Drown in gray

By lvrxxl

18.4K 1.3K 1K

" عندما يثقُل كاهلك و يرهقك التفكير تعال إلي سيكون حضني دائما متاحا لك و إن ضاق بك العالم أنا سأحتويك ، فقط ل... More

0
1
2
3
4
5
6
7
9
10
11
12
13
14

8

1K 91 61
By lvrxxl

" لقد قمت برسم مئات اللوحات ، أنا مولع بالرسم منذ كنت طفلا "
كان يتجول مع جونغكوك داخل المعرض و يتكلم عن لوحاته التي رسمها بحماس ، هو يصبح حيويا عندما يتعلق الأمر بالرسم و هذا أعجب جونغكوك كثيرا



" سأحب أن أرى لوحاتك "
اتسعت ابتسامة تايهيونغ و اشرقت ملامحه لما قاله

" إذا أردت يمكنك الذهاب معي إلى المنزل لأريك إياها"
يداه تعلقت بذراعه ليبتسم و يهز رأسه ايجابا

" أحلم أن أصبح رساما مشهورا و اقيم معرضا للوحاتي في هذا المكان "
ضم يديه إلى صدره و تلألأت عيناه ببريق ساحر ، بدا مفعما بالحياة على عكسه تماما

لم يجرب أن يكون شغوفا اتجاه شيء ما و حتى لو فعل فإن روحه قد قُتلت فأين سيبث هذا الشغف

" ما هو حلمك جونغكوك ؟ "

قوس شفتيه و رفع كتفيه و هذا كان كافيا لتايهيونغ ليفهم أن لا حلم لديه ، ما يبقيه حيا إلى الأن لم يرتقي ليصبح بمكانة الحلم

عبس تايهيونغ للمحة الحزن التي اصطبغت بها ملامحه و لم يخفى عليه أنه يحاول جاهدا رسم الجمود على وجهه

رفع يده و موضعها على كتفه ما جعل جونغكوك يوجه نظره نحو بنيتيه
" لا تكبح مشاعرك عندما تكون معي ، كما أفعل معك "

بينما لم يشعر أحد بحزنه أو لم ' يلتفت ' له تايهيونغ كان يحاول الغوص في عمق روحه ليدرك كمَّ الحزن الذي يخفيه بداخله ، حتى ضحكته و بالرغم من جمالها إلا أنها حملت كما هائلا من الألم ، جونغكوك جريح

أنزل يده عن كتفه ليفتح ذراعيه ثم يحيط عضديه بإحكام أخذا جسده في عناق ضيق
ذقنه حط على كتفه و يده مسحت على ضهره بخفة
" تخلى عن حذرك معي ، أنا صديقك جونغكوك"

عيناه بدأت تلسعه بسبب المياه المالحة التي تجمعت بها و ما إن رمش حتى تسابقت دموعه على وجنتيه نزولا إلى كتف تايهيونغ

كان بكائه صامتا لكنه أخبر الكثير حول ما يقاسيه داخله ، هو غارق كليا في الرمادي

ابتعد تايهيونغ أولا ليبدأ هو في مسح عينيه بباطن كفيه بخشونة لكن تايهيونغ أنزل يديه و استبدلها برقة أصابعه

" أنظر إلى أنفك المحمر أنت تبدو لطيفا "
قرص انفه مازحا ثم نظر إلى الساعة على معصمه ، سيصل سائقه في غضون دقائق

" هل نذهب ؟ "
سأل ليومأ جونغكوك ثم مشى جنبا إلى جنب معه نحو المخرج

وصل السائق تزامنا مع خروجهما ليتقدم تايهيونغ من السيارة أولا و يفتح الباب لجونغكوك و ينحني على طريقة النبلاء

ابتسم جونغكوك بخفة ثم ركب السيارة ليفعل تايهيونغ بعده

تايهيونغ لم يُرد إزعاجه بكلامه لذا ظل صامتا لكن هذا لم يعجب جونغكوك

" أنا أبقى صامتا عندما تتكلم فقط لأنني أحب الاستماع لك "
بادر جونغكوك كاسرا الصمت الذي غلف الجو داخل السيارة ليسأل تايهيونغ مستغربا
" لماذا تمدح ثرثتي فجأة ؟ "

" لأن صمتك لا يريحني "

ابتسم مينهو على حديثهما ، يتذكر ذلك اليوم الذي رأى فيه جونغكوك لأول مرة كان يبدو كالجثة و يتذكر كل المرات التي كان لا يتفاعل فيها مع تايهيونغ و الأن أصبح أكثر راحة في التعامل معه

