| TARESIC KINGDOM |

By ash682111

21.6K 1.9K 5K

" لأنَ عينيكِ إحتضنتْ جروحِي بلطف ، سأعيشُ عُمرًا كاملاً دون أن أنجرِح مرةً أخرى!" . More

WËŇŤĒŘ
《1》
《2》
《3》
《4》
《5》
《6》
《7》
《8》
《9》
《10》
《11》
《12》
《13》
《14》
《15》
《16》
《17》
《19》
《20》
《21》
《22》
《23》
《24》
《25》
《26》
《27》
《28》
《29》
《30》
《31》
《32》
《33》
《34》
《35》
《36》
《37》
《38》
《39》
《40》
《41》
《42》
《43》
《44》
《45》
《46》
《47》
《48》
The End
Side Part
Side Part

《18》

381 37 145
By ash682111

إستيقظت ريدآ لوحدها دون مساعدة روسيل هذه المرة وهي تحدق في الجهة الفارغة من الفراش بملامح نعِسة تتحسسه ببطئ ..

'أين ذهب؟!' ..

تسائلت داخليًا بينما تتجلس جيدًا وتمسح صفحة وجهها تُبعد النعاس .. تثائبت عاليًا لتقفز من الفراش وتذهب صوب دورة المياه للإغتسال ..

'وروسيل أيضًا لم تظهر اليوم' ..

جففت وجهها بالمنشفة جيدًا تنظر حولها بغرابة .. 'أين ذهب الجميع؟'..

حركت كتفيها لتذهب ناحية الخزانة لتلتقط إحدى أثوابها من الخزانة كان بلونٍ أزرق باهت بنفخة بسيطة من الأسفل وأكمام طويلة وطوله يصل لنهاية كاحليها ..

وضعته جانبًا لترتدي ثوبها الداخلي ذو الشرائط البيضاء .. حيث قامت بإرتدائه من الأسفل لتُدخل يديها عبر الثقوب ..

لم تستطع إغلاق الشرائط من الخلف لتعبس بحنق وتمد أصابعها علها تستطيع عقدها معًا ..

قفزت وإستدارت حول نفسها ومدت أصابعها حتى نهاية مفاصلها ولكنها لم تستطع الوصول إليها ..

فُتح باب غرفتها برفق وهي في غمرة سخطها لتهمس وهي تحاول الوصول لأطرافه .. "أوه .. روسيل ساعديني لا أستطيع إغلاقها!" ..

تم إغلاق الباب بهدوء وعم الصمت الغرفة فجأة وقبل أن تلتفت لرؤية أفضل  شعرت بأصابع دافئة تتلمس بشرتها ببطئ كلماسات الفراشات الرقيقة ..

شعرت بإرتجاف على طول عمودها الفقري وهي تشعر بتلك الأصابع تتحسس بشرة عنقها قبل أن يُزيح كومة شعرها إلى جانبٍ واحد ..

إتسعت عيناها وهي تشعر بدغدغة أنفاسٍ أحرقت بشرتها قبل أن تشعر بشفتين تقبلان كتفيها من فوق ثوبها الأبيض برقة وتأوه مخنوق خرج من خلفها ..

كانت تلهث من إحساس الهواء الساخن على كتفيها ولمسة أنفاسه على جلدها وهو يتنفس بعمق ، يضغط شفتيه هناك برفق ..

شعرت بأنه كان يسير بسرعةٍ كبيرة بعد أن شعرت بالهواء البارد الذي يداعب وجهها ..

"رآيغال!" ..

تمتمت بخفوت وهي تغمض عينيها تتمسك بحواف الملابس من السقوط ..

إستدارت فورًا تواجهه في مواجهةٍ لإجباره على الإبطاء وقد إحمّر وجهها بدرجةٍ فظيعة وأخذت أنفاسها تتلاحق بلُهاث ..

طوال هذا الوقت شعرت ريدآ بأنها لا تستطيع التنفس بشكلٍ صحيح وشعرت بعدم الراحة في صدرها ..

إرتفعت عيناه الدافئة تحتضن وجهها المستدير ليقترب أكثر يكوب وجهها بين كفيه ليطبع قبلة سطحية على شفتيها هامسًا بحرارة .. "أنا مفتونٌ تمامًا .. وسأصاب بالجنون قريبًا!" ..

إرتعدت أصابعها التي تمسك بأطراف ملابسها بإستماتة قبل أن تهمس بوداعة .. "وهل هذا سيئ؟!" ..

إبتسم الآخر بخمول ليطبع قبلة أخرى على وجنتها قائلاً برفق .. "أجل .. سيئٌ للغاية!" ..

ترددت ريدآ في رسم إبتسامة صغيرة على شفتيها لتهمس بخفوت .. "وكيف أساعدك؟!" ..

وقبل إنتهاء جملتها شاهدت لمعان عينيه البراقة بوضوح قبل أن يقترب ولاتعود هناك مسافةٌ لأخذ أنفاسها ليندوا برأسه يُقبل كتفها برفق هامسًا .. "دعيني أهتم بك الآن وبعدها سأفكر بحلٍ لجنوني بك!" ..

أومأت ريدآ ببطئ وسرعان ما وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه ليخطوا بها ناحية الفراش بنفاذ صبر ..

