مُنقِذَتِي وَ مُعَافِيَتِي

By Rowan_Essam1

3.9K 189 505

"كنت كالغَريق قبل رؤياكِ ، أطلب النجدة من الجميع، لكن لم يلاحظنِي أحدًا ، جِئتِ انتِ ، وأصبحتِ كطوق نجاة لقلب... More

|المقدمة|
|الإقتباس الأول|
الفصل_الأول |خُذِلت|
الفصل_الثاني |هُناك خطة ما|
الفصل_الثالث|عكس ما خَططت لهَ|

الفصل_الرابع |أصابتهُ عيناها|

387 18 145
By Rowan_Essam1

# مُنْقِذَتِي_وَ_مُعَافِيَتٍي
# الفصل_الرابع
_____________________________
"أبدو لهم وكأنهُ لا شيء يُرهقني
وبداخلي بحرٌ من الأشياء يلتطمُ."

_____________________________

تفتح جفونها ببطئ شديد، وهي تمسك رأسها من شدة الألم الذي ينهابها، تجولت عيناها ببطئ حولها، وسرعان ما هبّ الذعر بأوصالها لما رأت حولها، ومن ثم حاوطت رأسها بكفيها، وهي تحاول جاهدة تذكر ما حدث معها

"Flashback"

أتجهت "ذكرى" نحو الجريدة القديمة التي تتواجد بالقاهرة كما طُلب منها، وأثناء أنتظارها بإتصالٍ من "فهمي" حدث شئ بدى غير مطمئن بالنسبة لها، رجلان يظهر على هيئتهم أنهم ليسوا كأشخاص عاديين يحملون حقائب كبيرة متنكرين بوشاحٍ أسود اللون، حاملين حقائب كبيرة، ويضعونها بسيارة ضخمة، كانت تقف على بعدٍ منهم لذلك لم يلاحظاها، لم يكف عقلها عن التفكير بما يحدث أمامها، وأثناء تفكيرها دق هاتفها برنينهِ مُعلنًا الأتصال التي تنتظره من "فهمي" 

أومأت له بالإيجاب، صدر صوتهِ محدثًا بأسفٍ :

- ذكرى للأسف إل معاه مفتاح المكان حصله ظرف ف مش هيعرف ييجي، تقدري تروحي، وأستني مني إتصال عشان أقولك تحركاتك وياريت متستهونيش بالموضوع

كانت أنظارها متسلطة أمامها، وأرتعد جسدها أثر ما رأته رجل مسلط سلاحهِ على آخر، وكأنه يهدده بالقتل أو ماشابه، وأصبح عددهم أكثر من أثنين

وضعت يديها على فمها بأعين جاحظةٌ من شدة صدمتها، و لسوء الحظ أن "فهمي" قد أغلَقَ الهاتف

صرخة قوية صدرت منها أثر ما سمعتهُ أذانها، وهو صوت رصاصة قد صدرت، جذبت صدوح صرختها مسامعهم، لم تعي ماذا سوف تفعل غير الركض فتلك المنطقة بالتحديد شبه خالية من الناس لعدم وجود شيئًا بها غير بيوت يبدو عليها أنها على  وشك البناء، هرولت مسرعة أمامها وهي تستغيث بأحدٍ، مما صدر صوت أحدهم هاتفًا :

- أمسكوها بسرعة، هنتقفش

هرولوا مسرعين للإمساك بها فكانت خطواتهم كبيرة جدًا مقارنةً بخطواتها، نظرت خلفها فوجدت المسافة قليلة جدًا بينهم، صدرت صرخة قوية منها أنتهت بإرتخائها أثر ذلك المنديل الذي وضعهُ على أنفها

"Back"

وقفت من مكانها بصعوبةٍ أثر الدوار الذي حلّ بها، ومن ثم أتجهت للباب الذي يتواجد بتلك الغرفة المظلمة وكأنها سجن، كادت أن ترتفع بصوتها وتطرق على الباب لطلب أي نجدة، لكن أوقفها أصوات بدت غير مفهومة بالبداية، وسرعان ما جحظت أعينها لما أستمعت

في الخارج بمكان شبه مستودع بهِ الكثير من الطوب، والمواد الخاصة بالبناء؛ كالأسمنت، و الحديد، وغيرها..

يقف أحدهم وهو يضمد جرح ذراعهِ الذي ينزف بشكلٍ مفرط أثر ذلك الشرخ وكأنه من آلة حادة كالسكين

ملئ صدرهِ بشهقةٍ عميقة، وهو يجز على أسنانهِ من شدة الألم، مُغلقًا جفونهِ على عينيهِ، وبعد لحظاتٍ تراخت جفونهِ، ومن ثم فتحها، ظهرت عسليتهِ من أسفلها

صدر صوت أحد الرجال متحدِثًا من خلفهِ :

- عربية السلاح أترحلت لبني سويف وهتتسلم هناك يا باشا

مازالت نظراتهِ متركزة على ما يفعلهُ، ومن ثم أردفت متحدثًا بثباتٍ وهو يحكم ربط الضماد على الجرح

- وشحنة المخدرات ؟

- هتتسلم بعد يومين، بس إزاي بقى دي عليا أنا والرجالة

نهض من مكانهِ، وإبتسامة سخرية تعتلي ثغرهِ، وهو يتجه نحوهِ، متحدثًا بتهكمٍ وهو يقف بظهرهِ ويشير بسبابتهِ على أسفل رأسهِ :

- شوف كدة في حاجة على قفايا

ضيق الرجل المسافة مابين حاجبيهِ متحدثًا بإندهاشٍ :

- لأ يا باشا

رمقهُ بإبتسامةٍ متهكمةً :

- يعني مش مختوم على قفايا

أردف الآخر بإندهاشٍ :

- لا كان ولا عاش إل يقول كده عليك يا باشا

ضرب هو بجانب خد الرجل بخفةٍ متحدثًا بنفس نبرة السخرية :

- طب يالا بقى يا غالي أنتَ والرجالة بتوعك ومع ألف سلامة

تبدلت معالم الرجل للصدمة، ومن ثم أردف متحدثًا بإندهاشٍ :

- ليه كدَه يا باشا ده أحنا رجالتك من سنين

أردف وهو يلتقط قميصهِ الأبيض لإرتدائهِ، مُتحدثًا بتهكمٍ :

كان نفسي تفضلوا معايا، بس هو كدَه الحرام مبيدومش

أردفت  الآخر بتوسلٍ لهُ :

- يا باشا طب أشتري خاطرنا ده أحنا رجالتك بردو

أتجه الآخر وهو يضع سلاحهِ بجيبهِ الخلفي :

- والله أنا كنت عايز اشتري خاطركم بس للأسف مش معايا فكة

- طب والسلاح ده كله يباشا هنعمل بيه إيه

صدحت صوت قهقهاتهِ بالمكان متحدثًا قبل أن يتجه للخارج :

- لأ أصيل يا سيد، كله هيمشي زي م أنا عايز السلاح هيتسلم والمخدرات أنا عرفت هسلمها فين أطلع أنتَ منها بس

وأتجه لِخارج المكان بأكملهِ، لا يعلم شيئًا عن تلك التي تتواجد بالداخل مغشيًا عليها مرة أخرى أثر مفعول ذلك المخدر وصدمتها، وقلقها جعلها تفقد وعيها مرة أخرى

