MIDNIGHT | winter Song

By JK_dianaz23

2.5K 310 908

فى قريتي تختفي الفتيات عند منتصف الليل و لا نراهم مرة أخرى أبدًا.. مين يونغي جيون ديانا محتوى خاص بالبالغين ... More

0:00
1:00
2:00
4:00

3:00

480 53 246
By JK_dianaz23

لا تنسى إضاءة النجمة و التعليق بين الفقرات 💕
..


..

مع بداية خيوط النهار كنت جالسة أمام كوخنا

جونغكوك يقوم بصنع رجل جليد أكبر منه حجمًا

كم كان لطيفًا وهو يجمع الجليد فى سلته الخشبية ثم يتسلق رجل الجليد الغير مكتمل خاصته ليفرغ السلة فوقه..

كان يعمل بجهد كبير و يريد الإنتهاء منه قبل أن تستيقظ أمى..

أراد أن يفاجئها برجل جليد كبير بمناسبة عيد الميلاد

_أنتبه الا تسقط حبيبي"

قلت بنبرة ناعسة..

أود النوم و لكنه أصر على سحبي معه للخارج بهذا الوقت المبكر

_نونا... ايمكنكِ أن تجلبي وشاح رجل الجليد من منزل تاي.. قالت والدته أنها ستصنع لي واحد جميل"

تنهدت قليلاً..

لا يمكنني رفض طلباته..
أعني من سيستطيع رفض ما يقوله هذا الملاك الصغير بحق..

كان عمري وقتها عشر سنوات و جونغكوك خمسة ولكنه صغيري الحبيب الذي لا استطيع رفض مطالبه

أنا والدة جونغكوك الحقيقة

أمى لا تهتم له و لا لي و لا لأبي

أمى لا تهتم سوى لنفسها....

_حسنًا صغيري ، لا تذهب بعيدًا عن الكوخ"

قلت و استقمت متخذة طريقي نحو كوخ عائلة كيم

الثلوج كانت كثيفة ، تتخطى ركبتاي و لكن السماء لا تثلج والهواء هادئًا..

هذا افضل بالطبع..

كنت سأطرق باب كيم الأن و لكنني استمعت ل أنين حيوان يتألم

يا إلهى هل هناك حيوان مصاب!

تنسيت أمر الوشاح و ركضت خلف مصدر الصوت
نفسي محبة الحيوانات لا يمكنني السيطرة عليها ابدًا

سأساعد هذا الحيوان و أعود للمنزل

اخترقت الأشجار الكثيفة خلف كوخ تايهيونغ و الشكر يرجع لجسدي الصغير..

وبدى الصوت أكثر وضوحًا

كان ذئب جريح ، بالتأكيد هذا صوت ذئب...

تجمدت بمكاني عندما شاهدت ظهر رجل عريض موشح بالسواد
كان منحني فوق الحيوان الجريح..

هل يساعده!

صدرت عني شهقة مرعوبة عندما سمعت نحيب متألم من الذئب يليه صوت فرقعة عالية..

كسر عنقه هذا الرجل...

التفت الرجل لي فجأة

خصلاته طويلة..

طويلة للغاية و تغطي ملامحه..

لا اتبين وجهه و لكنني أجزم انه ينظر إليّ من خلف هذه الخصلات الكثيفة

_ما الذي تفعلينه خارج منزلكِ بهذا الوقت أيتها الصغيرة!"

مرعوبة...

لا استطيع التنفس حتى..

لقد كسر عنق الذئب...
لقد قتله بيديه فقط!!

_ك...كنت ... أجلب... و...وشاح... ل...لرجل الجليد.."

خرجت كلماتي مبعثرة...
انفاسي مفقودة و بدني ب أكمله يرتجف..

شعرت بالضعف فى ساقاي عندما تقدم مني بقامته الطويلة و جسده النحيل

يبدو كا الأشباح

ك البعبع الذي يلتهم الأطفال... ذلك الذى أخبرتني أمى عنه

جلس على ركبتيه أمامي و أنا دموعي قد تجمدت بعيوني تأبى النزول

_ما أسمكِ؟"

سأل لأجيب برعب

_د..ديانا ، سيدي.."

حل الوشاح الأسود الذى يلف عنقه و وضعه فوق كتفي

_خذي هذا الوشاح و عودي لمنزلكِ ديانا... لا تذهبي خلف الأشجار وحدكِ مرة أخرى فمن يعلم.."

صمت لوهلة ثم لمحت فمه يرتفع بطرف ابتسامة

_قد يلتهمك البعبع.."

وفتحت عيوني برعب...

يا إلهي....

صدري يرتفع و ينخفض بسرعة و تجمعت حبات العرق على جبيني

هذا الحلم!

بدى واقعيًا للغاية و كأنني كنت هناك بالفعل..

بالعادة أنا لا أرى الكثير من الأحلام ، حتى أن أحلامي نادرة ك ندرة الماء بالصحراء..

ولكن هذا الحلم كان واقعيًا لدرجة أن نبض قلبي لم يهدئ حتى الأن..

هذا غريب...

..

نفضت البطانية عن جسدي ونهضت بتعب

لا أعلم حقًا ماذا يجب أن أفعل الأن..

ربما عليّ النظر فى أرجاء القصر لأضع خطة محكمة للهروب

كل ما عليّ فعله هو دراسة مداخل و مخارج المكان و سرقة حصان و بعض الطعام و بعدها يمكنني الذهاب

يمكنني العودة لقريتي و لأخي

مر على عقلي الحديث الذي دار بيني و بين ذلك الرجل الليلة الماضية

قال أن حياتي أصبحت ملكه

يتحدث كالمهووسين و كأنني وقعت عقد مع الشيطان
انقذ حياتي من الموت بشوارع فيرخو الباردة

ولكنني سأصبح رهينته مدى الحياة!

اتذكر أنه حملني حتى وضعني بالسرير و دثرني جيدًا بالبطانية

ذلك الرجل يجعل من دواخلي ترتجف ، وأنا لم اعتاد الخوف حتى
لا أعلم يحدث معي عندما يتعلق الأمر به

لقد سحب الكرسي الخشبي و وضعه بجانب سريري

وجلس..

أصابعه كانت تتحسس ذقنه برقة بينما يراقبني ارتجف أسفل الاغطية

طلبت منه أن يرحل مرات عديدة و لكنه لم يستمع
لم يرد حتى

فى النهاية أنا أغمضت عيوني أتصنع النوم عسى أن يرحل

وبقى..

حتى غفيت بالفعل و عندما استيقظت لم أجده

هناك أمر واحد أنا متأكدة منه الأن

حاكم فيرخو هذا رجل مجنون..

...

.خرجت من تلك الغرفة بعد أن اخترت تنورة سوداء فضفاضة و قميص أبيض و اسع الأكمام
انتقيت مشد خصر أسود قد عانيت قليلاً فى ربطه وحدي فوق القميص ، لم اهتم بربط خصلاتي المجعدة

تركتها تتناثر حول عنقي لتبث بعض الدفء إليّ

حذائي القديم لم يعد قادر على حماية أقدامي من هذا البرد

والأحذية التى أحضرها حاكم فيرخو كانت كبيرة للغاية و لا تناسب قدمي

لا اعلم إلى أين أنا ذاهبة، الممرات الحجرية متشابهة

هناك العديد من الأبواب التى لم اجروء على فتحها خشية مني أن اراه خلف أحدهم..

و أخيرًا وجدت باب ضخم فى نهاية أحد الممرات

يبدو كمخرج من تلك المتاهة الخالية من البشر..

