- عودة-
.
.
.
_________
صباح اليوم التالي كنت في الجامعة أجلس بهدوء ، الغريب أن المدرج كله امتلأ و لم يحضر أولئك الأربعة.
ليلي و ميغ يتبادلان الحديث بينما أنا شاردة ، لقد شعرت بخيبة كبيرة بسبب تعامل صاحب الوشوم معي.
لما كان عليه أن يكون بهذه القسوة ، انتظرته في الجو البارد و كدت أدخل السجن .
تشه ، علي أن أكون حذرة أكثر ، لا أريد أن أقع لشخص يشبه ذاك الأحمق " ديفيد "
قطع حبل أفكاري دخول أستاذ المحاضرة ، و قد علمت أنه كاتب القصص المشهور عالميا
ـ كيم سوكجين.
نبست ليلي اسمه بإبتسامة واسعة لتحدق بي و هي تبتسم :
ـ انه هو حقا !
حسنا ، لقد تغير مزاجي بعد رؤيتي للكاتب صاحب الحس المرهف و القصص الرومنسية التي أحدثت ضجة في عالم صناعة الأفلام الرومنسية.
لقد علمت أنني سألتقي بنخبة السينما في جامعة نيويورك ، لكن ليس سوكجين ، انه رائع بالفعل.
ـ مرحبا.
.
.
.
انتهت المحاضرة و ها نحن نخرج الآن ، لم يأت تايهيونغ و أصدقاؤه .
بالتأكيد لن يأتوا لأن المدرس كان رجلا ، جيد على الأقل مستقيمون .
اتخذت طريقي بمفردي الى الإقامة وجدت أن أمي حاولت الإتصال بي.
لذا أعدت الإتصال بها :
ـ أمي .
ـ ابنتي كيف حالك ؟
ضربت الحجر الذي أمامي برجلي و أجبت :
ـ أنا بخير ، أعتذر عن عدم ردي لمكالمتك ، خرجت للتو من المحاضرة.
ـ لا بأس ، و كيف كانت ؟
قررت دخول الحديقة المجاورة و تحدثت :
ـ انها جيدة ، الجامعة جيدة و نيويورك جيدة ، كل شيء جيد .
سمعت قهقهاتها :
ـ سعيدة من أجلك .. تذكرت .
ـ نعم ؟
قطبت حاجباي أنتظر التكملة :
ـ لقد أتى شاب عشريني ، يبحث عنك و هو صاحب شعر بني كثيف و شامة في خده ، لكنني أخبرته أنك انتقلت.
وسعت عيناي و ارتجفت يداي :
ـ ه .. هل أخبرك .. بإسمه ؟
همهمت لتجيب :
ـ ديفيد دايمند ..
تجمدت مكاني ، و خطواتي تثاقلت الى أن توقفت بالكامل ، كنت أدخل اليد الأخرى بجيبي .
ـ ميا ، ميا هل تسمعينني ؟
استفقت على صوت والدتي لأجيبها :
ـ أ .. أجل أنا أسمعك .
تماسكت قدر الإمكان لأن لا تشعر بتغير نبرة صوتي :
ـ أنا متعبة فقط.
همهمت من خلف الهاتف لتقول :
ـ لهذا سأقطع الخط ، و أدعك ترتاحين ، ليلة سعيدة.
ـ الى اللقاء ، شكرا لك أمي.
قطعت الخط لأضع الهاتف بجيبي ، جلست في احد المقاعد و أمسكت رأسي .
لما عليه أن يعود بعد سنتين من الاختفاء ، لم يكن ينقصني سواه الآن.
لقد تجاوزت تلك المرحلة و تجاوزته ، ذاكرتي بدأت تقودني الى ما حدث .
...
ديفيد يكون حبيبي السابق ، انه شخص وسيم للغاية و ثري أيضا و يعتبر والده من اقطاعي المزارعين .
