عشق تخطيّ عنان السماء (بريق ا...

By ayet_alrahman

130K 4.9K 1.4K

«.. عشاق قادهم قلوبهم إلي العشق ليصبح للقدر رأي أخر عكس رغباتهم...» More

المقدمه
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
اقتباس
الفصل الخامس والعشرون
مهم جدا
الفصل السادس والعشرون

الفصل الثاني والعشرون

1K 20 3
By ayet_alrahman

      "22" 
(الفصل الثاني والعشرون)
#عشق_تخطيّ_عَنان_السَماء(بريق_العشق)

«استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته..»

تدَفعناَ الحَقيقة لرؤية المزيد من الأشياء، بل الأشياء جميعَها الذي يَغفل العقلُ عنها، رُبماً مُدرك كُل شيء لكنه لا يُريد الافصاح به.
اعَيُن الحقيقة واضحة كوضوح القمر ليله أكتماله، لكننا من نَخلق الأعذار لتكذيبها من أجل العيش علي ما خطط له العقل الباطن من أحلامٍ رَسمهَا للعيش في مُخيلاته.

أخذت "إيناس" الورقة مُسرعة إلي الخارج ومن ثم إلي غُرفة "أعتماد" التي فزعت من نومتها فور أقتحام "إيناس" الغرفة قائلة:-
-قومي شوفي اللي بحصل من ورا ضهرك وانتِ ولا دريانه بحاجه
عقدت "أعتماد" ملامحها بذعر وغضب من فعلتها قائلة :-
-حصل ايه يابت أنتِ ممبطلاش عمايلك السوده علي دماغك دي
اقتربت "إيناس" منها وهي تفتح الورقة وتضعها أمام عيناها رادده:-
-شايفة الورقة دي زين 
هزت "أعتماد" رأسها بنعم وهي تنظر إلي صورة زوجها الموضوعه عليها وبالجهه الاخري صورة "غزل" فأكملت "إيناس" بقهر من فعل حماها وشماته في تلك الأعتماد:-
-خابرة ورقه ايه دي!
هزت "أعتماد" رأسها بالرفض وقلبها ينبض بعُنف خائفة من مواجهة الحقيقة، أقتربت  "إيناس" من أُذنها مُحدثة إياها بنبره هامسة كفحيح الأفاعي:-
-دي قسيمة جواز، جوزك "حسن بيه الرفاعي" اللي طالعه بيه السما متجوز عليكي ومين الخدامه اللي بتخدمك
ألقت بسهام كلماتها السامه، والتي وقعت علي مسمع "أعتماد" كمن لدغتها حيه اصابت هدفها،  تلون وجهها بحُمره الغضب الذي ظهر في عينيها المُشتعله بلهيب حارق سيأكل الجميع..  اتسعت ابتسامة " إيناس"  بسعادة بلهاء لرؤيتها الي ماوصلت إليه "أعتماد" جلست جوارها علي حافة الفراش بسعادة لم تقدر علي أخمادهَا:-
-وخدي الكبيرة.. البت بينها حبلة
لم تقدر "أعتماد" في السيطرة علي نفسها أكثر من ذلك، اصابها الشعور بالجلطة، انعقدت ملامح وجه "إيناس" بتعجب فور رؤيتها لحبات العرق التي تنصب فوق جبين "أعتماد" ولشحوب وجهها الذي تبدل فجأه وكأن وضعها حقاً ليس علي ما يُرام.
تركت مكانها، هبت نحوها في قلق لتطمئن عليها، أبعدتها "أعتماد" عنها بضعف ظهر في نبره صوتها هاتفة برجاء:-
- بعدي عني ياوش الشؤم جبتي أجلي
انكمش وجهه "إيناس"، وقد كَسيِ عليه الضيق الشديد ناهره إياها:-
- بقي أني وش الشؤم! صدق اللي قال خير تعمل شرّ تلقي.. الله يسامحك يام عبدالله بقي أني جايه اوعيكي هي دي أخرت المعروف
تركت "أعتماد" مكانها مُلقيه بالغطاء بعُنف وأهمال، أخذت الورقة من بين يديها دافعه إياها من أمامها هاتفة بنبره تحذيرية موجهه سبباتها في وجه "إيناس" :-
- عارفة يابت لو كتي بتلعبي بيه لهكون دفناكي في القاعة دي مكان ماجبتي خبرك الشؤم
اعدلت  "إيناس" من وضع حجابها الذي سقط أثر دفعه "أعتماد" القوية لها مُتحدثة بتحدي ظهر في عينيها:-
- ولو طلع حديتي صوح هتعملي ايه
كانت تتحدث بخُبث ومكر أفاعي واضح، صمتت " أعتماد " لبلاهه تُفكر فيما ستفعله عند صدق الحديث تحت أنظار حية تتلون علي جميع الأتجاهات.