عرجت نحوه متجاهلة ألم كاحلي ، حقًا لا اعلم إن كان سيشفى هذا الكاحل أم لا

هل سأمشي بشكل طبيعي مرة أخرى ام لا

لا أعلم..

اعتقد أنه حتى بعد نجاحي فى الهروب من هنا والعودة لقريتي

  سوف أحمل ما يذكرني ب فيرخو دائمًا..

فتحت ذلك الباب و على الفور ضرب الهواء البارد وجهي

كما توقعت إنه مخرج...

لم اجلب معي وشاح ليحميني من هذا الصقيع ، كل ما أراه هو مساحة شاسعة من الجليد و الأشجار..

خرجت متجاهلة ارتجاف جسدي من تلك البرودة المميتة

كم أكره الشتاء..

فحصت المكان حولي ، تبدو وكأنها حديقة خلفية ربما

فقط دفنت تحت أكوام الثلوج الكثيفة

ارى بركة رخامية مهجورة يحيط بها عدة تماثيل من الرخام أيضًا

عدة خطوات أخرى و وجدت زوج من المقاعد الرخامية

فركت أنفي عسى أن ابث إليها بعض الدفء و أكملت جولتي

الطريق لهذه الحديقة خالي و لم اصادف أحد أثناء طريقي

تجولت أكثر أبحث عن طريق يخرجني من القصر كله

ولكنني أشعر وكأنني الف بدائرة مغلقة ، كل مرة اعود لنفس النقطة بجوار المقاعد الرخامية

تنهدت قليلاً

ربما مخرج القصر ليس متصل بتلك الحديقة المهجورة..

بهذا اللحظة شعرت ب أقدام خلفي..

اقدام خفيفة للغاية تكاد لا تُسمع..

ولكنني فتاة عاشت وحدها ل خمسة و عشرون عام ب قرية اويمياكون
حيث تنام الفتيات بعيون نصف مفتوحة لتحمي نفسها

بالتأكيد يمكنني سماع خطواته..

امتدت يدي بتلقائي لفخذي ولكني..

خنجري ليس هناك..

اللعنة

اقتربت الخطوات ومني و شعرت بذلك الشخص يرفع شيئ ما و ينوي تصويبه لعنقي..

لذا أنا و بحركة سريعة قد التفت و أمسكت بما كان بيده

_رائع ، سريعة كالريم الصغيرة"


قالها من كان يتسلل خلفي ، كان شاب نحيل
ذو خصلات شقراء رمادية طويلة ، أبيض البشرة و وجنتيه يشوبهم إحمرار طفيف

فوق شفاهه الثخينة الوردية ارتسمت إبتسامة عابثة و بعيونه المسحوبة نظرة تشبه إبتسامته

لم أعلم أنني تأملته طويلاً حتى قال

_كيف علمتي أنني خلفك! ، أنا خفيف الخطوات"

افلت يدي عن الناي الذي كان يريد تصويبه على عنقه
يحاول تهديدي ب ألة موسيقية رقيقة ك الناي!!

_من أنت و لماذا تتسلل خلفي!!"

سألت لحدة لتفلت منه ضحكة صغيرة

_أنا من يجب أن يسأل من أنتِ ، لماذا تتجولين بحديقتي أيتها الريم؟"

_حديقتك!!"

رددت بتعجب لتلمع عيونه بغرور

_نعم اهداني إياها الحاكم"

لا يعقل أن يكون هو!

توسعت عيوني قليلاً

_أنت.."

خلل أصابعه بخصلاته الرمادية و قال

_بارك جيمين الشهير! ، نعم أنا هو"

صعقت لوهلة ، ليس لذلك الغرور  المتربع بعينيه

ولكن لجمال ذلك الشاب..

هذا هو الرجل الذي خالف الحاكم الفطرة لأجله!

_لماذا أنتِ كثيرة الشرود ، بماذا تفكرين يا ترى ؟"

قال بخبث لتصدر عني حمحمة حرجة

_اا ربما عليّ العودة"

كنت سابتعد و لكنه صوب الناي خاصته لعنقي مرة أخري و قال

_أنتظري قليلاً ، دعيني اتأملكِ"

راح يدور حولي وعيونه تطوف بجسدي متفحصًا

الناي لم يغادر عنقي اثناء فحصه لي

لا اعلم لماذا يفحص بهذه الدقة ، ايظنني سأسرق حبيبه أم ماذا!

_نحيلة بعض الشيئ ، اجزم أنكِ لم تتناولين وجبة مناسبة منذ ولادتكِ تقريبًا "

قال بتعرجف قد ازعجني لذا أنا دفعت الناي بعيدًا عني

_هاي ، لا تدفعي صغيري هكذا ، يمكنه قتلك بلحظة فلا تستهيني به!"

قال ب إنزعاج لأرد ساخرة

_الالحان لا تقتل يا سيدي"

رفع حاجبه ليّ بثقة

_الحاني أنا قاتلة."

لم أرد ليزم هو شفتيه يتفحصني مرة أخرى

_ريم صغيرة مثلك ما الذي يدفعها للذهاب برفقة ذئب شرس مثل حاكم فيرخو !"

بدأت أشعر بالضيق من هذا السؤال

_أسمع ، مللت الإجابة على هذا السؤال حقًا ، لست هنا لقتل حاكمكم و لا تقلق لست أنوي سرقته منك لذا اتمنى الا تفتعل المشاكل معي"

ضحك هو عاليًا

_يا إلهي ، اعتقد أنني احببتك يا فتاة ، تبدين حادة الطباع.."

رائع بالتأكيد المزيد من المجانين..

_جيمين!!"

انتبهت لتلك النبرة المألوفة
إنها مارثا..

تقدمت منا تحمل وشاح من الفرو الكثيف بين يديها

_متى عدت من وسط المدينة!"

سألته مستغربة وجوده ثم مدت الوشاح لي بنظرة لائمة

_لا تنسي وشاحك إن كنتِ ستخرجين للحديقة"

شكرتها ب أدب و بسرعة وضعت الوشاح فوقي أرجو بعض الدفء

_عدت فجرًا ، كيف حالك مارثا ؟"

قال مع إبتسامة لطيفة تختلف كليًا مع إبتسامته لي سابقًا

_بخير ، يمكنك قص علينا ما فعلته هناك على الإفطار ف يونغي ينتظر على المائدة"

قالت بلطف ثم أشارت لنا لنتبعها

وفعلنا..
.

.

غرفة الطعام كانت حجرية  و جدرانها مزينة بالمشاعل كباقي المكان كله

طاولة الطعام كانت تتوسطها  و هناك مدفأة ضخمة بالجدار مثل الموجودة بالغرفة التى أنام بها

جلست بصمت بجانب مارثا و فى مواجهتي كانت الفتاة من السوق ، غريس هو اسمها و تكون الشقيقة الصغري للحاكم

وكان هو يترأس الطاولة و على يمينه الشاب رمادي الشعر

يتحدثون ب أشياء لم افقه منها شيئ ، لم أهتم حتى ب الإستماع لما يقولونه

استمررت بتقليب الأرز بطبقي بشرود

لا أشعر برغبة فى تناول الطعام..

اشعر وكأن تلك الجدران تحاصرني ، تعانقني بقوة و تحطم اضلعي

ساعدني يا إلهي لأغادر هذا المكان..

_لقد افتعلوا ضجة كبيرة بالسوق هذان الشابان ، منعت الحرس أن يقتلوهم بذلك اليوم"

قال المدعو بجيمين لتسأل غريس

_ولماذا قاموا بهذه الجلبة كلها؟"

تناول هو القليل من طبقه و قال بينما يمضغ طعامه

_يبحثون عن فتاة ما اعتقد أنها حبيبة أحدهما"

وبهذه اللحظة شعرت بنبضات قلبي تتوقف لوهلة

اللعنة هل قال شابان يبحثون عن فتاة مخطوفة!!

