| HUG 2 ~ PARK JIMIN |

By maviswatt

22.2K 1.6K 4.2K

✧ الجزء الثاني من عناق " أنا من البداية لم أكن جديرة بالاعتناء به ، و لذلك لم أعتنِ به ، بل أوقعته بشباكي و ت... More

INTRO | HUG 2
01 | HUG 2
03 | HUG 2
04 | HUG 2
05 | HUG 2
06 | HUG 2

02 | HUG 2

2.8K 267 1.6K
By maviswatt

..

.

.

.

.

.

.

.

لأول مـرة هـحـط شـروط لأن مـش الـكـل يـعرف إن الـجـزء الـتـانـي مـن الـروايـة نـزل

مـع انـي مـبـحبـش الـحـوار ده خـالـص...

وصـلـوا الـبـارت لـ 5 آلـاف كـومـنـت عـشـان الـتحـديـث الـجـاي يـبـقى أسـرع ♡

و أسفة على التأخير ، استمتعوا♡♡

.

.

.

.

.

.

.

~••~

فوق سطح ذلك المبنى القديم و المهترئ الذي وصفته مادلين من قبل أنه مكانها السري و أخذت جيمين إليه حتى يشاهدا السحاب

كان كلاهما جالس فوق مقاعده القديمة لكن تلك المرة يشاهدان نجوم الليل و لمعانه

ثم فجأة من العدم قالت له بإبتسامة دون إبعاد عينيها عن النجوم
" يُقال أن اليوم سيشهد إنطلاق الكثير من الشهب ليلًا ، لذلك أحضرتك إلى هنا حتى نشاهدها معًا "

ابتسم إليها دون إبعاد عينيه عن حلكة السماء هو الآخر ، حينها إلتفتت هي إليه لتسأله بلطف
" هل تحب الشهب؟ "

و الآخر دون مقدمات أجاب
" الشهب في الأساس هي بعض الأجزاء الصغيرة التي فُصلت عن نيزك عملاق للغاية ، و يؤدي سقوط النيازك على بعض المناطق إلى إنقراض الكثير من النباتات و الحيوانات ، كما أنه يحدث تباين في درجات الحرارة و ذلك بإرتفاعها بفعل الحرارة الناتجة عن إحتكاك النيازك بالغلاف الجوي و إنخفاضها بفعل حجب الشمس عند مرور النيـ... "

" أصمت "

قالت بكل هدوء و هي تغمض عينيها كمحاولة لتمالك اعصابها بينما الآخر إلتفت إليها حينها ليجيبها بإبتسامة خجلة
" كلا ، لا أحب الشهب "

قاطع تلك اللحظة مرور شهاب ما فجأة منيرًا حلكة السماء أكثر بلمعانه مما جعلهما ينظران إليه حينها بدهشة

ثم نطقت هي بإبتسامة
" هناك أسطورة تقول أنك إن تمنت أمنية أثناء مرور الشهاب ستتحقق ، هل سمعتها من قبل؟ "

اومأ الآخر لكنه نظر إليها بتعابير معترضة قليلًا
" أجل ، لكنني لا أؤمن بتلك الأشياء "

عندما رأت تعابيره تلك قلدته و أومأت
" أنا أيضًا لا أؤمن بها "

شهاب آخر مر حينها جاعلًا من هذين الكاذبين ينظران إليه بإعجاب ثانيةً ، لكن كل واحد منهما سرًا قد تمنى أمنية يرجو من كل قلبه أن تتحقق

و كأنهما منذ ثوانٍ لم يؤمنا بتلك الأسطورة

~••~

اهتزاز هاتفه عدة مرات متتالية جعله يكشر وجهه بإنزعاج ثم كشف عن خضراوتيه الناعسة ليديرهما ناحية اليمين حتى يأخذ الهاتف من جانبه و يرى ما الأمر

ثلاثة و تسعون مكالمة فائتة من جونغكوك!!!!!

ما اللعـ**؟؟

ستة و عشرون من يونغي ، ثمانية من تايهيونغ و رسالة واحدة فقط من نامجون يخبره بها
' مرحبا جيمين ، هل تواصلت مونبيول معك؟ '

ما الأمر؟

كل تلك الأشياء الغريبة جعلته يعتدل بجلسته فوق سريره لينظر مجددًا إلى هاتفه بتعجب
" هل وصلنا إلى نهاية العالم أم ماذا؟ "

بتلك اللحظة تحديدًا جاءه إتصال آخر من جونغكوك الذي يبدو أنه أكثرهم هلعًا ، و لم يكن أمام جيمين حل غير الإجابة
' مرحبـ.. '

' جييميين لقد أجبت اخيرًااا '

صراخ الآخر فجأة دون سبب جعل ذا الخضراوتين يُبعد الهاتف عن أذنه بتعابير متألمة و منزعجة ثم أعاده مجددًا ليصرخ به هو الآخر
' ما الأمر مع لعنتك جونغكوك هل جننت أخيرًا أم ماذا؟؟!!! '

' أنا لا أجد لازلي '

' عذرًا ، ماذا؟ '

' أقسم لك لا أعرف أين هي ، لقد تشارجنا بالأمس لذلك تركت المنزل لها و عند عودتي صباحًا لم أجدها هي و جونسان '

' حسنًا أهدأ جونغكوك لا تقلق صديقي ، أنا سأسأل مادلين ربما تعرف مكانهما '

' أشكرك جيمين '

' لا شيء كهذا بين الأصدقاء جونغكوكي ، وداعًا '

تنهد بخفة و هو يغلق المكالمة ثم نظر حوله قليلًا بتعابير قلقة ، جونغكوك يسأله عن لازلي و نامجون قبلها سأله عن مونبيول ، و بالتأكيد يونغي كان يود سؤاله عن مينا و كذلك تايهيونغ عن هانيول

ذلك التفكير جعله يضحك ساخرًا قبل نهوضه ليتجه إلى الأسفل حتى يرى أين مادلين

بضع خطوات بسيطة قد سارها إلى الأسفل حتى وصل لغرفة الإستقبال ، نظر حوله قليلًا باحثًا عنها بعينيه و عندما لم يجدها وجه انظاره إلى المطبخ الذي على يساره لكن أنواره كانت مطفأة بالفعل

تنهد بغرابة ليتجه إلى الحديقة الخلفية تلك المرة لكنها لم تكن هناك ايضًا

يبدو أن مادلين مختفية مثل الاخريات

و قبل مشاورة عقله حتى ليهاتفها قد أصدر هاتفه اهتزازً آخرًا جعله ينظر إليه ليرى ان يونغي المتصل تلك المرة

و بكل هدوء و تمالك للأعصاب أجاب
' مرحبا يونغي '

' لا تجد مادلين أليس كذلك؟ '

تنهيدة بسيطة خرجت من ثغر الآخر و هو يعود أدراجه للداخل مجددًا
' أجل ، أتوقع أنك لا تعلم أين مينا ايضًا '

' هذا صحيح ، نامجون لا يعرف أين مونبيول و تايهيونغ و جونغكوك كذلك '

' ااه أجل جونغكوك .. جلس على الأريكة مريحًا ظهره قبل إكماله .. لقد كان متوترًا للغاية عندما تحدثت معه '

' جيمين '

' همم '

' أنت تشعر بما أشعر صحيح؟ '

خرجت تنهيدة أخرى من جيمين حينها لكنها كانت مليئة بالضيق
' جونغكوك و لازلي أليس كذلك؟ '

' أجل ، هما لن يكملا هذا واضح جدًا لذلك أريد أخذ جونسان ليعيش معي '

' هذه فكرة جيدة ، لكن مادلين تحب جونسان كثيرًا لذلك أعتقد أنها ستود تربيته مع يون و يوليانغ '

' على كلٍ سنتناقش بهذا الأمر بعد إنفصالهما '

جملته جعلت جيمين يضحك بخفة و هو يعانق وسادة ما بجانبه
' أنت تثق حقًا أنهما لن يكملا '

' بربك هذا واضح وضوح الشمس ، لقد ترك لها المنزل بالأمس ما هذا التصرف حتى؟ و هي لم تحاول الإتصال به للاطمئنان رغم معرفتها أنه متعب ، هما أفشل ثنائي رأيته بحياتي و هذا محزن ، كان عليهما فهم شخصيات بعضهما أكثر قبل التسرع بخطوة الإنجاب

هذا حُمق '

كان جيمين يتلقى غضب الآخر الواضح بكل هدوء و قناعة قبل همسه مشفقًا على أصدقائه
' معك حق '

' دعنا من هذا الآن ، أنا سأذهب لأتجهز من أجل الحفلة '

' حسنًا و أنا أيضًا '

ثم فقط أغلق كل واحد منهما و هو يفكر بتلك الحفلة

الجميع لا يمكنه إنكار ، أنهم متوترون قليلًا من تلك الحفلة

بل كثيرًا

و عند استعداده كي ينهض حتى يرى ما الذي سيرتديه ، جاءه إشعار ما بهاتفه مما جعله يجلس مجددًا حتى يرى من مِن أصدقائه حادثه تلك المرة

لكنه كان إشعار من الحكومة الكورية يُعلنون بها أن اليوم سيشهد حدث مرور الكثير من الشهب مساءً

ذلك الخبر جعله يبتسم بخفة قبل نهوضه مم أجل الإستعداد

••

أمام قصرها الأبيض اصطفت سبعة سيارات من ماركات عالمية كل واحدة منهن تقدر بالملايين

هيونداي ، جينيسيس جي ، بورش
و لامبورجيني

تلك الهيبة جعلت الكثير من المدعوين يوقفون سيرهم ليُشبع كل واحد منهم أعينه بهؤلاء السبعة الذين ترجلوا من سيارتهم بطلَّاتهم التي امتُلأت بالشموخ و الكبرياء

هم يعلمون أن الأعين ستكون عليهم بكل الاحوال حتى إن جاءوا بدراجات

و اعتيادهم على تلك الأمور جعلهم يبتسمون لبعضهم البعض بهدوء قبل تقدمهم من بوابة القصر بخطوات ثابتة

و المفاجأة كانت هنا

لا أحد من المدعوين ارتدى الزي الرسمي الموحد للثانوية كما طلبت منهم روزان برسالتها

و هذه بداية مبشرة بالخير حقًا ، يبدو أن تلك الحفلة لن تكون شيئًا من بدايتها سوى هراء و هوج

لكن جيمين حاول تجاهل هذا الاحساس بالتوتر من الأجواء الغير مريحة بالمرة و فقط تقدم أكثر إلى داخل معهم ، و حينها اتضحت إليهم الأجواء أكثر

و التي جعلته يوسع أعينه بالفعل

بالبداية استقبلتهم موسيقى هادئة للغاية معها الملابس الرسمية و الكلاسيكية التي تنتشر بكل البِقاع هنا و هناك ، زجاجات الخمر من أرخص الأنواع لأجودها كانت بين أنامل الجميع ، ضحكات غنجة و أشخاص يقبلون بعضهم بين الزقاق دون إحترام للاخرين ، و بالنهاية تضفي عليهم أضواء زرقاء اعطت للمكان إيحاء بأنه...ملهى ما ربما

لكنهم بالنهاية تجولوا لدقائق و قد لاحظوا حينها وجود حوض سباحة بالحديقة الخلفية لهذا القصر ، به بعض الفتيات و الفتيان الذي لا يرتدون سوى قطعة او قطعتين تقريبًا و اصوات ضحكاتهم تملأ أرجاء المكان

هل هذه حفلة مدرسية؟

هم معتادون على أجواء الحفلات خاصةً جونغكوك و هوسوك بسبب طبيعة عملهما ، و لكن للمرة الثانية..