★★★★★★

بصباح اليوم التالي، وبعد ان أشرقت السماء بخيوطها الذهبية تُداعب تلك الجالسة أعلي سطح منزلهم منذ البدرية تستمتع بنسمات الشروق كما أخربت والدتها، لكن الحقيقة هي جالسة علي أمل ان يطمئن قلبها بلقاء من سَلبه لم ترفع عَينيهَا أبداً طيله جَلستِها عن باب مخدعة والذي يتواجد اعليّ سطح منزلهم « فقد بُني غُرفتين مُخصَصتينِ له بعيداً عن الضَوضَاء في أسِفل ومن أجل راَحَته أيضاً ومذَاكرتَه كي ينفرد بنفسِة».
يأست "نجمة" من كثرة طول أنتظارها علي أمل لقاءة لكن دون جدوي حَسِمت أمَرها بالنزول من أجل الذِهاب الي الجَامعة حتي لا تتأخر أكثر من ذَلك، القت نظرة أخيرة علي مخدعة ثم هبطت الي أسفل بنظرات تملوءهاَ خَيبة الأمل.
على الجانب الأخر في منزل الجار، أطلق "جميل" تنهيدة حاره خرجت من جوفة بعد مُغادرتها.. فقد رأها تنظر نحو غرفتة عند خروجه للذهاب إلي عَملة لكَنهُ ترجع ولم يخرج كي لا يُخجلها، ظل يُراقبها خلف شُراعة النافذة في صمت وأشتياق، أبتسامة هادئة زُينت شفتية وأعين مُستمتعه لرؤية مالكة القلب.
بعد دقائق بسيطة من نزوله ومناداته علي والدته خرجت الحاجة "وداد" من المطبخ بلهفة لكثره نداءاته الغير مُعتادة قائلة :-
-خير ياولدي ايه اللي صايبك من وش الصبح مش عادتك تنادم عليه كتير اكدية
تنهد بثقل ثم أجابها بنبره هادئة وأعيُن هائمة من فرط المشاعر:-
-خلصي اللي وراكي وروحي حددي معاد ويا خاله توحيدة عشان نعلنوا الخطبه
اتسعت أبتسامتها فرحاً غير مُصدقة لحديث نجلها هاتفه بسعادة مبالغة:-
-بتتحدت صوح ياجميل
قبل ظهر كفيِها مؤكداً علي حديثة:-
-صوح "يام جميل" هي الحاجات دي فيها ملاوعه
احتضنته بسعاده الكون التي احتلت قلبها فرحاً من أجل عزيز قلبها، ثم وضعت قبله حنونه علي وجنتيه هاتفة:-
-الف بركه ياقلب امك ربنا يتممهالك علي خير يانور عيني هخلص اللي وراي بسرعة البرق وطوالي علي دار الغاليه اللي خلت راجلي ضحكته منوره وشه من الخد للخد
أنهت حديثتها بحديث وصل إليه معناه، تنحنح بأحراج من والدته ثم استأذن مغادراً تحت أعيُن والدته المستمتعه والفرحة بعشق أبنها لتلك النجمة التي اضاءت حياتة بعد عُتمه.