_____________________________

"كان شخصًا عابرًا، لكنه أصبح من المُعبرين عني دون أن أتحدث، يفهمني أكثر"

تجلس أمامه على الكرسي الموضوع أمام فراش المستشفى، تراقب تعابير وجهه النائمة، وهي تتذكر ما حدث في اليوم الماضي

"Flashback"

صدح صوتها في المكان، بصحبة أثنين من الممرضين محاولة لمنع ما سيفعلهُ بذاتهِ، لمحتهُ هي أثناء مرورها من الطابق، فقررت إتباعهِ لحالتهُ التي بدت غير سوية بالمرة

توجهت حواسهِ لهم بضجرٍ يشع من عينيهِ هاتفًا بصياحٍ :

- إيه جايين تعملوا إيه تاني بعد مموتوه

بللت حلقها، وهي تحرك رأسها بتريثٍ :

- أهدى بس محدش هيقرب منك، بس أرجوك تعالى من عندك

أغلق جفونهِ، بعدما أصبح على حافة السور، مترددًا فيما سيفعلهُ لكن اليأس تملك منهُ، وسرعان ما خل توازنهُ ساقطًا للخلف على أيدي الممرضين أثر ذلك المخدر الفوري الذي جاء بهِ أحد الممرضين طلبًا منها

خرجت "شادِن" من زحام أفكارها وتذكرها للذي حدث منذ يومان، وهي تأتي لزيارتهِ، على الرغم من أن المخدر لم يكن بذلك المفعول الذي يجعلهُ فاقدًا وعيه ليومين،

تسلطت حواسها عليهِ بدهشةٍ بعض الشئ أثر حبات العرق التي أعتلت مسام جبهتهِ

- فادي النار هتلسعني زي ماما وبابا، مش هزعلك مني تاني، ومش هقولك هات ريموت التليفزيون بس ساعدني أخرح عشان خاطري يا فادي

تتردد هذة الجملة بمسامعهُ، أصوات هتافاتها لهُ؛ عندما كانت بداخل المنزل، صوت صريخها يتردد بمسامعهُ، هو بالخارج طفل صغير يمتلك التاسعة من عمره لم يعي ما سوف يفعل، كل ما كان يفعلهُ تشجيعها على الخروج، لكنها كانت تعاني من قلة الثقة بذاتها وقدراتها فلم تستطع، لكن ما يؤكد لهُ أنها مازالت على قيد الحياة، هو تأكيد بعض الرجال أن شخصٍ مقنع ما أخرجها

فزع من مكانهِ، صارِخًا بصخبٍ باللقب الذي كان ينعتها الجميع بهِ، فهو كان طفلٍ لا يعلم سوى لقبها؛ حتى الآن، فبعد رحيل عائلتهُ تولى أحد جيرانهم  رعايتهُ على الرغم أنه كان جديد في الحي؛ لم تحظى عائلتهُ على أقرباء أو ما شابة بسبب الخلافات العائلية القاسية؛ حتى أنهم لم يرئفوا بحالتهِ

أخذ يردد بهياجٍ :

- ديدا أنا آسف والله غصب عني، النار كانت عالية

أخذ يحطم كل ما يقابله من شئ في تلك الغرفة، وهو يهتف بأسمها

فزعت "شادِن" من فعلتهِ، ومن ثم تحدثت هاتفةً :

- أهدى تعصبك ده مش هيفيدك بحاجة

حدجها بغضبٍ يشع من عينيهِ وهو يقترب منها بعض السنتيمترات أثر غضبهِ :

- انتوا السبب كنت خلاص هخلص مني ومن مشاكلي بتدخلوا ف حياتي ليه

هتفت بنفس طريقتهِ تلك :

- وهي مشاكل ال هتخسرك دنيتك وكمان أخرتك، أنتَ مدرك عقوبة أنك تنتحر عند ربنا ؟؟

تملك غضبهِ منهُ هاتفًا :

- أنتِ مالك بيا، ومن ثم أزاح ماهو على فراش المشفى كوسيلةٍ لتخميد غضبهِ هاتفًا :

- مالكوا كلكوا بيا، أنا خلاص بقيت وحيد هعيش ليه، أختي، وصحبي، وعيلتي كلهم راحوا

وفور تفوهه بجملتهِ تلك جلس  على طرف الفراش بعشوائيةٍ؛ وهو يحاوط رأسهِ بين كفيهِ يتنفس الصعداء بصعوبةٍ

رق قلب "شادن" لرؤيتهِ بتلك الحالة، كادت أن تتحدث، حتى أتى صوت الممرض بصحبة "شدا" مُردفًا بقلقٍ، وعينيهِ تتحرك لرؤيتهِ للغرفة التي أصبحت شبه محطمة 

- إيه ال بيحصل هنا يا دكتورة شادن ؟!

رمقتهُ بأعين متوسلةٍ، ومن ثم أردفت برجاءٍ بعض الشئ :

-  هتحمل أنا كل التكاليف بس لو سمحت ممكن تسيبني معاه خمس دقايق بس

أومأ لها موافقًا ومن ثم أنصرف للخارج بإندهاشٍ

أما تلك الواقفة "شدا" فكانت أنظارها متسلطةٌ على ذلك الجالس يضع كفيهِ على وجههِ بإعياءٍ يتضح عليهِ

نظرت "شادِن" لها بملامح مستفهمةٍ :

- أنتِ لسه مروحتيش ليه؟

بللت "شدا" حلقها بتوترٍ، وأردفت متحدثةً :

- عادي يعني مستناكِ عشان نروح مع بعض

رمقتها بنظرةٍ ذات مغزى، خرجت من تفكيرها ذلك بصوت صفيرٍ يصدح في المكان بصخبٍ، وأصوات من بالخارج ترتفع أكثر 

- أخرجوا بسرعة في حريق

هتفت بها أحدى الممرضات على عجالةٍ

وفور ذكر كلمة "حريق" أرتعد جسد "شدا" بخوفٍ، وأرتفعت نبضات قلبها

أما هو فأستغل ذلك الموقف ونهض من مكانهِ متجهًا للخارج، أرتفعت صوت ندائها له لكنه لم يجدي نفعًا ،كادت أن تلحق به؛ حتى وقعت عيناها على شقيقتها التي تجلس كالقرفصاء، وهي تبكي بنحيبٍ، أصبحت عقلها مشتت أتلحق به حتى لا يفعل شئ بذاتهِ وتعلم ما مشكلتهُ، أم تذهب لشقيقتها التي أصبحت في حالة لا تحسد عليها ؟؟

_____________________________
"جِئتَني فردًا واحدًا ، لكنكَ حاملٌ بين كَفيكَ كل ما أردته وأُريده ، نِصفُكَ روح أصدقائي ، ونِصفُكَ الآخر حنين أهلي ، وأنتَ وَحدك مدينتي الآمنة"

في مكان ما تحدِيدًا في أحد المطاعم الراقية في مدينة "دمياط"، تجلس هي أمامة عاقدة ساعديها، وهي تحرك ساقيها بضجرٍ واضحٍ من معالم محياها

أردف "سيف" عاقدًا ساعديهِ هو  الآخر ناظرًا لها، مُحاولًا كبت ضحكاته على هيئتها الساخرة

