المنبوذ

By A-DEERA

2.4K 203 498

هذا العالم ليس مكانًا جيدًا لأمثالِه، فمصاصُ دماءٍ منفيٍ مثلِه يمقُت رؤية مَن حَولِه سُعداء. لم يَزُر الحُب ق... More

١| شهابٌ ساقط
٢| مُستذئب
٣| صديقة السوء
٤| وطن
٥| شعور الحب
٦| إنكسار
٨| كسر اللعنة [ النهاية ]

٧| تسجيل صوتي

159 18 0
By A-DEERA

___

بدأ السباق، وقد كُنت أقوم بعملي وهو تصوير المُتسابقين بدقة وعلى أكمل وجه.

كان المكان حيثُ نقوم بالتصوير وعِرًا للغاية، فالجبل الذي يتسلقه المتسابقون كان على حافة الغابة.

حيثُ تُحيط به الأشجار من جميع الجهات، مما يصعب علينا نحنُ المصورين إلتقاط المشهد للمُتسابقين بصورة واضحة.

إضطر إيفين قائد الطائرة وصديقى كذلك الهبوط بالطائرة إلى أقرب مكان أستطيع من خلاله تصوير مشهد أفضل.

وبنفس الوقت كان يحاول تجنُب الإصطدام بأيًا من تلك الأشجار العالية داخل الغابة.

كان إرتفاع الأشجار عاليًا للغاية مما منعني من أخذ مشاهد واضحة للمُتسابق المسؤولة عنه، وذلك سيؤدي لحدوث مشاكل في العمل مع رئيسي.

فقررتُ النزول من الطائرة والتصوير بوضعية مُعلَّقَة أفضل من أن يتم الخصم من راتبي لمُشكلة ليس لي ذنب فيها.

" هل أنتِ مُتأكدة من فعل ذلك الأمر مادونَّا؟ الأشجار كثيفة بالأسفل والوضع خطِر للغاية "

" توقف عن إخافتي إيفين، فأنا من الأساس لا أُحب ذلك العمل اللعين، ولكن ويليام الحقير سيقوم بخصم مُرتباتِنا إن لم يحصُل على المشهد الأفضل للمُتسابق، وأنا لا أُريد أن يتم الخصم من راتبي "

" ولا أنا، حسناً مادو إنتبهي على ذاتك يا فتاة، وأنا سأقوم بالإمساك بالحبل ومُراقبته من هُنا كي لا تحدُث أي أخطاء معكِ بالأسفل "

" لكِ ذلك يا صديقة السوء خاصتي "

قامت كريس بربط الحبل حول خصرى مع تثبيته جيدًا بالسُلم الخاص بالطائرة.

وكذلك قامت بربطه بأحد كراسي الطائرة المُثبت بالأعلى للحفاظ على أعلى درجة من الأمان.

أنزلتُ السُلم الخاص بالطائرة بكُل حذر، ولا أُخبركم كم وددتُ العودة إلى المنزل أو تقديم إستقالتي ومُغادرة ذلك العمل الذي سيُصيبنى بنوبة قلبية يومًا ما.

حاول إيفين الهبوط بالطائرة قدر الإمكان، ولسوء الحظ لم ينتبه لتلك الشجرة العالية التي كُنت على وشك الإرتطام به.

خرجت صرخة من ثغري بمُجرد أن وجدت ذاتي على حافة السقوط، وقد إرتطم الجزء السُفلي من الطائرة بقمة تلك الشجرة مما أدى إلى إختلال توازن الطائرة.

كُنتُ أُجاهد للتمسُك بالسُلم بالأسفل قدر الإمكان، ولكن حركة الطائرة الغير مُتزنة بجانب كاميرا التسجيل التي كنت أحملها بيدي قد جعلا الأمر صعبًا للغاية.

سقطت الكاميرا من يدي، وقد علمت بأنَّ اليوم يوم نهايتي لا محالة.

فإن لم يكُن بسبب موتي بعد تعلُقي فى الهواء وسقوطي فوق تلك الأشجار لمسافة تتخطى الخمسمائة متر..

فسيكون بسبب فصلي من العمل بسبب تلك الكاميرا التي قُمت بخسارتها الآن، والتي تُكلِّف ضعف راتبي لثلاثة سنواتٍ على الأقل.

حاولتُ التشبث بالسُلم قدر الإمكان دون النظر إلى الأسفل، فأنا أُعاني من رُهاب المُرتفعات بدرجة متوسطة.

ولكن ذلك الوضع الذي كنتُ عليه قد جعلنى أهابه أضعافًا مُضاعفة.

