فوت وكومنت نجومي
__________
يجلس بمكتبه بهندامه الاسود وملامحه حادة بينما يصب جل تركيزه على الاوراق ما بين يديه قبل ان يلتقط القلم الذي ثبته على اذنه ويكتب في احدى الاوراق بتمعن
"ادخل" اردف بثبات صوته لتدلف السكرتيرة بهدوء تحمل بيدها اوراق كثيرة وتضعها على سطح مكتب مديرها وتخبره "وثيقتان واربع صور تخص قضية باتريك"
همهم دون النظر نحوها لشدة تركيزه بالكتابة لتومىء هي وتغادر
زفر بقوة قبل ان يرمي ثقل جسده على الكرسي خلفه ويدعك جبينه بتعب فهو ومنذ يومين لم يتوقف عن العمل ، هو لم يرى او يحادث صديقه الماكث في المستشفى حتى
كان على وشك الانغماس في عمله مجددا لولا صوت رنين هاتفه ليلتقطه ويرى اسم المتصل قبل ان يبتسم ويجيب
"امي الجميلة.."
"ابني المبتذل .." هي ردت ليقهقه جونغكوك بخفة وتعاود هي الكلام
"لقد اعددت فطيرة التوت من اجل بيتر وارغب في زيارته" همهم بهدوء بينما يرفع يده يتفحص الساعة قبل ان ينطق "ساعة ونذهب معا؟"
همهمت بسعادة لترسل قبلات كثيرة له وتغلق الخط بعدها ، تنهد جونغكوك بعمق وهو يحدق بورقة ما ويوقعها بخفة قبل ان ينتقل لغيرها ..
مرت ساعة ونصف تقريبا ليهلع بسرعة يلتقط مفاتيح سيارته وهاتفه ، لابد من ان والدته تنتظره وهو قد نسى موعدهما
"اللعنة" هسهس بتعب وهو يعود لمكتبه بعد ان خرج منه للتو ليلتقط حاسوبه الشخصي ثم يركض حيث سيارته لينطلق الى منزله بعدها
لم يستغرق الكثير من الوقت حتى استقر بسيارته امام منزله وبوالدته تفتح الباب كونه اتصل واخبرها بوصوله
"اعتذر حقا..انه العمل" اردف ما ان صعدت للسيارة تجلس بجانبه بعد ان وضعت الفطيرة في الكراسي الخلفية وهي تبتسم وتنفي بخفة "لا عليك بني"
اتسعت ابتسامته من اجلها قبل ان ينقل نظره للطريق وينطلق حيث المستشفى
"هذه الغرفة" قال يشير حيث يقبع صديقه لتهمهم والدته ويطرق الباب ويفتح من الجهة المقابلة ليظهر رجل وبجانبه زوجته كما بدى لتتسع ابتسامة اربعتهم وينهالون بالترحيب والحديث
"كنا على وشك الرحيل ، شكرا سيدة هانا لزيارة ابني" تحدثت والدة بيتر وهي تبتسم لوالدة جونغكوك الذي تملص من بينهم بصعوبة من اجل الدخول للغرفة
"كلود" هتف بيتر حال رؤيته لصديقه الذي اقترب معانقا اياه بخفة وبيتر انهال عليه بعتاب بسبب غيابه
"انه العمل اقسم" قال ليرفع بيتر اصبعه الاوسط له ليقلب عيناه ويلتفت حيث باب حمام الغرفة الذي فتح لتظهر اونيلا التي اقتربت منهما
"تبقت يومان فقط واخرج من المستشفى اللعين" تذمر بيتر جاعلا من حبيبته تقهقه وتومىء له بسعادة
لسبب يجهله استدار جونغكوك ناحية سرير تايهيونغ الذي وجده وكالعادة يقوم بقراءة كتاب ما
هو شرد للحظات في التفكير بكيف ان تايهيونغ يبدو وحيد ويرى بيتر الذي معه الكثيرون ..فمنذ قدومه لم يصادفه احد اقارب الفتى..
