•Lost Angel || VK•

By TKaesthetic

68.7K 3.7K 1.9K

"ألن تعتذر مني مرة ثانية، وثالثة، ورابعة أيضًا، لأرفض جميعهم بالنهاية؟" "هل ستشعر بشعور جيد إن اعتذرت منك مرا... More

|~INTRO~|
#1
#2
#3
#4
#5
#6
#7
#8
#9
#10
#11
#12
#13
#14
#15
#17
#18
#19
#20
#21
#22
#23
#24
#25
#26
#27
#28
#29
#30
#31
#32
#33
#34
#35
#36 |~Last Part~|

#16

1.5K 99 90
By TKaesthetic







"هكذا تقصد؟"
سألت مينهو بعد ارتدائي للمعطف الجلدي الأسود بعد أن طلب مني تجربته

لكن دانييل على الفور عارضه
"اخلعه.. بدوت مثيرًا أكثر بدون المعطف"
خلعته وأنا أضحك بخفة
"نعم مظهرك بلا معطف أفضل، تبدو مثاليًا بهذا الوشم من أجل المسابقة حقًا"

أومأت برأسي موافقًا لأنني لم أتشجع للوشم سوا كي أبدو مثاليًا عندما أطرق طبولي بكل استمتاع للجمهور

"شعرك سيبقى منسدلاً؟"
"نعم، لم أطيله لكي أقوم بربطه"
أجبت دانييل ليطلق مينهو أصوات دهشة وتعجب
"لقد حضّرت جيدًا لهذا اليوم، بينما نحن لم نفكر أبدًا بالتجهيز لجميع هذه التفاصيل، تبدو الأكثر استعدادًا وترقبًا للحفل"

أومأت مجددًا وأنا أعدل ملابسي لأن ما قاله حقيقي
"إن حلمي الفوز بالمرتبة الاولى أيضًا، لذا دعونا لا نتساهل أبدًا،
نحن نستحق الفوز!"
اعتدل دانييل بجلوسه لأنظر له بتساؤل
بدت تعابيره غريبة

"نحن نستحق الفوز.. أعجبني ما قلته الآن!
لقد تعبنا كثيرًا وحضرنا لسنوات من أجل المسابقة، يجب علينا أن نفوز لأننا نستحق ذلك حقًا!"
شعرت بالسعادة لحديثه، يجب علينا أن نملك ذلك الإيمان بأننا سنفوز لأننا نستحق الفوز حقًا

"بالرغم من أن مجرد الاشتراك والعزف معكم يكفيني..
لكن ذلك لا يعني أنني لا أطمح للمركز الأول أيضًا، لذا دعونا نحصل على الفوز"
ابتسمت بإمتنان لكلمات مينهو هذه التي ذكرني بها أنني أحب العزف معهم، وأحب فريقنا كثيرًا
وهم جزء كبير مما أقوم به، كانوا دافعًا لكل قمة وصلت لها في مجالي الموسيقي الصغير جدًا

هل نسيت؟
لماذا نسيت سبب ما أقوم به؟
ومتى نسيت؟
لماذا نسيت أنني هنا لكي أعزف معهم
لقد قمت أنا ودانييل بصنع هذه الفرقة
متى نسيت سبب وجودي؟ وكيف نسيت لدرجة أن أقرر ترك الفرقة؟
ما الذي يحصل لي؟
كيف خسرت نفسي بهذه الطريقة دون أن أدرك؟
حتى أنني نسيت تعبي ضد عائلتي ورفضها لوجودي هنا..

نسيت الكثير والكثير..
لولا كلماته هذه ما كنت لأتذكر أنني صنعت الفريق مع دانييل لأن جميعنا نملك ذات الحب والأحلام

أشعر باليأس من نفسي التي خرجت مني
وبت فارغًا فجأة بلا هدف أو حلم أو حب
بت بلا غد

خسرتهم جميعًا لأنني نسيتهم
فنحن لا نخسر ما يعلق بذهننا طوال الوقت

تمامًا مثل هذا الفاتن الذي خرج من غرفتي الآن
فهو يقيم داخل رأسي طوال الوقت
وجوده هو ما جعلني أنسى كل شيء، لأنه استحل كامل عقلي ماسحًا وجود كل شيء كان به
وكأنه لا يرضى بأن يشاركه المكان أي شيء أو أحد

يخلق الابتسامة على وجهي حتى وإن قام بجرحي مئات المرات
فها أنا ابتسم وأنا أسرح بجماله الآسر حيث أنه كان يتجهز بغرفتي،
كذب علينا قائلًا أنه سيرتدي ملابسه الآن فقط وسيتجهز بالكامل قبل المسابقة بدقائق في المسرح

