آلام خفية"قيد الكتابة"

Por mmariamkhalill

10.6K 880 769

هل تدرك قسوة الحياة وأنت بدون مأوى مشردًا في الشوارع، وما مدى صعوبة البقاء وحيدًا بدون والدين، حتى يتخلى عنك... Más

اقتباس بسيط 🤍
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
رجاء بسيط بمناسبة يوم عرفه 🤍
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
تنوية
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
تنوية 🍉
الفصل الثالث عشر
خطوة لذيذة 😂♥️

الفصل الرابع

510 58 68
Por mmariamkhalill

اولا بعتذر جدا جدا علي التأخير ده بس غصب عني 🥲♥️

انا قولت هنزل فاصلين دا نزل دلوقت والتاني هينزل علي بعد العشاء باذن الله ♥️♥️🥰
.......

أنهـى حديثـه مـع والـده ، ثـم ذهـب إلـى غرفـة نـومهما ووقـف أمـام بـاب الغـرفة محـاولًا تخيـل مـا سيحـدث أخذ نفسا عميقا ، ثم طرق الباب لكنه لم يتلق أي رد فتنهـد قـائلا:
_"شكـلها أشاره مـن ربـنا عـشان أمشـي بـدل مـا أخـرج مـن جـوا علـى نقالـه".

قبل أن يغادر فتحت والدته الباب و نادته:
_"محمد"

زفـر محمـد بـعمق وهـو يـحاول أيـجاد طريقة لأقـناع والدتـه، علـى الرغـم مـن أنـه يعلـم أن قـلبها طـيب و متعاطفة مـع الآخريـن، لكـنه يعلـم أيـضًا أنـها ستعارضـه بالتأكـيد فـي هـذا الأمـر، إلا أنـها لـن توافـق علـى وجـود فتاتيـن مجهـولـين الهويـة بـالنسبة لها ولا تعـرف شيئًـا عـنهما مـعهم فـي بيـت واحـد، التفـت محمـد إلـى والدتـه متظاهـرًا بالابتسـام ، فقالـت:
_"معلـش يـا حبيبـي كـنت بصلـي فـي حاجـة؟".

تنحنـح محمـد قـائلا:
_"كـنت عـاوز أتكلـم معاكـي فـي موضـوع".

طلبـت منـه والدتـه الدلوف إلـى الغرفـة للحـديث ، دلـف محمـد وجلـس علـى حافـة السريـر و هـو يـقضم أظـافـره ، عـرفت والدتـه أن هنـاك شيئًـا مهمًـا يـريد التحـدث عـنه:
_"فـي أيـه ؟".

نظـر محمـد إليها بتوتـر وقـال:
_"أنتـي عـارفه انـي مـبحبش أعـمل حاجـه تـزعلك او أغـصبك علـى حاجـه".

أومـأت "نجاة" بـرأسها منتظـرة أن ينتهـي من حـديثه ، فـأخذ نفسـا عميقـا وأخبـر والدتـه بمـا حـدث ومـاذا يـريد أن يفعـل، اشتعلـت عيناهـا وقالت  بحـنق:
"_أنـت اكـيد اتجننـت يـا محمـد، يعنـي اي عـاوز تـجيب بنتيـن لا نعـرف اصلهـم مـن فصلهـم ولا وراهـم ايـه تـقعدهم معانـا"

كـاد محمـد أن يتحـدث، فـرمقته والدتـه بحنـق واكـملت:
_"أفـرض هـربانين عـشان عـاملين مصيبـه ولا قـاتلين حـد أنـت عـاوز تـودينا فـي داهيـة ،عـاوز تبهـدلنا أنـا وأبـوك بعـد مـا وصـلنا للعمـر ده ؟".

قـال محمد مُترجـياً :
_"أنـا عـارف أن اللـي بتقـوليه ممكـن يكـون صـح بـس عـشان خاطـري شـوفيهم الأول و لـو حسيتـي أنهـم مـش كـويسين زي مـا بتقولـي و رفضتـي المرة دي صـدقيني مـش هفتـح معاكـي الموضـوع دا تانـي ".

_"أنا قولت لا يعني لا مش عاوزة اسمع حاجة عن الموضوع دا تاني".

قالـت ذلـك ثـم أدارت ظهرهـا لـه ، فـشعر محمد بـاليأس لا  يستطـع أن يُحـزن والدتـه، كـما لـم يستطـع التراجـع عـن كـلمته وعـدم مساعـدتهم، فمنـذ أن رآهـم شعـر بالمسؤولية تجـاههم ، وأن مساعدتهم أصبحـت واجبًا عـليه،
نظـر إلـى والدتـه بـرهة، متخـذاً الـقرار تنهد قائلاً بنبرة واثقة:

_"أنـا أسـف، لكـن أنـا دايـما بسمـع كـلامـك و مبحبـش أزعـلك بـس دا مـش ضـعـف منـي ولا عـشان أنـا مـش بعـرف أخـد قـرار أنـا دائـما بكـون حـريص أنـك متزعـليش أو تـضايقي بـس أنتـي لسـه بتعـاملينـي كـأني طفـل صـغير مينفعـش أخـد قـرار لوحـدي، لكـن المـره دي أنـا أديـت كـلمه ومـش هطلـع عـيل صغـير قدامهـم وقـدام نفسـي".