في مرحلة الثانوية ، تعرفت عليه ، حين تعرضت للتنمر بسبب لون شعري الأحمر.
كنت أعاني عقدة أنذاك منه ، لكنه أبعد المتنمرين الذين قاموا بسكب حليب جوز الهند على شعري و ملابسي.
ثم مسح ملابسي بالمنديل و شعري أيضا :
ـ هل أنت بخير ؟
أومأت له رأسي ، و لا أنكر أنني انبهرت بعينيه الساحرتين في تلك اللحظة.
و حين كنت أعمل بالمزرعة و جاء والده لعقد اتفاقية معنا حتى لا ندفع الضرائب للعمدة.
كان معه و تذكرني ، بينما الكبار يتحدثون عن الأمر ، أراد الإنفراد بي .
أذكر أننا جلسنا قرب النهر :
ـ لم يكن على والدك أن يكون فظا هكذا .
لم أكن راضية عن معاملة والده لوالدي ، كان متسلطا :
ـ أنا أعتذر بالنيابة عنه ، أبي شخص نرجسي و أنا أكرهه .
لقد بدا لي مريبا ، بل كان كذلك ، لكنني تغاضيت عن ذلك حين أمسك يدي :
ـ لم تخبريني باسمك .
ـ ميا.
ابتسم مظهرا أسنانه و هذا جعل قلبي يخفق ، كانت تلك أول مرة أسمع صوت قلبي حين أنظر لرجل ما :
ـ و أنا أدعى ديفيد.
أمضينا الوقت بالحديث عن أشياء عشوائية :
ـ هل أحببتي أحدا من قبل ؟
نفيت برأسي :
ـ لا ، لما ؟
سألت بعفوية لكنني دهشت حين قام بتقبيلي فجأة ، و تعمق في ذلك ، كانت قبلتي الأولى عنيفة و لم أستطع مجاراته بها .
لكن الفراشات ببطني جعلتني أتركه يفعل ما يحلو له ، ابتعد عني و أجابني بصوته الجذاب:
ـ لأنني أريد أن أكون أولهم.
، اتضح أنه أكبر مني بخمس سنوات ، هذا ما جعلني أظن أن علاقتنا مستحيلة.
كوني قاصرا .. ، لم أعلم مالإتفاق بالضبط ، لكن يبدو أننا تحلينا عن جزء من أرضنا .
و ذلك الجزء أصبح مخصصا لزراعة نبتة ما لا أعرفها ، و في لقائنا الثالث اعترف لي بحبه بطريقة مباشرة .
و أنا وافقت ، قضيت ستة أشهر بين المواعيد و اللقاءات و الهدايا.
حياتي كانت عبارة عن بتلات ورود معه ، لكنني أصبحت متعلقة به بشكل غير مسبوق.
كلما يؤلمني رأسي أذهب اليه ، يجهز لي عصيرا خاصا و أحيانا يعطيني حبة دواء.
حتى أصبحت مدمنة و هربت من المنزل ، لم أخبر والداي أو أعرفهم عليه حتى.
بقيت في منزله لمدة شهر ، يعطيني حبة مخذرة و نحتسي الشراب لكن في آخر ليلة حين كنت ثملة.
استغل الأمر لصالحه ، ثملت بشدة حتى آلمني رأسي ، كان يقابلني في الأريكة ليقف و يجلس بقربي.
رأسي موضوع على ظهر الأريكة مرتد الى الخلف و وجهي أحمر بسبب الثمالة ، أمسكه و رفعه :
ـ لا أستطيع الانتظار أكثر .
ابتسمت كمختلة :
ـ تنتظر ماذا ؟
داعب وجنتي و شفتي بحميمية ثم وضع يده الأخرى تحت فخذي و اعتصره :
ـ آخذك بين يدي.
ضحكت كفاقدة لعقلها بقوة :
ـ أنا بين يديك بالفعل.