لكنه تجّهز بالكامل الآن، وأجهز علي بمظهره السارق لأنفاسي

يرفع شعره الأشقر قليلًا إلى الخلف مظهرًا جبينه وحاجبيه الحادين
وكحل عينه الخفيف زاد من حدة نظراته
يرتدي بنطالاً جلديًا أسود اللون وقميصًا أسودًا أيضًا كما قال
ويزيّن ذلك السواد معطفي الفرو

لكن عيناي انخفضت لوسط جسده
نحو بطنه الظاهر من ذلك القميص القصير والذي يظهر جزءًا قليلًا من بطنه

توسعت ابتسامتي الجانبية عندما كنت أحدق ببطنه وأنا أفكر بجنونه الذي يعجني كثيرًا
يعجبني كل شيء يفعله ويرتديه
إنه مثالي لقلبي

لكن.. يريد حقًا الظهور بهذا المظهر المثير أمام الجميع؟
يريد العزف بشكل ساحر كعادته ولكن مع هذا المظهر المثالي؟

آه أشعر أن قلبي يؤلمني بهذه اللحظة
فأنا سوف أكون كالجميع الليلة، أرى مظهره وحسب
دون أي شيء مميز كمنحه لمسة أو قبلة
مظهره يستحق الكثير من القبل واللمسات..

"يبدو أنني بكل وضوح أعجبتك!"
اختفت ابتسامتي على الفور عندما لاحظت أنه شعر على نظراتي ورأى ابتسامتي حيث أنه وجّه كلامه هذا لي تحديدًا

"تبدو مذهلًا"
قال دانييل وشعرت بالامتنان أنه تحدث كي لا يكمل تايهيونغ فضحي وفضح مشاعري أمامهم

"ضع الكحل لجونغكوك أيضًا، بدا مظهره رائعاً المرة الماضية"
ذكر مينهو الأمر، وكنت قد نسيته بالفعل لولا كلامه

لازلت لا أعلم إن كنت سأقوم بمظهر تلك الليلة، أم سأكتفي بمظهري الحالي

"جونغكوك؟ نعم سأضع له الكحل بعينه كما اتفقنا، لكن ليس الآن، بل في غرفة الانتظار قبل المسابقة"
عقدت حاجباي، بدأ يقرر عني كل شيء حتى الوقت أيضًا

"لنضعه هنا الآن لأنني سأنسى الأمر لاحقًا..
أنا بالفعل نسيته لولا ذكر مينهو للأمر"
قلت وأنا اتجه نحوه كي يضعه لي وننتهي من الأمر

"لكن أنا لم أنسى، وكنت أخطط لوضعه لك كما قلتُ"
تنهدت لأقلب عيناي فلا داعي لذلك
"ضعه الآن لا داعي للتأخير.."
ابتسم لي بسخرية عندما وقفت أمامه ليجيبني بهمس وهو يبتسم بجانبية
"قلت سأضعه هناك وليس الآن..
لن تخرج وأنت تضعه"

عدت لأعقد حاجبي لأنه مزعج للغاية
"أنت تستطيع الخروج به وبهذا المظهر تحديدًا..
لكن أنا لا؟"
أومأ بكل ثقة وكأن ما قاله شيء لا يستحق أن أجادل به
"تمامًا"
تنهدت مقررًا أن أجيبه، لكنه حقير حيث أنه تخطاني ليبدأ حديثًا مع دانييل ومينهو وكأنه ليس مهتمًا بسماع شيء إضافي عن الموضوع هذا

"سنخرج الآن؟"

جلست على الأريكة أحدق بهم بصمت فلا يكف تايهيونغ عن مضايقتي بأسلوبه مهما كان الوقت..

اليوم هو يوم المسابقة لكنه لا يكترث حتى بتركي وشأني
ليس وكأنني خالفته حول أمر جدي
حتى بأمر تافه كهذا يلاحقني ليزعجني

"ستصل سيارة الأجرة قريبًا، وعندها سنذهب"
أجاب دانييل لتلحق عيناي بتايهيونغ الذي بدأ المشي نحوي وهو يحدق بشيء ما قربي

ولاحظت أنه بات يحدق بوشم ذراعي عندما وقف أمامي
ليدنو محضرًا شيئًا من تلك المنضدة التي تقع تمامًا بجانب الأريكة التي أجلس عليها

"ذلك رائع، لأنني متجهز"
اللعنة عليه..
لماذا اقترب من وجهي كثيرًا لدرجة احتجت بها لإبعاد وجهي للخلف كي لا يلمسني