" مادونَّا حاولي التشبُث قدر الإمكان فإيفين يُحاول مُوزانة الطائرة الآن، ولكن الأمر صعب للغاية بسبب هبوطنا لمسافة طويلة وأخشى أن أُخبركِ بأن الطائرة على وشك السقوط "

" اللعنة عليكِ وعلى أخبارك وعلى ذلك اليوم الذي تعرفتُ عليكِ فيه يا كريستن، لا أريد أن أموت هُنا فأنا أكره المُرتفعاااات "

" حاولي التشبُث يا مادو، لا أستطيع النزول لمُساعدتك فإيفين أخبرني بأنني إن فعلت ستجنَح الطائرة في إتجاه واحد وسنسقُط على الفور "

" أصمتي يا كريستن، أصمتي وإلا أُقسم لكِ بعد أن نخرُج من هُنا سأقوم بركل مؤخرتك أنتِ وهو سويًا "

" لا يستطيع إيفين الإرتفاع بالطائرة لأن السُلم قد علِق بغُصن تلك الشجرة من خلفك "

" وماذا يجب عليَّ أن أفعل الآن؟ "

" حاولي إبعاد السُلم عن غُصن الشجرة كي نستطيع الخروج من هذه اللعنة "

سمعتُ حديث كريس ولم أستطع تمالك أعصابي بعدها، لا أستطيع النظر إلى الأسفل، ولكن يجب عليَّ ذلك من أجلنا.

حاولت النزول عن السُلم ولكن ذلك الحبل الذي كان يلتف حول خصري قد منعني، فقد كان قصيرًا للغاية للوصول إلى المكان المطلوب.

" قومي بتحرير الحَبل من عندكِ يا كريس، فهو قصيرٌ للغاية ولن أستطيع الوصول إلى نهاية السُلم بسببه لأنه يُعيق حركتي "

" ولكن ذلك خطير للغاية! "

" إفعلي ما أُخبرُكِ به أيتها الحمقاء فليس لدينا وقتٌ كافٍ لمثل هذه العواطف "

" حسناً سأفعل، ولكن إنتبهي أثناء تشبثك بالسلم مادو، أرجوكِ لا تُفلتيه "

" لن أفعل "

إبتسمتُ نهاية حديثي بعد أن جُرح صوتي بسبب صُراخي العالي مُقابل الأخرى كي تسمعني.

ولكنها في النهاية قد فعلت.

حاولتُ النزول بحذر قدر الإمكان، حتى وصلتُ إلى نهاية السُلم العالِق بجذع الشجرة وقُمتُ بدفعه بقدمي.

مُحاولتي الأولى قد باءت بالفشل، الثانية، الثالثة، وعندما حاولت بأقصى قوتي في المرة الرابعة كان السُلم قد تحرر بالفعل، ولكن قد فات الأوان!

فقد إنزلقت يداي عن السُلم دون إرادتي، وآخر ما رأيته كان وجه كريستن وهي تصرُخ بينما تمد يدها في الهواء وكأنها تحاول الإمساك بي.

وقد إرتطم رأسي بشيءٍ ما بعد ثوانٍ من سقوطي مُباشرة، كأنه قد خرج من العدم ليُمسك بي!

وذلك ما جعلني أفقد الوعي على الفور.

ولكنني أُجزم بأنني أشتَمُ رائحة عطره تفوح من حولي الآن.

فهل أنا أحلُم؟ أم أنني قد مِتُ وذهبتُ إلى النعيم بهذه السُرعة وقد كان من أُحِب هو أول من إلتقط أنفي رائحته؟

°°

أفتحتُ عيني بعد صراعٍ دام مع عقلي على تخطي ذلك الألم الذي توسط رأسي.

أسندتُ يدب على الأرض مُحاولة النهوض، ولكن تلك الرائحة مُجددًا!

أفتحتُ عيني بتثاقُل، كانت الرؤية شبه مُنعدمة في المُحاولة الأولى، ولكنني قد نجحت بفعلها في النهاية.

ما الذي أتى بي إلى ذلك الكوخ مُجددًا؟

كُنت أبحث من حولي ولم أرَ أحدًا، كان الكوخ فارِغٌ تمامًا، ولكنه كان أكثر نظافةً ودِفئًا عما رأيته في الصباح.

النار كانت مُشتعلة لتدفئة المكان، وقد كان كُل شيء من حَولي نظيف، حتى الفِراش الذي أجلس عليه الآن.

ولكن كيف أتيتُ إلى هُنا؟

آخر ما أتذكره أنني كنت أسقط من الطائرة على إرتفاع كان يُقارب الخمسمائة متر وأكثر، فكيف لي أن أبقى حية حتى الآن؟

أفكارٌ كثيرة قد داهمت عقلي مما جعلني أضع يدى على رأسي مُحاولة تخفيف ذلك الألم.

ولكن عندما تذكرتُ لحظة إصطدامي بشيءٍ ما عند سقوطي من الطائرة، وآخر ما شممتهُ هو رائحة عِطره التي أحفظُها عن ظهر قلب، والآن ذلك المكان الذي لا يعلمه أحدٌ سوانا!

