المنبوذ

By A-DEERA

3.8K 287 502

هذا العالم ليس مكانًا جيدًا لأمثالِه، فمصاصُ دماءٍ منفيٍ مثلِه يمقُت رؤية مَن حَولِه سُعداء. لم يَزُر الحُب ق... More

١| شهابٌ ساقط
٢| مُستذئب
٣| صديقة السوء
٥| شعور الحب
٦| إنكسار
٧| تسجيل صوتي
٨| كسر اللعنة [ النهاية ]

٤| وطن

319 31 1
By A-DEERA

___

" كريس! "

" عيون كريس "

" تعلمين أنهُ لا يُمكننا إخفاء سر عن بعضنا لأكثر من خمس ثوانٍ صحيح؟ "

" هل ذهبتِ إلى أي مطعمٍ جديد من دوني؟ "

" لا لم أفعل "

" إن لم يكُن هذا هو السر فلا بأس بما ستقولينه مُقدمًا، أخبريني ماذا حدث؟ "

كنتُ ألعب بأصابعي كطفلٍ صغير خائف من سُخرية أمه بعد إخبارها بما قد رآه، ولكنني إستجمعت قوتي وقُمتُ بإخبارها بكُل ما حدث على أية حال.

شهقةٌ غادرت ثغري بمُجرد أن قفزت في مكانها يرتسم فوق ثغرها إبتسامة بلهاء وكأنني قد أخبرتُها بأنني قد قابلت Spider Man بطل أحلامها.

" هل تمازحينني؟ بالتأكيد أنتِ لا تفعلين، هذه ليست إحدى خُدعك صحيح؟ "

" أقسم لكِ أنها ليست خُدعة، هو لم يُخبرني عن هويته حتى الآن لذلك أنا مُتأكدة من أنه مُستذئبٌ حقيقيّ "

صرخت كريس بمُجرد أن سمعت حديثي وقد كانت تبتسم ببلاهة.

فلو لم أكن أعلمها جيدًا لأقسمتُ بأنها مجنونة فارَة من مستشفى الأمراض العقلية.

" فلتجلسي أيتها الخرقاء لقد بدأ كُل من في الموقع النظر إلينا "

" اللعنة يا فتاة، كيف تطلُبين مني أن أهدأ بعد ما سمعته منكِ الآن؟ صديقتي إلتقت بمُستذئب وقامت بتضميد جُرحِه وإطعامه في فمه، إلهي مُجرد التفكير في الأمر يجعلني أذوب "

ألم أخبركم؟ إنها كريس ببساطة.

" كريسن إجلسي الآن وإلا أُقسم سأغادر الآن "

" لا لا لقد جلست، الآن أخبريني، ماذا ستفعلين معه؟ متى ستتبادلان قُبلة حبكما الحقيقية، وصحيح أين الزهرة؟ "

" أية زهرة؟ "

" تلك التي كانت مع الوحش في الفيلم أيتها الحمقاء، التي تسقُط آخر ورقة فيها وأنتما تتبادلان القُبل؟ "

" إلهي الرحمة "

صفعتُ جَبيني للمرَّة الألف بعد أن فقدتُ الأمل من غبائها، طوال الساعتين ونصف الماضيتين لم تتوقف عن رسم سيناريوهات برأسها لي مع ذلك الشاب.

لقد فاق مُعدَّل بلاهتها عنيّ، فهي قد تجاوزت حدود البلاهة وتقدمت لمرحلة أعلى وهي الخَرَق.

" حسناً حسناً، أعدكِ بأنني سأجعلكِ تُقابليه، ولكن ليس اليوم ولا حتي غدًا ولا بعد غد، أُخبركِ شيئًا بعدما يعود لطبيعته سأوافق "

" مادووو "

" أبدًا "

°°

" كِدنا أن نصِل، فقط لا تُزيلي الرِباط عن عينك وإلا أُقسم لصفعتك على وجنتيك هاتان اللتان أُحبهما كثيرًا، حسناً؟ "

كانت تقفز في مكانها من شدة السعادة وكأنني سأقوم بأخذِها إلى الملاهي.

" لقد وصلنا، إياكِ وإزالتها كريس لقد أقسمت "

" تبًا لكِ مادو "

" على الرُحب عزيزتي "

قُمت بإنزالها من السيارة وإقتربتُ معها نحو باب الكوخ بخطواتٍ بطيئة، فقد كنتُ أخشى أن ينزعج من حضورها معي.