هل هذه حقًا حفلة مدرسية من المفترض أن يستعيدوا بها ذكرياتهم اللطيفة؟

لطيفة؟ هه

قاطع لحظات صدمتهم تلك صوت انثوي رقيق يقترب منهم رويدًا بترحيب
" لقد وصل ضيوفي المميزون اخيرًا "

ألتفتوا إليها لتقع على الفور أعينهم فوق فستانها الذهبي الرائع الذي لم يختلف كثيرًا عن لمعان خصلاتها التي بذات اللون ، و لمجالمها رونق آخر تعجز التعابير عن وصفه

انها الجميلة بذاتها روزان ، صاحبة تلك الميغة

وقفت أمامهم لتمسح بسواديتيها هيئة السبعة أمامها بينما هم ابتسموا إليها قبل إتخاذ نامجون زمام الأمور
" شكرا لكِ روزان ، لقد مرت مدة طويلة حقُا منذ ألتقينا "

بكل هدوء وجهت ابتسامتها إليه قبل إيمائها موافقةً حديثه
" معك حق ، لقد تغيرنا جميعًا بالفعل لكن القلوب تظل كما هي ، أليس كذلك؟ "

قالت و هي تبحث بعينيها عن جيمين المختبئ حرفيًا وراءهم ، هو يتمنى من كل قلبه ألا يحدث أي إحتكاك بينهما

يعلم أن سعادته بإهتمامها به هذا قد تظهر دون قصده

و عندما لاحظ يونغي هذا حاول تغيير الموضوع
" لقد أصبحتِ ممثلة معروفة روزان ، من كان يتوقع هذا؟ "

سأل بإبتسامة و هو ينظر لأصدقائه و قد ابتسمت الأخرى أيضًا قبل الرد عليه بذات هدوئها
" انا لطالما أحببت التمثيل و شاركت بعديد من المسرحيات المدرسية لكنك لم تلاحظ هذا يونغي ، لقد كنت مشغولًا كفاية بالفتيات لذلك لم تلاحظ "

صُدم الجميع قليلًا من جرأتها لذلك تحمحم يونغي قبل الابتسام إليها بخجل فقط ، لكن قاطع موقفهم الغريب هذا صوت جين الذي كان ينظر إلى هاتفه عندما تلقى رسالة ما
" جيسو راسلتني الآن ، تقول أنها مع الفتيات و سيأتون جميعهن سويًا بسيارتين ، لازلي و جيسو و مادلين بواحدة و هانيول و مونبيول و مينا بالثانية "

" و لمَ هذا؟ "

بعقدة بين حاجبيه قد سأله جونغكوك و الآخر ببعض التوتر أجابه
" تقول جيسو أن لازلي من اقترحت عليهن ألا يرتدين ذلك الزي المدرسي و أن يتحضرن سويًا و يتأتين سويًا "

جميعهم شعروا أن هذا فعل عادي جدًا و لطيف يشبه تفكير الفتيات على أي حال لذلك لم يغضب اي واحد منهم سوى جونغكوك الذي تنهد و هو يحاول كبح غضبه و قد نظروا إليه حينها

لقد أصبح يغضب من أقل شيء تفعله لازلي

و عندما لاحظت روزان تلك الأجواء الموترة تدخلت
ناظرة إلى جونغكوك و يونغي بإبتسامة
" لقد سمعت أنكما اصبحتما آباء "

حينها اومأ يونغي إليها بسعادة عندما تذكر زوجته و طفلته
" أجل صغيرتي يومين ، تبلغ الآن ستة أشهر "

ابتسمت إليه روزان لتنظر إلى جونغكوك الذي تنهد فقط
" جونسان خمسة أعوام "

" سبعة "

نطق جيمين من العدم مصححًا له ليلتفت إليه الجميع بينما هو نظر إلى صديقه الذي أستوعب توًا أنه أخطأ بعمر إبنه

أما جيمين فظل يحدق به بخذي فقط

و للمرة الثانية تحاول روزان تلطيف الأجواء
" هذا جميل حقًا مبارك لكما "

تصادف مع إنهاء جملتها إلتقاء سودايتيها مع ذي الخضراوتين الذي لايزال يتجنب نظراتها ، لكن تحديقها المحب به وضعه أمام الأمر الواقع

و لصوتها اللطيف تأثير آخر
" كيف حالك جيمين؟ "

توتره قد زاد بالفعل لذلك دون قصد نظر إلى جونغكوك الذي كان بجانبه منذ لحظة دخولهم ذلك المكان ، و على الفور تحدث هو أثناء وقوفه أمام جيمين و كأنه يُبعد نظراتها تلك عنه
" الجميع بخير روزان أشكركِ كثيرًا و أعدكِ أننا سنحاول الإستمتاع "

ابتسامته المُجامِلة بالنهاية و كلماته المختصرة أشعرتها أنه يقول لها بأدب
' غادري و إلا اقتلعت خصلاتكِ من مكانها '

و قد كان يقولها بسره حقًا

لذلك فقط ابتسمت إليه مُرحَّبة قبل إلتفاتها لتعطي الجميع ذات الابتسامة
" Enjoy "

لكنتها الانجليزية أفقدت ذلك الذي سيموت من التوتر صوابه كونها تنظر إليه كثيرًا

لكن ما قاطع مغادرتها من أمامهم هو صوت بوق السيارات العالي للغاية و الذي كان مصدره من أمام القصر ، يبدو أن ضيفًا مزعجًا قد جاء

و كأن الليلة ينقصها شيء كهذا

تلك الأشياء جعلت الكثيرين يخرجون ليروا ما الأمر و بالطبع كان سبعتهم أول الراكضين و معهم روزان التي تعمدت السير بجانب جيمين

سيارتين من النوع هيونداي قد اصطفتا أمام القصر لتترجل من كل واحدة ثلاثة فتيات

أولهن كانت لازلي التي تولت هي القيادة ، ترجلت بملابس قصيرة و فاضحة تملؤها الأنوثة باللون الأسود و الوردي ، أما ابتسامتها فمن فرط السعادة بتلك الأجواء تكاد لا توصف

حفلة اخيرًا ، هذا هو نوعها المفضل من الحياة

لكن مهلًا..

لقت قامت بقص شعرها ، فعلت ذلك دون أن تأخذ رأي جونغكوك أو تخبره حتى

لكنها لم تهتم بكل هذا ، و بخطوات مرحة تقدمت أكثر إلى الداخل لتنطق بأعلى ما تمتلك من صوت
" مرحبًا جميعًا "

أصبحت تلوح بيديها الاثنتين و طاقتها تلك جعلت الناظرين إليها يتعاملون بذات جنونها و قد تهافتوا عليها بالفعل ليلقوا التحية

لكن تحيتهم لم تكن سطحية بعض الشيء لأن الجميع أصبح يعانقها و يقبلها ، نساءً و رجالًا

و هي بادلت الجميع بصدر رحب قبل نطقها بذات صوتها العالي
" دعونا نغير تلك الأغنية المملة و نحتفل بشكل جنوني أكثر "

هم يقفون أمام لازلي بذاتها التي لطالما تفاخرت أن والدتها أجنبية ، هذه الفتاة هي ملكة الحفلات لا محالة

لذلك بمرح تقدمت معهم إلى الداخل و كل ذلك أمام جونغكوك الذي أصبحت حدقتا عينيه تكاد تخرج من مكانها من شدة غضبه بتلك اللحظة

لدرجة ان اصدقاءه شعروا بهذا بالفعل و حاولوا إدخاله ليجلس بأي مكان هادئ كي لا يُخرج غضبه عليها أمام الجميع

و على الفور اقترب منه يونغي هامسًا
" القصر مليئ بالغرف يمكنك أخذها إلى أي واحدة و الشجار سويًا كما يحلوا لكما بها ، لا تفعل هذا هنا و تجلب الفضائح لنفسك جونغكوك انت فنان مشهور الآن تذكر هذا "

بمجرد انتهاء تلك الكلمات صدرت أكبر زفيرة ممكنة من ذلك الذي يشاهد زوجته بملابسها تلك تعانق زملائهم السابقين و ترقص متصنعة عدم رؤيتها لنظارته القاتلة لها ، هو لوهلة شعر أن جلطة ما قد تصيبه منها و من أفعالها الكارثية

لذلك وجد أن حديث يونغي منطقي و فقط تراجع بضع خطوات ليدخل إلى القصر بعد ذلك مبتعدًا عن تلك الأجواء التي ترفع ضغطه

لكن داخله ، يعلم كيف سيحاسبها جيدًا على كل هذا

أما من تبع لازلي بالدخول كانت هانيول التي قررت إرتداء فستان أصفر قصير و لطيف ، هي فقط سارت وراءها بهدوء و لم تصدر تلك الضجة مثلها ، كل ما فعلته انها بحثت بعينيها عن أحد تعرفه من زملائها السابقين لكنها لمحت يونغي و تايهيونغ يبتسمان إليها من بعيد لذا على الفور ركضت إليهما

لكن..

هي عانقت يونغي أولًا

بالرغم من أن تايهيونغ تقدم ناحيتها بضع خطوات كي يأخذها بين ذراعيه

و هذا ما أزال ابتسامته تمامًا و هو يراقبها بين ذراعي غيره ، ضغط على يده بقوة حينها ليكمل متباعتهما بعينيه ثم أصبح يهمس لذاته
" لا بأس تايهيونغ ، يونغي صديقها ايضًا و تعرفه قبل أن تعرفك و أنت تثق به لا بأس ، حتى أنه متزوج و لديه طفلة لا بأس تايهيونغ لا بأس "

أخرجه من صراعه الداخلي هذا عناق هانيول القوي إليه فجأة ، لكن مبادلته إليها كانت عادية بعض الشيء ، و هو حقًا لم يقصد هذا

لقد ظن أن لقاءهما بتلك اللحظة تحديدًا سيكون الألطف على الإطلاق ، فمن المفترض أن هذا اليوم مميز لهما

هي لا تعرف شيئًا لكن هذا لا يمنع كونه مميز

لكنها لم تلاحظ على اي حال لذلك فقط ابتعدت لتبتسم إليهما بشدة
" لقد اشتقت إليكما .. قالت ثم وجهت انظارها إلى يونغي بإبتسامة أشد .. كيف حالك يونغي؟ أنا لم أرك منذ مدة طويلة "

و الآخر أجابها
" انا بخير لا تقلقي .. قال بذات ابتسامتها قبل توجيهه لعينيه ناحية تايهيونغ الذي كان ينظر الى كل شيء بالحفلة ماعدهما لذلك نطق فجأة .. سأذهب لأرى مينا "

استأذن بهدوء عندما لاحظ سكون تايهيونغ و إنطفاء بهجته و هي اومأت إليه لتراقبه بعينيها يبتعد ثم وجهت أنظارها إلى تايهيونغ الذي راقبه أيضًا قبل إلتفاته إليها بنظرات حادة بعض الشيء جعلت ابتسامتها السعيدة تلك تتبدل تدريجيًا بأخرى متوترة
" ما الأمر؟ "

لا تُخرِّب الليلة تايهيونغ

" لا شيء "

قال و هو يتجه إلى الداخل باحثًا عن جونغكوك حتى يهدئ أعصابه برفقته ، تاركًا إياها تناظر هيكله المبتعد و علامات الإستفهام محاطة بها

أما ثالث من ترجلت من السيارة كانت مونبيول التي وسع نامجون أعينه بشدة بمجرد رؤيتها ، لذلك على الفور ركض إليها ليخلع سترته محاولًا إلباسها إياها

كلا هي لا ترتدي شيئًا قصيرًا أو كاشفًا

و هذا ما جعلها تنظر إليه بتعجب قبل إبعاده عنها
" ما هذا؟ ، ماذا تفعل؟ "

" ما الذي ترتدينه أنتِ؟ "

قال و هو يعيد وضع السترة عليها مجددًا لكنها للمرة الثانية دفعته ثم خاطبته بغضب
" ما الذي ارتديه نامجون!! ، قميص و بنطال و..."

" بنطال ، ترتدين بنطال "

مقاطعته إياها بتلك الطريقة جعلتها تعقد حاجبيها بغرابة
" و ما المشكلة؟ "

حينها نظر إليها بتعابير مستغربة للغاية و كأن سؤالها أغرب ما سمع على الإطلاق

" المشكلة اننا بحفلة مونبيول و الفتيات يرتدين فساتين كلاسيكية رائعة ، لمَ لا تتصرفين كالفتيات و تريدين مثلهن؟ "

لحظة

هل ما قاله صحيح؟

نظرت إليه قليلًا و هي تحاول استيعاب تلك الكلمات ، هل عاد لتلك الأفكار مجددًا؟ ، أفكاره عن كونها لا تعجبه و لا يحب ملابسها أو شعرها الذي ترفعه ذيل حصان أو اي شيء متعلق بها

تفكيرها أنه لم يتغير رغم ما مر من سنوات جعلها بغضب تُخرج من جيب بنطالها ربطة شعر ثم رفعت شعرها الذي كان منسدلًا لتربطه بتلك الربطة عندًا به فقط

ثم بكل غضب و محاولة لتمالك الأعصاب اخبرته
" لمَ لا تتصرف أنت كالرجال و تنفصل عني و تذهب إلى فتاة مليئة بالانوثة تُشبع رغباتك المريضة "

أنهت جملتها بتهجم ثم فقط اتجهت إلى الداخل تبحث عن جونغكوك و تايهيونغ كي تهدئ أعصابها معهما تاركة إياه يناظرها بتعجب ظنًا منه أن تفكيرها هي الخاطئ ، و ليس هو

رابعتهم كانت مينا التي تأفأفت بتذمر و هي تُغلق باب السيارة بقوة نوعًا ما ، هي حقُا حقًا لا تود التواجد هنا

" ملاكي "

نظرت بجانبها إلى زوجها الذي استقبلها بإبتسامة لطيفة ثم حدق بفستانها الأبيض الرقيق الذي أعجبه كثيرًا

" أهلا بقدومكِ "
قال و هو يقترب معانقًا إياها و هي بادلته بذات ابتسامته المحبة

فصلا عناقهما اللطيف ليتقدما إلى الداخل سويًا حتى يشاركا بتلك الحفلة ، لكن اوقفهما ظهور فتاة ما أمامهما فجأة تبتسم بطريقة غريبة
" اوووه مين يونغي أهلًا بك ، لقد مرت مدة طويلة للغاية "

تبادل يونغي النظرات مع تلك التي أمامه كمحاولة لتذكر من هي

لكن صوتها مصطنع الرقة هذا قاطعه
" لا تقل أنك لا تتذكرني ، يا إلهي أيعقل حتى؟ "

ابتسم الآخر إليها بتوتر ثم نظر إلى زوجته التي كانت تراقب بهدوء فقط ، و هذا لم يعجبه

لذلك حاول الهرب بأقصى سرعته
" سعيد أنني رأيتكِ "

قال و هو يشد على يد مينا ليغادرًا لكن الفتاة أوقفته مجددًا ثم تحدثت بعتاب مزيف جعل مينا تود التقيؤ
" أنت لا تتذكرني حقًا ، أنا حزينة سيد يونغي كيف تنساني لا يمكنني التصديق ، يا إلهي سأبكي "

قلبت مينا عينيها بشدة و هي تشاهد هذه الدراما المبتذلة أمامها أما توتر يونغي فلم يسمح له بإجادة التصرف ، لقد تذكر من تلك الفتاة....

