نغمة ودق || kbromance

By Sun_mirror

5.6K 771 1.5K

[قيد التنقيح] أخطأ البستانيُّ بقطفِكَ فبكتْ كل العيونِ وتدلى الريحانُ ليحزنَ وتحزن كل الزهورِ موتكَ أماتَ ا... More

مقدمة
الأول.
الثاني.
الثالث.
الرابع.
الخامس.
السابع.
الثامن.
التاسع.
العاشر.
الحادي عشر.
الثاني عشر.
الثالث عشر.
الرابع عشر.
الخامس عشر.
السادس عشر.
السابع عشر.
الثامن عشر.
الأخير.

السادس.

222 36 45
By Sun_mirror



.

.

[على حين غرة]

.

.


قضى يونغي ما قضاه يمشي هنا وهناك بلا وجهة معانقا معطف السيد تايهيونغ، يشده فوق كتفيه بقوة باكيا أحيانا ومتجهما أحيانا أخرى.

رؤية أطراف المدينة أشعرته وكأن الدنيا انتهت هنا، كأن الطريق مسدود ولا شيء بعد ذلك
أيجدر به العودة الآن!

كان يفكر خلال طريقه في جدته بينما لم تتركه وحيدا يوما هو تركها وحيدة اليوم ولم تكن تحتاج سوى طمأنه، في الحقيقة جدته لم تكن مخطئة تماما بشأن الغرباء، فالرجل الذي أعطاه حقيبة المتفجرات وعده بالمال والطعام الوفير
كان كاذبا
لقد أراد قتله

إن يونغي لم يعد يعرف كيف هو العالم فتعاملاته مع الناس كانت محدودة وفي نطاق ضيق جدا

هل العالم كله شرير والسيد تايهيونغ استثناء؟

أم أن العالم كله طيب ورجل حقيبة المتفجرات هو الاستثناء؟

منزله فوق التل كطيف أسود
معتما لم تضيئه جدته ولو بشمعة واحدة

تنهد بثقل فعليه أن يعتذر الآن على تصرفه السيء،
دخل وهو يسمع الصمت في أذنه يطن، ترك الباب مفتوحا ليدخل القليل من ضوء الشمس التي قاربت أن تغرب.

"جدتي..
أنا هنا.."

وضع معطف السيد تايهيونغ جانبا وفي العتمة بحث عن الكبريت والشموع ليضيء المكان أمامه.

كانت جدته نائمة في مكانها المعتاد، قرأ مرة في كتاب أن كبار السن متعبون على الدوام لذا ينامون كثيرا ولابد أن يوم جدته كان متعبا كفاية لتنام في هذا الوقت المبكر.

اليوم لم يعمل كثيرا وانتهى وقت عمله بكارثه لذا لم يجني الكثير ولكنه ممتن كون أمس كان عمله مثمرا، الطعام كان مطهو وموضوع في أحد زوايا الغرفة لم يمسه أحد، نظر لقدر الحساء بندم على ما فعله صباحا مع جدته بينما هى تركت له الطعام ولم تأكل حتى.

مسح دموعه التي جرت رغما عنه وأسرع لحضن جدته يختبئ هناك يبكي بقدر ما يشاء يبكي سرا حتى لا يقلقها

البكاء الطويل مع اليوم الشاق والحادثة السيئة وقلقه على السيد تايهيونغ وحزنه على جدته
كلهم اجتعوا ليوجعوا قلبه

أقل شيء استطاع فعله أن ينام بسلام مثل طفل لا يحمل هما ولو بشكل مؤقت.

"هيرا..
إنها أكثر فتاة فاتنة قابلتها
سأدعوك لتناول العشاء معها مرة.."

قال جونكوك الذي يثرثر منذ مدة طويلة أمام تايهيونغ الجالس في سريره أفكاره تأخذه لأماكن أخرى أكثر جديه بكثير من هراء الآخر، كونه ضعيف السمع بسبب الحادث جعله يصبح أكثر رضا وإلا ما كان ليشارك جونكوك الغرفة لساعات طويلة.

