| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثا...

By EekaUa

2K 232 83

هل يمكنك أن تتخيل أنك داخل عالم ليس له وجود إلا بخيالك؟، عالمٌ ينقلنا إليه بطريقة غير مفهومة، بوابة زمينة تضع... More

|مقدمة|
1- | البداية |
2- |عودة اليافعان|
3- |قبيلة آڤاي|
4- |البَحث عن المَجهول|
5- | الماضي|
6- |الساحة القديمة|
7- | وادي تيلان المفقود |
9 - | نِصفُ حقيقة |
10- | صاحب الوجه المُلثم |
11- | عودة الفَارس |
12- | قلائد الأحجار |
13_ | رسالة من أوين|
14- | أسرار |
15- | بِخفة القِطة! |
16 - | ثلجٌ وتعويذة! |
17 - | أخرق بالكهف |
18- | صديق الرِحلة |
19 - | عَريق العَراف |
20 - | الأبيار |
21- | روح ثمينة وضحية إحياء |
22-| ذهاب الأحبة|
23- | ابنًا لمَن؟|
24- | عودة الأمل!|
25- | النصر|
26- | النهـاية |
الغاء نشر العالم المعكوس الجزئين.

8- | تواصل أخوي|

47 5 0
By EekaUa

كانت تجلس بساحة الصقر الخارجية، تتأمل في آخر النطاق بنقطة مخفية، شاردة ثابتة كالصنم، تتذكر طيف عائلتها وقبيلتها التي تم محيها بواسطته ذلك الـ.. سلاف الحقير، تحاول جاهدة أن تقنع حالها بأنها مجرد تراهات نسجها خيالها المشتاق بسبب ذلك المكتئب المظلم..

ثم تعود لنقطة أنه الأبوة تعني التربية، ولن يفرق بشيء وجود أبيها الحقيقي ومن كان السبب في موته، يكفي أن "سلاف" يحميها ويرعاها، ويحاول أن..

على من تكذب بحق السماء!، في أقرب محطة سيتم الدعس على عنقها أن سمح الأمر!

فهو بالكاد يحاول جاهدًا ألا يظهر محبته الغريبة لِـ "تَيم" أمامها، وهي هُنا تحاول إقناع عقلها بأنه يستحق كل هذا العناء!!

-" بيكا بو!"

ارتعشت أثر صوته الهامس قرب أُذنيها ونظرت له بحنقٍ صامت..

-" ما بها دارلين الشريرة، أهي تفكر في ما حدث مؤخرًا؟، أوه نسيت أن عقلك لا يعمل من الأساس حتى يفكر."

نثر وهو يتقدم خارج القصر، فتقدمت خلفه تحاول استرجاع حقها بالحديث:
-" من قال لك بأنك خفيف الظل؟، تبًا توقف قلبي من كثرة الضحك."

توقف فجأة فإصتدمت به، ليتمتم بثقلٍ:
-" أوف عزيزتي دارلين، ألم أقل أن عقلك لا يعمل!، لا شيء يدعي للضحك هنا!"

تنهدت بضيقٍ بعد ما أعطاها ظهره ثم نثرت بعلوٍ:
-" حسنًا إلى أين؟"

-" إلى الجحيم."

-" نحنُ بالأصل بها!"

-" لا تتبعيني أيتها المشعوذة"

نثر ببغاضة ساخرة فأتاه الرد:
-" تبًا، أيها المُظلم لا تنعتني بالمشعوذة!"

-" بماذا أُناديكِ إذًا؟، الساحرة، أم الشريرة، أم أنثى الغُراب!"

ابتسمت بتكليفٍ وهي تخطي جواره وردت:
-" يكفي هذا القدر من لطافتكَ اليوم عزيزي تَيم، اصمت!"

ضحك بإستخفافٍ وتوقف عن السير يتساءل:
-" أعليّ أن اصمت!، وأنتِ التي اعتديتِ على حقوقي في التجول؟"

تأتأت كالأطفال من خجلها بعد ما قال، فهي بالفعل تعمدت السير معه.. لا تعلم لماذا، ولكن يبدو أنها تريد التعمق بشخصيته أكثر وأكثر..

