أحمـَـر || RED

By wagarishere

1.3K 110 166

"سَوف أجعَل أيامَك دامِيه مِثل أحمَر شعرك." "أرجوكِ أجعليها!" - في العصور القديمة تدور صراعات بين ثينا أيفِير... More

| مَدخل
١| جُنود مُتوحِشون
٢| جَسد بِلا روح
٤|جنازة
٥| المَحكمة العليا
٦|هجِين
٧|أغارثا

٣| مُحترِقاً بِالكامل

95 10 21
By wagarishere

_

عدنا من الجنازة والجميع أصبح يسأل 'ما سَبب تفاجئكِ هكذا' 'ماذا يوجد داخل الرِسالة' وأسئلة أخرى لكنني فقط ذَهبت إلى غرفتي من دون أي حرف واحد

هل تَعلمون هذِه الحاله التِي تشعرون بِها أن رأسكم يَتفكك إلى قطع صغيرة وكأنها أحجيه ذَات مِئة وخمسون قطعة

أنا أشعر هكذا بَعد محتوى الرِسالة الذي كانَ صريحاً بِما فيه الكفايه

لقد كانَت الرِسالة صريحة لدرجة أنه كتب من دون مُقدمات 'لَقد تم أغتِيال فِيكتوريا وأنا أعلم السبب لكنني لا أعلم من الفاعل بالضبط'

كانَ زاك، أخي، يُخبرني أنه تم قتل فِيكتوريا

وهو يعلم السبب

'كان يَجب أن تأتِي لأنه يُوجد مَوضوع مهم يجب أن أُحدثكِ عنه، هو السَبب بِموت فِيكتوريا'

'لكن لا داعي أن تعرفيه، فقط أمكثي أينما أنتِ ولا تعودي للقصر، المكان خطِر، ولكي أحميكِ سوف أدع الموضوع يَندثر'

فِي الواقع رأسِي تَفكك إلى قطع صَغيرة لَيس بِسبب مَوت فِيكتوريا، بل بِسبب معرفة أخي للسبب وقوله أن المكان خطراً

لماذا قال أن المكان خطراً؟

هل يوجد شيء في المملكة؟

لأن فِيكتوريا ماتت وهي فرد من عائلة زوِيلد وهذا ما لن يصمت عنه عائلة زويلد أبداً، أنا بالفعل لَم أكن أهتم لها كثيراً

لأن أباها كانَ مُتهم بِحرق والداي

وأنا مُتأكدة أنه لَيس أتهاماً

لَقد كانَ أمراً مُفتعل، يوجد شَيء خلفه، وأنا بالتأكيد لن أُقيم صلحاً مع العائلة التي قَتلت والداي فقط بِسبب الحب الذي نشأ بَين زاك وفِيكتوريا

لقد أستمر زاك بِقول أنها الشخص الأفضل له، ليس حباً فقط، لقد كان يقول أنها مُهمة له

تراهات

أعني كَيف يَكون الشَخص الأفضل لَك هو أبن مَن قتل والداك!، أستطيع معرفة أنها تراهات فقط مِن هنا

هو فقط لم يكن يهتم بما حدث لوالدانا، كان يجب عليه أن ينبش بِعضام مَن تسبب بِقتلهما لكنه ماذا فعل؟

ذهب وتزوج أبنة القاتل

وبِالرغم من غضبي أتجاهه، هو لم يهتم، أنا لم أقف بِوجهه لأنه كانَ يحبها، أبقيت غضبي مخفياً، حَصلوا على مُباركة المَلك والمَلكة

وَتم زواجهما

لَقد أغضبني هذا أكثر، كَيف أنه أرتبط بِأبنة قاتل والدانا، والذي يضنه أنهم فقط متهمين، قد كانَ يهذي ولَم يرى شيئاً بِسبب حبه لها، لقد أصبح أعمى

لكنني كُنت أرى جيداً

وبِسبب كتمي لغضبي قَدمت طلباً إلى القوات الحربية، لكي أبتعد عن كل شيء، أبتعد عن أخي المُتعجرف، وعن القصر الذي تملأه ذكرياتي مع والداي

لم أكن أريد البقاء مَعهم فِي القصر ذاته، وأول سنة تدريبية فِي ماريان كنت أذهب إلى قصرنا الآخر بِأيام العطل لِكي لا ألتقي بِهم

كانَ أخي يزورني في يوم عطلتي ويبقى معي ويعود عندما أعود إلى التدريب

أما فيكتوريا التي لم أكن أراها، إلى أنها كانَت لطيفة معي عندما ألتقيها صدفةً في الأماكن العامة ومحاولات أخي بِجعلي ألتقي بها

لكنني فقط لا أستطيع البقاء معها بِالمكان ذاته، لا أستطيع أدخال فكرة أنها هنا بيننا أنا وأخي

وأباها مُذنب بِقتل والدانا

لَم يكن يوجد دلِيل لهذا السَبب أخي لَم يكن مُصدقاً تماماً، وتزوج فِيكتوريا زوِيلد، وحِين وُلِد فيكتور، طفله الأول والوحيد، ترجانِي أن آتي إلى القصر الذي يمكثون بِه

ولَم أحتمل فِكرة أنه يوجد فرداً جديداً مِن دمي قد وُلِد، لقد أردت رؤيته بِشدة، ذَهبت وعِندما رأيته، كانَ نُسخة مُصغرة مِن ملامح أخِي، شَعره الذي كانَ أحمراً وقَد علمت عندها أنه يملك قدرة زوِيلد، البشرة الصادة للنار، خَديه المُحمران بِسبب بَياض بَشرته وحَجمه الصغير

لَقد كُنت أريد أن أعِيش مَعه، وأتنفس الهواء ذاتَه معه، لَقد كُنت هادِئة مع أخي وزوجته، لكنني كُنت غاضبة بِداخلي، لقد فقدت شغفي أتجاه عائلتي الوحيدة، أخي، لكن غضبي كانَ يتلاشى عِند رؤيته، عند رؤية فيكتور ورؤية عَيناه التِي ورثها مِن عائِلتنا

عَينان تَحتوي بِداخلها اللون الأصفر النقي

لقد كانَ جميلاً جداً

كنت أهدأ عِند رؤيته فقط، تَغاضيت عن فِعلة أخِي وعَن حقيقة أن زوجته أبنة قاتِل والدنا،

تَغاضيت لكنني لَم أنسى

مكثت عندهم فِي سنتي الثانية والأخيرة لدراسة القوات الحربية في ماريان، لَقد كانَ ما بَيننا فقط ترحيب، فِي الواقع كانَ يحتضنني ويُحاول أن يُحادثني