و للمرة الثانية لم تدع له فرصة و أكملت بذات نبرتها المصطنعة
" لقد تواعدنا بالصف الثاني الثانوي ، حتى أننا مارسنا الجنس بالسيارة من قبل ، ألا تتذكر؟ "

أمم

هل يقول شخص طبيعي شيئًا كهذا فجأة؟

وسع يونغي عينيه و هو ينظر إلى تلك التي تبتسم بخفة إليه ، لقد قالت هذا أمام زوجته بكل وقاحة

و لم تصمت عند ذلك الحد ، بل وجهت أنظارها إلى مينا التي تحاول الظهور بكل هدوء و ثبات
" زوجكِ حقًا كان لعوبًا و منحرفًا للغاية بذلك الوقت ، كان يمكنه الممارسة مع أربعة فتيات بآن واحد ، حقًا إنها أيام لا تُنسى ، أتمنى أن يكون أفضل معكِ الآن عزيزتي مينا "

ابتسمت إليها بطريقة مقرفة في النهاية و لم يكن أمام الأخرى غير مبادلتها و إخفاء غليانها الذي بالداخل
" أوبس لقد تأخرت كثيرًا .. قالت و هي تنظر إلى الساعة بهاتفها ثم رفعت عينيها اليهما مجددًا .. يجب عليَّ الذهاب الآن فزوجي ينتظرني أمام القصر ، فرصة سعيدة إلى اللقاء "

قالت بسرعة لتغادر بعدها بكل بطئ و كأن ما قالته منذ قليلٍ كان مجرد كذبة و لا يوجد من ينتظرها حقًا ، و أن قدومها هذا كان لغرض معين فقط

أما يونغي فكان فقط يحدق أمامه بصدمة مما سمع منذ قليل ، لم يكن يريد ان تعرف مينا عنه شيئًا كهذا

هي تعلم انه كان لعوبًا بالفعل ، لكن..
ليس لتلك الدرجة

تنهد بشدة و هو يلتفت إليها ليحاول التبرير
" ميـ.. "

لكنها ألقت يده من بين خاصتها ثم تقدمت إلى الداخل بخطوات مسرعة باحثة هي ايضًا عن جونغكوك ، تايهيونغ و مونبيول حتى تجلس معهم و تهدئ أعصابها

تاركة الآخر يراقبها بتوتر و غضب بآن واحد

بالمركز الخامس كانت جيسو التي ظلت لدقائق تبحث بعينيها عن مديرها و حبيبها جين و بيدها اليمنى تمسك هاتفها واضعة إياه على أذنها لأنها تتلقى مكالمة عمل مهمة الآن قادمة من أميركا

و بلكنتها الانجليزية الفريدة كانت تحاول التحدث و عدم التأثر بتلك الزحام
' أجل سيد ألبرت ، بالطبع سأخبر السيد سوكجين بإقتراحك هذا ، شكرا لكِ سيدي أنا فقط أقوم بعملي...

و من بين حديثها لمحته ، بإبتسامة لطيفة كان يتقدم ناحيتها مسببًا ظهور ابتسامتها أيضًا و الإنشغال لثوانٍ عن هذا العميل الذي معها على الهاتف

وقف أمامها ليقترب مقبلًا إياها بسطحية و هي حاولت التحدث بطبيعية رغم هذا
' حسنًا كما تريد سيد ألبرت ، سأخبره بكل هذا بالتأكيد لا تقلق ، إلى اللقاء سيد ألبرت '

اغلقت المكالمة حينها لترفع عينيها إلى حبيبها بإبتسامة سعيدة للغاية
" كيف حالك؟ "

سألته و هو اومأ إليها فقط كإجابة قبل سؤالها
" من المتحدث؟ "

أشار إلى الهاتف بعدها لتجيبه دون مبالاة
" اه انه السيد ألبرت المسؤول عن مطعمك بأمريكا ، يقول أن لديه اقترا...."

لم تكمل جملتها لأنه وضع أصبعه السبابة أمام شفتيها ثم تحدث بطريقة ما و كأنه يحاول عدم الغضب الآن
" جيسو نحن بحفلة ، لقد جئنا كي نبتعد عن أجواء العمل و نحاول الترويح عن أنفسنا قليلًا "

راقبت فعلته تلك دون فهم لتبعد يده عنها قبل تحدثها بذات هدوئها

" حسنا جين أنا لم أقل شيئًا ، لكن العمل يظل عملًا "

تنهد كمحاولة أخرى لتمالك أعصابه و ابتسم إليها بينما هي ظلت تراقبه بتعابير توحي أن حديثه لا يعجبها
" العمل لن يهرب ، سنذهب إليه صباحًا على أي حال لذلك عيشي لنفسكِ قليلًا ، توقفي عن تلك الجدية الدائمة جيسو لقد سئمت "

نظرت إليه بغير تصديق قبل تحدثها بتلك الجدية التي يكرهها
" انا أحب عملي جين و لا تقلق أستطيع العيش لنفسي وقتما أريد ، توقف أنت عن استهتارك هذا "

كلماتها جعلته يغمض عينيه بشدة حينها ، هو لا يعلم للمرة الكم بتلك اللحظة يحاول عدم الصراخ بها ، لذلك فقط فتحهما مجددًا لينظر إليها بإبتسامة مجاملة
" حسنًا كما تريدين "

ثم تحرك من أمامها لتختفي ابتسامته تلك كليًا و هو يتجه إلى الداخل باحثا عن...

أجل جونغكوك ، تايهيونغ ، مونبيول و مينا حتى يهدئ أعصابه برفقتهم

أما الأخرى فضحكت بغير تصديق و هي تنظر إلى هاتفها الذي يرن بمكالمة عمل أخرى

أخيرتهم و الأكثر تميزًا بينهم بسبب إنتفاخ بطنها الواضح قد دلفت بكل غطرسة إلى ذلك القصر الذي لم ينل إعجابها لتجول بعسيليتها أرجاءه باحثة عن صاحبة المكان

لقد جاءت لهدف واحد

تلك المرأة التي تحلم بأخذ زوجها منها ، لكن هيهات مادلين لم و لن تسمح بهذا

تقدمت أكثر إلى الداخل و بحثها بأعين كالصقر لازال مستمر ، هي تريد فقط لمح فريستها

و قد حدث

واقفة على بعد عشرة أمتار منها ، بخصلاتها الذهبية و جمالها الفاتن كانت بين ضيوفها تبتسم إليهم بكل ود ، لكنها ترى بوضوح نظرات مادلين المحتدة إليها من بعيد

و لا تستطيع إنكار...أنها توترت بعض الشيء

بتلك اللحظة شعرت تلك الثائرة غضبًا بدفئ بين أناملها جعلها تنظر بجانبها إلى جيمين الذي لم تدرك متى أقترب منها بهذا الشكل ، كان يبتسم إليها بشدة كونها وصلت اخيرًا

و لم يكتفي بتلك الإبتسامة قط ، بل انخفض إلى مستواها مقبلًا جبينها بخفة جاعلًا منها تغمض عينيها و هي تستشعر حرارة جسده القريبة تلك التي تجهر بالدفئ و الأمان بها و بأطفالهما

و بمجرد ابتعاد هذا السلام النفسي عنها بضع إنشات كشفت عن عسليتيها لتناظر بهما خضراوتيه الباسمتين إليها بشدة

هو حقًا سعيد أنها جاءت
" تبدين حقًا كآية من الجمال مادلين "

همس لها بصوت لطيف و لم تستطع هي التحكم بخجلها حينها لذلك ضحكت بخفة و هي تضع يدها على ثغرها
" جيمين هل ستجعلني أتصرف بحُمق هنا حقًا؟!! "

سألته بإستنكار لكنه ضحك بسخرية حينها
" أنا لا أحتاج أن أفعل هذا جميلتي ، انتِ تتصرفين بحُمق دائمًا "

و ما ناله منها حينها ضربة قوية بعض الشيء فوق كتفه جعلته يتأوه بخفة و هو يمسك مكان ضربتها ثم سألها بصوت متألم
" مادلين هل ستعاملينني كأحمق هنا حقًا؟؟ "

" أنا لا أحتاج أن أفعل هذا عزيزي أنت أحمق دائمًا "

قالت بذات سخريته قبل إمساكها لذراعه الذي ضربته ثم شابكت ذراعيهما ليسيرا بجوار بعضهما ناظرين إلى أجواء الحفلة التي أصبحت صاخبة بشدة بمجرد قدوم لازلي إليها

لنقل أنها فقط من كانت تناظر كل شيء حولها بهدوء و سعادة في آن واحد ، فتلك الأجواء هي أيضًا تعشقها لكن بحالتها تلك لا تستطيع الصعود فوق طاولة الكحوليات لترقص أمام الجميع

لذلك ظلت تراقب فقط بينما الذي بجانبها كان يراقبها هي منذ البداية

لقد أحب طلَّتها المبهجة لقلبه كثيرًا ، فستانها الأبيض البسيط للغاية الذي ارتدته و فوقه تنساب خصلاتها السوداء التي مازال طولها في تزايد و هو لن يسمح لها بقصه مهما فعلت

تحديقه بها هذا جعله يدرك شيئًا ما فجأة ، ربما تكون روزان هي شمس هذا المكان ، أما جميلته..
فستظل قمره مهما كان

تلك الأفكار داخله كم اسعدته لدرجة أنه لم يلاحظ تعابير مادلين الهادئة التي تبدلت كليًا إلى أخرى منزعجة بسبب إقتراب روزان من كليهما

" مرحبا مادلين ، لم أركِ منذ مدة طويلة "

حينها إلتفت جيمين إليها كونه لم يلاحظ اقترابها حقًا ، و صوت مادلين جعله يدير عينيه إليها بقلق
" أهلًا "

هذا فقط ما قالته و هي تأكلها بعينيها ، يثق أنها تود أكلها ضربًا ايضًا لكنها لا تستطيع فعل هذا هنا

المشكلة ليست بحملها ، هي تستطيع بحالتها تلك مصارعة ثور طالما أن الغيرة قد اعمتها ، المشكلة فقط بالمكان

أما روزان فقد تجاهلت كل هذا لتنظر إلى جيمين الذي لم يتوقف عن التحديق بزوجته
" أنا سعيدة بقدومكما حقًا لكن لقدومك سعادة خاصة جيمين ، أرجو أن نجلس و نتحدث قليلًا "

" حسنا لنجلس "

مادلين من تولت الإجابة و هي تسحب جيمين معها آخذة إياه إلى مكان هادئ بعض الشيء حتى ترى ماذا تريد تلك الحرباء المتلونة من زوجها ، أما الأخرى فتبعتهما بغضب مكبت

و أثناء هذا همست إليه مادلين من بين صرير أسنانها
" جيمين "

" همم "

إجابتها المفضلة التي ستجعلها تُخرج قلوبًا من عينيها

لكن ليس وقته

" لا تبتسم إليها أبدًا او تحدق بخضراوتيك الجميلتين تلك بها كثيرًا هل سمعت؟؟ "

" لمَ؟ "

بتعجب سألها و هي بكل غضب إلتفتت إليه لتهمس اكثر حتى لا تسمعهما تلك التي وراءهما
" أنسيت أنهما من أوقعاني بغرامك أم ماذا؟؟ ، تأدب جيمين كي لا أقتلك و أقتلها "

هل ردة الفعل الطبيعية بموقف كهذا أن يبتسم و يخجل بشدة و هو يرى كل تلك الغيرة الواضحة عليها؟

لأن هذا ما فعله بالضبط ، ظل يحاول بكل الطرق إخفاء ابتسامته السعيدة بما قالته ليضع يده على وجهه كعادته عندما يخجل و هي فقط ظلت تنظر إليه و دقات قلبها تتسارع بشدة

هذا الكائن اللطيف بجانبها ستقع بغرامه كل فتيات الحفلة

وصلا أخيرًا إلى أريكة ما موجودة بأخر ركن بالمكان لذلك فقط استعد ثلاثتهم ليجلسوا عليها

لكن قبل فعلهم لهذا سحبت مادلين جيمين بقوة من ذراعه لتجعله يجلس على طرف الأريكة ثم جلست على يساره أما روزان ف جلست بالطرف الآخر ، خطة تلك الزوجة الغيورة نجحت و ها هي تجلس بينهما كي لا تجعل تلك الحرباء المتلونة تقترب من زوجها و لو سنتيمتر واحد

ثم إلتفتت إليها لتبتسم بلطف يبدو مصطنع للغاية
" ها قد جلسنا عزيزتي روزان هيا قولي ما عندكِ "

حدقت بها روزان قليلًا و هي تحاول إيجاد الكلمات ، لقد ظنت انها ستتحدث مع جيمين على إنفراد لكن يبدو أن زوجته لن تسمح بهذا

لذلك ابتسمت الأخرى بهدوء إليها
" ليس هناك شيء محدد أريد التحدث عنه ، فقط كنا سنتذكر أنا و جيمين بعض الذكريات القديمة أو بالأحرى كنت سأخبره ما الذي جعلني أعجب به سابقًا "

قالت جملتها بتعابير عادية للغاية رغم إدراكها أن هذا سيُغضب مادلين حد النخاع ، و هذا ما حدث فعلًا

الدماء بأوردتها قد تُخرج دخانًا مش شدة غليانها غضبًا ، لكنها رغم ذلك حاولت الإبتسام ثم نظرت إلى جيمين الذي كان ينظر إلى الأرض و يأخذ أنفاسه بصعوبة من شدة التوتر
" أووه هذا لطيف جيمين أليس كذلك؟ "

حينها ألتفت إليها ليحدق بها فقط و هي لم تستطع إحتواءه الآن من شدة غضبها رغم أنها ترى حالته المتوترة حد الموت تلك ، يبدو أنها تجاهلت هذا كليًا لتعود بعينيها إلى روزان مجددًا ثم قالت بلطف كاذب
" أريد أن أعرف كيف أعجبتِ بزوجي روزان "

بطريقة ما هي أطالت كلمة زوجي و كأنها تخبرها بطريقة غير مباشرة
" انتِ ماضيه ، أما أنا فحاضره و مستقبله "

لكن روزان ابتسمت رغم هذا لترفع عينيها إلى جيمين الذي يبدو عليه الإزعاج الشديد ، هو لا يريد سماع تلك القصة
" أول يوم لي بالمدرسة لم يكن جيدًا مطلقًا ، لم أستطع التعرف على أحد أو تكوين صداقات فقط أكملته وحيدة أجلس فوق مقعدي و أنظر للجموع حولي و هم يتحدثون و أصوات ضحكاتهم ترتفع ، حينها لمحته

الوحيد الذي كان وحيدًا مثلي ، لكنه لم يكن يراقبهم كما فعلت أنا ، بل جالس فقط فوق مقعده يرتدي قبعة ما و يضع بأذنيه سماعاته كي لا يستمع لأحاديثهم التافهة

لقد بدى مميزًا بطريقة ما..