لفت أصابعها المرتجفة حوله لتهمس وهي تدفن رأسه في جوف عنقه .. "أنا أثق بك!" ..

وفور سماعه لنبرتها الخجول هبط بشفتيه يقبلها بنهم شديد  .. كانت العديد من قُبلاتهم سريعة كما لو أن الوقت ينفذ منهم .. لكن هذه كانت قُبلة ناعمة وبطيئة ، لكنها أثقل بكثير من أي قبلاتٍ أخرى مروا بها من قبل ..

شعرت ريدآ بعقلها ضبابيًا وببشرتها تحترق تحت وقع لمساته الدافئة ..

وكان هذا كفيلاً بجعله يُليقها على الفراش ببعض القسوة قبل أم يُسيطر عليها بضخامته يحجبها كُليًا ..

.

.

.

"تذوقيها!" ..

أردف رآيغال بإبتسامة واسعة وهو يمد يده بالملعقة ناحية ريدآ عبر الطاولة بعدما طلب وجبة الفطور للغرفة فقد شعرت ريدآ بجوعٍ شديد خاصة وهي لم تتناول طعامها ليلة أمس بشكلٍ جيد بسبب توتر الحفل ..

فتحت فمها طواعية ليضع الملعقة في فمها فورًا يراقب تعابيرها ..

أخذت تمضغ ببطئ وهي تركز نظراتها على وجهه الجميل وسرعان ما إتسعت عينيها وهي تهمهم بإستمتاع ..

"أوه .. إنها لذيذة!" .. أردفت بحماس وهي تسحب الملعقة من يده وتحمل الطبق تتناول منه كمية أخرى تتلذذ بطعمها الحلو ..

"إنها أنت!" ..

إبتسم بقوله وهو يسمح زوايا شفتيها الملطخة لتعبس الآخرى قائلة برقة .. "ماذا؟ .. أنا؟!" ..

لم يبعد أصابعه بل ظل يداعب وجنتها قائلاً برفق .. "إنها أنت حبيبتي .. كعك الماجوريس!" .. أشار بعينه لطبقها مُبتسمًا بحنان ..

خفضت ريدآ نظرها للطبق في يدها تشاهد الكعك المستدير المحشو بالشكولاتة الذائبة لتتورد وجنتيها تهمس بخجل  .. "هل هذا هو الكعك؟!" ..

أومئ رآيغال برضي ليضع لها المزيد منه بينما جلس هو هناك يحتسي كأش الشاي الحار ..

وبغضون القليل من الوقت كانت ريدآ تجلس وحدها في غرفة النوم فقد إستأذن رآيغال قائلاً بأن أن لديه أعمالًا مستعجلة كأميرٍ للمملكة ولا يمكنه التغاضي عنها ..

أخذت تحدق في الهدايا الباذخة والتي إنهارت عليها عُقب الزواج وهي تقرأ التبريكات على الورق والذهب والمجوهرات المُرصعة الكثيرة ..

شعرت بالتعب والملل من كثرة الخطابات المتكررة بأسماء مختلفة وختم المماليك التي لم تتعرف عليها عند نهاية كل ورقة ..

فقامت بوضع البقية جانبًا لتقرأها فيما بعد أما الآن فيجب أن تخرج لرؤية روسيل فهي لم تظهر اليوم أبدًا مما جعل القليل من التوتر ينتابها ..

رفعت حافة ثوبها الأزرق لتنزل الدرج بخطواتٍ بطيئة خافتة تُحدق حولها بحثًا عنها ..

كان قد حذرها رآيغال مسبقًا من العبث في الأرجاء قائلاً بأنه علم ماقد فعلته في منزل الغابة عندما خرجت لوحدها ..

عبست حينها قائلة بحنق .. 'ذلك الواشي سيد كريغ!" ..

هبطت للطابق السفلي حيث مهجع الخادمات لتنظر حولها ليشد إنتباهها مجموعة من الفتيات يضحكن فيما بينهن بضخب لتقترب قائلة بخفوت .. "عُذرًا!" ..

إختنقت الفتاة التي كانت تضحك بعلو ليتدافعن بوضوح يقفن في خط واحد ينحنين فورًا بإحترام تام ..

إبتسمت ريدآ برقة قائلة بتساؤل .. "أين هي روسيل؟!" ..

حدقن فيما بينهن لثانية قبل أن تُبادر التي كانت تضحك بإحترام تنظر للأرض .. "سموك إنها في الحظيرة الآن!" ..

تحركت ريدآ من فورها لتجتازهن تخطوا ناحية الباب الخلفي فيما إلتفتن فورًا ينحنين لمغادرتها ..

وقبل أن تصل إلى الباب إلتفت مجددًا لهن لينحنين بشهقة رعب يحدقن في الأرض بقسوة  ...

"أين تقع الحظيرة؟!" ..

همست وهي تعيد خصلات شعرها للخلف ببطئ لتتفاجئ الخادمات من سؤالها فهل تريد الذهاب إلى هناك ؟ ..

"من .. هنا .. سموك!" .. تلعثمت إحداهن وهي تتقدم ببطئ منحينة الجذع لتخرج من الباب تتبعها ريدآ ..

.

.

.

"هناك سمو الأميرة!" .. أشارت الفتاة للباب الخشبي الضخم عند الزاوية لتنحني مجددًا قبل أن تهرول للداخل ..