لكن بِكل مرةٍ كنت أصده أو أُنهي النِقاش بِجملة واحدة 'سَوف أذهب لِرؤية فِيكتور'، ينتهي عندها النقاش وكنت أذهب لِفيكتور أملأ أشتياقي لأخي به

لقد كُنت غاضبة منه، لكن هذا لا يمنعني من أن أشتاق له بِكثرة، هو يبقى عائلتي الوحيدة

مع بعضهم.. كانوا مثالاً للعائلة المثالية، كان دِفئهم يحتوي أجزائي الباردة، أحزاني، لا أعلم كيف لكن

فِيكتوريا كانت جزءاً مِن ذلِك الدِفئ

حتى لو أنني لا أتحادث معها، وليس بيننا أي تواصل، لكنها كانَت تشعرني بِالدفئ وهي تحتوي أخي وفِيكتور

وكأنهم يتخاطرون معي

لكنني كنت أعزل نفسي على جهة لِسبب ما حتى أنا لا أعرفه، أنا لَم أشعر بالدِفئ الكامل بِحياتي أبداً، الدِفئ الذي تلقيته مِن والداي عِندما كُنت صغيرة أصبح يتلاشى بَعد موتهما، أخي الذي تزوج أبنة قاتلهما، أصبح كابوساُ بالنسبة لي، دفئه أختفى أيضاً

لقد كانَ سبباً كاملاً لكي أرفض أجواء العائلة الدافئة

لأن لكل شيء نهاية

الآن فِيكتور يَبلغ الخمس أو الأربع سنوات، لا أعلم لكن بالتأكيد يعلم أن والدته ذَهبت، وهو مُتعلقاً بِها بِشدة

سَوف يتلاشى دِفئ والِدته بعد أن ماتت..

أما زاك.. لابُد أنه مُحطماً الآن

بالطبع هو كذلِك، يجب عليه ذلِك، يجب عليه أن يحزن على من أبتعدت أنا عنه بِسببها

أما أنا، فَلا أفهم كيف يموت شخص بَين ليلة وضَحاها بِشكل مُفاجئ، يُقتل

جايك قُتِل لِسبب مَجهول والتحقيقات ما زالت مُستمرة، لكن فِيكتوريا..

السَبب بِموتها يعلمه أخي، وأحتاج الذهاب والتحدث معه بِسرعة لكن واللعنة أنا الآن أتحرك ذهاباً وأياباً فِي غرفتي داخل المَقر بَعد أن عُدنا مِن جنازة جَايك التي كانَ ذهني مُشتتاً بعد أن قرأت الرسالة التي كانَ يخبرني بها أن لا أبرح مكاني وأبقى هنا

بَينما هو يعرف سبباً خطيراً لدرجة انها تسببت بِمقتل فرداً مِن زوِيلد..

وقَد كانَت تحتوي الرسالة على سطراً مريضاً، 'أعتني بِحصانكِ الذي أهديته لكِ جيداً دون أن يَشعر. لا تجعليه يشعر بِالوحدة بِغيابي. حتى طبيباً بيطرياً. أحضري له'، لقد كانَ سطراً غريباً، يضع خطاً تحت بعض الكلمات، بعيداً عن أنها جملة ليست مفهومة تماماً، حتى علامات الكتابة ليست مُنظمة، أعتقد أنه لا يعلم ما يكتب بِسبب ألم فقدانه لِفكتوريا

أجل هو بالتأكيد كذلك، لأنه لم يُهديني حصاناً أساساً

بِما أن القائد أوستن يطرق بابِي الآن، فَبالتأكيد هو يعلم، الخبر بالتأكيد قد أنتشر بِالصحف وبين العائلات والشوارع العامة

أخيراً أصبح هناك خبراً لكي يمضغون أيفِيريا وزوِيلد به

نبلاء متعجرفين

"ثينا هل يُمكنني الدخول؟" قاطع تفكيري القائد يستأذن الدخول لِغرفتي، نَظرت مِن النافِذه ويبدو أن الوقت ليلاً، ربما فكروا أنني مُت بِغرفتي أو ما شابه، "يُمكنك الدخول سيدي" قلت بِهدوء

دَخل وأغلق الباب خلفه وقبل أن يغلق الباب رأيت ميا وآليكس يقفون هناك وقد حاول القائد تغطيتهم، يحاولون التقرب مني منذ بداية السنة

أعني ألا يوجد غيري؟ لماذا هم يلتصقون بي كالعلكة، "سَمعت ما حصل، هل أنتِ بخير؟"، قال وهو يسحب المقعد ويجلس أمامي، جلست أنا أيضاً على حافة السَرير "أنا بِخير" رددت عليه بِهدوء

"حسناً بما أن اليوم أنتهى، يجب أن تنتظري القطار يأتي بعد أربعة أيام، أو ربما تريدين أن أتحدث مع أشخاص أعرفهم لكي يسرعون بعودة القطار؟" قال ينتظر مني رداً وأنا حقاً لا أعلم ماذا أفعل، هل أستمع لأخي وأبقى هنا أنتظر بِمكاني؟ أم أقبل مُساعدة القائِد أوستن لي وأعود؟

وضعت رأسي بين يداي أتكأ على ركبتاي بِكوعي، أنا بِحيرةٍ من أمري لا أعلم ماذا أفعل، "لا أعلم حقاً، زاكرياس طلب مني أن أنتظر القطار القادم لأجل سلامتي"

"أنا أتفق معه بِهذا الخصوص، هو بالتأكيد يُريد الأمان لكِ"، أجل أنا من المُمكن أن أكون آمنه هنا لكن هو.. "لكنني أُريد الذهاب، لا يُمكنني تركه وحده" قلت بِهدوء أضع رأسي بين ساعداي أكثر

أشعر أن رأسي سَوف ينفجر

لا أعلم هل هو يؤلمني حقاً أم أنه بِسبب التفكير

"أفعلي ما يُمليه قلبكِ" قال بِهدوء ينظر لي، لكنني لا أستطيع أن أشعر بشيء الآن، عقلي هو من يعمل الآن وليست مشاعري، الموضوع يُقلقني، لو ذهبت هناك ماذا سوف يحصل، لو بقيت هنا ماذا أيضاً؟ لماذا لا يُريدني أن آتي؟ لماذا لم يقل لي السبب؟ أو رُبما هو يُفكر بشيءٍ ما؟..

لكن واللعنة ما الذي من الممكن أن يُفكر به زاك!