لم أشعر بجسدي حينها عندما نهض فجأة كي يقترب منه و يقف بجواره و بطريقة ما ربت فوق كتفه ليتوتر قليلًا قبل خلع سماعاته ثم إلتفت لي لأُذهل حينها مما تراه عيناي

تلك الخضراوتان الذي كان يناظرني بهما كم سحبتا أنفاسي و سلبتا عقلي ، لم أرى من قبل كوري يمتلك مثل تلك المجرتين البراقتين

سألت نفسي حينها بهدوء " أهو بشر مثلنا؟ ، أم ملاك يعيش بكوكبنا عن طريق الخطأ؟ "

و بسبب توتري هذا لم أستطع قول كلمة واحدة ، فقط حدقت به كثيرًا ثم تركته لأجلس بمقعدي و كأنني لم أحاول التحدث معه منذ ثوانٍ فائتة

هو أول شخص أراه يحاول بكل الطرق عدم لفت الإنتباه لكنه رغم ذلك ملفت بطريقة فاتنة للقلوب

أنا للآن لم أجد مثله ، و أعتقد أنني لن أجد مهما حييت "

مع كل حرف نطقته كانت أعينها بتركيز تراقب ذلك المتجنب لنظراتها و داخلها تدعو أن يسمح لها برؤية ما دق لهما قلبها بمجرد رؤيتهما ، لمعان خضراوتيه الذي لم ترى مثله بالعباد

لكن كان لمادلين رأي آخر عندما ضيقت عينيها بسخط و هي ترى بوضوح كل ذلك الحب الذي يفيض من الأخرى تجاه زوجها ، لذلك التفتت إليه لتخبره بنبرة ثابتة
" جيمين يبدو أن جونغكوك يناديك أذهب إليه "

تنهدت روزان بخفة عندما أدركت الموقف لذلك نظرت بجانبها و دقات قلبها تلك المرة علت من التوتر ، أما الآخر فنظر لزوجته دون فهم
" انا لم أسمعه ينادي "

" جيميين!! ، قلت لك أذهب إليه "

صيغتها الآمرة أشعلت الهلع بكليهما ، لذلك نهض جيمين على الفور نافذًا بجلده تاركًا للسيدتين فرصة حتى يتحدثا على إنفراد

لذلك التفتت مادلين إليها بإبتسامة مخيفة
" كان هذا لطيف حقًا روزان ، تحملين مشاعرًا نبيلة لزوجي "

حاولت روزان رسم تعابير الهدوء عليها و فقط ابتسمت
" أشكركِ مادلين "

" أمم أشكركِ مادلين "
قالت و هي تقترب منها أكثر ثم مدت أناملها لتربت بهدوء فوق خصلات الشقراء أمامها ، سارت بتربيتها فوق تلك المناسبة فوق كتفها و روزان كانت تراقب تلك الأفعال بقلق فقط

لكنها لم تتخيل أن الأخرى فجأة ستقوم بشد تلك الخصلات بقوة مسببة تأوهها بخفة ، لكن مادلين لم تترك لها فرصة الاستيعاب لأنها اقتربت من وجهها بتعابير أذعرتها ثم همست إليها بأكثر نبرة تحذيرية تمتلكها
" إن أطعت غضبي قد أضيع أدبي ، من تتحدثين عنه بتلك الطريقة الغرامية يكون زوجي و والد أطفالي أيتها العاهرة ، ألا تستطيعين رؤية إنتفاخ بطني أم ماذا؟؟ ، كل ما تبصيرينه خضراوتيه يا وضيعة؟؟!!!!

أعينه التي لم و لن تري مثلهما غير مسموح لكِ رؤيتهما بالخطأ حتى هل تفهمين؟؟ "

سألت سؤالها بنبرة مرتفعة يفيض منها الغضب ، و بالرغم من ان الأخرى اومأت إليها بطواعية و الخوف يسيطر عليها إلا أن مادلين لم تكتفي بعد

بل شدت على خصلاتها اكثر لتنطق بفحيح كالأفاعي
" أتحمل أي شيء روزان ، أي شيء...
لكن ليس حبكِ هذا لما يخصني ، صدقيني سأكون حينها قاتلة ، أبشع قاتلة قد تسمعين عنها يومًا ، و لن أتردد بأكل قلبكِ الفاسق هذا نيئًا بعد إقتلاعه من قفصكِ الصدري "

أنهت جملتها لتدفع الأخرى بقوة للوراء تاركة خصلاتها ثم راقبت الذُعر الذي سيطر عليها بإبتسامة مستلذة للغاية ، لقد حققت ما تريد لذلك نهضت حتى تغادر ذلك الركن الذي أشمئت منه كثيرًا

و لم تلتفت مرة ثانية حتى تنظر إلى روزان التي شدت على قبضة يدها بقوة و هي تراقب ابتعاد الأخرى عنها

و داخلها يجول سؤال كلما خطر على بالها يُضيق صدرها
" من التي من المفترض أن تغار بيننا مادلين؟ ، الفتاة التي تزوجته و تحمل بأطفاله داخلها و تعلم جيدًا أنه يعشقها و لا يريد غيرها؟ ، أم تلك التي شجعت نفسها بطريقة ما و اعترفت له منذ سنوات ليرفضها؟ ، و إلى الآن يرفضها.. "

زفرت بشدة و هي تحاول كبح دموعها حتى لا يراها أحد المدعوين لتنهض متجهة إلى غرفتها كي تهدئ اعصابها قليلًا ، و أثناء ذلك همست لنفسها بكل حقد
" ليس من حقكِ مادلين ، سيصبح خاصتي أنا و سترين "

لكن لم تلاحظ ايًا منهما تلك التي كانت تراقب هذا الموقف من بدايته و بين أناملها يقبع كأسها الذي ترتشف منه ببطئ ثم وجهت أنظارها إلى جيمين الذي يحدق بزوجته من بعيد

لكنها بطريقة ما أحبت نظرته تلك لمادلين ، و تمنت أن تكون لها هي

_

بمكان ما..

تحديدًا شرفة غرفتهما ، ها هو يتسلقها ذلك الغريب الذي يخبئ وجهه بقناع أسود ثم بأداه حادة ثقيلة قام بكسر زجاج الشرفة ليُدخل يده عبر ذلك الكسر ممسكًا بالمقبض فاتحًا إياه ، ثم دلف إلى غرفتهما عابرًا فوق الزجاج بحذاءه الأسود العالي

و بعينيه ذات النظرات الحادة كخاصة مادلين كان ينظر الى الأرجاء الهادئة حوله بذات الهدوء ايضًا

سار بضع خطوات إلى الداخل و هو يتفحص كل أركانها ثم اتجه إلى خزانة الملابس فاتحًا إياها ، ظل ينظر إلى ملابس كليهما بضع ثوانٍ قبل لمحه لشيء ما يخصها

كان قميص نوم وردي شفاف بعض الشيء ، و دون تفكير مد أنامله المخبأة أسفل قفازاته السوداء ملتقطًا إياه ليقربه من أنفه مستنشقًا رائحتها الطفيفة العالقة به و كما توقع تمامًا ، انها رائحة النعناع الذي لطالما احبته

ضم القميص إلى صدره اكثر ثم التفت مكملًا تحديقه بالغرفة ليلاحظ حينها صورة ما معلقة فوق حائط سريرهما و قد لفتت انتباهه لدرجة انه صعد فوق ملائات السرير البيضاء ليسير عليها بحذاءه الأسود المتلطخ بالطين

اقترب اكثر من الصورة التي كانت صورة لهما من زفافهما ، بمساحة خضراء واسعة كان كلاهما يقف بها هي تحدق بالكاميرا و فوق ثغرها ابتسامة واسعة سعيدة بقدوم هذا اليوم أما هو فكان يحدق بها هي و بين أنامل يسراه يمسك يدها و بيده الأخرى بعض الورود التي بالتأكيد لها

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

لقد كانت صورة لطيفة للغاية

بالتأكيد لم تكن كذلك بنظر ذلك الذي يدقق النظر بملامحها التي رآى أنها لم تتغير رغم ما مر من سنوات ، و دون شعور مرر أنامله فوق وجهها الضاحك ليبتسم بخفة

لكن ابتسامته تلك تبخرت تمامًا عندما لاحظ نظرات جيمين إليها بالصورة ، حبه الشديد يفيض و قد لمس كيانه من مجرد صورة

مما جعله يتساءل ، هل حبه الشديد هذا بالحقيقة ايضًا أم أنه مجرد تزييف من أجل الكاميرا؟

لكنه قرر عدم التفكير بهذا الآن و فقط أخذ معه قميصها ليستعد حتى يغادر تلك الغرفة التي يقسم أنه سيتشاركها معها يومًا ما عندما يختفي جيمين هذا من حياتهما

و هو من سيُخفيه بطريقته

و بمجرد اتجاهه إلى الشرفة ليغادر بنفس الطريقة التي جاء بها لاحظ وجود صورة أخرى لها وحدها موضوعة ببرواز فضي فوق المسند بجانب سريرهما

لذلك بهدوء اتجه إليه ليمسك هذا البرواز راميًا إياه ارضًا مسببًا تفتت زجاجه إلى أشلاء ثم انخفض ملتقطًا صورتها التي كانت موضوعة داخله

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

حدق بهت كثيرًا بإبتسامة حالمة قبل تقريبها من شفيته ليقبلها بشوق ثم همس و كأنه يخاطبها
" قريبًا لن يكون هناك سوانا مادلين ، فقط أنا و أنتِ ، و سأقتل كل من يحاول تفريقنا "

نطق بحقد و هو يرفع عينيه لينظر الى صورة جيمين المعلقة فوق الحائط ، و هو يقصده بكل حرف نطقه

ثم ها هو يكرر ما فعله ليعود مجددًا إلى الشرفة مغادرًا الغرفة و زارعًا بقلبه أمل جديد

بأنه سيكمل حياته معها و لن
يكون هناك غيرهما..

_

فوق اريكة أخرى موجودة بأحد أركان القصر قد جلست لتريح جسدها قليلًا ، كونها بشهرها التاسع يعرِّضها للولادة بأي وقت لذلك طبيبتها نصحتها بالراحة التامة و عدم الخروج من المنزل مطلقًا

لكن هل ستنصت لحديثها حقًا؟ ، إنها مادلين

لذلك هي بتلك الحفلة التي تود و بشدة المشاركة بها لكنها لن تستطيع مما جعلها تزفر و هي تميل ظهرها إلى الخلف بهدوء ثم رفعت قدميها فوقها لتكون نائمة بالكامل و لم تعطي ذرة اهتمام للذين نظروا إلى فعلتها بتعجب

هي فقط من بعيد ظلت تراقب كل شيء يحدث حولها من أحاديث و مغازلات و....شجارات ايضًا

و اولهم شجار جونغكوك و لازلي ، فالآخر أقترب منها بخطوات تستشيط غضبًا عندما لمحها تقف بمفردها اخيرًا
" لازلي "

نداها بصوت مرعب و هي إلتفتت إليه لتقلب عينيها بضجر حينها
" ماذا "

لا يمكنه تصديق أنها المستاءة هنا ، لذلك ضيق عينيه و هو يناظرها بطريقة توحي إليها بأنها المذنبة الوحيدة
" ماذا؟؟ ، أأنتِ جادة؟؟!!!
لقد قمتِ بقص شعركِ دون علمي و فوق ذلك أتيتِ إلى هنا بملابس جريئة كتلك و كإنكِ ألغيتِ وجودي من حياتكِ!!! "

" انا حقًا فعلت هذا "

قالت لتتحرك من أمامه متجهة إلى طاولة الطعام الكبيرة كي تأكل شيئًا و أثناء ذلك مر من جانبها نادل يحمل معه كؤوس خمر و بكل هدوء ألتقطت واحدًا ثم أكملت سيرها ، و جونغكوك وراءها سيجن حتمًا من تعاملها البارد هذا مما جعله يتبعها و هو يخلع سترته ليُلبسها إياها

لكنها دون أي تفاهم أمسكتها لتلقيها ارضًا مسببة لفت انتباه الكثير من الحاضرين إليهما ، و لم تكتفي بهذا بل صرخت به ايضًا و هي ترفع إليه إصبعها السبابة كتحذير
" أفهم يا هذا أننا انتهينا ، و إبنك الذي لم تسأل عليه بالخطأ حتى سأخذه و سنعيش بعيدًا عنك ، لذلك توقف عن ملاحقتي لقد ألغيتك من حياتي منذ مدة طويلة جونغكوك ، عد إلى عملك و جمهورك و أبتعد عني أنا و ابني "