"بيتر عزيزي" هتفت والدة جونغكوك بعد رحيل والداه وتقترب ناحيته بينما جونغكوك تنهد بعمق قبل ان يقترب ناحية سرير تايهيونغ
"كيف حالك؟" بنبرة شبه هامسة هو تساءل جاعلا من عينان الفتى البنية ترتفع من اسطر الكتاب الى عيناه الداكنة بهدوء
"بخير ، ماذا عنك؟" اجاب تايهيونغ يضع كتابه جانبا قبل ان يجلس جونغكوك على طرف السرير دون قطع ذلك التواصل البصري
"جيد رغم ضغط العمل" تحدث ليتلقى ابتسامة من تايهيونغ
"ارى ذلك في هالات عيناك" تمتم الفتى ليضحك جونغكوك بخفة فهو يجزم انه يبدو كالمومياء امامه
قطع تايهيونغ ذلك التواصل البصري لينقل نظره حيث بيتر وحبيبته رفقة والدة جونغكوك قبل ان يعيدها للذي مايزال يراقبه بصمت ليردف
"تلك والدتك ، صحيح؟"
ابتسم جونغكوك واومىء ليهمهم تايهيونغ وهو يغمض عينيه
هو متعب بحق
"امي" اعاد تايهيونغ فتح مقلتيه بعد ان تسلل نداء جونغكوك لمسامعه قبل ان يشير لها بالاقتراب لتفعل وتترك بيتر واونيلا يتشاجران
"امي اقدم لك نيكولاس ، نيكولاس هذه امي هانا" ما ان استقرت امامهما حتى بادر جونغكوك بتعريفهما لبعضهما البعض لتتسع ابتسامة هانا وتقترب معانقة اياه بدفىء تحت تفاجىء تايهيونغ الذي رفع ذراعيه يبادلها بخفة قبل ان تبتعد
"يسعدني التعرف عليك" تحدث بهدوء نبرته لتقهقه وتتمتم بينما تستدير "سوف اعود لك ايها اللطيف"
اكتفى بهمهمة لتتجه بخطواتها حيث بيتر ويعيد تايهيونغ دمج مقلتيه بسوداء جونغكوك ليهمس "كان عليك تعريفي كتايهيونغ وليس نيكولاس"
ارتفع طرف شفاه جونغكوك بابتسامة قبل ان يجيبه بذات الهمس "تايهيونغ سر بيننا"
لم يستطع تايهيونغ التحدث بعدها بسبب تلك الكلمات المبهمة ليكتفي بالصمت فحسب
"خذ ، تناول هذه" اردفت هانا بعد ان عادت وبيدها قطعة من فطيرة التوت لتايهيونغ الذي تفاجىء فهذه مرته الاولى ان يعطيه شخص ما شيء منذ دخوله للمستشفى منذ اربع سنوات ، حرك عيناه بين تلك القطعة وجونغكوك ووالدته ليومىء ويلتقطها قاضما اياها
"انها لذيذة ، شكرا لك سيدة هانا" تحدث بوجنتيه المنتفختان جاعلا كلا من جونغكوك ووالدته يضحكان على شكله الذي بدى لطيفا ليبتلع مابفمه بهدوء بينما يشتم نفسه داخليا لشدة خجله
"كم هذا مذهل كلود ، بت تزور هذا وتترك بيتر" جذب انتباه الجميع صراخ اونيلا من العدم تحت تفاجىء هانا وتايهيونغ واحتداد ملامح جونغكوك
"بيتر اسكتها واللعنة" هسهس كلود بحدة ليتجاهله بيتر وتقهقه اونيلا وتصرخ مجددا "لم تكتفي بالعطف عليه بل عطف عمتي هانا كذلك"
"اونيلا واللعنة اخرصي!" زمجر بها جونغكوك فكلماتها خادشة وسامة لتنفجر هي في البكاء وتنظر لبيتر وتنطق بين دموعها "انه يصرخ علي مجددا!"
"اونيلا تمهلي!" هتفت هانا وهي تركض خلف اونيلا التي خرجت باكية بسرعة ليظل كلا من بيتر وتايهيونغ وجونغكوك الذي تنهد بمفردهما في الحجرة
بهدوء استدار يحدق بتايهيونغ الذي اخذ يرتشف من بخاخه بقسوة فهو قد شعر بالاختناق لشدة ما حدث ، غصة عالقة بجوفه ربما ؟
"تايهيونغ انا.." همس لكن تمت مقاطعته من تايهيونغ الذي شابك مقلتيهما معا واردف بهدوء
"كل ما حدث كان بسببي ، غادر ارجوك"
لم يستطع جونغكوك التفوه بشيء سوى ان يزفر بعمق شديد لشدة انزعاجه ويومىء قبل ان يستدير ويخطو حيث الباب بينما يرمق بيتر بحدة
هو لم يتوقع حدوث هذا اطلاقا ، لم يتوقع ان بيتر واونيلا سيتصرفان بنذالة هكذا
هو غاضب وبشدة حقا
رنين هاتفه قد اخرجه من شروده ليلتقطه ويجيب بينما يصعد سيارته
"بني ، يمكنك الذهاب دوني ، لقد رافقت اونيلا"
لم يدقق كثيرا وهمهم لها قبل ان يغلق الخط ويتنفس بعمق قبل ان ينطلق بسيارته حيث عمله ، حيث الاوراق التي ستنسيه ما حدث
________
هاي
رايكم؟
توقعاتكم؟
وبس
بشوفكم بخير قريب 💕✨️
.
.
.