من اجلك الف مره

By Nadezhda_7

3.1K 79 13

لانه انت ، اعدت ترتيب كل الاشياء ، لابدأ بك ، انت اولًا More

🌿
🌿
البدايه
حياه هادئة !
ثلاثة مشاغبون
من هو ؟
طعام مجاني !
علاقة الاخوه
زائر مفاجئ
كبرياء
تنبيه

لحظاتنا الثمينه معًا

21 3 1
By Nadezhda_7


**

" قد يستطيع احدهم بمجرد تواجده أن يُنقذك "


**

الخريف 🍁

(( بعد مرور 7 اعوام ))

كانت تركض بسرعه وهي تسمع نبضات قلبها تخترق اذنيها ، تشعر بالخوف يبدو لها ان هناك من يلاحقها ، لا تعرف اي اتجاه تسلك ، فهي لا تميز الاتجاهات ، لان الارض مستويه تغطيها الاعشاب الرطبه فقط ، ارادت التوقف بشده قدميها اصبحت تؤلمها ، ولكنها لم تستطع كان الادرينالين عاليًا ، فظلت تركض بلا توقف ، شعرت ان احدهم ينطق اسمها من بعيد
- شاهيناز

تعثرت على حين غره وسقطت ارضًا ، اتسعت عيونها وهي تفكر عن احتمال اقتراب ذلك الذي يلاحقها الان ، فحاولت السيطره على انفاسها السريعه وحركت رأسها بتوجس تنظر خلفها ، ولكنها لم تجد احد
سمعت ذلك الصوت البعيد مره اخرى يقول بسخريه
- لم يكن هناك احد يركض خلفك منذ البدايه ، لا احد

ظلت تكرر اخر عباره وصوت الضحكات الساخره يتعالى من المجهول

رن المنبه

فاستيقظت وهي تتنفس بصعوبه ، نفس الكابوس مره اخرى !

وضعت يديها على جبهتها تفركها باصابعها ومازال النعاس لم يغادر جفنيها
سمعت اصواتًا في الخارج ، فنظرت للساعه التي كانت تشير للسادسه صباحًا ونهضت من على السرير وخرجت من الغرفه
سمعت صوت مناقرة نوح و هيلين المعتاده فعقدت حاجبيها ، وقالت وهي تتوجه نحو كوب الماء الموضوع على طاوله الطعام
- هل استيقظتم وحدكم اليوم ايضاً

جاءها صوت نوح الصادر من المطبخ وهو يقول عاليًا
- امي لم نَعد اطفالًا ، انا في الثامنة عشر من عمري الان ، سوف ادخل الجامعه قريبًا

قلبت شاهيناز عيونها وهي تهمس لنفسها
- مازالت طفلاً بعد

خرجت زارا من الغرفه وهي تعقد شعرها الكثيف ذيل حصان ، ثم توجهت نحو شاهيناز وقبلتها من وجنتها وهي تقول بابتسامه
- صباح الخير ماما. ، قررنا تحضير الفطور يوم

كادت شاهيناز ان تتحدث ولكن زارا قاطعتها
- ايضًا لا تقلقي لقد اعتنيت بالنباتات ، كل ما عليكي فعله هو تناول الطعام والذهاب الى العمل مثل سيدات الاعمال

انهت جملتها وهي تغمز لها ثم التقطت تفاحه وقطمتها وتوجهت نحو المطبخ
ولكنها ما ان دخلت حتى سعلت من الدخان المتصاعد بكثره فهمهمت وقد اتسعت عينيها
- هل حرقتم الطعام ؟!

ابتسمت هيلين وقالت بفخر
- لا تقولي هذا  ، لقد حرقت الخبز فقط ، لكن الطعام بخير

كشرت زارا بشفتيها عابسة وقالت وهي تعقد يديها امام صدرها
- الخبز هو اهم شيئ

- لقد وليتها فقط مسؤولية الخبز وانظري لم تفلح حتى بهذا

قالها نوح وهو يقلب البيض بسخريه ، فلكزته هيلين في كتفه بحنق
بينما سحبتها زارا لينقلوا الطعام على المائده

وعندما انتهوا جلس الجميع بحماس ليتناولوا الفطور ، ولكنهم توقفوا عندما لاحظوا نظرات والدتهم الموجهه نحوهم ، فقال نوح وهو يرفع يديه
- انا غسلت يدي