ألقت ما بجبعتها ثم تحركت بأقصى سرعتها إلى تلك الطاولة لتأكل الكثير من المخبوزات بنهم كمحاولة لتمالك أعصابها بينما الآخر ظل ينظر أمامه بصدمة مما سمعه قبل تحركه بإتجاهها هامسًا إليها بتملك
" انتِ ثابتة كل الثبوت بقلبي و بالي لازلي ، لذا إنفصالكِ عني سيكون بقتلي لكِ يومًا ايتها المتعبة لأعصابي "

ثم تحرك بالطريق المعاكس ليجلس بمكان بعيد عنها تاركًا اياها تعيد جملته مرارً و تكرارً ببالها

هما فقط يلقيان اللوم على بعضهما ، لا أحد منهما فكر أن له دور بتلك المرحلة التي وصلا إليها

و رؤية مادلين لهما من بعيد أحزنتها بالفعل ، لازلي صديقتها المقربة و جونغكوك شخص غالي جدًا بالنسبة إليهما

الأمر حقًا معقد

لذلك تنهدت لتتابع الحفلة بعينيها كمحاولة لنسيان ما حدث منذ قليل أمام الجميع

و قد وقعت عينيها على نامجون الذي بخطوات بطيئة أقترب من مونبيول التي كانت تقف برفقة بعض زملائها القدامى ثم دون مقدمات عانقها من الخلق مسببًا فزعها و ابتسام من رأى الموقف و منهم مادلين بالطبع

" أنا آسف و لكن هل لي بأخذ حبيبتي قليلًا؟ "

أستأذن من كانت تقف برفقتهم و هم بكل ود اومأوا له موافقين ليكملوا أحاديثهم بينما هو أمسك يدها برفق ليأخذها بعيدًا عنهم لكنه أقترب أكثر من مادلين دون أن يلاحظ لذلك سمعتهما جيدًا

أوقفها ليقف امامها محدقًا بها ببعض التوتر بينما هي كتفت ذراعيها لتبادله التحديق كعلامة على إنتظار إعتذاره

و الآخر كان يدرك ذلك بالفعل
" أنا حقًا آسف مونبيول لم أكن أقصد "

هذه المرة هي لم تشعر أن كلمة آسف تلك لها أي قيمة ، لذلك ظلت تنظر إليه فقط و هذا ما زاد
توتره اكثر مما جعله يستعد كي يعتذر مجددًا

لكنها أوقفته عندما سألته بهدوء
" هل سيحدث هذا كل مرة؟ "

عدم فهمته لمقصدها جعله يسألها ايضًا
" ما الذي يحدث؟ "

" تخطئ ثم تعتذر ، ألم تلاحظ أنك تفعل هذا كثيرًا؟ ، تقوم بإهانتي أو التقليل من أي شيء يخصني ثم بالنهاية تعتذر و تقول لي مونبيول أنا حقًا لم أكن أقصد ، نحن منذ سبعة سنوات نتواعد لكنك لازلت كما أنت ، إلى متى سيستمر ذلك الوضع؟ "

نبرتها كانت هادئة حقًا بشكل أثار التوتر داخله اكثر لذلك هو حاول السيطرة على الوضع ثم أقترب ممسكا يديها و بلين برر لها
" ما قلته اليوم لا يدل على أنني لم أتغير مونبيول أو أنني أقلل منكِ ، كنت فقط أريدكِ أن ترتدي فستانًا مثلهن لأنني أثق أنكِ بجمالكِ و لطفكِ ستتفوقين عليهن بجدارة ، كل ما فكرت به حينها أنني لا أريدكِ أن تسمعي أي تعليق سخيف من إحداهن على ملابسكِ كونها مختلفة "

" لذلك أسمعتني أنت التعليق السخيف "

جملتها أصمتته ثوانٍ قبل إجابتها بثقة
" لم يكن هذا غرضي مونبيول أقسم لكِ ، للمرة الثانية ها أنا أقسم لكِ أنني لم أرد أن يضايقكِ أحد بحديثه و رغمًا عني عبرت عن ذلك بطريقة غليظة بعض الشيء ، لكنني حقًا لم أكن أقصد التقليل منكِ

.. ثم تنهد قبل نطقه بضعف لا يريه لأحد غيرها ...
" مونبيول ، أعدكِ أنني سأفكر بكل حرف قبل نطقه لكن أرجوكِ سامحيني "

تزامن مع إنهاء جملته تمرد دمعة بسيطة من مقلتها اليسرى و هي تراقب كل ذلك الندم بملامحه ، و هو على الفور رفع أنامله ماسحًا تلك الدمعة قبل اقترابه أكثر معانقًا إياها ليبدأ بتربيته اللطيف فوق ظهرها كي تهدأ
" أنا آسف مونبيول ، أنا حقًا آسف "

أومأت بالقرب من أيسره لتنطق بخفوت
" حسنًا نامجون لا بأس "

تدرك أنه هناك بأس ، لكنها حاولت التغاضي تلك المرة

و هو بإبتسامة فصل عناقهما لينظر عميقًا بعينيها
" أتودين الانفصال عني؟ "

لمَ الآن حقًا؟

نفت برأسها لتعود إلى البكاء من مجرد تخيل أنها عادت إلى منزلهما و لم تجده هناك

و بالرغم من شعورها أن ذلك ليس مجرد تخيل و قد يحدث حقًا ، و رغم يقينها أن هذا لمصلحتها
هي نفت

لأنها لا تريد سواه ، بالرغم من أذاه

و كل ما فعله حينها هو ضمها إلى صدره مجددًا ليربت عليها قبل تقبيل فروة رأسها بحنان
" لن أترككِ موني ، سأظل بجانبكِ دائمًا "

رفعت ذراعيها لتبادله بقوة خوفًا من فقدانه ثم همست لروحها المتعبة منه
" أرجو ذلك حقًا "

ابتسمت مادلين بخفة و هي تراقب هذا الموقف أمامها دون إدراك لكل ما يجول برأس صديقتها من صراعات داخلية

إجهادها لا يسمح لها بهذا ، لذلك مررت أناملها بخفة فوق إنتفاخ بطنها الذي أصبح يؤلمها بشكل غريب ثم مررت عينيها بين المدعوين لتلمح ثنائي آخر على وشك الشجار

هذا اليوم غريب جدًا

لقد كان يونغي الذي يقف بجانب زوجته التي تتحدث مع بعض المدعوين بإبتسامة هادئة ، بالرغم من مقتها الشديد لكل الأشخاص هنا إلا أنها تفعل هذا متعمدة كي لا تتحدث مع يونغي بشأن ما حدث قبل قليل

لكنه لا يريد هذا لا يعجبه الوضع ، هو يحتاج أن يبرر موقفه

لذلك همس إليها بجدية
" مينا يجب أن نتحدث "

تنهدت هي بخفة كون ما تتجنبه منذ البداية ها هو سيحدث ، لذا بكل ود مزيف استأذنت من كانت تقف معهم ثم إلتفتت إليه

لم تنطق سُبع كلمة حتى ، فقط ظلت تنظر إليه بعمق و هي تراه أمامها متوتر و يحاول إيجاد ما يقول

و الآخر حاول التحدث بالرغم من لعثمته المفاجئة
" مينا أنـ..ظري، أنــا لا يمكنني إنكار أنني ككـنت فتى لعــ..ـوب و سيئ للغاية "

اومأت إليه و هي تتابع حالته تلك لتخاطبه بصوت هادئ
" لا تتوتر يونغي لا بأس أنا أسمعك "

أغمض الآخر عينيه و هو يحاول جمع شتات نفسه ثم فتحهما ببعض الثقة مكملًا
" لكن أقسم لكِ منذ دخولكِ حياتي لم أعرف إمرأة غيركِ ، لم أجرب خيانتكِ و لم أفكر قط و كل علاقاتي السابقة محيتها من ذاكرتي لأنها لم تكن شيئًا من الأساس ، ليست سوى ماضي أخجل منه

لكن أنتِ.. "

آخر كلمة همسها بخفوت ليحدق بها كثيرًا دون شعور تاركًا اياها تناظره بأعين تود سماع البقية بتلهف

ثم فجأة تغيرت نبرة صوته لينطق و كأنه بعالم آخر لا يوجد به غيرهما
" رباه..كيف ستكون حياتي بدونكِ؟
هل كنت سأكمل بذاك الطريق المظلم الذي لم يكن به غير الذنوب و الخطايا؟

هذا مخيف جدًا مينا ، أنا لن أستطيع الصمود وحدي

لقد زُرع بقلبي منذ دهر نبض لا يعرف كيف يهدأ ، ثم جئتِ أنتِ لتعلمي كلينا معنى الطمأنينة
فهل تتوقعين مني ألا أترك كل شيء خلفي لأجلك؟ "

نظراته إليها كانت تعبر عن مدى خوفه من فكرة أنها غادرته يومًا ما ، هو رجل له ماضي

و كم شعر بتلك اللحظة أنه نادم أشد الندم على هذا الشيء

لكنها و كعادتها التي تحتويه اقتربت مربتة فوق خصلاته السوداء لتبتسم إليه بذات الهدوء الذي يعشقه بها
" لا تقلق و تضخم الأمور يونغي لم يحدث شيء عزيزي ، فقط تلك الفتاة ضايقتني بكلماتها القذرة و شعرت انني أود التعبير عن غضبي فقط "

اومأ إليها ليمسك يدها التي تربت عليه بها مقبلًا إياها بإطمئنان
" بالمناسبة ، فستانكِ حقًا رائع "

ابتسمت إليه لتسأله بمزاح
" ألا تشعر أنه قصير بعض الشيء؟ "

" أجل أشعر و أرى هذا ، لكنكِ ترتدين ما تريدين و إن ضايقكِ أحد ما لا تقلقي من هذا أبدًا ، لأنني أعرف كيف سأبرحه ضربًا حتى لا يتجرأ و يضايق ملاكي مجددًا "

يا إلهي تلك الجملة جعلتها تسحب يدها من بين خاصته لتضعها فوق ثغرها بغير تصديق أما هو فقد ضحك حينها

هو حقًا الرجل الذي تحتاجه بجانبها

و هي المرأة التي يحلم بها شخص مثله

لذلك و بعد أن تصالحا أمسك كلاهما يد الآخر ليسيرا بين زملائهم السابقين و كأن شيئًا لم يحدث ، حينها لمحت مينا تلك الفتاة التي قالت أنه من المفترض أن زوجها بإنتظارها

ضحكت بسخرية عندما علمت كم هي كاذبة و بمجرد اقترابهما منها ألقت النبيذ بكأسها فوق فستانها لتشهق الفتاة بشدة بينما مينا نظرت إليها بإبتسامة هادئة
" أووه لم أكن أقصد "

ثم سحبت يونغي معها ليكملا سيرهما تاركين الفتاة تنظر إليها بحقد بينما يونغي ضحك بشدة ليسألها
" من أين تعلمتِ تلك الأمور مينا؟ "

" من مادلين "

أجابت بذات هدوئها مسببة إرتفاع صوت ضحكته أكثر ثم اختفيا عن أنظار مادلين التي كانت تضحك بشدة منذ حدوث هذا الموقف أمامها
" يا إلهي لقد أصبحت مينا شرسة للغاية "

شعرت أنها ضجرت من الجلوس و المراقبة فقط لذلك قررت النهوض بالرغم من إجهادها لتبحث عن جيمين الذي اختفى فجأة ، و أثناء هذا رأت جين و جيسو الذين دخلا سويًا إلى غرفة ما بعيدة عن الأنظار مما جعلها تتبعهما بفضول

هي ليست فضولية بطبعها ، لكن الملل يجعلك تفعل أي شيء

دلفوا بكل هدوء إلى غرفة ما أيقنت مادلين حينها أنها محمية للزهور ، و هذا جعلها تضحك بسخرية في الحقيقة

روزان التي تريد خطف زوجها منها تمتلك قلبًا رحيمًا على الزهور لدرجة أنها خصصت بقصرها مكانًا كاملًا لها

هذا غريب

لكنها تجاهلت هذا الآن لتحاول اختراق السمع لما يقولانه

" حسنًا أخبريني ماذا أراد ألبرت "

نطق جين بهدوء لجيسو التي جلست بين الورود الحمراء ثم إلتفتت إليه بإبتسامة متعجبة
" ألم تقل أننا بحفلة و لا يجب أن نتحدث عن العمل بها؟!! "

تنهد الآخر فقط قبل إكماله
" لقد قلت هذا حقًا لكنني لا أريد أن نتخاصم لمجرد انني لا أريد الحديث عن العمل ، فقط أخبريني ماذا أراد لننهي هذا الموضوع ثم نلتفت لأنفسنا ، منذ وصولنا لم أستطع إخباركِ كم أحبكِ جيسو "

ضحكت بخفة بعد جملته تلك ليبادلها الآخر ثم راقبها و هي تترك بقعتها حتى تقترب منه لتجلس فوق فخذه الأيمن معانقة رقبته و هو عانق خصرها

ذلك المنظر جعل قلب من تراقبهما يذوب

" أراد إخبارك أن طبق الراميون بالمحار و الجبن أثار إعجاب الأجانب كثيرًا لذلك يقترح أن يصبح هذا الطبق رئيسيًا بمطعمك بأميركا و ليس مجرد تجربة لفترة محدودة "

اومأ جين إليها بتفهم بعدما شاور عقله ثم قال بهدوء
" اخبريه انني موافق "

" حسنًا "

كادت الأخرى أن تنهض لتفعل كما قال لكنه جذبها من خصرها ناحيته ثم همس أمام شفتيها بإبتسامة
" بوقت لاحق جيسو أخبريه بوقت لاحق ، لقد تحدثنا عن العمل أليس كذلك؟ "

سألها و هو يبعد خصلاتها عن وجهها بيسراه و إيمائها المستكين إليه جعله يقلص المسافة بينهما أكثر
" جاء دورنا إذن ، لقد تحدثنا عن الراميون ها؟؟ "

" جين أنت لا تستطيع فعل هذا هنا "

" ماذا تقصدين بهنا؟ ، هنا بتلك الغرفة؟ ، أم هنا بالقصر؟ ، أم هنا .. قال آخر كلمة و هو يحاول لمس مؤخرتها لكنها دفعته ثم نهضت ..