وسرعان ما ابتسمت ريدآ من فورها لتهم بخطىً واسعة لهناك ..

دفعت الباب الخشبي برفق ليُحدث صوتًا مزعجًا .. إنتفضت الحيوانات في الحظيرة تبتعد بخوف ..

ركضت الدجاجات في أماكن مختلفة في حين أخذت الماعز تصيح بصوتها النشاز ..

توقفت حيث الشعر البني المعقود في الخلف بوشاح صغير فوق رأسها وملابسها المتسخة من الوحل ..

كانت تدير ظهرها ناحية الباب بينما تجلس على كرسيٍ خشبيٍ صغيرة وأمامها ماعز كبير يتناول الحشائش بهدوء ..

إبتسمت بوسع لتركض غير عابئة بتلوث ثوبها الجميل وعندما وقفت خلفها تمامًا صاحت بمرح .. "روسيل!" ..

إنتفضت الآخرى بسرعة لتقفز من كرسيها تلتفت بأعين متسعة ناحيتها وسرعان ما انحنت قائلة بعدم تصديق  .. "أميرة؟ .. ما الذي تفعلينه هنا؟ .. هذا لا يجوز!" ..

عبست الآخرى بضيق فها قد بدأت في سلسلة توبيخاتها اليومية المعتادة مما يجوز ومالايجوز  ..

"لقد إفتقدتك وأردت رؤيتك .. أين كنت طيلة اليوم؟!" .. همست بصوتٍ لطيف وهي تراقب الماعز في الخلف ..

إبتلعت روسيل ريقها لتُردف ببعض الحرج .. "لقد .. ظننت بأنك تحتاجين لبعض الخصوصية .. لذا لم أتطفل .. أعتذر هل كنتٍ تريدين شيئًا؟!" ..

ظلت ريدآ تحدق بها لثوانٍ لتنفي برأسها من فورها قائلة بينما تُشير للماعز في الخلف  .. "ماذا كنتِ تفعلين؟!" ..

إبتسمت روسيل قليلاً تُجيبها بخفوت بينما اخذت توزع نظراتها بإضطراب .. "أحلّبُ الماعز!" ..

إنعقد حاجبي ريدآ قليلاً وهي ترى إرتباكها لتتسائل بشك .. "ولماذا تفعلين ذلك؟ .. انتي وصيفتي كما قلت .. وهذه ليست من مسؤلياتك .. أليس كذلك؟!" ..

إزداد إرتباك روسيل بصورة ملحوظة لتتلعثم قائلة بينما تمسح يدبها المتسخة على مئزرها .. "لا .. بالطبع لا .. ولكن .. برسيلا وصيفة الأميرة إيرينا أخبرتني بأن الأميرة تُريد بعض الحليب الطازج للشاي .. وقالت بأنها تُريدني أن أحلب الماعز لأجلها!" ..

"ماذا؟ .. أخرجي من هنا فورًا!" .. جاء ردها قاطعًا وقد قبضت ريدآ على يدها غضبًا لتستدير فورًا تخرج من الحظيرة تتبعها روسيل المذعورة فقد ينتهي أمرها الآن ..

عادت للقلعة فورًا وإتجهت إلى قاعة المعيشة حيث جلست إيرينا برفقة آماروا يحتسيان الشاي بهدوء ..

وقفت ريدآ أمام إيرينا والتي ظهر التفاجئ على وجهها المنمق لترفع حاجبها بتساؤل بينما إرتفعت نظرات آماروا يراقب الحدث بصمت  ..

دخلت روسيل خلفها مذعورة تحاول تهدئة أميرتها قد المُستطاع فلو سمع الملك أو الملكة بهذا فسينتهي أمرها حتمًا ..

حركت ريدآ نظراتها على إلى وجه إيرينا البارد قبل أن ترفعه حيث وصيفتها برسيلا التي تقف خلفها بتوتر تحدق في الأرض برعب  ..

"وصيفتي روسيل ليست خادمتك كي تطلبِ منها أن تنفذ لك طلباتك .. لديك واحدة بالفعل!" .. صاحت بهذه الكلمات بصوتٍ حاد وقد إحمرت أذنيها إنفعالاً ..

أنزلت إيرينا ساقها ببطئ ورشاقة لتستقيم بطولها الرشيق تفتح شفتيها المطلية قائلة بصوتٍ ناقوسي  .. "ماذا؟!" ..

كتفت ريدآ ذراعيها قائلة بثقة .. "كما سمعت .. وصيفتي ليست خادمتك .. إبحثِ عن واحدةٍ أخرى إذا كانت التي تقف خلفك لا فائدة منها!" ..

ألقت إيرينا نظرةً مشمئزة متكبرة ناحية روسيل والتي إنكمشت على نفسها خوفًا قبل أن تُعيدها لريدآ قائلة بنبرةٍ متعالية .. "وهل ستُدافعين عن خادمة؟ .. هذه وظيفتهن بعد كل شيئ!" ..

جاءها الرد قاطعًا من فم ريدآ .. "أجل سأفعل فهي وصيفتي ولادخل لك بها .. يمكنك فعل ما يشاء بخاصتك ولكن غير مسموح لك بالتدخل في وصيفتي!" ..