نظرت كلا من زارا وهيلين لبعضهم البعض ثم قاموا بتنهيدة يائسه وتوجهوا نحو المرحاض ، بينما حرك نوح رأسه وقال
- لا عليك امي ، لم يكبروا بعد

ردت بتنهيده
- هذا ما يقلقني اصلًا

انتهت الفتيات وعادوا لطاولة الطعام ، فنظرت شاهيناز نحو ابنتها تراقب مظهرها الذي يشبه ستايل البوب الامريكي او شيئ من هذا القبيل ، بنطال جينز واسع و تيشيرت قصير قليلاً بنصف كم وعليها الكثير من الرسومات والشخصيات الغير معروفه ، وشعر كيرلي ربطته بطريقه عشوائيه وانسدلت منه عدة خصل ثائره على وجهها

- ماهذا هيلين ؟ ... لماذا لم تمشطي شعرك جيدًا ؟

حاولت زارا كتم ضحكاتها بينما قلبت هيلين عيونها بضيق و لكزتها في قدميها اسفل الطاوله ثم قالت باعتراض
- ماما ، اولاً لا تناديني بذلك الاسم ، ادعى "هالي" اخبرتك الف مره

ثم وضعت يديها تلمس شعرها بفخر وقالت بابتسامه
- وهذا يدعى شعر كيرلي ، كيرلي ، اتعرفين ان الكثير من زملائي يموتون عليه و يريدون معرفة هذا السر

نظرت شاهيناز بعدم فهم وقالت وهي ترتشف من كوب الماء
- سر ماذا لا افهم

اشارت هيلين لخصلة شعرها وقالت بانفعال
- سر جعله كيرلي هكذا ماما ، وايضا ثابت لفتره طويله ، الامر ليس سهلًا انه يأخذ الكثير من الوقت

وضعت شاهيناز كوب الماء جانبًا وقالت بجديه وهي تعقد يديها
- هيلين ، وهل لهذا السبب انتي مشغوله جدًا عن مذاكرة دروسك ؟

تأففت هيلين بحنق وقالت وهي تترك الشطيره من يديها
- هاااالي ، ادعى هالي اوووف

ثم قامت من على الطاوله وتوجهت نحو غرفتها التي اصبحت تتشاركها مع زارا فقط ، بينما نوح قد انتقل لتلك الغرفة الصغيره في المدخل التي كانت تستخدم للتخزين .

اغلقت شاهيناز عينيها بحنق من اسلوب ابنتها الحاد ومزاجها المتقلب ، انها غير راضيه ابدًا عن شخصيتها المتهورة تلك  ، بينما قالت زارا بتنهيده وهي تترجل من مقعدها هي الاخرى
- امي سوف اراها ، لا تقلقي

ثم توجهت هي الاخرى نحو الغرفه ، بينما نظرت شاهيناز لـ نوح وقالت بجديه
- نوح حاول ان تهتم بها قليلًا ، درجاتها سيئه جدًا ، انها لا تهتم ابدًا بالدراسه

رطبت شفتيها ثم تابعت بنظرات ذات معنى
- انت تُعير زارا الكثير من الاهتمام وبالفعل درجاتها قد تحسنت ، لماذا لا تفعل الامر نفسه مع اختك

ابتلع نوح ريقه وهو يتمعن كل حرف قالته ، قبل 7 اعوام لم يكن ليهتم يكيفية اختيار امه للكلمات بعناية ، و لم يكن ليستشف بسهوله المعنى الغامض وراءه  ، ولكن منذ 7 اعوام وهو يراقب كل حرف وكل نظره ، وكم وجد اختلافًا واضحًا ومثيرًا للتعجب ، لم يرى خلالهم والدته تعامل زارا بحب ابدًا كانت تعاملها جيدًا فحسب كما تعامل احد الجارات او زبائنها في المتجر ، كان يتسائل هل كانت تفعل ذلك من قبل ايضًا ! ، هل زارا تدرك الامر او تشعر بالظلم ! ، ماذا لو اكتشفت زارا الحقيقه ؟ هل ستتركهم ؟! هل سترحل ؟!
كان الامر يرعبه كثيرًا ، يتذكر كم كانت الايام بعد ذلك اليوم عندما اكتشف الحقيقه كالكابوس بالنسبه له  ، وكم حبس نفسه وظل يبكي بالساعات حينئذ ، حتى ان امه ظنت انه مريض واخذته للطبيب عدة مرات ، وكان يطيعها فحسب ويذهب معها ، فقد كان ذلك تبريرًا جيدًا حتى لا تكتشف علته الحقيقيه !
وكان العم رافي ربما هو الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يكشف له عن افكاره ويترك قناعه المزيف ويفصح له عن مكنونات قلبه ، وقد كان له بالفعل خير رفيق ، وتطورت علاقتهم كثيرًا خلال تلك السنوات ، والان هو يحاول ان يبذل قصارى جهده من اجل عائلته  ، من اجل ان يبقوا سويًا يد بيد دائمًا

- نوح ، هل انت بخير انا اتحدث معك

- هه نعم امي !