أنا حقاً لا أستطيع، لقد توقفت خلايا عقلي عن العمل

لقد كُنت على وشك البُكاء بسبب كثرة التَفكير

خَرج القائِد منذ دقائق ولم أنتبه له حتى، رَميت نفسي على السَرير، أخذت شهيقاً أحاول ترتيب أفكاري، أو أحاول النوم لكي أفكر بشكل سليم لأنني لم أنم كثيراً مُنذ موت جَايك

ولكن كيف الشخص ينام وهو بهذا القلق؟

نَهضت تارةً أسير بِداخل الغرفة وتارة أخرى أجلس على الأرض أضم رأسي بِيداي، أشد شعري وأحاول التفكير بالشيء الصحيح، القرار الأفضل

لا أعلم كَيف مَر الوقت، لكن الشَمس قد أشرقت ودخلت أشعتها داخل غرفتي من النافذة، نظرت إلى ضوء الشمس وأنا أقف بِمكاني، شارِدة الذهن

أنطرق الباب، "أنها ميا" قالت ميا خلف الباب، "ماذا هناك" قلت بِصوت مُتعب، هادئ، "لقد أحضرت لكي طعاماً، أعتقد أنكِ لا تريدين النزول إلى قاعة الطعام"، نَظرت إلى الباب

أفكر هل يمكنني تناول الطعام أم أنني فقط لا أشتهي

دخلت ميا حامله صحن حساء ساخن، وخُبز طري وبعض البيض المسلوق، عادةً يضعون بيضة واحدة لما الآن..

"أنا لم أؤذن لكِ بالدخول" قلت أنظر لها لِتتقدم وهي تحمل الصينيه تضعها على مكتبي "يجب أن تأكلي، لكي تعلمين ماذا تفعلين"، "أرجو أن لا تسترقِ السمع مرةً أخرى، أنها مواضيع خاصة" قلت أجلس على المقعد أتقدم مِن الطعام، لا أنظر لها

لقد أسترقت السمع مع آليكس الغبي ليلة أمس، فضوليان لا يحترمان الخصوصية، "حسناً لقد أعطيتكِ حصتي من البيض لكي تبقى هذه العضلات صامدة" قالت تبتسم وتؤشر بِحاجباها على عضلات كتفي

همهمت بِهدوء قبل أن أقول "يبدو أن هذه البيضه الثالثة للشخص الذي يقف خلف الباب الآن"، أتكلم عن آليكس الذي يقف خلف الباب، "حسناً لقد أكتشفتني أيتها المنبوذة" قال وهو يبتسم ويدخل للغرفة

نظرت له قبل أضع لُقمه في فمي "لست منبوذة أنا لا أُحب الصحبة"، "بلا أنتِ كذلك لكنكِ فقط ترين الصحبة بِشكل سيء"، نظرت له وأنا أمضع الطعام "أتركاني بِمفردي من فضلكما"

خرجا بِهدوء وقبل أن يُغلقا الباب قلت بدون أن أنظر لهما "وشكراً على الطعام، والبيضتان" حسناً أذا لم أشكرهما ضميري كانَ سوف يتآكل من الداخل، لدي هذا النوع من الضمير..

رأيت أبتسامتهما قبل أن يُغلقا الباب، تناولت الطعام، تناولت كل قطعه، أحاول أن أشغل نفسي لكي أجعل رأسي يتوقف عن الدوران والبحث عن جواب ولكنه فقط يدور بِلا نهاية

أستقمت أحمل الصحون بعد أن أنتهيت من طعامي، ونزلت إلى قاعة الطَعام، دخلت والجميع ينظر مِن تحت عيونهم، يضنون أنني لن أنتبه لهم، فقط أغبياء

شخصاً أنعزل في غرفته بعد أن سمع خبراً سيئاً، ما الداعي للنظر له هكذا وكأنه قد فعل فِعلة شنيعة، وضعت الصحون مع مجموعة الأطباق التي سوف يتم غسلها

وفقط حينما تركتها، لماذا لا أذهب؟ لماذا لا أذهب إلى ماريان، أنا لن أبقى هنا، خصوصاً أن زاك ليس على ما يرام، لن يفرق إذا ذهبت بعد يومان أو بعد أسبوع..، لقد قررت

أنا سوف أذهب، لن أثبت مكاني وأجعل عقلي يتآكل بسبب التفكير، أنا مُتأكدة أنني سوف أندم أكثر لو بَقيت هنا بِمكاني

ذَهبت إلى غرفة القائِد، طرقت الباب ولا يوجد صوت، ربما هو خارج البناء، أدرت ضهري وأردت أن أخرج لكن أوقفني صوت أرتطام شيء بالأرض، عدت إلى مكاني وأمسكت مقبض الباب أدرته بِسرعة ودخلت

لا أُحب البطئ

كانَت ريغان تَمسك كتاباً وعدة أوراق فوقه، "ماذا تفعلين هنا؟"، "لقد أمرني القائد أن أُرتب هذه الوثائق"، دخلت وأغلقت الباب، "لماذا لم تردي علي عندما طرقت الباب؟" قلت وأنا آخذ الكتاب من يدها أقرأ عنوانه

"حسناً لقد وجدت هذا الكتاب ولقد أعجبني عنوانه، تعرفين أنني أحب الكُتب، أظنني سوف أطلبه من القائد"، لقد كانَ الكتاب لونه أخضراً غامقاً وعليه زخرفه باللون الذهبي، غلافه قوي، عنوانه 'أساليب الجنود القتاليه'

"لقد أعجبني أيضاً، هل تعرفين أين القائد؟"، قلت بعد أن أعطيتها الكتاب، وقد لاحظت وجود وثائق تخصنا بيدها، وثائق الجنود ومعلوماتهم، نظرت لي وإلى أين أنظر لتقول بعد أن وضعت الكتاب فوق الوثائق "أظن أنه في ساحة التدريب، ماذا تريدين منه؟"

"فقط موضوع بسيط" قلت أتفادى الرد عليها بِوضوح، لأنه شيئاً لا يخصها، خرجت وتوجهت إلى الساحة الخارجيه، كُنت أسير بسرعة أُريد أن أقول له أن يخبر أياً كان قريباً منه ويعمل في محطة القطار، أن يسرع

ويساعدني بالذهاب إلى ماريان كما قال هو

خرجت وقَد ضربت الشمس بشرتي، وضعت يدي أحجب الأشعه عن عيني وأخرج إلى الساحة، كان القائد يتكلم مع بعض الجُنود، حين تقدمت أنصرفوا، "صباح الخير سيدي"، أبتسم لي "صباح الخير"

