حور الجناد

By HaboOoshy

16.5K 501 14

رواية سودانية بقلم شيماء الشريف More

1
2
3
4
5
6
7
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35

8

398 12 0
By HaboOoshy

الصباح بعد جهزت الشاي وغسلت العدة ...نضفت البيت كله ورتبته ..طلعت الملايات كلهم وفرشت وحدات غيرهم ...وبخرت الشقه كلها ...كان في شوية ملابس وسخانة على الملايات غسلتهم حتى مشيت عملت الفطور ...بعد فطرنا عمر دخل غرفته وجا طالع قال لي...

-شوفي الناقص ومحتاجة شنو عشان أجيبهم ليك من السوق ..

-تمام ..

كلمته بالنواقص وطلع ...اليوم شكله هيكون ضاغط شديد ...

بعد شوية جا وكان شايل أكياس كتيرة ...قلت هسي هأخلص متين وخصوصي انهم جايين بعد الصلاة ...

-استعجلي بالله ...عايز اي شي يكون جاهز في الزمن المناسب ...

-اااا ...جايين كتار ولا بساط عشان أحسب حساب اي شي ..

-أعملي أكل كتير على العموم ...واذا نقص ليك شي تعالي كلميني...

-طيب ..

طلع الصالة برا وانا بديت اطبخ ...كنت عاملة كم صنف وهو ولا مساعدة م جا ساعدني ...لما زمن الصلاة جا ..مشيت طلعت ليه جلابية وجهزت ليه كل ملحقاتها زي م أمي بتعمل لأبوي كل جمعة بالظبط..حتى رجعت المطبخ كملت باقي شغلي ..وكان لازم استعجل لانو وراي كتير ...عمر قبل يطلع المسجد جاني في المطبخ ..

-لسه م خلصتي .؟

-باقي شوية م كتير ..

-طيب سرعي..لما اجي راجع القاك خلصتي كل شي ...

م رديت عليه ...طلع المسجد ...وانا صليت الظهر وكان ماف زمن عشان أقرا سورة الكهف..ف شغلت التلفزيون وفتشت قناة القرآن الكريم ..لقيتها شغالة ...عليت الصوت للنهاية ودخلت المطبخ وكنت بقرا مع الشيخ سوا ...لحدي م خلصت وآخر شي عملت الحلى ...ولسه كنت بقرا ...عشان كل جمعة محافظة على قراءتها شبه حفظتها ...لما التفت عشان اطلع من المطبخ شايفة عمر متكل في الباب وبعاين لي ...خلعني لما نطيت ...

-بسم الله الرحمن الرحيم ..

-مالك شفتي شيطان ؟!

-لأا لكن م حسيت بيك لما جيت ..

-لانو صوت التلاوة عالي يا شيختنا ...

عاينت ليه وطلعت برا جا لاحقني وهو بسأل ...

-خلصتي خلاص .؟

-ايوة كل شي جاهز ..

-حتى العصير ؟

-ايوة ..

-تمام امشي غيري شكلك دا والبسي حاجة مناسبة لانو هتجي تسلمي عليهم بعدين ..

-طيب ..

دخلت غرفتي ومشيت غسلت شعري بالمرة واستحميت ...طلعت جففت شعري برا وسرحتو وحدة بس ...لبست فستان بيت سيمبل ومريح شوية ..ولبست طرحة ...مشيت المطبخ شيكت على كل شي ...جهزت كبابي العصير وم عارفة عددهم كم لانو م وراني ...

لما جو كنت في المطبخ وسامعة سلام برا ...بعد شوية جاني عمر وقال لي ..اطلعي سلمي عليهم ... فعلاً طلعت كانو م شوية ...ديل أصحاب عمر شكلهم وحريمهم معاهم ..ووحدين بأولادهم...مع اني بحب الاجتماعيات وم بخاف من الناس لكن ديل لما شفتهم أتوترت م عارفة ليه ...مشيت عليهم وابتسمت حتى سلمت عليهم ...ضيفتهم وكنت داخله لكن قالوا لي اقعدي خلينا نتونس ...عاينت لعمر هز لي راسو ...قعدت معاهم وكنت ساكته وبجاوب حسب السؤال ...لأول مرة احس نفسي إني م بعرف أتونس ...زمان كنت بدخل في الناس طوالي ووناسة ..لكن هسي م عارفة دا خوف من عمر ولا الحاصل شنو ... زوجة واحد منهم قالت لعمر ...

-مرتك مسكينه لكن ولا م متعوده على الناس يمكن...

-(ضحك)وقال ليها ....لانو انا مسكين برضو ...

رد عليه واحد من اصحابه...