رفعت عيوني نحوه بأمل

_هل قلت شابان يبحثون عن فتاة  ؟"

نظر إليّ باستغراب لأنني تحدثت لأول مرة بعد صمت طويل

_لم أعلم أنكِ تستمعين لحديثنا"

ذلك الوقح ، سأخلع لسانه من حلقه بالمرة القادمة

رميته بنظرة حادة

_ليس و كأنني تنصت على حديثك المهم ، أنا هنا كما تعلم و أذني تعمل بشكل جيد"

لا أعلم لماذا انزلقت نظراتي نحو من يترأس الطاولة بهذه اللحظة و لكنني لمحت طرف إبتسامة على شفتيه بينما عيونه لم يفارقوا طبقه..

_كنت أعلم أنكِ لستِ بسهلة أيتها الريم ،ها هو لسانك السليط يطفو على السطح "

قالها رمادي الشعر بسخرية لاشدد على قبضتي

لا تغضبي يا ديانا
لا تغضبي أرجوكِ

إن غضبت سأحطم الطاولة فوق رأسه و لن يهمني العواقب
ربما بعدها سيقوم حبيبه بسلخ جلدي ليرتديه..

أصابتني القشعريرة..

_لقد سألتك سؤال واحد ، لماذا عليك أن تكون خبيث هكذا!"

تدخلت مارثا لتهدئة الأجواء بيننا

_جيمين لقد تناسيت الموضوع و انخرطت بنقاشك معها ، هيا أكمل قصتك... ماذا فعل الشابان"

توسعت عينيه لوهلة قبل أن يقول

_آه ، هل فعلت!"

تجاهلني و بدأ بسرد بقية القصة

هذا الشاب غريب حقًا!!

_المهم هو أن الأصغر بينهم قد استهدف بيوت البغاء و الأكبر  كان يطرق ابواب كل اغنياء فيرخو ليرى إن كانت هناك بعد أن اشتراها أحدهم"

صمت لوهلة و أنا خفقات قلبي بلغت عنان السماء

يا إلهي هل هم جونغكوك وتايهيونغ!

_الأصغر إفتعل شجار كبير مع ازميرلد تعرفينه ، صاحب أكبر بيوت البغاء بوسط المدينة، و كسر أنف احد الحرس عندما حاول ازميرلد الاستعانة بهم"

نعم و اقسم أنها فعلة أخي

جونغكوك يستهدف الأنف دائمًا فى كل شجار

اخفيت يدي المرتجفة أسفل الطاولة كي لا يلاحظ أحد

_وماذا حدث بعدها؟"

سألت غريس هذه المرة ليرد هو

_امسك بهم الحراس وكانوا سيقتلوهم بسبب هذه الفوضى كلها و لكنني تدخلت ... اشفقت عليهم فحال الأصغر كان مزري ، كان يرتجف كالورقة فى مهب الرياح"

تسلل الألم إلى قلبي ما أن تخيلت حالة أخي
جونغكوك قوي..

قوي للغاية و يستطيع أن يصارع العالم وحده
ولكنه صغيري أنا...

أعلم جيدًا رهابه من الخسارة..

لقد خسرنا كل شيئ و لا نملك سوى بعضنا

وأن يخسرني !!

لا أجرؤ على التفكير بهذا حتى..

_إذًا هل هى حبيبته! ، ذلك الفتى الذى كسر أنف الحارس؟"

سألت غريس ليهز هو رأسه

_لا أعلم بالظبط ، الشابان حالتهم مزرية و لكن الأصغر كان يردد أين ذهبتي يا حبيبتي كل فترة و أخرى"

_أتمنى أن يعثروا عليها.."

قالت مارثا بشفقة..

يجب أن أخرج من هنا ، جونغكوك و تايهيونغ هنا من أجلي

يجب أن اذهب لوسط المدينة فقط..

_لماذا لا تتناولين طعامكِ؟"

سرت القشعريرة عندما تحدث بنبرته الباردة و شعرت بعيونه الداكنة تحدق بي بهدوء

رفعت عيوني إليه ارجو الا يكون لاحظ توتري

_اا.. شبعت"

قلت بنبرة خافتة ليرفع حاجبه الأيسر و قال بجمود

_أنا لم ارى تلك المعلقة ترتفع من الطبق لتصل إلى فمك ولا مرة"

اختلت نبضات قلبي ، هل كان يراقبني طوال الوقت!

عم الصمت على الطاولة ، لم يجرؤ أحد على كسر هذا الصمت الثقيل

بللت شفتاي قليلاً

_لا أشعر برغبة فى تناول الطعام"

استجمعت شجاعتي و قلت ليترك هو معلقته بداخل طبقه  و يشبك اصابعه معًا قبل أن يقول

_لن تخطي خطوة واحدة لخارج غرفة الطعام إن تبقت حبة أرز واحدة بطبقك ، نحن لا نرمي الطعام هنا"

ما اللعنة!!

لماذا يبدو و كأنه سيقتلني فقط كي لا يرمي ما تبقى من طعامي!

_تناولي يا فتاة ، تبدين نحيلة للدرجة التى اخشى أمساك يدكِ كي لا تتحطم بين أصابعي"

تدخل المدعو بجيمين بالحديث

ذلك الرجل يغضبني كلما فتح فمه..

تركت معلقتي جانبًا و نهضت

_لا أشعر برغبة فى تناول الطعام ، يمكنك تناوله أنت إن لم تكن تود رميه.."

ولا  أعلم من أين اتتني الشجاعة لأقول ما قلته
ولكنني حقًا غاضبة..

أكره أن يتحكم بي أحدهم و كأنني لست إنسانة و يحق لي القبول و الرفض

أكره أن يعاملني أحدهم و كأنني شيئ يملكه...

و هذا بالتحديد ما يفعله صاحب العيون الداكنة..

شعرت بمارثا تسحب طرف فستاني و عندما نظرت إليها وجدت بعيونها نظرة خائفة..

أشارت لي برأسها كي أجلس و لا افتعل مشكلة و لكنني سحبت طرف تنورتي منها و كنت على وشك الذهاب الأن إلا أنني تجمدت بمكاني

عندما صدحت نبرته الحادة بالغرفة

_الجميع للخارج الأن"

أقسم أنني شعرت بقلبي يصطدم بأضلعي بعنف
تلك النبرة الحادة اخترقت قلبي النابض كنصل حاد

قدماي ضعيفتان لا يقويان على حملي و لكنني تماسكت و خطوت بثقة مزيفة ناحية الباب و خلفي كانوا ثلاثتهم

لقد نهضوا دون كلمة واحدة و إن كان هذا يدل على شيئ ما فهو يدل على كونهم معتادين على عدم مناقشته...

فتحت الباب و كدت أخرج لولا سماعي لنبرته الحادة مرة أخرى

_الجميع عداكِ أنتِ"

و تراقصت حدقتاي برعب ، أعلم أنه يحدثني أنا...

شعرت ب مارثا تربت على كتفي ثم همست لي قبل خروجها

_فقط كوني هادئة و أفعلي ما يطلبه منكِ ، لا تغضبيه رجاءً"

و هكذا خرج الجميع و بقيت أنا ، مازلت أمام الباب أخشى الالتفات إليه

أعد بداخلي للعشرة..
أحاول تنظيم أنفاسي المبعثرة

لا ترتعبي يا ديانا..

إنه مجرد رجل ، لن يلتهمك بأسنانه..