عقدت إيرينا حاجبيها بغضبٍ طفيف لتُهسهس من بين أسنانها .. "وهل ستقول لي بشرية وضيعة ماذا أفعل؟!" ..

رفعت ريدآ رأسها بكبرياء هاتفة بنبرة عالية .. "أجل أنا بشرية .. وأيضًا زوجة الأمير .. مايعني بأن عليك إحترامي أيضًا!" ..

تقدمت منها إيرينا خطوة شرسة تحدق في وجهها قبل أن تهبط نظراتها حيث جيدها المزين بقلادة سوداء إستطاعت معرفتها ..

لتعض على شفتها قائلة وقد زاد غضبها كثيرًا وإمتدت يدها لتقبض على ذراعها .. "إسمعيني جيدًا أيتها الوضيعة اليتيمة .. نحن هنا هم السادة وأنتِ فقط متطفلة لا أصل لك .. وحين ينتهي دورك ستلحقين بمن هم من طبقتك الدنيئة وتغادرين هذا المكان بقذارتك!" ..

شعرت ريدآ بقهر من إهانتها الصريحة بكونها يتيمة لا تملك أحد لتخفض نظراتها للأسفل ..

ظل آماروا ينظر لما يحدث بصمت ساخر يُحرك محتويات كأسه بإستمتاع قبل أن تختفي سخريته فجأة حالما رأى تدفق دموعها على وجنتها ليعقد حاجبيه معًا بإستغراب ..

ظلت إيرينا تهزها ذراعها وتصرخ بحدة لتحاول ريدآ سحب ذراعها من مخالبها وسرعان ما رفعت يدها الأخرى عاليًا تصفعها على وجهها بقوة جعلت وجهها يرتد للناحية الأخرى متفاجئًا ..

وما تبع ذلك على الفور كان الصمت ولا أحد يستطيع تصديق ما حدث للتو ..

الجميع وقفوا بأفواههم في حالة صدمة تمامًا مثل إيرينا  ..

إستغرق منها الكثير من الوقت لإستيعاب الأمر لتعود برأسها ببطئ تحدق في وجه ريدآ المتورد إنفعالاً ..

لتصرخ بعدها إيرينا بجنون وهي تهم برد الصفعة بأقوى ما لديها لتجرؤها على مد يدها على ملِكة تآريسيك المستقبيلة وقبل أن تصل لوجهها تم إمساك يدها من قبل آماورا الذي تدخل في آخر لحظة يمنعها من صفعها ..

صرخت إيرينا بجنون تطلب منه إفلاتها كي تُريها مقامها هنا في حين شهقت كلٌ من برسيلا وروسيل بقوة وهما يريان خط الدم الذي هبط من خذها الذي تركه خاتم ريدآ الأسود على وجنتها ..

"إهدئ!" ..

غمغم آماروا ببرود قبل أن يسحب ذراعها للخارج بوجه أبيض خال من التعابير لتلحق بهما برسيلا فورًا ..

شهقت ريدآ فجأة ببكاء مرير لتركض لغرفتها فورًا ترتمي فوق فراشها تبكي بشدة ..

"أميرة أنا اعتذر .. أرجوك توقف عن البكاء .. كل شيئ حدث بسببي .. أنا آسفةٌ جدًا!" ... لحقت بها روسيل تتمتم بذعر وهي ترى الأخرى تنهار بهذه الطريقة ..

تعلم بأن ما تمر به مؤلم فهي أيضًا قد توفي والديها منذ زمن وتفتقر للعاطفة كما تفعل سيدتها تمامًا .. ولكن ما العمل هكذا شاء القدر ..

تقدمت روسيل بتردد لتمد يدها في محاولة للتخفيف عنها وسرعان ما سحبتها في حرج عندما رأتها متسخة بالوحل ..

"أميرة أرجوك توقف ستؤذين نفسك بهذه الطريقة!" .. تمتمت بقلة حيلة وهي تحاول جعلها تتوقف عن البكاء ..

خفضت شهقات ريدآ تدريجيًا ورفعت  رأسها تمسح وجنتيها بظاهر يدها لتتدفق المزيد من الدموع وهمست بصوتٍ مبحوح .. "هل ما فعلته سيئ؟!" ..

شعرت روسيل بالإرتباك لتسارع في الرد .. "هذا .. في الواقع لم يكن سيئًا جدًا لقد دافعت عن نفسكِ أميرة .. هي من انتهك القوانين وحاول آذيتك أولاً!" ..

إمتلئت عينيها بالدموع مجددًا لتهمس بخوف وهي تعض على شفتيها .. "أريد رؤية رآيغال!" ..

أومأت روسيل برأسها قلقًا لتتراجع قائلة برفق .. "أمرك سموك بأبحث عنه فورًا!" ..

"لا .. سأذهب معك!" ..

نفت بسرعة وقفزت من فراشها تقف على قدميها وتخرج من الغرفة برفقة روسيل ..

ظلت طول طريق سيرها تمسح وجنتيها تأخذ عدة أنفاس عميقة لدرجة آلمت خاصرتها ..

خرجت حيث الشمس في الخارج لتأخذ روسيل منعطفًا حيث أماكن التدريب قائلة لريدآ في الخلف .." إنه عادةً ما يأتي إلى هنا كي يُدرب المجموعات .. أوه .. انظري .. إنه هناك!" ..