فركت شاهيناز رأسها وقالت بحنق
- مابك انت ايضاً ، اصبح عقلك مشغولًا جدًا ؟

شهقت وضيقت عينيها وقالت بلكنه محذره
- لا تخبرني انك تفعل مثل ما يفعل اولئك الاشقياء ، هل تذهب لتلك الغرف الخاصه بألعاب الفيديو والاشياء عديمة الفائده ؟؟

في تلك الاثناء خرجت الفتيات من الغرفه بعد ان انهوا ارتداء زيهم المدرسي ، فقالت هيلين بسخريه  بعد ان سمعت اتهامات والدتها لنوح
- امي ارجوك كُفي عن لعب دور المحققين

ثم اشارت لنوح وتابعت
- ثم هل هذا منظر شخص يذهب الى تلك الاماكن

نظر لها نوح ورفع حاجبيه وقال على مضض
- لا افهم ، ماذا تقصدين

ضحكت هيلين
- عزيزي الا ترى نفسك كم ان مظهرك المجتهد جدًا سيجعل المساكين هناك يظنون انك قد جئت للإبلاغ عنهم ، سيهرب الطلاب  ، وسيغلق السنتر للأبد

لكزتها زارا وقالت محذره
- هالي اصمتي منذ الصباح وانت تثرثرين حقًا

بينما ضغط نوح على شفتيه محاولًا عدم فقدان صبره وعدل وضع نظارته الطبيه على وجهه ثم وقف وهو يقول بعدم اهتمام
- لا اهتم ، ولكن من المثير للشفقه انك اصبحت سطحيه وكل ما يلفت نظرك هو المظاهر الفارغه

اجابته وهي تبتسم بثقه
-  نحن في عصر الموضه والمظهر الخارجي بعد كل شيئ

ضربت شاهيناز بيديها على الطاوله وهي تقول بحنق
- كفى اصمتوا

ثم اشارت لهم بيديها
- والان هيا الى الخارج

تنهدوا وحملوا حقائبهم المدرسيه وتوجهوا للخارج وهم يرمون بعضهم البعض بكلمات هامسه غير مفهومه !

______________________________

بعد القليل من الساعات

خرجت شاهيناز من متجرها بعد ان اغلقته وتوجهت تعبر الطريق نحو المطعم المقابل ... وعندما دلفت اليه تشنجت ملامحها بسبب الضوضاء والصخب الذي يعم المكان ... لم يكن هناك مقعد واحد فارغًا على الرغم من التوسعة التي قد فعلها رافي  للمطعم منذ ٣ سنوات مضت .. نظرت حولها تمشط المكان بحثًا عنه ، حتى باغتها صوته من خلفها
- هل تبحثين عني ؟

التفتت نحوه وقالت بهدوء
- كنت اود شرب كوب شاي الكرك ولكن يبدو ان المكان لا يتحمل زائرًا إضافيًا

ابتسم ابتسامة جانبيه خفيفة وقال لها مشيرًا نحو المطبخ الرئيسي
- تعالي

هزت رأسها بعدم فهم وابتسمت هي الاخرى ولكنها توجهت خلفه على اي حال

كانت السيده مارين وعدة سيدات اخريات يجلسون على احد الطاولات ، يشربون الشاي ويأكلون الفطائر الساخنة او كما يقال خبز " الباراتا " ، ويتبادلون اطراف الحديث عن اخر اخبار تمر بها البلدة الان ، واذا مررت فقط بجانب طاولتهم قد تلتقط اذنك كم خبرًا مجانيًا عن احوال بعض الجيران
حركت تلك العجوز الممتلئه ذات الشعر الرمادي القصير " السيده مارين " نظرتها الطبيه بعد ان تابعت بعيونها شاهيناز ورافي وهم يدلفون لغرفة تحضير الطعام الخاصة بالمطعم ، ثم قالت وهي تهز رأسها بتفكير
- هل يعقل ؟