سمعت صوت احتكاك الخشب ب الأرضية الحجرية و كأنه سحب أحد المقاعد ثم استمعت لنبرته مرة أخرى يقول ببرود

_هل تظنيني سأنتظركِ للأبد!"

نظفت حلقي و التفت نحوه ، كان قد سحب المقعد على يساره لذا أنا توجهت بخطوات ثقيلة لأجلس هناك

كنت قريبة منه..

قريبة لتلك الدرجة التى تجعل من كل المشاعر السيئة تتزاحم بقلبي

سحب طبقي الممتلئ بالطعام و وضعه أمامي ، قام ب إضافة بعض الخضراوات المسلوقة و قطع الدجاج من طبقه لخاصتي بصمت و قام بمزج كل شيئ سويًا ثم قام بتعبئة المعلقة الخشبية الكبيرة بالطعام و رفعها نحو فمي!

رمشت بعدم استيعاب أنظر ليده الممدودة أمام وجهي

ما الذي يفعله!!

_أفتحي فمكِ"

قال يقرب المعلقة مني أكثر

أشعر بالدوار..

هل يحاول إطعامي الأن!!

رفعت عيوني نحو وجهه الذى اخشى التحديق به طويلاً

وللتو لاحظت ذلك القرط الذهبي ب أذنه اليسرى..

كان يرمقني بعيونه الداكنة ، يخترق روحي حتى

إلهي تلك العيون مألوفة للغاية..

_أنا انتظر "

فتحت فمي لأقول شيئ ما و لكنه فاجأني بدس تلك المعلقة الممتلئة بفمي

_أسمعي لا مشكلة لدي إن أردتِ العبث و المشاكسة هنا و هناك و لكن هناك عدة قوانين لا يُسمح لكِ بخرقها"

قال بينما يملئ المعلقة مرة أخرى و أنا أمضغ ما بفمي بصدمة

_قوانين!"

رددت بفم ممتلئ  ليهز رأسه

_كل ما يخرج من فمي قانون يا صاحبة العيون الواسعة ، إن قلت تناولي طعامك ف تناولي طعامك لا يوجد لديكِ أي خيار آخر"

عيونه تلمع ببريق خطر..

ذلك الرجل بالفعل معتاد على الطاعة العمياء
لا يبدو لي كشخص سيتقبل الرفض كرد فعل على مطالبه

يبدو لي كشخص سينحر عنقي إن تنفست بصوت عالي بجانبه..

ربما أكون طائشة و متهورة بغضبي و لكنني لستُ غبية..

لذا تناول ذلك الطبق و الخروج من هنا سالمة هو الحل الأمثل..

مددت يدي التى لم استطيع السيطرة على ارتجافها إليه

_يمكنني تناول طعامي وحدي.."

زم شفتيه قليلاً ثم وضع المعلقة أمامي

_حسنًا.. ، ولكن امضغيه جيدًا كي لا تتألم معدتك فيما بعد"

توسعت عيوني بدهشة
اللعنة هذا كيف علم أنني لا أمضغ طعامي جيدًا!!

أقسم أنه قالها بنبرة مختلفة

وكأنه يعطيني إشارة بأنه يعلم..

_كيف علمت!!"

قلت بصدمة ليقطب حاجبيه

_ماذا؟"

_كيف علمت أنني لا أمضغ طعامي جيدًا!!"

مضغ الطعام كان مشكلتي منذ الطفولة..
لا أعلم كيف امضغه بشكل جيد و اكاد ابتلعه هكذا بعد مضغة واحدة

كيف يعلم!

رفع كتفيه ببساطة قائلاً

_للتو أنتِ ابتلعتي الطعام دون مضغه جيدًا! "

هل حقًا فعلت!
وهل يراقبني بهذا الكثب!

توقفي عن الاسراف بالتفكير فى كل ما يفعله ديانا

تناولي و اخرجي بسرعة..

شرعت فى تناول كل ما بالطبق بسرعة عسى أن ينتهى و أذهب من هنا

_إذًا أخبريني من أين أنتِ و كيف وصلتي ل فيرخو "

سأل ليقطع الصمت بيننا

لا أريد خوض أي محادثة معك يا رجل الشتاء
لا أريد...

_اويمياكون ، لقد اصطادني أحد الأوروبيين حين خرجت لجلب المياة من النهر"

قلت بنبرة خافتة
إلهي ليصمت  و لا يطرح المزيد من الاسئلة

_وكاحلك المصاب؟"

لا أعلم لماذا يشغل باله ب إصابتي حتى!

_اصابني الصياد بسهم أثناء هروبي"

قلت ب اقتضاب و كنت قد أنهيت طبقي للتو

_هل يمكنني الذهاب الأن؟"

سألت دون أن أنظر إليه و طال صمته

كان يتأملني لفترة لا بأس بها ، نظراته ثقيلة للغاية على قلبي

لا يمكن أن تشعر بالألم من نظرة أليس كذلك!

ولكن عيونه قاسية و باردة للغاية

أشعر بالألم ، أشعر بالبرد..

_اذهبي"

ما أن قالها قد نهضت مسرعة نحو الباب

_ديانا.."

تجمدت بمكاني عندما خرج أسمي من بين شفتيه

شعور غريب يراودني..

لماذا يحمل اسمي من بين شفتيه تلك النغمة الناعمة

لماذا أشعر وكأن تلك النغمة مألوفة!

_تعلمين أن بدوني كنتِ لتموتي بشوارع فيرخو أليس كذلك؟"

سأل بنبرته الباردة و لم التفت إليه بل أن

_أعلم"

خرجت خافتة للغاية و لا أظنه قد سمعها من الأساس

_لذا كل ما عليكِ فعله أن تكوني ممتنة و لا تحاولي فعل شيئ ما سيجعلني أؤذيكِ ، أنا لأ أريد أذيتكِ"

وضعت كفي فوق قلبي و همست بنبرة مرتجفة

_حسنًا.."

_جيد ، يمكنكِ مرافقة مارثا فى جولة حول المكان الأن"

قالها بنبرة اعتيادية و أنا فتحت ذلك الباب و خرجت راكضة

و أخيرًا استطعت التنفس

..

_اسمعي ، قصرنا مقسم إلى اربعة أجزاء موزعة فوق قمم سلسلة الجبال التى نقف فوقها الأن ، هناك الجزء الشرقي من القصر هناك يسكن أغلب العاملين بالمناجم والذين يعملون تحت إمرة الحاكم ... هو يوفر لهم و عائلاتهم المسكن بجانب العمل"

كنا جالسين بذات الحديقة الخلفية التى كنت بها من قبل  و هى تحاول شرح المكان لي شفاهيًا لأن الحاكم و لسبب ما منع خروجي من الجزء الشمالي
و لا حتى للحديقة الأمامية ومدخل القصر

عند قدومنا هو عصب عيوني كي لا أرى الطريق
والأن هو منع خروجي للحديقة الأمامية لأنها بالتأكيد منفذ للخروج من هنا

بشكل أو بأخر هو يعلم أنني أود الهرب..

_و هناك الجزء الغربي ، هو أهم جزء بالنسبة لنا ، هناك يتم تنظيف الثياب و ترتيبها و من ثم إرسالها إلى باقي الاجزاء ، بالإضافة للخياطين بالطبع ، أيضًا هناك رعاة البهائم خاصتنا ، بالمناسبة ذلك الجزء يوزع الجبن و الحليب و الدواجن لكبار عائلات فيرخو كلهم "

صمتت لوهلة ثم قالت

_والجزء الجنوبي حيث يدير الحاكم كافة اعماله السياسية و يتم الترحيب بالزائرين هناك أيضًا و أخيرًا الجزء الشمالي خاصتنا"

لقد اخذتني جولة بالجزء الشمالي سلفًا

ليس شاسع المساحة و لكنه مقسم لمساحات متسوية

بالطابق الأول هناك أحد الممرات الطويلة و يقبع به غرفتان
واحدة لمارثا و واحدة لغريس

والمطبخ و الغرفة الرخامية خاصة الإستحمام و غرفة الطعام التى تناولت الإفطار بها

بالطابق الثاني كان هناك ثلاثة غرف
واحدة للحاكم و واحدة لحبيبه و الثالثة كانت غرفة خاصة بالعمل  و اخيرًا كانت ردهة واسعة بها عدة ارائك مبطنة بالقماش السميك و مدفئة ضخمة و أمامها مقعد و طاولة مستديرة بجانبه..

الطابق الثاني كله كان يخصه هو
بشكل أو بأخر كل شيئ بهذا الطابق يشبهه
قاسيًا و بارد للغاية

ولكن..

جميل...

بالطابق الثالث كانت غرفتي و غرفتين قالت مارثا أنهم فارغين حاليًا

أنا أسكن بهذا الطابق الموحش وحدي!

لم أعلم سوى الأن و هذا حقًا مخيف..

_تلك الحديقة أهداها يونغي لجيمين منذ ما يقارب الخمس سنوات ، جيمين لا يتوقف عن العزف أبدًا ، حتى أن ألحانه اصبحت تزعج يونغي بفترة ما لأنه يعزف طوال الليل تقريبًا و غرفهم متقاربة... لذا اهداه تلك الحديقة ليعزف بها طوال الليل "

هل هم معًا منذ خمس سنوات!!

هذه مدة كبيرة بالفعل..
لاحظت مارثا ملامحي المتعجبة لتضحك قليلاً

_يونغي يعرف جيمين منذ ما يقارب العشر سنوات ، كان جيمين بعمر الثلاثة عشر وقتها و كان يعمل بمخبز بفيرخو... مالك ذلك المخبز كان من أكبر عائلات ، تعلمين بشأن قتال الحاكم مع كبار العائلات صحيح؟"

هززت رأسي ب إهتمام لتسترسل هى

_بعد إنتصاره عليهم طردهم من المدينة و أعدم الكثير منهم و لكنه عاد للمنزل ذات يوم وبيده طفل صغير و كان ذلك الطفل هو جيمين "

شهقت بدهشة و بعيون متوسعة

_هل هذا يعني أن ذلك رمادي الشعر أصغر مني!!"

_كم عمرك أنتِ! "

_خمسة و عشرون "

وشهقت هى هذه المرة

_يا فتاة ، ظننتك بالثامنة عشر، أقسم!!"

أبعدت إحدى خصلاتي عن وجهي متنهدة

_أعلم ، وجهي يبدو أصغر مما أنا عليه و لكنني كبيرة كفاية ، لدي إبن شاب أطول مني و منكِ"

رمشت هى بعدم استيعاب و بصدمة كبيرة لأضحك بخفة

_هل أنتِ متزوجة!!"

سألت بصدمة لأضحك مرة أخرى

_لا ، هو شقيقي الأصغر"

ابتسمت هى بدفء و قالت

_لا بد أنكِ تشتاقين إليه كثيرًا "

لا تعلمين كم اشتاق إليه...

كما تشتاق تلك السماء الغائمة لقرص الشمس الدافئ

شعرت بالدموع تتجمع بعيوني لذا أنا نهضت بسرعة أحكم الوشاح الثقيل حول جسدي

_اا... لنعود للداخل ، البرودة اصبحت لا تطاق.."

وهى نهضت بعد أن هزت رأسها بود لي ...

✿           ✿        ✿           ✿          ✿

..

فى السابعة مساءً بوسط مدينة فيرخو و فى أحد الأزقة الضيقة 

جلس شاب ذو خصلات طويلة يجمعهم بقطعة خيط سميك
يسند ظهره ضد الجدار الرث ، رأسه بين ركبتيه و احدى يديه المربوطة بوشاح رأس نسائي أحمر كانت متدلية بيأس

مغمض العينين

اصوات المدينة الصاخبة لا تصل لأذنيه..
تلك البرودة الطاغية لا تؤثر بجسده حتى مع ثيابه الخفيفة نوعًا ما

شعر بخطوات هادئة تتقدم منه ، خطوات يعلم وقعها جيدًا لذا لم يعطي رد فعل سريع

هو أكثر من بارع فى حفظ الأصوات
هو يستطيع تمييز الأشخاص من خطواتهم فقط..

صاحب الخطوات قد جلس أرضًا بجانبه و أسند ظهره للجدار أيضًا

نكز الأكبر الأصغر منه بذراعه لذا رفع وجهه نحوه بهدوء

رفع رغيف من الخبز أمامه و قال ب إبتسامة صغيرة

_أحضرت العشاء.."

_لماذا تأخرت كثيرًا تاي ، من أين حصلت على قطعة الخبز هذه من الأساس ؟"

قال الأصغر بحواجب معقودة ليزم الأكبر شفتيه بينما يقسم الرغيف لقطعتين غير متساويين الحجم

مد القطعة الأكبر لصاحبه و قال

_توقف عن التذمر بخصوص كل شيئ جونغكوك ، تناول هيا "

تأمل الأصغر قطعة الخبز لوهلة قبل ان يلتقطها و حينها أبتسم صاحبه و قضم من قطعته

قضم جونغكوك قطعة ليمضغها بهدوء بينما استند كلاهما على الجدار مرة أخرى

كان الخبز قاسيًا ، بارد  لا طعم له ولا رائحة

_خبز نونا كان دائمًا ساخن و لذيذ "

نبس بنبرة خافتة ليتوقف الأكبر عن مضغ ما بفمه

_سنعثر عليها جونغكوك ، إياك أن تيأس"

قالها بقوة مزيفة ، و كلاهما يعلمان هذا..

انزلقت قطعة الخبز القاسية من يد الأصغر  و تعلقت عينيه بالأرض بشرود

_أخشى أن يموت أحدنا قبل نعثر عليها هيونغ "

ترك تايهيونغ قطعة الخبز خاصته أيضًا ليربت فوق كتف صديقه

_ جونغكوك أنظر إليّ ، لا أحد منا سيموت يا أخي ، سنعثر على ديانا.. سنأخذها و نعود لقريتنا سويًا.. ثلاثتنا كما كنا دائمًا "

_بربك يا تايهيونغ ، توقف عن الكذب لمرة واحدة ، إنظر إلينا... لقد مر اسبوعين و لم نتناول وجبة واحدة مناسبة.. حتى قطعة الخبز تلك لا بد أنك سرقتها من مكان ما.. أنتهت أموالنا ، لا يوجد مكان لننام به ، سنموت من البرد لو أمضينا الليلة بالشارع ..."

نبرته تحولت من خافتة لاخرى غاضبة ، حانقة..
كلاهما يعلمان أنهم لن ينجو لو ناموا هذه الليلة بالشارع

إن لم يقتلهم الجوع سيقتلهم البرد..

_لا نعلم أين أخذوها ، أين ذهبوا ب ديانا يا تايهيونغ.. لماذا لا يدلنا أحد... هل قتلوها! ، هل باعوها لشخص أجنبي و اخذها لمدينته!! ، هل سأموت قبل أن أقول وداعًا لأختي يا تايهيونغ!"

كوب تايهيونغ وجه صديقه الذي تجمعت الدموع بعينيه و قال بقوة

_توقف واللعنة ، أخبرتك أننا سنعثر عليها ، سنعود لقريتنا سالمين جونغكوك ، لا تخاف أنا معك"

اصوات معدتهم الفارغة جعلت من جونغكوك يغلق عينيه بينما يضغط على أسنانه بغضب

_حسنًا ، سنعثر عليها ... سنعود لقريتنا سالمين أيضًا.."

ردد بعيون مغلقة ليبتسم الأكبر بمرارة

_نعم.. هذا هو جونغكوك الذي أعرفه.."

حرر الأصغر وجهه من بين كفوف الأكبر ثم فرك عينيه قليلاً و تنهد بقوة

_ولكن أولاً ، نحن بحاجة للطعام و مكان لنقضي الليل به ، يجب أن نكون احياء كي نعثر عليها هيونغ"

قطب تايهيونغ حاجبيه وقال

_اصبحنا مشهورين بكوننا صانعين مشاكل ،لن  نستطيع سرقة الطعام  ، سيقبضون علينا.."

بلل جونغكوك شفتيه لوهلة ثم نبس

_لن نسرق الطعام ، سنشتريه."

رمش الأكبر ببلاهة

_لا نملك ولا قطعة ذهبية واحدة!"

زم الأصغر شفتيه لوهلة ، بدى متردد فيما يريد قوله

_اا ، هل تذكر تلك الفتاة العاملة ب بيت البغاء ؟"

_أي واحدة!"

_هيا هيونغ ، الفتاة الصهباء"

أصدر تايهيونغ همهمة قصيرة بعد أن تذكر الفتاة

_نعم تذكرتها ، ما بها!"

تحمحم الأصغر قليلاً قبل أن يقول

_أخبرتني أنها ستعرفني إلى صديقتها الثرية إن أردت.. أخبرتني أنني سأجني الأموال إن وافقت"

مازال تايهيونغ لم يفهم ما يرمى إليه صديقه هنا لذا قال

_لم أفهم ، كيف ستجني الأموال من خلال معرفتك بصديقة بائعة الهوى!!"

زفر جونغكوك بحنق

_تايهيونغ أنت بالفعل غبي"

_يااا.... تحدث بوضوح ، تعلم أنني اكره التلميحات!"

_اللعنة على هذا الأمر ، أسمع أنا سأضاجع تلك الفتاة الثرية مقابل الأموال هل فهمت الأن!!!"

صاح الأصغر بحنق ليتجمد صديقه لفترة قبل أن يشهق بصدمة

_بائع هوى يا جونغكوك!!!"

قطب الأصغر حاجبيه بغضب

_بائع هوى حي ، أفضل من صياد ميت يا عزيزي ، كيف تتوقع مني جني المال السريع إذًا ، علينا تناول الطعام و المبيت بمكان ما يا تايهيونغ و إلا ستشرق شمس الغد على جثثنا "

فتح فمه ليعترض و لكنه أغلقه مرة أخرى
بالفعل لا يوجد سبيل أخر..

_ولكن ماذا عني ، أنت ستذهب لمضاجعة الفتاة الثرية و لتقضي الليلة هناك ، و أنا!!... بصفتي من سأذهب معك! ، مساعدك الشخصي أم ماذا!"

حك الأصغر ذقنه بتفكير ثم قال

_لا تقلق هيونغ ، سأجد لك عمل ما.. ثق بي ، جونغكوك سيحل كل شيئ.."

..

_جونغكوك ، قلبي ليس مطمئن... أسمع لنعود ، يمكننا سرقة بعض الطعام هيا.."

تذمر تايهيونغ بينما يجلس كلاهما بغرفة متوسطة الحجم بفندق صغير بوسط المدينة

جونغكوك كان قد أنهى استحمامه للتو و ارتدى قميص من الكتان و سروال قماشي فضفاض يخصون الأكبر

خلل أصابعه بخصلاته المبللة وقال

_اهدأ هيونغ.. الأمر بسيط ستأتي الفتاة الثرية بعد قليل و سأنتهي منها سريعًا و نحصل على القطع الذهبية و علاوة على ذلك سنبيت هذه الليلة هنا ، الفتاة قد دفعت ثمن هذه الغرفة و غرفة أخرى لك.."

_اللعنة عليك و هل تعرف كيف تضاجع الفتيات من الأصل!!"

صاح بوجهه بغضب ليشهق الأصغر بصدمة

_كيم تايهيونغ ، عمري عشرون عامًا .. لستُ طفل! "

رفع سبابته بوجهه و أكمل

_لقد فعلتها أكثر مما فعلتها أنت و لنراهن على هذا"

كتف الأكبر ذراعيه و قال

_بالتأكيد باحلامك المبتلة ، لقد أمضيت كل حياتك بالبحر أيها الكاذب "

_ولكن السفن ترسوا بالمدن يا عزيزي اولا تعلم!"

طرقة رقيقة على الباب قد أوقفت كلاهما عن الجدل ، زفر جونغكوك الهواء من صدره و قال محذرًا

_إياك أن تتفوه بالهراء أمامها ، لا تتحدث ابدًا يا تايهيونغ فحديثك يخرب كل شيئ "

توجه ذو الخصلات الطويلة نحو الباب و فتحه وظهرت من خلفه الفتاة المنشودة

تغطي وجهها بغطاء حريري و بالنظر لثيابها الباهظة و المجوهرات الكثيرة التى تزين يديه يمكنه معرفة هذا

هى بالفعل ثرية جدًا ..

دلفت الفتاة بعد أن نظرت حولها بريب و ما أن أغلق جونغكوك الباب حتى خلع غطاء وجهها و شعرها لتتنهد براحة

كانت شقراء ذو عيون زرقاء ك اغلب الروسيات هنا

_آه كاد أبى أن يقبض عليّ ، حمدلله لقد استطعت الهرب "

قالت ضاحكة ثم رمقت الشابان هنا بعيون متفصحة
_أنت جونغكوك صحيح؟ "

اعطاها تلك الإبتسامة الساحرة خاصته ثم التقط كفها المزين بالألماس و وضع قبلة نبيلة فوقه

_فى خدمتك آنستي"

قهقهت هى ببلاهة واضحة

_أنت لطيف.. حسنًا و من ذلك الوسيم هناك ، لويزا أخبرتني عنك فقط ، ماهذا عرض واحد و واحد هدية!"

قلب تايهيونغ عينيه سرًا ، هو لا يطيق الأشخاص السخيفة مثلها تمامًا...

_اا ، إنه شقيقي الأكبر هو أبكم ولن يبقى هنا ، سيغادر حالاً"

وسع تايهيونغ عينيه بصدمة ليشير له الأصغر بأن يغادر

_هيا أخي ، يمكنك الذهاب الأن ، غرفتك بآخر الرواق "

جز تايهيونغ على أسنانه و رمق الاخر بنظرة متوعدة قبل أن يخطو لخارج الغرفة بصمت

_مهلا كيف سمعك! ، الم تقل انه أبكم ؟"

تسألت الفتاة ليحيط ذلك الساحر بخصرها بذراعه القوية

_قراءة الشفاة مهارة متوارثة بعائلتنا"

غمزها بنهاية حديثه لتبتسم بخجل ثم اعتذر منها كي يذهب ويغلق الباب

تركها و خطى نحو الباب خلف تايهيونغ وقبل أن يفعل همس له

_لا تنام على الفور ، سوف أرسل بعض الطعام لغرفتك"

هز الأكبر رأسه على مضض ثم ذهب و أغلق جونغكوك الباب خلفه ..

✿           ✿        ✿           ✿          ✿

..

تقلبت فوق ذلك السرير الناعم للمرة التى لا أعلم عددها

لا أعلم كم الوقت الأن و لكنه متأخر كثيرًا بالتأكيد..

