سيرة ذاتية لِميغالومانيا | Au...

By Racheee_0

443 31 16

فقالت : أنا متعطشة للأضواء لشهرة ولمجاملات العبثية أنا مصابة بمغالومانيا أنا هي " أكتوبر لاتينا فاريل ". رو... More

00. المقدمة
02. تأثير الجناح الفراشة .
03. العجوز .
04. الشهوات يتم توريثها .
05. النوتة C8
06. الإسم الآخر للفنان
07. حديث التماثيل
08.الغير قابل للقراءة

01 . أسطورة

67 7 6
By Racheee_0

" الميغالومانيا هي عبارة عن شعور .
ذلك أقصى ما يمكنني قوله من فلسفتي معه .

وقد علمت أنني إذا ترجمتهُ لعالم الأساطير كان حديقة في مدينة العقلاء تم منحها إسم "جنون العظمة " .

في مخيلتي كانت حديقة لها أسوار مخفية لم تكن محدودة لناظر من بعيد .

وقد تتوزعت فيها المقاعد المهجورة ولكن كانت لها فتاة حارسة ترتدي رداءاً أحمر كانت دائمةَ الجلوس في أحد تلك المقاعد .

في زمن مجهول قد عبر الأسوار فتى إسمه نرجس وقد كان بسيط المظهر ، لكن قد كان كل ما تمنته الفتاة .

كان نرجس قد حدد موعد خطوبته منذ أيام قليلة ، ولكن الفتاة لم تعرف وإن عرفت لم تكن لتهتم . فقد وقعت في غرامه بعد الحديث الأول معه .
وأصبحت كل يوم تنتظر مجيئه وحديثه .

عرف شعب مدينة العقلاء أن الروح كانت شمعة في ذلك الزمن .

عكس الفتاة الساكنة في الحديقة التي لم تفقه شيئا .

شمعةُ الفتاة أضاءت بوجود نرجس ولم تنطفئ ، وأصبحت تَقصُر حياة تلك الروح بقِصرِ طول الشمعة .

كانت قد مرضت بالعشق .
أصبحت تهوى يوما بعد يوم .

شاع في المدينة أن نرجس قد سافر في رحلة ما .

حين سمعت الفتاة تلك الأخبار بقيت في ذلك المقعد ولم تغادره طمعاً في مجيئ معشوقها .

وهن جسدها وتحللت جثتها ، إندمجت ذراتها مع التراب .

مرت سنة وقد عبر الأسوار مرة أخرى نرجس و خاتم زواجه يزين إصبعه ، جلس في مقعدها و قدماهُ فوق ترابها .

وضع بجانبه هديته للفتاة التي كانت عبارة عن مِرآة .

سافرت به ذاكرته لحديثه معها حين تحدث معها عن الجمال وكيف يقيمه الناس حين خاطبها قائلا :
"أنت جميلة ،حتى ولو لم توافقي معايير المجتمع "

لتجيبه بنبرة توتر "لا أصدقك ".

فيقول بعدم إهتمام "أنظري للمرآة إن لم تصدقي " .

لتقول له : "لا أملك واحدة " .

ليقدم وجهه أمام وجهها ويقول
" أنظري لإنعكاسك في عيناي إذا "

عاد لواقعه وهو ينظر لخاتمه .

يقال أن في تلك اللحظة قد نزلت دمعة من السماء لامست بشرة نرجس ، كانت بها لعنة جعلت شمعة نرجس تضيء حين نظر لنفسه في المرآة .

أصبح عاشقاً لنفسه وليس لأحد آخر ، ذلك لحفظ كرامة الفتاة العاشقة .

إنتشر في المدينة خبر فتى يجلس محدقاً لنفسه في المرآة .

إستنكر العقلاء ما حدث وقالو إن الحديقة بها خطب ما كسحرٍ سيء مثلا ، متجاهلين تسمية أنفسهم بالعقلاء .

بقي نرجس على حاله يحدق لنفسه ، بعد أن هجرته زوجته ليموت بعد أشهر وتتحل جثته في تلك الحديقة المهجورة .

سقطت ذاراته من ذلك المقعد وعانقت ذرات الفتاة .