★★★★★★

في وقت الغروب، هبطت "عشق" من شقتهما الخاصة دالفة إلي الدور الخاص بعمها، وقعت عينيها علي تلك التي يأكُلها الغضب جالسة كمن فقد عزيزً عليه واضعة رأسها علي كف يدِها مُصوبه سهامها نحو الباب في أنتظار قُدوم فريستها، يُراقب جلسها تلك " إيناس" التي تُطعم صغيرها في صمت لمُراقبه مايحدث.
القت عليهم عشق تحية السلام ولم تلتقي برد إلا من  "إيناس"  التي حدثتها :-
-تعي ياعشق واسي مرت عمك في مصيبتها
تحولت عيني أعتماد بالأسهم الحادة صوب "إيناس" التي رمقتها بأستمتاع وتلذذ لرؤية غضبها، وكأنها لم تري شيء اكملت في ثرثرتها مُخبرة عشق بما حدث:-
-مش عمك طلع متجوز علي حماتي ومهتصدقيش لو قولتلك هي مين
أتسعت حدقيتي "عشق" بعدم تصديق، ثم وجهت سؤالها لزوجه عمها من أجل الأطمئنان:-
-صوح الحديت ده يامرت عمي
رمقتها "أعتماد" بنظره حادة ولم ترُد بشيء اشاحت بوجهها عائدة النظر نحو الباب، فردت "إيناس" قدميها لأخذ راحتها في الجلوس مُملسة علي بطنها بأبتسامة بعد ان اطمئنت علي جنينها، طالعتها "عشق" مُبتسمة لفعلتها ثم غادرت إلى المطبخ لأحضار الطعام لزوجها الذي سيأتي بعد قليل.

★★★★★★

-اني زهقت من والوضع ده مش معقول، قايدلها صوابعي العشره وبرضه مفيش حاجه عجباها
كانت هذه الكلمات التي تخرُج من فم " قمر " بأنفعال شديد مُحدثة زوجها بعد عودته من العمل وقص عليه ما بٕدر مِن واَلدته  « حيث أمرت "قمر" بعدم تحضير الغداء اليوم  لكونها ستطلب من نجلها بأن يخرجهما لتناول وجبه الغداء في إحدى المطاعم وقضاء ماتبقي من اليوم في الخارج للترفية، وعند عودتة نكرت كُل شيء.. ولم تكتفي بهذا بل أتهمتها بالتقصير في حق زوجها»
ربت نُعمان علي كتفيها في محاولة تهدئه ثورتها، دفعت يده بعُنف عنها، سقطت الدموع علي وجنتيها مُكملة بُبكاء:-
- أني مقدرش أقولك مشي أمك عشان ده بيتها.. بس أني همشي لحد ما مرت عمي تعاود علي دارها أني اتحملت منيها كتير قوي ومبرضاش أقولك علي حاجه لتقول مطيقهاش وادي ابسط حاجه شوفتها بعينك
نظر حوله بحيرة شديده لم يعلم من يُراضي والدته أم هي والنتيجة واحده، مسح علي وجهه بأرهاق من عراقهم الدائم:-
-وحدي الله ياقمر أمي كيف أمك استحمليها لحد ما تعاود
-أمك جاية تطفشيني ممشياش يانُعمان هدنها تضايق فيا لحد ما اسيبلها الدنيا واهج
-يابنت الناس هدي الدنيا واقعدي واني هتحددت ومن الساعادي ملهاش صالح بيكي
كان يتحدث بغضب لرؤيته لها تقوم بضب أغراضها تنوي المُغادرة
وما ان انتهت من لملمت أشيائها، أختفت بسُرعة البرق من أمامه ذاهبة، خرج خلفها مُنادياً عليها ومُحدثا إياها الا تفعل ما يوزها عليه الشيطان لكن دون فائدة فقد حسمت الأمر واخذت القرار وانتهي الأمر.
خرجت والده نُعمان من الغُرفه المُجاوره علي صوتهم، نظرت لقمر الحامله لأغراضها بفرحة سَرت قلبها لكن أخفتها ببَراعة مُرتدية قناع الحُزن المُزيف قائلة:-
-وحدي الله ياقمر يابتي مش اكدية.. استهدي بالله ياما بحصل
رمقتها "قمر" بسخط وحده مُجيبه عليها:-
-اللي بيني اني وجوزي محبش حد يدخل فيه يامرت عمي
كادت العقربه كما لقبتها "قمر" ان تتحدث قطعها نُعمان مُشيراً إليها بأن تصمُت، ثم وجه حديثة لتلك الغاصبة هادراً بنبره صارمه:-
-يلا خليني اوصلك
رمقته بأعيُن تتلئلئ فيهما الدمع، ثم انصرفت ذاهبة امامه، بعد ما يُقارب النصف ساعة كان يجلس أمام زوجة عمه مُحدثاً اياها بنبره جامده:-
-بتك عنديكي يامرت عمي خدتها بيدي ورجعتهالك بدي كيف ما وعدتك
ترك مقعده مُكملاً بنبرة احد وعدم إرضاء لما فعلته "قمر":-
-اني ماشي يام إيناس عقلي بتك خراب البيوت مش بالساهل واني عديتها المرادي لجل خاطرك
انهي حديثة ثم أنصرف مُغادراً، فور خروجة اتت " قمر" التي كانت تقبع في غُرفتها.. جلست جانب "والدتها " قائلة بضيق:-
-ايديني عملت كيف ماقولتي وخدت موقف
ضربت والدتها يديها ببعضهما بقله حيلة وخيبة أمل من أبنتها مُجيبه عليها بأنفعال:-
-اني قولتلك سيبي بيتك وهملي جوزك وتعالي اقعدي جاري ياللي ماتتسمي انتِ ما هتفهميش يابت
انهت حديثها صارخة في وجهها، ثم أحتدت نبرتها وقسمات وجهها مُكمله:-
-جوزك هزقنا بس بالأدب
ردت "قمر" بأستهزاء وسُخرية  :-
-طول عمره بن أصول حتي في تهزيقه ياما
قامت "والدتها" تاركة مجلسها ثم أقتربت نحوها جاذبه إياَها من ذراعِها بتحذير:-
-اسمعي حديتي زين يابت يامجلعه انتِ، من النجمة وقبل ما الشمس تشرق تكوني قاعده في دارك واللي تطلع منيه هي اللي ماتتسمي مرت عمك مش انتِ عاوزه اجي اطل عليكي آخر النهار ملقهاش فاهمه ولا افهمك بمعرفتي
انهي تعنيفها بحديث ذات معني فهمه  " قمر" هزت رأسها عددت مرات موافقه علي ما قالته والدتها.
★★★★★★