- هتفضلي قالبه وشك كده كتير؟

هتفت "شذى" بتذمرٍ، وهي تضع كلتا يديها أمام الطاولة :

- سيف إحنا لازم نسيب بعض

رمقها هو بغير إكتراثٍ، وهو يعبث في ورقة قائمة الطعام مُتحدثًا بتواني :

- تشربي إيه الأول

أردفت بجديةٍ متحدثةٌ :

- أشرب إيه بعد إل قولته ده.. أطلبلي فرخة

تلاقت أعينهم لثواني، وسرعان ما صدحت صوت ضَحكاتهم تَعُمُّ أرجاء المكان

حتى أردف "سيف" بعبثٍ :

- مش هنخلص من هرموناتك دي بقى

تبدلت ملامحها للحزن، ومن ثم تحدثت بحزنٍ يشع من عينيها :

- أنا عايزة أعرف كل حاجة عن مستقبلنا وحياتنا

رمقها هو بحرب تشع من عينيهِ مسلوبة منها الراء، وأردف مُتحدِثًا بصوتٍ رخيم :

- أنا عارِف مستقبلي، أنتِ مستقبلي يا شذى

لمعت عبراتها بمقلتيها، لم تستطع التحكم بعواطفها، ومن ثم أردفت بوهنٍ داخلي :

- "سيفو" أنا حساك مبقتش مهتم بيا ولا بعلاقتنا، أنا فاقدة الأمل في موضوع جوازنا ده بقالنا أربع سنين مخطوبين وداخلين على الخامسة؛ وحتى أنا خايفة على ماما أوي كل  يوم حالتها بتسوء أكتر، خايفة بعد كل ده تزهق مني وتسيبني يا سيف

كاد أن يحتضن كفها بين كفه؛ لِطمئنتها لكنه تذكر حرمانية ذلك؛ لأنها لا تحَّل له، فأردف بإبتسامةٍ لطمئنتها :

- أنتِ ليه فاكرة إن أنا عاوز أستغنى عنِك؟ ده أنا استغنيت عن كل حاجة في حياتي عشانك أنتِ يا شذى

لم تستطع كبت خوفها أكثر من ذلك، وسرعان ما أردفت مُتحدثةٌ بإنهيارٍ :

- سيف أنا قلبي مش مرتاح أنا حسة إن في حاجة وحشة هتحصل أنا خايفة و...
بتر هو حديثها مُطمئنًا لها مُتحدِثًا :

- أيًا كان إيه إل حساه ممكن يحصل، ف أكيد هتبقى حاجة غير إني أسيبك ونبعد، شذى أنا بلاقي نفسي بيكِ، تخيلي لو  بعدتي كده أنا ونفسي هنضيع

أزالت "شذى" عبراتها من أعلى وجنتيها، مُتحدثةٌ بصوتٍ متحشرج :

- وجودك لوحده بيطمني يا سيفو، بس لو بتحبني بلاش تروح أي مهمات دلوقتِ أنا خايفة أوي مش عارفة ليه

أذدادت نبرته طمئنينةٌ مُتحدثًا :

- إل مكتوبلي هشوفه يا شذى، وأنا لو عليا مش عايز أشوف حاجة غير حياتنا مع بعض واللهِ 

ومن ثم لملم أشيائة مُتحدثًا، وهو يتأهب للذهاب :

- مش يالا بقى السندريلا لوحدها ف البيت

تبدلت ملامحها، من يراها لم يصدق أن هذة التي كانت تبكي منذ قليل هاتفةٌ :

- يلا بقى مين فين الفرخة يا غالي أنا جعانة

نظر هو حولهِ لتسلط أنظار الجميع عليهم أثر صوتها، مُتحدثًا من بين أسنانهِ :

- في حد بيفطر على الصبح فراخ يا شيخة أتقي الله

حدجتهُ هي بأعين كالقطط هاتفةُ :

- قصدك إيه يا سيف هاا، قصدك إني تخينة صح، أنتَ بتتنمر عليا، ماشي أصلًا عادي

وفور إنتهاء جملتها أتجهت  بخطواتٍ مسرعةٌ للخارج، كاد أن يلحق بها، حتى صدر صوت رنين هاتفهُ، تفاجئ عندما وجد من يهاتفهُ هو "اللواء" 

أجاب على الهاتف، وبمجرد أن فتحهُ؛ حتى صدر صوته  مُتحدثًا بعمليةٌ :

- جهز نفسك يا حضرة الظابط، عندك عملية في بني سويف، في عملية تسليم سلاح الليلة الظباط إل مسؤولين عن المراقبة هما إل وصلولنا الأخبار، أتحرك النهاردة عشان ممكن يغيروا الخطة في أي لحظة

صمت قليلًا، ومن ثم أردف بعملية هو الآخر قبل أن يغلق الخط :

- تحت أمر سعاتك

وقف قليلًا، وسرعان ما أتجه للخارح نحوها، وجدها تقبع في السيارة، أتجه بداخلها، ومن ثم تأهب للذهاب
مر ليس بكثيرٍ من الوقت؛ حتى وصلا لمنزلها، وبالطبع لم يكف طريقهم من مناغشاتهم المستمرة الصادرة من تقلبات مزاج "شذى" الغير مبررة بالمرة

صفّ "سيف" سيارته أسفل المنزل، وبدون تفكيرٍ أردف هو متحدثًا :

- أنا مسافر النهاردة

صدحت صوت دقات قلبها بعنفوانٍ، لا تعلم لما هذا الإحساس يراودها

- سيف عشان خاطري لأ

تنهد هو معقبًا :

- مش بإيدي حاجة يا شذى ده شغل، ومن ثم أكمل حديثه ممازحًا :

- وبعدين يا شلبي ده أنا من يوم معرفتك، وأنتِ مش متطمنة لأي مهمة بطلعها

رمقتهُ، وهي تحرك رأسها عدة مرات :

- صدقني يا سيفو المرادي غير، أنا قلبي مش مطمن بجد

كاد أن يتحدث؛ حتى وقعت أنظاره على شقيقته "سما" وهي تخرج من منزل "شذى" برفقة شقيق "شذى" "علي"

شاب ذو السادس والعشرون من العمر، ليس بطويل أو بقصير متوسط الطول، بشرة مائلة للفاتحة، ذو أعين بنية فاتحة تخرج من كلية الحقوق

عقد ما بين حاجبيهِ متسائلا بإستغراب :

- سما إيه ال جابها هنا

وقعت أنظار "شذى" لما ينظر له، فتعجبت هي الأخرى، وسرعان ما صدح صوتها لمناداتهم

جذب صوتها مسامعهم، ف ألتفتا نحو  مصدر الصوت 

أتجها نحوهم، وأردفت "سما" متحدثةٌ  :

- إيه ده كنتوا فين

- بتعملي إيه هنا ؟!

