أنوبيس

By HabibaMahmoud25

99.8K 5.1K 4.6K

مرحبًا بكم في المملكة لا لا، يجب أن أحذرك أولًا من يدخل المملكة لا يخرج حيًا. يمكنك المغادرة الآن.. سأترك لك... More

تنويه
قوانين التنظيم (المملكة)
الشخصيات
الفصل الأول: المامبا الحامي لي
الفصل الثالث: لماذا مُراد؟
الفصل الرابع: إلى اللقاء أمي.
الفصل الخامس: قصر الأشباح.
الفصل السادس: ثم لم يبقى أحد.
الفصل السابع: لا تترُكيني.
وشم المامبا +إعتذار
الفصل الثامن: وضع الغيرة
الفصل التاسع: يوم رفقة الأوغاد.
الفصل العاشر: انا الخاطف.
الفصل الحادي عشر: النجمة المسلوبة.
الفصل الثاني عشر: لتمتزج صرختنا معًا.
مسابقة 🔥
الفصل الثالث عشر: طبيب الطاعون.
الفصل الرابع عشر: رقصة أخيرة
الفصل الخامس عشر: فتيل القنبلة
الفصل السادس عشر: وتر أكيليس.
السابع عشر: رقصة الألم.
الفصل الثامن عشر: الغجرية الساحرة.
الفصل التاسع عشر: لنتزوج ماليكا!
الفصل العشرون: وحوشي وقعت لكِ.
الفصل الواحد والعشرون: خطوبة أم معركة حربية؟
الفصل الثاني العشرون: أنا الجحيم.
الفصل الثالث والعشرون: أحتضر ماليكا.
الفصل الرابع والعشرون: ليو الصغير.
الفصل الخامس والعشرون: بُتر قلبي.
الفصل السادس والعشرون: خنجر بروتس.
الفصل السابع والعشرون: مُروضة أنوبيس!
الفصل الثامن والعشرون: مرحبًا بالغجرية.
الفصل التاسع والعشرون: الموت أم.. الموت؟
إعتذار
الفصل الثلاثون: الذئب الذي أكل يُوسف.
الواحد والثلاثون: لن تكسريني، أليس كذلك؟
الثاني والثلاثون: نعم، أحبك.

الفصل الثاني: نساء عائلة المُهيري.

2.4K 172 153
By HabibaMahmoud25

مرحبًا بالجميع
شرحت عالم الرواية في أول جزء من الفصل اللي مش فاهم حاجة يكتب في التعليقات علشان أشرحها له، أو يبعتلي.

تحذير: يحتوي الفصل على العديد من مشاهد القتل قد لا تناسب جميع الأعمار.

من عليه صلاة فليُقضيها قبل القراءة، يمكن للرواية أن تنتظر.
_______________________

الفرق بيني وبين الآخرين:

لقد مِت مراتٍ لا حصر لها، أما هم فلم يموتوا قط.

- مقتبس.

________________________
𝕒𝕟𝕦𝕓𝕚𝕤 𓂀
⋞أنوبيس⋟

مرحباً بكم في المملكة.
لا لا، يجب أن أحذرك أولاً
من يدخل المملكة لا يخرج حيًا..
يمكنك المغادرة الآن..
سأترك لك بعض الوقت للتفكير.
حسنًا.. قررت؟
هل هذا آخر قرار؟

حسنًا، مرحبًا بكم في المملكة، هل اشتقتم لي؟
تبًا لم أعرّف حالي بعد، أنا أنوبيس، آه اللعنة، اقصد لقبي أنوبيس، هل أُخبركم كيف حصلت عليه؟
ليس الآن هذه حكاية مشوقة سأتركها لاحقًا،  اسمي ليونار لكنني أمقته حد الاشتعال، اِختارته جدتي من جهة أمي عندما ظنت أن ما بداخل أحشاء أمي فتاتين، فاختارت اسم ليونار وهو اسم أمها وليونا، لكن للأسف الشديد وَلدت أمي ذكر وتوفيت أختي؛ فقرر أبي تسميتي ليونار لأنه يصلح مع الجنسين حتى يكفي حاله شر جدتي وترضى عنه قليلًا، فقد كانت حية بثلاث رؤوس تبث سمومها في أذن أمي وتحيل حياته جحيمًا.
لن أنسى لك ذلك أبي.

حسنًا من أين أبدا؟

ما هي المملكة؟ حسنًا هذه بداية جيدة، المملكة هي لقب جماعة المافيا الخاصة بنا، فنحن نتعامل كأننا دولة ولنا كيان وحاكم.

الحاكم يأخذ لقب الملك أو القيصر، يتحدد ذلك من خلال مواجهة بين جميع الزعماء في أحد المباريات القتالية ومن يفوز يصبح هو الملك.

باقي الزعماء من الرجال يعملوا تحت يديه وبأوامره، يأخذوا لقب القادة، وهم رجال من مختلف البلدان والأجناس، يعمل في كل دولة عدد من القادة، ويعمل تحت أيديهم رجال مدربة خاصة بهم.

وبما إن كل مملكة لديها جيش، فنحن لدينا جيش أيضًا، القائد المسؤل عن الجيش وتدريب جنوده يأخذ لقب "أبوفيس"
كما يوجد نوعين من الجنود بالجيش.

النوع الأول: هم الرجال الذين ينضمون لنا في أي سن ويتم تدريبهم بواسطة القائد الأعلى للجيش الملقب بأبوفيس، ويصبحوا الرجال الخاصة بالقادة الذين يعملوا تحت يديهم ويحموهم.

النوع الثاني: الرجال المسؤلين عن حماية الملك أو رجال الملك، ويأخذوا لقب " أفاعي المامبا السوداء " أقوى من بالمملكة على الإطلاق، هذا النوع يتم تدريبه منذ طفولته عن طريق تبني "أبوفيس" للأطفال تحت سن أربع سنوات، ويقوم بتدريبهم وتربيتهم.

تقول الآن ما الفرق؟
حسنًا، الفرق هو إنه يقوم بتربيتهم بأسلوب معين بحيث يكون ولائهم الكامل إلى أبوفيس والملك ومن بعدهم القائد المختار حمايته.

يعني إذا أعطى أبوفيس واحد من المامبا سلاح وأمره أن يقتل حاله سيفعل.

المامبا ينفذ أي أمر يأخذه، لا يناقش، لا يسأل، بئر أسرار لا يمكنه إخراج أي سر خاص بقائده، يموت من أجله، نعم! ليس تعبير مجازي، يموت المامبا الحامي دفاعًا عن قائده، لا يهرب فهو يفضل الموت على أن يمس القائد جُرح صغير.

المامبا هو أن تملك سلاحًا قاتلًا مدرب بحرافية عالية، فهو يفعل أي شيء لا يوجد شيء لا يقدر المامبا على فعله.
يحميك، رهن إشارتك أي وقت، يكون أقرب إليك من نفسك، يتحول إلى جزء منك تكونوا شخص واحد بجسدين، يفهمك و يشعر بك بدون أن تتكلم، يمكنك إعطائه أمر بنظرة واحدة من عينك فهو يتوحد معك حتى يصير يفهم أوامرك من نظراتك.

جميع المامبا هم رجال الملك لكن لكل قائد يعمل تحت يد الملك مباشرة مامبا حامي له، لكن بشرط أن يختار المامبا القائد الذي يريد حمايته بنفسه.

اللعنة، إذا كنت سأفعل كل هذا لأجل شخص ما، يجب أن أختاره بنفسي.

ماذا إذا لم يختار جميع المامبا قائد ما؟
لا يجوز. عندما يمتنع الجميع يقنع "أبوفيس" أحد رجال المامبا ليكون مع هذا القائد، لكن هذا تقريبًا لا يحدث، فكل مامبا يضع قائد ما منذ صغره داخل تفكيره إذا لم يريد البقاء مع الملك.

كل زوجة قائد لديها مامبا أيضًا، ويتم تدريب بعضٍ منهم بعناية لهذا الدور، لأن في هذه الحالة سيتحول المامبا من الشخص الأقرب للقائد إلى مجرد حامي خارجي، لا يمكنه أن يتواصل مع الزوجة، ممنوع.

حسنًا سأخبركم سرًا، لا يسقط عن المامبا تنفيذ  الأوامر لكن بعض الزوجات تنسى هذا فهي تعتبره السائق الحامي الخاص بها فقط.

لا يعلموا ما الذي يمكنه أن يفعله من أجلها.
يا إللهي!! .. الكثير
مثلًا إذا أرادت الزوجة الطلاق وشعرت بالخوف من المواجهة التي ستحدث بين زوجها والقائد الذي سوف يدافع عنها لتتطلق من زوجها والزوج منه_حسب القوانين_ يمكنها بكل بساطة أن تتفوه بعدة حروف صغيرة له وهي "قم بتهريبي" في هذه الحالة سيختفي الاثنين من الوجود.