لم يضحك ، كانت تعابيره مظلمة للغاية و عيونه مظلمة :
ـ أنا جاد.
ابتسامتي تبددت :
ـ فهمت .
وضعت زجاجة الشراب فوق الطاولة و وفقت :
ـ و أنا لا أستطيع الإنتظار.
ربتت على فخذيه لأجلس فوقه أحيط بخصره رجلاي :
ـ إذا ، لنفعلها الليلة.
جذب وجهي اليه ليقبلني بنهم ، و لأنني اعتدت على طريقته بادلته .
لقد كان يتغلغل في جوفي بطريقة شرسة ، رماني على تلك الأريكة يعتليني و لم يكف عن تعنيف شفتي .
ثم مزق الثوب ....
حين استيقظت صباحا وجدت نفسي عارية في غرفة النوم و هو كان نائما بجانبي بدون ملابس أيضا.
فزعت و ابتعدت أغطي نفسي بملائة السرير ليستفيق :
ـ حبيبتي ، ماذا هناك ؟
كاد أن يلمس وجهي لكنني أبعد يده بخشونة :
ـ ابتعد عني ، مالذي فعلته بي ؟
قطب حاجبيه ليقول :
ـ مالذي فعلته بك ؟ أنت من فعلت ذلك تذكرين ؟
بدأت أشهق ببكاء ، و دموعي تنساب بغزارة :
ـ الهي.
أراد أن يقترب لكنني صرخت و أنا أغطي صدري :
ـ ابقى بعيدا ..
ثار غضبه قليلا ليقول :
ـ ليس و كأنني مغتصب ميا ، أنت من جلست في حجري لذا لا تثيري جنوني .
أشرت الى نفسي و قلت :
ـ و هل كان عليك مجاراتي و ان فعلت ؟ كيف يمكنك فعل ذلك و استغلال قاصر ؟
اشتعل أكثر و صرخ :
ـ أنا لم أستغلك ، أنت كنت راضية.
أمسكت بشعري :
ـ يا الهي لا يزال يقول كنت راضية ؟ هل تريد أن تلومني أنا ؟
استقمت ألف الملائة بينما يتحدث :
ـ أنا لا ألومك ، أنا أخبرك بالحقيقة .
حين تأكدت من تغطية نفسي قلت :
ـ لا يمكنني البقاء معك ، أنت استغليتني لشهواتك الجنسية فقط .
كانت قدماي ضعيفتين لذا سقطت و ازدادت دموعي :
ـ يا الهي ، من يعلم مالذي فعلته بي بالأمس.
لم ألحظ وقوفه أمامي تماما بنظرته الحاقدة :
ـ لا يمكنك الخروج و لو أردتي ذلك .
ازداد ألم رأسي و أمسكته ليرفع علبة الدواء :
ـ حينها لا يمكنك الحصول على هذا.
وسعت عيناي ، و هو قرفص :
ـ أنت ... أنت جعلتني مدمنة ؟!
ابتسم بجانبية :
ـ أنت من جعلتي نفسك.
بصقت بوجهه ليمسحها و يصفعني ، بدأت أصرخ بإنهيار :
ـ اللعنة عليك أيها العاهر يا عديم القيمة.
أمسك شعري ليرفعني و يلقيني على السرير :
ـ تريدين جولة صباحية اذا.
انتهى الأمر بشكل سيء ، و لم أستطع الهروب حتى ، كنت آلة لممارسة الجنس فقط مقابل حبة دواء.
كنت أضاعف الجرعات أحيانا لأقتل نفسي و أنتهي منه ، لكنه منعني لكم من مرة.
و أخيرا استطعت الهروب و عدت للمنزل لأخبر عائلتي أنني هربت لصديقتي بعدما اتفقت معها و عدت.
و دخلت مركز معالجة الادمان ، لقد حلقت شعري و حبست لفترات طويلة، و اتضح أن الأرض الزراعية التي تنازل عنها أبي.