قالت السيده الاخرى بجانبها وهي تضع قطعه من الفطيره في فمها
- لا شيئ يعقل هنا عزيزتي ، الاحوال تطورت في هذه البلده واصبح الجميع يفعلون اشياء عجيبه ، واذا سألتهم يتفوهون بأشياء عن التطور والوعي واننا في عصر الانفتاح والتقدم

حركت رأسها بعدم تصديق وهي تمد يديها نحو كوب الشاي
- هل اصبح المسنين امثالنا مجانين الان ، قديمًا كنّا نحترم كبار السن وكانوا هم مصدر الرأي الصائب والحكمه

قالت السيده المقابله لها والتي كانت ترتدي قبعه انيقه تُخفي داخلها شعرها
- لا عزيزتي رابيه تكلمي عن نفسك انا لست مُسنه بعد

ضحكت رابيه
- كم عمر حفيدتك يا مرجان ، انها ستذهب الى الجامعه العام المقبل ، قال لستي مسنه قال

عبس وجه مرجان وقالت بضيق
- لا تذكريني ، يا الهي

قاطعتهم مارين بانزعاج ومازلت نظراتها معلقه بالباب الذي اختفى خلفه كلاً من شاهيناز ورافي
- اصمتوا قليلًا ، لقد اصابني الصداع !


"في الداخل "

كانت شاهيناز تجلس على مقعد في زاوية المطبخ وعلى الرغم من الاصوات المزعجه التي اصدرها العاملون وهم ينقلون الطعام على الاطباق بحركات سريعه الا انها تنهدت ونظرت اليه بعد ان احضر لها كالمعتاد كوب شاي الكرك وعلى وجهه ابتسامه هادئه اضافت له وقارًا وجاذبيه خصوصًا مع خصلات الشعر البيضاء التي بدأت تظهر مؤخرًا بين خصلات شعره الاسود الكثيف وذقنه المنمقه

- اسفه اعرف انك مشغول اليوم كثيرًا ، ولكن آ..

صمتت وهي تحضن الكوب الدافئ بين يديها وقالت بقلق
- اصبحت اشعر بالقلق كثيرًا مؤخرًا

نظر لها وقال متسائلا
- لماذا ؟

وضعت الكوب جانبًا وقالت بسرعه
- الاطفال انهم نوعًا ما آ..

قاطعها
- لم يعودوا اطفالًا ؟

تنهدت
- نعم

ثم نظرت له عن كثب وقالت
- اعرف ان نوح يقضي معك الكثير من الوقت ، هل يقول شيئًا ؟

نظر لها بعدم فهم
- مثل ماذا ؟

- نوح ذلك الولد انه مهذب جدًا ، ولا يفصح لي عن ما بداخله ، انه يعتني بإخوته ويحترمني كثيرًا حقًا ومنذ صغره وهو يأتي الي حتى في يوم التسوق ليحمل معي الحقائب حتى لا احملها وحدي

ثم ضيقت عيونها وتابعت بعدم فهم
- ولكن مؤخرًا اصبح يعود متأخرًا الى المنزل ، اشعر بالباب وهو يحاول غلقه على مهل حتى لا اشعر ، واصبح شاردًا بعض الشيئ ، لا افهم ما به ، لا اعرف كيف اتعامل معه

رفع رافي حاجبيه ثم قال متنحنحًا وهو يقول نافيًا بقلق
- لا لا ، انه فقط آآ ... في .. كما تعرفين .. فترة مراهقه

ثم انهى جملته بابتسامه بلهاء اثارت قلق شاهيناز اكثر
- لا تقلقي

ضيقت عيونها تحاول سبر اغواره ، ذلك الرجل فاشل في الكذب امامها بطريقه واضحه جدًا ، هل يعتقد انها ستصدقه ببساطه !
وقفت وقالت بنبره جاده وحازمه
- رافي ، راجع نفسك وتعالى الي ستجدني حيث اكون دائمًا ، في الجهه المقابله !

ثم توجهت للخارج بخطوات غاضبه ، بينما حبس هو انفاسه وهو يراقبها زافرًا بقلة حيله ثم تسائل مقطبًا حاجبيه
- يالهي هل هذه المرأه تقرأ الافكار ، ام انا كاذب رديئ !!