أيُعقل أن يكون هو من أنقذني بعد سقوطي من الطائرة؟

°°

الآن أنا في المنزل، بفضل سيارتي التي وجدُتها أمام باب الكوخ فور خروجي ولا أعلم حتى متى وُضِعَت هُناك.

ولكن ما لا أستطيع إستيعابه أيضًا هو كيف أخبرني أندرو بأنني قد تغَيبتُ عن المنزل لثلاثة أيام!

ألم تحدُث لي تلك الحادثة اليوم؟ هل يُعقل بأنني كُنت فاقدة الوعي لثلاثة أيامٍ كاملة ولم يعلم أحد عني شيئًا؟

حتى أنَّ أندرو قد أخبرني بأنَّ سيارتي تمت سرقتها من أمام المنزل ظهيرة اليوم، وبعد أن قام بالإبلاغ عن سَرِقتها قد تفاجأ بعودتي بها.

إلهي ما الذي يحدُث هُنا؟ أشعر بأنَّ عقلي سيُجَن.

قام إيفين وكريستن بزيارتي في المنزل بعد أن أخبرهم أندرو بعودتي سالِمة.

وقد تفاجأت حينما أكدا لي هُما الآخران بأنه بعد سقوطي من الطائرة حاول فريق الإنقاذ البحث عني ولكنهم لم يجدوا أثرًا لي.

وكأن طائرًا قد إلتقطني من الهواء ولم ينزل على الأرض حتى، فهُم لم يجدوا لي أثرًا يدل على سقوطي في ذلك المكان.

لدرجة أنَّ الشُرطة قد شكوا بصِدق إختفائي وإعتقدوا بأنَّ الأمر برمته مُجرد كذبة حينما لم يجدوا دليلاً يُثبت أنني قد سقطتُ حقًا.

أيُعقل أن يكون ديفيد؟ ولكن كيف له أن ينتشلني من الهواء وهو لا يطير؟ عقلي على وشك الإنفجار.

قامت كريس بإعطائي هاتفي الذي تركته في المكتب قبل ثلاثة أيام بالفعل قبل أن ترحل مع ديفيد.

دخلتُ إلى غُرفتي، وقد كنتُ أُقلب في هاتفي وأنا أبكي.

فقد كانت كُل تلك اللحظات التي قضيتُها معه مُسجلة على الهاتف، ليالي سهرنا، المرَّة الأولى التي قُمت فيها بتعليمه تناول الطعام بمُفرده.

المرَّة الأولى التي إلتقطتُ له صورة وهو يحمل الأرنب عائدًا إليَّ بسعادة، وكذلك عندما سقط على وجهه في الثلج، وكم قلت بأنه كان لطيفًا في ذلك الوقت.

كنتُ أقوم بتسجيل كُل اللحظات التي كانت تحدُث بيننا على أمل رؤيتها سويًا في وقتٍ لاحِق، ولكنه قد أفنى كُل شيء.

فقد رحل وتركَ لي العديد من الذكريات التي كُنت أُحاول تخطيها لأسبوعٍ كامل، وقد تأكدتُ من فشلي في فعل ذلك الآن.

كُنت أستمع إلى تلك المقاطع المُسجلة وأبتسم بينما عيناي غارقتين في البُكاء.

لقد دمَّرت كُل شيءٍ بأنانيتكَ يا ديفيد، ولا تستحق تلك الدموع التي تُذرف من عيني عليكَ الآن.

كُنت على وشك مَحو كُل تلك الذكريات من هاتفي، ولكن ذلك المقطع المُسجل قد لفت إنتباهي.

ذلك آخِر ما قُمت بتسجيله في ليلتنا الأخيرة، لقد كُنت أصرُخ سعيدة بأمر شِفاء عيناه لحدٍ كبير.

وبعدها بدقائق كُنت أبكي بسبب ما قاله لي.

وبعدها إنهرت بعد سماعى لحديثه الذي حطم قلبي كثيرًا.

وها أنا أُغادر بعد أن صفعتُ الباب خلفي ودعيتُ الإله بكُل ما تحمله دواخلي من ألم بأن يظل يتعذب في حياته كما فعل معي.

ولكن.. ما الذي أسمعه الآن؟

هل ما أسمعه الآن حقيقيًا؟

هل.. هل ديفيد مصاص دماءٍ منفي وقد فعل ذلك ليُبعدني عنه من أجل حمايتي منه؟

إنقلَب الهاتِف على وجهه في لمح البصر ولم أستطع رؤية شيء، ولكنني سَمِعت أحدًا قد شاركه الحديث وكأنه خرجَ من العدم.