كان يتم زرعها بالمورفين و أشياء أخرى ، لذا تم احراقها و كتهديد لوالد ديفيد ، قلت سأخبر الشرطة عن ابنه .
لذلك انسحب كلاهما بهدوء دون مشاكل.
...
و الآن ، لما بعد مرور سنتين ، يخرج باحثا عني ، الأسوأ أنه يعلم أنني بنيويورك.
قد يخرج بأي لحظة أمامي و ينتقم لما فعلته ، الهي ، احمني فقط من هذا المريض.
ـ تجلسين وحدك .
رفعت رأسي لأجده الرجل الذي أوصلت له الرسالة :
ـ سيد توماس !
كان يرتدي ملابس رسمية و نظارات شمسية و قبعة و يحمل بيده عكازا جميلا أشار الى المقعد بجانبي :
ـ أيمكنني الجلوس ؟
زحفت قليلا على الجانب لأقول بتوتر :
ـ أ ... بالطبع .
جلس بينما لا يزال مبتسما ، حدق بي بإبتسامته ليقول :
ـ تبدين متوترة للغاية ، هل هناك خطب ما ؟
ترددت في الإفصاح ، رغم حاجتي لذلك لكن ذلك سيكون متهورا لذا تراجعت :
ـ هل أنت مضغوطة بسبب الدراسة ؟
سأل بإهتمام لأومأ رأسي بابتسامة متكلفة :
ـ أجل .. نوعا ما .. المدينة و ازدحامها أيضا.
أومأ رأسه بتفهم :
ـ هاا .. فهمت ، فهمت ذلك ، كونك فتاة معتادة على المزرعة و هدوئها ، لا ألومك.
لحظة صمت محرجة سادت المكان لأقول بفضول :
ـ هل يمكنني أن أعرف ما علاقتك بوالداي ؟
جفل من السؤال لأرفع يداي و أتحدث بإحراج :
ـ ان كنت لا تريد الافصاح فلا داعي لذلك طبعا سيد توماس أنت لست مجبرا ....
ـ لا بأس ، سأخبرك .
شدد قبضته حول العكاز ليتحدث :
ـ انهما صديقان لي منذ أيام الثانوية ، هذا كل ما في الأمر.
نبرته كانت حزينة بعض الشيء ، لذا لم أستطع التصديق أن علاقته بهما بهذه البساطة .
تجاهلت القاء هذا السؤال ، لكنني قررت القاء سؤال آخر لعله أكثر وقاحة :
ـ هل أنت متزوج سيد توماس ؟
لقد حط بصره بحزن ، يا الهي ليت لساني يقطع عن هذه الأسئلة الغبية التي أطرحها.
لما لم أفكر أن :
ـ زوجتي توفيت قبل تسعة عشر سنة.
لما لم أفكر في ذلك ، استمر بالحديث :
ـ حين ولدت ابنتي ...
لم أرغب بتعكير مزاجه فالسيد توماس يبدو كشخص ايجابي محب للحياة لذا ربتت على كتفه :
ـ أنا آسفة .
وضع يده فوق يدي و ابتسم :
ـ شكرا لكي يا ابنتي.
كانت الشمس على وشك الغروب ما جعلني أسترخي قليلا كونه وقتي المفضل في الليل بطوله :
ـ أنا علي أن أذهب.
استقام بعدما حدق بالساعة لأقف أيضا :
ـ شكرا لك سيد توماس لقد شعرت بتحسن بالفعل ، أشكرك .
ابتسم ليقول :
ـ لا مشكلة ، ان احتجت أي شيء ، فهذا رقمي.
أعطاني بطاقته لأقرأها و أبتسم بوسع :
ـ رائع أنت محامي معتمد في مجلس قضاء نيويورك ، هذا فخر لي .
ابتسم ليقول :
ـ عن اذنك الآن .