أشارت بإصبعها لبقعة معينة لتتبع ريدآ بنظراتها تضع يدها فوق عينيها لحجب أشعة الشمس الساطعة ..

وهناك رأته يقف على رأس مجموعة من الفرسان يقون بتدريبهم بجد على الضغط وحمل الأثقال وهي عبارة عن براميل خشبية ضخمة إلى جانبه كريغ يضع يداه خلف ظهره يراقب مجموعة أخرى من الفرسان يتبارزون بالسيوف الخشبية ..

وسرعان ما أدار كريغ رأسه نحوهما ليتقدم من رآيغال يهمس له في أذنه ..

إلتفت رآيغال من فوره نحوهما ليخطوا ناحيتها بسرعة جعلت كريغ يجفل من سرعة عبوره ..

إنحنت روسيل بجذعها تتراجع عدة خطوات للخلف عندما وصل إليهما ليردف بلطف وهو يمسك بيد ريدآ  .. "لقد تركتك للتو!" ..

حاولت ريدآ صُنع إبتسامة صغيرة على ثغرها لتهمس وهي تضغط بأصابعها على يده والأخرى تمسك بها ذراعه .. "لقد إشتقت إليك!" ..

إرتفع حاجبه قليلاً وسرعان ما أدار رأسه بحدة للخلف ليتنحنح الفرسان الذين كانوا يُراقبون بفضول ويكملون تدريباتهم بتوتر ..

عاد ببصره ناحيتها لقد بدت لطيفة في ضوء النهار وخصلاتها الفحمية تلمع بوضوح بإبتسامتها المُشرقة ليهمس قُرب وجهها بحنو .. "وأنا أيضًا ولكن لدى عمل .. هل أراك لاحقًا؟!" ..

عبست ريدآ بخفة لتترك يده ببطئ وتومئ برأسها تستعد للمغادرة ولكن  سرعان ما سحبها نحوه يطبع قبلة لطيفة على وجنتها ليهمس بأنفاس حارة .. "لا تعبسِ هكذا سأود حينها تناولك على العشاء وسيكون تبذيرًا حصريًا للطعام!" ..

ضحكت ريدآ بإنطلاق لتتقوس عيناها البندقية للداخل مع ضحكها ماجعل رآيغال يعبس بدوره قائلاً بتحذير لذيذ .. "لا تضحكِ هكذا في الأرجاء!" ..

أومأت فورًا لتقف على أطراف أصابع قدميها للوصول إليه وقد ساعدها رآيغال إذ انحني بجذعه قليلاً لتُقبل عينه اليُسرى وتعود برفقة روسيل ..

تنفس بحدة ليعود لفرسانه يأمرهم بالقيام بتدريبٍ قاس بصرامة لم يعهدوها من قبل ما جعل القليل منهم يتذمر بيأس ..

.

.

.

"هل تودين العودة للقلعة؟!" .. تسائلت روسيل بهدوء تتسترق النظرات لسيدتها الصامتة ..

"لا .. لنتجول قليلاً! بعد" ..

أومأت روسيل فورًا تأخذها حيث الحديقة الملكية الواسعة .. كانت مليئة بالأزهار البنفسجية والبيضاء والقليل من اللون الأصفر ..

كانت الشمس في كبد السماء وكانت تُلقي على الأرض غلالة من الضوء الساطع جعل الصورة تتخلد في ذهن ريدآ ..

مشت ريدآ ببطئ ورهبة فوق العشب الطري بين الأزهار المُتمايلة في الهواء الدافئ والناعم الذي أخذ يُحرك خصلاتها الحرة ..

آمالت رأسها ناحية روسيل التي تنظر للأرض بصمت لتتسائل تحاول فتح حديث لكسر الحاجز بينهما .. "حدثيني عنك قليلاً!" ..

توترت روسيل قائلة بخجل .. "في الواقع أميرة ليس لدي الكثير لقوله .. إنني مجرد فتاة عادية شاء القدر أن أعمل هنا .. لا أقول بأنني لست سعيدة بل على العكس .. لطالما عشت وحيدة بعد موت والداي .. كنت أعيش عند بعض الأقارب .. وقد بدأت المشاكل من نفاذ النقود والطعام .. ليس لدى إخوة فقط عم وزوجة عم وأطفال صغار!" ..

"وماذا حدث؟!" .. تسائلت ريدآ ببعض الإهتمام فقصتها مشابهة لخاصتها كونهما بلا عائلة ..

"لقد تطوعت للعمل هنا كي أستطيع توفير المال والطعام لهم .. وهذا ما حدث!" .. إبتسمت روسيل بمرارة في نهاية حديثها ..

"أظن بأننا نتشارك نفس القدر مع بعض الإضافات فأنا أيضًا توفي والداي وعشت مع ... زوجة أبي طيلة حياتي السابقة!" ..

همست ببعض البؤس لتسارع بمحو ذلك تردف بحماس .. "كم تبلغين من العمر روسيل؟!" ..

"أنا في العشرون من العمر أميرة!" .. همست وفي الثانية الأخرى صرخت ريدآ بحماس لم تستطع السيطرة عليه .. "أوه يا إلهي .. نحن في نفس السن ..هذا رائع .. لاعجب في أنني شعرتُ بالمودة نحوك!" ..