" لقد قصدت القصر يا عديم الحياء "

ضحكت مادلين بخفة و هي تراقب تلك الأفعال بينهما ثم قررت الذهاب لتترك لهما بعض الخصوصية ، لقد رأت ما يكفي بالفعل

و داخلها تمنت أن يظلا بهذا التفاهم دائمًا

ثم ها هي عادت للبحث عن زوجها المختفي إلى الآن
" ترى أين هو؟ "

تساءلت بحيرة و هي تدير عينيها بين الحاضرين باحثة عنه ، لكنها توقفت مكانها فجأة عندما ادركت شيئًا ما
" روزان أيضًا لا أثر لها...."

غلت الدماء بعروقها مجددًا لتبدأ تلك المرة بالركض بالرغم من إجهادها الذي سيقتلها و أثناء هذا أمسكت هاتفها لتحاول الاتصال به ، لكنه لا يجيب

" اللعنة "

نطقت بغضب و قد زاد التوتر و الخوف داخلها أكثر ، هي تعلم أن جيمين يتوتر أمام تلك الفتاة و إن حاولت إثارته هو سيستجيب لها
" تبًا تبًا تبًا "

لقد كانت على وشك البكاء بالفعل ، لكنها عندما لمحت أحد اصدقاءها فجأة على الفور ركضت اليه متجاهلة أنه يتحدث بالهاتف
" هوسوك... "

نادته بطريقة جعلته يلتفت إليها و هو موسع عينيه من الفزع
" ماذا؟!! "

كانت الأخرى أمامه تحاول إلتقاط انفاسها المسلوبة من التوتر و بسبب حالتها تلك نُقل خوفها إليه ايضًا لذلك أغلق هاتفه ثم أقترب ساندًا اياها لأنها تبدو متعبة للغاية
" ما الأمر مادلين؟؟ "

" أنا لا أجد جيمين و روزان ، ربما هنا معًا و تلك العاهرة الوضيعة تخبره كم تحبه و هو كالاحمق لن يتخيل كيف لفتاة مثلها ان تحبه ثم سيبدأ بالتقليل من نفسه و هي كي تثبت له أنه أهم شيء بحياتها ستقترب منه و تقبله تلك الحرباء المتلونة الرخيصة التي تشبه أنثى الفيل بشهرها التاسع "

حاول هوسوك بكل الطرق ألا يخبرها أن الوصف الاخير يشبهها هي اكثر ، لذلك تحمحم قبل التربيت على ظهرها بإبتسامة مطمئنة
" انتِ تبالغين مادلين ، ربما هو بالمرحاض أو يستكشف القصر فقط ، جيمين لا يخونكِ توقفي عن ظلمه "

" حسنا حسنا أصمت فقط "

هذه هي طريقتها عندما تشعر أن حديث الذي امامها صائب ، و الآخر بجانبها يحاول عدم إظهار ضحكته

لذلك هي قررت تغيير الموضوع
" على كلٍ أنت أيضًا تبدو متوترًا ، ما الأمر؟ "

" ريوجين إلى الآن لم تأتي و لا اعرف أين هي "

قال بكل هدوء و هو ينظر بهاتفه إلى الساعة لكنه عندما استوعب ما نطقه لسانه وسع عينيه بصدمة ليلتفت إليها و قد كانت تبتسم بطريقة لعوبة للغاية
" اوووووه هوسوكي هل تقلق عليها أم ماذا؟؟؟ "

ءءءءء

على الفور ابعد يده عنها ليحاول الظهور بشكل اكثر جدية
" بالطبع لا لمَ سأقلق على تلك الطفلة الحمقاء؟ ، أنا لا أهتم "

" انت لا تهتم إن لم تأتي ريوجين؟ "

بذات ابتسامتها سألته و هو بذات الجدية الكاذبة اومأ
" أينعم ، أنا لا أهتم بنسبة سالب ثلاثة عشر بالمئة حتى "

" حقًا هوسوكي؟؟ "

" أجل "

" هوسووكيييي "

" توقفي مادلين لقد قلت لا أهتم "

صرخ بها لتضحك أكثر و هي ترى خجله الواضح أمامها لذلك قال بجدية حقيقية تلك المرة
" سأذهب لأجري مكالمة "

اومأت إليه ليبتعد عنها و هو يفكر بأسئلتها تلك ، لكن داخله كان مستاء للغاية

للمرة المئة و خمسين ها هو ينظر إلى هاتفه مجددًا ليرى الساعة ، هو يود حقًا الإتصال بها ليعرف أهي قادمة أم لا

لكنه لن يفعل هذا

لذلك هو لا يدرك سبب استياءه ، أهو بسبب عدم حضور ريوجين إلى الآن؟ ، أم لأن مادلين سعيدة بوجود ريوجين بحياته؟

أما من كانت تشغل باله فقد عادت للبحث عن زوجها مجددًا ، لأنه هو من يشغل بالها

و أثناء ذلك انطأفت أضواء الحفلة كلها فجأة مسببة فزع الجميع و من بينهم هي

و بعد خمسة ثوانٍ بالضبط عاد الضوء لكن ببقعة واحدة فقط مسلطة على هانيول التي كانت ستموت من التوتر عندما أدركت أنها الوحيدة المرأية الآن و جميع الأعين عليها

و عدم فهمها لمَ هي فقط من وقع الضوء عليها جعلها تدور حول نفسها بخوف و هي تحاول إبصار أي شخص تعرفه

لكن فجأة

ظهر هو

ضوء آخر مسلط عليه هو فقط ، ببذلته الرسمية و ابتسامته العذبة كان يقترب منها بخطوات ثابتة مسببًا زيادة التوتر داخلها أكثر و هي تراقبه بأعين جاهلة لا تفهم أي شيء

ثم أضحى أمامها فجأة لا يفصله عنها سوى بضع سنتيمترات ، يقف أمامها بهالته الرجولية الخاطفة للأنفاس لا ينظر لغيرها ، فقط هي من تملأ حدقتيه و قلبه

ثم بعمق صوته خاطب فؤادها المرتجف فجأة
" انتِ الوحيدة التي لا أمانع فقدان النوم لأجلها ، و الوحيدة التي لا يمكنني أن أتعب من الحديث معها ، الوحيدة التي تطوف في ذهني بإستمرار طوال اليوم ، و كذلك الوحيدة التي تجعلني أبتسم دائمًا مهما كان مزاجي صعبًا و سيئًا
أنتِ التي لا أريد أن اخسرها لأنكِ جزء لطيف في حياتي..

لو كنت أستطيع أن أهديكِ قلبي ليخبركِ بمدى حبه و عشقه لكِ لنزعته من صدري و اهديتكِ إياه حتى يكون هدية بسيطة لكِ تحكي القليل عما بداخلي ، لكن أنا العبد قليل الحيلة لا أملك سوى الكلمات التي أستطيع إهدائكِ إياها لتعبر عن مدى حبي و تقديري لكِ

هانيول...أنا سأكون لكِ قلبًا يحبكِ بشكل لا يوصف ، سأكون لكِ روحًا أوجاعها هي اوجاعكِ و ايضًا سندِ لكِ بكل حين ، سأكون لكِ كل شيء تتمنيه و سأكون معكِ بجميع حالاتكِ
حزنكِ ، فرحكِ سأكون دائمًا هنا و لن اترككِ مهما حييت

لأنني حقًا أحبكِ "

و بمجرد انتهائه من قصائد عشقه تلك ركع على ركبته اليمنى امامها مسببًا شهيقها بصدمة و رجوعها عدة خطوات إلى الخلف و هي تضع يديها على ثغرها دون تصديق ، أما هو فأخرج من جيب سترته علبة صغيرة بنية اللون ليفتحها امامها مظهرا خاتم ألماسي أرق ما قد تراه أعينها أو أعين الحاضرين يومًا

ثم بإبتسامة مربعية أذابت وجدان الرآين قال
" هانيول ، هل تقبلين الزواج بي؟ "

هي فقط تنظر إليه دون استيعاب و قد اخترقت أذنيها فجأة صيحات الجميع و هم يهتفون
" اقبلي ، اقبلي ، اقبلي "

رفعت عينيها بدموع منسابة لتنظر إلى الجموع الهاتفين الذين لا تستطيع رؤيتهم جيدًا بسبب الظلام ثم أعادت عينيها إليه مجددًا لتشعر بالطمأنينة بمجرد النظر اليه

لذلك هي بكل وعيها اومأت موافقة و الآخر دون مقدمات أمسك الخاتم ليُلبسه إياها أمام الذين صفقوا بجنون عندما نهض معانقًا جسدها الضئيل بشدة و كأنه يريد إقحامها بين أضلعه حتى يلقي قلبه عليها السلام و يخبرها كم أن تايهيونغ يعشقها

و الأخرى دون تصديق ضمته إليها اكثر و دموع الفرحة العارمة تنساب دون توقف

و ما قاطع هذه اللحظة الرومانسية تلك الموسيقى الهادئة التي انتشرت بالأرجاء ثم إختفاء الضوء من عليهما فجأة ليتجه إلى ذي الخضراوتين الذي توجهت كل الأعين عليه و منهم عسليتا مادلين التي ابتسمت بشدة عندما رأته بين الحشود يقف و بين يديه ميكروفون

و إذا به صوته الرقيق فجأة يظهر مغنيًا أجمل الاغاني لقلوب الجميع
~" حلقي بي إلى القمر و دعيني ألهو بين النجوم "~

صرخت الكثير من الفتيات عندما غنى تلك الجملة بحلاوة صوته الأخاذ لكن مادلين لم تنتبه لذلك قط ، بل كان كل تركيزها عليه و هو لا يُبصر بخضراوتيه غيرها و بخطوات بطيئة يسير بين الجميع إليها

مخاطبًا إياها
~" دعيني أرى كيف يبدو الربيع في المريخ و زحل "~

ثم ها هو يقف امامها ليُسلط الضوء عليهما فقط
~" بعبارة أخرى ، أمسكي يدي .. قال و هو يشابك أنامله الخالية من الميكروفون بخاصتها .. و بعبارة أخرى عزيزتي ، قبليني "~

ابتسمت إليه ليبادلها بواحدة مظهره غمازته البسيطة بوجنته اليمنى ثم راقبها و هي أمام الجميع تقترب مهدية إياه قبلة لطيفة للغاية فوق تلك الغمازة و كم أثار هذا تحليق الفراشات بمعدته وصولًا إلى فؤاده مدغدغين إياه بسعادة

حينها عادت الاضواء بالمكان كله مظهرة تلك النظرات الحالمة الموجهة لهذا الثنائي الجميل بالمنتصف

بالطبع لم تكن جميعها سعيدة لأجلهما ، لكنهما بعالم آخر الآن لا يسمح لهما بإدراك كل هذا
~" إملأي قلبي بأغنية و دعيني أغني إلى الأبد ، فأنتِ كل ما أنتمي اليه و كل ما أقدره و أعشقه "~

و كأن فرانك سيناترا قد يومًا ما غنى تلك الأغنية المربتة على القلوب كي يهديها هذا العاشق لزوجته التي يحبها و لا يرى غيرها

~" بعبارة أخرى ، ارجوكِ كوني صادقة ، و بعبارة أخرى

أنا أحبكِ مادلين "~

اضاف إسمها بكلمات الأغنية لتضحك هي بشدة و عينيها تشع لمعانًا متفاجئًا أثناء تحديقها به ، لقد تذكرت كم كان صعبًا عليه بالسابق أن يهمس حتى بتلك الكلمة لها

و الآن..هو يقولها علانية أمام الجميع

هذا جعلها تقترب منه هامسة
" أنا أيضًا أحبك "

ابتسم إليها ليقترب مقبلًا شفتيها بحي مسببًا تصفيق الجميع و صفيرهم بصوت عالي و هم يشاهدون هذا الثنائي الخاطف للأنفاس ثم فصلها هو ليبتسم إليها قبل ابتعاده عنها متجها إلى تايهيونغ و هانيول زوجين تلك الحفلة الذين خطفا الاضواء من روزان و أصبحت حفلتهما ، أعاد غناء الأغنية من جديد لهما خصيصًا ليشعرا بسعادة عارمة أما مادلين فكانت تراقب بكل فرحة و ابتسامتها تكاد لا توصف

اليوم إلى الآن يسير بشكل جيد

بتلك اللحظة رفعت مادلين عينيها لتتقابل مع خاصة روزان التي كانت تقف فوق الدرج تراقب كل شيء من بعيد

تبادلا النظرات قليلًا بينهما ، و كأن الأعين هي التي تعبر عن إنتصار إحداهنا ، و خسارة الأخرى

لذلك مادلين بكل عجرفة و ابتسامة متعالية غمزت إليها ثم تحركت بإتجاه زوجها معانقة إياه أمام الجميع ، لكن لا يهمها سوى أن تراهم واحدة فقط تضغط على يدها الآن من شدة الغضب

و داخلها ، هي تتوعد لمادلين جيدًا..