"سيدي، أنا أريد أن أعود إلى مملكتي وأتمنى أن تساعدني لكي أعود بأسرع وقت"، ربت على كتفي وقال "أنا سوف أطلب منهم أن يلغوا رحلات القطار داخل ماريان ويأتون إلى هنا، ربما يصلون بعد غد أو بعد يومان"

"حسناً شكراً لك سيدي" قلت بِهدوء لِيقول بِأبتسامه "على الرحب ثينا"، أومئت له وذهبت إلى داخل البناء

هل حقاً أُريد أن أعلم السبب الذي ماتت فِيكتوريا من أجله؟

هل ذهابي الآن صائب على الرغم من أن زاك قال لي أن أبقى مكاني؟

كُنت أصعد السُلم وبِكل خطوة أفكر هل الذي قررته صائباً أم لا.. لقد كانَ تعذيباً فكرياً الذي أمر به

دخلت إلى غرفتي أخذت ثياباً ودخلت إلى دورة المياة، سوف أستحم، لعل رأسي يصمت قليلاً

لقد كانَ رأسي يتحدث أكثر مِن فمي، وكأن هناك تبادلاً حدث بين أعضائي

أدرت الحنفيه، وبدأ الماء الساخِن يضرب بشرتي، رفعت رأسي أجعل الماء يُغطي وجهي، ثوانٍ وأدرت الحنفيه للماء البارد

أُحب كيف تتبدل حرارة جسدي بِسبب الماء، كيف يتحول الماء الساخِن إلى بارد ويجعل شُعيراتي الدموية تتبعثر بِسبب تغير درجة حرارة الماء المُفاجئة

أخذت منشفة وخرجت، بعد أن غيرت ثيابي دخلت للغرفة، لقد كُنت أجفف شعري بِالمنشفة، نَظرت إلى مكتبي حيث تِلك الرِسالة، آخر رسالة من أخي

أبعدت نظري وجَلست على السرير، أرمي المنشفة أرضاً وأمدد جسدي على طول الفِراش أنظر إلى السقف، أتأمله أم يتأملني.. لا أعلم

لَقد شاركت حياتي مع سقف غرفتي أكثر مِما شاركتها مع أي شخص في هذه القاعِدة

أعتقد أنني غفوت وأنا أتبادل النظرات مع سقفي..

_

لَقد مَر يومان، أنا الآن فِي المحطة أنتظر القطار لكي أعود إلى مملكتي، منزلي، أخي

أرتدي بنطالاً أسوداً جلدياً وحِذاء ذو رقبه، ورداء خاص للأناث من الجنود، شيء يشبه القميص لكنه يملك ذيلاً من الخلف يصل إلى القدم، كنت أمسك حقيبتي البُنيه التي كانَ تدرجها أخف من لون ثيابي الغامق، رابِطةً شعري على شكل ضفيره

كانَ شعري طويلاً، أسوداً يصل إلى رُكبتاي

كنت أضفره إلى الأعلى لكي لا يُضايقني بِالقتال، أغلب الجنود النساء شعرهم قصيراً لكي لا يتسبب لهم بأعاقة

لكن الشيء الذي تحبه أُمي لا يُعتبر إعاقة

لقد كانَت والدتي تحب شعري، كما أتذكر، لأن حتى وجهها أصبح يتلاشى من ذاكرتِي لا أعلم كيف أنني ما زلت أتذكر حبها لِشعري

لقد كُنت صغيرة جداً

مَر القِطار على السِكة بِسرعة يجعلني أثبت أنتباهي عليه بعد أن جعل الهواء عنيفاً، يحرك أطراف ثيابي

توقف بعد مسافة ليست بِقليلة، ذهبت أخطي خطوات واسعة، سريعة لكي أدخل قبل أن يصبح المدخل مُزدحم

كانَ هناك جنود من المقر نوفَا والمقرات الأخرى أيضاً لكني فقط لم أكن بِحال لكي أُصاحب أحداً وندردش في الطريق، أعني أنا حتى بِدون الأخبار السيئة ليست لدي طاقة لكي أدردش مع أحد هل أفعل هذا الآن وبِهذا الوضع؟ بالتأكيد لا

دخلت إلى عمق القطار أتخذ مقعداً بِجانب النافِذة بعد أن وضعت حقيبتي في الرف العلوي الخاص بالأمتعة والحقائب، جلست اتأكد مِن مكان خنجري الماكث بِخصري، في حال حدوث شيءٍ ما

رفعت نظري ويا إلهي يبدو أن هذه الرحلة سوف تكون مُزعجة

قد كانَ ذو الشعر الأخضر يضع حقائبه فِي الرف، بِأبتسامته المُعتادة "أهلاً أيتها الفريسَة" قال وهو يَجلس أمامي، نظرت له نظرة لم تكن مُحبه.. ولم أرد عليه، "مزاجكِ حاد كالعادة، وهذا يجرحني" بِنبرته المعتادة

"أذا لن تصمت الآن سَوف أجرحك جرحاً حقيقياً" قلت وأبتسم هو أكثر، نظرت له بِأنزعاج وأدرت رأسي أنظر من النافذة بِملامح هادئة، أنظر إلى العائلات تودع أبنائها، أو تَستقبلهم، بأحضان

الأحباء يستقبلون بعضهم بالقُبلات، الأم تُقبل طفلها، والطفل يركض إلى أبيه فرحاً

"لقد سَمعت بِموت قريبتكِ، لكن لا يبدو أنكِ مُتأثرة" نَبس بِهدوء يُقاطع نظري، وقد بَعثت كلمة 'قريبتي' شعوراً بِمعدتي، أشمئزاز، لانها ابنة زوِيلد، أو حزن لأنها حقاً قريبتي لكني أنكر ذلك، وأنها فقط ميتة الآن "لَيست قريبتي، أنها زوجة أخي فقط، أيضاً لا شأن لك"

"زوجة أخيكِ أي أنها قريبتك" قال وهو يُحرك يداه يحاول أن يشرح لي، يضعني موضع الغبيه وكأنني لا أعلم، "ماذا تريد؟" قلت بِنفاذ صبر

رفع كتفيه ولوى شفتيه "لا شيء فقط مُحادثة لأنني أشعر بِالملل" أنتهى بأبتسامته الماكِرة، حقاً ماكرة أو مُزعجة، لا أعلم لكنها دائماً على مُحياه وكأنه لا يهتم لِشيء، وكأنه يعرِف كل شيء، لا أعلم كيف أوصفها حقاً..