هتف بها "سيف" بجديةٍ على عكس طبيعتهِ

كادت أن تتحدث؛ حتى سبقها صوت "علي" مُعقبًا :

- أنا إل أتصلت عليها، عشان مكنتش عارف أتصرف في ميعاد  حقنة ماما، حاولت أتصل على "شذى" كتير والتلفون كان مقفول، وأنتَ غيرت رقمك ومش معايا، فمكنش قدامي غيرها

وجه "سيف" نظراته "لسما" ومن ثم أردف بحدة بعض الشى :

- أركبي

رمقتهُ بخوفٍ بعض الشئ؛ فلم يسبق وكانت نبرته هكذا معها

وسرعان ما أنطلق بسيارتهِ عقب نزول "شذى" من سيارته،  نظرت "شذى"  لطيفهم، وسرعان ما أردف علي متهكمًا  :

- مش فاهم ماله ده، دي زي أختي هو أنا هاكلها

أرتفعت صوت قهقهاتها متناسيةً قلقها :

- أختك قولتلي، ربنا يديم الأخوه يا علوش، ومن ثم أكملت متهكمةً لعلمها بأن موعد جرعة والدتها كان في الأمس ومن المفترض مرور أربعة وعشرون ساعة على الأخرى، أي تلك حيلة من حِيَلهِ المعتادة لرؤيتها فالجميع يعلم بحبه لها إلا هو

- ماما  كويسة المهم

أجاب بجديةٍ، متناسيًا سخريتها :

- كويسة، وعلفكرة أنا كنت مفكر إن في حقنة فعلًا، وهي دكتورة ف أكيد بتفهم

ربتت على ظهره من المنتصف أثناء سيرهما ذلك بسبب فرق الطول بينهم :

- ربنا يسهلك يا عم

حدجها هو  بسخطٍ غير معقبًا على حديثها
_____________________________
︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎ ︎
"‏سَيُحبكِ
‏بِشعركِ المنكوش
‏والسواد الذي تحت عينيكِ
‏رُغم انطفائك
‏ومزاجكِ الحاد
‏سَيُحبكِ
‏كما أنتِ دونَ أن يطمحَ ليغير شيئًا منكِ
‏حتى عاديتكِ
‏ستكون مُدهشة في عينيه
‏ذلك الشخص الصحيح، لن تكوني معه
‏حذرةً ومُتصنعة
‏لن تخافي أن يترككِ لأنكِ شتمتي مثلًا
‏أو لأنهُ عرف أنكِ تحُبين رائحة السجائر."

أتجهتا كلًا من "سارة" و "روفيدة" في الصباح الباكر للمكان الذي قصدتهُ "سارة"، لم تتمكنا بالذهاب البارحة؛ لإزدحام الطرق لذلك قضتا تلك الليلة في منزل "سارة" وقضتا ليلتهم بتعرف كلا منهما على الأخرى

أردفت "سارة"، وهي تحكم من حمل حقائبها ناظرة للمركبة التي أمامها، وهي تتجه إليها بصحبة "روفيدة"؛ لركوبها

- بصي يا روفيدة للناس دي، ملامحهم كلها طيبة، ناس ممكن تكسبيها بالضحكة الحلوة بس

وقعت أعين "روفيدة" على رجلٌ  ذو ملابس غير مهندمة من الواضح أنها ملابسه الخاصة بالعمل، وسيدة أخرى ترتدي عبائة تحمل صغيرها بين زراعيها، وأردفت بإبتسامة :

- باينهم طيبين اوي، بس هما لي مسافرين بدري كده

ضحكت "سارة" ومن ثم عقبت مُردفة، في وقت قِلاع المركبة بهم

- هما مش مسافرين، بس هي دي الوسيلة الوحيدة ال بيقدروا يروحوا بيها المكان إل عايشين فيه

أومأت لها بتفهمٍ، مر وقت ليس بقصير؛ حتى توقفت للمكان معلنةٌ وُصولِها، نزلتا كلًا منهن حاملات حقيباتهن، وقعت أنظارهن على المكان في ذلك الحي

فكان الأطفال يركضون بمرحٍ، يتبادلون الكرة بينهم، سيداتٍ يجلسون أرضًا، أمامهن خضراوات وفاكهة للبيع، ورجل على ناصية الشارع يقلي مما تسمى"الطعمية" وكثير من الأطفال، والرجال، والسيدات يجتمعون حوله، أصوات مرحٍ ترتفع في المكان، وصخب من رجل الأنابيب يصدح من ضربهِ بالأداة التي بيدهِ على الأنبوبة

أردفت "سارة" بحماسٍ :

- واو  دي طلعت حارة بجد زي إل بتبقى في المسلسلات

عقبت "روفيدة" هي الأخرى، وهي تنظر للمكان بغرابةً بعض الشئ؛ وذلك لأنها قضت معظم حياتها في الخارج فلم يسبق وشاهدت تلك الأماكن الشعبية من قبل :

- حساني مش مرتاحة لأ

وفي الجهة الأخرى في مكان آخر في تلك الحارة

يرتفع صوت شاب يقف في الشرفة صادحًا :

- إيدك يسطاا والعربية عشان منزلش أزعلك

هتف بها شاب في عقدة الخامس والعشرين، يدعى
"أنس الشرقاوي" يعمل كمهندس ميكانيكا، صاحب الطول الفارع وعرض منكبيهِ، من الظاهر عليهِ أنه محافظًا على لياقتهُ البدنية من عضلات جسدهِ البارزة، يتميز بخصلاتهِ الغزيرة السوداء المحاطة بالرموش الكثيفة، كلون عيناه، وبشرتهُ الحنطية

أردف بصياحٍ مرة أخرى، لسيدةٌ كبيرة بالعمر بعض الشئ التي تجلس أمام مجموعة من الخضراوات :

- إيه يا جامد بقى حد يسيب البطل ده قاعد في الشارع،ولا هو السندال بتاعنا مش خايف  لعاكسك مثلًا

أردف بها وهو يغمز بطرف عينيهِ بمشاكسةٍ لتلك السيدة الكبيرة

صدحت صوت ضحكاتها في المكان مُردفة، وهي تنظر له للأعلى :

- يواد أختشي مش خايف عمك عصمت يشوفك

أرتفعت صوت قهقهاتهِ هاتِفًا :

- لا عمي عصمت ولا جن أزرق يقدر يفرق بينا يا جميل

أرتفعت صوت ضحكاتها بمرحٍ لمشاكستهُ التي أعتادت عليها منهُ، صدح صوت والدته"وفاء" من الداخل هاتفةٌ بأسمهِ، توجه هو لها في المطبخ، ساندًا بنصف ذراعهِ على رخامة المطبخ، وهو يضع كلتا كفوفهِ في جيبوبهِ :

- أطلب وأحنا ننفذ يا وَحش

أشارت له والدتهُ بيديها بمعنى أن ينتظر، ومن ثم أخذت شهيقًا عميقًا، وهي تقلب "الملوخية" التي تطهوها 

ضرب كلتا يديهِ بالأخرى مُتحدثًا بإعتراضٍ :

- إي يا فوفه عصر الجاهلية إل أنتِ عايشة فيه ده، ده على أساس إنك لو شهقتيلها كده خلاص عرفت إنك جامدة وهتخاف فتتظبط

أتجهت هي نحو حوض الأواني، ومن ثم أردفت بتهكمٍ :

- ونبي أنتَ مبتفهم حاجة، ده ستات الحارة كلهم بيحكوا ويتحاكوا بملوخية أمك، إل ريحتها بتجيب لآخر الحارة، والسر في الشهقة دي 

أتجه هو نحوها مُقبلًا رأسها، وهو يحتضن منكبيها، ومن ثم أردف مُتحدِثًا بمشاكستهِ المعتادة :

- عيب عليكِ يا ست ده أنتِ التوب، ستات حارة مين إل يقدروا يحصلوا ربع المزة بتاعتي 

ضحكت هي على مشاكستهُ مُردفةٌ :

- كُل بعقلي حلاوة، ومن ثم أردفت :

- المهم بقولك اي يا أنس يا حبيبي عايزاك تنزل كده تجيب شوية حاجات لزوم الغدا بتاع بكرة، ده أخوك جاي من السفر يعني لازم يرُم عضمة، زمانه يا حبة عيني خاسس و مايل

وضع هو كلتا كفوفه على وجهه للأعلى، هاتفًا :

- نجيب إيه تاني يا أمي بالله عليكِ أنا بفتح التلاجة الأكل بيقع على رجلي مفيش مكان، خلاص التانك اتملى

رمقتهُ بتذمرٍ مُتحدثةً :

- يواد ده أخوك غايب عننا سنة كاملة، مش عايزوا ييجي يلاقي أمه عملالة كل إل بيحبه

قبّل هو رأسها لإرضائها، مُتحدِثًا :

- حاضر يست الكل إل تحبيه

أبتسمت هي له، ومن ثم تبدلت ملامحها مُردفةٌ :

- روح ألبس حاجة أستر بيها نفسك، ليل نهار قاعدلي كدة، فرحانلي بعضلاتك، ومن ثم حاوطت وجهه بين كفيها مُتحدثةٌ بحنوٍ أموي :

- يلاهوي يا أنس ده أنتَ خسيت خالص

- لا بالله خلي الحبتين دول على أبنك أهرب أنا بقى

وخرج من المطبخ بعدما ألتقط إحدى ثمرات الفاكهة

فصاحت هي هاتفةً :

- طيب نادي أخوك فارس إل مترباش من الشارع، ومن ثم أردفت مُحدثةٌ نفسها، وهي تقطع الخضراوات :

- يارب أهديهم يارب مجنني حتى المسافر قالقني عليه، والقرد الصغير صايعلي في الشارع ليل نهار غلطة أعمل إيه الله يسامحك يا حج

أما عند "روفيدة" وَ "سارة"

كانت روفيدة تراقب الأطفال بوجه مبتسم مُتحدثةٌ :

- شكلهم كيوت أوي وهمّ بيلعبوا، بحب الأطفال أوي

فور تفوهها بتلك الجملة صدر قول بزيئ من فم أحد الأطفال، وهو يمرر لصديقهِ الآخر الكرة

أتسعت حدقتيها بصدمةٍ لما سمعتهُ، ومن ثم أردفت من بين صدمتها :

- هو أنتِ سمعتِ إل أنا سمعته ده ؟

أردفت "سارة" بإبتسامة لإخفاء صدمتها بها :

- أحباب الله بقى هنعمل إيه، إدعيلهم ربنا يهديهم

مازالت "روفيدة" ترمقهم غير مصدقةٌ لما سمعتهُ
جذب أنظارهما مجموعةٌ من السيدات تجلسن  أمام بيت واحدة منهن، ترمقهن من أعلاهم لأسفلهم

أردفت "سارة" بتهكمٍ :

- لأ بقى هو أنا أسيب طنط سعاد إل في شارعنا تجيلي طنط السكر دي

رمقتها "روفيدة" ومن ثم عقبت بتساؤلٍ :

- طنط سعاد مين ؟

- لأ متاخديش ف بالك أنتِ بسكوتة مش زينا، تعالي معايا

وفور الأنتهاء من جملتها، حاوطت كفها واتجهتا نحو أولئك السيدات

- أنتوا جُداد هنا يا حلويات، شكلكوا كدة ولاد ناس ماشاء الله

أردفت بها أحدى السيدات، وهي ترمقهم بغرابة، تزامنًا مع تشدقها بالعلكة التي تتواجد داخل فمها

عقبت "سارة" متحدثةٌ :

- أيوة جداد حضرتك متعرفيش أي شقة؛ حتى لو صغيرة للإيجار

أردفت سيدة أخرى، وهي تشير على إحدى المنازل :

- مفيش غير عمك بلال، أي حد في الحارة هنا عايز أي شقة، ف ساعة جيبهالك

أردفت "سارة" متحدثةٌ بسعادةٍ :

- بجد دي طلعت حارة بحق وحقيقي

- أمال إيه ده إحنا حارتنا مسمعة عن أي حارة غيرنا، عشان كدة تلاقي البنات العسلات زيكوا كده منورينا

أتسعت إبتسامة "سارة" مُتحدثةٌ بودٍ :

- ربنا يخليكِ يا طنط شكرًا، بس هو فين بيته؛ يعني أعرف أوصله إزاي ؟

أشارت السيدة على إحدي البيوت متحدثةٌ بوصفٍ لها :

- بصي هتمشي طوالي، وأول بيت على إيدك الشمال ف آخر الشارع، هتلاقي راجل قاعد على القهوة، مبيغيرش مكانة دايمًا قاعد في الوش هتلاقيه، ولو توهتي أسألي اي حد وقوليله فين المعلم بلال حنفي وهما هيعرفوكِ

شكرتها "سارة" بإمتنانٍ، ومن ثم أتجهت له بعدما طلبت من "روفيدة" الإنتظار معهن، وبعد إنصرافها بقليلٍ، أردفت إحدى السيدات مُتحدثةٌ بتساؤلٍ "لروفيدة" :

- هو أنتِ مخبية وشك لي كدة يحبيبتي

بللت روفيدة حلقها من توترها، ومن ثم تحدثت بتلعثمٍ :

- أنا مرتاحة كدة

تحدثت أخرى بإنبهار :

- يختي ما شاء الله دي عينها ملونة، تلاقيها خايفة تتحسد

وظل يتبادلن الحديث معها حول أسئلةٌ متعددة ليس لهن شأن بها بالمرة؛ كمثلًا لما ترتدي ذلك الوشاح، لماذا ترتدي تلك الملابس، و الأفظع عن سر بشرتها الفاتحة
الواضحة من معصمها الظاهر، توترت هي أكثر؛ حتى كادت أن تبكي فهي لا تحب ذلك

- عن أذنكوا

أردفت بها بعدما فاض كيلها، وسارت عدة خطوات للأمام، وهي تحمل حقائبها غير واعية أين تتجه، وعند رؤيتها لمجموعةٌ من الأطفال أتجهت نحوهم لإلهاء نفسها بهم

- ألحق يالا شكلها حرامية زي بتاعة آخر مرة، تعالى نشوفها

أردف بها أحد الأطفال الصغار والذي يُدعى "فارس" هو طفل ذو التسع سنوات كأي طفل في سنه مشاكس، ومشاغب، لكن فارس على الرغم من صغر سنه إلا أنه قد يظن من يري كيفما يفكر سيعتقد أنه أكبر من ذلك

خطر ذلك بذهنهِ بتفكير طفلٍ صغير؛ وذلك بسبب ذلك الوشاح التي تضعهُ على وجهها

لاحظت هي توجه نظراتهم لها، فتوجهت إليهم، وأردفت بلطفٍ، وهي تعبث في خصلات الفتى الصغير :

- بتبصلي كده لي

نظر الفتى لصديقه وإبتسامة كبيرة تحتل ثغرهِ؛ وكأنها الفتاة الأولى التي تحدثهُ بلطفٍ، ومن ثم أردف الفتى بإبتسامةٍ بلهاء :

- وأنا فارس ..، ومن ثم تذكر ما كان سيفعلهُ فتبدلت ملامحه للحدة الطفولية، ومن ثم صاح :

- الحقوا يعيال حرامية في الحارة

فور قولهِ تلك الجملة تجمع تقريبًا جميع الأطفال الذين يلعبون فكان عددهم كبير، ومن ثم توجهوا نحوها وأصوات هتافاتهم ترتفع محاولين نزع ذلك الوشاح عنها

صاحت هي بصراخٍ، محاولة الركض بعيدًا عنهم، وهي تطلب الإستغاسةِ

وجميع من تمر أمامهم ينظرون بتواني، مُعتقدين أنها تلعب معهم، فهم معتادون على أصوات الصخب من أولئك الأطفال

صاح أحد الفتيان، وهو يركض برأسة الأطفال منهم الفتيان، والفتيات  :

- اجروا بسرعة يا رجالة الحرامية عايزه تهرب، عايزين نبقى أبطال حارة الحراقين

أما هي فكانت تركض مُسرعةٌ؛ حتى تحرر ذلك الوشاح عن وجهها، وتحررت خصلاتها البنية للعنان أثر ركضها، وهي تركض، وسرعان ما أصطدمت بشخصٍ ما أصبح عائقًا لحركتها، أنشلت حركتها، ومن ثم فتحت جفونها ببطئ؛ حتى وجدت نفسها تعثرت بشابٌ
رمقتهُ هي بذعرٍ، مُتسعة الحدقتين، وسرعان ما أبتعدت مُكررةً أسفها

وفي هذة اللحظة وصل الأطفال، وهم يلتقطون أنفاسهن صائحين :

- أمسكها يا أنس دي حرامية جاية تسرقنا، ومن ثم أرتفع صوت أحد الفتيان الصغار :

- ألحق يا فارس دي طلعت حرامية حلوة أوي بس إيه إل في وشها ده

رمقها "فارس"، ومن ثم أردف بتحقيقٍ طفولي، وهو يحدجها واضعًا كلتا يديهِ وسط خصرهِ  :

- تلاقيها مركبة وش أنا عارف الحرامية دول كويس أوي، يلا يا هندسة أمسكها لتسرقنا

أما هو فكانت عيناه متسلطةٌ على عيناها، حركاتها العشوائية، وهي تنظر حولها وكأنها تبحث عن شئٍ، أعتذارها التي كررتهُ عدة مرات، وأخيرًا كفيها التي تحاول إخفاء وجهها بهما

رمقتهُ هي داخل عيناه نظرة سريعة جدًا، للمطلق لكنها بالنسبة له لم تكن سريعة، إبتسامتهُ التي تشكلت على ِمِحياه رغمًا عنهُ من إرتباكها، أما هي فركضت مسرعةٌ من أرتباكها للبحث عن وشاحها أم من نظراتهِ الموجهة لها أيهما أقرب، فلأول مرةٍ تقف أمام أحدٍ بغير وشاحها، حتى ولو كان نصفه على وجهها، حتى عندما كانت بمنزل "سارة" أصرت على عدم نزع الوشاح عن وجهها

فاق من غيبوبتهِ الذهنية اللحظية؛ على صوت "أحد الأطفال وهو صديق "فارس" "ذياد" المتذمرٍ :

- هربت منك يا هندسة، والله ده الرجالة ماتوا في الحرب ده أنتَ كنت بتمسك حتى عبدة الشواح

لم يكترث هو بحديثهُ، ومازال ينظر لطيفها وتلك الإبتسامة لم تغادر ثُغرهِ

مال بنصف جسدهِ، جالسًا على ركبتيهِ، مُنادِيًا "شقيقه فارس" :

صاح "فارس" لأصدقائهِ مُتحدثًا، وهو يصفق بيديهِ وكأنه رجل كبير :

- خلاص يا رجالة أسبقوني أنتم

لبى الأطفال غرضهِ وأنصرفوا  راكضين لِلَعِبِ 

توجهه نحوه واضعًا كلتا كفوفهِ وسط خصرهِ :

- في ايه يا هندسة

نظر له، ومن ثم أردف بإبتسامةٍ داعبت ثُغرهِ :

- مين دي ؟!

رمقهُ فارس بخبثٍ، ومن ثم أردف :

- آه قول كدة بقى، هي الحرامية عجبتك 

حمحم الآخر بجديةٍ، ومن ثم أردف مُتحدِثًا :

- يسطاا عيب عليك ده أنا أنس الهندسة نسيت ولا إيه، أنا بس عايزك تعرفي مين دي

بسط "ذياد"  كفه، ففهم  "أنس" مقصده، فهو من يجلب لهُ ما يريدهُ دومًا بالرغم من صغر سنهِ

أخرج من جيوبهِ ورقة نقدية، مُتحدِثًا بتهكمٍ  :

خُد، دَه إحنا لو واكلين مع بعض سم فران مِش عيش وملح مكنتش بقيت كدَه

أردف الآخر وهو يضع النقود في جيبهِ :

-أي نعم أخوات، بس الحب في هذا الزمن مرهون بالمصالح يا  هندسة

مسكهُ "أنس" من تلابيت ملابسهِ هاتِفًا :

- ولا أنتَ قلبت عليا كده لي، ده منظر واحد في خامسة إبتدائي !!

- تربيتك يا هندسة، ولو على التعليم طالعلكوا الأول على المدرسة السنة إللي فاتت، وبعون الله هشرف عيلة الشرقاوي السنة دي كمان

أبتسم له بفخرٍ، ومن ثم أردف وهو يريب على ظهرهِ :

- كل الدعم يا باشا، أنطلق بقى، نتقابل في الجامع لو أتأخرت هشعلقك

أردف "ذياد"  قبل أن يركُض :

- عيب عليك مش هتأخر

أما هو فنهض من جلستهِ، مُخرِجًا تنهيدة قوية من فمهِ، ومن ثم حك حاجبهُ بطرف ظافرهِ، وتلك الإبتسامة المجهول معناها مازالت تحتل ثُغرهِ مُتحدِثًا :

- وأديني قابلت العيون القناصة على الله بقى تراعي الجريح يا عم ويجز

____________________________

لا نحتاج سوى القليل مِن الحُب الممزوج بالأمان الذي نفتقده، فَنحنُ قوم قلوبهم رقيقة لا تتحمل الخداع، يكفيها مِن الحياة ما قد سلبتهُ مِنا.