لقد كان صوت إمرأة في بداية الثلاثين رُبما! صَوتها كان يُخبرني بأنها ليست بكَبيرة في العمر، ولكنني شعرتُ برجفة صوته فور دخول تلك المرأة عليه.

ديفيد :

سـ-سيدتي! مـ-ما الذي تفعلينه هُنا؟

المرأة :

جئتُ من أجلِكَ يا ديفيد.

ديفيد :

لا أفهم!

المرأة :

لقد تعلمتَ الدرس يا ديفيد، لقد دخل الحُب إلى قلبك وعلِمت كيف يكون شعوره.

ديفيد :

وقد ذُقت مرارة الفِراق يا سيدتي.

المرأة :

السحر الذي قُمت بإلقائه عليك لم يكُن ليُزال بعد أن تُحبك الفتاة يا ديفيد.

ديفيد :

مـ-ما الذي تقصدينه يا سيدتي؟

المرأة :

لقد كان من أجلك أنت، الفتاة ليس لها ذنب فيما فعلته أنت، لقد كان السحر موجودًا ليُزال بعد أن تعلم أنت ما هو شعور الحب..

أن تعلم كيف يخفق قلبك من أجل إحداهن وأن تعلم بأنَّ الحُب سببًا كافيًا لجعلك تتحمّل من العقود ما تحمله صديقك فقط من أجل الإجتماع بحبيبته ولو لدقيقة واحدة..

الحُب لم ولن يكون يومًا مُجرد شعورٍ عابِر نستخف بقوته، فبالحُب تُبنى الشعوب وتتقدم الأمم، بالحُب نتخطى الصِعاب ونتحمل الألم، وفي الحُب نجد ذواتنا المُهشمة والتي أفناها ألم الحياة يا ديفيد..

الحُب لم ولن يكون يومًا شيئًا عابِرًا أو سخيفًا كما كُنت تدعوه دومًا، الحُب هو ما سيجعلُك تتخلص من لعنة سِحرك الآن بعد أن دخل إلى قلبك، وكذلك سيكون هو السبب في جمعكما يومًا ما.

ديفيد :

ولكننى لن أحتمل مُفارقتها لعقودٍ كما فعل ليو مع لورينا، ولن أحتمل رؤيتها مع رجلٌ غَيرى إن قررت إكمال حياتها ونسياني، أنا أضعَف من أن يحتمل قلبي ذلك الألم يا سيدتي..

أتوسل إليكِ أن تُجردي قلبي من كُل مشاعِر الحُب تلك كما فعلتِ مع الكراهية بجعلي أُحِبها، أتوسل إليكِ، قلبي لن يتحمل فِراقها ولن أتحمل العَيش بذلك الألم الناشِب داخل صدري بعد ما أخبرتها به.

المرأة :

أنا لم أُجردكَ من الكراهية يا ديفيد، لم أفعل ولم يفعل أحدٌ سِواك، أنتَ من إخترت ذلك بإرادتك، برغم ما قُلته في آخر لقاءٍ بيننا..

إلا أنني كُنت أستشعر الغضب والإنكسار النابعين من داخلك، وذلك ما جعلني أُعطيك الفُرصة لتتغير، ولتعلم كيف يكون شعور الحب الحَقيقي.

ديفيد :

ولكنها قد رحلت!

المرأة :

ستعود، بعد أن تعلم الحقيقة، أنا واثقة من أنها هي من ستبحثُ عن حُبها هذه المرَّة، ولن تستسلم حتى تحصُل عليه.

كان ذلك آخر ما سمعت قبل أن ينتهي المقطع.

هل.. هل ما سمعته للتو كان حقيقيًا؟

°°






الفصل السابع، تم ✔️

رأيكم في المفاجآت القمر دي؟

أي حاجة حابين تقولوها؟

Continue Reading

You'll Also Like

366K 17.9K 25
- الوصول إلى السلطة يستدعي التضحية من هنا يبدأ مشوار القاتلة في سعي وراء انتقام لدم عائلتها لتصبح الة فتك متوحشة ( قصة من تألفي..... و هي تحتل مرك...
36K 1.7K 17
مُكتملةً. رُغم كونِك لم تسقي تِلك الاغصانّ بداخليِ إلا أنها نمت حُباً وهياماً لكّ وحدكّ يا عزيزيّ
44.6K 3.4K 19
عِندما تقابل فتاة لا تكف عن الحديثِ فتي لم يتحدث منذ كانَ في السادسةِ من عُمرهِ. - قِصصُ الهوَاةِ - اعليَ تصنِيف #51
352K 14K 189
ملخص [محتوى للبالغين 18+. لا اغتصاب] "سريرك بارد" ، تحدثت بصوت في الغرفة كانت عيناها تتسعان خوفًا. استدارت بعصبية ، وهي تبتلع بهدوء لترى ظلًا على سري...