قمتُ بطرق الباب مرتَين قبل الدخول، وقد تركتُ كريستن تقف في الخارج حتى أستأذن منه.

فمهما يكن تلك مساحته الشخصية التي لا يجب أن أتجاوزها حتى وإن كُنت أُساعده.

دلفتُ إلى الكوخ، وكعادته قد إعتدل فَور دخولي وكأنه يشعُر بي.

" مرحباً! "

" أهلاً "

" تشعُر بتَحَسُن؟ "

" مُقارنةً بما كُنت عليه ليلة أمس، فأنا الآن بأفضل حال، أشكُرُكِ "

كُنت أُفرقع أصابعي بتوتر، فلم أكُن أعلم ما يجب عليَّ قوله بعد ذلك.

هل من الطبيعي أن أُخبره بأنَّ صديقتي تُريد رؤيته كي تتأكد ما إن كانت أسطورة الجميلة والوحش حقيقية؟

بالطبع ذلك الأمر لن يُصدقه شخصٌ عاقِل.

" هل انتهيتي من عملك الليلة؟ "

" أ-أجل فعلت، لم يكُن هناك الكثير لأقوم به على أية حال، فقد تكفلت صديقتي بكل شيءٍ لليوم "

" صديقتكِ التي تنتظرك خارج الكوخ صحيح؟ "

" أجـ... ماذا؟ "

ضحكة غادرت ثغره، وكم بدى لطيفًا في تلك اللحظة، لا أعلم كيف علِمَ بخصوص كريس، ولكنني أشعُر بالحرج الآن.

" يُمكنكِ السماح لها بالدخول، فأنا لستُ بالشيء النادر رؤيته على أيّةِ حال، أدخليها الآن قبل أن تتجمد من البرد في الخارج "

أردف حديثه وكم إحتل عقلي الكثير من التساؤلات في ذلك الوقت، ولكنه لم يكُن الوقت المناسب للشرود الآن.

فيجب عليَّ أن أُدخِل تلك التي كانت على وشك التجمُد في الخارج قبل أن تفقد حياتها ويُطاردني شبحها في كُل مكان.

دَعَيتُها للدخول، وليتني لم أفعل.

صرخة دوَت فى المكان بأكمله بمجرد أن إلتقت به، فقد إنتفضت فزعًا بعد رؤيته، وكم شعرتُ بالسوء بسبب ما فعلت!

كيف لي ألا أُفكر بمشاعره وأنَّ حركة كهذه منها ستؤلم قلبه وتجعله يشعر بالسوء على ذاته!

لقد كنتُ غبية للمرة الألف، أعترف.

تحركنا بالسيارة من أمام الكوخ، وقد كان الندم يأكُلني من أطراف قدمي وحتى قمة رأسي.

لم أنتبِه لحديث كريستن طوال طريق العودة بقدر ما كنت أُفكِر به.

كيف كان يبتسم بين الحين والآخر كي لا يُشعرنا بالضيق، وكيف كان يتفادى الحديث عن ذاته برغم إصرار كريس لمعرفة تفاصيل حياته بأكملها، ولكنني قد رفضت.

ملامح الحُزن التى كانت تكسو وجهه عندما كانت تُخبره كريستن بأنه يبدو وسيمًا رُغم ذلك الشعر الذي يملأ وجهه، وكم تتوق لرؤية وجهه كبشري.

ألم يكُن ذلك قاسيًا قليلاً؟

كنت أرى الكثير من الحُزن يملأ عينيه، على الرغم من تلك الإبتسامة التي كانت تُزيِّن ثغره أثناء حديثنا.

ما بال قلبي أصبح مُرهفًا هذه الأيام؟

°°

ثلاث ليالٍ أُخرى قد مرّت بالفعل، وقد تطورت فيها علاقتي بذلك الغريب كثيرًا.

فقد إعتذرت كريس مِنهُ بسبب ردة فعلها عند لقائه أول مرة.

وهو قد قبل إعتذارها بصدرٍ رَحِب وإبتسامة لطيفة، وكم أنَّ ذلك الأمر لم يرُقني أبدًا.

اليوم كُنت أُعلمه كيفية تناول الطعام بمُفرده، ولكن بوجود تلك الأظافر الكبيرة في يده لم ينجح الأمر.

حيث كانت تمنعه من فعل الكثير من الأشياء، مثل تناول الطعام، الإمساك بالأشياء، تبديل ثيابه، والأهم من ذلك هو مُصافحتي.