"أذاً أذهب وأملأ هذا الملل بشيءٍ آخر أو أصمت لأنني حقاً لست بِمزاجٍ لأستمع إلى هذه السخافات سيد مارِيو"

"أرجوكِ، مارِيو فقط، أو رِيو؟ ما تشائين، أيضاً أُفضِل أن أبقى صامتاً مع أيفِيريا العظيمة على أن أذهب وأتحدث مع شخص آخر" نظر لِي وهو يفتح يداه بِفخر

ادرت رأسي عنه بِملل عندما تقدمت إمرأة عجوز يمسك بيدها طِفل صغير يبلغ من العمر ستة أو سبع سنوات، وخلفها فتاة مُراهقة بِفستان بسيط، أعتقد أنهم مُزارعين أو ما شابه، هذا واضِع من ثيابهم البسيطة

جلست الفتاة بِجانبي وَوضعت الطفل بِحضنها والعجوز بَقيت واقِفة بِجانب المَقعد، أستغربت لأن المقعد الذي بِجانب مارِيو كانَ فارغاً والعجوز لا تجلس به، "آنستِي لماذا أنتِ واقفة أجلسي سوف يتحرك القِطار" أشرت إلى المقعد بِجانب مارِيو

توترت العجوز، "فِي الواقع لا أحبذ الجلوس بِجانب الرِجال، سيدي هل يُمكنك أن تبدل المقاعد مع أبنتي؟"، أرتفع حاجبا مارِيو ونظر لها بِتفاجئ، أجل حقه، هل تظنه رجلاً؟ أنه سخيف جداً بعيد جداً عن أنه رجلاً بِالرغم مِن مظهره القوي وثيابه المُرتبة، سترته الطويلة التي لونها يشبه الفُستق، والبنطال السُكري، لقد كانَ ثرثاراً سيئاً لكنه على الأقل يملك حساً بِالأزياء

"بالتأكيد آنستي، تفضلي" قال بِطريقة مُهذبه ليس وكأنه يسخر من كل شي، وبدل المقاعد مَع الفتاة التي جلست بِجانب والدتها، وأنا..

جلس بِجانبي المُزعج

"يبدو أن القدر يُحب أن يضعنا بِالمكان نفسه" تكلم بِهدوء وهو يُدير رأسه لي

"كف عن الثرثرة" قلت أرص على أسناني، أبتسم وقد ضهرت أسنانه البيضاء "ارجوكِ على الأقل أحترمي فارق العمر" حسناً كانت أبتسامه طبيعيه

لقد كانَ يُمثل

"أنها فقط سنتان أو سنة ونصف" سخرت مِن الفارق الصغير بيننا، "بالرغم من ذلك، أنا أكبر منكِ"، "العمر مجرد رقم بالنسبة لِعقول بَعض الأشخاص" قلت وأنا أنظر للأمام وقد شعرت به أدار رأسه ينظر لي لأنه يبدو أنني سخرت منه كذلِك بطريقةٍ ما

رددت على نظراته "لا أقصد الأهانة" بالتأكيد كُنت أقصد

أعاد رأسه للأمام وضهرت أبتسامه خفيفة على ملامحه

_

نَقر القطار صوتاً من الصافرة بعد عدة ساعات، يعلن توقفه عِند آخر محطة وهِي العاصمة، نهضت من مكانِي وأشعر أن مؤخرتي أندمجت مع المقعد بسبب كثرة جلوسي عليه

أخذت حقيبتي، والسيدة فعلت المِثل، وماريو أستقام وعيناه كانَت واضِحة، أنه يكره هذا، يكره قدومه إلى هنا

لماذا؟ لا أعلم لكنه محق

لم يحدث هنا شيئاً جيداً أبداً، فقط الفجائِع

بِهدوء سرى إلى مكان حقيبته أخذها وتعابيره التي كانَت على مَحياه صباحاً.. أنها تختلف مئة وثمانون درجة عن الآن

وكأنه شخصاً آخر

وبِهدوء لوح لِي بِيده قبل أن يُدير ضهره ويذهب بَين الزحام، حملت حقيبتي وخرجت مِن الباب الآخر، كانَ بعيداً قليلاً لكنه على الأقل ليس مُزدحم

خطوت بِقدمي خارج القطار والهواء أستقبلني يضرب بشرتي، ويضربني بالذكريات التي يحملها، الرائِحة والمكان كانَت تحمل معها بَعضاً مِني، نفسي القديمة، قبل أن أدخل إلى القوات الحربية، كيف كُنت واقِفة بِمكاني هذا لكن بِمشاعر مُختلفه، قبل أن أصبح ما أنا عليه الآن

أنا بالتأكيد لست بِتلك القوة

لكنني بالتأكيد أختلف عن ما كُنت عليه قبل ثلاث سنوات

خرجت مِن محطة القطار بالكامل، وأشرت بِيدي أوقف العربة وأدخل بِها بعد أن قلت للسائق المكان الذي سوف نتوجه له، "إلى سوق العاصمة"

سوف أذهب للسوق، أريد أن أحضر دمية أو شيء للأطفال مِن أجل فيكتور، وزهوراً لِأنني سوف أزور قبر فِيكتوريا

كانَ الوقت عصراً، الشمس متوهجة بِاللون الأصفر الغامق، وكانَ السوق مُكتظاً بالناس لأنه يوم عطلة رسمي في المملكة، كُنت أنظر مِن نافذة العربة الصغيرة قاطعني السائِق يرفع صوته لكي أستمع بِداخل العربة "لقد وصلنا سَيدتي"

ترجلت وأخرجت بَعض المال وأعطيته "شكراً لك" قلت بِهدوء لِينظر لي "سيدتي تفضلي" قال يوقفني بعد أن ذهبت، كانَ يُرجع المال المتبقي، لقد أعطيته زيادة، أو بقشيشاً لكنه لم يفهم ربما

"دع الباقي لك"، أستدرت مِن دون أن أنظر، أُحب أن أفعل أشيائاً طيبة لكنني فقط لا أعرف كيف أتصرف عندها

ذَهبت أنظر إلى المتاجر وقد لَمحت مَتجراً صغيراً خشبياً على جانب الطريق، يضع في مُقدمة المتجر خلف الزجاج الأمامي بعض الدمى الخشبيه، كبيرة وصغيرة

رأيت دمية بِفستان أحمَر شعرها بُني وتَبتسم، لكنها لا تنفع، أنه ليس فتاة لكي آخذ له دمية، فتحت باب المتجر وتحرك الجرس فوقه يصدر طنيناً يدل على دخول أحداً ما، دخلت وتقدمت أنظر إلى الدمى المختلفه