الأمور الآن تبدو تحت السيطرة رغم فشل العملية
كيف سيواجه الأعضاء
أو كيف سيواجه السيد جانغ

هل كان مخطئا لما أوقف العملية!
أم أن السيد جانغ هو المخطئ لما أستخدم طفل لتنفيذها!

من منهم يجب عليه لوم الآخر؟

"تايهيونغ"

أخرجه من أفكاره يد جونكوك في كفه يشد عليها برفق وينظر له بشكل غريب يقول شيئا مشوشا.

قرب أذنه من جونكوك عله يسمع بشكل أفضل والذي أعاد كلامه مجددا وبكل صبر مبتسما

"كنت أسألك عن نوعك المفضل من الفتيات"

أومأ تايهيونغ وضحك إلا أنه لم يقل شيئا مفيدا لصديقه

"لا أعلم.. لم أفكر من قبل.."

استنكر جونكوك وترك يد الاخر بعنف شديد وعلا صوته قرب أذن تايهيونغ

"يااااا هل تكره الفتيات؟"

كانت مفاجأة لتايهيونغ الذي لم يفهم تحديدا ما يقصد ولكنه يظن شيء ما، إنه أخبث من أن يترك جونكوك لحال سبيله.

رفع الغطاء عن قديمه وفي حركة سريعة لم يتدارك جونكوك نفسه خلالها كان قد ركل مؤخرته ليسقط على السرير ويجلس تايهيونغ فوقه مكبلا إحدى يديه خلف ظهره.

"ماذا تقصد يا هذا؟"

"لم يسبق لي أن رأيتك مع فتاة.. ولا يعقل أن تكون راهب عفيف.. أكيد أنت شيء آخر.. تفهمني.."

لوى تايهيونغ ذراعه أكثر فصرخ الآخر أسفله بتألم وهو يضرب بيده الحرة على السرير

"أتركني أيها المختل المعتوه.."

بدا لتايهيونغ كشخص يتوسل رغم أنه لم يسمع تماما ما قاله، وجه جونكوك أصبح محمراً إنه شاب ضعيف بالنسبه له، كان يجب التخلص منه في العملية
وهذا يجعله نادما الآن بعض الشيء..

لماذا جونكوك مازال حيا، ويجلس معه في غرفته فوق هذا يصرخ لمجرد ليّ ذراعه

شعر بيد تشده كتفه للخف قليل
كانت زوجة أبيه قد دخلت على الصراخ، ومن بين كل الأفكار لما رأى وجهها تذكر والدته الحقيقية لم يكن أبدا وجهها منعما مثل زوجة أبيه، لقد كان وجهها مرهقا على الدوام، ولم يستطع تايهيونغ أن يفعل لها شيئا.

"تايهيونغ.. اتركه.. تايهيونغ هل تسمعني.."

كم مرة سيجعله شخص ما يستيقظ من أفكار!
اليوم كان صعبا عليه ليوصله لهذه الحال من الشرود

ترك رسغ جونكوك وقد طبع عليه علامات أصابعه، نهض الآخر مختنقا ومتألما يمسك كتفه ووالدة تايهيونغ تربت عليه برفق.

"ما هذا؟"

"أنت من بدأ.."

"تايهيونغ مزحك قاسٍ.. لن أردها لك الآن لأنك مريض!"

"تقول مريض بعدما فعل بك كل هذا؟"

تدخلت السيدة أوساجي وهى تضحك على الأطفال هنا

"لنقل أنني نبيل أكثر منه.."

"تأخر الوقت.. لتناما.."

"سأنام هنا مع تايهيونغ.. وعدت أن اعتني به بعدما أنقذ حياتي.."

"حسنا.. سأجهز لك الملابس لتأخذ راحتك.. شكرا على وجودك بجاني تايهيونغ.."

ابتسمت فتايهيونغ غالٍ عليها، الطفل الوحيد الذي قامت بتربيته، شعرت بالأمومة والحب تجاهه رغم معرفتها بحقيقة أصله الكوري إلا أنها تظن تربيتها أثمرت وأن ابنها قد قدم كل ولائه للإمبراطورية اليابانية.