-مسكين شنو والله انت دا عايز ليك وحدة شريرة تمشيك سير ...لكن يا حور اوعك تسكتي ليه الأخو دا..

-انت بتملى في مرتي يا سالم ولا الفهم شنو ؟

-(ضحك)اي يا جنابو عمر ..

وحدة من النسوان كانت كبيرة وأولادها كبار كدا قالت ..

-لكن صغيرة ي حليلها..

-انا ذاتي صغير يا نجاة ولا انتو مفتكرني قدركم ! ..

كلهم ضحكوا على كلام عمر ...استأذنت منهم عشان أجهز الأكل ...لانو شايفه عمر بعاين لي ساي...جهزت الصفرة وجيتهم ..عمر قال لي ..

-الأكل جاهز ..؟

-ايوة ..

-يلا يا شباب قومو الأكل ..

بدينا الأكل ..وكلهم كانوا بعلقوا عليه ...

-اصدموني وقولوا انو الأكل دا عملتو حور ..

-ايوة ..

-لا لا ياخ م بصدق ..

-والله امك داعية ليك يا عمر مع انك م تستاهل .

-بختك ياخ بالجد ..

-ما شاء الله تبارك الرحمن تسلم يدك ياخ الأكل رهيب ..

-رهيب شنو ..دا تحفه عديل ..

-لحقتي متين لما عملتي الاصناف دي كلها ..!!

لما خجلت من مدحهم لي ...م عرفت ارد بشنو كنت ببتسم بس ...وعمر الوضع نهائي م عاجبه ...شايفة واحد من اصحابه اسمو سالم تقريباً ...كان متابع نظرات عمر وكأنوا عارف بمعاملته لي ...

رجعوا مننا بعد المغرب ...بالله البيت كأنوا م النضيف المبخر الصباح داك ...الشفع جاطوا الشقة وقلبوها فوق تحت ...

-واقفة ليه !؟يلا ابدي رتبي المكان دا يا أستاذة ...

مستفز شديد ... أصلاً من غير م يتكلم كنت عايزة ارتب المكان ...لكن يموت في الاوامر ..

بديت أنضف وارتب لما حيلي إتهد ...العدة كانت كلها وسخانة ...لما خلصت من غسيلها قربت ازغرد ...انتهيت من الترتيب كلو ..كنت م شايفة قدامي من الارهاق ...صليت العشاء ونمت طوالي ...قلت الليلة لو جا قال عايز حاجة تانية لو يض*بحني م بعملها ليه ...والحمد لله انو م جا ...

اليوم التاني بعد عمر طلع كالعادة ماف موضوع...فتحت التلفزيون وقعدت أحضر في كرتون ...إندمجت شديد وم حسيت بالزمن لما شفت الساعة لقيت مواعيد الظهر جات .صليت ومشيت فطرت ...م كان في شي اعملو ..دخلت غرفة عمر وبقيت استكشف فيها ...لقيت مجموعة ملفات في واحد من الادراج...حب استطلاع مني خلاني أفتحهم وأشوف الفيهم ...كان كلام مبهم وكلو عن قضايا ومواضيع ...فجأة عيني وقعت على اسم ...جِناد ...اتذكرت انو أمس لما أصحاب عمر جونا سمعت الاسم دا إتذكر عندهم ...لكن م ركزت في الكلام الاتقال ...جذبني الاسم بس ...يعني حاجة فريدة ...قلت يا ربي دا منو ؟...الواضح انو شغال نفس شغل عمر ...لانو مكتوب الضابط جناد والقضايا الفي الملفات دي كلها حلاها هو تقريباً ...تاني م اهتميت بالموضوع ودخلت الفايلات في مكانهم بسرعة لانو سمعت صوت حركة في الباب ...طلعت برا كدا لقيت عمر داخل ...استغربت من جيته بدري ...وقلت كان لو إتخرت شوية في غرفتو كان هيلقاني ماسكة حاجاتو وم معروف يعمل فيني شنو ...

-خير ...مالك واقفة هنا ..؟

-ااا ...م ماف شي ..ساي بس ...

عاين لي تمام حتى دخل غرفته ...مشيت المطبخ جهزت كباية عصير وموية وشلتهم في صينية وديتهم ليه ...لقيت باب الغرفة قافل ...ندهت عليه جا فتحه وكان لابس بنطلون بس من غير تيشيرت...إتهجمت وقربت أرمي الصينية ...بحركة تلقائية غمضت عيوني ولفت راسي إتجاه تاني ...

-مالك ...في شنو .!

-ليه م لابس تيشيرت ؟

-نعم ..؟!

-لا لا قصدي هاك العصير ..