كان هناك باب بِداخل المتجر، يبدو أنه مستودع صغير أو ما شابه خرج منه فتى يبدو أنه بعمر الخامِسة عشر ربما، يرتدي بنطالاً بُنياً ذو أحزمة تمتد على كتفه وقميص أبيض تحتها، وقبعه بُنيه

"أهلا آنستي تفضلي" تكلم بأبتسامه مُشرقه وهو يقف بِأعتدال، نظرت له قبل أن أُشير على دمية تشبه الفتى الذي يقف أمامي، رَفعت حاجباي أعيد النظر للفتى

"أجل أنها دمية لي" تقدم بأبتسامه مشرقه وعيناه مليئة بالسعادة، "هل يُمكنك تغلفها لي؟" قلت بأبتسامه خَفيفه، "حقاً؟!!" قال وقد غمرت السعادة عيناه

"أجل أنا أريد هذه الدمية!" قلت بأبتسامه أؤكد على ما قلته قبلاً، "بالطبع! حالاً" تقدم بِسعادة يأخذ الدمية ويذهب إلى المكتب الصغير على جانب المكان، وبدأ يغلفها ويخبرني

"أنها أول دمية أصنعها، لقد تأخرت بها أسبوع حتى أكتملت، وضعتها للعرض صباح اليوم، لقد قال لِي أبي أنه لن يشتريها أحد"، أكمل التغليف ونظر لي تقدمت آخذها من يديه وأعطيه المال

"حسناً أذاً يُمكنك أن تخبر والدك أنه أصبح لديكَ مُعجبين بالدمى خاصتك" أبتسمت له أشجعه، لقد كانَت دمية جميلة لطيفه، سوف يحبها فيكتور بالتأكيد، "شكراً لكِ سيدتي" قال بأبتسامه متواضعه

أنه لطيف جداً

خرجت أحملها بِيدي داخل كيس بُني ورقي، كُنت أتمشى ودخلت أول متجر زهور رأيته، أنا مُرهقة من السفر، كنت أنظر للأزهار

ورأيت فتى يأتي راكضاً بعد أن ترجل مِن دراجته الهوائية، ودخل إلى المتجر الذي أنا واقفة عنده بِالخارج، نظرت له بأستغراب وعدت أستنشق رائحة الزهور الحمراء التي أمامي

لقد تذكرتها بِهذه الزهور، تذكرت شعر فِيكتوريا وعَيناها البَراقة، أخذت واحِدة ودخلت أتوجه إلى صاحب المتجر لكي أُريه أي زهور أريد تغليفها

تقدمت مِن الرجل وكان الفتى يقف عنده يبدو أنه يشرح له شيئاً ما، كانَ يلهث ويبدو أنه يقول له شيئاً مُهماً، "أبي أقسم أنني رأيت القصر يحترق، وقد كانَ فرداً من زوِيلد هناك!"، عن أي قصر يتحدث؟ وماذا يفعل زوِيلد هناك

هل يُقيمون حفل شواء لأعدائهم بعد أن ماتَت أبنتهم

يال السخريه، دائماً ما كانَت النار التي لا تؤثر بهم هي طريقتهم للثأر من الآخرين

"فقط أصمت ولا تخبر أحداً أنك رأيت شيئاً لا نريد مشاكل مع هؤلاء النبلاء" تكلم الرجل الذي كانَ خائفاً ويُخرس بِولده، تَقدمت وقد ثار فضولي "عفواً، أريد هذِه الزهور هل يُمكنك تغليفها لي" أومئ لي بأبتسامه ونظر لأبنه يؤكد عليه أن يصمت وذهب بعد أن أخذ الزهرة التي كانت بِيدي

نَظرت للفتى الذي كانَ يبدو عليه مَدهوشاً، مرعوباً "أيها الفتى" قلت أناديه لكنه كانَ شارداً "هَي أنتَ" نظر لِي يتقدم "تفضلي سيدتي" قال بِهدوء

"عن أي قصر كنت تتكلم؟" نَظر للخارج إلى أبيه "لا تقلق لن أُخبر أحداً أنك أخبرتني"، قلت أطمئنه ولكن ما قاله

جَعل قلبي يسقط داخِل معدتِي مِثل نقطة ماء سقطت على بِحر

لَقد أسوَدت عَيناي بعد أن تلفظ كلماته بِهمس "لقد كنت أوصل الزهور لتوي لأحد النبلاء في مدينة لويال، وكانَ قصر عائلة أيفِيريا يحترق، ورأيت فرداً من عائلة زوِيلد يدخل القصر الذي كانَ يبدو أنه يحترق منذ مُدة، يبدو أن عائلة زوِيلد لن تصمت عن موت السيدة فِيكتوريا المجهول"

كُنت صامته أنظر للفراغ وحسب

ثوانٍ حتى أستوعبت ما سمعته لِتوي، ساقاي تحركا بِمفردهما من خطواتٍ بطيئة حتى بدأت أركض خارِجةً مِن متجر الزهور

لَقد كُنت أركض بِسرعة

شَعرت أنفاسي تذهب

وَصلت لوجهتي، مَتجر كُنت زبونة دائِمة له، كان الرجل صاحب المتجر يقف وحِصانه مربوط بِجانبه على العامود، تركت حقيبتي وكِيس الدميه بِيد الرجل وفككت عقدة الحصان وصعدت على ضهره أضربه لكِي يتحرك

لقد أصبح الحصان يركض بِسرعه وأنا أمسك بالأحزمه وأثني جزئي العلوي للأمام لكي لا أقع من ضهر الحصان، وكل ما أفكر به هو أن أخي بالتأكيد قد نجى

فيكتور لا يتأثر بالنيران لكن أخي.. هو بالتأكيد سوف ينجو، ضربت الحصان لكي يُسرع أكثر لأنني أشعر أن روحي قد سُلِبت مني

أنا خائِفه

لا أُريد أن أفقده

أنا لا أزال بعيدةً عنه

لم أعيش معه كفاية لا أريده أن يموت

"أرجوك لِتكن بِخير زاكرِياس" قلت والحصان يتخذ المُنعطف الأخير من الشارع الذي يقبع منزلنا بِنهايته تقريباً

رأيته من هذه المسافة البعيدة وكانَ الدخان يتصاعد وقَد ملأ مُحيط المنزل رَماد مُتناثر فِي الهواء