ـ شكرا لك.
ذهب لأجلس في الكرسي و أضع سناعاتي اللاسلكية بهدوء ، كان الجو باردا بعض الشيء .
و سروال الجينز الفضفاض لم يكن دافئا رغم أنني ارتديت سترة سوداء قصيرة منتفخة .
وضعت يادي بجيبي و راقبت الناس بهدوء ، من ينزه كلبه و الأحباء الذين يتنزهون معا و العجوز التي تمشي لوحدها.
أحب لحظات هادئة كهذه فبعد حادثة العاهر ديفيد أصبحت منطوية على نفسي بشكل غير معهود ، مارتن أخي هو الوحيد الذي ساعدني .
فجأة شعرت بعيناي تنغمران بالدموع ، لست من النوع الذي يبكي لأنني مررت بما هو أسوأ لكن تلك الذكرى تشتتني و تجعلني مبعثرة.
و من الصعب أن أجد أحدا يعيد بنائي ، و هذا صعب ، أرجو أن لا أصادف وجوده في نيويورك فقط.
.
.
.
ـ واو ميا واو ، حقا واو ، مالحبكة الرائعة التي كتبتيها مالذي يحمله عقلك هنا ، أنت تملكين روح الاجرام يا فتاة.
ميغان لم تتوقف عن مدحي و هي تقرأ رواياتي البوليسية :
ـ انها اول مرة أكتب هذا النوع لذا من المفاجئ حتى لي أنها كانت متناسقة و متسلسلة هكذا.
ليليان جلست على حافة سريري و ميغان كانت تجمع قدميها ، كنا نجلس على ذات السرير :
ـ أرى أن تستمري في هذا المجال ، الجميع يكتب عن الحب لكن الاجرام ليس لتلك الدرجة مع أنه رائج هذه الأيام.
كانت عينا ميغان تلمع و هي تقرأ :
ـ أنتما تعلمان بالفعل أنني أحب أن أكتب رومنسية لطيفة و أنا أبدع في ذلك ، لكنني لست متأكدة ان كنت سأستمر في هذا النوع .
ـ لماذا ؟
ميغ سألتني بتذمر لأجيبها ببساطة بينما أحك قفا رأسي بإحراج :
ـ قد لا أستطيع ايجاد أفكار جديدة أو خطط اجرامية بصعوبة حتى استطعت اخراج هذه الرواية.
تنهدتا بيأس لتتحدث ليلي :
ـ مع ذلك أنت تكتبين بشكل مذهل ، ليست رواية و حسب بل يمكن أن تكون سكريبت أو نص مسلسل جاهز.
ميغ تحدثت بحماس :
ـ أوافقك الرأي ، فهناك حوارات كاملة ، تعجبني ردود البطلة.
ميغ مثال للمرأة القوية المستقلة ، في العلاقات هي من تعبث بالرجال لا العكس :
ـ تعلمان أنني أكتب عن نوع البطلات القويات و أفضلهن لا أحب بطلة رواية ضعيفة و هذه الشخصية أعجبتني حقا و ناسبتني.
كانت تمدح كل جزء و كل قطعة ، ليلي نطقت :
ـ على عكسك أرى أن بطلة الرواية لطيفة مع أنها قوية بعض الشيء لكنها حقا شخصية أنثوية ، أهنئك نسقت في شخصيتها بشكل جميل.
ابتسمت بوسع :
ـ شكرا لكما ، اذا هل تريان أنها صالحة لتكون مسلسلا أم فيلم ؟
سألت بإهتمام لتجيبني ليلي أولا :
ـ أرى أنه سيكون مسلسلا متكونا من عشرين حلقة كحد أقصى ، مدة الحلقة ساعة.
أومأت لأضع الفكرة في رأسي ثم حدقت بميغ :
ـ من ناحيتي ، ليكن فيلما مع غربلة نصك و خلع بعض التفاصيل ، فيلم مدته ثلاث ساعات .
