من اليوم اللي خطيت فيه عتبه داركم
ثم أكمل مُستماً، مُمحياً نظره الجمود التي ظهرت:-
-واني خابر "نجمة" زين وواثق في أختياري
لم تستطيع منع أبتسامتها التي تلاشت عند رؤيتها لغضبه الذي أخفاه ببراعة، تبدل مجري الحديث إلى مُنحني أخر بخصوص تجهيزات حفل الخطبه والذي سيُقام بجُمعة أخر الأسبوع.

★★★★★★

-مخبراش حديتك اللي بتقوله ده ياوليد
اختصرت "امنية" اجابتها علي سؤال "وليد" لها، وضعت سماعتها الطبية في الدرج المُخصص لأغراضها ناوية الذهاب بعد انتهاء وردية عملها.
اعترض"وليد"طريقها سائلاً بنبرة جاده:-
-مالك يا امنيه انا زعلتك
-‏وانت تقدر تزعلني من الأساس
كان هذا ردها بجمود، علم ان هُناك شيء حقاً:-
-انتِ مش شايفة ردك واختصارك في اجابة اي سؤال اسألهولك
هدءت من حده نبرتها مُجيبة عليه بتوضيح:-
-مضغوطة شوية لأيامدي، متأخذنيش لو كان حديتي تقيل حبتين
أجابها بمرحه المُعتاد بعد الأطمئنان عليها:-
- حبتين بس قولي حبتين تلاته اربعه ايوه كده فوكيها ياشيخة جتك نيله في كئبتك
ختم حديثة فور رؤيتها لضحكتها، اعدل من وضع المكتب بعد ان أستلم الوردية منها:-
-كده انتِ هتمشي وانا هقضي الليل كُله مع محمدين
-أجابتة بمزاح:-
-‏وتقعد مع محمدين ليه ما كفاية عليك محمد واحد لا تتلغبط بيناتهم
تعالت أصوات ضحكاتهم الاثنين، أخذت حقيبتها ثم انصرفت ذاهبه قاصدة منزلها.. ما ان خرجت من الوحده الصحية التي تعمل فيها حتي وقعت أنظارها علي "نهلة" ماشية بمُفردها بعقلٍ شارد كأنها فاقدة شيء وتبحث عنه
مشت خلفها بخطوات هادئة حتي وصلوا امام منازلهم دلفت "نهلة" اولاً إلى منزلها، ثم دلفت "امنيه" بعد ان اطمئنت عليها مُقرره الذهاب إليهافي الصباح.

★★★★★★

واااااااه من عشقكِ يامن ملكتي قلبيُ وهواه، لما البُعد والنفور وقلبي مُتيم بكِ، لم أعشقك بقلبي فقط أنما عشقتكِ بكُل كياني، كننَتُ لكي منْ الُحب ما يَكفي قلبك العَاشق لغيري، لو أعلم أن للقلب مالك لملكته مُنذ اللحظة الأولي التي التقيتُكِ فيها.
كانت هذه كلمات مُحسن الدائرة بين قلبهُ وعقله يُريدها زوجته اسماً وفعلاً، يُريد الأستقرار والعيش مثل البقية.. ملّ كثيراً من الكذب علي نفسة بأنه لم ينزعج من بُعدها لكن في الحقيقة يُنزعج و كثيراً، يحترم قرارها في البُعد حتي تتأقلم لكن يؤلمه النفور والهجران.. عدم مُحاولتها في القرب او التلميح لذلك يعلم أنها اُجبرت لكن لما تستمر عند نقطة لا وجود لها من الأساس.
القي بهاتفة علي الفراش بأهمال عند دخوله وعدم وجودها، علم أنها مُقيمه في الغُرفة الأخُري كما تفعل كُل ليلة، تمدد علي الفراش بأرياحيه ناظراً إلى سقف الغُرفة بشرود، لمع في عقلة فكرة ما ابتسم لنفسة بخُبث علي أفكارة الشيطانية ناويًا تحريك جبل الجليد القابع في الغُرفة المُقابلة، هو من سيجعلها تجن به أخذاً خطوة في طريق حياتهم لعلها تكون نقطة البداية.
فعل الهاتف علي وضع الصامت ثم استقام تاركًا مكانه من ثم إلى الخارج.
وقف في البهو بين الغُرفتين واضعًا الهاتف علي اُذنه كأنه يُحدث أحدّ بأنزعاج كاذب وصوت مُرتفع:-
-قولتلك قاعد لحالي مفيش حد وياي قوليلي بس كلمه حلوه وهرد عليكي بقاموس
وصل حديثة إلى مسامعها اثناء تصفحها الهاتف.. القته جانبها بأهمال وتسحبت علي قدميها التصقت بـ الباب لتستمع إلى حديثة
ابتسم بمكر بعد ان وصل إلى مُبتغاله هامسًا بغزل كاذب:-
-ومحسن هيعشق مين غيرك كيف يا مالكة قلبه وعقله وروحه
ندبت خلود علي صدرها، شاهقة بصدمة لم تتخيلها منه، مُحدثة نفسها:-
-يابختك المنيل في الرجاله ياخلود كُل ما قلبك يميل لراجل يبقي نسوانجي
كان يستمع لحديثها الذي وصل إلى اُذنية، وبلمح البصر وجدت نفسها مُسطحة علي ظهرها اثر دفعه للباب، نظر إليها بشماته وأبتسامه مُتسليلاً برؤيتها مُتسائلاً بمكر:-
-مش هتبطلي عادتك الهباب دي
رمقته بأنفعال شديد مُمسكة بظهرها الذي يؤلمها:-
-وانت ما مبطلش افعالك الغشيمه دي
-‏لاه مامبطلش
نظق بأجابته ببرود تام ثم أكمل غامزاً إليها:-
-هو مين ده اللي قلبك مال ليه هاااا
رمقته بغيظ شديد هادره أثناء وقوفها:-
-واحد كيف الطور ماشي يحدف في خلق الله
مط شفتية مُدعي الحُزن المُزيف عليها:-
-وهي البقره هتعرف ايه غير طور يلا ربنا يصلحلك الحال ويهديلك الطور
لم تستطيع السيطرة علي ماتبقي من هدوءها أكثر من ذلك مشت من أمامه بخطوات شبة راكضة حتي تعثرت قدميها في السجادة وسقطت مره اُخري، تعالٍ صوت ضحكاته الرجوليه بشده عليها مُتحدثاً بأنفاس لاهثة:-
-علي مهلك يا بقره اقصد ياخلود
رمقته بنظره حارقة استقبلها بتسلية ناوياً تأديبها.