بالطبع سيعلم أبوفيس الأمر لكن لا يمكنه أن يقول له خالف أوامرها وقم بإعادتها، هذا سيُحدث تصدع في الأساسات، هو مدرب على تنفيذ الأوامر.

من الأمور التي لا تعلمها النساء كذلك هي إذا كان زوجها يعنفها مثلًا، يمكنها إعطائه أمر بحمايتها فهو لا يتدخل بين الزوجة وزوجها إلا بأمر تنطقه الزوجة بنفسها وفي هذه الحالة يجب أن يتدخل لحمايتها منه حتى إذا أضطر لقتله_دون قصد بالطبع_ أو إذا خانت الزوجة زوجها سيفعل المامبا كل شيء لإخفاء ذلك ومساعدتها حتى لا تكشف، فهذا خطر على حياتها وهو دوره حمايتها.
اللعنة هذا ليس جيدًا، حمدًا لله إنهن لا يعلمن ذلك.

كما تمتد حماية المامبا لأبناء الزوجة كذلك وهذا لإنهم أهم ما تملكه وتتألم لأجله فهو يهتم بهم لأجلها.

لهذا يفضل القادة عدم إخبار نسائهم بقوة السلاح التي تمتلكه أيديهم و قول لهن إنه للحماية فقط وممنوع الكلام.

بالتأكيد كل هذا الكلام السابق لا يمرأ على "نيلان" فهو مامبا متمرد، لا أعلم أي لعنة أصابت العائلة فنحن لا نمتلك سوي المامبا المتمردين.

يا إلهي!، أي نوع من المامبا يجعل قائدة يقف بالمطبخ ليطبخ له في منتصف الليل!
بالتأكيد السؤال الذي يدير داخل رؤوسكم الآن لما لا ترفض؟
يا إلهي!، لأنه مخيف، أذكر تلك المرة التي دلف بها لغرفتي الساعة الثالثة صباحًا مما أدي لاستيقاظي بسبب خفة نومي، اقترب مني ببطء وانحنى بجزعه العلوي فوق رأسي وقال بهدوء:

- عايز مكرونة وايت صوص.

- لو ممشيتش من قدامي دلوقتي هعمل مكرونة وايت صوص أوزعها صدقة على روحك.

قلتها بنبرة تهديد وأنا أحاول تمالك حالي وعدم تفريغ رصاصات سلاحي الذي يقبع أسفل وسادتي في رأسه.

نظر لي نيلان لثانية بعدما انهيت حديثي قبل أن ينفجر في الضحك بصوت عالٍ ثم توقف فجأة ونظر لي نظرة القتلة المتسلسلين قبل نحر عُنق ضحاياهم واقترب مني ثم أزاح الغطاء من فوق جسدي على عجل، وقام بحملي فوق كتفه كالدمية وهبط بي إلى المطبخ ثم أنزلني برفق أمام الموقد وهو ينظر لي بتحفز.
ربّت على كتفي عدة مرات ببطء شديد بطريقة مريبة، كانت أصابعه تنزلق بتثاقل وباردة كالثلج فمررت القشعريرة في خلايا جسدي.

جلس بعدها فوق طاولة المطبخ الخشبية المستديرة وهو مازال ينظر لي بثبات بث الرعب لأوصالي، ثم ابتسم بسمة صغيرة ببطء لم تظهر أسنانه تشبه ابتسامة الدمى في أفلام الرعب؛ وبما أنني أمتلك خيال واسع، تخيلت الإضاءة ترتعش وصوت موسيقى مخيفة تصدُح في الخلف، وأشباح تتراقص حولي وهي تمد يدها لي لتجذبني معها.

تحركت بقدمين مرتعشتين وخطوات مترنحة تجاه الخزانة لأصنع له المعكرونة، ومن يومها تعلمت درس مهم.

يصبح نيلان سايكوباتيًا عندما يشعر بالجوع.

ومن وقتها لا أرفض له طلب يتعلق بالطعام حتى تظل رأسي فوق جسدي وأصبح القائد الأول الذي يُقتل على يد المامبا الحامي له، لكنه صدقًا إنه ليس أسوأ من تلك الصهباء.

عندما تنظر لها تظنها قطة صغيرة لطيفة لكنها في الحقيقة متلاعبة مفترسة، يمكنها أنا تجعل أباها يخترق صدري بواسطة أصابعه كمنشار ويقبض على قلبي ويخرجه من موضعه، ثم يعطيه لها كهدية فقط .. فقط بنظرة واحدة من نظرات القطط اللعينة خاصتها.

هل تعلمون ماذا فعلت تلك الشمطاء؟

لقد جعلتني أدرس الطبخات الشرق أسيوية من أجل أن أقوم بطبخها لها على الرغم من أنني أميل للمطبخ الإيطالي.
إنها تأتي توقظني بمنتصف الليل ممسكة بهاتفها المثبت على صورة لطبخة في أحد مسلسلات الرسوم المتحركة ثم ترمش بأهدابها عدة مرات مع ابتسامة بريئة ونظرة تهديدية تتراقص بمقلتيها رفقة قهقهات شريرة تشبه نعيق الغربان تتردد في أرجاء الغرفة في مخيلتي.

هل أخبرتكم أن نساء العائلة يحلن حياتي جحيمًا؟
نعم، هذا يحدث؛ فنحن لدينا قانون داخل عائلة المُهيري وهو "لا يرفض طلب للنساء" كما أن جدي المُهيري كان دائمًا يقول " خُلقت النساء لتتدلل" ونحن ليس لدينا نساء، لدينا شمطاوات.
فلتذهبن للجحيم جميعًا يا معشر نساء العائلة.

لن اتطرق لهذا الموضوع حتى لا أبكِ، أنا بالكاد أتمالك حالي.
لماذا لا توجد جمعية لحقوق الرجال؟
سأقوم برفع قضية ضد أعمامي العنصرين ضد الرجال.
سأظهر على الهواء وأقول كل شيء.
لن يوقفني أحد.
ساستعيد ملابسي، وكتبي، وكل شيء يسرقونه من غرفتي.
سيعود إليَّ دفتر وصفاتي الذي سرقته شمطاء رقم ثلاثة (فريدة)
لن يوقظني أحد في منتصف الليل لأجلب له كعكة من المريخ.
لن أطبخ لأحد سوايا.
سأجعل ملكة الأفاعي الصهباء تطبخ لي ثم تطعمني بيدها انتقامًا.
ثم سأقتل تلك الـ "عاليا" واضع رأسها ديكورًا في غرقتي.
واستعيد سيارتي الجميلة التي لم أضع بها قدمي سوى مرة واحدة عند شرائها ثم أخذتها ملكة الأفاعي عنوه.

حدث ذلك عندما عدت بها من المعرض وقمت بصفها جانب سيارتها في اللحظة التي دلفت بها للمكان وعندما وقع بصرها عليها اتسعت مقلتيها وشهقت قبل أن تصفق بحماس وهي تقول:

- الله حلوة اوي يا ليو ولونها أبيض هتليق على لون شعري .. شكرًا يا قطتي هات المفتاح.

قالتها بابتسامة واسعة وعينيها تنبض بالخبث نعم، هي تعلم إنها سيارتي، قبضت على المفتاح داخل قبضة يدي وتراجعت للخلف خطوتين بارتياب وأنا أشعر بأن قلبي ينزف دمًا.

- هتجيبها بما يرضي الله ولا هاخدها برضو بما لا يرضي الله.

- لماذا؟ لماذا أيتها الشمطاء؟ يا إلهي ما الذي فعلته بحياتي ليحدث كل ذلك معي، يا إلهي خلصني منهن جميعًا.

قلتها بنبرة أشبه بالنحيب وانا أنظر لجميلتي التي سوف تغادرني للأبد بعينين تفيض من الحزن؛ مدت شهد يدها للأمام بابتسامة واسعة لتحصل على المفتاح وكأن حزني آخر همها.

- للجحيم أنتِ ولنساء العائلة، يومًا ما سوف أقتلكن جميعًا وأصنع خزانة خاصة فقط برؤوسَكن

قلتها بنبرة تحمل التهديد والشياطين تتراقص أمام عيني بعدما تحركت خطوة للأمام ورفعت يدي ثم وضعت المفتاح داخل كف يدها المنبسط فقبضت عليه بابتسامة منتصرة، بعدما ضرب بمخيلي مظهر عمي هارون وهو في هيئة "دراكولا" عندما تحولت عينيه للون الأحمر القاني قبل أنا ينقض عليَّ ويغرز أنيابة في عروقي.

تحركت من أمامها وأنا أبكِ داخلي بحسرة، يا إلهي إنها حتى لن تتركني ابتاع سيارة أخرى مشابهة لخاصتها.
اللعنة، أنا بالكاد أمسك حالي من الذهاب إلى أمي والبكاء كالأطفال لكن أمي ليس لطيفة كما تعلمون، سوف أستعيد سيارتي مزينة برؤوس الجميع.
حسنًا سأمارس هويتي المفضلة في النساء وأتخيل حالي أقتلهن بأبشع الطرق الممكنة.
فلتذهب للجحيم جميعًا يا معشر نساء العائلة.

هل شعرتم بالملل؟
اللعنة، أنا أحاول تبسيط الأمور هنا، و البوح بما يعتمل داخل صدري.
ألا يمكنني حتى فعل ذلك داخلي، اللعنة

حسنًا حسنًا لقد وصلت الجزء الممتع، والأهم.

من هو الملك؟

الملك الحالي هو عمي قاسم ورثه عن أباه جدي سيّاف، لكن لن أخبركم الآن كيف حصل عليه، إنها حكايتي المفضلة، لذا سنؤجلها.
لكن سأقص عليكم كيف انتقل الحكم لجدي سيّاف بالأساس.

كان الحكم سابقًا في قبضة عائلة أمي والتي اسمها بالكامل هو (نفرتاري فخر سطام الجابري) احفظوا هذا الأسم جيدًا.

جميع سلسال عائلتي من أمي كانوا أقوى من بالمملكة لذا أصبحوا الزعماء حتى عصر "سطام"، كان لديه ابن واحد فقط وهو جدي "فخر" لكنه لم يكن الأقوى وقتها.
كان جديّ "بشّار" _أب أبي سالم_ وأخيه "سيّاف" أقوى من بالمملكة، لكن "سطام" كان مغرورًا متكبرًا،  لم يكن يرى هذا الفارق حتى جاءت الحية ذات الثلاثة رؤوس جدتي "جلنار" _أم أمي نفرتاري_ التي هي في الواقع ابنه أخ "سطام" الصغير، لعبت لعبتها المفضلة وبثت سمّها في أذن عمها سطام بشأن قوة جدي "بشًار" وإنه سيهزم جدي "فخر" ويسرق الحكم من يد عائلتهم.

انقعشت الغمامة التي تغلف عين سطام وفكر في صحة حديثها، يمكن الحكم أن ينتقل إلى ابن الحاكم إذا لم يعترض أحدًا على ذلك، وهو يعلم أن جدي سيّاف سيفعل ذلك في الحال ويجعل بشًار هو الملك، والحكم سيتحول لعائلة المُهيري، لذا وضع خطة بمساعدة جدتي "جلنار" للتخلص منهم.

لماذا فعلت جدتي ذلك؟
لأنها كانت تهيم عشقًا بجدي بشّار وترغب بشدة في أن تُصبح زوجته، لكن جدي "بشّار" تزوج من جدتي سارة لحبه لها بدلاً منها فقررت أن تثأر لكرامتها المهدورة.

في أحد الحفلات التي يتجمُع بها جميع من بالمملكة للأحتفال والترفيه عن أنفسهم بممارسة بعض الأشياء العنيفة مثل مواجهة بعضهم البعض بدون قتل _في الأغلب_ دلفت جلنار تركض ناحية جدي سطام باضطراب، وخطوات مُبَعْزَقة كأنها تخطو فوق الأشواك بهيئة مبعثرة وكم فستان منزوع مثل الأفلام القديمة الهابطة.

احتمت بجدي "فخر" وأمسكت ذراعه بقبضة قوية بعدما وقفت خلفه، ودفنت وجهها بذراعه أثناء بكائها بنبرة متهدجة قبل أن تشير بأصبع مرتعش ناحية جدي "بشّار" الذي وقف يلتقط أنفاسه بشكل منحني وهو يضع يديه فوق ركبتيه بعدما كان يركض خلفها.

يا إلهي! كم هي ممثلة بارعة.
لماذا لم يعطها أحد جائزة، إنها حتى لما تحصل على تصفيق.
لا بأس جدتي أنا سأفعها من أجلكِ.
تصفيق .. تصفيق .. تصفيق.
اعتقد أنني ورثت هذا الجزء الخاص بالتمثيل والدراما منها.

ما الذي حدث؟
لقد كان جدي بشّار في الحديقة الخلفية للقصر يحضر زهرة أقحوان لجدتي سارة فهي تحب هذا النوع عندما سمع صوت صراخ جدتي جلنار بالقرب منه، تحفز جسده والتفت تجاه الصوت قبل أن يعدو تجاهها، عندما اقترب جدي "بشّار" من مصدر الصوت ركضت جلنار ناحية الحفل وركض خلفها أحد القادة المتفق معه من قبل يُدعى "فوبوس" لحق بهم جدي سيّاف لتخليصها منه حتى وصلت للداخل وقامت بهذا الأداء المذهل.

رفع جدي بشًار رأسه لها عندما سمع اسمه يُنطق من بين شهقاتها المتهدجة ونظر لها بتيه كنظرة طفل تركته في الروضة لأول مرة، بعدها قهقه بشكل رنّان علا صداه في المكان بعدما فَقَه لما يحدث وتمالك حاله.

اندفع "عزيز" أخ جلنار بوجه محمر من الغضب تجاه بشّار تزامنًا مع إخرج سلاحه من ملابسه بعدها شد جزء الأمان ووضعه فوق رأس جدي بشار في نفس اللحظة التي وضع بها "راجح" المامبا الحامي ل بشار فوهة سلاح أسفل رأس عزيز مما أدي لانقلاب الدور وإشهار المامبا الحامي لعزيز سلاحه تجاه راجح لكن جدي سياف عالج الأمر بثبيت مامبا عزيز بواسطة سلاحه.

- انزل سلاحك وإلا فجرت رأسك.

قالها راجح من بين أسنانه المصكوكة وهو يحف فوهة السلاح في رأس عزيز، أنزل عزيز يده التي تقبض على المسدس للأسفل على مهل وعاد بخطواته للوراء بتحفز فهو يعلم أن المامبا لا يمزح ولا يهدد بل ينفذ.

وقف راجح أمام بشّار وهو مازال يشهر سلاحه رفقة آخر أخرجه من ملابسه في يده الأخرى، وينظر للجميع بنظرات ثاقبة كذئب يراقب ابتعاد واحدة من الشاة عن القطيع لينقض عليها، استطرد:

- إن فكر أحد في الاقتراب قيد أنملة لن تظل به الروح حتى الخطوة التالية.

نظر الملك سطام تجاه راجح بغير رضى تزامنًا مع رفع كفَّ يده للأعلى لباقي الرجال والقادة المتحفزين لعدم التدخل في الأمر، وقال لجدتي بصوت غليظ:

- ماذا حدث جلنار .. اخرجي من خلف زوجك وتحدثي.

أضافها بعدما عادت جدتي للبكاء والعويل من جديد بعدها قصّت أكاذيبها بشأن جدي بشّار وإتهامه تهم باطلة.
يا إلهي! لو كنتِ بينوكيو جدتي لكبر أنفك حتى صار يتسع لجميع من بالمملكة الجلوس فوقه وتبقى مساحة فارغة بحجم بلدة.

- أنا لم أفعل شيء.

قالها بشار بنبرة هادئة بعدما أنتهت جلنار من دورها في المسرحية، لكنها لم تكن موجهة إلى سطام كانت موجهة إلى زوجته سارة التي كانت نظراته تتعلق بخصتها وكأنها الشخص الوحيد الموجود حوله، ابتسمت جدتي سارة ابتسامة مطمئنة وحركت رأسها بثقة تبعد عنه شكوكة حول تصديقها للأمر.

- أنت كاذب لقد سمعت صراخها وخلصتها من بين يديك.

خرجت هذه الجملة من القائد الملقب بـ "فوبوس" وهو ينظر لجدي بشّار بنظرات مقيتة، ضحك بشار وحك ذقنه المشذبة بأظافره وهو يحرك رأسه بدون تصديق، بعدها نظر بنفاذ صبر للملك سطام وقال:

- حسنًا قيصر لقد مللت من هذه المسرحية هات ما عندك.

- إذًا أنت تعترف بغلطتك.

قالها الملك سطام بحزم يتنافى مع بؤبؤ عينه الذي يتراقص من السعادة، ابتسم جدي بشّار بسخرية وقال بثقة:

- لا، لا تتلاعب قيصر، أنا بريء منها كبرائة الذئب من دم يوسف .. ثم ما الذي يجعلني أنظر لهذه الشمطاء بينما أنا أمتلك امرأة كخاصتي.

أضافها وهو ينظر لزوجته بأبتسامة حنونة ففتر ثغرها بابتسامة هادئة وهي تحرك رأسها بدون تصديق لما يفعله وهو في وضع كهذا.

- لأنك جبان ولن تعترف بغلطتك، أحكم عليك بالمواجهة ضد فخر.

حكم بها الملك سطام برزانة ونبرة لا تحمل النقاش، اندفع "عزيز" بحرارة في الحديث وأصر هو على مواجهة بشار بدلًا منه لكن فخر رفض ذلك بحرارة وصارت بينهم مشدات -متفق عليها بالطبع- حتى قطع سطام ذلك بحزم:

- سوف تواجه الاثنين معًا.

قالها سطام وهو ينظر لجدي بشار بثبات وابتسامة جانبية تشق وجنته، خرجت عدة شهقات غير راضية من أفوه بعض القادة لكن لم يتحدث أحد بسبب ديكتاتورية سطام.

- سأدخل رفقة أخي، هذه المباراة ليست عادلة قيصر.

قالها سياف بنبرة ساخطة من بين أسنانه وهو يضم قبضة يده حتى يتحكم بحممه داخل براكينها ولا تنفجر وتحرق الجميع، ابتسم سطام وقال:

- كان يمكنني الحكم عليه بالموت في الحال لكنني لست بملك ظالم فهو لم يعترف بغلطة، إذا كان بريء مثل ما يقول سوف يخرج منها على قيد الحياة.

- أخي لن يدخل المواجهة فهو لم يفعل شيء.

قالها سياف بحدة وهو يحرك يده للخلف تجاه بنطاله ليقبض على سلاحه الأخر، وَثَب بشّار تجاه أخيه سيّاف وضع ذراعه حول كتفه وسحبه إالى الخلف بعيدًا عن الجميع، كان يعلم منذ البداية أن هذه نهايته فهو حاد الذكاء.

- أعقل يا سيّاف كلنا هنتقتل، إحنا عندنا عيال، مش عايز بناتي يتربوا في حضن حد تاني.

زفر سيّاف بضيق ورفع يده قبض على خصلات شعره بشدة وهو يميل بجسده قليلًا بعدها انطفأ لهيب نظراته وتحولت للعجز، دعك عينيه بواسطة أنامله حتى يتحكم بثباته، ضمه بشار بقوة فشدد سياف على جسد أخيه:

- أحضن بناتي ودللهم بلاش تبقى قفل معاهم، قولهم كلام جميل.

قالها بشار بنبرة مازحة قبل أنا يفصل العناق، نظر له سياف نظرة متحيرة وقال:

- كلام جميل إزاي يعني؟!

- تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ
إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ.

قالها جدي بشّار بنبرة رخيمة وهو ينظر إلى زوجته، وعندما انتهي غمز لها بعبث بطرف عينيه يشاكسها؛ نظر له سياف بدون تصديق وضرب كفيّه ببعض وقال له بنبرة حانقة:

- أتكل على الله يا جدع ومتوجعش دماغي، قال كلام جميل قال.

ضحك "بشّار" بصخب على رد فعل أخيه وتقدم بخطواته تجاه زوجته سارة وبسط كفه المضمومة على زهرة الأقحوان التي مازال يحملها في يده وثبتها بجانب أذنها بين خصلاتها القصيرة المموجة والثابتة في مكانها وكأن شعرها ملتزق بصمغ في واحدة من أشهر التسريحات في زمنها كما يفعل دائمًا بعدها قال جملة العائلة الشهيرة:

- كما يقول جدي المُهيري" خُلقت النساء لتَتَدلّل"  فلكِ الدلال زهرة أقحواني.

ابتسمت سارة ابتسامة حزينة أثناء تجمع الدموع داخل مقلتيها ببطء، فحرك بشار رأسه برفض بطريقة حنونة حتى لا تبكي وقال:

- نساء عائلة المُهيري؟
-  لا يخافن من شيء ولا يمكن كسرهن.

هتفت بها جدتي سارة بثبات واهي وهي تمسح جانب عينها بأناملها بعدها أعتدل في وقفتها برزانة وهو تنظر له نظرة تغلفها شوق وألم باد.

- سُبحان مَن قَام بِسَجن نظراتي بِمُقلتكِ.

قالها جدي بشّار بنبرة حنونة بعدها غمز لها بعبث كعادته مما أدى لارتفاع ضحكتها.

يا إلهي جدي بحق السماء هل هذا وقت غزل؟
أنت سوف تصبح قطع متساوية الحجم يُطبخ جانبك أحد أصناف الخضار بعد نصف ساعة.
لن اسامحك جدي على جيناتك اللعينة.

وقف جدي بشّار جانب "راجح" المامبا الحامي له بعدما انتهى من توديع زوجته بطريقته، نظر له راجح بدون رضى وقال له بنبرة خفيضة:

- قولهم إنك عايز تدخل الحمام وأنا ههربك من النفق.
- بشار المهيري مبيهربش.

- مش هتدخل الحلبة، لا.. لا يا بشّار مش هسيبك.

أضافها بنبرة متهدجة وهو يعود للوراء عندما تقدم منه جدي بشّار حتى يعانقه، تنهد بشّار بعمق ونظر له بتفكير بعدما وضع يده فوق خصره والأخرى مسح بها وجهه.

نعم، هذا الجزء الأصعب، يمكن أن تقنع الجميع بالتخلي عنك لكن لن تقدر على ذلك مع المامبا الحامي لك بالأخص لو متمرد، لأنه لن يسمع لك.

عندما أدخل مواجهة يقوم عمي قاسم بأمر بعض من المامبا للوقوف حول نيلان وعمي هارون لأنه لو تدخل أحدهم سيقتل في الحال، فنحن لدينا مامبا يقتل أي رجل يتدخل بالمواجهة بأمر من أبوفيس.

- وبعد ما تهربني مش هيعرف يلاقيني ويقتلني.

زفر راجح بضيق بعد سماعه ما قاله جدي بشّار بعدها صمت لبرهة تزامنًا مع نظره للأعلى في تفكير عميق ثم عاد له بانتباهه وقال بثقة:

- هقتل سطام، الموجهة مش هتتنفذ قبل لما يتحدد ملك جديد، سيّاف هيكسب.

- وتتقتل إنت.

هتف لها جدي بشّار باستنكار لما قاله "راحج" فهو سيقتل في نفس اللحظة التي سينزل بها ذراعه التي تحمل السلاح.

- أموت لأجلك بشّار.

- مش عايزك تموت لأجلي، مش عايز، عايزك تعيش لأجلي، إنت أخويا مقدرش أعيش منغيرك.

ردّ بها بشّار على حديث راجح السابق بنبرة صادقة ثم قام بضمه في عناق طويل بعدما تجمعت الدموع في عين راجح، وربت على ظهرة بقوة، استطرد وهو مازال في موضعه:

- عايزك تفضل عايش، عايزك تحمي بناتي وتهتم بيهم علشان سياف مش بيعرف يقول شعر.

ابتسم راجح بسمة صغيرة لم تظهر أسنانه طغى عليها الحزن بعدما فصل العناق ثم نظر بطرف عينه ناحية المنطقة التي يقف بها الملك سطام، قال له بشّار بعدما زفر بيأس من أفعاله:

- السبب الأساسي اللي كسرت  القوانين علشانه هو أختي ليلى، مش بعد كل حاجة عملتها أكون السبب في إنها تخسرك يا راجح، فكر فيها، فكر في ابنك.

- ما أنا لما أنقذك برضو ببقى بفكر فيها، بتحبك أكتر من كل الناس يا بشّار.

هتف بها راجح بنبرة مؤكدة لا تحمل النقاش بعدما نظر تجاه زوجته ليلى التي كانت نظراتها شاردة وكأنها تسبح في عالم آخر، حرّك بشّار رأسه بيأس بعدها وضع كفّ يده على كتف راجح وقال له بنبرة هادئة:

- سيّاف موجود هيقدر يعوضها عني، إنما ولا أنا ولا هو هنقدر نعوضعها عن وجودك.

صمت راجح وزاغت عينه أثناء تفكيره بعمق في الموضوع فقاطع بشار سيل أفكاره وأكمل:

- لو هتأدي دور المامبا الحامي يبقى تعمله كله للآخر يا راجح، مامبا مية وواحد أنا بديك أمر بعدم التدخل، نفذ.

____________ ︻╦デ╤━╼

دلفت جدتي سارة تمشي جانب جدي بشار أثناء إتجاهه ناحية الحلبة للمواجهة وهو تغني أنشودة فرعونية بصوت رخيم قوي، طبقة يطلق عليها "الميزو سوبرانو" _ كلماتها عاطفية في الواقع لكن أدائها مخيف لقد قام بتأليفها ليرهب خصومه_ وهي تصفق بكفيها بعدما تخلّت عن قفازها الحريري في لحن متناغم رفقة باقي العائلة.

وقف بشّار في موجهة فخر وعزيز وثبت نظراته داخل عين فخر بنظرة ليث ثائر قبل أن ينقض على فريسته تزامنًا مع أرتفاع طبقة صوت سارة إلى "سوبرانو" التي هي أقوى صوت نسائي.

أكاد أقسم إن لم يكن عزيز يقف جانبه وقتها لسقط أرضًا.

يا إلهي جدي! ألم يعلمك أحد إنه عندما تخطو بقدمك منزل مليء بالأشباح لا يجب أن تتذمر بشأن تبليلكَ لسروالك؟

أستل كلًا من عزيز وفخر خنجر من المكان المخصص للأسلحة ففعل بشًار المثل وعاد إلى موضعه، رفع الملك سطام يده للأعلى ثم خفضها لتبدأ المباراة.

اندفع فخر تجاه بشار وبيده الخنجر ثم هجم بها بضربه يقصد بها قلبه، تفاداها بشّار بعدما انحنى بجسده قليلًا ثم ضربه بواسطة قدمه بغتة في معدته أوقعه أرضًا باندفاع للخلف تزامنا مع اقتراب عزيز ومحاولة مباغتة بشار من الخلف بضربه بالخنجر في ظهره، أمسك جدي بشار يده قبل أن تصل إلى مبتغاها وقام بثنيها ثم ضربه بقدمه في رأسه بعنف، أرتج جسده وعاد للخلف بسرعة وكأن قنبلة انفجرت قربه فطار للخلف، في نفس الوقت الذي هجم به فخر على بشار من جديد.

لو كنت في موضع جدي لأخترت عصا ثقيلة وغليظة مثل خاصة "البيسبول" فضربه قوية منها على الرأس يمكنها إصابة الخصم بارتجاج وقتها سيتخلص من واحد ويأخذ خنجره، لكن جدي كان يشعر باليأس فنحن بالمملكة متقاربين في القوة لقد تدربنا نفس التدريبات، فقط يكون الأقوى هو الأبرع والذي يتحمل أكثر، عزيز وفخر من أقوى القادة لذلك لم يفكر في الأمر جيدًا.

في الحقيقة كان سيقتل حتي لو نجى، طالما سطام وضعه في رأسه إذًا هذه نهايتة.

بعد ربع ساعة عندما بدأت تنفذ قوة جدي بشار ضد الاثنين وانخفاض نبرة صوت جدتي سارة التي مازالت تغني، كان بشار يجلس فوق جسد عزيز يكل له الضربات بعدما فقد كلًا منهم خنجرة بمسافة بعيدة نسبيًا عن موضعهم، اقترب فخر منهم من الخلف وباغت بشار بطعنة في ظهرة بواسطة خنجره عقبها بخمسة طعنات أخرى سريعة بشكل هستيري متوحش.

وقع بشار على جانبه ونظره تعلق بزوجته سارة التي ابتسمت له بهدوء مع سيلان دموعها على وجنتيها تزمنًا مع غنائها على الرغم من انخفاض وتيرتها.

❞ ليعلو صوتك حبيبتي..
عندما أغرق بالظلام..
صوتك ينتشلني من العتمة..
ليعلو صوتك حبيبتي..
ليرشدني لطريق النور ❝ ❡

___________ ︻╦デ╤━╼

حضر جميع من بالمملكة مراسم دفن جدي بشّار بوجوه مكفهرة من الحزن، فقد كان محبوب من قِبل الجميع، بروحه المرحة ووقوفه جانب الجميع في أحلك أوقاتهم.

ماذا فعلتم من أجله؟
هل هذا جزاء ما فعله معكم أيها القادة.
لقد خرستم كمن قُطع لسانه.
وقفتم تشاهدونه يحتضر.
تجمدت أجسادكم ولم تصدر منها حتى اختلاجة.
سنتقابل في الجحيم.
سأعيد لك حقك جدي من الجميع عندما انضم لكم

عند إنتهاء مراسم الدفن وتفرق الجميع لم يبقى سوى عائلة الملك سطام رفقة عائلتي، همّ الملك سطام أن يتحرك وقال لراجح أثناء ذلك:

- مية وواحد يلا علشان نتحرك ولا نسيت إنك مامبا و لازم ترجع معايا.

نظر له راجح بعين حمراء تشتعل وضم قبضة يده في محاولة فاشلة لكبت غضبه وعدم قتله في الحال فبرزت عروق ذراعه بشكل ملفت، قال:

- هرجع مع مراتي وابني هارون وهكون المامبا الحامي لحورس (سيّاف) مكان مية وعشرة، اتكلمت معاه ووافق.

قهقة سطام ساخرًا بصوت يشبه النهيق بعدها نظر له بابتسامة بغيضة أظهرت أسنانه الحادة وقال له ببرود:

- والقرار ده خدته إنت، مش المفروض أوافق الأول، وأنا مش موافق هترجع معايا.

- ومراتي وابني؟!

قالها راجح بنبرة حادة وهو ينظر له بجمود، نظر فخر إلى ليلى بابتسامة جانبية مقيتة وقال:

- تيجي معاك، عندنا غرف كتير في القصر.

- مش هرجع.

قالها راجح بنبرة مؤكدة عالية وهو ينظر له بتحدي، ضرب فخر كفيه ببعض تزامنًا مع أرتفاع ضحكاته التي تشبه الطنين وقبل أن ينتهي انفجرت الدماء من جبهة راجح ولطخت وجه زوجته ليلى الواقفة بجانبه ثم وقع جسده أرضًا مفارقًا الحياة بعد الرصاصة التي تلقاها من سلاح الملك سطام.

وضعت ليلى يدها على وجهها الذي تلطخ بالدماء ونظرت لجسد زوجها بشفاه مرتعشة وحركت رأسها ببطء وهي تنظر لسطام نظرة وكأن عيونها حمم بركانية بعدها أخرجت سلاحها بحركة خاطفة وفرّغت جميع رصاصته تجاه سطام، تلاقّها أحد رجال المامبا بدلًا منه بعدما حماه بجسده ثم فارق الحياة.

أندفع سياف تجاه ليلى وحملها بعيدًا عنهم كي لا تُقتل، أثناء صراخها بطريقة هستيرية وسبابها لهم وتوعدها بقتل الجميع:

- غصب عنه يا ليلى دي قوانين المملكة، عايزة كل المامبا يتمردوا.

قال لها فخر بصوت عاليًا حتى يصل إليها بسبب ابتعاد سياف بها عنهم هو يدعي الحزن.

- هقتلك يا سطام أقسم بالله هقتلك ولو كان ده آخر حاجة هعملها في حياتي.

___________ ︻╦デ╤━╼

في المساء بعد منتصف الليل دلفت ليلى إلى غرفة ابنها هارون ذو الست سنوات ببطء وقامت بتقبيل جبهته أثناء نومه ففتح عينه على مضض وقام بفرك عينه بكفه المضموم:

- إنتِ خارجة؟
قالها بتساؤل عندما لاحظ ملابسها في ذلك الوقت، حركت رأسها بالإيجاب وقالت له بهدوء:

- هروح أجيب حق بابا وهرجع، أسمع كلام خالو سيّاف ماشي.

حرك رأسه بالإيجاب مع تفكيره في حديثها وفطنه إنها ربما ستسافر ليومين أو ثلاثة؛ نظرت ليلى إلى قاسم الذي ينام بجانب هارون وابتسم بهدوء قبل أن تقول:

- خلي بالك من قاسم، متسيبيش أيد أخوك علشان بيخاف ماشي.
- ماشي.
- عايزاك تبقى أقوى حد، مفيش حد أقوي منك ماشي.

حرك رأسه من جديد، ابتسمت برضى بعدها ضمته لها بقوة قم قبلت جبهته وكذلك قاسم ثم خرجت ثانيًا.

على الناحية الأخرى كانت جدتي سارة تنام وسط أبنائها الذين ينامون بعمق بعدما حكت لهم حكاية من أساطير الفراعنة القديمة التي كان بشّار يسردها عليها لفتنانه بها، عقب صنعها لهم كعكة والغناء قليلًا على الرغم من أنهم كانوا يبكون معظم الوقت.

فتحت ليلى باب غرفة سارة بهدوء وحركت رأسها دلالة على هيا بنا، أزاحت سارة الغطاء ببطء ونهضت من السرير ثم قبلّت أبنائها الثلاثة وخرجت رفقة ليلى.

بعد مرور ساعة كانت سارة وليلى يمشون داخل النفق السري أسفل قصر الملك رفقة المامبا الحامي لسارة بعدما أمرته بذلك.

نعم، نساء العائلة تعلم جميع خبايا المامبا.

خرجت ليلى من الباب السري بغرفة الملك سطام الغارقة في الظلام، خطت للداخل بحذر حتى وصلت للفراش الذي يقبع فوقه الملك سطام وهو يغط في نوم عميق، أخرجت خنجرها المربوط في قصبة ساقها من أسفل تنورتها ثم قامت بوضع يديها اليسرى فوق فمه لتكتم صراخه، ففتح عينه على محجريهما بهلع قابتلها ليلى بابتسامة واسعة مختلة تزامنًا مع تمرير الخنجر البارد فوق عنقه لتذبحه كالشاة، تدفقت الدماء من وريده أغرقت الوسادة أسفله، حدث كل ذلك في ثواني خاطفة بعدها مسحت الدماء التي علقت بالخنجر في ملابسه قبل أن تختفي داخل الباب السري كالأشباح.

على الناحية الأخرى خرجت سارة من الباب السري الذي هو بمرحاض غرفة عزيز ثم للغرفة ببطء شديد، كان عزيز يقف أمام المرآة يهندم ثيابه ويُعيد ترتيب خصلات شعره المبعثرة أثناء دندنته أغنية قديمة:

- عزيز.

خرجت من فم جدتي سارة ليلتفت لها عزيز بزهول تزامنًا مع إلقاء جدتي سارة الخنجر الذي كانت تحمله بيديدها.
استقر في بمنتصف رقبته من الأمام، رفع يده وأمسك بها رقبته وارتخت ساقه ونزل أرضًا على جانبه ثم أخرج صوت حشرجة من فمه، بصق الدماء من فمه، ارتعش جسده قبل أن يسكن للأبد وتوسعت بقعة الدماء حوله لتغرق الوشاح الأبيض الملقى بإهمال أسفله وتحول لونه للأحمر القاني.

- بلّغ سلامي لمبعثر نبضات فؤادي.

قالتها سارة بابتسامة واسعة ثم تجمدت بمكانها عندما نظرت للخلف ووجدت زوجة "عزيز" التي ترتدي منامة حريرية وتلف خصلاتها داخل لفافات أسطوانية تقف بعينان مفتوحة على محجريهما وتنظر لجسد زوجها المسجي على الأرض وهي تقبض على تفاحة بكفها.

- تبًا لكِ سارة لقد وقع فوق وشاحي المفضل، لقد غزلته أمي من أجلي.

- أعتذر هينريتا لم أكن أعلم إنه يعني لكِ الكثير.

قالتها جدتي بنبرة صادقة تعقيبًا على حديث زوجة عزيز، حركت هينريتا رأسها بابتسامة دلاله على لا بأس، بعدها قضمت من التفاحة التي بيدها وخطت ناحية الأريكة وجلست أمام الطاولة الصغيرة الممتلئة بالطعام وقالت:

- تعالي سارة كلي شيء وجهك شاحب للغاية.

- لا أستطيع يجب عليَّ مقابلة ليلى لقتل فخر وزوجته.

قالتها جدتي بعدما تنهدت بعمق ونظرت تجاه جسد عزيز بلامبالاة، هزّت هينريتا رأسها بالمواقفة وقالت لها:

- حسنًا عودي بعد ذلك لنتثامر قليلًا وأيضًا تختاري معي فستان لأرتديه في جنازة عزيز.

على الناحية الأخرى دلفت ليلى إلى غرفة فخر وقررت قتله بنفسها بعدما تأخرت سارة اقتربت من الفراش الذي ينام فوقه بجانب زوجته، وقفت في الجهة الخاصة به ورفعت خنجرها للأعلى ونزلت به بقوة تجاه صدره لكنه أمسك بيدها بغتة قبل أن يخترق صدره ونهض من الفراش وهو يثني يديها للخلف تزامنًا مع صدوح ضحكته.

في نفس الوقت التي نهضت به جدتي جلنار فقابلها خنجر اخترق صدرها بعدما قزفته بها جدتي سارة التي دلفت إلى الغرفة للتو، خرجت صرخة من فم جلنار قبل أن تقع فوق الفراش.

- أرمي المسدس.

قالها فخر بصوت عالٍ لجدتي سارة التي أشهرت سلاحها في وجهه بتهديد وهو يضع الخنجر على رقبة ليلى:

- كده كده هنموت، ناخدك معانا.

قالتها ليلى بلامبالاة وهي تنظر إلى سارة تحثها على إطلاق النار، ابتسمت سارة وشدت يديها على السلاح تزمنًا مع دلوف واحد من المامبا للغرفة فجأة وتشهيره السلاح تجاه سارة.

- مكنش المفروض تهديدني علشان كلنا عارفين إن عيلة المُهيري مش بتهدد سواء رجالة أو ستات، خلتيني أخد حظري، كنت متأكد أنك مش هتنامي غير لما تيجي.

قالها بشموخ وهو يفرد جسده بعدما أنتفخت أوداجه بثقة بعدها ضحك عاليًا بصخب، فبصقت جدتي ليلى في وجهه بعدما استدارت بوجهها عندما تركها بعد أخذه للسلاح الخاص بها.

بعد نصف ساعة وقف فخر _حرقه الله في جحيمه_  ينظر داخل قفص الأسود الخاص به بعدما قامت رجاله _بأمر منه_ بإدخال سارة وليلى للداخل ووقف يشاهد الأسود وهي تمزق أجسادهن بين أنيابها الحدة حتى فارقن الحياة أثناء أكله لرقائق الذرة المملحة.

بالنسبة لجدتي جلنار تم نقلها للمشفى فيما بعد ولم تمت للأسف.
اللعنة تبًا لكِ جدتي جلنار فلتتفحمي في الجحيم انتِ وجميع عائلتكِ القذرة.
عذرًا جميعًا اندفعت قليلاً، لنعود لموضوعنا الأساسي.

مهلاً مهلًا، أنا لم أحكِ لكم كيف تزوجت جدتي "ليلى" من راجح المامبا رقم مئة وواحد بعد.

حسناً سأبدأ من البداية كيف صار راجح المامبا الحامي لجدي بشّار؟
كان راجح مامبا متمرد، لكنه لم يظهر ذلك حتى لا يُقتل، كان يبتعد عن الجميع ولا يتواجد في أي تجمع، كان هو مروض أسود العائلة فهم لديهم العديد منها.
أجدادي تحب أن تجعل الأسود تلتهم أعدائها وتقف تشاهدهم، شيء من أنواع الطقوس السيكوباتية الخاصة بهم.

اللعنة، كم هذا نسب مشرف! بصفتي الحفيد الذكر الوحيد على قيد الحياة، تبًا.
للجحيم جميعًا يا معشر عائلة الجبري.

(منذ سنوات قبل الحادث )

كانت "ليلى" تمشي بالقرب من المكان المخصص  للأسود فوقع بصرها على شِبل أبيض جميل يحمله راجح فوق ذراعه ويداعبه، فهو لديه ولع كبير بالأسود ويقضي معهم وقته بالكامل.

تحركت ليلى ناحيته بخطوات مبعثرة خجولة نوعًا حتى وصلت له ومدت يدها له لتحمه، ناوله لها بلطف ووقف يشاهدها تداعب الصغير وتمرر أصابعها الرقيقة على فروه الناعم.

كان جدي بشّار يقف على مقربة منهم ولاحظ نظرات راجح الشغوفة لها، وإجابته على جميع أسئلتها ببساطة وكأنه يحادث صديق له، عَلِم جدي إنه متمرد على الفور.
المامبا لا يرفع نظرة من الأرض على امرأة من المملكة أثناء الحديث، ولا يجب أن يتحدث معها من الأساس؛ حتى إذا حدثته إلا لو كان المامبا الحامي لها، هذه الحالة الوحيدة التي يجب أن يرد المامبا على الحديث الموجه له ولا يجب أن يطيل.

قرر جدي بشار في قرارة حاله إنه سوف يجعله مامباه الحامي، لماذا؟

لان المامبا المتمرد إذا اختارك، يكون ولائه لك وحدك ولا ينفذ أي أمر يأخذه من أبوفيس، وهذا لأن المامبا ولائهم الأساسي لـ أبوفيس فهو مدربهم.

بشّار كان يعلم هذا الشيء الخفي، و بما أن راجح متمرد سيكون ولائه بالكامل لبشّار فقط لا غير، لكن هذا ليس السبب الوحيد فهو يعلم أخته جيدًا ويعلم ما تخفيه داخلها، فهي واقعة بحب راجح حتى أخمص قدميها، هي تأتي لتتنزه حول المكان في كل مرة لتراه فقط، وهو لحق بها هذه المرة ليعلم ما تُخفيه.

راقبهما "بشّار" حتى ابتعدت ليلي ووقف راجح ينظر في أثرها بنظرات عاشقة وولع، اقترب منه "بشّار" حتى صار يقف جانبه وقال بهدوء:

- شبه الخوخة وكلامها موصوف للدوخة.

جفل راجح من صوته فهو لم يشعر به عندما آتى، التفت بجسده ونظر له بحدقتي عينين واسعتين من أثر الدهشة بعدها ظهر التوتر على وجهه، فقال له بشّار بجمود:

- لو سيّاف كان دبحك وشرب من دمك، بس أنا مش سيّاف تفتكر هعمل إيه؟

عقد راجح ساعديه أمامه بعدما لملم شتات حاله، وقال له بنبرة جامدة بعد ما ابتسم ابتسامة تحمل السخرية بسخرية بزاوية فمه:

- مش بخاف.

- والله عال، وكمان عديم الأخلاق.

قالها "بشار" بنبرة حانقة تحمل السخرية في باطنها، وهو يضرب كفيه ببعض بدون تصديق من أفعاله.
فنظر له راجح بطرف عينه وهو يقول بثبات واهي:

- أنا معملتش حاجة غلط كانت بتسألني على اسمه وحاجات خاصة بيه.

رفع "بشّار"حاجبيه باستنكار وقال بدون تصديق ساخرًا:

- وهي القوانين بتسمحلك ترد عليها يا.. مية وواحد.

قالها بشّار بعدما أتجهت نظراته على الوشم الموضوع على رسخ يديه لمعرفة اسمه، حل الصمت لبرهة بعدما نظر راجح على وشم يديه بعدها وضع كف يده داخل جيب بنطاله بلامبالاة بعدها تحرك عدة خطوات حتى وصل للمقعد الموضوع جانب القفص وجلس بهدوء ثم وضع ساق فوق الأخرى وقال له ببرود:

- قول لـ أبوفيس يجي يعاقبني .. ويلا زُق عجلك يا أخينا علشان مصدع.

ضرب "بشّار" كفيه ببعض بدون تصديق وهو ينظر له بسبب أفعاله الباردة ووقاحته البادية، بعدها تحرك وجلس على المقعد الذي جانبه ورفع قدمه قليلًا ودفع قدم راجح الموضوعة فوق الأخرى لتنزل أرضًا بمشاكسة، فنظر له راجح بحنق ورفع أحد حاجبيه وهو ينظر له بتهديد وهو يعيد قدمه من جديد لموضعها:

- انا شايف إننا نوصل لحل وسط يرضي جميع الأطراف.

قالها بشار بنبرة رزينة ابتسامة هادئة تشق وجنته، نظر له راجح باهتمام وتحفزت جلسته وانتصبت اكتافه، فأصبح أكثر جدية، استطرد بشّار.

- تبقى المامبا الحامي ليا.

أخرج راجح صوتًا ساخر من فمه وقَلّب عينه بسخرية قبل أن يقول:

- أبوفيس يعاقبني أفضل.

- هجوزك ليلى.

قالها بشّار بهدوء بنبرة مؤكدة ابتسامة خبيثة تزين ثغرة، فتحفز راجح من جديد بعدما أرتخى في جلسته والتفت له بكل حواسه، ونظر له نظرة مشتتة متسائلة كأنه يقول.
حقاً؟ كيف؟
لأن المامبا لا يتزوجوا، وهو بدون هوية، ليس لديه اسم ولا عائلة ولا أي شيء.

ضحك بشّار بخفة، وانتصبت أكتافه وجلس في شموخ بعدما وضع قدم فوق الأخرى وقال بغرور ممازحًا الآخر:

- بشّار المُهيري مفيش حاجة ميقدرش يعملها .. بس يا ترا إنت هتقدر تقنع أبوفيس تكون معايا.

ضحك راجح بهدوء بعدما سيطر على انفعاله والسعادة التي تتراقص داخله وكأن هناك عرض راقص أقيم داخل صدرك؛ نهض من مجلسه بشموخ، ووضع يده اليمنى على مركز صدره و قال بثبات:

- أنا أفعى المامبا السوداء رقم مئة وواحد، أعدك بأنني سوف أفعل كل شيء لحمايتك، أحفظ أسارارك، أتألم لألـمك، أضمض جراحك، أسمعك، أفرح لفرحك، أكره من تكره، أحب من تحب، أكمل ما ينقصك، أقويك، أفهمك_ دون كلام_ وأحـبـك، نصبح شخصًا واحدًا، أكون أنت وأنت أنا .. بشّار المُهيري أمـوت لأجـلـكَ.

أنهى حديثة بانحناءة صغيرة من رأسه يمازح الآخر، فضحك "بشّار" بصخب ضحكة علىٰ صداها في الحديقة الخالية، فراحج أدى القسم الخاص بالمامبا بالكامل، وأعلن ولائه له، بدون حتى الرجوع للقائد الأعلى للجيش الملقب بأبوفيس.

وفي يوم اختيار مامبا حامي إلى "بشّار" كان راجح قد تحدث بالفعل مع أخوته من المامبا المتوقع اختيارهم لبشّار فوافق الجميع عن التنازل من أجله فمعظم المامبا على مر السنين يحبوا بعضهم البعض، وهذا بسبب صعوبة تنازل العائلة عن مروض الأسود الخاص بهم؛ وعند اختيار أبوفيس المامبا الحامي لبشّار لم  يختاره سوى "راجح" فزعن له أبوفيس رغمًا عنه فهو لن يستطع إجبار أحدًا آخر من المامبا على مرافقة بشّار طالما يوجد واحد أختاره بالفعل.

بعد بعدة أشهر بعدما صار راجح المامبا الحامي الخاص ببشار، وأثناء تجمع جميع من بالمملكة، سأل الملك "سطام" ليلى السؤال المعتاد لابنه القائد الراحل نظرًا لوفاة أبيها قبل عدة أشهر:

- أختاري ليلى الرجل الذي تريدين الزواج منه.

وقفت ليلى بشموخ وابتسمت بهدوء وقالت بثقة:

- قررت الزواج من راجح .. مامبا مئة وواحد.

أضفتها بعدما نظر لها سطام بعدم فهم، فهو لا يعلم من هذا "راجح" يعلم فقط مامبا مئة وواحد، فقد قام بشّار بضم "راجح" للعائلة ونسبه لعمه الراحل كابن له، بعد أن أختارت له ليلى الاسم فصار، "راجح المُهيري" ابن عم ليلى أمام الجميع.

حيث أن المامبا سابقًا قبل أن يصبح عمي صالح هو أبوفيس، لم يكن لديهم أسماء بل أرقام فقط ويتم منادتهم بأرقامهم.
غيّر عمي "صالح" ذلك الآن وصار كل مامبا له اسم لكن يُعرف داخل المملكة بين جميع القادة برقمه بينما بيننا وبين بعض والعالم الخارجي باسمه مثل "نيلان" فهو مشهور بالمملكة برقم سبعة بالأنجليزبة الذي ينطق "سڤن"

استطردت ليلى بعد برهة من صمت الملك "سطام" وهو بنظر لها بدون تصديق مع ذمه لشفتيه:

- تنص القوانين أن ابنه القائد تتزوج من تريده من جميع رجال المملكة، والمامبا من المملكة، و أنا ليلى ابنه القائد الراحل قمت باختيار المامبا رقم مئة وواحد زوجًا لي.

حرك الملك رأسه بالموافقة بهدوء وقال لها بلامبالاة وكأن كل هذا لا يعنيه:

- حسنًا لكِ ما تردين ليلى، لكن أعلمي لن يكون هناك مامبا حاميٍ آخر لأخيكِ وسيبقى مئة وواحد كما هو.

وهكذا صار راجح أَول مامبا يتزوج في تاريخ المملكة بعدما وجد جدي بشّار ثغرة في القانون.

اللعنة خرق القوانين وراثي.
حسنًا أبي هذه ليست غلطتك، على الرغم من أنني لم أرى جدي بشّار من قبل لكنني متأكد إنه نسخة أخرى من أبي سالم وبالطبع مني!.
فأنا نسخة شبه متطابقة من أبي فقط أبي مُختل أكثر، لم أصل لمرحلته بعد.

(عودة للواقع)

بالطبع كل ما حدث بعد ذلك يمكنكم توقعه، من قتل الملك فخر؟
بالطبع "سيّاف".
لا، لا، خدعتكم، من قتل جدي "فخر" هو عمي "هارون"_ ذو الأخلاق العالية والتربية الصالحة التي قام بتربيتي عليها_ ولم يعرف أحد شيء.