-الحمد لله شكلك بيقول ان الأخبار زينه النهارده
كانت هذه كلمات "عشق" من بين أبتسامتها اثناء وضعها لصنيه الطعام في شُرفه شقتهم الواَسعة لتناول وجبه الغداء بعد عَودته منْ العمل، فقد اعتادوا علي ذلك وقضاء وقتِ ولو قصير لكنه يحمل الكثير.
وضع "سالم" الهاتف من يدهِ، ناظراً الي الطعام بتلذذ مُجيباً عليها:-
-تسلم يدك الوكل بينطق
أتسعت أبتسامتها بعد سَماعَها لمديحة المُكرر في صُنعها للطعام:-
- الف هنا علي قلبك اتغديك كيف الخلق بقه ما تكلش لقمتين وتقوم طوالي
سَم بالله ثم شرع في تناول الطعام وسط حديثهم المُعتاد عن ماحدث مع كُلاً منهما في يومه، تلاشت أبتسامتة اثناء سماعه لثرثرتها بأهتمام.. ترك الملعقة من يدهِ بعد سماعه لحديثها سائلاً بقسمات وجه مُنعقدة:-
-متجوز كيف يعني
تلعثمت كلماتها، ابتلعت لُعابها ثم أجابته بتوتر.. وعينيها تُراقب تعابير وجهه:-
-مخبراش ده الحديت اللي قلته إيناس سألت مرت عمي برقت ومردتش عليه وأني كت مستعجلة عشان أجهزلك الوكل مهتمتش
نهض من مقعده، شرعت هي الأُخري في الوقوف سأله إياه:-
-سايب الوكل ورايح فين انت لحقت تاكل حاجه
أجابها بنفس النبرة اثناء مغادرته:-
-كلت الحمد لله اني نازل تحت اتغدي براحتك وابقي تعالي أعمليلي شاي
عادت جالسة مكانها بضيق شديد لاعنه نفسها علي ما تفوهت به، فقد أفسدت جلستهما رغماً عنها، نهرت نفسها علي ذاك اللسان السليط الذي يقُص عليه كُل شيء حتي وان كان لا يستحق.