★★★★★★

لم تُغفي عينيها من كثرة التفكير، ظلت تتقلب في الفراش مراراً وتكراراً تبتسم من حين إلىّ أخر وكلمات الغزل لم تُفارق ذهنها، رسم عقلها الباطنّ مُخيلات كثيرة سيحكيها عند عودته.. اعتدلت جالسة تُرتب أفكارها وحديثها التي ستقصة عليه اثناء جلستهم المُعتادة يومًا، اعتلي رنين هاتفة التقطتة علي الفور ظاننه انه من يُهاتفها لكنها وجدتها شقيقتها.. قبلت المُكالمه مُطمئنة عليها:-
-كيفك يانجمة طمنيني عليكي ياحبيبتي
اجابتها "نجمة" بأطمئنان وسعادة:-
-بخير ياخيتي.. جميل جالي وجبلي ورد حلوي قوي وكمان هدية
ابتسمت "عشق" علي سعادة شقيقتها الظاهرة في نبره صوتها مُتسائلة:-
-جبلك هدية ايه
ضحكت "نجمة" بمكر مُجيبة:-
-لاه ما هقولش عاوزه تعرفي تعي شوفيها واهو نقعد سوا نتحددتوا شويه
فهمت "عشق" مكرها، فأجابتها:-
-طب ماتاجي انتِ.. انتِ خابرة ان سالم طول النهار بره واني لحالي
انعقدت ملامح "نجمة" إلى الضيق:-
-انتِ خابره اني مبحبش اجي عندك... متزعليش مني ياخيتي بس انتِ خابره اللي فيها
اجابتها "عشق" بتفهم لما تقصدة:-
-خلاص الصبح هقول لـ"سالم" واجيلك يانور عيني
-‏ربنا يخليكي ليا ياخيتي متحرمش من حنيتك يلا سلام
اغلقت "نجمة" المُكالمة مُمدده علي الفراش مُبتسمة بتلقائية عند تذكُرها لأعطاء "جميل" الهدية إليها كانت عبارة عن سلسه تحتوي علي نجمه مُضيئة، اتسعت ابتسامتها إلى ضحكه واسعه بعد أن أخبرها بأنها «نجمه مُضيئة مثلها».

