"اوه تباً،" شتم يونغي وقد كاد أن يتعثّر بالصندوق الذي كان يُعيق رواق شقّتِه، تنهّد ومرّر يده فوق أصابع قدمِه ليتأكّد من سلامتِها.
عليه أن يهتم بأمر ذلك الصندوق في مرحلةٍ ما... عاجِلاً أم آجِلاً.. حدّق الفتى بالصندوق الكرتوني المُغلق للحظة.
آجِلاً إذاً.
نعم رُبما هو لا يتعامل مع الأمر جيداً، لكن ما السوء بإنتظاره قليلاً قبل تنظيم مُقتنيات والدِه، ليس الأمر وكأنها ستختفي بشكلٍ ما. عوضاً عن ذلك، هو سيترُكها تجلِس هنا وعلى الأرجح سيرتطِم بذلك الصندوق 20 مرةً بعد قبل أن يقوم بفتحِه أخيراً.
أجل... قريباً، سيفتحُه قريباً، ولكِن ليس اليوم.
ولا غداً على الأرجح.
عندما قام بمُغادرة الشقّة، رأى جونغكوك وهو يتكئ على سيّارتِه بإنتظارِه. اللّحظة التي صنع فيها تواصل أعيُنٍ معه، بدأ الفتى بالتلويح له بحماس.
كان يرتدي جزمته السوداء المُعتادة، قميصاً أبيض واسِعاً وجينزاً أسود مُمزق الذي بدا ضيّقاً قليلاً حول فخذيّه... بطريقةٍ جيدة.
عِوضاً عن الترحيب بيونغي، بدأ جونغكوك التكلم الثانية التي دخل فيها يونغي نِطاق السمع تقريباً، "هذا رائِع. الشقّة التي أتشاركُها مع أخي على بُعد خمسِ دقائِق بالسيارة تقريباً. خمس عشر بالمشي. أنا حرفياً بدأتُ التفكير بالإستعداد للقائنا قبل نِصف ساعة."
ضحِك يونغي ومشى بإتجاهِه قبل أخذِ الفتى في عِناقٍ قصير، "أين تعيش؟"
محاولاً بأفضل ما لديه بالشرح، أشار جونغكوك بأحد الإتجاهات وأعطى تعليماتٍ شديدة الإرباك، لكِن تدبر يونغي فهمها، حسناً مُعظمها، "وسأتي لزيارتك أكثر بالتأكيد،" أنهى الأصغر شرحه.
"أرجوك، مع ذلك حذِرني على الأقل. أنا لن أُدخِلك ما إن ظهرت فجأة،" حذّر يونغي وضحك جونغكوك وأومئ.
بعدها بوقتٍ قصير، كان كِلاهما يجلِس في حانةٍ للمثليين، لأسبابٍ تتعلق بالراحة، ولم تكن بعيدةً للغاية من بيت يونغي، "جيمين سيكرهُك للغاية لأخذي خارِجاً بالمُناسبة،" قهقه يونغي مُحركاً شرابه ومُراقِباً مُكعب الثلج الكبير يدور معه كذلك.
"جيمين؟ أتعني حبيبَك؟ لِماذا؟...لحظة، أنا لَم أسألك قبلاً، هل لديك حبيب؟" أخذ جونغكوك بعضاً من المكسرات الموضوعة على المنضدة وبدأ برميها في فمِه واحِدةً تلو أُخرى.
"لا، لا أملِك واحِداً. وجيمين مُجرد صديقٍ يحاول جعلي أُرافِقه إلى حانةٍ مُنذ بِضع أسابيعٍ الآن. وأنا لَم أوافِق بعد." شرح يونغي بإبتسامةٍ مُستمتِعة.
"أهو مُثير؟ مثليّ؟ ألديك صور؟" سأل جونغكوك وقد أصبح أكثر إهتماماً الآن لينحني أقرب.
"هو مُستقيمٌ بقدر الإمكان، ومظهرُه لابأس به." كذِب يونغي مُسترِقاً النظر حول الحانة، يبحث عن أي شخصٍ قريبٍ من نوعِه المُفضل.فهو لَم يحصُل على بعض الإثارة مُنذ زمن وهو يشتاق للأمر فعلاً. رُبما سيأخُذ أحدهُم للمنزِل ما إن أثاروا إهتمامه.
"سيء. أعني ليس وكأنه مسموحٌ لي فعل أي شيءٍ الآن، على أي حال... أخبرتُك بشأن هذا الفتى الذي معي في العمل."
"أتعني سيد ثريّ الذي لا يعلم كيف يستخدِم أمواله؟ نعم، لقد أخبرتني. هل رأيته مُنذ ذلك الوقت؟" سأل يونغي بينما ينقُر الكأس الفارِغة بيدِه.