ابتسم جونكوك منحنيا لها، وبمجرد خروجها قفز فوق السرير يعانق تايهيونغ بقوة منتقما منه.

انتصف الليل ومازال تايهيونغ يتقلب في سريره عكس جونكوك النائم بجانبه يسحب الهواء بعمق ويتنفس جيدا كأنه ما كان على وشك الموت اليوم.

الغرفة تضيء بالأزرق أكثر فأكثر كلما اكتمل القمر، مما جذب تايهيونغ ليفتح النافذة وينظر للسماء عادته أن يناجي الليل في وقت كهذا بوحدة شديدة في نفسه.

إنه بالفعل وحيد بين كل الناس
كأنه لا ينتمي لهم

صحيح أن لديه معتقدات ينتمي لها ولكنه لا يملك شخصا ينتمي له بعاطفة قوية

والده هو الشخص الذي دمر حياته وحياة أمه، زوجة والده لم تكن سيئة أبدا معه ولكنها شخص طيب ساعده ومع ذلك لم يملك عاطفة تجاهها النظر لها دوما ما يذكره بوالدته المتعبة، كان يبرها لما لها عليه من فضل ليس أكثر.

وجونكوك صديق مخلص مهما حاول تايهيونغ إبعاده كان يتشبث به مثل هذا، أحيانا يخطط لقتله وأذيته وأحيانا يتسائل إن كان مذنبا كونه ولد في عائلة يابانية من الطبقة الحاكمة في كوريا المحتلة.

ولكن حتى لو كان هؤلاء كلهم يحبوه مازال يشعر بالوحدة كونه مزيف أمامهم ولو عرفوا حقيقته لتسابقوا جميعهم على قتله، أو ربما إعدامه على الملأ ليكون عبره.

أغلق الشباك لما لاحظ انكماش جونكوك على نفسه من الهوا البارد المتسرب عبره، رفع عليه الغطاء لحمايته من البرد فرأى ندبة غائرة في خده فتسابقت أصابعه بغير وعي يتلمسها مازال يتذكر كيف صنعها له.

في طفولتهما كان تايهيونغ عنيفا لما ابتعد عن والدته فجأة وجاء للعيش مع والده وزوجته، كان خائف ويكره اليابانيين بشدة.

ولما رأى جونكوك اول مرة كان طفلا ناعما يرغب في اللعب معه كونهم جيران جدد، ولكن تايهيونغ جرحه بحجر خلال لعبهما بلا سبب ظنا منه أنه ينتقم من اليابان كلها من خلال هذا الطفل البريء الذي لم يكن يفهم وقتها ما اليابان وما كوريا.

كبرا معا لما كانت الأسرتين على علاقة قوية بشكل شخصي ورسمي، واستطاع تايهيونغ أن يرى مدى نقاء جونكوك وطيبته عن قرب شديد
ربما لا يستحق معامله جافية منه.

يده التي أمتدت على شعر جونكوك تربت عليها قد اهتزت وابتعدت، بالتفكير في الأمر كلاهما عدو للآخر كلاهما سيرغب في قتل الاخر في اليوم الذي ستكشف فيه حقيقية تايهيونغ وهذا اليوم سيأتي عاجلا أم آجلا.

خرج تايهيونغ بسرعة من الغرفة متوترا يبحث عن مكانا آخر لينام به أي مكان لا يوجد به جونكوك أو شخص من عائلته، لا يريد رؤية أعدائه الذين يعيشون معه هذه الليلة
هذه الليلة فقط لا يريد رؤيتهم

إنه متعب نفسيا أكثر من جسديا ليتحمل كل هذا التوتر والضغط.

استيقظ منزعجا من خيط الشمس فوق عينه مباشرة ففتحها بصعوبة وظل ينظر طويلا للسقف المهترئ من آثار المطر والرياح، يتمنى لو يصبح أطول قليلا فقط ليصلحه بنفسه.