وبعد مدة نبتت عند ذلك المقعد نبتة النرجس وفصلاً بعد فصل غزا النرجس الحديقة .
وعرف العالم الجذع الأول لِ "ميغالومانيا "
قد كانت النرجسية "


___________

أذكر أنها أنهت هذه القصة وقبلت وجنتي تفوح منها رائحة النبيذ .

لتنطفأ الأنوار تحت نغمة صوتها وهي تغني في أغنية لا أذكرها .

تكرر المشهد و كلماتُ الأسطورة كل مرة و كانت رائحة النبيذ تزداد في كل مرة .

كانت تلك والدتي المدعوة بكتاليا رافيل الكاتبة أمريكية ذات أصول أوروبية و التي إعتزلت في أوج شهرتها .

تزوجت رجلا برازيلي كان يعمل كنجار لتحصد لقب رافيل وتستقر في حي لاتيني إسمه " لابا " بريو دي جانيرو .

حيٌ تعزفُ فيه السالسا وبعض الريجاتون و الشورو و الفورو . إن بقيت أعدد تلك الأنواع الموسيقية سأقع في حبها .

لطالما تفاخرت والدتي أنها عاشت قصة حب أرجعت والدي للحياة .

قصة حب جعلت وِلادتي ممكنةً
" أنا أكتوبر لاتينا فاريل "

الإسم الأوسط "لاتينا" لم يكن هناك شيء مبتذل في حياتي بقدره، لأنه لم يسعني سوى تمني إسم جميل وأنا في بطن والدتي .
التي كان كلامها صحيح حين قالت :

"الكمال غير ممكن إن تمنيته
لكنه ممكن إن أردته " .

كلمات قالتها والدتي كلما شاهدنا التلفاز معا ولحسن الحظ لقد كانت تلك الدقائق أمامه . فترة الكوميديا في طفولتي .

التي شكلت نكتة أمام ناظري.

"الشهرة شيء غير مرغوب لدى ممتلكيه "

كانت تلك أكثر نكتة مضحكة عبرت حياتي . لم أمنع يوماً نفسي من الضحك عليها ،ودموع تغمر عيناي .

أشاهد تلك المقابلات مع المشاهير على التلفاز ، التي أغلبها يبث مساءاً .

في العادة تكون المقابلة هادئة إلى أن يحين ما يعتبره الناس سؤالا عميق .

"هل الشهرة تعيقك ؟ أم هل تجعلك حزينا " .

يا إلهي ذلك حقا سؤال ساخر ، إنه رغبة من المضيف لجعل الحوار درامي مشوق ويا لها من رغبة يائسة .

تلك المقابلات التي ترعرت عليها تذاع التلفاز الموضوع بأعلى صوت ، أسمعها وأنا أحل الواجبات المنزلية إذا لم أكن أمامه .

و والدتي التي أناملها تداعب كوب القهوة الذي دائما كان مسكوبا بداخل النبيذ الإسباني .

لم أعلم أن تلك اللحظات العابرة جعلت الشهرة تغزو عقلي دون وعي .

لكن في الصباح الموالي ينشأ جدال في المنزل يأكدُ منعي من تخيلِ نفسي طرفاً في تلك المقابلة .

فقد نبع التناقض من منزلي الذي إحتوى ضحكات رومنسية ودندنة لأغاني ذات إقاعٍ رومنسي أكثر بين والداي في المقابل إحتوى كذلك الجدالات والصراخ والبكاء .

كان مسرحاً للطخات من أحمر شفاه والدتي على ياقة والدي وكدماتٍ على أذرع والدتي مصدرها والدي .

ذلك التناقض جزء كبير من شخصيتي الحالية .

لكن كل هذه الأحداث العشوائية عقلي يقرأها الآن بسبب أنني كنت أتطلع لوالدتي دائمة الكتابة .
فكتبت مذكرات جعلت كل شيء ينحفر داخلي .

ففي عمر السادسة ضعت من والدتي في الحي ولمست آلة كمان منسية كانت ملكاً لفرقة على وشك التفكك . وعلق الغبار الذي كان قد كساها بإصبعي.

شعرت بيد سحبت معصمي كانت تلك والدتي أبعدتني عن تلك الآلة بسرعة والإعتذارات الموجهة لفرقة لم تفارق فاهها .


"أكتوبر لاتينا فاريل ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟ " .
كانت تتحدث بلهجة إسبانية برازيلية معاتبة . لم يكن يظهر عليها أي عدم إنتماء للبرازيل .