إبتسمت روسيل بخفة وتوردت أذنيها بخجل لتمسك ريدآ بذراعها تتأبطها بمرح تُكمل تنزهها في حين جفِلت روسيل ونظرت حولها بتوتر .. فهذا غير صحيح البتة ..

توقفن فجأة وجفلن عندما ركضت ماعزٌ صغير أمامهما بسرعة ليسمعا بعد ذلك صراخ رجل في الخلف يحاول إمساكها ..

نظرت ريدآ للرجل الذي أخذ يركض خلف الماعز يحاول الإمساك بها لتتسع إبتسامتها وتخطوا للأمام خطوة واحدة قبل أن تتوقف وتعض على شفتيها تنظر لروسيل خلفها بتردد ..

نظرت إلى روسيل بأعين بريئة للغاية وشفاه ممدودة لتتنهد روسيل بيأس وتُشير بيدها في جهة الماعز تُحرك رأسها بقلة حيلة وسرعان ما قفزت ريدآ بمرح وبدأت تركض خلف الماعز الصغير تضحك بصخب وخصلاتها الفحمية تتطاير مع الرياح تتبعها روسيل التي لم تستطع منع ضحكتها العالية بسبب تصرفات أميرتها الغير متوقعة ..

وبعد معافرة شديدا مع الماعز والكثير من الركض والمرح تم الإمساك به أخيرًا ليأخذه الرجل إلى الحظيرة حيث والدته وتقوم روسيل بأخذ ريدآ للإغتسال والراحة ..

وهناك في القلعة حيث القاعة المرتفعة فوق تم إسدال الستائر لتغطي نافذة الغرفة العلوية والأعين المعدنية التي كانت تُشاهد ما يحدث بتعابير باردة  ليتراجع الظل ببطئ ويختفي ..

.

.

.

"هل أنتِ جائعة أميرة؟ .. لا بد وأنك كذلك بعد هذا الركض الطويل!" ..

تسائلت روسيل وهي توظب الملابس الجديدة والهدايا داخل الخزائن بعدما نظفت نفسها وساعدت ريدآ على التنظيف ..

حركت ريدآ قدميها المتدلية من الفراش ببطئ وهي تُكمل قراءة رسائل الزفاف .. "لا .. أنا بخير!" ..

"هناك الكثير من الرسائل .. هل يجبُ قرائتها كلها؟!" ..

همست بصوتٍ كئيب وهي تتمني في داخلها أن يكون الجواب هو لا لأن الوقت الذي ستستغرقه في قراءة هذه الخطابات الطويلة هو ساعات طويلة الأمد ..

أومأت روسيل برأسها بحزم قائلة .. "بالطبع أميرة إنه من واجبك قرائتها وكتابة جوابٍ عليها أيضًا!" ..

تذمرت ريدآ عاليًا قبل أن تضع الرسالة وتتأخذ واحدةً أخرى .. كانت تحوى على ختم أسود بحروف أنيقة .. فتحت الرسالة وكما توقعت كان الخط أنيقًا للغاية ومرتبًا جدًا ..

ذهبت بعينيها حيث إسم المملكة لتقرأه بصوتٍ مرتفع .. "مملكة أرسكا!" ..

مدت شفتيها بعدم معرفة فهي للأن لا تعلم أي شيئ عن نظام حكمهم لتقرأ الرسالة بصمت وسرعان ما تركتها جانبًا في يدها تسأل روسيل التي إنتقلت الآن لتوظيب المجوهرات  ..

"روسيل .. هل أنتِ أيضًا تستطعين .. فعل ذلك .. أعني تستطيع التحول لمخلوقٍ ما؟!" ..

إبتسمت روسيل تنفي برأسها لتغمغم بهدوء .. "كنت أتمني ذلك ولكن للأسف لا يمكنني .. فأنا نصف بشرية فوالدتي كانت بشرية وأبي تنين!" ..

شهقت ريدآ عاليًا لتترك الرسالة من يدها وتهرع للوقوف أمامها كتمثالٍ حي .. "هل أنتِ بشريةٌ مثلي أيضًا؟!" ..

أومأت روسيل بقلق وهي ترى إبتسامة ريدآ تتسع تدريجيًا وكان خوفها في مكانه إذ سرعان ما قفزت تحتضنها بقوة قائلة بسعادة .. "أوه .. أنتِ بشرية .. لا أصدق!" .. ضحكت في نهاية حديثها ولم تستطع روسيل إمساك إبتسامتها السعيدة وقلبها الذي رفرف بلطف من اهتمام ريدآ بها .. فهي طوال حياتها لم تتلقي معاملةٍ جيدة أبدًا .. دائمًا ما كان يتم نبذها أو إلقاء الكلمات الجارحة نحوها بأنها بلا فائدة ..

"كيف لا يمكنك تغير شكلك هل هناك خطب؟!" .. وبعدما إبتعدت ريدآ قليلاً تسائلت بغرابة ..

خفضت روسيل رأسها تكمل توظيب الصندوق في يدها ببراعة .. "هذا .. لقد قالوا بأن دمائي مختلطة وغير نقية ولذلك لم أستطع إمتلاك واحدة!" ..

أومأت ريدآ برأسها تفهمًا .. فدماء جنسين مختلفين لا ينتج عنها تكون تلك المخلوقات إذًا .. تحتاج إلى دماءٍ نقية من نفس الجنس! ..