أحب سماع أراء الناس خاصة فيما يتعلق بشغفي الدراسي أو رواياتي :
ـ أتمنى ذلك حقا ، أتمنى أن تتحول الى انتاج تلفزيوني ضخم و أقوم بمؤتمرات صحفية.
اقتربت ميغان لتحضنني من جهة :
ـ و يسألونك من أين أتاك الإبداع ؟
ليلي جائت من جهة الأخرى و نبست بنبرة صوت حالمة :
ـ و يلقون سؤال ، ماهي الحياة بالنسبة لكي في ثلاث كلمات ؟
أغمضت عيناي حقا و أنا أتخيل الفلاش يضرب عيناي بينما أرتدي ثوب أبيض طويل و أبتسم كالمشاهير :
ـ تمشين على السجادة الحمراء في لوس أنجلوس .
صوت ميغ أتاني لتنطق ليلي :
ـ و يتم اعداد تقارير عن أثوابك و تصبحين سفيرة ماركة شانيل .
تخليت أنني أقوم بإعلان :
ـ ثم أدخل مجال التمثيل و أمثل رفقة لويس بيتريدج.
تلك الغيمة من الأحلام انفجرت حين ابتعدتا عني و سألت ميغان :
ـ مهلا لحظة نحن لسنا على علم بهذا الجزء ، هل تريدين أن تصبحي ممثلة ؟
ليلي تحدثت بعقدة :
ـ انتظري لحظة ميغ ، ما هذا لويس و ماشابه ؟ أي يعقل أن هذا أحد أحلامك الوردية ؟
كنت محرجة من زلة لساني :
ـ حسنا ، انه أحدها ، لكنه ليس قابلا للتحقيق و لا أفكر بذلك حتى ، كانت مجرد زلة لسان أنا أريد أن أكتب و حسب.
كانا يعقدان حاجبيهما و يحدقان بحدة ، ميغ قالت :
ـ أيتها الغبية ، لو فكرت مجددا و مرة أخرى و مرة أخرى فستجدين أنه حلم سهل التحقيق و واقعي.
رفعت حاجباي مدهوشة لتكمل ليلي :
ـ أجل ميغان معها حق ، أنت تستطيعين دراسة التمثيل و التأليف معا ، كم من شخص مثل و ألف و أخرج و أنتج ، لما لا ، أنت جميلة بالفعل .
كان كلامها مفاجئا لي ، رغم أنني لم أفكر من قبل في جعل حلمي واقعيا :
ـ لكنني لست موهوبة .
ميغ انتفضت :
ـ نستطيع أن نطور موهبتك في التمثيل معا ، أساسا هل جربت من قبل.
نفيت برأسي لكنني ترددت :
ـ لكن ... لا لا مستحيل ، أنا لن أقدم على خطوة كهذه سأركز على التأليف و حسب .
صفعت ليلي جبهتها بيأس لتقول :
ـ أنت فقط ثقي بقدراتك.
لم أكن أرغب في الغوص أكثر :
ـ حسنا ما رأيكما أن نركز في الكتابة فقط ، ان أتاني عرض تمثيل فأنا لن أرفضه.
ـ اتفقنا ، لكي هذا .
.
.
.
مر أسبوع كامل ، كنت ما بين الجامعة و المحاضرات و الإقامة لم أفعل أي شيء ، التزمت الهدوء و حسب خوفا من ديفيد.
و اليوم هو يوم الخميس و هو دوري في اختيار مكان لنتسكع فيه .
كنت عائدة إلى الإقامة و أراسلهما ، قررت أن لا أخرج اليوم و هما لم تسألاني .
في المساء قررت تشغيل التلفاز و مشاهدة أي شيء متاح فقط و كان الاختيار فيلم رعب .
لست من محبي الرعب لكنني أستمتع بمشاهدته ، لكنني انتفضت عندما تم دق الباب فجأة .