التفتـت إليـه والدتـه و رمقـته بصدمـة ، لـم تستوعـب مـا قالـه ، ولأول مرة يـعارضـها فـي شـيء، و مـن أجـل تـلك الـفتيات اللـواتي لا علاقـة لـه بهـم رمقتـه بحـزن وغـادرت الغرفـة، تنهـد محمـد بأسي و تمـني أن يـلين قـلبها عندمـا تراهـم وتفهم سـبب رغـبته فـي مساعـدتهم، خـرج مـن غرفـة والدتـه إلـى غـرفته ، ممسكًـا الهاتـف للاتـصال بعمـر، انتظـر بضـع لحظـات حتى يـرد:
_"صبـاح الخيـر يـا باشـا ".

ابتسـم محمـد :
_"أول مـره تـرد باحترام يعنـي".

نظـر عمـر إلـى رنـوة الجالسة قـبالته وقـال بـصوت مـنخفض:
"أنـا مُحـاصر دلـوقت متخـلنيش أغلـط فـيك ".

قهقـه محمد قـليلا فـوجد عمـر يقـول مُستفهماً:
_"اي اللـي غيـر مـودك كـدا مكنتـش طـايق نـفسك الصبـح ".

غيـر محمد مجـرى الحـديث قائـلا :
_"هـحكيلك بعـدين أنـا كـنت بكـلمك دلـوقت عـشان أقـولك أنـي جـاي عـشان اخـد رنـوة وأختـها".

أجـاب عمـر بـصوت منزعـج:
_"ليه؟".

_"هو ايه اللي ليه؟".

قال عمر متوترا:
_"قصدي يعني والدتك وافقت بالسرعة دي" .

_"مش بالضبط، المهم دلوقت أن نص ساعه و ابقي عندك ".

_"تمام".

أغلـق عمـر الهاتـف متجـها إلـي رنوة الجالسة بجـوار لمـي يتحـدثون أقـترب منهـم، نظـرت رنـوة إليـه مستغربـه فـقال عمـر:
_"محمـد نـص ساعـة ويكـون هـنا عـشان يـاخدكـم" .

أومـأت إليـه رنـوة وذهبـت إلـى الغرفـة لتـهندم مـلابسها وتجلـب أغـراضها، ساعـدت روانـا علـى ارتـداء حـذائها والخـروج، فـي تـلك اللحظـة سمعـت صـوت بـوق سـيارة محمد فـأسرعت.
.........

نـزل محمد مـن السـيارة وتـوجه إلـى منـزل عـمر ، محاولاً إخـفاء شعـوره بـالضيق من مـواجهته مـع والـدته، دخـل المنـزل وهـو يمـزح مـع والـدة عـمر:
_"أنـا عـارف انـك مـش طيقانـي دلـوقت وعـاوزه تطـرديني".

ابتسمـت "نـادية" لـه قائـله:
_"لا يـا حبيبـي مـقدرش أطـردك دا بيتـك أنـت زي عـمر أبنـي".

ابتسـم لها محمـد بـود ، لكـنها واصلـت حـديثها بتذمـر:
_"بـس دا ميمنعـش أنـي عـاوزه أولـع فيكـم أنتـو الأثنين"

تبدلـت مـلامح محمـد إلـي الذعـر:
_"حـرمت يـا بـاشا مـش هتتكـرر تانـي ".

ضحكـوا معـاً، لكـن تبدلـت مـلامحه إلـى الهـدوء عندما وجـد رنـوة تخـرج مـن الغرفـة، ابتسـم لها فبادلته الابتسامـة بهدوء اقترب منهـم و انحنـى نحـو روانـا قـليلا قـائلا:
_"القمر عامل أيه النهارده".

ابتسمت لـه روانـا قائـله :
_"الحمدلله".

ربـت علـى كتفهـا بـحنان ،ثـم وجهـه نـظرة إلـى رنـوة:
_"جاهزين؟".

أومـأت إليـه دون أن تـقول شيئًـا،  استـأذن محمـد للـذهاب ، لكـن رنـوة أوقفتـه:
_"ثواني".

قالـت ذلـك ثـم نظـرت إلـى والـدة عـمر قائـلة:
_"مـش هينفـع أمشـي مـن غيـر مـا أشكـر حضرتـك علـى استقبـالك لينـا فـي بيتـك".

ابتسمـت نـادية لها علـى مـضض ، تنحنحـت رنـوة ثـم أدارت عـيناها إلـى لمـي وشكـرتها هـي الأخـرى، ثـم احتضنتـها وخـرجت مـع محمـد،
لحق بهـم عمر وودعهم، قبـل أن تدلـف رنـوة إلـى السيارة التفتـت إلـى عمر قائـله بنبرة مملوءة بالشكـر:
_"شكرا يـا بـشمهندس علـى مساعدتـك ليـنا"

أبتسـم عـمر بهـدوء:
_"أنـا معملتـش حاجـه ولو أقـدر اساعـدك اكـتر مـن كـده مـش هتأخـر".

تفاجـئ محمد بنبـرة صوتـه معـها، فمـن أيـن جـاء كـل هـذا الأدب والاحتـرام، فـاقترب منـه قائـلاً بنبـرة ساخـرة:
_"اي يا حبيبي أجبلك شجرة واتنين لمون".