وبعد الترتيب وقراءة الكثير من الرسائل تم إعفاء ريدآ من البقية عندما دخل رآيغال إلى الغرفة مبتسمًا بإشراق ..

إستأذنت روسيل متحججة بعملٍ ما لتترك الزوجان وحدهما للخصوصية ..

سار رآيغال بخطىً سريعة ناحيتها ليعتقل خصرها تحت تفاجئها ..

"إذن لقد إشتقت إليّ .. همم؟!" .. تسائل بتلاعب بينما يداعب ظهرها برفق وخصلاتها المتدلية من الخلف تدغدغ كف يده بنعومة ..

رفعت إليه سهامها البندقية المشرقة لتومئ برأسها تضغط على خده بإصبعها قائلة بتأنيب .. "لقد تركتني طويلاً!" ..

وسرعان ما تم القبض على أصابعها الرقيقة وتقبّيلها بين شفتيه الواحد تلو الآخر برفق جعلها ترتجف للأعماق ..

"أعتذر .. الكثيرُ من العمل!" .. همس بنبرة معتذرة وهو مستمر بتقبيل أصابعها بإهتمام ..

تسللت إحدى أصابعه تحاول جذب الشرائط خاصة ثوبها الأزرق ليسترسل قائلاً بجدية .. "ولكنني الآن متفرغ لك تمامًا!" ..

عبست الآخرى تحاول كتم ضحكتها لتُبعد ذراعه من خلف ظهرها مُعربةً بتكبر .. "لقد فقدت فرصتك بالفعل .. لذا حاول مجددًا فيما بعد لربما أصبت!" ..

ظهرت الدهشة على ملامح رآيغال ليترك خصرها قائلاً بذهول .. "هل ترفضينني؟!" ..

ضرب قلبها بجنون داخل صدرها لتسارع برفع يديها قائلة بقلق  .. "لا .. لم أقل ذلك فقط كنت .. كنت أعبث معك!" ..

ظلت ملامح وجهه جامدة قبل أن تشتد وجنتيه وتظهر إبتسامة على شفتيه قبل أن يُطلق ضحكة عالية لم يتحكم بها وأثناء ضحكه قام بسحبها لأحضانه ..

عبست ريدآ بحنق وضربت كتفه القاسي لتبتعد عنه تكتف ذراعيها مشيحةً بوجهها بعيدًا  ..

وسرعان ما أخفضت ذراعيها تعود بعينيها لوجهه المبتسم لتزدرد ريقها قائلة بينما تتلاعب بملابسه بتردد .. "رآيغال لقد قمتُ بشيئٍ سيئ!" ..

همهم رآيغال بينما دفن رأسه بين خصلاتها الفحمية يستنشق عبيرها الآخاذ لا يكتفي منها أبدًا .. لتغمض ريدآ عينيها وتبوح بما لديها دفعة واحدة قبل أن تتراجع .. "لقد صفعت إيرينا على وجهها!" ..

وما عقب ذلك كان الصمت المُحدق ..صمتُ شديد جعلها تبتلع ريقها بقلق وتنظر لرآيغال الذي رفع رأسه ببطئ يفترس وجهها قائلاً .. "فعلتِ ماذا؟!" ..

عضت الآخرى على شفتيها لتدفن رأسها في صدره وتسرد له ماحدث بسرعة دون النظر لعينيه التي إحتدت فجأة بصورة مخيفة وظهر وميض أزرق خطير داخل حدقتيه قبل أن يختفي تمامًا وتعود ملامحه لطبيعتها ..

ربت على قمة رأسها قائلاً بهدوء  .. "لا بأس حبيبتي .. لم يكن ذلك مقصدك!" ..

أبعدت رأسها عن صدره تومئ بأعين زجاجية  .. "أقسم لم يكن كذلك .. لا أدرى كيف فعلت ذلك .. أنا أسفة!" ..

تلمس وجنتها قائلاً برفق .. "لا بأس لا تقلقِ .. هيا إذهبِ الآن لتناول طعامك سأعود بعد قليل!" ..

حدقت في وجهه بقلق لتومئ في النهاية وتخرج من الغرفة بسرعة وهنا قبض رآيغال على قبضته قبل أن يخرج من الغرفة أيضًا ..

.

.

.

هبطت الدرج تقضم شفتيها بعدم راحة .. 'هل كان عليّ إخباره؟ .. هل ستحدث مشكلةٌ بسببي ؟.. لا يا إلهي' .

شهقت بقوة وإرتدت للخلف خطوة عندما وجدت آماروا يقف أمامها مباشرةً يحدق في وجهها ببرود ..

تراجعت للخلف لتنزل من الجهة الآخرى بإضطراب في محاولة لتجنب الإصطدام به .. 'لا بد بأنه يريد توبيخي لضربي زوجته!' ..

قطع طريقها مجددًا يمد يده أمامها يمنعها من العبور لتتوقف فورًا تنظر له بذهول ..

فتح شفتيه قائلا بنبرته الخالية من التعابير وأعينه المعدنية تنظر لوجهها بخواء .. "ما فعلته سابقًا كان إهانةً عظمي لملكتك وتوجب العقوبة .. ولأنني لم أتحدث معك لا يعني بأن تقومي بفعلها مجددًا .. توقف عن العبث في الأرجاء فليس الجميع يستطيع تقبُلك هنا!" ..