عبرت السيارة البوابة الخاصة بقصر عائلة كيم ليتقدم الحارس مسرعا و يفتح الباب لتايهيونغ الذي رفض أن يحمل عنه حقيبته بلطف ثم نزل و دخل مع جونغكوك

والدته كانت جالسة بمفردها في غرفة المعيشة تقرأ كتابا كانت قد وضعته جانبا ما دخل تايهيونغ لتستقبل جسده بأحضانها

ابتعد عن حضنها لتلاحظ الشاب الواقف بعيدا عنهما ، أشارت له ليقترب منها و حدثته بابتسامة
" جونغكوك ؟"
استغرب تعرفها عليه لكنه أومأ و انحنى لها باحترام

" تايهيونغ يتحدث عنك كثيرا ، سررت بمعرفتك "
وكز كتف أمه برفق لتضحك على تعابيره الخجولة ثم وقف و طلب من جونغكوك أن يتبعه

جونغكوك دخل مع تايهيونغ إلى غرفته ، كانت واسعة جدا و أثاثها أقل ما يقال عنه أنه تحفة لكن أكثر ما شده كانت جدرانها البيضاء التي تحمل لوحات زيتية جميلة لمناظر طبيعية

" هذه اللوحة رسمتها عندما كنت في الرابعة عشر أثناء رحلتي إلى إيطاليا "
أشار تايهيونغ إلى اللوحة التي كان ينظر لها ، كانت لبحيرة محاطة بغطاء نباتي كثيف

" جميلة ، أنت موهوب "
اثنى جونغكوك عليه بكلمات قليلة لكنها كانت نابعة من قلبه فهو لم يمدح أحدا قبل هذا و تايهيونغ يفهم الصعوبة التي يواجهها في التعبير لذا كان سعيدا جدا بكلماته

" اترك حقيبتك هنا و تعال معي سأريك مكاني الخاص"


جونغكوك انزل حقيبته عن ضهره و وضعها على الأريكة ليتبع تايهيونغ إلى غرفة الرسم الخاصة به ، لم يعرف كيف يصفها لكنها كانت تشبه تايهيونغ

غرفة ذات نوافذ كبيرة و اضاءة آسرة ، عدد كبير جدا من اللوحات المكتملة و غير المكتملة موزعة بعشوائية بين الجدران و الأرض و ما زادها جمالا هو النباتات الخضراء التي غطت جزءا كبيرا من مساحة الغرفة ، كانت حيوية مثل تايهيونغ تماما

تجول ببطئ بين اللوحات ليجذب انتباهه بعض اللوحات التي صورت وجوها لم يتعرف عليها ما عدا واحدة حملت وجه والدة تايهيونغ ليتوقف عندها
" إنها جميلة ، أنت تشببها كثيرا "

" أعلم أنني جميل يمكنك قولها مباشرة "
تكلم تايهيونغ بغرور مصطنع رغبة في احراجه لكن حدث العكس بسبب كلمات جونغكوك
"أجل ، أنت كذلك "

ابتسم لخجله ، تايهيونغ كلأطفال يحب المديح و يخجل منه في آن واحد

ظلت عيناه تتبع تحركات تايهيونغ داخل الغرفة حتى سقطت على المرآة ، إذا هكذا تبدو ابتسامته

أعاد انظاره إلى من كان سببها ، حلاوة روحه خففت من مر أيامه و بعد أن كان يتمنى أن ينام إلى الأبد أصبح يستيقظ بنشاط فقط لأنه يعلم أن هناك من ينتظر لقائه كل صباح

" هل يمكنك التوقف عن التحديق بي و تعطي بعض الاهتمام إلى لوحاتي ، هذا يجرحني كفنان "
تكتف تايهيونغ أمامه و نفخ وجنتيه ليبدوا غاضبا لكنه كان لطيفا في عينيه

" السيد كيم ينتظركما على طاولة العشاء "
أعلمتهما الخادمة ليأخذ تايهيونغ بيد جونغكوك و ينزل بسرعة إلى قاعة الطعام
" أريد أن أعرفك على أبي سيسر بمعرفتك "

ترك يده ما إن دخل الى القاعة و اتجه نحو مقعد والده ليقدم له عناقا خلفيا
" أبي جونغكوك هنا "