-" أحسنتِ دارلين، تمتعي بالصمت ودعيني استمتع أنا برحلتي."

-" إلى أين؟"

تساءلت فأجاب وهو يرفع الرداء على كتفيه:
-" إلى مكاني المفضل."

___________________

تركتهم بعد حديثهم المليء بالحماس وخطت بأقدامها المضطربة خارج الكهف، فتفاجأت بالبوم يقف أمامها على حافة التل بظهره، يراقب الغروب بهدوءٍ مغمض العينين، جلست إلى جواره بعدما ضحكت بحنانٍ على هيئته، فرغم كِبر حجمه المُهيب، إلا أن ملامحه لطيفة للغاية..

-" هل تطالع الغروب؟"

سألت فغمغم بغرغرة:
-" أجل، يوميًا، أليس جميلًا؟"

تنهدت تنهيدة عالية وردت:
-" بل في غاية الجمال."

جلست إلى جواره بعدما أبدت اعجابها الشديد بلون السماء، وكانت بقربه كحبة البازلاء.. تقريبًا!..

ساد الهدوء قليلًا وخالطه نسيجًا ذهبيًا، كل ما يظهر أمام أعينهم هو الشعاع الخاص بالغروب وبعض الهدوء، ز الحيوانات فوق التلال ساكنة تهيء للنوم..

-" يومًا آخر، بدون والدي."

تمتمت ببسمة غريبة، فأضاف:
-"كان والدك شجاع."

التفتت إليه بغير فهمٍ وسألت:
-" هل تعرف والدي؟"

-" لا، رأيت له بعض المقتطفات من الماضي."

-" هل يمكنك ذلك؟"

-" أجل، أنها هِبة."

تنهدت تتذكر ما حدث لها مؤخرًا فوجدته يكمل:
-" كل مِنّا لديه هبة قُوت، حتى وإن كان إنسانًا عاديًا."

-" أظن أن لدي قدرة على فهم لغة الرياح."

-" رائع، وغير ذلك؟"

-" لم أشهد غيرها، أظن أنها كافية."

ردت، فأردف وهو يدور بجسده ناحيتها:
-" هل يمكنك أن تلمسي الحجر الذي بعنقي قُوت؟"

وقفت برهبة من حركته المفاجأة، فأخفض هو عنقه لها حتى تستطيع ملامسة الحجر، ولكنها تراجعت للخلف بتردد تقول:
-" ماذا سيحدث أن لمسته؟"

•••

كانوا سويًا يطالعون الغروب البعيد للقرص المُنير بين الجبال هُناك، على أعلى قمة السور الحاجز بين الصحراء والمملكة، بهدوءٍ وسكونٍ ظلت تطالع مقاسمه المسترخية وهو يغمض عينيه، أيعقل أنه هو من كان يتحانق معها بالحديث منذ قليل!، ذلك الوسيم اللطيف كيف له أن يكون بمثل هذا الثبات، وهذه الجاذبية التي بالكون كله، تركت الكون وترعرعت داخله!!

"من حظي السيء أني أُعجبت بعدوي."

نطقت داخل فؤادها ثم طالعت الشمس..

-" ماذا تظن.. أعني تلك الشمس التي هناك، لماذا لا تأتي أشعتها المُنيرة إلى هنا؟"

رد بثباتٍ:
-" لا عجب من فِرار الشمس من أرض يسكن قلوب سكانها الظلام الكاحل فقط!"

للتو قامت بثر سَبة خفية لذلك البرود الذي يشع منه بينما تساءلت بعجرفةٍ:
-" وهل قطعنا مسافة المملكة كلها لنهايتها حتى نجلس هنا؟"

-" أجل."