_

أجواء الحفلة كانت تسير بشكل جيد للغاية ، تايهيونغ و هانيول سيطرا على الحفلة بالكامل و ذلك الحدث الرائع سيُنشر على الأخبار بكل تأكيد

كما أن صورة جيمين و مادلين الذين قبلا بعضهما أمام الجميع ستكون الحدث الأول بكل الأخبار ، هذا سيكون أقوى نفى لشائعات مواعدة جيمين و روزان

لذلك إلى الآن لا يوجد شيء يدعو إلى قلق

كل ثنائي بتلك الحفلة جالس بهدوء يتبادل أطراف الحديث

ما جعل هوسوك الذي جاء دون صُحبة يشعر أن لا مكان له هنا بعد الآن ، لذلك قرر توديع الجميع ثم العودة الى المنزل حتى ينام من أجل طائرة الغد

هو سيسافر إلى نيويورك

و بمجرد إلتفافه إلى الباب حتى يذهب لمح تلك الهيئة الراكضة إليه من بعيد و خصلاتها الشقراء تتطاير وراءها بجمال من سرعتها

تسمر مكانه ليسمح لعينيه رؤيتها جيدًا عندما وقفت أمامه تحاول إلتقاط أنفاسها بصعوبة
" أنا آسفة مستر هوسوك لم أقصد التأخير ، لكن السيارة تعطلت لذلك جئت بسيارة أجرة لأن الزحام لم يسمـ... "

" ششش .. مرر أنامله بلطف فوق خصلاتها ليخبرها بإبتسامة بعدها .. لا بأس ريوجين على كل حال لقد أتيتِ "

اومأت إليه بإبتسامة و هي تنظر إلى يده المربتة عليها دون تصديق لذلك سألته
" هل كنت تنتظرني مستر هوسوك؟ "

سؤالها محى تلك النظرة الحنونة من عينيه ليبعد يده عنها مسببًا توترها ، ثم ابتعد عنها قليلًا لينظر الى ساعة هاتفه قبل التحدث بجدية
" أنا ذاهب للبيت ريوجين "

تحرك متخطيًا إياها ليتجه إلى الباب تاركًا تلك الشقراء تنظر أمامها بصدمة و ابتسامتها السعيدة منذ ثوانٍ تبدلت تمامًا ، لكنها لم تنتظر أكثر و على الفور ركضت اليه لتقف أمامه مسببة توقفه ايضًا
" لمَ الآن؟ ، أنا لتوي وصلت "

نظراته الجامدة إليها توحي بأنه لا يهمه أمرها ، و كأنه لم يكن بإنتظارها و هو واضع يده على قلبه بخوف خشية ألا تأتي كما طلب منها بالأمس
" لقد رأيتِ حقيبة سفري ريوجين ، أنا سأسافر بالغد إلى نيويورك "

للمرة الثانية تحرك و قد خرج من باب القصر بالفعل ليلفح خصلاته السوداء هواء الليل العليل و هي تبعته ثانية لتمسك يده مسببة توقفه ليتنهد
" متى ستعود؟ "

الخوف بصوتها ظاهر ، و كم ألمه هذا

لكنه لا يريدها أن تجرب ما جربه هو من قبل ، عواقب إختيار الشخص الخاطئ الذي قد يدمرك و يتركك بذات النقطة تحاول التخطي دون أن يدرك هو كل هذا

هوسوك يعلم تلك المشاعر جيدًا ، و يعلم كم هي مؤلمة ، لذلك لن يقبل أن يرى صغيرته ريوجين تعاني مما عانى هو من قبل

لذلك سحب يده من خاصتها ليجيبها دون الإلتفات إليها
" أنا لن أعود ريوجين "

ماذا؟؟!!!

وسعت عينيها بشدة و توقفت دقات قلبها لثوانٍ عندما اخترقته تلك الجملة ممزقة إياه ، و ما مزقها أكثر أنه دون إهتمام أكمل طريقه للأمام و كأنه لم يسمع صوت تحطمها

لذلك دون قصد صرخت به
" لماذا تفعل هذا؟؟!!! "

صوتها جعله يقف مكانه مجددًا و قد سارت لتقف أمامه مرة ثانية ، لكن بأعين باكية مليئة بغضب ، و فجأة هي أصبحت تضرب صدره بيديها و تدفعه بقوة
" لمَ تفعل بي هذا؟؟ ، ألا ترى كل ما أفعله لأجلك؟ ، ألم أخبرك أنني مستعدة للتخلي عن أحلامي لأكون معك؟ ، لا أريد أن أصبح آيدول ، لا أريد أن أصير مشهورة و يُشار إليَّ بالبنان ، أريدك أنت و أخبرتك أنني سأفعل أي شيء لأجلك
ألا تدرك أنني أنتظرك؟؟ "

" أدرك هذا!!! "

صرخ بها ايضًا و هو يمسك يديها التي تضربه ليقرِّبها منه ثم بأعين تود البكاء كخاصتها همس إليها من بين صرير أسنانه
" أدرك كل ما تشعرين به ريوجين و أدرك كم هو صعب إنتظاري ، لكن أتعرفين ما الأصعب من الإنتظار؟

إدراك أن هناك من ينتظرك و لا تستطيع الذهاب إليه بالرغم من إحتياجك الشديد لهذا "

ترك يديها بعد تلك الجملة ليعود إلى الخلف قليلًا و هو يراقبها تنهار من البكاء أمامه و كم ود أخذها بين ذراعيه الآن كي لا يراها بتلك الحالة

لكنه لا يستطيع

لذلك أخبرها بصوت ثابت
" لا تنتظريني بعد الآن ريوجين "

ثم تحرك تاركًا إياها ليتجه إلى سيارته و تلك المرة هي لم تتبعه ، بل جلست ارضًا تكمل بكاءها الذي لا تستطيع السيطرة عليه بعد الآن

لقد تركها

تركها بالكامل

_

داخل القصر ، كانت مونبيول تجلس بجانب نامجون الذي نظر إلى هاتفه فجأة عندما تبقى اتصالًا ما و قد دفعها شكها به كي تنظر إلى شاشة هاتفه ايضًا لتقرأ حينها بصوت متعجب قليلًا
" الطبيبة جيني!! .. رفعت عينيها إليه لتراه و هو ينظر إليها و كأنه افتعل مصيبة ما .. لماذا تتصل بك؟ "

هي بكل هدوء سألته أما هو فتوتره المفاجئ جعلها تشك بأمره اكثر
" لا أعلم ، ربما تريد مناقشة حالة ما بالمشفى "

بالطبع لم تصدقه

و عندما قررت استجوابه أكثر اخترق أذنيهما فجأة صوت لازلي التي صرخت بعلو صوتها و هي تقف فوق طاولة الكحوليات ، و يبدو عليها الثمول الشديد
" Hello everyone "

وسع كلاهما أعينه حينها ليركضا إليها محاولين إنزالها لأن كل الأعين أصبحت عليها بالفعل و هناك من بدأ يصور و يضحك

" لازلي تعالي معي "

قالت لها مونبيول بغضب مكبت بسبب أفعالها لكن الأخرى رفضت و ظلت تقفز فوق تلك الطاولة بطفولية
" كلا كلا كلا لا أريد "

" لازلي ما تفعلينه حماقة!!! "

زمجر بها نامجون و عندها إلتفتت إليه لتضحك بشدة قبل نطقها
" اووه نامجون هل مازلت تخون مونبيول مع تلك الطبيبة أم توقفت؟؟ "

أكملت ضحكها بعد تلك الجملة و لم تدرك ان مونبيول حينها نظرت إلى نامجون بأعين على وسعها منصدمة و الآخر فقط ظل يبادلها و لا يجد ما يقول

لكن قدوم جونغكوك بكل غضب جعلهما ينظران إليه و هو يحاول إنزال لازلي ، و عندما لمس يدها فقط غضبت لدرجة أنها صفعته أمام الجميع مسببة شهيقهم بصدمة و زيادة غضبه فقط

و بثمول و نظرة خائبة نطقت
" أكان مخطئ من قال ان وطن المرأة زوجها؟ "

هو لم يكن يفعل شيء غير التحديق بها بأعين تفيض شرارًا ، و هذا لم يردعها حتى لانها فجأة رفعت عينيها إلى جيمين الذي كان يقف بجانب مادلين يراقب هذا الموقف بحزن عليهما
" لقد كان جيمين وطنًا لمادلين حقًا ، لقد كان كل شيء بالنسبة إليها ، لقد أوقعني أنا بشباكه لدرجة أنني تخيلت لو كنت أنا زوجته بدلًا منها ، بالطبع لن تكون تلك حياتي حينها

أريد أن أتركك جونغكوك و أتزوج جيمين "

كل من كان يسمع تلك الجمل الخرقاء منها يُصدم فقط و يلتفت إلى جيمين الذي وسع أعينه من حديثها ، أما مادلين بجانبه فكانت تحدق بها فقط

تحديق دون إظهار اي تعبير مما صعَّب على الجميع إدراك ما يجول داخلها ، حتى زوجها

حينها أمسكت لازلي زجاجة خمر كانت بجانبها و بدأت بشربها دفعة واحدة و عندما حاول جونغكوك منعها دفعته ثم سكبت ما تبقى من الزجاجة فوق صدرها بطريقة مثيرة جعلت كل فتيات الحفلة يُصدمون و كثير من الرجال هناك يعجبون بفتاة شرسة مثلها

و هذه هي حقيقة لازلي بالفعل ، فتاة شرسة

" لازلي هذا يكفي ، أنا أردع نفسي عن أخذكِ من شعركِ إلى البيت "

ضحكت بصخب بعد جملته تلك لتنظر إليه بإستصغار قبل قفزها من فوق الطاولة ثم همست بأذنه مسببة فنجلة عينيه بوسع
" كان يمكنكِ شد شعري و نحن بسريرنا نمارس الحب جونغكوكي ، لكنك فقدت تلك الصلاحية "

ثم مرت من جانبه تاركة إياه يحاول تمالك أعصابه و هو يراها تتجه بكل دلع إلى رجل ما كان يقف منذ البداية يشاهدها بإعجاب شديد

و دون مقدمات شدته من ربطة عنه ناحيتها لتهمس إليه بثمولها
" أتود أنت شد شعري بالسرير؟ "

و قبل أن يجيبها ذلك الرجل حتى تلقى ضربة قوية للغاية من زوجها الذي لا يمكنه التحمل أكثر من هذا ثم إلتفت بكل غضب إلى لازلي التي صرخت به
" ماذا فعلت ايها الغبي؟؟ "

لم يجبها حتى لأنه فجأة حملها فوق كتفه رغمًا عنها ثم صعد بها إلى أحد الغرف متجاهلًا صراخها أمام الجميع بأن ينزلها

و بالطبع جميع اصدقاءهم صعدوا وراءهم ليحاولوا إخفاء اجسادهم عن تلك الكاميرات التي ظهرت فجأة من مكان ما و أصبحت تصور تلك الفضيحة الخاصة بالايدول جونغكوك و زوجته التي لا تريده

فتح جونغكوك باب أول غرفة قابلته ليظهر حينها ثنائي كانا يقبلان بعضهما و بعلو صوته صرخ بهما
" إلى الخارج كي لا أدفنكما مكانكما!!!! "

فُزعا من نبرته بالفعل لذلك ركضا إلى الخارج و هو حينها وضع لازلي الشبه واعية على السرير و بمجرد فعله لهذا تسطحت هي فوقه بتعب و صداع يداهم رأسها بشكل فظيع و الآخر ظل يحدق بها بغضب فقط و هو واضع يديه الاثنين فوق خصره

لقد افعتلت تلك المجنونة كارثة

حينها دلفت روزان إلى الغرفة لتنظر إليهما بقلق
" هل كل شيء بخير؟ "

إلتفت اليها عندما أتاه صوتها ثم نفى و هو يحدق بها بأعين فجأة أرادت البكاء ، لذلك اقتربت منه الأخرى لتربت فوق كتفه
" لا بأس جونغكوك ، كل شيء سيكون بخير "

هو لا يمكنه تصديق هذا الآن لكنه رغم ذلك ابتسم إليها ثم نظر إلى زوجته التي فتحت أعينها بتعب ثم نطقت بصوت ثقيل
" لمَ مازلت هنا؟ ، أخرج لا أريد رؤيتك "

بتلك اللحظة دلفت مادلين إلى الداخل لترى الآتي ، لازلي نائمة على السرير نصف واعية أمامها جونغكوك الذي يحدق بها بغضب و بجانبه روزان التي لازالت تقف بالقرب منه تربت عليه

منظر لم يعجبها

لذلك تحمحت أثناء تقدمها أكثر و حينها إلتفتا من كانا بالداخل إليها و قد ابتعدت روزان عن جونغكوك بالفعل
" هل لازلي بخير؟ "

حاولت الظهور بشكل طبيعي بالرغم من ما سمعته بالأسفل من صديقتها المقربة ، و عندما نفى جونغكوك إليها تنهدت لتلتفت إلى روزان التي كانت تحدق بإنتفاخ بطنها

لكن مادلين تجاهلت هذا ثم خاطبتها بنبرة جادة
" دعينا نترك لهم بعض الخصوصية "

أومأت إليها روزان لتتحرك معها إلى الخارج كما قالت ، و بمجرد خروجهما و إغلاق الباب عليهما التفتت روزان إلى من بجانبها فجأة
" مادلين "

" همم "

أدارت مادلين عينيها إليها لترى روزان و هي تقترب منها بشكل غريب ثم همست إليها بإبتسامة
" هل أنتِ متأكدة ان تلك الصور ليست حقيقية؟ "

ثم ابتعدت عنها قليلًا بذات الابتسامة تراقب ملامح مادلين التي تبدلت تمامًا إلى أخرى منصدمة تنظر امامها بشرود كمحاولة لإستيعاب سؤالها ، حينها رفعت عسليتيها إليها لتغمز لها روزان قبل تحركها تاركة إياها تحاول السيطرة على نفسها كي لا تمسكها و تفحمها ضربًا أمام الجميع

لقد أدركت بعد ثوانٍ أن مقصدها منه كان صورها التي نُشرت مع جيمين

متأكدة أنها ليست حقيقية؟؟

هل هناك إحتمال آخر؟

كل هذا الضغط الذي شعرت به على التوالي جعل بطنها تؤلمها فجأة بشكل رهيب لذلك أمسكت سور الدرج و هي تحاول النزول من عليه بألم يفتك بأحشاءها

ثم بدأت بالبحث عن جيمين

_

بداخل تلك الغرفة...

