الفصل : 23
كَعكة أم حَلوى..
دَخلت باب غُرفتي آخذ نَفسا عمِيقا ، الجَو كان مُريبا في الأَسفل نظَرات الجمِيع كانت تشعرني بعدم الراحة
شَعرت و كأنني كُنت في وهم مُنفصل عَن الواقع .. أمامي جثة رافين و يدَاي ملطختان بالدِماء
رَغم عدم نَزيف أي قطرة من دَمها جراء قتلي لها
و الخَدم ملتفون حَولي فِي شكل حَلقة يتَهامسون و يشيرون بأصابِعهم نَحوي ، كَما يكون المَنظر دائما عند إِلقاء اللومِ على أحدهم
لَكن الأمر مختَلف ..
إِنه مسرح و مسرحِية ، أَنا مُمثل و هُناك من يعطِيني سيناريو العَمل لأمثل
أنهَيت دوري وَ لكن الجميع رآني الشخص السيء ، هَل أنا شخْصٌ سيء ؟
لِماذا؟ أنا لَست شخصا سيئًا ، فالأشخاص السيئُون لا يطيعون أوامر مَن هم أَعلى درجة مِنهم
في النهايَة رافين حَتما خالفَت القواعد و كَانت تنتظِر منهم أن يغضوا النَظر عنها و مَنحها المال كَما لو لم تَفعل شيئا
بغض النَظر عن المسرح و إسقاطه عن الوَاقع هي كانت خادمة لا رَجاء منها
و أنا أَطعت أمي و أبي ، لا يجب عَلي أن أشعر بالسوء على خادمة لا أهمِية لَها
أنا سيدُ جميع الخدم كَما هم أفراد العائِلة جميعا ، هَذا صحيح ..
تنَهدت بعمق و رمِيت بنفسي على السرير مُحدقا بالسقف مرة أخْرى
قاطع ذَلك طرق على البَاب ، إستقمت من مَكاني و ذهبت لفتحِه
تَبين أنه أبي في نهاية الأمر ، تنحَيت جانبا لأَدعه يدخل ، جَلس في مقدمة الغُرفة ثم التفَ و نظر لي بجدية
"أعجبني أدَائك يا إيلومي ، سأعتَرف أنك حقا جدير بهذَا العمل "
قامَ بمد يده للترْبيت على رأسي فأنزلتُه مغمضا عيني بِقوة مُعتقدا أنه سيؤذينِي
وَضع يده على شعري و قام بالتَربيت عَليه
"لكِن لا تغتر بنَفسك لا يزال أمامك الكَثير"
أومَأت لَه ثُم ساد صمت طويل بينَنا ، لطَالما إعتقَدت أنني مهما فَعلت و مهما نَجحت فلن يرضيا كُليا
"أَبي هَل أستطِيع أن أسئَلك أمرا ما ؟"
"ماهو؟"
"أَبي سمِعت أن الناس يَميلون لإختيار عمل يعجِبهم عادة كَي يستمتعوا أثناء القيام بِه ... هَل أنت سعيد بعملك يا أَبي؟"
"رُبما أنت مُحق لكن ليس بالتحدِيد ، أنَا عندما أنجز مهمة فِي العادة أحاول الإسراع و العودة للمنزِل إلى ..عائلتنا
لاَ أكرَه عملي أنا عَلى أتم الرضى بِه ، أنا مُقتنع أنني وُجدت في هذا العَالم كَفرد من الزولديك لإنجاز هذا العمَل
أَنا أحِب البَقاء بجانب العائِلة لأن المهمات تُشعرني بالوحدة و البرود لَكن لا أكره القِيام بها و غالبا مَا أهتم للمال الذي سأتلَقاه
فمَثلا جدُك لا يقتل للمتعة هو فقط ينجز عمَله لذا أعتقِد أننا مُتشابهين أنا وَ جدك قليلا"
"هَل يجب عَلي أن أكُون مِثلكما؟"
"يمْكنك أن تَكون ماتريد لَكن بشرط أن لاَ تهمل إنجاز أعمَالك وَ تبقى مُطيعا لقواعد العائِلة"