★★★★★★

من ان وضعت "غزل" أقدامها علي أعتاب المنزل بعد أختفاءها طيلت الفترة الماضية مُتداعية المرض، حتي شعرت بشعرها يتمزق تحت يد تلك التي أتت من خلفها وأطبقت عليها بعُنفك، صرخات عالية زلزلت المكان جعلت الجميع ينتفض هلعلاً ظننا بأن سيد المنزل توفي.
صدمة جعلتهم يتصنموا بأماكنهم بعد ان وقعت عينيهم علي "أعتماد" المُمسكة بـ"غزل" تُلقيها دراسًا قاسيًا عملوا جميعهم سبب فعلتها.
بكَت "غزل" مُتئلمة من قبضتها عليها وشعرها الذي تمزق بالفعل في يدهاِ، اعتلي صوت نحيبها مُستنجية بـ"سالم" الذي أقترب من والدته لتخليص بينهم قائلة برجاء:-
-ربنا يوفقك يا سالم بيه بعدها عني قعطت شعري
صرخة مُرتفعه خرجت من حنجرتها بعد ان شددت "أعتماد" من قبضتها:-
-سبيني ياست أعتماد أني كت عملت ليكي ايه
سخرت "أعتماد" بغضب شديد من حديثها البرئ:-
-يامُري من سهوكه الحريم ياولاه شوفوا البجحة بتتحدت ازاي كنا معملاش حاجه
-‏عملت ايه بس عرفوني
كان هذا رد "غزل" التي لا تعلم سبب ما تتلقاه، تحدثت "إيناس" المُتسلية بكُل ما يحدث:-
-ضرتك بتباركلك ياغزل
وقع الحديث علي مسامع "غزل" كمن سَكب عليها مياة مُثلجة في فصل الشتاء، تبرد جسدها برُعب من تلك النظرات الحادة التي علمت سببها، كادت ان تتحدث قطعتها "أعتماد" بصفعة مُداوية هادره بصوت جمهوري:-
-بقي تعضي اليد اللي اتمدتلك ياواكله ناسك
رمقتها "غزل" بغضب شديد هادره بعد ان دفعت "أعتماد" بكامل قوتها لتبتعد، احتضن "سالم" والدته مُتفاديًا سقوطها، جاء ليتحدث وينهر تلك الـ"غزل" علي فعلتها.. رفعت سبباتها في وجهه خارصة حديثة مُتحدثة بنبره قهراوية صدمتهم:-
-حيث كده بقه وبما ان كل حاجه بقت علي المكشوف فأسمعوا بقه
كانوا يستمعوا إليها بأهتمام ونظرات الصدمه لم تُفارقهم، رمقتهم "غزل" بتشفي مُكملة موجهه حديثها لـ"سالم"و "أحمد":
-أبوكم متجوزني بقاله أكتر من خمس سنين
ادارت وجهها ناظرة لـ" إيناس"ساخره:-
-قبل ما الحرباية الأولي تيجي عالبيت
رمقتها "إيناس" بسهام حارقة، تفادتها "غزل" بعدم أهتمام مُكملة:-
-حسن اتعرف عليا من خلال الشغل في الآثار انا الوسيط بين التُجار ودا من خلال والدي اللي علمني الشغلانه شافني عجبته طلب إيدي واتجوزني وافقت اجي معاه للصعيد واعيش زي الخدم واخدم فيكم مصالح ومدام أنا مصلحتي ماشية وتمام مفيش داعي لما أضحي شوية المهم نتيجة التضحية
اعتلت ضحكتها الرنانه هامسة جانب اُذن "أعتماد" بتسلية:-
-والنتيجة خدتها وفوقيها بوسة حلوه كمان
لم يفهم الجميع مقصدها، ارتسمت قناع البراءة مُكملة:-
-كل واحد في العيلة دي بيجري ورا مصلحتة عشان يضمن ممستقبله ومستقبل عيلته و انا كمان بضمن مستقبلي انا وابني
مسدت علي بطنها برفق مُكملة:-
-اصلي حامل بقالي فترة
نهرها "أحمد" بأنفعال:-
-كيف يعني وانتِ فاكره اننا هنصدق الحديت الخيبان ده
ردت "إيناس" التي مازالت تحت تأثير الصدمة:-
-بس هي بتتحدت صوح ماهتكدبش
أستمعت غزل لصوت "سالم" الجمهوري، ارتعب جسدها بخوف لكنها أخفته حين قال:-
-الحديت الخيبان ده هعمل حالي مسمعتوش.. اما انتِ فحسابك عسير قوي بس مش دلوق لما أبوي يقوم بالسلامه
لوت شفتيها ساخرة:-
- انت مفكر ان ابوك لسه هيقوم غلبان اوي ياسالم
اتسعت اعيُن كلاً من "عشق و إيناس" علي جرائة تلك المعتوهه
-لولا انك حُرمه لا كنت دفعتك تمن طول لسانك غالي قووووي.. حظك اني مبمدش يدي علي حريم
كادت ان تنشب بينهما حربٍ قوية، انتهت قبل بدايتها بعد ان استمعوا لصوت ارتطام شيء وجهوا أنظارهم إلى مصدر الصوت وجدوا "أعتماد" ساقطة أرضاً.

★★★★★★

#آية_الرحمن

Continue Reading

You'll Also Like

885K 38.8K 29
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
1.2M 89.5K 62
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
5.6M 431K 95
عائله بسيطة تهب رياح الظروف لتسرق سعادتهم وتختبر صبرهم بأعز ما يملكون فكيف سيكون الصراع بينهم وبين تلك الظروف ؟ يتبع ...
100K 3.4K 48
الرواية فيها احداث كثيرة من ضمنها شاب يخسر اصحابه بيوم واحد! ، وفتاة بسبب تمردها وعنادها حياتها تنقلب رأس على عقب، واخرى تكون ضحية لثراء والدها وطمعه...