نظر له عمر شزرا :
_"اتـلم بـدل مـا نهـزق بعـض قـدام النـاس الغريبـة".

لم تفهم رنوة سبب همساتهـم  ، فـذهبت إلـى السيـارة منتظـرة مجيء محمد و بعـد حـوالي دقيقـة دلف محمـد إلـى السيارة معتـذراً عـن التأخـير، نظـرت إلـيه رنـوة بإيماءة دون أن تتردف بشيء،  ظـلوا علـى هـذا الوضـع قـرابة ربع الساعـة ، حتـى كـسر محمـد هـذا الصمـت قائلاً:
_"حـد قـالك حاجـه ضـايقتك هـناك".

_"لا".

عـاود الصمـت بينهمـا حتـى وصل محمـد إلـى المنـزل، نظـرت رنـوة إلـى المنـزل مـن النافـذة ، و بداخـلها مشاعـر مضطربـة بيـن القلق والخـوف مـما قـد تـواجهه فـي الـداخل،
لا تعـرف كـيف ستكـون حـياتهم بعـد دخـولهم هـذا المنـزل وهـل وجودهـم مـرحب بـه أم لا شـردت قليلاً حتـى وجـدت محمد يقـرع نـافذة السـيارة و يشجـعها علـى النـزول، جمعـت شـتات نـفسها فـي محاولـة للتظاهـر بـالقوة ونـزلت مـن السـيارة متوجـهة خـلف محمد إلـى المـنزل وهـي وتـسند روانا، فـتح محمـد المنـزل وطـلب منهـم الدلـوف، نظـر حولـه فـلم يجد والـدته حـمد الله علي عـدم وجودهـا الأن، لا يعلـم كيف ستكـون ردة فعـلها عـندما تراهـم، صعـد إلـى الطابـق الثانـي حيـث تـوجد شقتـه والتـي سـتعيش فـيها رنـوة وشقيقتها، التفت إليهم قائـلا:
_"البيـت نـور بـوجودكـم"

ابتسمت له رنوة قائله:
_"شكرا".

لكن ملامحها تبـدلت إلـى الـذعر ، وكـأنها تذكـرت شيئًـا:
_"أنـت مـش قـولت أهـلك عـايشين مـعاك".

شـعر محمـد بما يـجول فـي خـاطرهـا ، فقـال محـاولاً طمأنتـها:

_"أهلـي مـوجودين بـس فـي الـدور الاول لـو حابـه أعـرفك عـليهم دلـوقت مـفيش مشكلـة،  بـس قـولت ترتاحـي الاول وبعدين اعرفـك عـليهم".

لـم تتـبدل نظـرات الذعـر من عيناهـا، فأكـمل:
_"بصـي دي المفاتيـح خـليها معاكـي وكـمان أنـا هنـزل دلوقـت أقفلـي مـن جـوا بالتربـاس والمفـتاح عـشان تبقـي مطمئنـه".

لـم تمـد يـدها لأخـذ المفاتيـح ، فـوضعها علـى الطاولـة المجـاورة  للبـاب وطلب الإذن بـالمغادرة، عندمـا ذهب تنفسـت رنـوة الصعـداء و أغلقـت خلفـه بـالمفتاح، تجولـت في المنزل ذهـابًا وإيـابًا لتـرى إذا كـان هـناك أي بـاب آخـر أو أي مـنفذ للدخـول ، وجـدت النوافـذ محاطـة بسلـوك حديديـة أخـرى مـن الخارج لذلك اطمأنـت قـليلاً، لكـن هـذا لـم يـدم طويـلاً حتـى تذكـرت أنـه قـد تكـون هنـاك أي كـاميرات يتجـسس بـها عـليهم، لـذلك استمـرت فـي تفتيـش كـل زاويـة فـي المنـزل، كـانت روانـا تنظـر إليها لا تفهـم مـا تفعلـه فـراقبت في صمـت، وبعـد حوالـي ساعـة جلـست رنـوة وهـي تتنفس بشكـل مـريح:
_"الحمدلله".

نظـرت إليـها روانـا باستغراب قائـله:
_"هـو في ايـه؟".

_"كـنت بتأكـد ان مفيـش كـاميرات".

نظـرت إليـها روانـا تسـتوعب مـا قالتـه ثـم انفجـرت ضاحكـة:
_"أنتـي شكـلك بتتفرجـي علـى أفـلام هنـدي كـتير".

نهـرتها رنـوة بحنـق:
_"أنتـي لسـه صغيـره متفهميـش الحاجـات دي، مفيـش راجـل مهمـا بـان عـليه انـه طيـب تديلـه الأمـان وألا تبقـي عبيطة"

تنهـدت بـأسي :
_"زيي كـده"

_"يعنـي أنتـي عبيطة".

نظـرت لها رنـوة بـغضب قائـله :
_"هـو دا اللـي خـدتي بـالك منـه فـي كلامـي يعنـي".

نظـرت روانـا إليـها مؤكـدة:
_"ايوه".