مسك من الصينية وانا بسرعة دخلت غرفتي ...قعدت شوية وانا متوترة من الحصل م عارفة ليه !...تاني قلت هسي في داعي للعوارة العملتها دي..؟! وهو كمان م يحترم نفسه ويلبس ملابسه م عارف انو معاه بت في البيت دا ولا مفتكر نفسه عايش براه !! ...

كنت بقول في الكلام دا بصوت عالي وانا م منتبهة وكمان باب الغرفة فاتح جاني صوته وهو بقول ...

-أعتقد انو البت دي مرتي وم جايبها من الشارع .

إلتفت عليه بسرعة وانا مصدومة انو سمعني ومتين جا ...كان جاي علي إتوترت شديد ورجعت منه لورا وهو كل م ليه بقرب علي ومركز نظره علي ...خفت منه شديد ..لما وصلت آخر الحيطة هو كان مقرب لي شديد ..

-ع عمرر أبعد إنت بتعمل في شنو ؟

-أبعد ليه ..؟

-بعد ياخ م صح كدا ...

-م صح ؟!! ..على فكرة انا م ناسي حقي الشرعي لكن إنتي لسه صغيرة أعتقد...

نزل راسه لمستواي وقرب وجهو من وجهي شديد وقتها انا حسيت قلبي هيقيف ورجولي حسيتها م شايلاني ...همس جنب إذني ..

-مع انو جس*مك مغري لكن م داخلة مزاجي ..

باسني في خدي وطلع ...لما قفل الباب وراه حتى قدرت اتنفس بصورة طبيعة... وكنت بحاول استوعب في الحصل قبل شوية ...كنت ماسكة خدي بيدي وبتحسس فيه...مشاعري كانت مختلطة بين توتر وخجل وخوف ولخبطة شديدة ...عمر تصرفاته تحير وفيها تناقض عجيب ...مواعيد الغداء جات ..وكنت خجلانة منه وم عايزة اطلع واشوفه ...إلا هو سبق أفكاري وضرب لي الباب ...فتحته وانا بعاين للأرض..

-اطلعي جهزي الغداء ...

هزيت ليه راسي بس ومشيت المطبخ ...كان باقي أكل العزومه الأمس ..سخنته وطلعتو ليه ...

-ماشة وين م عايزة تاكلي ..

-آآ ..لا لا م عايزة أقصد م جيعانة ...فطرت قبل شوية ...

-طيب جهزي شنطتك وتعالي جهزي حقتي برضو لانو بكرة هنرحل للشقة الفي بيتنا ...

-تمام ..

مشيت الغرفة وانا بقول انا ليه متوترة منو كدا مع اني م عملت شي هو براه جاني ...هسي تلقاه بضحك علي وبقول عان العويرة دي ...تاني مسكت خدي وانا بتذكر في الموقف داك ...قلت بالله يا حور بطلي أوهام وشوفي شغلك بوين ...

رتبت ملابسي وستفتهم كلهم في الشنطة .. أصلاً أغلبهم م طلعتهم من شنطتهم ...إتأكدت إني دخلت كل شي ...بعدها مشيت غرفته وانا بدعي انو م يكون موجود فيها ..من دخلت لقيته قاعد في الكنبة وشغال في لابتوبه كالعادة ...

-احممم..

-ملابسي في الدولاب ...م تدخليهم كلهم ..دخلي بس حقات الضلفة التانية دي وباقي حاجاتي خليهم انا بدخل الشايله معاي بس ...والشنطة فوق الدولاب ..

-م بلحق ..

عاين لي بس وجا نزلها لي ...

بديت ارتب ليه في ملابسه وانا متوترة من نظراته الكل شوية بتفحصني بيها ...وكل دقيقة يعلق ...دا م تختيه كدا ودا طبقيه كويس ودا م شايله معاي...قلت هي الشقة دي حقته ولاشنو لما معظم حاجاته مخليها هنا ...بعد سلة روح حتى خلصت ليه ...وبعد داك قال عايز شاي ...جهزته ليه ومشيت نمت من عدم الموضوع...وقلت الحمد لله انو هنمشي هناك ..على الاقل في ناس هأتونس معاهم وماف ملل .. وممكن برضو أقدر أهرب لبيتنا من الجحيم المعيشني فيه دا...

نمت وانا كلي أمل ...

يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

24.2K 246 16
رواية رومانسية سودانية .. عندما يكون للقدر كلمة أخرى بقلم مصطفى ماكس
974K 94.9K 31
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
132K 1.4K 40
رواية سودانية بقلم Rawaa Osman
15.9K 396 32
روايه سودانيه بقلم إيناس آدم، ننس تمدين... وخز دبابيس جزء لانك تعنيني