كان المكان هادئاً وجدته مازالت نائمة كما هى إلا أنه تركها وشأنها لعلها متعبة وذهب ليسخن حساء الأمس ليتناوله اليوم.

كانت الشمس تبصر الأرض بعناية وكان الجو دافئا وقد جفت بقع الطين مما جعل إشعال النار أسهل عليه، على الموقد الصغير والذي هو عبارة عن الحطب والقش وضع يونغي قدر الحساء يقلبه برويه مستخدما ملعقة خشبية، يدندن بعض الكلمات التي سمعها من هنا وهناك، ويصمت لما يتذكر الأشياء السيئة من ليلة أمس.

رمى التراب على النار فخمدت وانتهى من تسخين الطعام وقد أعد قدحين له ولجدته، دخل بهما الكوخ مبتسما وبرفق وضعهما جانبا وركع جوارها يهزها بلطف.

"جدتي.. يا أجمل جدة في العالم.."

كان آسفاً كثيرا.. لكنه لم يعلم كيف يعتذر..

"إن شعرك جميل حتى وأنتِ نائمة.."

ربما جدته لم تكن تجيبه لأنها مازالت غاضبة وربما عليه بذل جهد أكبر ليقنعها بالرد عليه

"إنني آسف للغاية لو كنت قد أغضبتكِ.. لكني حقا وعدت أن لا أخبر أحدا.. ولكن يكفي أن تعرفي أنني كدت أموت أمس.."

صمت قليلا وقد ثقل قلبه من تذكره للحادثه وزاد الثقل فجدته لا تجيب عليه

"لكنه أنقذني.."

بدأت أنفاسه تتسارع فوجه جدته شاحب بشدة ولاتبدو له كشخص يمثل أنه نائم..
بل إنها نائمة بالفعل ولا تتحرك بينما جسدها باردا للغاية

"أنا.. آسف..
جدتي..
هل يمكنك الاستيقاظ الآن.."

أصبح يهز جسدها بعنف شديد وهو يناديها لكنها لم تجب أبدا

"لا تخيفيني..
تبدين كشخص سيء مع هذه التصرفات..
أجيبيني.."

بكى وأصبح صوته عاليا جدا حتى سمعه الجيران في الأكواخ أسفل التل فأسرعوا إليه، وقد جذبوه بعيدا عنها وهو يصارعهم، يبكي ويعاتبها،
يلومها على عدم ردها.

"لقد فارقت الحياة.."

أتاه الجواب من أحدهم فتجهم منصدما
مازال يريد لوم شيء لشدة حزنه وخوفه
ماتت قبل أن يعتذر لها أو أن تحذره أن يومها اقترب
ماتت وتركته وحيدا جاهلا بالحياة والناس

كيف سيعيش!
ومن سيخبره ماذا يفعل!

سيكون مشتتا وسيتخبط بكل الحفر الموجودة في هذه الدنيا

كان عقله فارغا تماما لا يحوي شيء وهو ينظر لجثة جدته التي تُحمل بعيدا، يتبعها بخطى ثقيلة كأنه يجر الأثقال لم يسعه إلا البكاء بصمت وهو غير واعي على ما يحدث حوله من مشاهد بدت كالحلم فلم يستطع التحكم بها.

♧ ♧ ♧

باي

Continue Reading

You'll Also Like

6.2M 278K 38
رواية نظيفة 100% لايغركم غلاف او اسم ( رومنسية كثير و فراشات ) جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ...
146K 6K 22
_ فتاة لها أحلامها هي وريثة شركة كبيرة من كبرى شركات كوريا تزوجت دون إرادتها من زعيم ورئيس أكبر شركة وعصابة مافيا في البلاد وهذا ما أدى بهما إلى الو...
2.5K 420 21
هنا أقوم بعرض تصاميمي العشوائية أغلفة وصور وأي شيء أريده من تصميماتي، كل حقوقي محفوظة من السرقة! شارلوك هولمز هو من سيشرف على ذلك!! بدأ: ٢١/٧/٢٠٢٣ ا...
327K 11.9K 36
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...