أدار والده رأسه إلى الخلف لينحني له جونغكوك على الفور

" أنا أعرفك ، لقد التقينا بحفل ابنة السيد جيون دايهيون "
وقف والد تايهيونغ و صافحه ثم دعاه إلى الطاولة لتسحب الخادمة الكرسي بجانب تايهيونغ من أجله

" لماذا لم تخبرني أنكما التقيتما بميلاد هانا ؟ "
وجه تايهيونغ سؤاله إلى الجالس بجانبه بينما هو لازال لا يتذكره لكنه أجاب على اي حال
" لقد عرفت للتو أنه والدك "

" أخبراني كيف كان يومكما ؟ "
سأل والده بينما كان يضع الأكل داخل صحنه ليجيب تايهيونغ
" لقد كان ممتعا ، ذهبنا إلى النادي و بعد المدرسة زرنا معرض الفنون ، طلبة الفنون عرضوا اعمالهم اليوم و سيفعلون غدا أيضا ما رأيك أن تذهب لدعمهم ؟ "

" علي النظر في جدولي أولا إذا لم أستطع الذهاب سأرسل وكيلا عني "
أومأ تايهيونغ لكلام والده ثم باشر بوضع الأكل داخل طبقه و قام باستبداله بخاصة جونغكوك

" لماذا لا تأكل جونغكوك ؟ هل تريد أن أجعلهم يحضرون لك طبقا آخر ؟ "
لاحظت والده تايهيونغ هدوءه ، كان و كأنه غير موجود و رجحت أنه قد يكون خجولا منهما

" سآكل ، شكرا "
بدأ يأكل ببطئ و يستمع لأحاديثهم ، الصورة التي يراها الأن هي الصورة نفسها التي رسمتها مخيلته حول عائلته عندما كان طفلا

كيف كانت ستكون حياته لو أن أمه تحتضنه عندما يعود إلى المنزل كما فعلت والدة تايهيونغ سابقا أو أن يفتح والده معه أحاديثا عشوائية حول هواياته و يمسح على خده برفق كما يفعل والد تايهيونغ الأن

لن يسامح والداه على طفولته المسلوبة ، على الحلم الذي لا يمتلكه ، على انجابهما له و تخليهما عنه

لن يغفر لهما أبدا

" بني ، هل أنت بخير ؟ "
يد والدة تايهيونغ حطت على خاصته تخرجه من شروده الذي طال ليومأ مبتسما لدفئ يدها و صوتها 
كان تايهيونغ قد استدار ناظرا له بقلق بعدما سمع سؤال والدته لكنه شعر بالراحة عندما رأى ابتسامته

" جونغكوك "
أدار رأسه إلى تايهيونغ عندما سمع اسمه
" إذا لم تشعر بالراحة يمكننا الصعود إلى غرفتي لا بأس بذلك "
اقترب منه هامسا في أذنه لينفى جونغكوك برأسه و يتحدث بصوت خافت
" على العكس تماما ، أشعر بالدفئ لتواجدي معكم "

استمرت أحاديثهم و تطرقت حتى لهوايات جونغكوك و تبادل الأراء مع والدة تايهيونغ حول الكتب التي قرأها كلاهما ، كانت هذه أول مرة يستشعر بأنه مرحب به مكان ما

أجواء العائلة ، شيء حلم به منذ طفولته لكن لم يكن يتخيل أن عائلة غير خاصته ستقدم له هذا الشعور

" أعتذر لأنني قدمت من دون موعد "
وقف و انحنى لوالدي تايهيونغ عندما عاد من غرفته حاملا حقيبته

"  أنت مرحب بك في أي وقت "
قال والد تايهيونغ لتردف زوجته بحماس كخاصة تايهيونغ عندما يتكلم عن الرسم
" قم بزيارتنا مجددا أريد أن أريك مكتبتي "

انحنى مجددا ليأخذ حقيبته من يد تايهيونغ و يخرج معه إلى الخارج
" منزل السيد جيون قريب جدا من منزلنا سنذهب مشيا "
قال تايهيونغ ليهمهم جونغكوك ثم وضع يديه داخل جيوب بنطاله و رفع رأسه الى السماء أخذا نفسا عميقا


" سأسبقك "
ركض تايهيونغ و لم يسع جونغكوك سوى الابتسام ، لا يعلم إذا كان سهل القراءة أو أنه فقط يفهمه

" لن تهزمني "
صرخ جونغكوك بهذا و ركض خلفه ليلتفت له و يخرج لسانه يغيظه ثم زاد من سرعته