اقتربـت رنـوة منها و انقضـت عـليها تدغـدغ جسدهـا، كـانت روانـا تصـرخ وتضحك فـي نفـس الوقـت، ظلوا هكـذا لبعـض الـوقـت حتـى تعبـو و ألقـوا بـأنفسهم علـى السريـر ضاحكـين بسعـادة لأول مـرة منـذ فتـرة طويلـة.
.................
كـانت "نجاة تجلـس والـحزن يكـسو وجهها ، لا تصـدق أن "محمد" عـارضها و آتي بهـم  بـالفعل إلـى المنـزل، كـادت تطـردهم عندمـا سمعـت ضحكـاتهم، لكـن تماسكـت وجلسـت في الغرفـة و بداخـلها يغلـي من الغضب، فـي ذلك الوقـت دخـل زوجها "كـارم" وجلـس بجانبها قائلاً:
_"أنتـي لسـه مضايقـة".

لـوت ثـغرها بحـنق دون أن تقـول شيئًـا، فـي تـلك اللحظـة دلـف محمد وجلس بجـانبها مـن الجـانب الآخـر، كـانت علـى وشـك الذهـاب ، لكـنه تمسـك بهـا قائـلاً:
_"أنتـي لسـه زعـلانة منـي".

أدارت وجهـها بحنـق ولـم تجيـب فنظـر إلـى والـده فحـثه علـى الاستمـرار:
_"عـشان خـاطري مـتزعليش بـس مكـنش ينفـع أسمـع كـلامك المرة دي ، أنتـي عـارفه غـلاوتك عنـدي صـح"

لـم تجيـب فـأردف:
_"و عارفه أنـي مقـدرش علـى زعـلك، بس دلـوقت عـاوز أسـالك سـؤال".

نظـرت إلـيه هـذه المـرة فـأكمل:
_"مـش لما بتـأخر بـره لـوحدي بـالليل بتبقـي خايفـه وقلقانـه عـليا؟".

أومـأت لـه مؤكـده حديثـه :
_"و لما بسالك خايفه ليه بـتردي تقولي أن الدنيا مبقاش فيها أمان و بـتخافي حد يثبتنـي و يـأذيني، مـا بـالك بقا بـبنتين مشردين فـي نص الليل لوحدهم فكـري كـده أي ممكن يحصل، وكمان باين من هيئـتهم انهم محترمين مش بنات تعـرف تسـلك فـي وضع زي ده، أزاي هـننام و ضميرنا مرتاح، أنا متأكد ان وراهم حاجه وحاجه كـبيره بس قلبي بيقولي أنهـم مظلوميـن واضطروا يهربوا من أهلهـم، فـعشان خـاطري بـلاش نبقـا أحنـا و الـزمن عـليهم".

لانت ملامح والدته قليلاً لكنها لم تقل شيئاً وتركتهم مغادرة الغرفة، نظر إليها محمد في يأس فـأقنعها بشيء لا يكن سهلاً، ذهب إلى والده وجلس بـجانبه قائلا:
_"دي أقنعتها تتجوزو ازاي" .

تنهد والده بعمق ، وكأنه يستعد لقول شيء شـاق للغاية :
_"ياااه متفكرنيش بالأيام دي، دي كانت أيا....".

قبل أن يكمل دلفت "نجاة" مرة أخرى ، قطع حديثه وهو ينظر إلى محمد ويبتسم بحذر، نظرت إليهم نجاة قائلة:
_"تعالا معايا نطلع ليهم الأكل دا".

ابتسم محمد بفرح ،يعلم أن والدته ما زالت غاضبة ، لكن رق قلبها قليلاً:
_"متتعبيش نفسك انا هطلع الاكل".

نظرت له بحنق :
_"قبل أي حاجه انا مش عاوزة اشوفك فوق تاني، دول بنتين لوحدهم يعني لو عاوزين حاجه انا اللي هعملها ليهم".

ابتلع محمد لعابه بتوتـر:
_"طبعا هو أنا قولت غير كده".

ذهب محمد خلف والدته إلى الطابق الثاني، و طرقوا الباب لمدة خمس دقائق، بدأت والدته تشعر بالضيق قائلة:
_"الست هانم مكسلة تقوم تفتح الباب ولا اي".

كاد محمد أن يجيب ، لكن فتحت رنوة في تلك اللحظة وهي تنظر إليهم بقلق ثم أفسحت لهم المجال للدخول، وضعت "نجاة" صينية الطعام، ثم التفتت إلى رنوة وهي تفحصها بعمق، توترت رنوة من نظراتها إليها، فنظرت إلى محمد منتظرة مساعدته، قطع محمد ذلك الصمت قائلا:
_"ماما جايه عشان ترحب بيكم و جايبه ليكم الاكل ده"

نظرت إليه والدته بحنق لأنها لا ترحب بهم، لماذا يقول أشياء عنها، لاحظت رنوة نظرات والدته إليه وفهمت مغزاها ،فـحاولت تجنب المشاكل:
_"تسلم أيدك تعبتي نفسك ليه".

ابتسمت لها نجاة على مضض ، ثم جلست على الأريكة، نظر إليها محمد غير مطمئن :
_"محمد قال أن اختك معاكي هي فين "

في تلك اللحظة خرجت روانا متكئة على الحائط ، فركضت إليها رنوة لمساعدتها، تبدلت  ملامح "نجاة" إلى الشفقة، فنظرت إلى محمد فـوجدته ينظر إليها وكأنه يقول أن هذا ما دفعه لمساعدتهم، غادر محمد و والدته لتركهم يتناولون الطعام علي راحتهم.
.......................................