قُمت بشراء مِبرَد للأظافر، فى الحقيقة قُمت بشراء أكثر من إثنتي عشرة مِبرَدًا، فكُل واحدٍ منهم كان يَنكَسِر بمُجرد أن يسير فوق أظافره.

لذلك إضطررتُ لشراء الكثير منهم كي يُجدوا نفعًا معه، ولحُسن الحظ قد فعلوا.

لا أعلم كم من الوقت كُنت أقوم ببرد أظافره، ولكنني أثق بأنَّ الأمر قد تجاوز الساعة والنصف تقريبًا.

" وأخيرًا قد إنتهيت "

أردفتُ أزفر براحة بعد أن إنتهيت من تقليم آخر أظافره، وقد إبتسمت بسعادة عندما وجدتُ أصابعه الطويلة نظيفة بالكامل.

نظرتُ إليه وقد كانت ذات الإبتسامة البلهاء تملأ ثغري وكأنني قد أنجزتُ المُستحيل، ولكن مهلاً! هل كان يُحدق بي طوال هذه المُدة؟

'' تبًا لغبائك مادو إنه لا يرى '' صفعتُ جبيني بعد أن تداركتُ الأمر، ولكن لا أعلم لِمَ مُجرد التفكير بأنه كان يُحدق بي جعلت من قلبى يخفق بهذه القوة.

قُمت بغسل يديه بزُجاجات المياه الموجودة بجانبنا على الأرض وتجفيفها جيدًا، قبل أن يبدأ في تناول طعامه.

قام بالإمساك بالملعقة لأول مرة، وكم كان مظهره لطيفًا كطفلٍ يتعلم تناول طعامه لمرته الأولى.

" هذا جيد، الآن يجب عليكَ أن تعلم مكان الطعام الموجود في الطبق بإستخدام يدك الأخرى، ثم بعد ذلك تقوم بملء الملعقة إعتمادًا على بديهتك، وأخيرًا تساعدها للوصول إلى فمك دون الذهاب لأي مكانٍ آخر "

أخبرتُه، وقد كان يستمع لحديثي بحرص وأنا أُمسك بيده مُحاولة توصيل ما أقوله بشكلٍ مُبسط للغاية مع تطبيق فَورى لحركات يده مع الحديث.

كُنت أُريد منه أن يُجرب الأمر على بعض الطعام البلاستيكب خاصة الأطفال الذى أُرهقت فى البحث عنه في الأسواق خصيصًا من أجله.

ولكنه قرر تطبيق الأمر مُباشرة على الطعام الحقيقي بعد أن أكدَّ لي بأنه سينجح في الأمر ولا يجب عليَّ القلق.

قُمت بتقديم طبق الأُرز إليه في البداية، ولكنه أصرَّ على تناول المعكرونة بالصلصة.

فقد أخبرني بأنه أحبها بعد أن قُمت بتقديمها له أول مرة، ولم أجد منفذًا من رفض طلبه، فوافقت على تقديمها له.

قام بالإمساك بالشَوكة بمُفرده بعد أن حرك يده مُتلمسًا طاولة الطعام الصغيرة برفق حتى وصل إلى مكان شوكَتِه.

قام بمد يده الأخرى برفقٍ كذلك حتى إستطاع تحديد مكان طبقه الخاص فوق المنضدة ثم قام بغمس الشَوكة داخله ولَف القليل من المعكرونة حولها.

إتجه بيده نحو فمه بمُساعدة يده الأُخرى وقد إستطاع إدخال الطعام بفمه بكُل سهولة، ولكن القليل من الصلصة قد علقت فوق فمه وهو لم يشعُر بها.

إلتقطتُ مِنديلاً وإقتربتُ لتنظيف تلك البقايا عن فمه، ولكن بشكلٍ مُفاجئ وجدته قد باغتني بسحب معصمي، وفي أقل من ثانية أصبحتُ أسفله وكان هو يعتلينى.

شهقةٌ غادرت ثغري وقد إنسكب كل الطعام على الأرض بعد أن إنقلبت المنضدة من حركته المُفاجئة، ولازال هو على ذات الوضع يعتلينى!

كُنت أنظر لعينيه الغارِقة بلون الثلج الذي كان يُغطو الكَوخ من الخارج، ولا أعلم كيف كنت أرى خلفهما عينان بريئتان ونقيتان!