★★★★★★

-لقد رأيت الثُقب في سفينتك منذ اليوم الأول للرحلة ولكنني قررت الإبحار معك ظناٌ مني بأن الحب يصنع المُعجزات
تفوهت خلود بهذه الكلمات أثناء تصفحها لموقع التواصل الأجتماعي «فيسبوك» لم تنتبه لذاك الذي دخل الي المنزل وجلس أيضاً واضعاً يده علي وجنته يُتابع ما تفعله في صمت
فركت ذقنها بحيرة مُحدثة نفسها بتسأل:-
-انزل البوست ده ولا اشوف غيره يبين اكتر ان الحديت عليه
جاءها صوته الساخر من الخلف مُجيباً عليها:-
-لاه ده زين قوي وواضح فيه كُل اللي عاوزه توصيلة
خرجت منها شهقة ناظرة الية بغيظ هاتفة:-
-جيت ميته.. مش تعمل حس ولا حاجه اكدية خضيتني
ترك مجلسه متجهاً نحوها:-
-والله محبتش ازعجك قولت اسيبك تكملي ابحار علي الله توصلي للي رايداه
انهي حديثة غامزاً إليها مما جعل وجنتيها تتلون بحُمرة الخجل، نفضت حديثة من رأسها حتي لا تسمح له بالتمادي أكثر من ذلك، أخذته في عنوه لحديث أخر:-
- اسكت مش اني النهارده قولت مش هعمل وكل رضوي الشربيني قالت الست مش مُلزمه تعمل ايوتها حاجه
رفع حاجبية بأستغراب مُتدعي التفكير والحيرة:-
-وايه العمل دلوق
ذمت شفتيها بعدم أهتمام:-
-ماخبراش اتصرف الوكل مالي المطاعم، والمطاعم ملت البلد مفيش اكتر منيها
ضوق عينية مجاوباً إياها بأهتمام اصتنعه:-
-معاكي حق اكدية هطر اطلب وكل فعلاً لأني واقع من الجوع بس لحالي
رفعت عينيها المُسلطة علي شاشة الهاتف سألة بعدم فهم:-
-قصدك ايه
ذم شفتية هو الأخر هززاً كتفية بلا مبالاه:-
-أني مش ملزم اطلبلك وكل معاي
اعنفته بغضب بعد ان تركت مجلسها واتجهت نحوه:-
-كيفة ده وانت بالاساس مُلزم بكل حاجه تخصني واولهم الوكل
-‏مُلزم اوكلك اه علي راسي، لكن مش مُلزم اجبلك وياي اعملي لحالك
انهي حديثة ذاهباً إلى الغرفة الخاصة لتبديل ملابسة، ثم عاد من جديد تسطح علي الأريكة تمدد بجسده عليها بأسترخاء يُتابع التلفاز.

★★★★★★

كاد قلبها ان يتوقف عند تلك اللحظة التي أخبرتها فيها والدتها بأن "أم جميل" أتت من أجل أخذ موعد لأتمام الخطبه رسميًا أمام الجميع، خفق قلبها بشدة يرقع كالطبول فارحًا وتهليلاً لم تشُعور بحالتها إلا وهي تُقبل وجنتي والدتها بسعادة عارمة، تحت أنظار "توحيدة" المذهول والمُستعجبة من حال صغيرتها.. كانت تغضب وبشدة عندما تسمتع لسيرة الزواج منه واليوم كيف تبدل الحال هكذا واصبحت كُل هذه السعادة حليفتها، من يراها يظُن انه زواج عن حُب بعد طول انتظار دام لسنوات وليس من خلال الأهل كالمُعتاد، لم تنكر "توحيدة" فرحتها الشديدة بأبنتها المُدلله والتي ستطمئن عليها في منزل رفيقة دربها.
خرجت "نجمة" من غُرفتها للمرة التي لا تعلم والدتها عددها تُعيد سؤالها:-
-صوح ياما خاله وداد جاتك ولا انتِ بتضحكي عليه
ضربت "توحيدة" بيد فوق الأُخري بنفاذ صبر من تلك التي تتسبب إليها في جلطة قريباً:-
-قولتك ايوه جات ولو سألتي تاني هروح لغاية عتبه دارهم اقولهم بتي مموفقاش وافض الموضوع
أسرعت ذاهبه نحوها، جالسة جانبها علي الأريكة مُجيبة بوجه مُنعقد:-
-بس مقولتش اكديه
-‏واني اللي هقول.. مش انتِ مكنتيش عايزة الجوازه من لول اديني هريحك
قامت "توحيدة" من مجلسها واهمه أبنتها بأنها ستفعل ما قالته، ركضت "نجمة" نحوها مانعة إياها بخوف تلئلئ في مقتليتها:-
-رايحة فين ياما معقول هترجعي في كلمتك وتصغري حالك قصاد الناس دا اني حتى وفقت لجل خاطرك
مثلت "توحيدة" الحزن من حديثها مُربتة عليها بمواساة كاذبة:-
-واني ميرضنيش تبني حياتك علي التعاسة لجل خاطري اني هروح افضها
تلئلئت الدموع في عينيها علي وشك الفيضان، ماذا تفعل بهذه الأم.. نكست رأسها بخيبة أمل وأستسلام لما تُريدة والدتها، كانت تُراقب خطواتها المُتجهة نحو الباب بقلبٍ يتمزق... سرقت "توحيدة" نظرة سريعة بجانب عينيها علي تلك التي شحبت بحُزن.
رفعت "نجمة" انظارها نحو والدتها التي عليّ صوت ضحكتها بتسلية علي حال أبنتها وما اوصلتها إليه من خوف،  رجعت "توحيدة" تقف جانب أبنتها مُمسكة بوجهها هاتفة بتسلية:-
-واه ماله وشك بقي كيف اللمونه
-‏ماله وشي مني زينه وزي الفل اها
-‏فين الفل ده ياحزينة مشيفاش حاله
-لا ياما مشيفاش يلا روحي شوفي كتي رايحة فين وهمليني الله يباركلك
قالت حديثها بأنفعال واضح، استدارت لتُغادر لكنها وجدت نفسها ساكة بين أحضان والدتها.. ربتت عليها "توحيدة" بحنان أموي مُقبلة وجنتيها:-
-الف مبروك ياضي عيني ربنا يتممهالك علي خير متزعليش مني كت بناغشك من فرحتي بيكي
لم تُصدق ما قالته والدتها سعدت كثيراً بعد سماعها لتلك الكلمات التي جعلت قلبها ينبض من جديد.