في صباح اليوم التالي ، كان المنبه يرن باستمرار ليوقظ ذلك النائم متكاسلاً، لكنه لم يفلح، فدخلت والدته الغرفة وذهبت إلى النافذة لإزالة الستارة ،فدخل الضوء إلى الغرف فتح محمد عيناه بتكاسل:
_"حرام عليكي يا ماما أقفلي الستارة".

_"بطل كسل يا محمد، عمر رن كذا مره و بيقولك قوم بسرعة عشان تروح تشوف الموقع اللي هتشتغلو فيه".

نهض محمد سريعًا لأنه نسي ذلك ، ذهب إلى المرحاض للاستحمام ، ثم خرج فوجد والدته غادرت الغرفة، توجه  إلى الخزانة واختار سروالًا جينز أسود وقميصًا من نفس اللون، توجه إلى المرآة ليصفف شعره ولحيته ويرش عطره النفاذ، ثم خرج وهو يلقي التحية علي والديه قبل مغادرته، فـأوقفته والدته قائلة:
_"أستنا أنت رايح فين؟"

_"رايح الشغل".

_"عارفه ، بس أفطر الأول"

تحدث محمد وهو مهرولا إلي الخارج:
_"لا لا مفيش وقت هاكل في الموقع".

ركب محمد السيارة وغادر ، دون أن ينتبه لمن تنظر إليه من الأعلى، كانت رنوة على وشك إغلاق النافذة، لكن رنين هاتفها منعها، نظرت إلى الهاتف بسعادة وأجابت قائلة بصوت مرح:
_"وحشتيني أوي بجد".

جاءها صوت غرام قائله بلوم:
_"لو وحشتك بجد كنتي افتكرتيني و كلمتيني، انا بقالي يومين بحاول اوصلك مش عارفه".

تنهدت رنوة بحزن :
_"لو تعرفي اللي حصلي مش هتقولي كده".

_"حصل أيه".

روت لها رنوة ما حدث منذ لحظة مهاجمة حسن لهم إلى هذا الوقت ووجودها في منزل محمد، زفرت غرام بغضب قائله :
_"ابن عمك دا مستحيل يكون أنسان لا بجد مستحيل أكيد دا شيطان متنكر، بس طبيعي يكون كده  اذا كانت امه إبليس".

_"مش عارفة يا غرام أنا تعبت، معرفش حسن أيه اللي وصله لكده مره واحده اتحول 360 درجة".

نهرتها غرام:
_"بالله عليكي بطلي عبط بقا، انتي بس اللي طيبه زيادة عن اللزوم لو حد ضحك في وشك تقولي عليه طيب و غلبان".

تنهدت رنوة بحزن ،هي تعلم أن ما قالته صحيح، شعرت غرام بـحزنها و أن هذا ليس الوقت المناسب لهذا الحديث، يجب أن تهون عليها الأن:
_"قوليلي عنوانك وانا هجيلك".

_"لا لا، ممكن حسن يكون مراقبك ويوصل ليا".

قالت غرام محاوله طمأنتها :
_"متخافيش قبل ما أجيلك هتأكد انه مش مراقبني" .

وافقت رنوة ، فنهضت غرام لتهيئ نفسها للخروج ، ولكن قبل ذلك نظرت من الشرفة لتتأكد من عدم وجود أحد يراقبها ، لكنها وجدت "علي" صديق حسن جالسًا في المقهى المقابل لمنزلها، فـسبته سرا ،
لكنها أصرت على الخروج ، فخرجت من المنزل متظاهرة بأنها لم تره ، لكن عندما رآها "علي" ذهب خلفها، كانت تنظر إليه من زاوية عينها بحنق وتفكر في خدعة للهروب منه ، فركبت عربة ووجدته يركب معها نفس العربة، نزلت في منتصف الطريق محاوله التملص منه ، لكن وجدته ينزل ورائها وهو يحاول التصرف بشكل طبيعي وكأنه فعل غير مقصود ، لأنه لا يعرف أنها تعلم أنه صديق "حسن"، أخذت عربة أخرى وركبت في المقعد المجاور للسائق ، فوجدته يركب نفس العربة، لكن في المقعد الخلفي خطرت في رأسها فكرة ، فاقتربت من السائق برأسها وقالت بصوت منخفض:
_"لو سمحت".

نظر لها السائق مستغربا فأكملت :
_"الكابتن اللي ركب بعدي دا ماشي ورايا من بدري وركبت كذا عربية ونزلت عشان أتأكد بس برضو بيركب ورايا وانا بنت لوحدي وخايفه يأذيني فـممكن تنزلني في مكان اعرف اركب منه وتمشي بسرعه متستناش ينزل".

أومأ لها السائق برأسه وكأنه يؤكد دعمه لها ، ونظر في المرآة بغضب إلى الجالس في الخلف،
شعر "علي" أن هناك خطب ما في نظرة السائق إليه، لكنه لم يكترث و صوب نظرة على غرام، بعد حوالي عشر دقائق توقف السائق فهرولت غرام سريعا ،حاول "علي" النزول لكن السائق سار مسرعا ، ركبت غرام سيارة اخري وهي تتنفس بارتياح، بعد وقت قصير وصلت إلى العنوان الذي قالته رنوة، ظلت تنظر خلفها كل بضع لحظات للتأكد من أن "علي" لم يلحق بها لكنها لم تلاحظ من أمامها فضربته، تأوه "اسلام" فذعرت غرام ونظرت إليه بأسف:
_"أنا اسفه مخدتش بالي والله، بس "علي" منه لله كان بيراقبني وكنت بتأكد انه مش جاي ورايا بس ال...."