أخرست التلفاز لأقف بخطى متثاقلة مشيت ، وضعت يدي على المقبض و فتحت الباب لأوسع عيناي مندهشة :
ـ مرحبا ميا ، لقد مضى وقت طويل .
كانت عيناي مثبتة عليه كيف عرف حتى غرفة اقامتي :
ـ د .. ديفيد!
تداركت نفسي لأحاول غلق الباب لكنه دفعه و أمسك فمي ليغلقه هو بالمفتاح.
اصطدمت ساقي بالسرير لأسقط عليه و يعتليني :
ـ فكرة جميلة لنزيل الشوق جميلتي ، لقد اشتقت لكي.
مرر يده على وجنتي بينما دموعي بدأت بالإنسياب ، أنا ضعيفة أمام هذا الرجل مهما كنت قوية أمام الآخرين :
ـ دعني و شأني ، لما تريد تخريب حياتي ؟
قهقه مرة واحدة بينما يتأملني و مسح دمعة سالت على خدي :
ـ يا للخيبة ، أهذا ما تظنينه ؟ أنا لا أريد تخريب حياتك أنا أريد تغييرها الى الأفضل.
وضع يده تحت فكي و مرر ابهامه :
ـ جميلة ، لقد ازددت جمالا.
حين اقترب ليقبلني توقف جافلا من طرق الباب ليقف :
ـ من قد يكون هذا ؟
تمتم متجها نحو الباب ليفتحه و يجد ليلي و ميغ كانت علامة الاستغراب واضحة على وجوههم :
ـ من تكون ؟
كان سيرد لو لم أمسح دموعي و أدفعه لأقول :
ـ أتيتما باكرا اليوم ..
ابتسمت كإشارة لمسايرتي حين دخلتا ميغان لم تكف عن التحديق به بإشمئزاز و خلعت معطفها :
ـ لقد حدث أمر طارئ ، من هذا ؟!
ـ حبيبها !
تحدث بثقة لأغمض عيناي بقوة و تسأل ليلي :
ـ حبيبها ؟ أنت كيف دخلت الإقامة ، لم أرك من قبل في الجامعة ؟
غلفت يديه جيوبه ليتحدث بثقة :
ـ أنا لا أدرس هنا ، أنا صاحب شركة عقارات في شيكاغو و أتيت لأطمئن على حبيبتي.
همهمت ميغ لتقول بعدائية :
ـ جيد ، الآن رأيتها يمكنك أن تذهب الآن ...
أشارت لنفسها لتقول :
ـ كما ترى نحتاج لتغيير ملابسنا من فضلك.
نظراتها القوية التي كانت تحرقه أعجبتني ، بينما لا أستطيع فعل شيء ، أومأ رأسه ليحدق بي :
ـ الى اللقاء حبيبتي ، ليلة سعيدة.
أمسك ذراعي رغم أنني حاولت الإفلات و قبل وجنتي ليكمل :
ـ دعينا نلتق غدا.
و خرج لأمسح وجنتي بيدي بقوة و أجلس أمسك وجهي أشهق بالبكاء اتجهت كل منهما الي :
ـ ششش ، ميا اهدأي ، أخبرينا مالخطب ؟
ليلي سألت لتتحدث ميغ بإنفعال :
ـ علمت أن هنالك خطبا ما ، ابن العاهرة ماذا فعل ؟ و من يكون ؟
عبست لتنهمر دموعي فجأة و تحضنني ميغان بينما تهدأني.
الخوف الذي اعتراني كان سيئا للغاية ، لوهلة شعرت أنه سيعيدها لقد قرفت منه تماما.
.
.
.
مر شهر تقريبا ، أخبرت ليلي و ميغ بكل شيء عن الوغد ديفيد.
منذ تلك اللحظة لم أنفصل عنهما ، حتى لا يؤذيني ، مع أنني كنت أراه في كل مكان تقريبا .