وصلت إلى المنزل وكانَت هناك عربة.. عربة وجنود تخص عائلة زوِيلد

أمسكت الحصان لكي يُبطئ حركته ويتوقف، نزلت مِن ضهره بِسرعة أركض لكي أرى أخِي وأنا أتوسل بِداخلي

أتوسل لكي يكون على قيد الحياة

لكن فقط عِندما تقدمت رأيت رجلاً بِشعر أحمر اللون يحمل بِيده فِيكتور العاري، والرَماد يُغطي يَديه وبَعض أطراف وَجهه، وثِيابه الملكية مُحترقه قليلاً

رأيت فيكتور بِيداه وأطمئنيت لأنه بالتأكيد لن يؤذي قطعة متبقية مِن شقيقته

لكن هذا لا يوقف كونه قاتلاً الآن

كانَ ينظر إلى المنزل يُعطيني ضهره، وعِندما أستمع لخطواتي المُسرعة أستدار يَنظر وقَد كانَ الحِقد يَملأ عَيناه يَرص على فكه ويَعقد حاجبيه بِغضب خفيف

نَظرت له بِالنظرة ذاتها وأنا أتقدم بِسرعه ولهفة، أريد الدخول أنا لا أهتم لِهذا السافل الآن، أريد معرفة أذا كانَ زاك بِخير أم لا، كتفي أنضرب بِكتفه عِند باب المنزل

خطوت للداخل ورأيت داخل المنزل الذي كانَ مُختلفاً عما كانَ عليه..

ألوان المَنزل والأثاث جميعها كانَت مُوحدة اللون، لوناً أسوداً طغى على المكان والدخان الذي كانَ يتلاشى قد ملأ الغرف

وَضعت ساعدي على أنفي وأستمريت بالسير، كل شيء لاحظته وأنا أركض بِخوف أُريد الصعود إلى غرفة أخي، لكن صوت كَسر الحاجز الذي كنت بداخله،

كنت أشعر أنني داخل فقاعة مُرتفعه وبأي لحظة ممكن أن تفقع هذه الفقاعة وأسقط مِنها بِشدة

"لَقد تأكدت أنه مُحترقاً بالكامل لا تقلقي" قالَ بِبرود مِن الخارج، شتمته بِداخلي وأنا أُسرع مِن خطواتي وانفاسي بَدأت تثقل

أنه يكذب لأخافتي فقط

كلا.. زاك لن يتركني

وَصلت إلى الطابق الثانِي وأنا أضع يدي على أنفي وأسعل قليلاً، دَخلت غرفته ونَظرت إلى أطرافها

لَم يكن هناك، خرجت بِسرعه أريد التوجه للطابق الآخر لكن شيئاً بِجانب المدفئة جذب نظري.. جثة سوداء مُحترقه بِوسط أرضية الطابق الثاني جَرت عَيناي لها بِبطئ

تملكتني رجفة

أبعدت يَدي مِن فمي أتقدم بِبطئ وأشعر أن قدماي لا تحملاني، أُردت التأكد مِن أنه ليس زاك أنما فقط خادم ما

لقد أردت أن يكون خادماً فقط، بِحق أردت ذلك

لكن اليوم هو يوم عطلة ولا يوجد أي خدم فِي منزلنا

لَقد صَعدت روحِي إلى السماء السابِعة وعادت إلى جسدي بِعد ما رأيته

شَعرت أن روحي تصارع لكي تبقى داخِل جسدي

المنظر كانَ سيئاً.. جداً

سيئاً وبَشعاً، ومؤلم كالعاهِرة

كانَ شَكل الجثه أسوداً يَخرج مِنها بعض الدخان الأبيض، وجسده كانَ..

جَسده كانَ لزجاً

جسده كان حاول الشِفاء لكن النيران لم تدع له أية فرصة، المنظر كانَ يؤلمني مِن الداخل

رؤية أخي، عائلتي الوحيدة بِهذا المنظر لقد آلمني مِن الداخل

أمسكت كتفاه، ونظرت له وكَيف أن ملامحه قَد تآكلت بسبب النار

سَقطت دمعة مِن عَيناي ويبدو أنها فقط طريق قد أنفتح لِباقي دموعي، معدتي أنكمشت وألتوت بِسبب الحزن أم بِسبب بشاعة الأمر..

لا أعلم حقاً

الشيء الوحيد الذي كُنت أعرفه أنني كُنت أتألم..

وجداً

أمسكت وجنتاه.. المُحترقه، وقد ملأت تِلك السوائل اللزجة يَداي، أبتسمت وأنا أنظر له "حبيبي.." شَهقة خَرجت تَجرح صَدري بألم وتبعتها دموع كَثيرة وصَوت مَكتوم "زاكرِياس أرجوك.." خرج صوتِي بِصعوبة وأنا أمسك جثته وأبكي بِصمت "أرجوك لا تتركني.. ليس أنت.. لن أستطيع بِدونك!"

"أنا آسفه لأنني كُنت غاضبة مِنك، أرجوك عد!" قبلته وأنا أبكي، قبلت جثته ووجهه حتى أمتلأ وجهي بِالسائل اللزج الذي يغطي بشرته، قبلته وبَكيت حتى اختلطت دموعي مَع رَماد جثته

لَقد بَكيت بِحرقه وبِصمت

ولقد كنت أستطيع البكاء أكثر لكن لَقد تبدل حزني بِغضب عِندما تذكرت ما قاله الفتى 'ورأيت فرداً من عائلة زوِيلد يدخل القصر الذي كانَ يبدو أنه يحترق منذ مُدة، يبدو أن عائلة زوِيلد لن تصمت عن موت السيدة فِيكتوريا'

أستقمت أمسَح وَجهي بأكمامي، نظرت إلى جثة زاك مِن الأعلى بِهدوء وقَد تكونت صورة واحِدة أمامي

وهي أن فرد زوِيلد قتل زاكرياس من أجل فِيكتوريا

نظرت أخيراً بِحقد لأُدير رأسي وأذهب بِسرعة إلى الأسفل، بِغضب وكُره شديد

ليست فقط صورة التِي تكونت فِي عقلي، لقد سمعته بأذناي أنا مُتأكدة "لَقد قالَ أنه تأكد من أنه مُحترقاً بالكامل" قلت أحدث نَفسي بِهمس وأنا أنزل مِن الدرج بِغضب وصوت الخشب المُحترق تحت قدماي بِكل خطوة

هو لقد أعترف بِلسانه أنه من قتله! يا لجرأته ويا لسوء حظه أنه كانَ لا يزال هنا أمام المنزل يَضع فِيكتور داخل العربه ويُريد أن يدخل معه