وقف من مكانه وقال وهو يعدل ملابسه ليتعد لمتابعة عمله وهو يهز رأسه بسخط
- اه نوح ، تضعني دائمًا تحت مخالب والدتك دون رحمه

_____________________________

" في مدرسة نُخبة شيروان الثانوية "

كانت هذه المدرسة تقع على اطراف البلده ، وكانت ملك للعمدة  شخصيًا ، بنيت مؤخرًا على الطراز الغربي واهتم بها العمده حتى صارت بالنسبة لسكان بلدة شيروان  مدرسة رفيعة المستوى و للأغنياء فقط  ، وبالنسبه لسكان بلدة شيروان كان الاغنياء هم اولئك الذين يملكون رأس عمل و دخل ثابت

"في وقت استراحة الغداء وممارسة الالعاب الرياضية "
وبالطبع هذه كانت ميزه اخرى تقدمها هذه الثانوية للترفيه عن طلابها على عكس الثانويه الاخرى القديمه الواقعه داخل البلده

كانت كلًا من زارا وهيلين يجلسون على احد المقاعد حول الملعب الخاص بكرة السلة ، منتظرين بدء مباراة اليوم ، فتحت هيلين حقيبتها و اخرجت احمر الشفاه الخاص بها و لونت به شفتيها وهي تنظر الى المرآه الصغيره في يدها الاخرى ، ثم ابتسمت بثقه وهي تعدل من خصلات شعرها وقالت وهي تنظر الى زارا التي كانت مشغوله بقراءة احدى الروايات
- ما رأيك ، هل ابدو مذهله ؟

اومأت زارا بعد ان نظرت لها نظره سريعه
- نعم انتي كذلك

ابتسمت برضا ثم نظرت نحو الباب بترقب ثم للكتاب في يد زارا وقالت بملل
- زوزو كفى روايات ممله

ثم مدت اليها احمر الشفاه وقالت
- هيا ضعي قليلاً من هذا ، لعل فتى وسيم يقع في حبك

نظرت لها زارا نظره حانقه ، فتأففت هيلين وهي تقول
- حسنًا اسفه لانني اريدك ان تعيشي تلك الروايات على الارض الواقع ، ما فائدة قراءة تلك الاشياء دون تجربتها ؟

- هالي اصمتي

نظرت هالي امامها بامتعاض ، ولكن سرعان ما اختفى وهي تقف بحماس بعد ان دلف عدة فتيان الى الصاله الرياضيه
- لقد وصل اخيرًا

نظرت زارا نحو ما تنظر اليه هيلين ، فتى وسيم فارع الطول ذو بنيه نحيفه ولكن عضليه نوعًا ما ، وخصلات شعر ذهبيه ، و نظرات واثقه ، وكأنه يعرف قدره جيدًا ، ولما لا فهو ابن العمدة شخصيًا ! ، وقف في منتصف القاعه وحوله اصدقاءه ، وكانت نظرات الفتيات المعجبه التي لم يبذلوا اي مجهود لإخفاءها واضحه وضوح الشمس

قلبت زارا عيونها ونظرت للكتاب في يديها مره اخرى ، بينما تحركت هيلين وهي تقول بابتسامه
- سأذهب واحضر مشروبًا

ذهبت هيلين وبعد ثوان وجدت نوح يجلس بجانبها وقد ارجع رأسه للخلف يسندها على المقعد واغلق عينيه

نظرت له بقلق وقالت
- ما بك ، هل انت مريض ؟

اجابها دون ان يتحرك وهو مازال مغمض العينين
- لا ، فقط لم انم جيدًا بالامس

اغلقت زارا الكتاب واعتدلت بجسدها نحوه ، وضعت يديها في خصلات شعره الكثيف تربت عليه بحنان وقالت بتفهم
- اخي اعرف انك تقوم ببعض الاشياء وتعود متأخرًا ، ولا اريد ان أصر على معرفتها بما انك لم تخبرني من تلقاء نفسك ، ولكن بدء الامر لا يعجبني الان ، انت في حاله مزريه ، وحتى ان درجاتك اصبحت ليست كما في السابق

صمتت قليلًا ثم تابعت
- هل لي ان اعرف ما هو الامر الذي في مقابله تضحي بنفسك وبدرجاتك ؟

فتح نوح عيونه المجهده ونظر اليها ، يود لو يخبرها بكل شيئ ، بما يؤرقه ، ويرهق عقله ، ولكن لا يملك الجرأة للأعتراف بالامر بينه وبين نفسه ، فكيف سيواجهها ؟

- كل شيئ بخير ، لا تقلقي

ابعدت يديها عنه وقالت بنظره يائسه
- اتعرف ، اكره ان نخفي الامور عن بعضنا البعض ، لا احب ان يكون بيننا اسرار ، نحن عائله اتذكر، اذا شعرت بالضعف او ارهقتك الحياه فإن ذلك يؤلمنا ايضًا ويجب ان نواجه هذه الحياه المرهقه معًا لتكون اقل ثقلاً ، ولانك لست وحدك نوح ، نحن هنا معك دائمًا .