عينان هادئتان باللون الأسود رُبما! كُنت أتخيل تلك الأعين وهي تنظر إليَّ كما كانت تفعل قبل قليل.

ولكنني كُنت أتخيلها هذه المرة تُبصرني، ولا تنظر إليَّ فقط.

عُدت لرُشدي بمُجرد أن وجدته إبتعد عني وتحمحم بحرج وهو يقوم بلمس الأرض محاولاً النهوض دون تدمير شيءٍ آخر.

" أ-أعتذر منكِ كثيرًا، ولكنني لم أعتد على هذا القُرب المُفاجئ من أحد من قبل، فتدريباتنا كانت تُبقيني على أهُبة الإستعداد لمثل هذه الحركات المُفاجئة، لذا أنا حقًا أعتذر عما فعلت وعن هذه الفوضى التي تسببتُ بها "

أردف مُتلعثمًا، وقد شعرتُ بتوتره لأول مرة مُنذ لقائنا.

ولكنني قد فهِمتُ الآن لِمَ كانت تلك ردة فعله عند لقائنا الأول، لرُبما هو إعتاد على ردة الفعل السريعة.

ولكن لِمَ؟ وعن أي تدريباتٍ يتحدث؟

" أية تدريبات؟ هل إنضممت للجَيش مُسبقًا؟ "

" الجَيش؟ "

" أجل، فعادةً هم من يتدربون على مثل هذه الحركات وردات الفعل السريعة تجنُبًا لحدوث هجوم مُفاجئ أو شيء من هذا القبيل كما كُنت تتحدث أنت قبل قليل "

صمتٌ دام للحظات، وقد إعتدلتُ في جلستي وهو جلس على الأرض مُبتعدًا عنى لمسافة ليست ببعيدة، حتى قطع ذلك الصمت أخيرًا قائلاً :

" أعتذر منكِ ولكن.. ماذا يعنى ذلك الجَيش؟ "

رمَشتُ عدة مرات دون تصديق، فقد إعتقدتُ بأنه يفعل ذلك مُحاولاً الحفاظ على سرية عمله.

ولكنَّ تلك الأفكار قد مُحيَت من رأسي تمامًا عندما نظرتُ لملامح وجهه المُجهمة، والتي كانت تنتظر سماع إجابة السؤال حقًا!

" هل أنت حقًا لا تعلم ما هو الجَيش؟ "

" لا "

الآن بتتُ واثقة من أنه قد أتى من كوكب آخر، فبالتأكيد هذا الذي أمامي ليس ببشريًا، فأي دولةٍ تلك التي أتى منها ولا يوجد بها جَيش؟

تحمحمتُ بعدم تصديق وقد كُنت غير مُدركة ما أسمعه منه، قبل أن أُردف قائلة :

" اممم أنظر.. الجيش هم الأشخاص الذين يقومون بحماية الدولة من أي دخيل، لا يسمحون للأعداء بإقتحامها، ويحافظون على سلامة الوطن وأمانه، هل فَهِمْت؟ "

" الوطن "

ترددت تلك الكلمة على لسانه بصوتٍ منخفض.

بعد أن خرجت منه تنهيدة كانت تحمل الكثير خلفها، ولكنه لم يكن مُنخفضًا كفاية، فقد سمعته بالفعل.

°°









الفصل الرابع، تم ✔️

رأيكم؟

رأيكم في شخصية البطل؟

Continue Reading

You'll Also Like

77.8K 6K 25
ليس لي قدر بكِ فتواري ارجوكِ عن انظاري ولا تجلبي لاعماق قلبي المشقة
62.1K 6.1K 41
مـاذا سيفعل أب بعد إن يكتشف أن له ولد بعد 17عام من حياته؟ وكيف سيكون حال أبنه؟ وأين تربى ابنة طوال هذهِ السنوات؟ هل سيستطيع انتشاله بعد كل هذهِ ال...
272 62 31
او" الاسم الذي يهدد كل متحول في البلد ، لم يرَ احدً من قبل في الواقع "او" ، الذين هم دائما ضحاياه ألفاً ، تحتقره ذِئاب القطيع بينما يعشق المُحتالون...
123K 7.3K 27
أعتقد أنك قد سمعت عن لعنة الفراعنة لكن هل سمعت عن لعنة الكواكب؟ الحكاية ليست بانتقالنا لكوكب الأرض من على سطح سيرافينا فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فتلك...