"ليس حقاً. لكنني سأفعل بعد هذا،" أشار إلى نفسيهما،" بسبب الوظيفة. وأنا أعتقد بأنه سيقول شيئاً ما اليوم، أو مهما يكن. لازلتُ مُرتبكاً، لمَ ليدعوني إلى منزلِه إن لَم يُرد مُضاجعتي؟"
قهقه يونغي، "قُلت أنه مُستقيم، بالطبع سيكون هذا غريباً قليلاً بالنسبة له. دعه يأخُذ بعض الوقت كما أظُن؟ أو تحدث معه كما سيفعل أي شخصٍ طبيعي؟"
"آهغغ، التحدث. من يُريد التحدث حتى؟" تذمر جونغكوك مُبتلعاً ما تبقى من كأسِه.
أطلق يونغي صوتاً ساخِراً وإتكئ للخلف، عندها سمِع صوت خطواتٍ خلفهما تماماً.
"ياه، أنظروا من لدينا هُنا. كوك، أنت لَم تذكُر أنك تُحِب إمتصاص القضيب من قبل." سخِر فتىً من خلفهما وإستطاع يونغي رؤية جسد جونغكوك يتوتّر فوراً.
عندما إستدار للخلف، أتى وجهاً لوجه مع فتيين ضِخمين في الحجم، على الأرجح أصغر منه عُمراً، ومظهرهُم كان يصرُخ 'أحاول أن أبدو كفتىً قويّ وسيء'. الشعر مصفوف للخلف مع الكثير من الجلّ مع السُترات الجلديّة سوداء اللون. كان واضِحاً أنهُم ليسوا في هذِه الحانة للحصول على بعض القضيب، بل لبدء قتال.
لَم يرُد جونغكوك بأي شيءٍ، بل ظل يُحدّق بهم فحسب مُتجمداً في مكانِه مع أعيُنٍ مُتّسعة. داعِماً لصديقِه، وقف يونغي وللأسف، كان أقصر بنِصف رأسٍ تقريباً من الفتى الواقِف أمامه.
"وبماذا يهمُك الأمر؟ هذا ليس من شأنك." قال يونغي واضِعاً يديّه في جيبِه، يحاول ألا يبدو صغيراً كما كان عليه فعلاً.
"ومن أنت، حبيبُه؟ أتأخُذ قضيبه في مؤخرتك؟ بالطبع يبدو الأمر هكذا،" كاد الفتى يسقُط للخلف عندما سلّط يونغي قبضةً أصابت الهدف تماماً على معدتِه قبل أن يلتفِت وينظُر للساقية.
"هؤلاء مجموعةٌ من الأوغاد المُتنمرين، هُم هنا لبدء شِجار،" أومأت الفتاة بسُرعةٍ وركضت لإبلاغ الحراس. لم يستغرق الأمر سوى بِضع ثوانٍ لكن يونغي كان محظوظاً أنّ الفتى الآخر لم ينوي فِعل أي شيءٍ دون من بدا أنه القائِد، الذي كان لازال يحاول التنفّس بشكلٍ مُلائِم. عندما وصلا الحارِسان، سأل أحدهُما جونغكوك الذي بدا شاحِباً قليلاً ما إن كان بخير قبل إمساكِ المُتنمرين وطردهما خارِجاً.
حذّرت الساقية يونغي بألا يفتعِل العُنف مُجدداً حتّى وإن كان لغرض الدِفاع عن نفسِه، وهو أومئ في تفهُم ووعدها بطلب المُساعدة أولاً المرة المُقبلة.
"هل أنت بخير؟" سأل بنعومةٍ مُريحاً يده على كتفِ جونغكوك.
أخذ الفتى نفساً مُرتجفاً عميقاً قبل أن يومِئ، "أجل...أظُن ذلك. اللّعنة، أعتقد أنهُما من الجامِعة، رأيتُ وجهيهما من قبل،" تمتم جونغكوك مُمرِراً أصابِعه النحيلة بين خصلاتِ شعرِه.
"هِي، ماذا يُمكنهما أن يفعلا هَـه؟ لا أُريد قول هذا لكن توقف عن التصرف كالجبان، أنت أضخم بعشر مرات مما هُما عليه، يُمكنك إيساع مؤخرتيهما ضرباً ما إن حاولت. وأعلم أن الأمر مُخيفٌ وقد إعتدت على كونك الشخص الأضعف، لكِن الأوضاع قد تغيرت الآن." قام بطمئنتِه مُمرراً يده على ذراعِه.
أخذ جونغكوك نفساً عميقاً آخر قبل إغلاق عينيّه، "آسفٌ لجعلك تُدافِع عني... الأمر كما قُلت، في ذهني، لازِلتُ نفسي في جسدي الصغير في مرحلة ما قبل البلوغ ضِد العالم."
"لابأس، هذا ما يفعله الأصدقاء،" إبتسم يونغي بإتساع، "آووه، لا تنظُر إليّ هكذا كجروٍ صغير يتألم."
قهقه جونغكوك ليمسح زوايا عينيّه بسُرعة، "آسِف، وشُكراً لك. بجدّية، شعورٌ جيد ألّا تكون لوحدك في هذا لمرة."
"سأحميك بقبضتي الصغيرة إن تحتّم الأمر."
________________
Hi 👀💗💗
Show Me Some Love,
Joomie..💛