ولكنني كُنت أسير بِسرعه وكأن الأرض دَعمت قدماي وجعلتي أصل لَه بِسهولة، وبسرعة جررته مِن ياقة قميصه أديره لِي، وَوجهت له لَكمه بِكل قوتِي قَد أمسك بِسببها فكه البارز يُحاول أن يستوعب هل لا زال بِمكانه أم كُسِر

قبل أن يدرك ما يحدث حتى، أمسكته مِن ياقة قميصه مرة أخرى بِيداي الأثنتان ودفعت ضهره على العربة التي أهتزت بِسبب قوة أرتطامه بِها "أيها الزوِيلد الحقير!" قلت وأنا أكشر أسنانِي بِحقد

تَقدم جنوده الأثنان على وَشك أن يَسحبا أسلحتهما مِن خصريهما لكنه أوقفهما ينظر بِعيناي وهو يمد يده اليُسرى بِمعنى لا تقتربوا، خنقته أكثر "لقد قتلته وبكل جرأه أعترفت بهذا أيها السافل!" قلت بِحرقه أرص على أسناني

أعتقد أن عَيناي أصبحت حمراء الآن بِسبب غضبي

لقد كُنت أشعر بالنيران تجري بِعروقي

ضربته بِغضب أشتد بِداخلي، على فكه من الجهة الأخرى لكنه فقط أبتسم بِسخريه وكُنت أريد ضربه مرة أخرى لكنه كانَ مستسلماً لا يقاوم، ويرد على غضبي بِهدوء وهذا ما كانَ يثير سخطي أكثر

تركته وأنا أدفعه للخلف سَحبت نَفساً وأغلقت عيناي أحاول أن أهدأ، وقلت "أنتَ لن تأخذ فيكتور معك" عدل ياقة قميصه بِيداه الأثنتان ونظر لِي ببرود "فِيكتور سوف يبقى معي، أذا أردتِ أخذه يُمكنكِ تقديم طلب حضانة فِي المحكمة، والتي لن تسلمها لكِ لأنكِ لست أفضل مِن عائلة كامله وعاقلة في تربية طفل"

لَقد كانَ واثقاً.. وقال بِشكل غير مُباشر يخبرني أن المحكمة لن تعطي حضانة طفل بِيد فتاة وحيدة ليست لها عائلة.. وهو يعتقد أنه سوف يعتني به أفضل مني.. يُخبرني أنني لست عاقلة أي أن حالتي النفسية ليست مُستقرة بِسبب حادثة موت أخي..

تقدمت مِن العربة أحاول أن آخذ فِيكتور الذي كانَ عارياً يُغطيه اللون الرمادي بِسبب النيران، وقف الجنديان يرفعان سلاحهما بِوجهي

لقد أردت القتال، لكنهم جنود مِن القوات الخاصة لن أستطيع ذلك وأنا ما زلت جندية عادية في سنتِي الثانيه

أنا غاضبة صحيح، لكنني أعلم متى أكون بِمأزق ومتى أستطيع السيطرة على الوضع

والآن كُنت بِمأزق كبير

زممت شفتاي بعد أن بلعت الحِرقة فِي حنجرتي وأنا أنظر لِفيكتور الذي ينظر لِي مِن فتحة باب العربة بِخوف، "يُمكنكِ زيارته في مَنزل عائلة زوِيلد لو أردتي ذلك"

هدأت بِمكاني ليبتعد الحراس عني، رتبت هندامي "بالتأكيد سوف أزوره" قلت بِهدوء وقد كانَ ينظر لِي بهدوء هو الآخر، تقدمت بِهدوء

ولم أستطع أن ألزم مكاني وأهدأ بعد المَهزلة التي قالها

غافلت الجنود عندما أرخوا دفاعهم وأمسكته بيداي وضربت أنفه بِرأسي، سمعت صوت طقطقه أعتقد أن أنفه كُسِر لأنه بدأ ينزف وقد هجم الحراس يقيدوني مِن كتفاي

مَسح الدَم بِطرف يده "لكِنني لم أضرب أخيكِ عندما مَاتت فيكتوريا بِسببه" قال ينظر بِداخل عَيناي، وقد ضرب وتراً لم أكن أعتقد أنه يعلم به

هذا يعني أنه يعلم السبب الذي قتل فِيكتوريا

هل أخي له علاقه بِموت فِيكتوريا؟..

..
ويي 5005 كلمة!

هذا الفصل مهم جداً لهذا السبب تأخرت بكتابته لأن راح يأثر عن الحبكة القادمة، ولأن بيه مشاعر هواي من ثِينا.

يلا هسة شاركوني توقعاتكم عن الفصل
منو هذا أبو راس أحمر؟ وليش هيج حاقد على ثينا؟

شنو توقعاتكم عنه؟

ليش ماريو تغيرت نظراته المرِحه من وصل لمملكة ماريان؟

شنو السبب الي ماتت فيكتوريا بسببه؟
وليش زاك مَتكلم لثينا عن السبب؟

ليش أبو راس أحمر أتهم زاك بأنو هو السبب بِموت فيكتوريا؟

حسابي بالأنستا أنشر بيه تسريبات للفصول القادمة تعالوا هناك
هذا اليوزر، @_wxzoi

دُمتم سالمين♡♡.

Continue Reading

You'll Also Like

164K 3.7K 62
imagines as taylor swift as your mom and travis kelce as your dad
306K 21.5K 156
Tác phẩm: Toàn thế giới đều đang đợi người động tâm. Tác giả: Tố Tây Người gõ: Mia của bạn nè Beta: Hoa Hoa của bạn đây Ý là truyện này gõ nhanh quá...
4.6K 162 13
Taekook are just perfect for each other. Period. hey wait that's not it! Des- A social media AU where Taehyung posts lyrics of the song "Perfect" by...
272K 7.8K 133
"𝑻𝒉𝒆𝒓𝒆'𝒔 𝒓𝒆𝒂𝒍𝒍𝒚 𝒏𝒐 𝒘𝒂𝒚 𝒐𝒇 𝒘𝒊𝒏𝒏𝒊𝒏𝒈 𝒊𝒇 𝒊𝒏 𝒕𝒉𝒆𝒊𝒓 𝒆𝒚𝒆𝒔 𝒚𝒐𝒖'𝒍𝒍 𝒂𝒍𝒘𝒂𝒚𝒔 𝒃𝒆 𝒂 𝒅𝒖𝒎𝒃 𝒃𝒍𝒐𝒏𝒅𝒆."