★★★★★★

وضعت "عشق" صنية الشاي علي المنضددة أمامه هو ووالدتة التي تبكي قهراً وتوقفت فور رؤيتها، طالعتهما بتعجُب هاتفة:-
-اني هروح اطُل علي أمي كيف ما قولتلك قبل سابق ولما تخلص براحتك مع مرت عمي ابقي تعي خدني
رمقتها "أعتماد" بضيق  واضح تعجبت منه "عشق " كثيراً لكن لم تعقب، ثم انتبهت حواسها لذاك الذي يُحدثها:-
-دنك هشرب كوباية الشاي وجاي معاكي
هللت أساريرها فور سماعها لحديثة، شاركتهم جلستهم حتي انتهي من ارتشاف كوبة ثم غادرا سوياً.. مشي نحو السيارة قطعت طريقة بقولها:-
-المشوار مش بعيد خلينا نمشوه واهو نشم هوا
وافق علي حديثها وها هما الأن في طريقهم إلى منزل والدتها، كان الصمت حليفهما طيلت الطريق لم يتفوه أحدّ منهما بحرفٍ كان..  حررت الزفير المُخيم علي صدرها قائلة:-
-زعلان مني
انتبه لحديثها، فكان شارد الذهن في حديث والدته التي قصتهُ عليه:-
-هزعل منيكي ليه عملتي حاجه تزعلني
هزت رأسها بالنفي مُجيبة:-
-سكوتك موترني مخليني معرفاش اذا كت غلطت ولا لاه
ابتسم علي حديثها ثم مد كف يدهِ أشبكها بكف يديها، أخجلها فعله هتفت علي استحياء:-
- لساتنا عرسان اياك
وقف في منتصف الطريق مُحتضناً عينيها بأنظاره العاشقة التي تري فيهما بريق العشق للمره الأولي، عادت ناظرة الي كفيهما المتشابكان ببعضهما بأبتسامة واسعة، رفعت عينيها بأنبهار فور سماعها لرده:-
-هدنك عروسه حتي لو بعد ميه سنة وهتفضلي عشق الايام
-حديتك حلو قوي ياواد عمي
انعقدت ملامحة الي الجمود هادراً:-
-واد عمك؟ بقولك عشق الايام بتقوليلي يا واد عمي
-الله هو مش انت واد عمي برضو اومال لو قولتلك يااخوي
اجابها بمُغازلة، اثناء سيرهم مُكملين طريقهم:-
-ابقي محظوظ قوي بس معوزش اكون اخو حد غير نهلة
اكتفت مُبتسمة بسعادة الكون التي أحتضنتها، لم تتوقع يوماً ان تكون سعيده معه للحظة هكذا.