-" حسنًا وما الفائدة؟"

رد وهو على حالته:
-" الفائدة راحة، استرخاء وتأمل، وأنت لا ترين ذلك لأنكِ مصدر الأزعاج اليوم، لذلك فرت الفائدة هاربة منكِ."

-" هل ستظل على تلك الحالة المزعجة دائمًا؟"

-" هذه الحالة أنا، ولن أتغير أبدًا."

-" حتى من أجل من تحب؟"

تساءلت بعمقٍ فأجابها سريعًا بعد أن فتح رماديتيه:
-" على من أحب أن يحبني كما أنا مثلما سأُحبه أنا كما هو، وإن كان ما بيَّ يزعج من أُحب فلا يستحق حبي، وإن كان من يحبني يزعجني ما به فعليَّ أن أدفن رأسي بالرمل خجلًا من نفسي."

أومأت بصمتٍ ثم حركت عينها على آخر قطعة مُضيئة تبقت من قُرص الشمس الذهبي، فوجدت سؤاله:
-" هل فكرتِ فيما قلته لكِ؟"

-" لا، ولن أفكر."

تراجع بظهره يمدده ووضع كلتا يديه أسفل رأسه ثم أومأ بثقل وقال بعدما أغلق جفنيه باسترخاء:
-" جيد، أصبحتِ بقائمة الموتىٰ."

بالكاد استطاع أن يغلق عينه ليغط في نومٍ عميق، هذه ليست قيلولة عادية بل كانت أشبه بموجة تجذبه داخل دوامة زمنية، استطاع أن يلتقط غرابة الأمر من حوله حين وجد نفسه يرى بصعوبة وادي أخضر واسع تملئه الحيوانات الأسطورية التي لم تشهدها عيناه من قبل بين التلال، كانت الرؤية أشبه بضيّ شمعة تُضيء فقط مساحة صغيرة من حوله..

ثم تلفت بزعرٍ على صوت فتاة تقف أمام نور ذهبيّ منبعث من الفراغ أمامها وهي تقول:
-" هناك شاب يطالعني،وعيناه رمادية، كعينان شقيقي تَيم!!"

صُدم حين أستمع لأسمه تلفظه شفتيها، ثم حاول التقرب منها أكثر فلاحظ دموع أعينها وهي تحاول أن تلامس خديه بحنانٍ، فدمعت عيناه أيضًا حين علم بأنها تتواصل معه زمنيًا بواسطة شييءٍ ما..

فمد أنامله على خصلاتها وقال بصوتٍ متحشرجٍ:
-" هل قلتِ للتو أنكِ شقيقتي؟"

-" يا إلهي أنه تَيم، أنه يحادثني، أجل، أجل أنه أنا شقيقتك قُوت!"

-" قُوت؟!"

ردد اسمها عاليًا حين لاحظ انجذابه إلى الدوامة نفسها، فأُفيق بخوفٍ من مكانه وهو يُردف:
-" قُوت.. قُوت.."

-" تَيم، أأنتَ بخير؟!"

ظلت عيناه متسعة بخوفٍ والقطرات على جبهته تتسارع للسقوط، وكان سؤال "دارلين" المتكرر كافي لإنتباهه لها..

-" تَيم، من تلك قُوت؟"

نثر يديها التي كانت تلمسه وقال وهو ينهض:
-" لا شيء، مجرد حلم."

-" حسنًا إلى أين؟"

وقف مكانه بضجرٍ ثم استدار يقترب لها بعينين حمراء كالجمر وزمجر بغضبٍ:
-" أتعلمين لقد ضاق خلقي منكِ، دارلين من اليوم أنتِ عدوتي ولك مثل عداوة سلاف بداخلي وأكثر، لا تقتربي مني وإلا أُقسم بأنني سأمحيك بلمح البصر، أتفهمين؟؟"

صرخت:
-"هذا من تولى رعايتنا أيها الأحمق!!!"

تراجعت للخلف بعنين دامعتين خائفتين ثم نثر وهو يترك المكان:
-" تبًا، فلتذهبي بتفكيرك هذا إلى الجحيم."