قطعت حديثها عندما وجدته ينظر إليها بغرابة، هل تحكي قصة حياتها لكل عابر سبيل هكذا؟ تنحنحت غرام بحرج:
_"قصدي يعني أنا آسفه".

أبتسم اسلام قائلا:
_"عادي ولا يهمك بس خلي بالك بعد كده عشان كنتي هتجيبيلي ارتجاج".

لوت غرام ثغرها بتذمر:
_"و متخدش أنت بالك ليه، انت كمان خبطتني".

رفع أسلام حاجبيه:

_"انا كنت واقف علي فكره و بتلفت لقيتك لبستي في وشي ".

قالت غرام منهيه الجدل :
_"خلاص خلاص حصل خير، متعرفش عمارة الدكتور كارم الرويني فين".

كاد إسلام أن يجيبها ، لكن رنوة خرجت من المنزل وهي تركض نحوها بفرح و تعانقها، نظر إسلام إليهم وهو لا يفهم ما يحدث ، من هم وماذا تفعل تلك في منزلهم، أفاق من شروده عندما وجد رنوة تسحب غرام إلى المنزل ، فأوقفهم قائلاً:
_"ثواني ثواني انتو رايحين فين؟".

نظرت إليه رنوة رافعه حاجبها:

_"وحضرتك بتسأل ليه".

قاطعتها غرام قائله :
_"لا مش للدرجادي مش عشان كنت بحكيلك عن "علي" توصل لأنك تقولي رايحه فين و جايه منين".

حاول إسلام أن يوضح لهم أن هذا منزله ، لكن غرام قاطعته مربته على كتفه كإشارة منها للابتعاد:
_"يلا يا كابتن الله يسهلك شوف رايح فين".

نظر إسلام إلى يديها مصدوماً بما فعلته، خرجت نجاة في ذلك الوقت وهي تصرخ بفرحة:
_"إسلام حبيبي انت جيت امتا".

ركض إسلام نحوها و عانقها بحب قائلاً:
_"وحشتيني اوي يا ماما، كنت عاوز أعملك مفاجأة".

ثم نظر إلى غرام بحنق :
_"منه لله اللي بوظها بقا".

ابتسمت غرام ببلاها وهي تقول :
_"هو بيلقح عليا ولا اي ".

ضحكت رنوة ضحكه خافته:
_"تقريبا كده".

لوت ثغرها قائله:
_"بس مين الواد الرخم ده ومين الست اللي عماله تبصلنا من فوق لتحت دي كمان".

_"دي والدة محمد اللي قولتلك عليها".

_هي دي طنط ام محمد.

قالت غرام ذلك بصوت عالٍ وهي تتجه نحو والدة محمد مبتسمه ، نظرت إليها نجاة بريبة لمن تتجه نحوها و تعانقها، حاولت الافلات منها لكن غرام تشبثت بها وقبلتها من وجنتيها قائلة:
_"انا غرام صاحبة رنوة، لا احنا زي الاخوات بالضبط".

سحبتها رنوة سريعا إلى داخل المنزل ، ثم توجهت إلى الطابق الثاني وأغلقت الباب خلفهما ، ثم نظرت إلى غرام وانفجرت ضاحكة:
_"انا لو سيبتك قدامها دقيقه كمان كانت هتطردني انا وانتي".

قهقهة غرام قائلة:
_"انا لقيتها بتبصلنا من فوق لتحت ولا المتسولين فـقولت اضايقها شويه" .

نظرت إليها رنوة قائلة بجدية هذه المرة:
_"انا عارفه انك بتحبي تهزري بس بلاش تضايقيها ،احنا هنا ضيوف و كتر خيرها انها وافقت تدخلنا بيتها، والطبيعي متبقاش طيقانا".

ابتسمت لها غرام وكادت تتحدث ، لكنها سمعت صوت أبواق سيارة ، فركضت مسرعة إلى الشرفة لترى من القادم، فوقفت مشدوهة العينان قائله بصدمه :
_"هو دا محمد ؟".
نظرت رنوة لتري عمن تسأل:
_"لا دا عمر صاحبه".

وبعد لحظات نزل محمد أيضًا من السيارة ، ولم تتبادل نظرات غرام ، فنكزتها  رنوة قائلة:
_"انتي يا بنتي روحتي فين".

نظرت "غرام "بهيام قائله:
_"انتي طلعتي طماعة اوي يا رنوة، يعني مش عيب يبقا قدامك كل القمرات دول و متبعتيش لأختك واحد".

لم تفهم رنوة مقصدها فقالت مستفهما:
_"ازاي يعني مش فهمه".

"_مش فهمه اي انتي مش شايفه عاملين ازاي".

_"عاملين ازاي ما بني ادمين عادي يعني".

قالت غرام بنظرات هائمه :
_"عادي اي انت شكل نظرك ضعف، لا بصي خدي انتي محمد وانا هاخد عمر".