★★★★★★

أنخلع قلبها فور سماعها لصريخ والدتها في الخارج بأنها خارج المنزل ولم تعلم شيء عنها، انكمشت " صفا " في نفسها فور رؤيتها للشُرطة بعد أن رأتهم من خلف الباب، اوصدته عليها بأحكام واضعة يدِها علي فمها مانعه صوت شهقاتها التي خرجت من فمها بتلقائية أثر نوبه خوفها.
اما في الخارج كادت  "أمل"  ان تسقط فاقدة الوعي بعد ان شعرت بهبوط الضغط العصبي، وضعت رأسها بين كفي يديها مُحدثة الشُرطي برجاء من بين دموعها :-
- بنتي معملتش حاجه
ثم صرخت به ليقف عن رحله البحث عنها في كُل مكان:-
-قولتلك صفا مش هنا قول للرجاله دول يبطلوا تفتيش بقه
حذرها الشُرطي ان تصمُت قائلا:-
- احنا هنعرف اذا كانت هنا ولا لاء ثم انا وريتك اذن التفتيش مش عاوز رغي كتير بقه
كادت أن تعترض حديثة، لكن تجمدت بمكانها فور سماعها لحديث تلك التي خرجت من غرفتها رافعه رأسها بشموخ ووجه ذابل خرجت منه الروح، نظرت بعتاب إلي عينيها التي تُشبة براكين الجمر المُشتعل أثر البُكاء.. تقدمت " صفا"  بخطواتها السُلحفاء من الشُرطي هاتفه بهدوء مُريب استعجب الجميع منه:-
-انا اهو قدام حضرتك.. يلا بينا ضيعنا وقت كتير في اللا شيء
لطمت "أمل"  علي وجهها صارخه في أبنتها التي ستجعلها تجن:-
-انتِ اتجننتي ياصفا طلعالهم بنفسك هما هيسموا عليكي ياقلبي مستهونه الموضوع مش بالسهوله دي
ابعدها الشُرطي عنها، ثم جَذب  "صفا"  نحوه مُحذراً إياَها:-
- مش وقته الكلام دا أبعدي
جاء ليأخذ نصفها الأخر ويذهب، أعنفتة وأخذت ابنتها المدلله بين يديها بحماية مُحتضنه إياها ببكاء مرير:-
-يلا فين انت واخدها تفسحها دا انت واخدها لحبل المشنقه يتلف حلوين رقبتها، كان عقلك فين وانتِ بتتصرفي بطيش ضيعتي بيه نفسك
لم تتحدث  "صفا"  بأي شيء ولم تستجيب لتلك المشاعر التي ظهرت مُخراً مُجيبة بنبره خاليه من المشاعر أثرت في ذاك الواقف يُتابع في صمت:-
-وكان فين الحضن دا من زمان، كانوا فين الخوف واللهفه دول... مظهروش ليه في الوقت اللي كنت محتجاهم فيه يمكن مكنتش اطريت ألجئ اني اعرف حد زي صحابي ومكنتش حصل اللي حصل من الاساس
ثم وجهت أنظارها إلي الشُرطي مُكملة:-
-مش احنا اللي المفروض نتحاسب، اهلينا هما اللي اللي المفروض يتحاسبو اللي أحنا فيه دلوقتي دا حصد أهلينا هما السبب الرئيسي فيه هما اللي المفروض يتعملهم محكمه ويتعاقبوا علي تقصيرهم في حقنا وأهملنا، علي دوافعهم الأنانية اللي توصلهم لمرحله انهم ينسوا ان في عيال ملزومه منهم يتربوا تربية كويسة و أم قادره تخلي بالها من بنتها اللي المفروض تكون مُشرفة علي كُل أفعالها وتحرُكتها.
انهت حديثها ثم مشت بخطواتها إلي الخارج مع رجال الشُرطة بعد ان قررت تسليم نفسها للتخلص من العبئ الثقيل الذي يُزعجها، لم تستفيد شيء من أخفاء نفسها فحتماً سيأتي يوماً وستنال فيه عقوبتها فأهلاً ومرحباً من الأن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#آية_الرحمن

Continue Reading

You'll Also Like

2.9M 144K 39
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا...
1.1M 84.1K 60
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
237K 5K 68
عندما لم استطع ان اكتبهم ابطالًا اصبحو اعـداء ربما كان من الأفضل ان اتوقف عن الكِتابة عند الجزء الذي كانو فيه سُعـداء .. الكاتبه| رَهاوج • تمّت بتا...
20M 649K 160
بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو