الفصل السادس عشر|حارس الملجأ
__________________________
كان يلهج بكلماته بأنفاس ثائرة وغصة تتملك قلبه حينما يتذكر ذلك الحارس الذي جعل من طفل صغير كأنها رجل عجوز قد بلغ من العمر كفايته جعله يختبأ كالجرذ حينما يدخل الغرفة متقصدا إيلامه بألوان العذاب المختلفه
ولكن ذاك لم يكن يؤثر بكيانه بقدر ما أثر به ما كان يفعله الحارس بـ لافيرا تلك الفتاة الصغيره صاحبة الثمانِ سنوات تعرضت لمحاولة اعتداء علي يد رجل عجوز يحمل من امراض النفس والشهوة ما لايحمله رجل بعمره
flahs back 20 years ago :
___________________
خطوات صغيره وأنامل تعبث بالعشب الاخضر تترقب خطواتها بحرص لئلا يمسكها أحد متلبسة فهي تحاول الهروب كعادتها ترفض الاستسلام والخضوع لمبادئ الملجأ التي تقيد احلام طفلة بريئة مثلها
كان الهواء يتلاعب بخصلات شعرها الناعمه والطويله ، تضع زهرة صغيرة بجانب أذنها كانها ستذهب لتنثر الورود علي العالم وفي مهمة لإنقاذ البشرية
تقفز علي بعض الصناديق في محاولات فاشله ليس لتخطي السور بالوقت الحالي ولكن لتقيس أيضا المسافه التي ستساعدها علي الإفلات والهروب فيما بعد
ضحكة ساخره وصلت لمسامعها فوقعت من علي ذلك الصندوق الخشبي من خوفها لتجد صبيا بعمر الخامس عشر ينظرإليها كأنه يخبرها بنظراتها لقد سبقتك أيتها الفراشه
_أيها الغبي الأحمق لقد أخفتني
كان يستند بظهره علي الجدار ينظر لها باستخفاف لعقلها الصغير يبدو وأنها قاطعت خلوته
_لا يوجد أحمق هنا غيرك كيف تريدين الهروب وأنت تصعدين فوق صندوق خشبي صغير الحجم مقارنة بهذا السور الضخم اخبريني
مدت شفتيها بعبوس لطيف تزفر أنفاسها بقوة هي ليست غبية لتلك الدرجه ولكنها مازالت تحاول رغم صعوبة الوصول
_لم تحاولين الهروب من الملجأ
ألهجت بحروف متناثرة وقلب يتقطع لتحقيق حلمها بالهروب من الملجأ
_أريد التحليق مع الفراشات بعيدا عن حظيرة البهائم هذه
رفع حاجبيه لها ثم ابتسم لبراءة حلمها وكذلك للسانها الطويل
حينما ضحك بتهكم أكملت
_الحياة لا تسير وفق ما نريد العالم سيجتمع كعصابة شريرة لدفن احلامنا من سيمسك السلاح سيكون شخصا قريبا منا لا نتوقعه إن العالم ايها السيد ضدي يريد درء أحلامي وأنا لن أقف مكاني أشاهد العالم يسرق أحلامي وأمنياتي مني لذلك ساهرب لأحققها
أعجب بتفكير تلك الصغيره ومسّه كلامها كأنها كانت ريشة النعام التي وقعت علي وجهه الخشن فالتمس به راحة البدن
ولكنه لم يظهر حقيقة مشاعره تلك وهو يشيح ببصره عنها
_ ثرثاره.! إفعلي ما تريدين دون أن تتكلمي كثيرا بنهاية الأمر ستفشلين
قطبت حاجبيها باستياء ثم لفت نظرها تلك الجروح البالغة بيديه وقدميه اقتربت منه تمسك كفه بين يديها فانتفض مبتعدا عنها
_لا تحاولي حتي واغربي عن وجهي!
لم تغير نظرتها الحنونه تجاهه وهي تقترب أكثر ممسكة كفه مرة اخرى لتقوم بتقبيل يديه قبلة قد أذابت روحه الصلبة والمتحجرة
_يقولون أن القُبل تشفي الجروح.... حينما أذهب للممرضه لتعالج جروح جسدي تقبّل جروح يدي كأنها تعتذر علي ما يحصل لي
رفعت عينيها الملونة بشتي ألوان البراءة تمسح علي شعره برفق حتي امتلئت عينيه بقطرة من الدمع شتت رؤيته لها، كان ذلك كل مايحتاجه حقا.. لكنه لم يجد أحدا يعطيه ربع ذلك الاهتمام وأعطته إياه طفلة تبلغ من العمر ثماني أعوام
_أنتَ أيضا تتألم أعلم هذا لا بد وأن ذلك الجسد يخفي الكثير من الجروح وراءه صحيح؟
نظر لها وهو يعجز عن التنفس بالمعني الحرفي للكلمة ولكن ما أسقط كل دوافعه أرضا حينما اقتربت لاحتضانه ذلك العناق اللطيف والبرئ جعله يعيش بالنعيم... نعيم مطلق
تخيل معي فقط أن تكون طفلا يتعرض لشتي أنواع التعذيب من جَلد واختراق جسد بالآلات الحادة وغرف مظلمة يتم حبسك بها مع القوارض والحشرات لأيام وبدون طعام وحينما يريدون زيادة العقاب يقومون بحرمان جسده من النوم أو الإستناد علي الحائط أو حتي الإستلقاء علي الارضية الصلبه.... ولكن ذلك يتهدم بلحظة وتسقط اثار كل ذلك التعذيب بعناق دافئ... هل كان ذلك كل ما يفتقده أولئك الأطفال
_جونغكوك.. جونغكوك هل تسمعني؟
رفع الأخير بصره يدير عنقه للافيرا التي تبتسم بوجهه ببشاشه ثم إحتضنت رأسه من الخلف ويديها حول عنقه طبعت قبلة علي وجنتيه ثم تكلمت وشفتيها تلامس وجهه
_مالذي يشغل بالك أيها الجيون!
وضع يديه علي ذراعها ثم جعلها تلتف لتجلس بأحضانه
_لا شئ يشغلني سواكِ
ظل يتأملها بسكون يبتلع ريقه متذكرا عناقها له بطفولته
_أنتِ أجمل شئ وقعت عليه عيناي ... عيناكِ درب طويل محفوف بالزهور والأشجار ... أنت لصة لافيرا تسرقين قلبي دون أدني مجهود
قربها منه وهي تستمع لكلماته بهدوء تام تراقب عيناه التي تزيدها غرقا
_حينما ارسم صورة لمستقبلي لا يكون أحد سواك بها أراك بعناق لطيف أشتم به رائحة عنقك.. لمسة من يديك الدافئه علي وجهي البارد
قبّل يديها طويلا ثم توجه لجبهتها لينثر به القبل واحدة تلو الأخري وهي تستقبل كل ذلك برضا تام
وضع جبهته علي خاصتها مكملا حديثه
_هل ينقصني المزيد من الألم لأثبت لكِ أني أحبك هل ينقصني إثبات أن ذلك الحب سيصمد طويلا إلي أن أنتهي.... أخاف أن تتركيني..! أن أبقي وحيدا وما بيننا يظل بضعة رسائل ورقيه، أن يكون موطني بعيدا عن وطنك
تأمل عينيها بخشوع ثم قبل فمها بلطف و نبس
_أقسم لك أني كاذب حين أخبرتك أني سأصبر.. لن أحتمل يوما دون سماع تلك الكلمات أشتاق لسماعها أطربي أذني بها ، إجعلي مني شخصا آخر.. أريد سماعها منك أسمعيني تلك الكلمة لافيرا طمئنيني بها
كان ينتظر منها سماع صوتها تخبره أنها تحبه وستظل معه لنهاية العمر ولكنها فقط أزاحت يديه من علي جسدها واستقامت من مكانها
أنزل رأسه للأرض لا ينظر اليها وهي تقف بجانبه تمسك أصابعها بتوتر
_أنا آسفة جونغكوك
مسح علي عنقة يغلق عينيه بتعب ثم أومأ لها
_لا بأس!
نبس بذلك ثم استقام من مكانه ناحية الخارج لتمسك ذراعه فقد حل الليل ولن يتركها بكل تأكيد
_إلي أين تذهب جونغكوك بهذا الليل؟
رفع بصره لها ثم اقترب ليقبل جبينها برفق وتركها وذهب
كان بالحانة يشرب كأسه العاشر وعينيه ثابته لنقطة معينه لا تتحرك منها شارد الذهن غائب الوعي ووحيد أيضا
وكان ذلك ملفتا لبعض الفتيات الباحثات عن المتعه رجل وحيد ووسيم يحتاج لرفقة بكل تأكيد
_كيف حالك أيها الوسيم!
لم ينظر لها وهو يشرب كأسه ثم نبس
_إبتعدي قبل أن أسكب المشروب علي جسدك وأشعله بقداحتي أشتاق لرؤية عرض كذلك
صدمت الفتاة مما نبس به وأخذت الفتيات مبتعدة عنه تشير إلي أنه مختل ومجنون
بعد وقت طويل بجلوسه هناك ليشرب زجاجات مملوءة بالخيبة.. تحرك تجاه سيارته مع السائق الخاص به فشخص مثله لن يستطيع القيادة بهذه الحاله بكل تأكيد
حينما وصل للمنزل كان هادئا فاعتقد أن لافيرا نائمة، تذكر كلماتها فغضب جسده ليصبح ثائرا لم يكن ليفرغ غضبه عليها ولكنه قرر تفريغه بأثاث المنزل يحطم الطاولة الزجاجيه ويكسر الأثاث حوله.. لم يكن رفضها الوحيد الذي جعل منه كذلك بل ذكرياتهم وعائلته ذلك الجسد استدعي كل ذلك الحزن الذي مر به بهذا الوقت حمل الماضي علي كتفيه أصبح ثقيلا، جُرحت يديه بقوة تنزف منها دماء غزيرة
يقف بمنتصف المنزل وحوله كومة الزجاج متناثرة بكل مكان صدره في نزاع للبقاء وأنفس حُلّ رباطها لتنطلق بقوة
لافيرا تشاهد بصمت وخطوات بطيئه متجهة إليه عارية القدمين
_توقفي مكانك!
لم تستمع له وهي تتقدم منه ليسمع صوت الزجاج الذي اخترق قدمها فهرع إليها يحملها بين يديه وعلي وجهه ملامح الاستياء
_لم لا تتوقفي عن أذية نفسك فقط
إحتضنت وجهه لتدفنه بعنقها وتشد عليه بقوة
_حينما اتوقف عن أذيتك صدقني سأفعل
صعد بها لأعلي ووضعها علي السرير يعالج الجروح البسيطه التي تعرضت لها وحينما انتهي تحرك ليخرج خارج الغرفة لتمسك يديه تحثه علي الجلوس بجانبها
حينما رأي رغبتها جلس بجانبها فاستقامت بجزئها العلوي تعالج جروحه بصمت وهو لا ينظر إليها
رفعت يديها لوجهه تمسح عليه بلطف ثم قبلت وجنته
_أنا آسفة لأني لست سوى خنجر يستقر بقلبك آسفة لأني لا أعطيك مني ما لاتستحق أنا لست لافيرا وأنا معك... أقسم أني لم أكن بتلك السعادة بجوار أحد من قبل لا تقسو علي وتحرمني من النظر لعينيك إرفع حدقتيك لعيني أنشر الربيع علي وجهي جونغكوك
قبل يديها ثم تركها علي سريرها يستلقي علي الأريكه لا يريد ان يناقشها بشئ قد اتخذت فيه قرارا حتميا وانتهي الأمر
ظلت تنظر إليه حتي غفا فتحركت من سريرها وحينما تأكدت أنه نائم خرجت من الغرفه متجهه لمكان آخر بالخفاء
كانت خطواتها بطيئة كأنها خائفة مما ستقدم عليه
نزلت لغرفة اللعب وتوجهت بخطواتها لذات الحائط وحركت القرميد لتري امامها باب مقفل حاولت فتحه ولكن دون جدوي... ولأنها لافيرا فلم يخفي عليها شئ كهذا فلقد أحضرت دبوسها المعدني لتحاول به فتح الباب وحينما نجحت بفتحه تنفست الصعداء تسمع صوت صرير الباب
وقعت يديها من علي المقبض وهي توسع عينيها وتفتح فاهها من الصدمه اقشعر بدنها وهي تراقب ما حولها بتركيز
كانت تلك الصور المعلقة تخصها بكل ركن من اركان الغرفه وألواح رسم كبيرة تحمل عينيها
ولوحة كبيرة معلقة علي الجدار تحمل صورتها،بكل جدار رسمة مختلفه لها حتي وأن هناك بعض الصور تحمل التفاصيل التي تخص جسدها كشفاهها وعيناها، انفها وأصابع يدها
لا تصدق ماتراه بعينيها ما زالت مصدومه لذلك كان يريد منعها من دخول الغرفه هو مهووس بها ولا يحبها فقط كما كانت تعتقد
_يا إلهي إنه مجنون.. أو ربما مجنون ولكن بحبي هل علي ان أخاف؟
فتحت بعض الأدراج لتجد بعض الأسطوانات والكتب التي تحمل اغانيها المفضلة ورواياتها كذلك عطورها وبعض الملابس الخاصه بها كانت ولأول مرة خائفه هي تشعر بالامان معه لكن عند تلك النقطة فهي خائفة
حينما التفتت بجسدها وجدت دَرَجا مظلما توجهت إليه علي مهل.. تخاف ان تكتشف ما هو اكبر من ذلك وحينما اقتربت لأسفل وجدت ضوءا احمر مشتعلا هو الوحيد الذي ينير تلك الغرفة المظلمة
....
بين كشف جميع الأسرار وحبسها خيط رفيع قد يذوب وقد ينقطع بمرور الوقت ربما بتلك الأسرار وانكشافها تستطيع رؤية روح الإنسان الحقيقية ظاهرة لعيناك كما لو انها شفافه بعض الأسرار تكون متوقعه والكثير منها غير كذلك
وهناك اسرار لن يسمح لغير الجديرين بمعرفتها
لن نسمح بإنارة الطريق لتلك الأسرار إلا لمن يستحق، وربما نخفي سرا لأجل من نحب كي لا نؤذيهم ونري مرارة الحديث تقبع علي أعتاب أفواههم أو ارتعاش فكرهم من حصول الحقيقه المُدركه بابتعادهم
سيطرأ تحول جوهرى حينها عندما يكتشف صاحب السر حقيقة كل شئ حوله إما السلام وإما الحرب وإما التداعي والسقوط أمام كل تلك الحقائق التي سقطت بين يديه فإما العفو وإما العقاب
بذلك الوقت المتأخر من الليل كان جيمين جالسا عند السيدة يونا يفكر بحل لتلك المشكلة التي ظهرت من العدم ولا يعلم لها حلا حتي الآن
هي تمسك رأسها وتحاول حبس دموعها
يديها مقبوضتان بقوة وقلبها يرتعش خوفا
_أنا سأفقده جيمين بكل الأحوال سأفقده سأموت إن تركني ورحل عني
أرجع رأسه للخلف يتنهد بقوة وهو يستمع إليها هو مشتت الذهن حينما علم بوجود والده بالأصل بينهم، كما أنه يتحرك براحه بأركان البلده ليس وكأنه دمر فردا من أفرادهم هنا
_ستظهر الحقيقة لامحاله عن قريب كان عليك أن تحسبي حسابا لذلك اليوم سيدتي
أزاحت يديها من علي وجهها تنظر له بروح باهته عاقدة حاجبيها ثم تكلمت
_هل تخبرني أن أتقبل الوضع بسهوله جيمين هو لن يسامحني أبدا ولن يتقبل مني أي عذر لقد آذيته كثيرا وتركته بمكان كان عُقر الأذي بذاته
ألهجت حروفها بارتعاش شفاهها.. حاول جيمين أن يغض البصر عنها ولكنه اغمض عينيه بقوة حينما استمع لصوت بكائها لا يعلم مالذي سيفعله حينما يعلم جونغكوك بالحقيقه وأنه ساعد والدته بالماضي بإخفاء الحقيقة عنه وأنه كان يقوم بتضليله حتي لا يصل للجزء المتعلق بوالدته الحقيقيه
استقام بجذعه للجانب الخاص بوالدة جونغكوك أمسك يديها برفق وهو ينظر لها
_عليك إخباره بالحقيقه قبل ان يكتشفها هو بنفسه سنخبره سويا لن اتركك وحدك
أجهشت بالبكاء وهي تلقي بجسدها داخل أحضانه فربت علي كتفها لا يدرى أهو سيفعل الشئ المناسب بإخباره الحقيقه أم انه سيكون فعلا متهورا لان القادم لن يعجب أحدا فالطوفان لا يختار فردا او اثنين الطوفان يغرق الجميع بلا رحمه ولا يفرق بين قريب او بعيد
صوت باب المنزل الذي فتح عليهما جعل كليهما يلتفتان سريعا لتجد يونا تايهيونغ امامها يغلق باب المنزل فمسحت دموعها بسرعه واعتدلت بجلستها وحينما التفت تايهيونغ مبتسما اختفت تلك الابتسامة حينما وجد جيمين امامه فقلب عينيه بملل
_مالذي تفعله هنا لقد تركت لك منزلي لأجدك هنا ايضا، اترك امي وشأنها أيها العابث
حينما ظهر وجه أمه أمامه تبدلت معالم وجهه للقلق وهو يري عيناها المحمرتين إثر الدموع التي نزفتها من عينيها
_أمي هل أنت بخير مالذي حدث لك حبيبتي أخبريني!
عقدت حاجبيها بحزن حتي تايهيونغ لن يسامحها حينما يعلم بالحقيقه تراجع هو للخلف إثر عينيها المنعقده بخيبه حتي يديها المرتعشتان تنذر بأن هناك شيئا قويا قد حصل
استقامت من مكانها تبتعد عنه وسط تعجب الآخر من فعلها ليمسك معصمها قبل رحيلها
_أمي مالذي يحدث معك بحق الإله هذه ليست اول مره أراك بهذه الحاله أخبريني أمي عما تشعرين به ألست ولدك؟
لم تلتفت له ولكنها تقدمت للأمام بخطوات سريعه حتي أوقفها قول تايهيونغ صارخا
_لو كان جونغكوك من يقف مكاني ويسألك لكنت اجبت عليه برحابة صدر
توقفت مكانها لبرهه حتي أصبحت قدميها لا تحملانها فسقطت مغشيا عليها تتمني بتلك اللحظه أن تصعد روحها للسماء لعلها تنجو من مواجهة حبيبها وابنها الأول لها بحياتها
…
خطواتها متعثره وقلبها ينبض بعنف كان سبب ذلك التهور رسائل القاتل لها بأن من تحتمي به يخفي عنها حقيقة ماضيها جزئها المخفي الذي ينهكها كلما تذكرت شيئا منه كانت تريد معرفة حقيقة كل شئ وتعتقد أن الغرفة البداية لمعرفة كل تلك الاسرار او علي الأقل جزء منها
حينما تكشفت لها الغرفه وجدت محيطها كبيرا وواسعا يتوسطه كرسي وحيد بمنتصف الغرفه تساءلت عمايفعله ذاك الكرسي بتلك الغرفة الفارغه
ما استقبلته عيناها كان شيئا مختلفا كأن تلك الغرفه تم تفريغها موخرا
فهناك بعض الألواح والأثاث مكانه فارغ ولونه مخالف قليلا للون الجدار بجانبه شيئا كان هنا بذلك المكان منذ زمن وتم نقله بآخر لحظه
تقدمت من الكرسي تتلمسه بيداها لتجد بعض الدماء عليه وكأن يديها تلمست ماضي ذلك الكرسي كأن شخصا ما قد تعذب هنا
تركت الكرسي خلفها لتجد مكتبه امامها فارغه ظلت تتفحصها وتنزل بجسدها للأسفل ناحية تلك الأدراج حتي تألمت من مقبض قد ضرب جبهتها بقوة حينما ارتفعت بسرعه
مسحت علي جبينها وهي تأن من الألم
كانت تتنقل بالغرفه تتفحصها جيدا حينما ابتعدت عن المكتبه تقف بمسافة بعيدة عنها لفت نظرها ورقة أو ربما صورة تقبع اسفلها اقتربت بخطوات بطيئه جثت علي ركبتيها حتي انها تالمت من كثرة الإتكاء عليها
لتصل اخيرا لتلك الورقه فأمسكتها بتنهيده مريحة قلبت تلك الصورة علي وجهها وهي تتنفس بقوة وتبتسم لانها وجدت شيئا وتلك الابتسامه اختفت تدريجيا وهي تشاهد طفلا صغيرا بها
_لا بد وأنه جونغكوك وهو صغير لكنه لايحمل تلك الندبه بوجهه
تأملت ملامحه لفتره حتي انها وبدون وعي جلست علي الأرض لتتأمل صورته كانت هادئه رغم اضطراب مشاعرها مما رأته بالاعلي تنهيدة ثقيله غادرت فمها وحينما قررت ترك الصوره استوقفها شئ جعلها تعيد النظر للصورة مرة اخرى
ذلك المبني ذلك المكان ونفس الإسم توسعت عينيها بصدمه حتي ان شعر رأسها توقف من الفزع من ذلك الشئ الذي اكتشفته
_كنا نعيش سويا بنفس الملجأ.. جونغكوك كان هناك أيضا!
مالم تحسب حسابه هو تلك الدمعه التي نزلت بدون حساب منها وصرخة ترددت برأسها لطفل حينما اخترق سلاح حاد معدته ورؤيتها للدماء تخرج منه بغزاره حتي أنه فقد الوعي وحوله بركة من الدماء ولكنه قبل ان يفقد الوعي نطق باسمها بصوت مبحوح وهو يمد يديه تجاهها
أمسكت رأسها بصراخ وهي تقاوم ذلك المنظر البشع كانت تغمض عينيها وحينما رأت وجه ذلك الطفل فتحت مقلتيها المشتعلة تسلط وجهها للفراغ
كانت تحمل الصورة بين يديها وهي تصعد السلم لتصل للغرفه السريه تلك لتمسك كل الصور الخاصه بها تلقيها أرضا وتُخرب بعض تلك اللوحات المعلقة والخاصة بها
يد أمسكتها بقوة توقفها عما تفعل لتلتف بغضب حينما وجدته امامها
_مالذي تفعلينه هنا ألم أنهاك عن دخول تلك الغرفة؟
لن يوقف احد لافيرا عن لكمه الآن أو صفعه هي غاضبه وتشعر بالألم يحيط بها عند خافقها يسلب طاقتها المتبقيه
لكمة قوية صدرت منها علي وجهه وسرعان ما امسكت فكه تضغط عليه
_من تحسب نفسك لتفعل بي كل هذا ما اللعنه التي تخفيها عني أيها اللعين ما الماضي الذي يجمعنا سويا لا خروج من هنا بدون علمي وإلا قتلتك ياهذا
ابتلع جونغكوك بقوة وهو يعقد حاجبيه ثم نظر لها بخوف
_ماذا تقصدين أي ماضي؟
زاد حنقها منه وكذلك ضرباتها المتتاليه علي صدره
_لا تحاول التلاعب بي فأنا لست سهلة لئلا أكشف الاعيبك اخبرني ان كان هناك ماضٍ يجمعنا لم عليك اخفائه؟ مالذي تعنيه تلك الصورة هل كنت تعلم اننا نشئنا بذات الملجأ؟
وتلك الذكريات التي أكون بها لم هي ممتلئة بك انا لا افهم شيئا فلتخبرني وأرحني من كل تلك الأسرار جونغكوك
استنشقت ماء انفها وهي ترتجف
_توقف عن تعذيبي أنا أرجوك
لاحظ بعينيه ارتعاش يديها ليحاول تهدئتها وضمها إليه أقرب ليشعر بارتجاف جسدها ولكنه الآن لم يفعل شيئا سوى احكام يديه حول جسدها اقوي ليس إلا لإدراكه بما سيحصل عن قريب..
هي تستعيد ببطئ كل ذكرياتها وتلك الرجفه يعرفها جيدا فهو يعلم بها منذ طفولتها حينما تأثرت بذلك الإعتداء كانت تصرخ وهي طفله حينما تتذكر ما حصل له بسببها وجسده الذي تشوه غارقا بالدماء وعلامات الاعتداء الخاصه بها علي جسدها
أيقن ان شعور الضعف قد تملك منه حين سقط جسدها متشنجا بين يديه لتضم ركبتيها إلي صدرها وتلتف يداها حول ركبتيها بقوة كأنها خائفة علي جسدها
_لا لن اسمح لكِ بذلك لا تغيبي عن الوعي لافيرا أرجوك لا تغمضي عينيك لأجلي .. أنا أعتذر صغيرتي حسنا؟ أعدك ألا أتركك ثانية ... أفيقي إفتحي عيناك أنا آسف أعتذر لك حبيبتي أنا آسف لكوني سئ هكذا
كان يبعد قدميها عن صدرها ويقوم بالتمسيد علي جسدها في محاولة لفك تلك التشنجات ولكنها أبت أن تتجاوب معه تصرخ باكية بين يديه
_أبعده عني جونغكوك أبعده عني لا تدعه يلمس جسدي أرجوك لا تدع يداه تلمسني بتلك القذارة
كانت تتقلب بأرضها وهي تغمض عينيها بقوة كأنها رجعت تلك الطفلة الصغيرة الخائفه
وحينما اقترب ليحتضنها أبعدته بقوة عنها وهي ترجع بجسدها للخلف حتي ذلك الركن البعيد من الحائط
_لا تقترب مني لقد تركتني لقد ذهبت وتركتني وحدي كنت تعلم اني احتاجك لكنك ذهبت بأول فرصه لقد اتفقنا علي الهروب سويا لما تركتني بتلك الغرفه وحيده لم جونغكوك أنت أبشع شخص قابلته بحياتي اناأكرهك اكثر من أي شخص آخر
تلت تلك الكلمات شهقات قويه منها كانت كالسهام التي تغرز بقلبه ابتعدت اكثر تضم جسدها فاتجه لها علي عجل لتصرخ عليه أن يبتعد ولكنه لم يفعل كان يتمسك بها بقوة حتي غابت عن الوعي
حملها سريعا بين يديه وهو يحاول لم شتات نفسه لعله يستطيع أن يفعل.. يتمني أن يكون ما قد حصل بين يديه الآن كابوسا سيئا يزوره بمنامه ولكنها حقيقه أبت إلا أن تفجعه
flash back:
___________
كان جونغكوك ولافيرا بالحديقة الخلفيه للملجأ تحاول البحث عن الكنز الذي وجدت خريطته منذ خمس دقائق وهو يخبرها انها مجرد خريطة بلعبه وأنها لن تصل لشئ بنهاية الأمر لا يعلم كيف اقنعته من الأساس ان يشاركها يومها الخاص بها ولكنه استمتع رفقتها كثيرا لذا قرر التغاضي عن عقلها الصغير ليمر لقلبه ذلك الشعور اللطيف الذي يؤثر به معها
حينما تنهدت بغضب واستياء تنظر اليه ضربته علي صدره
_لم عليك ان تكون محقا بكل شئ جون
_ببساطة لأنك لا تستخدمين عقلك يا صغيره
_أنا لست صغيره ولا تلقبني بهذا اللقب ابدا
_إذا بماذا اناديك ياصغيره
نبست بانزعاج تكتف ذراعيها دون ان تنظر إليه
_يمكنك أن تناديني فراشتي سأكون فراشة جونغكوك ما رأيك؟
أمسكت يديه فابتسم يبعثر لها شعرها
_فراشتى المشاكسه
ظل كليهما يقضيان الوقت سويا حتى حل عليهما المساء ودعها جونغكوك وحالما ابتعدت عنه وجد حارس الملجأ ذاك يقف علي أبواب غرف الفتيات
نفسه الحارس الذي يخيفه كل ليله ويتجهز بالعده فقط ليُرِى جونغكوك ألوان العذاب المختلفة نفسه من يحبسه بغرفة مظلمة يملئها القوارض والحشرات من رسم خرائط العذاب علي جسده كل ليلة ذلك الحارس المريض يري متعته بالتعذيب وتعذيب جسد جونغكوك كان هوايته
لكن ما أثار استغراب جونغكوك ان ذلك المكان ليس مكان عمله مما جعله يتسائل عن وجوده هناك وحينما تسلل وراءه وجده يقف بالحمام الخاص بالفتيات وما افجع قلبه وجعله يوسع عينيه بقوة لافيرا التي تقف بزاوية الحائط تنظر للحارس مرتعبه
ولكنها حينما التفتت برأسها قليلا وجدت جونغكوك لتبكي بحرقة مرتعشه وهي تصرخ باسمه
التفت الحارس حتي وجده أمامه فابتسم بخفه وهو يشير له بالخروج لكن جونغكوك اتجه نحو لافيرا ليقوم الحارس بضربه بالحائط بقوة ليقع علي الأرض مغشيا عليه
صرخت لافيرا تتجه نحوه ولكن الحارس منعها يمسكها من كتفها
_سيدي لن افعل ذلك مرة اخرى ارجوك اعف عني لن احاول الهرب مرة اخرى أنا ارجوك اتركني لا تعاقبني
أمسك ذقنها برفق ويداه ترتعشان من فرط النشوة من بكائها فهو يتلذذ بذلك
_حسنا لن اعاقبك ياصغيره
التفت لجونغكوك الملقي علي الأرض ليرجع برأسه إليها
_يمكنه أيضا الرحيل بما أنك تخافين عليه ولكن بشرط أن تستمعي إلي
أومأت برأسها بقوة وهي تنتظر سماع ما يريده منها
حتي اقترب منها يتلمس كتفها العاري ويمسح علي شعرها بطريقة مقززة، نفرت من يديه وابتعدت يرتعش فكها ودموعها التي جفت بُدِّلت بغيرها جديده
ملامسات شنيعه من يده لجسدها جعلتها تصرخ ليضربها بقوة علي وجهها وحينما قرر الهجوم علي جسدها كان جونغكوك يضربه بزجاجة علي رأسه فتهشمت قطع الزجاج علي راس ذلك الحارس وكأن لا شئ يؤثر به استقام ليمسك قطعه من الزجاج وتلك الطفلة قابعه خلفهم بخوف
وصرخة لافيرا عمت الأرجاء حينما رأت الحارس يضرب قطعة الزجاج تحت عينيه لتري وجهه ينزف الدماء الغزيزة ملونا وجهه باللون الأحمر
بكاءها وعويلها جعل من ذلك المجرم يلتفت إليها بغرض ضربها وإكمال الإعتداء بوحشيه علي جسد يحمل مثل براءتها
كان علي الجهة الأخري جونغكوك يحاول ضرب الحارس بالحائط ليقع ذلك الحارس علي المرآة الكبيرة مسببا بعض الضجيج ومن غضبه الذي اعماه أمسك قطعة كبيرة من الزجاج ووضعها وبقوة في معدته حينما تأكد من انغماس الآلة الحادة داخله توجه للصغيره ناثرا قذارة يديه وشفاهه حتي أغشي عليها بين يديه
لحظات وإثر صوت الصراع الدامي الذي كان بعيدا عن المسئولين منعوه بآخر لحظه من هتك عرضها ولم يفعلوا ذلك لأجل الفتاة إطلاقا بل من أجل سمعة الملجأ كي لا تتلوث
وما اعنيه بذلك أنه حينما انتهت تلك الحادثه لم يُعاقَب الحارس علي فعلته
وأُلقيت لافيرا على سريرها باهمال، ولم يتلقي جونغكوك الرعاية الكافيه بعد شفاءه
ولكن جونغكوك حينما ذهب متسللا للافيرا وجد فتاة أخرى أمامه كانت ميته روحا وجسدا هذه ليست معالم فراشته التي قابلها منذ أيام
أصبح هناك نوبات صرع تأتيها كلما اقترب منها أو حاول التواصل معها كانت تصرخ وتهلوس ولكنه لم يكف عن احتضانها عانقته لمرة وعانقها أمام ذلك العناق الواحد ألف مرة
كان عناقه كافيا ليهدأ من روعها ليلة وراء ليله أصبحت متعلقه به مع بقاء تلك النوبات مستمرة
لكنها لن تدوم صحيح؟ لا بد وأن تشفي بيوم من الأيام أليس كذلك؟.. هذا ماكان يعتقده علي الأقل بالنسبة لطفل مثله لم يعلم أنه مستقبلا ستحتاج الكثير والكثير من عناقه لكنه لن يكون موجودا
…
حينما مرت الأيام كانت عائلة كيم امام الملجأ لتختار طفلا لها بعد إصرار الأم علي ذلك رغم وجود طفل معها ولقد وقع اختيار السيدة يونا علي الطفل جونغكوك كان معها طفل يدعي تايهيونغ كان يصغرجونغكوك بخمس سنين لكن تايهيونغ تعلق به وحينما انتهت الإجراءات لاخذه أمسك جونغكوك بيد السيده هو مغصوب علي الموافقه لأسباب منها ان الملجأ لن يسمح له بالإعتراض حتي لا يعاقب بوحشيه وثانيها انه لا يريد البقاء هنا
_سيدتي أريد أن أطلب منك طلبا
استمعت له باهتمام لاول كلمة تخرج منه لأجلها ولأول طلب يطلبه منها ولم يكن يبدو عليها الرفض
_هناك فتاة أريد أخذها معي لا ينبغي أن تبقي وحيده
ضحكت السيدة يونا بخفه
_هل تريد اخذ الملجأ كله معك لأنك ستشتاق إليه
خجل جونغكوك منها ومن طلبه لم يتعود أبدا أن تكون طلباته مجابه خاف أن تعاقبه ولكنها مسحت علي رأسه بلطف
_سأفكر بالموضوع وسنعود هنا قريبا لأجل تلك الفتاة ما رأيك
أومأ برأسه وهو سعيد لاجل ذلك لم يعلم انه حين يعود بعد أيام سيقابل حارس الملجأ ذاك ليخبره بنفسه وبكل سرور أنها فقدت بحادث مروري حينما حاولت الهرب
لم يكن جونغكوك وقتها يصدق ما قاله له ولكن المسؤلين بالملجأ اكدوا الأمر
رجع لبيته هو ووالدته الجديده للمنزل أقفل باب غرفته ممتنعا عن الطعام ولم تزد كوابيسه إلا سوءا لم يتواصل لوقت طويل مع أحد تقاطعت سبل العيش بالنسبة له بعدم تواجدها قربه لقد كانت بالنسبة له النهاية
نهاية حب جون لفراشته نهاية قصتهم سويا لقد كان الوداع، وداعهم الأخير
_______________
نهاية الفصل السادس عشر
أي سؤال يخص الروايه فلتتركه هنا
.
.
.
.
✨❤💋