لم أعلم لماذا إختار أهلي التحدث بالإسبانية رغم أن الأغلب يتحدث البرتغالية في البرازيل .

مسحت أصابعي بمنديل بلطف عكس لهجتها القاسية.

حدقت عيناي بها وقلت بصوت يائس : " أريد.. أريدها "

رفعت عشبتيها تحدق بعيناي وقالت :
" للأسف ليس كل شيء نريده نملكه " .

والدتي كانت صريحة بأسلوب جارح حتى مع إبنتها في عمر السادسة .

_____

قد مرت أشهر وبلغت سن السابعة ، ليأتي في يوم من الأيام والدي
للمنزل حاملا لحقيبة على شكل مالمسته منذ فترة .

و أنا أطل من الباب مخبأة جسدي سمعتها تقول
" لماذا أحضرت هذا معك ؟".


"لقد تفككت فرقة صديقي برونو واعتزل هو عزف الكمان وقد قال أنّ لاتينا قد طلبت منه توريثها ذلك "
هذا ما قاله والدي بنبرة هادئة

لتلتفت والدتي لي إستعت أعيني كمن قد كشف أمره .

" توريث ! "
نطقت بتعجب لتظيف قائلة :

أين تعلمتي هذه الكلمة يا أكتوبر " .

كنت أعرف أنها آخر فرصة للحصول على ما أردته لذا قلت بصوت به نبرة بكاء : " في إحدى كتبك " .

وأردفتُ قائلةً : " أنا حقا أريده . العم برونو منحني إياه أرجوك "

نطق والدي وهو يمشي بإتجاهي ليحملني بين ذراعيه :
"أتركيها تجرب "

نطقت والدتي بإستسلام:
" نصف ساعة في اليوم هو كل ما ستملكينه ، إلى أن تتقنيه "

لم أكن بسن يستوعب قولها وافقت بأي ثمن كانت قد وضعته

وأضافت قائلة:
" ولا أقبل أن تقل علاماتك الدراسية فإن فعلت سأكسره " .

لقد كانت قاسية أو ربما خائفة لم أعد أعلم .

في سن الثامنة كنت تعلمت الأبجديات بسيطة مثل موضع اليد ، التقنيات الأساسية والقراءة الموسيقية .

في سن التاسعة كنت قد وقعت في حبِ تلك الآلة الخشبية ذات القلب الفارغ من المشاعر .
وتعلمت التنفس والتنغيم .

أما بسن العاشرة غرقت هياماً في الإقاع وتقنياته .

و كتبت عن نفسي في المذكرات يوم بلغت الحادية عشر ، وبدأ عزفي ينتظم إلى أن خلق معزوفة الإنفصام داخلي و أشعرني بأنني على المسرح .

فتحت عيوني وأذكر ذلك الشعور
" عدم الإنتماء لذلك المكان " الذي كان كشبح يرقص على عزفي .

في تلك اللحظة حلمت بالأضواء ناسية أنه

لقد حرمت الشهرة في منزلنا ، ولكن المحرمات تحدث .

_

________________

الفصل الأول من رواية سيرة ذاتية لمغالومانيا
تحت إسم الأسطورة قد إنتهى
أتمنى منك دعم الرواية التي في بدايتها الآن
حيث يعتبر هذا كمدخل لرواية.

ملاحظة إن روايتي إمتزجت فيها أحدات واقعية وربما أساطير لكنني أقوم بتعديلها بخيالي .
وبتالي فالرواية مزيج بين الخيال والواقع .

All the love for you thanks for reading ♡

Continue Reading

You'll Also Like

3.8M 114K 116
Dr. River Johnson didn't know the consequences of sleeping with the Capo of the Sicilian Mafia. She didn't even remember his name or face. But then t...
594K 62.8K 25
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
176K 35.7K 53
Becca Belfort i Haze Connors, choć przez swoich znajomych zmuszani do spędzania razem czasu całą paczką, od dawna się nie znoszą. Dogryzają sobie prz...
3.1M 252K 96
RANKED #1 CUTE #1 COMEDY-ROMANCE #2 YOUNG ADULT #2 BOLLYWOOD #2 LOVE AT FIRST SIGHT #3 PASSION #7 COMEDY-DRAMA #9 LOVE P.S - Do let me know if you...