أشعر أن قلبي على وشك التوقف بهذه اللحظة خاصة بعد ان ابتعد بشكل طبيعي ليس وكأنه تعمد إرباكي بإقترابه
ومن حسن الحظ أن ظهره كان مقابلاً لمينهو ودانييل بتلك اللحظة ولم يلاحظوا مدى اقترابه من وجهي

رفعت نظراتي انظر إلى وجهه عندما سمعت ضحكاته
وقد كان ينظر لي بإبتسامة جانبية وهو يضحك

لقد رأى الارتباك على وجهي
إنه يلعب بي وبمشاعري ويستمتع بوقته بكل وضوح الآن

"سوف انتظركم بالأسفل!"
نهضت مقررًا الخروج من هذا المكان الذي يتواجد به ذلك الحقير فلم أعد أتحكم بأي شيء بهذه اللحظة
أنا مرتبك وسعيد وغاضب بذات الوقت
قربه سبب الكثير لي

"بلا معطف ستنزل؟"
سمعت ذلك من مينهو لكنني خرجت متجاهلًا سؤاله
نعم سأبقى بلا معطف فلا أكترث بالحقيقة

وضعت السيجارة بفمي لأقوم بإشعالها بعد أن وقفت على الرصيف أمام مدخل البناء
لم أعد أكترث بالتأكيد إن رآني مينهو ودانييل فأنا أجزم أنهم يعلمون بذلك مسبقًا
سألوني كثيرًا بالمرات الماضية حول رائحة السجائر العالقة بي

بالحقيقة جزء كبير من تلك الرائحة كانت عالقة بسبب دخان تايهيونغ أيضًا
وأحب ذلك الأمر كثيرًا

تنهدت عندما نظرت نحو جسدي الذي تم وضع معطفي الفرو عليه
نظرت له لأراه ينظر لي بينما هو لا يرتدي أي شيء فوق ذلك قميصه القصير بلا أكمام أيضًا

أبعدت المعطف عني لأرميه له
وبدأ بالضحك بالتأكيد
"ما رأيك أن تخلع قميصك أيضًا، تغطي نصف جسدك به؟ ما نفعه حتى؟"
أخبرته لأسحب نفسًا من الدخان أثناء سماعي لضحكاته المستمرة
بل ازدادت الآن

"هل تغار علي جونغكوك؟"
لم أجبه بالتأكيد وتجاهلت سؤاله الأحمق والغبي والذي أربكني
"كنت أعلم أنك ستعيد المعطف لي لأنك لا ترضى أن يرى الآخرين جسدي الشبه عاري..
لذا بالحقيقة جلبت معي معطفًا آخر لك"
نظرت له وهو يضحك بينما يمد لي معطفي الجلدي

لقد تعمّد منحي معطفه الفرو بالبداية كي أخبره بتلك الكلمات اذًا..
فعل ذلك كي يستفز غيرتي عليه وأبوح ببعض الكلمات عنها
إنه وغد يفوق توقعاتي بكل شيء ويوقعني بفخاخه بسهولة

"سنحتفل جميعنا اليوم بعد فوزنا؟"
سألني بعد ان استدرت بوجهي لأكمل تدخيني، بدا وكأنه متأكد من فوزنا أثناء قيامه بوضع المعطف حول كتفي كوني تجاهلته ولم آخذه من يديه

"بالتأكيد، هل تظن أن دانييل أو حتى مينهو سيفوتون فرصة الاحتفال بفوزنا؟"
أجبته دون الحاجة للنظر له
لقد تطفل على وقتي هذا، تطفل علي بعد أن تركت المكان بسببه

"وماذا عنك؟ هل تريد الاحتفال بعد الفوز؟"
ضحكت بسخرية ضحكة قصيرة بسبب ثقته بالفوز
حتى وإن كان الفوز شيء أطمح إليه، لازالت ثقته هذه تثير قرفي
لأنه وببساطة واثق من كل شيء بالحياة
لأنه كان واثقًا بالسابق لدرجة أعدمت ثقتي وبدأ عندها بالتحكم بي

"بالطبع سوف أشاركهم الاحتفال"
"كتوديع؟"

نظرت له بعد أن أخفضت ذراعي التي تحمل السيجارة
لقد سمع تلك المحادثة إذًا..
لم أجبه واستمريت بالتحديق به وحسب

"هل تخطط لتشارك في المسابقة وتفوز بها، ثم تشاركهم الاحتفال لتتركهم بعدها فجأة؟"
عاد لسؤالي ولكن بدقة أكثر
يحاول استعطافي وجعلي أبدو كالشخص السيء بذات الوقت..
ذلك يدعو للسخرية
لكني لن أجادله

"لا شأن لك بهذا الأمر"
"لكنني عضو بفرقتك"
ضحكت الآن، لأن الأمر لا يعنيه حتى وإن كان عضوًا معي

"وما شأن ذلك بكونك عضوًا بفرقتي؟
لقد أضفناك للفرقة حديثًا، تستطيعون إضافة أحد غيري، ليس وكأني شخص لا يُستبدل"

اقترب مني ليسحبني من ذراعي بقوة نحوه
وقد بدا غاضبًا فجأة، ليس وكأنه ذاته من كان يحاول استفزازي ببرود منذ لحظات

"أنا لا أستبدلك! لا أريد العزف مع أحد غيرك!
أنت مركز الفرقة، هل تظن أن دانييل هو القائد حقًا؟ أم مينهو هو من يمنحكم الافكار الرائعة ويدفعكم للأمام؟
أنت لا ترى أي شيء حولك، ولا ترى أننا ثلاث عازفي قيتار معك أنت!"

ترك ذراعي ليستدير رادفًا، لم يسمح لي حتى بفهم ما قاله
"نحن من نستطيع الرحيل ببساطة لأن الفرقة بنقصنا ستكون عازفين قيتار مع طارق طبول واحد..
لكن ما الذي سنفعله ثلاثتنا من دونك؟"

هل حقًا أسمع هذا الكلام من تايهيونغ تحديدًا؟
حتى وإن كان كلامه حول عزفي وليس عنّي.. لكنه على الأقل منحني المديح
على الأقل طلب مني عدم الرحيل حتى وإن لم أكن أنا هدفه بل ألّا تنهار الفرقة

نظرت له أخيرًا مقررًا التحدث بعد أن رميت السيجارة على الأرض
أحتاج لفهم سبب ما قاله فجأة
هو لا يشارك مشاعره أبدًا، بل هو لا يملك مشاعرًا حتى

"ما الذي تهذي به؟"
وليته حصل على فرصة إجابتي
وجدنا أنفسنا فجأة يتم دفعنا بسرعة من قبل دانييل ومينهو
"سيارة الأجرة قد وصلت، دعونا لا نتأخر!"

حملت الحقيبة التي تحمل عصي الطرق خاصتي
وكنت أحدق بتايهيونغ الذي حمل حقيبة القيتار خاصته
إلا أنه لا ينظر لي
وكأنه وجد حجة للتهرب والانشغال عمّا قاله لي منذ قليل
لكن لن أنسى الأمر وأجعله يمضي بطبيعية
سأسأله مجددًا وسأعلم ما يخفيه خلف تلك الكلمات الغريبة عنه


~~~~~~~~~~~~~~~


"ما بك؟ توقف عن الحركة!"
آه اللعنة على هذه الورطة التي أوقعت ذاتي بها عندما قررت السماح له بوضع الكحل بعيني مثل المرة الماضية

يحاصرني تمامًا من الأمام، والتسريحة خلفي في غرفة الاستراحة تمنعني عن التراجع للخلف أكثر

وجسده..
جسده ملتصق بجسدي بالكامل
لقد تعمّد ذلك
يتعمّد ارباكي كثيرًا اليوم

يقترب مني في المنزل، يمنحني المديح، والآن يدّعي أنه يساعدني بالتجهز للمسابقة ولكن بهذه الطريقة

"انتهينا، استرخِ"
ضحك نهاية حديثه بسخرية من ارتباكي الذي حاولت إخفائه
ليس الأمر وكأني لم أنجح بإخفاء ارتباكي
بل هو يعلم ما بداخلي حتى وإن أظهرت عكس ما يراه مني

"يجب عليك أنت أن تسترخي!"
نظر لي بعد أن وقف بجانبي كي يوضب بعض الأغراض من التسريحة
"أنا مسترخٍ"
أجابني ببساطة ليعود للانشغال

"لا أظن ذلك.. تستمر بالعبث معي كثيرًا اليوم..
وبات صبري محدودًا معك"
ضحك بخفة من إجابتي ليعود للنظر لي
"يبدو أنك تتخيل أمورًا غير موجودة جونغكوك..
وكأنك فقدت عقلك مؤخرًا"

ابتسم بجانبية، يحاول افقادي صوابي بالمعنى الحرفي
يحاول التلاعب بي لكنني لست غاضبًا أبدًا لأنني بت أفهم تصرفاته هذه
"هل تريدني أن أعبث معك؟"
سألني لأضحك بسخرية بعد أن استقمت بجسدي عن التسريحة خلفي
اقتربت منه مقررًا تذكيره بأمر قد غفل عنه

"هل نسيت أنني أنا من قبّلك أولاً؟ فأنت حتى لا تعبث معي بتلك الطريقة وإن أردتك أن تقوم بذلك.."
أمال برأسه ليرتخي جفنيه قليلاً، أنا أستطيع ملاحظة أدق تفاصيله
"أفهم منك أنك ترغب بي"
"نعم!"
أجبته بكل ثقة ودون تردد، لكن امتزج غضبي بإجابتي
لأن الأمر واضح للجميع فلماذا يدّعي الغباء الآن؟

استمر بالنظر لي لكن بعد أن رفع رأسه قليلًا وكأنه يتكبر علي
أقسم أنه يتكبر علي
لكنني سأكسر هذا التكبّر بأي طريقة

"ما الذي تريده؟"
سألني فجأة
وأنا اقتربت من وجهه لأهمس له وأنا أحدق بكل ثقة بعينيه
"أنت.. أريدك أنت.. أريدك لي أنا،
أريد أن أحبك دون خوف، لأنك لا تسمح لي بذلك، أنا لا أقوم بأي فعل خاطئ ولن أؤذيك، لكنك وبإستمرار تجرحني وكأنني جرحتك مسبقًا..
أنا لن أجرحك لكنك لا تصدق ذلك"

علمت من نظراته هذه أنه لم يتوقع هذه الإجابة، وطرح سؤاله ذلك لكي يعبث معي ويتسلى بي وحسب
ولم يكن بإنتظار أن أعترف بمشاعري له
على الأقل بهذه الطريقة..

لكن بأي طريقة أرادني أن أعترف له؟ عندما أكون على مدخل القطار المتجه لمدينتي؟ أن أعترف له بحبي وأنا أودعه؟
أنا أعلم جيدًا أنني لن أعود باللحظة التي سأزور بها مدينتي
واليوم هو يوم المسابقة.. أنا أقترب من يوم رحيلي، فأي طريقة ينتظر مني الاعتراف بها؟

"تايهيونغ أنا راحل ولن أعود..
أنا سأترك الجميع وكل شيء وأرحل بلا رجعة"
"وهل تحمّلني سبب رحيلك الآن؟"
نفيت برأسي بضيق، إنه أناني للغاية، لا يفكر إلا بنفسه

"بل أطلب منك منحي سببًا للبقاء"
"لن أكون سبب بقائك، ارحل إن شئت فإياك أن تظن أنني سوف أمنعك أو أن أطلب منك البقاء!"

أبعد جسدي ليخرج من الغرفة كي أبقى وحيدًا بصمتها الصاخب

لماذا؟ لماذا يرفضني؟ هل يكرهني؟
توقعت أنه لا يحبني، لكن لم أتوقع أنه يكرهني..

أشعر بأن قلبي الذي أصبح صقيعاً قد تحطم بهذه اللحظة
أردت إذابة الثلج المتراكم بقلبه، لكن لم أشعر أن برودة قلبه انتقلت لي
لم أشعر أنه كان يعدم الحياة بداخلي
لقد سلبني كل شيء جميل، وضخ بي سمّه
لقد تحوّلت لشخص لم أعد أعرفه بسببه
فحتى الموسيقى والعزف وأصدقائي ونفسي بت أكرههم بسببه




~~~~~~~~~~~~




"استمتعوا.. حتى وإن لم نحظى بالمرتبة الأولى، استمتعوا وحسب..
اشعروا بعزفكم وعزف فرقتنا"
كانت هذه كلمات دانييل قبل لحظات من صعودنا على المسرح كون دورنا بالعزف قد حان

لا أشعر بأي شيء يدور من حولي بسبب توتري المفرط
دائمًا ما تخيّلت التقديم بهذه المسابقة
لكن كيف تحقق ذلك بهذه السرعة؟

"لنصعد!"
بللت شفتي عندما قال ذلك لأصعد الدرجات خلف دانييل ومينهو
وشعرت بتلك اللحظة بتربيتات خفيفة على ظهري من تايهيونغ الذي كان خلفي..
وكأنه يحاول تشجيعي
لكن دون جدوى

جلست بمكاني لأقضم سفليتي بقوة عندما انخفضت أضواء الصالة إلى أن انطفئت بالكامل..

حان دوري.. أنا من يقوم بإفتتاح الأغنية بطرقي على الطبول أولًا

سحبت نفسًا عميقًا متجاهلًا ارتباكي العظيم
وقررت بهذه الاثناء أن أنسى المسابقة
إنه عزفي الأخير مع الفرقة، سأرحل فلم أعد أملك شيئًا بعد رفضه لي
لذا سأعزف عزفي الأخير
وسأقوم بإخراج جميع غضبي وإحباطي وحزني الليلة
فلا أكترث إن فزنا أم خسرنا

رفعت ذراعي طارقًا طبولي بكل قوة لتتزامن أنوار الصالة مع عزفي

وابتسمت بوسع لحظة سماعي لصراخ الحضور المستمتع
آه كم أن هذا الشعور جميل
وكأن الحياة عادت لقلبي بهذه اللحظة خاصة بعد ارتفاع صراخهم لحظة مشاركة الأعضاء بالعزف معي

رفعت رأسي أنظر نحو الجمهور، لكن الاضائة مسلطة علينا فقط
وكل شيء غيرنا ظلام
وذلك مريح بعض الشيء بالرغم من أنني أردت رؤية جيمين بين الحضور فهو هناك برفقة يونغي

استدرت برأسي لجهة اليمين، حيث يقع مكان تايهيونغ
لأنني شعرت به ينظر لي
ولم أستطع ألا أبادله تلك الابتسامة
هو سعيد للغاية مثلي
وكأنه مجرّد من كل شيء
لكنني تجردت أنا أيضًا من نفسي عندما سمعت صراخهم المرتفع
فقد نسيت تمامًا رفضه لي، وها أنا أبتسم بكل سعادة واستمتاع له قبل أن يستدير قاطعًا ذلك التواصل بيننا

أخفضت رأسي قبل لحظات من اقتراب جزئي الخاص مع تايهيونغ
إنه جزء مربك للغاية خاصة أن كل الانظار ستكون علينا نحن الاثنان فقط
كنت أتوتر عندما نعزف جزئنا بالاستوديو أثناء التدريبات
سوف يزداد توتري الآن أمام الحاضرين

بدأت عزفي أولاً لأرفع رأسي بعد أن شاركني تايهيونغ العزف بجزئه
وازداد صراخ الحضور.. لكن ليس بسبب جزئنا الخاص والمشترك
بل بسبب اقتراب تايهيونغ مني

لم نتفق على هذا الجزء
ما الذي يفعله؟
لم نتفق أن يقترب مني وهو ينظر بعيناي بكل أنانية ليقف أمامي حاجبًا الجميع عني وعنه

بتنا نعزف لبعضنا البعض فقط بهذه اللحظة
انظر له وينظر لي
يبتسم لي بطريقة سرقت انتباهي وخفت أن أرتبك وأخطئ العزف
خفت أن أتسبب بخسارتنا إن اخطأت بسببه الآن

أخرج لسانه لاعقًا طرف شفته وهو يعزف بطريقة لم أراها مسبقًا
يعزف بكل حب وحياة
هذا المكان هو ما ينتمي له، وهو ما أنتمي له أنا، لأنني أنتمي لأي مكان ينتمي هو له
لأنني بوجوده فقط أحضر
وعندما ينظر إلي أكون متواجدًا

تمنيت أن يطول جزئنا.. ليس كافيًا هذا الجزء القصير
أريد المزيد والمزيد من هذه النظرات لي
أريد المزيد من أنانيته التي دفعته ليمنع الجميع عن رؤيتي، كي يكون الوحيد الذي يراني

أخفضت رأسي لثواني لحظة ابتعاده عني فقد عاد عزف الفريق
سحبت نفسًا لأعود للطرق بكل قوة واستمتاع بآخر جزء من أدائنا

ورفعت رأسي أسحب أنفاسي بعمق وصدري يعلو ويهبط عندما أنهينا الأداء أخيرًا
وبت أشعر بقطرات العرق تهطل من خصلات شعري على كتفي العاريان وصدري المكشوف من قميصي

أتنفس وأتنفس تحت صراخ الحضور
أريد البقاء هنا لأنني أتنفس

أخفضت رأسي لأتكئ بذراعي فوق طبولي بتعب وإرهاق
لقد أعطيت كامل روحي لهذا الأداء
وأصبحت وكأنني أتلفظ أنفاسي الأخيرة

رفعت رأسي عندما سحب مينهو معصمي لأنهض معه
حان وقت الانحناء لجمهوري الأول
وبت مترددًا إن كنت سأجعله الأخير
لأنني أحببت كثيرًا هذا الشعور
نسيت كل شيء خططت له بالفعل

وحتى تايهيونغ كان جميلاً
لم يكن مؤلمًا هنا، لم يكن خطيرًا، لم يكن سيئًا
وكان جزئنا الخاص كالحلم حقًا
إلى الآن لا أستطيع نسيان نظراته لي

انحنيت معهم عندما أدركت الأمر وعدت لواقعي.
أستدرت لجانبي عندما شعرت بيد تايهيونغ تشد على كفي
يريدني أن أنظر له لأنه كان ينظر لي بإبتسامة
أظن أن حلمي لم ينتهي بعد..
ربما سيستمر إلى أن ننزل المسرح
وليتنا نبقى هنا كي يبقى جميلًا معي