كانت لازلي متسطحة بتعب تضع يديها على عينيها و الآخر بجانبها ينظر إليها فقط

يُخيل إليك أنه هو من بمركز الضعف ، لكنه العكس تمامًا

لذلك هي نطقت بهدوء
" جونغكوك "

و عندما سمع صوتها المتعب اقترب منها لتزيل هي يديها من فوق عينيها ثم التفتت إليه بدموع منسابة
" لا يمكنني تحمل المزيد "

حاولت النهوض لتجلس و عندما أمسك الذي بجانبها يدها كي يساعدها دفعته عنها ثم جلست أمامه ليصبح كلاهما مقابل للآخر ، ثم بذات بكاءها أكملت
" لقد أدركت أن الخسارة ليست أن تخسر شخصًا أحببته ، بل أن تخسر نفسك و أنت تحاول إرضاء من لا تعني له من الأساس "

" انتِ تعنين لي لازلي "

من العدم خرج صوته ضعيفًا للغاية و هي نفت قبل أخذ أنفاسها كمحاولة لتنظيم وتيرة بكاءها التي تؤلم قلبها
" لقد تسرعنا ، تسرعنا كثيرًا لدرجة أنك لم تعتاد بعد على وجود جونسان بحياتنا ، إبنك يبلغ من العمر سبعة سنوات و لازلت لا تدرك هذا "

هو حقًا لا يجد ما يقول ، فقط يحدق بها و هي تبكي بذلك الشكل و يشعر أن أي كلمة لطيفة منه الآن ستكون مجرد حماقة و لن تُصلح أي شيء

" هل تذكر قبلتنا الأولى؟ "

سؤالها المفاجئ جعله يحدق بها قليلًا قبل ايمائه
" كانت بباص المدرسة ، لقد غفونا به حينها "

" أجل .. قالت بإبتسامة لتحدق بشرود أمامها دون النظر اليه .. لقد قبلتني حينها فجأة لأنك خشيت من فكرة أن اتركك بلا رجعة كونك لم ترد أن تنسى ايونجين "

لمَ تذكرها الآن أمامه مخربة كل شيء؟

تنهد بعد سماعه لهذا الاسم و هي لاحظت بالفعل لذلك إلتفتت حينها لتخبره بكل صدق
" ليتك لم تمنعني من الذهاب حينها ، ليتك تركتني أذهب جونغكوك و أبحث عن رجل آخر يمكنه تخطي الماضي و نسيان حبيبته التي ماتت أمام عينيه

هل تعتقد أنني لم أدرك أنك لازلت تفكر بها ، حتى بعد معرفتك أنها كانت شيطانة على هيئة بشر أنت لازلت تحبها

سبعة سنوات جونغكوك كلما نمت بجانبك أراك تهذي بإسمها بأحلامك

سبب إنشغالك الحقيقي عنا لم يكن بسبب جدولك المزدحم ، بل لأنك تحاول نسيانها هي فتتصنع الإنشغال

أنت تريدها هي ، بالرغم من معرفتك التامة أنها لم تعد بتلك الحياة ، أنت لازلت تريدها

و أنا لست هي جونغكوك "

تزامن مع إنهاء جملتها نزعها لخاتم زواجهما ثم أمسكت يده لتضعه بها و هي ترى بكل وضوح دموعه التي أنسابت بشدة أثناء مراقبة كل هذا

ابتسمت بخفة عندما رأت دموعه تلك ثم بلمسة رقيقة مسحتهم لتهمس إليه
" لا بأس ، هذا هو القرار الأنسب لكلينا "

بكل هدوء همست محاولة التخفيف عنه ، بالرغم من حالتها تلك هي تهتم بحزنه هو

و الآخر نفى بشدة ، يرفض ألا تصبح بحياته بعد الآن ، لكنه يدرك ايضًا أنه السبب بهذا

و بدون مقدمات اقتربت منه لازلي مهدية إياه قبلة رقيقة كخاصتهما الأولى التي كانت بذلك الباص المدرسي

الأولى كانت لفتح صفحة جديدة حتى يبني كلاهما حياة كاملة لهما و لإبنهما جونسان بها ، أما تلك..
فكانت لغلقها نهائيًا

لذلك عندما فصلت قبلتهما بكى بشدة أمامها و الأخرى فقط ظلت تراقبه لتنطق بهدوء
" اخرج جونغكوك "

تسطحت على السرير مجددًا بعد جملتها تلك و هو لم يجد ما يفعله غير إطاعتها و الخروج كما قالت له بقلب محطم

تقدم إلى الخارج ليُغلق الباب وراءه تاركًا اياها تبكي بشدة بعد قرارهما هذا أما هو فتسمر مكانه لدقائق ينظر أمامه بصدمة

ما يفصله عنها هو هذا الباب ، الذي لا يمتلك القدرة حتى على فتحه ليخبرها بكل ثقة
" لن أدعكِ تنفصلين عني لازلي ، لن أسمح بهذا "

لكنه لن يفعل

لذلك بغير حيلة نظر إلى خاتهما الذي أهدته إياه لينزع خاصته أيضًا مؤيدًا بتلك الفعلة قرارها

لقد كانت النهاية بالفعل...

_

أما تلك الحامل فكانت بخطوات بطيئة و تعب واضح و أقدام لم تعد قادرتين على حملها تسير بين الجموع باحثة عن زوجها حتى تطلب منه إنقاذها

كل زاوية من جسدها تؤلمها الآن و أشدهم رحمها الذي يفتك بها

بيد مرتعشة أمسكت هاتفها لتحاول الإتصال به لكنه كالعادة لا يجيب و لا يمكنها التفسير

" جيمين أرجوك "

قالت ببكاء و هي تستند على طاولة الطعام و تحاول الثبات اكثر لكنها لا تستطيع ، ألمها لا يُطاق

بتلك اللحظة شعرت بدفئ ما وراءها و يد تعانق خصرها مما جعلها تبتسم بشدة ثم حاولت الإلتفات إليه لتعانقه و تخبره بحالتها

لكن تلك اليد منعتها من ذلك و فجأة أتاها همس مخيف من ذلك الشخص الذي أيقنت انه ليس زوجها
" لقد بحث عنكِ كثيرًا ، و قريبًا ستنالين إنتقامه "

قال جملته بكل غل و حقد ليلمس اصبعها الصغير مسببًا توسع عينيها على مصرعيها بسبب تلك الكلمات التي أصابت الرعشة و الهلع بجميع أوصالها

كلا

هي لا يمكنها التحمل أكثر من هذا

بتلك اللحظة تحرك ذلك الغريب تاركًا إياها تراقب ظهره المبتعد و قد خرج صوتها الصارخ فجأة رغمًا عنها من شدة الألم و قد تجمع الاخرون حولها بالفعل

بذات اللحظة كان ذو الخضراوتان يبحث عن زوجته بجميع الأرجاء و لا يمكنه لمحها بأي مكان ، حتى هاتفه هو لا يذكر أين وضعه لذلك لا يمكنه الوصول إليها

مما دب القلق و الرعب داخله

لكن لمحه لهيئة تايهيونغ و هانيول الذين يتشاجرا من بعيد جعله يركض اليهما فورًا حتى يرى ما الأمر

و ما صدمه هو صوت هانيول التي صرخت بكل غضبها و هي تنظر إلى تايهيونغ
" انت تزوجتني بتلك الحفلة كي تشتت الصحافة هل خبر مواعدة جيمين و روزان فقط؟؟ ، هل فعلت هذا من أجل مشاعر مادلين؟؟؟ "

و الآخر امامها لم ينفي و لم يومئ ، فقط تحدث متلجلجًا و هو يحاول التبرير
" كلا ، كل ما فعلته أنني ضربت عصفورين بحجر واحد ، شتت الصحافة عن ذلك الخبر كي لا تحزن مادلين بسبب إنتشار الشائعات و أيضًا كي اتزوجكِ هانيول "

كانت فقط تحدق به دون تصديق لتنطق فجأة مسببة صدمة الرجلين أمامها
" أتدرك أنك تضعها بنفس مكانتي؟ ، أنا و مادلين بالنسبة لك بنفس الأهمية لدرجة انني إن سألتك الآن هل تريدها بحياتك أم تريدني لن تستطيع إجابتي "

صمته و عجزه عن الرد و تحديقه المحتار بها أكد لها ما قالته توًا ، مما جعلها تلتفت فجأة إلى جيمين الذي يراقب دون تصديق

هو منذ دقائق قرر التدخل لحل مشكلتهم لكن ما سمعه يفوق طاقته

و لكلماتها إليه تأثير آخر
" لم أكن أكذب عندما أخبرتك من قبل أن تايهيونغ يحب زوجتك أكثر مني جيمين "

ثم فقط تحركت من أمامهما مقررة مغادرة تلك الحفلة ليرفع جيمين حينها عينيه إلى تايهيونغ الذي شعر أنه حقًا لا يجد ما يقوله حتى يبرر موقفه

لذلك فقط قرر اللحاق بهانيول و ترك صديقه كما هو ينظر أمامه بصدمة مما سمع

و عندما حاول لم شتاته و ألتفت كي يعود للبحث عن زوجته ظهرت أمامه روزان فجأة مقبلة إياه فوق شفتيه أمام الجميع مسببة توسع عينيه على مصرعيها من هول الصدمة و دهشة الحاضرين لدرجة إخراجهم لكاميراتهم حتى يصوروا هذا الحدث الصادم للجميع

لم تدم القبلة سوى لثوانٍ قبل إبتعادها عنه بإبتسامة حتى ترى هلعه و لونه الذي أصفرَّ من شدة الصدمة مما وسع ابتسامتها أكثر ثم همست إليه بغير تصديق
" ألم تخبرها عما بيننا بعد؟ "

تلاشت ابتسامتها تمامًا بعد ذلك السؤال لتناظره بغضب قبل تحركها و إختفاءها عن الأنظار تاركة إياه وحيدًا بين تلك الحشود التي لم تتوقف عن تصويره بعد أو التحدث و الضحك عما حدث منذ قليل

استيعابه الآن انعدم لدرجة أنه لم يلاحظ جونغكوك الذي جاء راكضًا إليه من بعيد ثم بهلع قال له
" جيمين...مادلين تلد "

.

.

.

.

.

.

.

بعض من أجواء الحفلة..

••

___________________________________

اخيرًاااا

انا تعبت اوي و انا بكتبه بجد خد مني اسبوعين عشان كده اتأخرت و انا اسفة على ده بجد كان غصب عني

المهم ايه رأيكوا فيه🥺

انا مراجعتش عليه قبل ما انزله ف ممكن تلاقوا غلطات مثلا بس تجاهلوها فضلًا

《 نسأل بقى 》

- حد توقع ان مادلين تولد في الحفلة؟

- تفتكروا ولادتها ستمر بسلام؟

- ايه رأيكوا في اللي روزان عملته في اخر مشهد؟

- توتر جيمين الأوفر جنبها؟

- هل فعلا في حاجة بينهم؟

- مين اللي عايز ينتقم منها و مين اللي هددها في الحفلة؟

- مين اللي اقتحم غرفتهم؟

( هديكوا تلميح ، هم تلات أشخاص مختلفين )

- خطوة إنفصال لازلي و جونغكوك دي لصالحهم؟

- نامجون بيخون مونبيول؟

- هوسوك مش هيرجع؟

- يونغي ليه خايف من ماضيه اوي كده؟

- جين و جيسو مفيش بينهم تفاهم هل ده هيأثر عليهم؟

- تايهيونغ بيساوي بين هانيول و مادلين؟

- ايه توقعتكوا للأحداث الجاية؟

اعتقد كفاية اسئلة

حاولوا توصلوا البارت ل 5 آلاف كومنت لأن حد قالي ان ده بيساعد على نشر الرواية أكتر و انا عايزة الناس تبدأ تلاحظ أن الجزء تاني بدأ ينزل

و اعملوا فولو للإنستا بتاعي عشان تتابعوا التحديثات و الفعاليات اللي جاية قريب ان شاء الله 🥺
@mavisinst

هتلاقوا اللينك بتاعه في البايو عندي

الرواية الجديدة قريب جدا هتنزل...

و بس كده بحبكوا و اشوفكوا في بارت جديد أن شاء الله 🥺❤️❤️❤️

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 43.9K 42
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
506K 41.3K 16
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
1.5M 135K 38
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
9.1M 297K 67
حياتها بائسة...فالعيون الجائعة تترصدها بكل مكان فتجعلها تعيش الجحيم في كل لحظة من لحظات يومها البائس ..ظلت تقاوم و تحارب بطرقها الخاصة كما اعتادت منذ...