خطوات جونغكوك كانت قصيرة طوال الوقت كي لا يلحق به ، هو كان ينوي تركه يفوز منذ البداية

" سأكمل وحدي من هنا "
قال جونغكوك ما إن توقف أمامه

" حسنا ، أراك غدا "
مشى تايهيونغ في الاتجاه المعاكس ، ابتعد قليلا ثم استدار ليجد أنه كان لايزال واقفا في مكانه

رفع جونغكوك يده ملوحا له ليفعل هو أيضا و على الرغم من أن انارة الشارع كانت لا تكفي ليرى ملامحه لكنه استطاع رصد ابتسامته ، هل اشتعلت شمعة جونغكوك أخيرا

ذهب جونغكوك في طريقه عائدا إلى سجنه ليجد هيونا بانتظاره كالعاة

" أين كنت ؟ "
سألت ليجيبها بينما كان يمشي نحو غرفته
" كنت في منزل صديقي "

دخلت معه إلى غرفته
" لا أريد أن يبدو الأمر و كأنني أستجوبك أنا فقط قلقت عليك "

" لا بأس "
هو يفهم مقصدها و شعر بالسوء لأن كلماته تخرج باردة عند التكلم معها لكن لا يمكنه التحكم في ذلك

" هل أكلت ؟ "
خرجت همهمة خافتة منه إجابة على سؤالها لتقرر ألا تزعجه أكثر من ذلك
" ليلة سعيدة "

" ليلة سعيدة لكِ أيضا "
رد لكنها كانت قد أغلقت الباب خلفها قبل سماعه

أنزل ملابسه عن جسده و دخل الحمام ليغتسل سريعا  ليبدأ بحل واجبه المدرسي بعدها و جهز حقيبة للصباح ثم أطفأ الأنوار و استلقى على سريره بهدوء

___________

" صباح الخير"
ألقى جونغكوك التحية بعد أن ركب السيارة ليرد تايهيونغ بمثلها

" ماذا ترسم ؟ "
اقترب منه ينظر إلى الدفتر بين يديه ليزيح يمناه قليلا سامحا له برؤية رسوماته
" أحاول تطوير رسمي للعيون ، لازلت لا أتقن رسمها "


أشار بقلمه إلى واحدة في زاوية الورقة
" هذه خاصتك "

كانت تعابير تايهيونغ تتغير مع كل خط يرسمه و جونغكوك أحب مراقبته في صمت طوال الطريق حتى لا يقطع تركيزه على الرغم من أنه يحب حديثه أكثر

" لا تمر لأخذي بعد المدرسة "
قال جونغكوك قبل أن ينزل من السيارة ما جعل الاستغراب يكسو ملامح تايهيونغ
" لماذا ؟ "

" علي أن أتعلم كيف أجد طريقي بمفردي و أعتقد انني حفظت الاتجاه الى المنزل "

ظن أن به خطبا ما لكن أراحه أنه أصبح يريد الاعتماد على نفسه
" حسنا ، إلى اللقاء "

نزل جونغكوك من السيارة و لوح لتايهيونغ ليفعل أيضا بابتسامة جميلة أثناء تحرك السيارة

لمح موجين متوجها نحو المبنى بعد أن وصل إلى المدرسة ليذهب له و يحيط كتفيه بذراعه لكنه أنزلها
" هل تستمتع كثيرا مع جونغكوك لدرجة أنك أصبحت لا تتواصل معي ؟ "

" لا تكن غيورا نحن نرى بعضنا كل يوم هنا "
أعاد تايهيونغ ذراعه و هو سكت لكنه كان لا يزال مستاءا ، هو ابتعد عنه كثيرا مؤخرا

" ما بال تعابيرك ، أنت تعلم أنني أحبك لا تفعل هذا "
قرص خده بخفة و حاول جعله يبتسم حتى استسلم موجين له ، لا يستطيع أن يغضب منه طويلا

دخلا إلى الفصل معا و جلسا بمقعديهما بصمت فقد كانا متأخرين بالفعل و ظلا هكذا حتى وقت الغداء
" ماذا فعلت البارحة ؟ "

سأل موجين ليشرق وجه تايهيونغ بابتسامة
" أنا و جونغكوك.."