رفعت رأسي مع باقي الأعضاء لتلتقي عيناي بخاصتي جيمين
لقد كان يبتسم بإمبهار صانعًا الابتسامة على وجهي أيضًا

وللأسف قد حان موعد انتهاء حلمي لأننا بتنا نغادر المسرح
لكنه حلم لن أنساه طوال حياتي


~~~~~~~~~~~~~~~

بتنا ننتظر دانييل في الشارع أمام قاعة المسابقة، فهو مع بقية الفرق بالداخل بإنتظار أن يقوم الحكّام بإختيار الفائزين بعد خروج الجمهور أيضًا

كنت أدخن وأنا أنظر بتركيز نحو جيمين الذي كان يذكر لي كل لحظة مميزة من مسرحنا
وحولنا تايهيونغ ويونغي برفقة مينهو أيضًا

وكما توقعت، لم يبدي مينهو أي ردة فعل عندما رآني أخرج السجائر
هو يعلم، أو أنه يشفق على حالي لذا تفهم الأمر
الجو خانق في داخل الصالة واحتجت للتفريغ عن توتري بهذه السيجارة

"البداية بعزفك كان أمرًا رائعًا، وكأنه تمهيد لانفجار عظيم"
ضحكت بسبب وصفه الغريب بينما تتجه عيناي نحو تايهيونغ الذي وقف بجانبي بتلك السيجارة المثبتة بين شفتيه

أخرجت الولاعة لأشعل النار بها
واستدار ليبتعد عني بعد إشعالها، فهذا الأمر قد أصبح واجبًا فرضه علي بإحدى الأيام

"إنه بغيض!"
قال جيمين بتعابيره المنزعجة لأضحك عليه
"تجاهله!"
طلبت منه ذلك كي لا يبدأ بالحديث عن مدى كرهه له ولتصرفاته
"على أي حال، لقد جلب يونغي معه كاميرة عائلته، التقط الكثير من الصور لكم"
رفعت حاجباي بدهشة، لم أفكر بأمر الكاميرة مسبقًا حتى

"انظر انظر جونغكوك.. ألسن الفتيات يتحدثون عنك؟"
همس لي مينهو فجأة مشيرًا نحو مخرج المسرح
ونظرت حولي على الفور لأجد تايهيونغ ويونغي هنا أيضًا

"كيف علمت أن الحديث عني تحديدًا؟ جميعكم هنا"
"أيها الأحمق، اقتربنا منكما الآن، سابقًا كان الحديث عنك!"
عقدت حاجباي بسبب شرح يونغي الغير مقنع
"ربما الحديث كان عن جيمين؟"
تنهد جيمين بضيق بالرغم من أنني قلت أنهن معجبات به هو
"وهل يعرفنني أنا؟"
سألني بإستنكار لأجيبه بذات السؤال
"وهل يعرفنني أنا؟"

دفعني تايهيونغ بكتفه لأنظر له بإنزعاج
"كفاك حماقة.. أنت من كان يعزف على خشبة المسرح وليس هذا الفتى"
تنهدت لأنه دعا جيمين بذلك بدل ذكر اسمه

"انظروا.. يقتربون منا!"
نظرت نحوهم وأنا أعقد حاجباي فلا أفهم ما يجري الآن

"لقد شاهدناك فوق خشبة المسرح وأنت تطرق الطبول بشكل رائع"
اعتدلت بوقوفي لأشعر بالاحراج بسبب كلامهن أمام الجميع
"نعم هو رائع، هل هذه الأوراق معكم لأنكم تريدون توقيعه؟"
وسعت عيناي بدهشة بسبب تدخل جيمين الذي قام بجعل الفتيات يتحدثن مع بعضهن البعض بسعادة وحماس

اللعنة، توقيع من يريدونه؟ من أنا حتى يطلبون توقيعي؟
لا يعرفون اسمي حتى

"هيا هيا قوموا بالاصطفاف كي يمنح جميعكن توقيعه"
نظرت نحو مينهو بذات التفاجؤ لأنني لم أتوقع أن يشارك جيمين بهذا الجنون

"لا أريد.."
همست بإنزعاج وتوتر لأن الأمر غريب
"لا يريد.. هيا انصرفوا!"
نظرنا جميعنا نحو تايهيونغ بسبب ما قاله، لقد نقل كلامي وكأني طلبت منه ذلك

"بالتأكيد أريد.."
ضحكت بإرتباك بسبب الصمت الذي حلّ، وبسبب خيبة الفتيات فقد صدقن كلام تايهيونغ

تقدمت منهن وكنت سعيدًا أن عددهن كان أربعة وحسب
ليس بالأمر العظيم حتى..

"سنتفاخر بأننا أول من أخذ توقيعك بعد أن تشتهر فرقتك!"