بدَايةً عرفت أن أَبي لَدَيه نية فِي تغيير الوَلاء المُبالغ بِي لهم ، أنا لا أمَانع ولائِي و وفائِي المُبالغ فيه للأسرة لا أُمانع إن أصبح سيئًا علي أو عليهم طالما هُو حماية لَهم
أَنا أعدُ نفسي أنني سأحمي عائِلتنا و أنجز جميع أعمالي على أكمَل وجه
رَبت أبي على شَعري بهدوء مُجددا ثُم غادر ، شَعرت بالملل الشديد
ثُم دخلت أمي مجددا بعْد لحظَات من مغادرة أبي للغُرفة ، جَلست بجانبي مُحدقا بالشرفة المُقابلة للسرير
"أَنت أردت أن تعرف لمَاذا عذَبنا و قتَلنا تلك الخادمة ، صحيح؟"
لَم أجب في البِداية لكِنها كانت تَبدو و كأنها تتوقع أن تَصدر مني إِجابة نعم ، لاَبد و أن سبب قُدومها هو أصلا التحدُث عن هذا الموضوع
أومأت ، وَضعت أمي يديها للخَلف على ملاءة السرير مستندَة نفْسها بِتلك الوضعية
"بسبب أَنها خالفت أحَد شُروط العقد في عمَلها كخادِمة ، إكتشفْت أنها على علاَقة مع شخص آخر و هَذا ممنوع لِذا قتلناها"
اومَأت بهدوء ثُم سئلَت
" بِما أنّ عيد ميلادك إقتَرب هَل ستحصل على كعكة أم حلوى ؟ خمّن"
"ما الفَرق بينهما؟"
قهقهت بِخفة ثُم نظرت لِي
"الكَعكة دائِرية غالبا .. هِي تُعطى بالشكل الذي يُريد صاحبها أن تكون ، بِها قطع كثيرة تَجمع شكلها وَ هذه القطع تَختلف حَسب طَريقة قطعها لأنها من أصل واحد
القِطع في الكَعكة يجب أن تُقطع بنفس الشكْلِ كي لاتُفسد منظرها صحيح؟ أو كَي تبدو كعكة مُستقلة
الحَشو في الكعكة ، مكَوناتها أو محْتواها دائِما مايكون نفْسُه صحيح ؟ نَحن لن نَجد نصف بذوق الشوكولاتة و نِصف بذوق الليمون مَثلا
فِي حالة خاصة هي تقطع لنصف و تُدمج بنكهة أخرى لكن هَذه حالة خاصة ، بشأن القِطع هي غالبا مَا تُقطع بشكل مُثلثات
لاَ تستطيع تقْطيعها مثلثات ثُم مربعات فجأَة .. سَيكون مَنظرها فوضويا
و تُغطى بالكريمة إن كانت بها أية عيوب كحرق أو مَاشابه فهي تُغطى بالكريمة
لاَ تستطيع الشُعور بمذاق غير الذِي صُنعت بِه وَ ليست سَريعة الإنتهاء الجميع يستمتع بَتناولها
الحَلوى عَلى عكس الكعكة تمَاما قدْ تكون بنفس الشَكل لكنها تَكون بألوان مُختلفة و نَكهات مُختلفة
هِي مُختلفة عن الكعكة تماما ، غِلافها قد يخدَع الناس بِحلو مذاقها لَكن قد تكون سيئة المذاق لبعضهم
هِي لا تُعد بإتقان كالكعكة هِي سهلة الإعداد ، كُل قطعة منها ليست قطعة هِي دائما ما تُسمى حبة
مُختلفة الذوق و النكهات حَتى ولو كَانت واحدة
أَي أنها تكون مُنفصلة و غَير مُتصلة ببعضها و مُغلفة لوحدها
إِن كنت فتى ذكي و فهمْت ما أرمِي إليه ماذا ستختار؟"
أَمسكت أمِي ذقني و رفعتٌه تجاه وجهها ، أنا عَرفت ما الإجابة التي كانت تنتظرِها
"الكعْكة ، لأنها تُمثلنا من حَيث ماتكلمت بِه"
نهاية الفصل : 23
أعتقد أنني حاوَلت شرح عنوان الفَصل في الحوارات بِما فيه الكفَاية فقط يحتاج تركيز
يتبع