" جونغكوك مجددا "
قاطعه موجين متنهدا بضجر ، لا كلمة غير جونغكوك على لسانه

" أنت سألت "
رفع تايهيونغ حاجبه ثم استقام و رحل عنه لكنه لحق به ، لن يسمح أن يفسد شيء علاقتهما خصوصا جونغكوك

بحث عنه في كل مكان بالمدرسه ليجده أخيرا داخل الفصل لكن دخول المعلم منعه من التكلم معه و عند انتهاء الحصة كان كلاهما قد نسي الموضوع بالفعل لأنهما انسجما مجددا أثناء الدرس

" لا تنسى ، امتحان الرياضيات غدا "
ذكره موجين عند خروجهما من البوابة ليتنهد بعمق ثم ودعه عندما وصل سائقه

طوال طريقه إلى المنزل كان كل تفكيره منحصرا حول جونغكوك لقد تعود على رؤيته في هذا الوقت
أراد الاتصال به عندما وصل لكنه غير رأيه لأن اتصاله قد يُفسَّرُ بطريقة أخرى

غير زيه ، استحم ، اكل و رسم فعل كل شي كي لا يدرس للامتحان لكن الوقت ظل يتمدد ليستسلم أخيرا و يفتح كتاب الرياضيات لكنه لم يفهم شيئا لذا حمل كتابه و اتخذه ذريعة لرؤية جونغكوك
" أمي أنا ذاهب لأدرس مع جونغكوك "

أعلم والدته بوجهته ليخرج راكضا نحو قصر جيون و كانت هانا أول من التقاها عندما دخله
" أراك تحمل حقيبتك لن أدرس معك لا أستطيع التركيز"

" لا أحتاجكِ لقد جئت من أجل جونغكوك لا من أجلك"
رفع حاجبه الأيمن و حرك خصلاته الخلفية ليتجاوزها لكن كلماتها استوقفته
" تايهيونغ ، جونغكوك ليس بالوداعة التي يبدو عليها "

" ماذا تقصدين ؟ "
" قبل عدة سنوات هو ضربني بوحشية و لم يتوقف حتى بدأت أصرخ من شدة الألم و منذ ذلك الحين لم أقترب منه "
تعابيرها انكمشت لأكثر ذكرى مخيفة لها و بدا أنها كانت جادة في حديثها معه لكنه لن يصدقها ، هانا أكثر صديقة له تختلق القصص

" إذا ضربكِ جونغكوك فأنتِ تستحقين ، لن تستطيعي تغيير رأيي حوله "
أخرح لسانه لها ثم مشى عبر الرواق الذي يحوي غرفة جونغكوك

توقفت قدماه في منتصف الطريق ، كلام هانا الأن و كلام جونغكوك في صالة الملاكمة جعلا عقله يربط الأحداث بشكل لم يتقبله

نفى أفكاره بسرعة و أكمل سيره نحو غرفة جونغكوك ، طرق الباب و لم ينتظر اذنه ليفتحه

هذه أول مرة يدخل غرفة جونغكوك و كانت أفضل من ان تكون غرفة ابن الخادمة لتزداد شكوكه

كان جونغكوك جالسا في مكانه المعتاد على الأريكة بجانب النافذة يقرأ كتابا حتى تفاجأ بدخول تايهيونغ إلى غرفته ، كانت تعابير وجهه توحي بالصدمة
" تايهيونغ ، هل كل شيء على ما يرام ؟"

" أجل "

ترك تايهيونغ حذائه خارجا ثم دخل و أغلق الباب خلفه
" لدي امتحان بالغد هل يمكنك مساعدتي "
أومأ جونغكوك ليجلس تايهيونغ أرضا أمامه تفصل بينهما طاوله صغيرة

" لماذا جلست على الأرض اجلس هنا "
أشار على المكان الفارغ بجانبه لكنه رفض
" لا ، أرتاح على الأرض أكثر "

أخرج كتابه و بعثر أقلامه فوق الطاولة ثم حدد لجونغكوك عدد الصفحات التي كان بحاجة لفهم ما تحويه

" سأشرح و أنت دون النقاط المهمة على دفترك "
أومأ تايهيونغ و أخرج دفتره ثم أخذ قلمه الأسود و بطريقة ما الحروف التي كان يكتبها تحولت إلى ملامح جونغكوك ، و هذه المرة بالتأكيد لم ينسى شامته

طرقات خفيفة على الباب تلاها دخول هيونا التي تفاجأت هي الأخرى بوجود تايهيونغ
" إذا صديقك كان تايهيونغ ؟ "