إبتسم ابتسامه شاحبه وقال وهو يربت على يديها
- اعرف

تنهد وامسك وجنتيها بخفه وهو يقول مازحًا
- متى اصبحتي ناضجه هكذا ها ؟

ثم نظر الى الكتاب بيديها متجاهلا محاولتها للتحرر من يديه التي تقبض على وجنتيها
- هل الروايات الرومانسيه تجعل المرء ناضجًا

ضربته بخفه في صدره فابتعد عنها وهو يقهقه بينما قالت هي
- اذا اردت ان تعرف فجرب ، قد اسمح لك باستعارة احد كتبي

- افضل ان تحكيهم لي ، ليس معي وقت لقراءة الكتاب باكمله

وضع يديه خلف عنقه ليستند عليهم وهو يعود للوراء ولكنه ما لبث ان عاد مره اخرى حيث كان عندما وقعت عينيه على هيلين الواقفه تتملق الشاب الطويل الاشقر ، فوقف وهو يقول بحنق
- يا الهي هذه الفتاه ! انظري اليها كيف تتصرف مثل الاطفال

مشط بيديه خصلات شعره للوراء بغضب وتابع يتفرسهم بنظراته المشتعله
- وذلك المغرور يعجبه الوضع كثيرًا ، انا سأريه كيف ينظر الى اختي جيدًا

وبالفعل تحرك نوح بخطوات سريعه ينوي الانقضاض عليه، فركضت زارا خلفه لتحاول ايقافه ، ولكنه كان اسرع ، وقف امامهم بنظرات مشتعله وهو يقول بنفاذ صبر
- هيلين تعالي هنا

احمرت وجنات هيلين وهي تنظر اليه بدهشه فقد باغتها على حين غره ولكنها اجابته باستياء
- نوح ماذا تريد ؟

نظر نوح للفتى الذي كشفت شفتيه عن ابتسامه ساخره وهو يراقبه ثم قال بصوت هادئ مستفز
- اوه لقد جاء الاخ الكبير ، هالي عزيزتي كلمي اخوك جيدا

حركت هيلين عيونها بضيق ، بينما نظر الاخر الى نوح وقال بتهكم
- اسمع اختك ليس لها علاقه بمنافستنا في الملعب ، الان نحن خارج الملعب لذلك نحن فقط ندردش

ثم وضع يديه على كتف نوح وتابع
- لا تكن صعب الارضاء come on man

ضيق نوح عينيه مشمئزًا منه ومن دمجة للغات معًا بطريقه من المفترض ان تكون cool كما يسمونها ولكنها بالنسبه اليه كانت كافيه ليلكمه لكمه على وجهه ليسقط ارضاً

شهقت زارا وضمت يديها الى صدرها وهي تقول بعدم تصديق
- يا الهي !!

ثم لحظات واقترب الجميع بفضول وعمت الجلبه المكان !

يتبع ......

التفاعل = اكمال باقي الفصول ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

540K 29.1K 19
𝐒𝐡𝐢𝐯𝐚𝐧𝐲𝐚 𝐑𝐚𝐣𝐩𝐮𝐭 𝐱 𝐑𝐮𝐝𝐫𝐚𝐤𝐬𝐡 𝐑𝐚𝐣𝐩𝐮𝐭 ~By 𝐊𝐚𝐣𝐮ꨄ︎...
3.7M 156K 62
The story of Abeer Singh Rathore and Chandni Sharma continue.............. when Destiny bond two strangers in holy bond accidentally ❣️ Cover credit...
602K 43.8K 34
"Why the fuck you let him touch you!!!"he growled while punching the wall behind me 'I am so scared right now what if he hit me like my father did to...
1.2M 30.6K 46
When young Diovanna is framed for something she didn't do and is sent off to a "boarding school" she feels abandoned and betrayed. But one thing was...