تضع سبابتها ما بين عينيها لإحكام نظارتها البيضاوية الطبية، وهي تحتسي مشروب الفراولة التي تفضله بما يسمى "الشاليموه"، تشاهد التلفاز بتركيزٍ، وإبتسامة تعتلي ثغرها  لما تشاهده على التلفاز

- إيه المبهر في حورية بحر هتحب إنسان فهتتحول لإنسانة عشان تتجوزه إيه ده يا منة، هاتي ديمير و سيلين

أردفت بها "نيچار"، وهي تجلس على الأريكة بجانب شقيقتها، حاملة بين كفيها طبقًا كبيرًا  من الفشار

رمقتها "منة"، ومن ثم أردفت متهكمةً :

- وإيه المبهر في أتنين هيعيشوا ف نفس البيت فهيحبوا بعض، غير إننا أتفرجنا عليه مليون مرة، وأنا مش بحب ديمير ده 

وضعت "نيچار" طبق الفشار على الطاولة التي بجانبها، ومن ثم هتفت بصياحٍ :

- لا أنتِ تغلطي فأي حد إلا ديمير وإلا بقى هغلط ف عريق و يوچين بتوعك دول ونقلبها مجزرة هنا

وضعت "منة" هي الأخرى كوب الفراولة على المنضدة التي بجانبها مما أدى لتناثر القليل على المفرش، وهتفت متحدثةً هي الأخرى :

- لأ دي بقت مسألة شخصية بقى، وأكملت هاتفةً بصياحٍ :

- ماما.. تعالي شوفي بنتك المحترمة بتجيب سيرة رجالة في بيتنا

أتت "منار" من الداخل وهي تحمل صينية كبيرة موضوع عليها حبات "البازلاء"، هاتفةً بضجرٍ :

- عندي بنتين عرايس عجول وسايبيني أعمل الأكل لوحدي وبيتخانقوا خناقة كل يوم، وأكملت وهي تفرط حبة البازلاء :

- أنا معرفتش أربي، هوانم مبتعملوش حاجة

جحظت أعين "نيچار" متحدثةً بصدمة :

- ومين ال لسة غاسلة المواعين ومنضفة البيت يا ماما

توجهت أعين "منة" في المكان، ومن ثم جلست، وهي تحاول إخفاء بقع العصير الذي سكبتهُ متحدثةً بتوترٍ :

- وأنا قومت الصبح رتبت سريري من غير محد يقولي

ضربت "منار" على فخديها بتذمرٍ متحدثةً :

-  الملاية إل مفروشة بالمشقلب قومي يا بت من قدامي، ده حتى مقولتيش عملتي إيه في المهمة السرية بتاعتك دي

توجهت أنظار "منة" أمامها، وأردفت متحدثةً بدهاءٍ :

- بنتك فنانة يا منورة، ومن ثم أردفت متحدثةٌ بإستياءٍ :

- بس مصر مش مقدرة قيمتي بفكر أهاجر للنرويج يمكن يكتشفوا موهبتي المدفونة

صوت صريخ صدح بالمكان ولم تكن سوى "منار"، وهي تتحدث هاتفة بغضبٍ :

- ده المفرش إل لسه غسلاه !!

هتفت جملتها الأخيرة بصراخٍ جعل كلا من "منة" و "نيچار" يتبادلان النظرات، وسرعان ما إن صعدت "منة" على الأريكة، ومن ثم ألتفت بجسدها،  و قفزت للخلف مما أدت لعركلة حركتها، و هتفت متحدثةٌ أثناء ركضها لغرفتها :

- صلي على النبي في سرك، مش هتخسري بنتك عشان مفرش يعني يا ست الحبايب

وفور تفوهها بتلك الكلمة أغلقت باب غرفتها بإحكامٍ، وهي تلتقط أنفاسها المتسارعة أثر ركضها، وسرعان ما صدح رنين هاتفها أنتفض جسدها من صوتهِ المفاجئ متحدثةً بضجرٍ وهي تنظر للهاتف  :

- ياربي هي ناقصة رعب

ومن ثم نظفت حلقها، بعدما فتحت المكالمة، وأردفت متحدثةٌ بمرحٍ لا يتناسب مع الموقف لتخفي ما فعلتهُ:

- أستاذ فهمي، كنت لسة بفكر فيك دي القلوب عند بعضها بجد بقى

أغلقت جفن عينها الأيمن أثر صراخهِ الذي صدر من الهاتف موبخًا لها :

- عايز أرجع بالزمن وأضرب نفسي بالجزمة يوم مبقيت مدير للجرنان، أولع ف التنسيق إل دخلك كلية إعلام، فضحتينا وسط الصحافة وقولنا مننا وعلينا، تفضحينا وسط الداخلية ليه إحنا حِمل بهدلة 

أخرجت زفيرًا بضجرٍ، ومن ثم أردفت بتذمرٍ :

- لأ بقى ده أنا في حد أتبلى عليا وهذا غير لائق

صمت لبرهةٍ، ومن ثم أردف بهدوءٍ مريب بالنسبة للذي كان يتحدث بهِ من لحظاتٍ وكأنه يحاول كظم غيظهِ منها  :

- عنوان المكان هبعتهولك في أقل من ساعة يريت تكوني موجودة فيه عشان نصلح العملة  الهباب إل سيادتك هببتيها، ومن ثم أكمل محذرًا :

- حاولي تداري نفسك بمعنى إنك متبانيش بالشكل إل بتظهري بيه كل يوم عشان مفيش حاجة تبوظ إحنا مش ضامنين

أتسع بؤبؤ عينيها، وأردفت بلمعةٍ تلمع بمقلتيها وإبتسامة بلهاء تعتلي ثغرها  :

- يعني أجي متنكرة ؟!

- أيوة بس...

وقبل أن يكمل حديثهِ بترته بإغلاقها للهاتف

وبعد مرور فترة كبيرة من الوقت ، كانت "منة" قد أتجهت للمكان الذي حددهُ لها مديرها "فهمي" فكان أحد الكافيهات المتواجدة بالمدينة

كانت تبحث بعينيها عن "فهمي" بالمكان؛ حتى رأته أثناء سيرها يسامر  أحد الرجال يبدو عليهِ الوقار مما يرتديه وكأنه ذو منصبٍ ما وهو اللواء "عماد الدميري" ومن البادي أنه أتجه ليجري إتصالًا ما ، أتجهت نحوه، وبمجرد أن رأته؛ حتى أن تحدثت بتلقائيةٍ :

- السلام عليكم يا أخ أستاذ فهمي

نظر هو خلفهِ لمصدر الصوت فوجد امرأة ترتدي نِقاب  فضفاضٍ لا يظهر منها شئ، بإستثناء عينيها، تمرر حبات الأحجار التي تتواجد بالسبحة واحدًا تلو الآخر بين أناملها المستوران بقفازات باللون الأسود كلون ذلك الوشاح

رمقها  هو للحظات، ومن ثم أردف بإستحياءٍ بعض الشئ :

- حضرتك محتاجة حاجة ؟

أتجهت هي للكرسي الذي بجانبه، وأردفت متحدثةً تزامنًا مع جلوسها وهي ترفع الوشاح من أعلى وجهها :

- أحلى مسا عليك يا أستاذ فهمي يا مشرفنا

أعتلت الدهشة محياه، وأردفت بصدمةٍ :

- إيه إل عملاه ف نفسك ده، أنا قولتلك أتنكري ولا أنتقبي !!