بالتفكير بالأمر ، كان وجه جونغكوك دائما مليئا بالكدمات و الجروح و صحته في حلة يرثى لها أيضا هذه السيدة كذبت عليه في اليوم الذي أتى فيه لزيارته ، قد تكون هي السبب في كل ما يحدث معه

جونغكوك انتبه على حدة نظراته نحوها و بدا أنه لا يستمع إلى أي مما قالته و حتى بعد خروجها من الغرفة ظل نظره معلقا على نفس المكان الذي كانت واقفة فيه
" تايهيونغ"

نادى جونغكوك اسمه ليستدير نحوه و يضع دفتره فوق الطاولة ما جعل جونغكوك ينسى سؤاله
" أنت كنت ترسم ! "

أخذ تايهيونغ الدفتر من فوق الطاولة و خبأه خلفه
" لم أكن أرسم ، هذه الرسمة رسمتها منذ أيام دعنا نكمل "

" أنا لا أثق بك إجلس أمامي "
تايهيونغ لم يعارض و غير مكانه ليجلس عند قدمي جونغكوك و اتكأ بضهره على ساقيه

أعاد جونغكوك له كل ما شرحه سابقا و هذه المرة حاول التركيز معه لأنه كان يراقب كل ما يكتبه

" هل يمكنك أن تعيد شرح هذا الجزء ؟ "
أعاد رأسه للوراء و أسنده على ركبتي جونغكوك ناظرا إلى وجهه الذي كان فوقه تماما

جونغكوك أبعد الخصلة التي غطت عينه بطرف اصبعه من دون وعي منه و استمر بالتحديق به حتى رفع تايهيونغ يده و نقر جبينه بخفة
" هل أنت هنا ؟ "

ارتبك جونغكوك لكنه سرعان ما عاد إلى طبيعته و أكمل الشرح له لساعات أخرى حتى قاطعهما مجيء الخادمة
" السيدة تسأل إذا كنتما ترغبان في الانضمام للعائلة على العشاء "

" أنا لا استطيع البقاء ، اشكريها نيابة عني "
رفض تايهيونغ بتهذيب ثم جمع اغراضه داخل حقيبته و وقف
" علي الذهاب لا بد و أن والداي ينتظران عودتي ليتناولا العشاء "

ظلت الخادمة واقفة حتى أمرها جونغكوك بالانصراف لتنحني له قبل أن تفعل و أثناء ذلك راقب تايهيونغ تعابيره و قد بدا انحناء الخادمة له أمرا اعتياديا

مثل هذه التفاصيل الصغيرة لا يمكن أن تفوت شخصا مثله لكنه لن يتحدث مع جونغكوك ، إذا شعر جونغكوك بالحاجة لاخباره سيفعل غير ذلك هو لن يفعل شيئا قد يزعجه

ضرب قبضة يمناه بكف يسراه و انحنى أمام جونغكوك
" شكرا معلمي سأزورك كثيرا "

ضحك جونغكوك على سخافته ثم توجه إلى خزانته و أخرج سترة باللون الأسود ، ملابس تايهيونغ كانت خفيفة و مع اقتراب الشتاء الجو يصبح باردا أثناء الليل

اقترب منه ليضع تايهيونغ حقيبة ارضا كي يستطيع جونغكوك الباسه اياها
" أراك في الصباح "
قال كلماته على عجل ثم أخذ حقيبته من الأرض و خرج مسرعا







رغم ملله اتجاه كل شيء لكنه في كل مرة  يجد نفسه متحمسا لفكرة التواجد مع تايهيونغ


يبدو أن الحياة أخيرا قررت منحه شيئا جميلا

____________

أطول بارت كتبته لحد الأن

مو راضية عن السرد كان ممكن يكون أحسن بس نشرته لأني حطيت موعد

برأيكم إذا أخذ جونغكوك حقه من أبوه رح تنتهي مشاكله ؟

Continue Reading

You'll Also Like

162K 5.7K 42
❝ if I knew that i'd end up with you then I would've been pretended we were together. ❞ She stares at me, all the air in my lungs stuck in my throat...
236K 8.2K 98
Ahsoka Velaryon. Unlike her brothers Jacaerys, Lucaerys, and Joffery. Ahsoka was born with stark white hair that was incredibly thick and coarse, eye...
597K 9.3K 87
A text story set place in the golden trio era! You are the it girl of Slytherin, the glue holding your deranged friend group together, the girl no...
105K 9.3K 111
"You think I'm golden?" "Brighter than the sun, but don't tell Apollo" Dante hates Rome's golden boy. Jason doesn't even remember him. Right person w...