كيف حدث هذا؟

إنه الحب،أجل!
بعد أن وقع " صالح" القائد الأعلى للجيش والابن الأصغر لـ" أبوفيس" الكبير  في حب عمتي" داليا" منذ صغرهم، وتقدم لها للمرة المليون بعد أن تم رفضه من قِبل جدي" سيّاف" المرات السابقة، قرر جدي أن يذعن لرغبة "داليا" في الزواج منه بعدما تمردت عليه وضربت عن الطعام والشراب من أجله.

أخبركم سر؟
كانت تتصتنع ذلك فقط هي من قالت لي بنفسها، فقد ساعدها أبي على تهريب الطعام لغرفتها بالسر حتى لا يعلم جدي بالأمر.

شَرط جدي "سياف" على" صالح المالكي" أن مهر "داليا"هو أن يقسم بولائه له هو بدلاً من الملك "فخر"، ففعل عمي "صالح" و تزوج بها.

كان سيّاف يخطط منذ زمن بقتل الملك "فخر"، فقط كان ينتظر أن يزوج فتيات أخيه وبعدها يفعل ما يحلو له حتى إنه خاف أن يعترض على حكم فخر حتى لا يتم قتله ويترك الفتيات بمفردهن

وهكذا تقدم له انتقامه على طبق من ذهب، فلا أحد يمكن أن يقتل الملك ويفلت من العقاب إلا بمساعدة قائد الجيش الملقب "أبوفيس"

وأبي سالم هو من عجّل بالخطة عندما أحب نفرتاري ابنه "فخر" وأراد الزواج منها فعلم الملك بوجود علاقة بينهما فخطط لقتل "سالم" وأعطى أمر بذلك إلى عمي الصالح القائد أبوفيس وقتها، بأن يقتله بالسر دون علم أحد من المملكة بأنه من فعل.

عمي صالح لم ينفذ وأخبر سيّاف على الفور لتهريب سالم وحمايته، لكن جدي سياف رأى إنها اللحظة المنتظرة منذ سنوات ففتيات أخوه صاروا كبار الآن.
أمر جدي سياف عمي هارون بقتل الملك في الحال، وفي المساء تسلل عمي هارون رفقة عمي صالح إلى غرفة فخر النائم جانب زوجته الغارقة في النوم بعدما طلب عمي صالح من أحد العملات أن تضع لها مخدر في العصير لأن عمي هارون لا يقتل النساء.

استيقظ فخر بفزع من نومته عندما سحبه عمي هارون من تلابيبه ثم ضربه برأسه في وجهه فسالت الدماء من أنفه، بعدها دارت بينهم مشاجرة عندما دافع فخر عن حاله لكنه لم يقدر على عمي هارون.
فهو أصغر منه، أقوى منه.
غاضب كالبركان.
يتذكر رائحة أمه في عناقها الأخير قبل أن تذهب ولم تعود.
لم تعود .. لم يتبقى منا شيء سوى العظام.

عندما أصبح فخر جثة هامدة بين يدي عمي هارون حمله فوق كتفه وعاد للنفق من جديد ثم خرج من الباب القريب من قفص الأسود ووضعه بالداخل ثم وقف يشاهد ما يحدث له بالداخل مثل ما فعل مع أمه.

لكن الفرق، إنه كان يبكِ.
لم يأكل رقائق الذرة.
لقد رأى بأم عينه ما حدث مع أمه في السابق.
لم يخبره جدي سيّاف كيف قُتلت أمه سوى اليوم.
لا، ليس لإنه لم يكن يريد أن يزيد ألمه بل حتى لا تخمد ثورته، حتى يكون في حالة انفجار كامل للبراكين داخله.

يمكنني رؤيته وكأنني أقف بجانبه.
الشعور به الآن وكأنني هو.
الشعور بارتخاء ساقه التي لم تعد تحمله فنزل أرضًا على ركبتيه.
يقف يقبض علي خصلات شعره بشدة..
ينظر للأعلى والدموع تبلل وجنتيه.
أسمع الصرخة التي شقت حنجرته.
صعوبة التنفس، صرخات فخر العالية.
الشعور بالأحتراق الذي خلّف ندوبًا لا تزول فوق روحه.

الوحش لم يولد وحشًا.
كان يجب عليكم أن تتركونا نحيا.

كيف لك عماه أن تحيا مع كل هذه الندوب؟

عندما انتشر خبر وفاة الملك "فخر"، أخبر المامبا المروض للأسود الجميع _بأمر من صالح_ أن الملك فخر هو من دخل بقدمه القفص الخاص بالأسود لرغبته في تعلم ترويضها، لكنها هاجت جميعًا وأنقضت عليه ولم يقدر على قتلهم جميعًا لإنقاذه قبل أن يفتك به أحد الأسود بالفعل.

وأيد حديثه عدد من المامبا، إنهم شاهدوا الملك فخر متجه للقفص بمفردة، مع قتل أربعة أسود للتمويه وإصابه المامبا المروض في ذراعه.

كما أقام جدي سياف في نفس التوقيت احتفال لذكرى مولد عمتي دهب رفقة بعض من القادة فلم يثبت شيء عليه.

بعد موت فخر تم عمل مواجهة بين القادة جميعًا للحكم، لأنه لم يكن يمتلك سوى ذكر واحد تم قتله قبلها بواسطة صافي المالكي الابن الأكبر إلى أبوفيس _هذه حكاية الأخرى سأرويها عليكم لاحقًا_ وبنت واحدة "أمي" والنساء لا تحكم أو تدخل المواجهة من البداية، فاز جدي "سيّاف" وصار الملك.

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

مهلاً مهلاً، هناك شيء لم يسأل أحد عنه.

كيف وقع أبي سالم في حب ابنه من قتل عائلته؟

حسنًا أمزح ليس هذا السؤال، لا تسأل عن ذلك السالم المختل إنه ليس له قيود، أنا حقًا لم أعلم كيف حدث هذا.
أمزح من جديد، أنا أعلم لكن لن أخبركم الآن ستعلموا في آخر الحكاية.

اللعنة، لا داعي للسبّاب.

السؤال هو كيف غدر جميع المامبا بالملك؟

هذا لأن المامبا ولائهم الأساسي إلى أبوفيس وليس للملك.
يتم تدريب المامبا بأسرار معينة تتوارثها عائلة المالكي منذ الأذل وينتقل ولاء المامبا جميعًا على مر السنين لأكبر أبناء سلالة المالكي، عند وفاة الأب ينتقل اللقب إلى الابن ثم ولاء الجميع.

ولاء أبوفيس نفسه هو الذي يعود للملك ومن بعده يأتي ولاء رجاله، فهذا إتفاق المؤسسين الأوائل للمنظمة على ذلك.

حسناً إلى هنا، أكون شرحت لكم كل شيء عن  المملكة تقريبًا.

لي عندكم سؤال مهم انيساتي، سيداتي، سادتي.

من هو أقوى من بالمملكة على الإطلاق؟

لن أخبركم،  فكروا قليلاً.

انتظروني، أنا لم أقل شيء بعد.

كنت أريد البقاء قليلًا لكنني مشغول فقد خطفت للتو "جومانا" زوجة صافي المالكي وأريد التفكير في حل لهذه المصيبة.

ماذا حدث لأخطفها؟
المرة القادمة

إلى اللقاء .. أنوبيس.

يتبع...
طبعا العالم جديد فلو حد لسه تايه في الفصل ده طبيعي، بس مع الأحداث كل حاجة هتثبت.

_______________________

(للتذكير: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)

أبيات الشعر لـ امرؤ القيس

متنسوش التصويت (vote) ★

قولولي رأيكم بالفصل؟

محدش بيقولي رأيه ليه؟🥺

شكرًا لكل القمرات اللي بتعمل فوت🤍

اللي هتجاوب على سؤال أنوبيس الأخير صح هعزمها على  أيس كوفي 😂

الفصل القادم يوم السبت مساءً بأذن الله.

إلى اللقاء؛ رفع الله عنكم الحزن جميعًا.

Continue Reading

You'll Also Like

203K 17.4K 90
If black defined darkness he was darker than that. He chose to be like that. Darkness attracted him. He loved the cold unless it was the warmth of bl...
542K 12.3K 37
"I've always wanted a mate. One who is strong. Challenging. And maybe somewhat defiant. Well, I got the opposite of that." -Asher ~ Published: 04/04...
53.6K 2K 94
Coming Into Your World I Fell In Love With You| "I'm...In love with someone who's in a TV show?! And he's not even in the show he's supposed to be a...