ثم قالت متراجعة:
_"لا هاخد أنا محمد "

رمقتها رنوة بحنق قائلة:
_"انتي جايه تهزري يا غرام، دا علي اساس انك مش عارفه ظروفي، انا لا جايه احب ولا اصطاد عريس ،انا قاعدة هنا يومين لحد ما اظبط اموري وهمشي علي طول، ياريت لو حابه تجيلي هنا تتعاملي علي هذا الأساس انا مش عاوزه حد يقول عني اي كلمه مش كويسه، كفاية اللي أتقال".

قالت غرام بنبرة مشوبة بالحزن:
_"وانا اللي هخليهم يقولو عنك كلام مش كويس، عموما انا اسفه"

قالت ذلك وقامت لتغادر ، فتشبثت رنوة بها ، وتجمعت الدموع في مقلتيها:
_"انا اسفه مش قصدي، بس أنتي اكتر واحده عارفه انا اتعذبت واتظلمت ازاي الفترة اللي فاتت، ومش ناويه لا دلوقت ولا  بعدين  اني ادخل اي راجل في حياتي".

عانقتها غرام بحب و ربتت على ظهرها محاولة تهدئتها ، لكن في تلك اللحظة سمعوا طرقًا على الباب فنهضت غرام لتفتح.

كان محمد ينتظر عند الباب ، لكنه فوجئ بمن تفتح، نظر إليها برهة ثم تنحنح قائلًا:
_"أسف لو ازعجتكو بس امي عزماكو علي الغداء بالليل بمناسبة رجوع إسلام اخويا من السفر".

جاءه صوت رنوة تقول :
_"شكرا يا بشمهندس بس أعتذر لوالدتك بالنيابة عننا اننا مش هنقدر نحضر" .

عبس وجه محمد قائلا:
_ليه؟.

_"انتم عيله في بعض مش عاوزين نعمل ليكم ازعاج".

ابتسم محمد بهدوء:
_" لا مفيش ازعاج في اصدقاء لينا هيبقو موجودين برضو".

كادت رنوة تعترض فقال محمد وهو يرحل مسرعاً:
_"ماما مستنياكم الساعة 7 متتأخروش".

نظرت رنوة إلى غرام في حيرة، فهمت غرام ما يدور في عقلها ، فقالت:
_"أحضري عادي انتي بقالك كتير مخرجتيش ولا روحتي اي مكان".

تنهدت رنوة قائله:
_"مش عاوزه اختلط بحد، مش عاوزه حد يسألني انا مين وفين اهلي، تعبت من الأسئلة دي ومن نظرات الناس ليا".

قالت "غرام" وهي تحاول التهوين عليها :
_"انتي مش مجبرة تجاوبي على اسئلة حد، ومش مجبرة تقنعي حد بيكي ولا بظروفك".

تنهدت رنوة بأسي فأكملت غرام قائله:
_"انتي كنتي وما زلتي قوية بلاش تخلي اي كلام يضعفك عشان تقدري تستمري و تاخدي حقك من كل اللي ظلمك".

ابتسمت رنوة لها بحنان و عانقتها ، لكن سرعان ما ابتعدت وكأنها تذكرت شيئًا:
_"انتي هتحضري معايا العزومه دي".

قالت غرام برفض:
_"لا لا مش هينفع أنتي عاوزه الحج يخليني أنام في الشارع النهارده".

قالت رنوة برجاء:
_"عشان خاطري مش عاوزه ابقا معاهم لوحدي".

صمتت غرام و كأنها تفكر في شيء ثم اردفت :
_"هكلم ماما أحاول معاها".

_"لا انا اللي هكلمها وعارفه انها مش هترفضلي طلب".

اتصلت غرام بوالدتها، ثم أخذت رنوة الهاتف منها و أمضت ربع ساعة في التحدث إلى والدة غرام تحاول إقناعها، بعد انتهاء المكالمة ، تنهدت رنوة قائلة:
_"دماغها ناشفة زيك".

قهقه غرام ثم اردفت وهي تقلد صوت رنوة:
_"لا أنا هكلمها وعارفة أنها مش هترفضلي طلب".

نظرت لها رنوة بثقه :
_"العبرة في الخواتيم، المهم انها فالنهاية وافقت فعلا".

قبل ربع ساعة من اقتراب موعد الغداء ، نهضت رنوة لتهندم  ملابسها و تعدل حجابها، في الوقت نفسه ساعدت غرام روانا على المشي، و مع اقتراب موعد الغداء سمعوا ضحكات وأصوات تشير إلى وجود العديد من الأشخاص في الأسفل، كانت رنوة متوترة، لأكثر من عام  اعتادت أن تكون بمفردها لم تصدف بأن تكون في مكان مليء بالأشخاص هكذا دعمتها كنزي وحثتها على النزول.