أنهي حديثه بنظرة مزدرئة قبل أن يُكمل صعود باقي الدرجات في حين ظلت ريدآ واقفة وقد إحمر وجهها المستدير وعينيها قد غابت في غمامة حزن وكلماته تتردد في عقلها لوحده ..

'ليس الجميع يستطيع تقبُلك هنا' ..

.

.

.

قفزت إيرينا من كرسيها المطرز لتُلقي لنفسها نظرةً أخيرة برضي قبل أن تخرج من غرفتها بسرعة .. فقد أخبرتها وصيفتها بأن الأمير رآيغال ينتظرها في الخارج ..

لم تُصدق نفسها لوهلة لتتعطر وتصفف شعرها بعناية قبل الخروج إليه ..

حدقت في الأرجاء بحثًا عنه لتجده يقف عند الزواية يوليها ظهره لترفع أصابعها الرشيقة تتأكد من زينتها تمسح زوايا شفتيها وترفع خصلاتها قليلاً ..

وقفت خلفه تمامًا ووصلت إليها رائحة عطره القوية لتغمض عينيها تستنشق ما يكفي من رائحته لتحتفظ بها في رئتيها  وقبل أن تفتح شفاها الملطية كان قد إستدار لها رآيغال فجأة وقبل أن تتمكن من الترحيب به بشكلٍ صحيح قام بشكلٍ مفاجئ بوضع يده على عنقها ودفعها إلى الجدار خلفها بقسوة ..

إتسعت عيني إيرينا السوداء رعبًا وتفاجُئ لتحاول إبعاد كفه المُحكم حول عنقها تعافر لدخول الهواء الذي نفذ فورًا ..

تقدم بوجهه ليهمس بغضب وأصابعه تشتد من حولها بشدة .. "إسمعيني جيدًا .. لو حدث أن سمعت بأنك إقتربتِ من زوحتي أو تحدثتي إليها مرة أخرى عن طريق الخطأ .. سأحرص على قطع هذا الفم .. هل تسمعين؟!" ..

أومأت إيرينا برأسها بعشوائية وقد تحول لون وجهها بالكامل للأزرق تحاول التنفس بصعوبة ..

ليترك عنقها بسرعة متراجعًا للخلف خجوة قبل أن يدفعها أمامه قائلاً بخشونة .. "والآن تحركِ أمامي!" ..

تعثرت داخل كعب حذائها الرفيع لتتقاطع ساقيها بإعتدال تُحسن من مظهرها بأعين قد دمعت إختناقًا وسعال متكرر غادر شفتيها ..

حدقت خلفها بخوف وشفاهها ترتجف خوفًا لتتأكد مما قاله لها آماروا سابقًا ..

.

.

.

دلفت لغرفتها تحاول التحرر من ذراعي آماروا تصرخ بجنون .. "دعني .. دعني أقتلها لماذا أمسكت بي؟ .. هل تريد منها أن تُهينيني أكثر .. أنا .. أنا إيرينا دي فيليب فتاةٌ بشرية قذرة تلمسني بهذه الطريقة!" ..

اخذت تصرخ بعلو صوتها وهي تحاول الخروج من الغرفة ليدفعها آماروا للخلف يصرخ ببرود ..

"وهل تظنين بأنك ستستطعين لمسها حتى .. رآيغال سيقضي عليك تمامًا ما إن تضع إصبعك عليها .. لذى توخي الحذر من العبث معها فهو لن يكون رحيمًا!" ..

إبتسم بسخرية في نهاية حديثه ليغادر الغرفة بعدها دون إضافة حرفٍ آخر لتنهار إيرينا على الأرض تصرخ تنادى على برسيلا المسكينة ..

عادت تُحدق أمامها وقد تحولت ملامحها بطريقة مخيفة لتقبض على أصابع يدها تتوعد بداخلها ..

----

رأيكم بالبارت؟؟💜💜.

من تشمت بإيرينا كما فعلت أنا؟😂💔.

دمتم في رعاية الله 💜💜.

                   

                      تحياآتي اللطيفة'ة 

WËŇŤĒŘ 🖤🍫.

Continue Reading

You'll Also Like

115K 7K 27
أعتقد أنك قد سمعت عن لعنة الفراعنة لكن هل سمعت عن لعنة الكواكب؟ الحكاية ليست بانتقالنا لكوكب الأرض من على سطح سيرافينا فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فتلك...
390K 25K 64
"النفس لا تفقد شيئاً من مضمونها، لا يوجد شيء اسمه نسيان. كل إحساس وكل تجربة وكل خبرة وكل عاطفة مهما بلغت من الهوان والتفاهة لا تفنى ولا تستحدث، وكل أ...
53K 4.7K 48
حيث تايهيونغ و جونغكوك ، الشخصان الوحيدان اللذان تصديا لعنة ساحر الظلام فولدمورت ، و هذا الأخير أصبح يبحث باستمرار من أجل الإنتقام . و من جانب آخر ،...
533 55 7
لحظة لقاء الرفيق إبحار في فضاء الدفء والحنان في أجمل مراكبها، مراكب الدموع السعيدة، دموع الفرح وبسمة السعادة وشعور القلوب. حكم على الزمان لقائنا ان...