شددت البطانية حول جسدي لأنعم ببعض الدفء

هذه الليلة ربما تكون أبرد ليلة مرت ب ديسمبر لهذا العام

الهواء فى الخارج صاخب للغاية ، يخوض معركة ضارية مع نافذة الغرفة ، أعتقد أن هناك عاصفة على وشك الهبوب

و أخيرًا نهضت من السرير بينما مازلت الف جسدي جيدًا بالغطاء الدافئ

توجهت نحو الموقد

ربما سيساعدني مشروب نعناع دافئ على النوم

وضعت الأبريق فوق النار ثم توجهت للجلوس أرضًا بجانب المدفأة

ها هو الدفء المحبب إلى قلبي يغمرني و أزيز النار يبث السكينة إلى قلبي

الن ينتهى الشتاء أبدًا!!

أنا فقط أود الذهاب لمكان دافئ ، أود الاستلقاء فوق الرمال الساخنة و اشعر بأشعة الشمس تلسع جلدي بحب و مياة البحر تداعب بشرتي بنعومة و رائحتها المالحة تسكن أنفي

أكره هذا الشتاء و أكره برودته و قسوته
ولكنني عالقه معه..

بشكل أو بأخر أشعر بأن حياتي ستنتهي بين هذه الثلوج الكثيفة

سيأتي الموت بمعطفه الأسود ليأخذني دون أن اشعر بالدفء يومًا بهذه الحياة البائسة...

نهضت وتوجهت نحو الخزانة الخشبية بجانب الموقد لأبحث عن بعض النعناع المجفف

صدرت عني تنهيدة خائبة ، كيف أنتهي النعناع!

لا بد أنني شربت الكثير دون أن أشعر..

ربما عليّ النزول للمطبخ و الحصول على البعض

ام فقط اكتفي ببعض الشاي!

ولكن الشاي لن يساعدني على النوم أبدًا..

لا بأس ديانا سنجلب القليل من النعناع و نصعد فورًا

الجميع نائمين على كل حال..

...

.

نزلت الدرجات الحجرية بحذر ، اخشى الوقوع بسبب الحذاء الواسع الذى ارتديه الأن..

انقبض قلبي لا إراديًا عندما مررت بالطابق الثاني و الذي ينتمي إليه..

كنت سأذهب فورًا و لكنني لمحته هناك..

كان جالسًا أمام المقعد الكبير أمام المدفأة و بجانبه على الطاولة كانت زجاجة نبيذ مفتوحة

كفه العملاق كان يحاوط كأس زجاجية بقى بها القليل من المشروب و خصلاته الحالكة الطويلة هى كل ما المح منه ، حيث كان يقابلني بظهره..

يجلس براحة فوق هذا المقعد و بدى هادئ للغاية و كأنه تمثال و ليس بشر حقيقي

_ماذا تفعلين خارج غرفتكِ بهذا الوقت؟"

جفلت عندما تحدث بهدوء
وهل يمتلك عين برأسه!!
كيف استطاع الشعور بوجودي!
بل كيف علم أنني أنا من أقف خلفه و ليس شخص أخر

_شعرت بالبرد ، كنت فى طريقي للمطبخ للحصول على بعض النعناع المجفف"

قلت بنبرة هادئة عكس دواخلي الأن ليرد بذات النبرة الهادئة

_النعناع ليس كافيًا ليدفء جسدك و خصوصًا بهذا الطقس السيئ"

نبرته مختلفة هذه الليلة ، ربما أكثر عمقًا ، لا أعلم إن كانت نبرة شخص يود النوم أم نبرة شخص ثمل..

_تعالي ، سأعطيكِ رشفة من مشروبي ، سيعمل جيدًا على تدفئة جسدك"

تراجعت خطوتان للوراء و نظفت حلقي قبل أن أقول

_شكرًا سيدي ، أظنني سأكتفي بالنعناع ، عمت مساءً"

كنت سأكمل طريقي للأسفل ولكنني استمعت لنبرته مرة أخرى

_أنا قلت تعالي أليس كذلك؟"

وتجمدت خطواتي..

قفز لعقلي حديثه بأن كل ما يخرج من فمه قانون

ذلك الحديث الطويل بغرفة الطعام

شددت قبضتي حول تنورتي و تقدمت منه حتى توقفت بجانب مقعده

و لم استطيع منع عيوني من الانزلاق ناحيته
كان مغمض العينين و رأسه مسنود ب استرخاء على ظهر المقعد المبطن

خصلاته الناعمة مبعثرة فوق جبهته لتعطيه مظهر أقل حدة مما هو عليه دائما

يرتدي منامة حريرية سوداء مفتوحة الأزرار العلوية لتظهر القليل من بشرة صدره الناصعة كالجليد

يضع طبق يحتوي على العنب الأحمر فوق فخذيه المفرقان

_يمكنكِ الجلوس بمكان طبق العنب لو أردتِ ، لن يعترض على هذا "

توسعت عيوني بدهشة عندما انسابت تلك الجملة من بين شفتيه و اختلت نبضات قلبي..

فتح عينيه أخيرًا لينظر إلي و على الفور اشحت بنظراتي بعيدًا

_طبق العنب فوق فخذي الأن ، يمكنكِ أخذ مكانه على الطاولة.."

آه ، هذا ما قصده إذًا...

مد يده و سحب زجاجة النبيذ عن الطاولة ليضعها أرضًا بجانب قدميه

نظرت للطاولة بتردد

قريبة جدًا منه ....

الجلوس بهذا القرب منه إما يجمدني خوفًا أو يذيب عظامي رعبًا..

_هل تظنيني سأنتظركِ للأبد ؟"

جلست فوق الطاولة المستديرة دون حديث و علقت عيوني بذلك الحطب المشتعل

استمعت لصوت النبيذ بينما ينزلق بخفة بداخل الكأس الزجاجية و بعد لحظات وجدت يمد ذات الكأس الذي كان يشرب منها نحوي..

التقطتها منه بعد تردد و سمعته ينبس

_أشربي"

قربت الكأس من فمي متجنبة الأرتشاف من ذات البقعة التى كانت موطن لشفتيه

وارتشفت القليل..

سرى ذلك المشروب اللاذع بحلقي ببطء لأتحمحم قليلاً

أشعر بعيونه الداكنة تراقبني و لكنني لم أزيح بصري عن المدفأة

أخر شيئ أود فعله الأن هو التقاء عيوننا سويًا..

_لم تجفلي من مذاقه!"

سألني لأرتشف من الكأس مرة أخرى

_ليست أول مرة.."

استمعت لضحكة صغيرة   و متحشرجة قد غادرت حنجرته

_هذا شيئ لم اتوقعه ، النبيذ باهظ الثمن كيف حصلتِ عليه يا فتاة اويمياكون؟"

من الغريب أن أجلس هنا و أحظي بمحادثة ودية مع ذلك الرجل المرعب صحيح!!

أخذت رشفة ثالثة و قد بدأت اشعر بالدفء يسري إلى جسدي بالفعل

_أخى كان يعود للمنزل بعيد الميلاد و معه زجاجة و بعض الهدايا الأخرى"

رشفة رابعة و قد اشتقت لجونغكوك..

_أخيكِ إذًا.."

تمتم و ارتشفت الخامسة ، لماذا ملئ كأسي لهذه الدرجة!!

_نعم أخي "

تمتمت و ارتشفت مرة أخرى ، وكأن رأسي يدور!

_هل افتقدتيه؟"

انسابت الكلمات من بين شفتاي بسهولة هذه المرة

_كثيرًا... و افتقدت تايهيونغ المزعج أيضًا"

اسند ذقنه إلى كفه و عيونه تنزلق فوق جسدي بسلاسة
كما تنزلق السكين بقطعة الزبدة الطرية..