أمام الشقة في الطابق السفلي ، قابلهم محمد بالترحاب ، دلفت الفتيات ونظر إليهن الجميع، حاولت رنوة التظاهر بالقوة وجلست متجنبة النظر إليهم ، لكنها شعرت أن أحدًا ينظر إليها ونظراته تكاد تلتهمها،
رفعت عيناها لتصطدم بأعين فتاة كانت تفحصها من أخمص قدميها إلى أعلى رأسها بغضب، لم تفهم رنوة سبب تلك النظرات ، ف نظرت إليها مستغربه و أبعدت عيناها بعيدًا متجنبة النظر إليه، فوجدت عمر يقترب منهم ويرحب بهم ، ثم قال مبتسما:
_"لمي زعلت اوي بعد ما مشيتي كانت متعشمه تقضي معاكي وقت أكبر".

ابتسمت رنوة قائله:
_"معلش الظروف مسمحتش بس ان شاء الله نتقابل تاني".

أومأ لها عمر ثم تذكر شيئا قائلا:
_"ثواني وراجعلك تاني".

نظرت إليه رنوة بدهشة ، ثم أومأت إليه مستسلمة، وبعد حوالي دقيقة عاد عمر من الخارج حاملاً حقيبة صغيرة:
_"دي هدوم بعتتها لمي ليكي لما عرفت أن كل هدومك نسيتيها في البيت".

نظرت إليه بصدمة ، ثم قالت معتذرة:
_"أنا مش عارفه اقولك ايه، حقيقي شكرا ليها جدا أنها فكرت فيا بس مش هقدر أقبل حاجه زي كده".

نظر لها عمر بحزن وهو يقول:
_"لو رجعت بيهم هتزعل بجد وهتفتكر ان زوقها وحش ومعجبكيش".

في تلك اللحظة انتزعت غرام الحقيبة من يديه قائله:
_"لا طبعا رنوة متقدرش تزعلها".

نظرت إليها رنوة بغضب ، بينما نظر إليها عمر متفاجئًا، ابتسمت غرام له قائلة:
_"انا غرام صاحبة رنوة".

ابتسم عمر مرحباً بها ، وكان على وشك أن يقول شيئاً لكنه سمع من يناديه ، فستأذن للمغادرة، بعد أن غادر عمر ، جذبت رنوة غرام إلى الخارج ، وكان الغضب يتطاير من عينيها ، نهرتها بحنق:
_"انتي ازاي توافقي تاخدي الهدوم".

قالت غرام بلامبالاة:
_"انتي معندكيش هدوم ومش معاكي فلوس تشتري دلوقت ولا هتعرفي ترجعي البيت تجيبي هدومك فطبيعي لازم تاخديهم ولا هتفضلي لابسه هدومك دي ليل نهار لحد ما تنتن".

اقتنعت رنوة قليلاً ، لكنها كادت أن تغضب مرة أخرى ، لكن أوقفها صوت أنثى خلفها يقول:
_"انتو واقفين كده ليه زي اللي سارقين حاجه و واقفين يقسموها ؟".

التفتو ونظروا إليها بدهشة، كانت شهد تنظر إليهم بكراهية لا تستطيع إخفاءها. قالت رنوة مستفهما:
_"قصدك أيه؟".

نظرت إليها شهد باستخفاف وهي تحاول التظاهر بالمزاح ومدت يديها لتقول:
_"أنا شهد بنت عم محمد".

مدت رنوة يدها على مضض وحاولت أن تبتسم:
_" وأنا رنوة"

مدت غرام يداها ايضا وهي تريد خنقها :
_"انا غرام صاحبة رنوة".

لم تتبدل ابتسامة شهد وهي تقول:
_"هربانة زيها يعني؟".

نظرت لها رنوة وهي تردف بحنق :
_"يعني أي هربانة زيها؟، مين قال أني هربانة اصلا".

قالت شهد متوترة:
_"سمعت عادي يعني".

ازداد غضب رنوة وقالت بصوت عالٍ:
_"طب ما تقولي مين اللي قال عشان نروح ونسأله سوا جاب منين اني هربانة".

قبل أن تجيب ، جاء محمد وعمر علي أثر صوتهما، قال محمد وهو ينظر إلى رنوة مستفهما:
_"في أيه ؟".

نظرت له رنوة بحنق قائله:
_"الآنسة بتقول أننا هربانين  فكنت بسألها جابت الكلام دا منين".

اشتعلت أعين محمد من الغضب وهو ينظر إلى شهد و يفحصها بنظرات قاتلة أرعبتها قائلا:
_"انتي مش من شوية جيتي و سألتيني مين دول قولتلك أنهم ولاد حد من أصدقاء بابا القدام و أتوفى وكان موصي بابا عليهم عشان ملهمش حد عشان كده قاعدين عندنا فترة".

قالت شهد بتلعثم من الخوف:
_"أنا كنت بهزر معاهم معرفش أنها هتزعل كده".

Seguir leyendo

También te gustarán

1.4K 113 13
اجتمعا على الأنتقام واختلفا في طريقته سلكا دربي مابين المكر و المسالمه ،الدهاء و الطيبه، الخديعه و الهدوء...لكنهما اجتمعا على الذكاء . كان كلًا منهما...
4.1M 61.7K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
654 50 6
كم هو مؤلم ان تأتي الجراح من اقرب الناس إليك
851 74 19
"كُنتُ أنا وقلبي بين أناسٌ مؤذيةٍ يسلبُون كُل جميلًا بِـداخلي، ويتركونني بلا حياة؛ حتى رأيتُكَ وسط جموعِ البشرِ فأيقن قلبي أنكَ أنتَ طَوْقُ النَّجاة...