أعتلت إبتسامة مصحوبةٍ بدهاءٍ أعلى ثغرها، وأردفت متحدثةً وهي تمرر حبات السبحة بين أناملها :

- عايزة أبدأ المهمة في طاعة المولى عشان يباركلنا في القضية يا أستاذ فهمي

أردفت بجملتها الأخيرة وهي تشير بسبابتها على رأسها 

نظر هو أمامه، نحو نفس الرجل الذي رأته "منة" أثناء دلوفها يتجه إليهم، بلل "فهمي" حلقهِ، وتحدث مُرددًا بين نفسه :

- ربنا يستر، ومياخدوناش

أقترب اللواء "عماد" نحوهم، وهو يرمق "منة" بدهشةٍ بعض الشئ مُتحدثًا، وهو يجلس على الكرسي :

- إيه يا أستاذ فهمي متعرفناش

مرر "فهمي" نظراتهِ نحو "منة"، ومن ثم أردفت متوترًا بعض الشئ :

- دي سعاتك الصحفية "منة جاد"، المساعدة في المهمة إل أحنا جايين عشان نتكلم بخصوصها

حمحم هو بإستحياءٍ، وأردف بإحراج :

- أنا متأسف بس مكنتش أعرف إن الأستاذة منتقبة

وبحركة سريعة رفعت "منة" ذلك النقاب عن وجهها، وأردفت متحدثةٌ بمرحٍ :

- لأ حضرتك أنا متنكرة

ضرب "فهمي" على وجهه بخفةٍ، وبداخلهِ تيقن أن من ورائها لم يحدث خير أبدًا

عقد اللواء "عماد" مابين حاجبيهِ بتعجبٍ، ومن ثم أرتفعت صوت قهقهاتهِ من عفويتها، وبذلك تأكد أن من المؤكد لم يخطر على ذهن أحدٍ أنها صحفية من عفويتها المفرطة تلك

وفي هذة اللحظة ظهر "أيهم" من بعيد وهو يحمل نظارته الشمسية بين كفهِ المغلف برباطٍ، من الواضح أنه نتيجة من إصابة ما

أتجه نحوهم عندما رأى اللواء يشير له

جلس هو على الكرسي الموضوع أمامها بكونهِ الفارغ  بعدما ألقى التحية عليهم

عقب اللواء وهو ينظر لكفهِ :

- إيه ده مال إيدك

أردف "أيهم" بثباتٍ وهو ينظر لكفهِ :

- مفيش جرح بسيط

رمقهُ اللواء نظرةٍ ذات مغزى لذلك الجرح الذي يتواجد بجانب صدرهِ أيضًا مما يظهر من خلف سترتهُ التي متحرر منها أول أزرارها، ومن ثم وجه أنظارهِ "لفهمي" غير مكترثًا بالأمر

وضع "أيهم"هاتفهِ ونظارتهِ الشمسية على المنضدة وهو يرمق تلك التي تجلس أمامه من أعلاها لأسفلها بتعجبٍ لكن لم يظهر ذلك على محياه، ومن ثم وجه عيناه ل اللواء بمعنى "من هذة"

عقب اللواء مُتحدثًا بعمليةٍ :

- دي الصحفية إل معاك في المهمة يا حضرة الظابط

رفع أيهم حاجبه الأيسر، تزامنًا مع قولهِ مُستنكرًا :

- بجد والله ؟ ومن ثم أكمل حديثه متهكمًا :

- طب والعسل بتاعة الصبح دي

إبتسمت "منة" بدهاءٍ من خلف ذلك الوشاح ظنًا منها أنه يمدحها

أردف "فهمي"  بأملٍ تجسد على محياه :

- غالي والطلب رخيص يا حضرة الظابط

رمقهُ "أيهم" بغير إكتراثٍ، ومن ثم أُردف بجديةٍ موجهًا حديثهُ لِ اللواء:

- لو سمحت يافندم مش محتاج أي حد معايا في المهمة، مهو مش معقول يعني أخد واحدة فكرتها عيلة أصلًا في الأول مش فاهم بقت صحفية إزاي، ومن ثم وجه حديثهُ للقابعةُ أمامهِ :

- ومع إحترامي للآنسة طبعًا، بس النقاب مش هينفع مع المهمة دي، أكيد هتبقى فرصة إننا  نتكشف أسرع، وأكيد إحنا منحبش كده، فلو سمحت المهمة دي أنا ال هتولاها وأضمن لسعاتك أن كلهم مسجونين

وفور إنتهائهِ من حديثهِ أزاحت "منة" النقاب من على وجهها بشكل مفاجئ، مُتحدثة بتذمرٍ، و ضجرٍ يعتلي معالم وجهها :

- والله ؟ ومن ثم وجهت أنظارها "لفهمي" وهي تعقد ساعديها، متحدثةً وكأنها طفلة تشتكي لوالدها  :

- أستاذ فهمي أتفضل هاتلي حقي، عشان أنا أتهانت، وأخلاقي متسمحليش إني أتكلم معاه

أرخى "أيهم" جسدهِ للخلف، واضعًا كفوفهِ في جيوب بنطالهِ، وإبتسامة تهكمٍ تعتلي وجههِ أظهرت غمازة فكهِ، ومن ثم أردف معقبًا عليها ساخرًا منها :

- هو مش المفروض النقاب ميتشلش قدام رجالة، ولا العسل مش واخدة بالها

حدجتهُ بضجرٍ، وهي تتنفس بعنفٍ لكظم غضبها :

- مبحبش حد يقولي يا عسل لو سمحت

تلاشت إبتسامتهُ، ومن ثم أزاح نظرهُ عنها غير مكترثًا، مُحدثًا اللواء بإحترامٍ:

- أنا قولت رأيي يا فندم من شوية وأكيد مش هكرر كلامي مرتين، ولو سعاتك مصمم على إن لازم يكون في حد معايا في مية ظابط غيري يقدر يقود المهمة دي بس مش أنا،بعد أذنك، ومن ثم حمل أشيائهِ من على المنضدة متأهبًا للذهاب، وقبل أن يتجه للخارج، أردف متعمدًا إثارة غضبها بإبسامةٍ عابثةٍ مصحوبةٍ بغمزةٍ مراوغةٍ بعسليتهِ :

- تشاو يا عسل
_____________________________

طبعًا أنا جاية ورقبتي قد البسلة أو السمسمة أيهما أقرب، بعتذر عن تأخير البارت بس كانت فترة 
فقدان شغف متمنهاش لألد أعدائي بجد، المهم البارت ده إهداء لروح قلبي صحبتي رحمة علي المفروض كان لعيد ميلادها إل عدى من قرن بس أتس اوكي كل سنة وأنتِ كنتِ طيبة يا رحومتي😂♥️♥️♥️♥️

_____________________________

# يُتبع
# مُنْقِذَتِي_وَ_مُعَافِيَتِي
# روان_عصام

Continue Reading

You'll Also Like

4.7K 263 12
"he was her dark fairytale,and she was his twisted fantasy" 〜⁠(⁠꒪⁠꒳⁠꒪⁠)⁠〜 This is dark Romance novel which is mix of office rom-com+marriage Romance...
120K 2.5K 70
Y/n and Enid get a new roommate named "Wednesday." Enid and Y/n are sisters but don't have the same family stories. Does that mean she's a normie? W...
78.2K 2.5K 79
BANG... BANG..... BANG I jumped up out my sleep to three gun shots. I creep up to my door, opening it up just a little, seeing my father go to my...
21.1K 3.4K 11
In the elite ranks of DRDO, Ardik Rajwasnhi, a young prodigy, is fueled by ambition to secure a coveted position among the legendary Team Phoenix. Ho...