_تايهيونغ !"

رفعت كأسي لأرتشف منه و لكنه كان فارغ!
متى أنهيته أنا!!

لحظة واحدة وامتلئ الكأس مرة أخرى

رائع..

رأيت يضع الزجاجة أرضًا دون أن يزيح عيونه عني

أشعر بالحر فجأة...

_تايهيونغ... هو الطف مزعج بالعالم ، لو كان هنا كان لينهرني لكوني شربت اكثر من كأس واحد"

لا اعلم لماذا ولكنني أشعر بحاجة للحديث..

أود الثرثرة للأبد دون أن اغلق فمي وهو!

بدى مستمتع بينما يراقبني..

_جونغكوك يحب تدليلي.. سيعطيني أي شيئ فقط لأنني أريد و ليحترق العالم بعدها و لن يهمه... تايهيونغ مختلف... أعلم أنه يحبني كثيرًا و لكنه نوعًا ما ك الأب الذي لم أحظى به.. دائما يضع الحماية فوق كل شيئ هل تفهمني!"

ارتشفت الكثير هذه المرة ، ذلك المشروب كلما ارتشفت المزيد كلما زادت حلاوة طعمه..

_لقد إشتقت إليهم كثيرًا ، لماذا تبقيني بجانبك يا رجل الشتاء ، ألا يمكنك ارسالي لمنزلي! ، وجودي أو عدمه لن يشكل فارق لديك.. أنت لديك عائلتك و أنا أيضًا أريد عائلتي "

لا اعلم كيف تجمعت الدموع بعيوني الأن و لكنني أشعر بالوحدة تقتلني..

أنا أيضًا أريد عائلتي
هذا ليس عادلاً..

جفلت عندما سحب الكأس من بين أصابعي و نظرت إليه ب إستغراب

وجدت تلك النظرة المبهمة بعينيه

تأملني طويلاً و تأملته بعد..

تلك الندبة أسفل عينه اليسرى أود وبشدة لمسها..

فقط لأعلم كيف يبدو ملمسها..

_لا يمكنني"

هو نبس بينما وضع شفتيه فوق ذات البقعة التى كنت ارتشف منها..

ارتشف باقي الكأس بتمهل و قال

_هذا هو منزلك الأن ، لا يمكنكِ مغادرته..."

انتحبت بيأس

_لماذا يا سيدي.. لماذا تتشبث بي ، أنا أريد الذهاب"

طافت بنظراته الثقيلة فوق ملامحي قبل أن يقول بنبرة متحشرجة

_لأنكِ ملكي.. لا يمكنك أن تغادريني و أنتِ حية.."

توسعت عيوني و قلت

_هل هذا بسبب العشرون قطعة ذهبية! ، ماذا إن اعدتهم إليك هل ستتركني؟"

قهقهة بخفة و سألني

_وكيف ستفعلينها يا صغيرة ؟"

تحمست كثيرًا بهذه اللحظة و قفزت بمكاني

_يمكنني أن أعمل لديك ، أنا استطيع فعل الكثير من الأشياء... يمكنني العمل و رد الذهب لك"

بلل شفتيه ثم رمقني من أعلى لأسفل و نبس بنبرة خافتة

_أي نوع من العمل هذا  الذي سيجعلني أدفع لكِ عشرون قطعة ذهبية مقابله؟"

حسنًا هو محق..

فركت ذقني بتفكير ثم قلت بعيون متوسعة

_ولكنك ثري للغاية ، لماذا لا تدفع لي بسخاء إذًا"

وهو!

هو إبتسم...

لا أعلم إن كنت قد تخيلت هذا للتو ولكنه لديه إبتسامة جميلة للغاية!

_ولماذا لأدفع لكِ بسخاء ، أنتِ ملكي بالنهاية .. يمكنني جعلك تعملين بجهد للأبد دون أجر حتى"

نفخت الهواء بغضب و لا أعلم من أين أتتني الشجاعة..

هل أنا بالفعل جالسة و اخوض حوار سلس كهذا مع هذا الرجل المرعب!!

ولكنني لا أشعر بالخوف..

الحديث ينساب من بين شفاهي بسهولة ، أشعر وكأنني خفيفة كالريشة..

_حسنًا معك حق ، و لكنني فتاة لطيفة الا يرق قلبي لأجلي ولو قليلاً يا سيدي؟"

استعملت كل سحري و لطفي بهذه الجملة ، أعلم جيدًا تأثير وجه الجرو خاصتي بالأخريين

بالتأكيد سيتركني أذهب الأن..

ولكنه قهقه بصخب...

وللتو لاحظت أن عيونه تختفي عندما يضحك..
يبدو أقل رعبًا مما كان دائمًا

أو ربما أنا فقط ثملة...

_حسنًا أيتها الفتاة اللطيفة ، ساعقد معكِ صفقة رابحة"

نعم نعم هذا ما اعتقدته أنا

لم استطيع السيطرة على بريق عيوني بينما هززت رأسي إليه بمعنى اسمعك..

_سأعطيكِ عملا سهل للغاية و أعدك بنهاية هذا الشهر سوف تأخذين مقابله عشرون قطعة ذهبية"

قال ببعض الخبث ولكنني كنت متحمسة للغاية لأعلق على هذا

_اخبرني ما هو"

قرب وجهه مني لذا أنا جفلت و ابتعدت للخلف

ابتسم بخفة ثم قال

_من الأن وحتى نهاية الشهر ستكونين بجانبي.. ، ستتناولين الطعام معي و تسهرين ليلاً معي ، تخرجين للصيد معي و ستتحدثين معي...و الأهم من كل هذا..."

ضيقت عيوني و سألته

_ ما هو الأهم من كل هذا!"

رفع حاجبيه بتحدي و قال

_لا أريد رؤية ذلك الرعب بعيونك تجاهي ، لن تخافي مني و لو شعرت لوهلة بخوفك فسوف يكون إتفاقنا لاغي.."

حسنًا بدى لي هذا سهل للغاية..

ما أنا لست خائفة منه الأن...

والجلوس معه ليس بذلك السوء
اليس كذلك!

_حسنًا ، موافقة.."

و اعتلت البسمة شفتيه

_فتاة جيدة..."

..

...

.

...

نهاية البارت🚶

بصوا عشان اللي مشافش سيريوس قبل ما يقرأ ميدنايت

الرواية مش هتدور على ديانا و يونغي بس

البطولة مشتركة مع جونغكوك كمان..

يعني جونغكوك كمان ليه قصة  و فيما بعد المشاهد بتاعت هتوضح أكتر

طبعًا اللي شاف سيريوس هيكون عارف

ميدنايت هتكون نفس سيريوس احداثها مش بتقتصر على الثنائي الرئيسي و لكن بتدور على الشخصيات الجانبية كمان

المهم قولولي آراء

تايكوك

و ديانا و يونغي

جيمين👀

وبس كدا

اتحمسوا معايا عشان كل ما الاحداث بتمشي كل ما بتحصل الأحداث المحببة لقلبي😭

واللي بدايتها كان انهاردة بالمناسبة

يلا متنسوش الفوت و الكومنت و اشوفكم البارت الجاي

سلاااام 🚶

Continue Reading

You'll Also Like

209K 12.5K 77
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...
27.2K 3.4K 11
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
25.4K 1K 29
عندما كنت أبحث عن مكان لتدريبي الجامعي لم أكن أظن أنني سألتقي بمن ينتشلني من آلامي . جونغكوك "جيمين مارس معي الجنس " جيمين "الهذا السبب قبلتني بالعم...
2.3M 76.7K 21
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...