________________

__تَيم__

عُدتُ للقصر بشتاتٍ يمليء عقلي، اليوم ولأول مرة رأيت شخصًا ينتمي لي وأنتمي إليه، اليوم فقط علمتُ بأنني لستُ بوحيد، اليوم تعرفت شقيقتي عليّ.. شقيقتي!!

ياله من شعور، أن أكون شقيقًا لإحداهن، وتكون احداهن شقيقتي..

اليوم فقط استطعت أن أجدد مسار سفينتي التي أقتربت أن تحطمها عقبات الأوهام، سفينتي التي لم يكن بها غيري أنا ووميضُ أملي.. الآن أصبح بها الكثير من الأحلام والآمال، اليوم أصبحت حياتي لها معنى، ومهيتي وُجِدتْ أخيرًا!..

ولكن أين هي، وما هذا المكان، وبأي طريقة استطاعت أن تتواصل معي بها!

أيعقل أنها نسيج أوهام!!، تبًا.. لا بالطبع، بالطبع لا ليس كذلك..

وإلا سيكون مصيري الموت..

دلفتُ إلى مكتبة مقززة قديمة لا يدخلها أحد، فقط بُنيت من السحر كما بُني بها كل ما هو هنا.. حتى أنا..

ووجدتُ كتابًا يتحدث عن كيفية استخدام السحر لمعرفة المجهول، ولكنه لم يفيدني بشيء، فقط كان يتحدث عن أهمية السحر المميت والقاتل والـ بلا بلا بلا وإلى آخره..

القيت بالكتاب أرضًا وخرجت من المكتبة إلى خارج القصر مجددًا كالمعتاد، أكره الجلوس هنا، المكان يعصر رأتايّ، أشعر أنه يمنعني من التنفس..

تجاهلت نظرات "سلاف" الغامضة بسذاجة وكأنني لا أعلم ما وصلته من أخبار؛ وهذا بجانب وقوف المشعوذة إلى جانبه.. أجل هي.. "دارلين".

وقفت بمنتصف الساحة الخارجية أُفكر في ما حدث وما يحدث لي، أكاد أشعر بإضطراب نبضات قلبي وعدم اتزان فكري وعقلي، أمطرت.. أجل أمطري لعلكِ تغسلين بطهارتكِ حُزن قلبي..

أتمنى لو أستطيع رؤية الماضي، أتمنى فقط لو أرى اثباتًا على ما أنا عليه وما تسبب به "سلاف" لي ولعائلتي، للآن لا أملكُ سوى التخمينات، لا تأكيدات بعد..

ولكن إلى حين أن أتيقن من كل الشكوك التي تملأ فؤادي وفكري، أُقسم أنني سأقصُم ذلك اللعين إلى نصفين، وألقي بكل نصفٍ منهم بآخر البلاد..

سيأتي دوركَ قريبًا سلاف، وإلى حين ذلك؛ فلتستعد مملكة "هاكوب" للجحيم!


_______________

يُتبع..
لِـ مَنار نَجدي.

Continue Reading

You'll Also Like

1K 181 18
"لا يوجد فينا من لم يُطلق العنان يومًا لخيالاته الجامحة؛ ليغوصَ في البحث عن مغامرةٍ قد تنتهي بالعثور على الكنز المدفون مُنذ سنين! فإن إيجاد كنز مانتي...
3.8K 231 9
ماذا لو انقلبت حياتك فجأة رأسا على عقب... ماذا لو اصبحت غير قادر على الحركة بالرغم من نيلك الحرية المطلقة... ماذا ستفعل كي تسترد قواك هل ستفعل تماما...
245K 20.6K 69
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
3.2K 506 5
إن كنت متفرغًا فأقبل وأبحث معنا على السيدة ميرڤت يا عزيزي. - «كُتبت وصُنع الغلاف بواسطتي: ندىٰ حافظ.» 1#: السيدة «24.6.23» 2#: حبيبة «31.7.23» نُشرت...