نظرت بطرف عيني نحو تايهيونغ بسبب كلام آخر فتاة قمت بالتوقيت لها
وكان ينفي برأسه وهو يبتسم بجانبية لأنه يعلم أن كلامها لن يتحقق خاصة كوني قررت ترك الفرقة بعد المسابقة

"هل تملكون حبيبات؟"
سألت إحدى الفتيات مشيرة لنا جميعًا

ولماذا سؤالها أربك الأجواء بيننا؟

مينهو ينظر بالأرجاء متهربًا من سؤالها
جيمين ينظر بإبتسامة نحو يونغي
ويونغي يشيح بوجهه بإرتباك بعد أن لاحظ نظرات جيمين

وأنا بت أنظر إلى تايهيونغ الذي لا يبادلني النظرات بكل تأكيد حيث أنه كان ينظر للفتيات بكل برود

"هو مرتبط!"
تحدث تايهيونغ فجأة بإنزعاج مشيرًا نحوي دون إبعاد عيناه عن الفتيات
واحتجت لأن استدير للخلف للتأكد أنه كان يتحدث عني وليس عن أحد يقف خلفي، فمنذ متى أنا مرتبط؟

"لا..."
سمعت الخيبة بصوت إحداهن وهي ترفض الأمر بخفوت

ما هذه الفوضى التي تجري هنا؟
يتصرفن الفتيات وكأني أحد مشهور وهن لا يعرفن اسمي حتى
ويشعرن بالانزعاج أنني مرتبط؟

وماذا بشأن تايهيونغ حتى؟
يقول أنني مرتبط ويتدخل بهذه الطريقة الغريبة

استدرنا جميعنا عندما خرج أحدهم فجأة ليحادثنا
"سيتم الاعلان عن النتيجة الآن، تعالوا بسرعة"



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



"اللعنة.. اللعنة.."
باتت صرخاتهم تعلو لتنسكب البيرة من الكؤوس بعد طرقها

رميت بجسدي على الأريكة بتعب وأنا أراقب احتفالاتهم بسبب حصولنا على المركز الأول
اجتمعنا جميعنا في منزلنا أنا ودانييل للاحتفال
وبشكل غريب لم يخلق تايهيونغ مشكلة حول انضمام يونغي معنا الليلة

أشعر بسعادة لا توصف
وكأنني جنيت ما تعبت جاهدًا عليه لسنوات طويلة
شعور انتصار حقيقي ونظيف
تعبنا كثيرًا وجنينا الفوز بالنهاية كما نستحق

ليت الحياة سهلة بهذا القدر
كأن نكسب بكل مرة نضع أرواحنا كاملة على أمر ما
لكن مجرد رجل واحد لا أستطيع الفوز به مهما تعبت
فما بالي أرغب فجأة بالفوز بهذه الحياة مقابل جهودي؟

"اتركني.."
همست بإرهاق عندما جلس تايهيونغ بجانبي متكئًا برأسه على كتفي
شعرت به ينظر لي من الجانب دون الابتعاد عن كتفي وكأنه لا يرغب بتنفيذ طلبي
"ألستَ سعيدًا بالفوز؟"

"بلى.. لكن اتركني من فضلك وابتعد!"
لا أحب تصرفاته معي اليوم، ملتصق بس طوال الوقت بالرغم من عدم اهتمامه بي
"أشعر بشعور جيد للغاية.."
قال بعد أن أخفض نظراته واقترب أكثر من جسدي ليردف بسؤال جعلني أشعر بسعادة أفضل بكثير من سعادة فوزنا اليوم

"ما رأيك أن تعود معي إلى منزلي الليلة؟"



~~~~~~~~~~~~~~~~~~


🖤🖤🖤

Continue Reading

You'll Also Like

75.8K 5.7K 45
بدأت بقضم سفليتي بكل غضب ممزوج بخيبة كبيرة لماذا لا ألتقي إلا بأمثاله دائمًا؟ لماذا أقع الآن بذات خطئي السابق؟ بل لماذا مضيت نحوه رغم شكوكي حول ما ير...
573K 12.7K 41
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
4.7K 448 16
اصمّ، ابكم هذا يتحدّث والآخر يسمع كيف سيُكملان بعضهما؟ بعدما كان لكلٍّ منهُما محبوبًا وهُناك حادِثةٌ أدّت للفِراق أهُما سنَدٌ لبعضهما أم هذا سيكون...
8.2M 518K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...