لكنه لم يقترب ، رغم تبليغنا الشرطة الا أن نفوذه أقوى مما كان عليه.
كنا نمشي ثلاثتنا متجهين الى الإقامة :
ـ ميغ ، دورك في اختيار الى أين سنذهب .
ليلي تحدثت لتقول ميغ بنبرة راكدة :
ـ أرى أن نخفف من الجولات و الخرجات ، لتكن مرة في الشهر بدل الأسبوع.
أومأت رأسي:
ـ بلى ، أنت محقة ، أساسا هو يتعقبنا ...
توقفت أحدق بالأمام لأقول :
ـ و هو يقف هناك.
نظرتا الى حيث أشير ليرونه يقف مستندا على سيارته و يدخن بينما يحدق بي ؛
ـ ابن العاهرة ، ألا يمل.
ليلي تحدثت بتذمر كنت سأجيب لولا أن ميغ قطعت حديثي :
ـ انه قادم نحونا.
كان الشارع خاليا تقريبا لذا كان من المخيف أن يتقدم نحوي بهذه الطريقة :
ـ ميا.
نبس اسمي و ما كدت أستدير و أذهب حتى أمسك يدي لأحاول افلاتها بهستيرية و تصرخ ميغ بينما تمسك رسغه :
ـ أبعد يدك أيها القذر.
حد نظراته نحوها لينفض ذراعها عن معصمه و يمسك يدي مجددا :
ـ دعينا لا نتسبب بالمشاكل و نذهب معا لدي كلمتين سأقولهما.
أفلتت يدي مجددا :
ـ لا أريد ، لا أريد أن أراك حتى ...
دفعته من كتفيه بقوة :
ـ دعني و شأني فقط ، معتل لعين.
تقدم مجددا ليمسك شعري و يجتذبني تحدث بينما يصر على أسنانه :
ـ ستأتين و تفعلين ما أقوله أنا....
حاولت التحرر منه و الفتيات حاولن فكي من يده بل و صرخن لكنه كان أقوى ..
ـ مالذي يحدث هنا ؟
صوت ما جعلنا نحدق جميعا نحو مصدره ، انه تايهيونغ .
امتعضت ملامح ديفيد ليتحدث بتعجرف :
ـ لا علاقة لك يا هذا.
عيوننا التقت كانت عيناي دامعتان و ديفيد يمسك شعري بينما يدي على يده :
ـ هل تعنف الفتاة ؟
أشار الي ليجيبه الآخر :
ـ قلت لا علاقة لك ، اذهب و التفت لعملك هيا.
بهدوء تقدم ليتحدث بنبرة مخيفة :
ـ أتركها.
عيناه كانتا مخيفتين للغاية :
ـ لن أفعل.
ابتسم بجانبية ليقول :
ـ ليس من العادة أن أكرر ما أقوله تعلم ، لكن سأفعل ذلك لأجلك عزيزي ، أتركها.
رفع ديفيد حاجبيه :
ـ و أنا قلت لن أفعل ابتعد أيها اللقيط.
أومأ رأسه يحدق بجانب الطريق ، فكه كان بارزا و عروق رقبته كانت أكثر بروزا :
ـ أنت بدأت....
و أمسكه من ياقته ليجعله يرتطم بالسياج انكمشت ملامح ديف بألم و لم يكن هناك سببل للمقومة حين ضرب رأسه برأس الآخر.
ترنح قليلا ليتقدم و يحاول لكم تايهيونغ ليضربه على وجنته و يحتدم الوضع أكثر.
ـ يا الهي توقفا.
صرخت لكنهما تابعا ضرب بعضهما البعض و بقوة تايهيونغ ابتعد .
و تقدم ليمسك يدي :
ـ دعينا نذهب.
ديفيد تقدم ليمسك الآخر لكن تاي استدار يلكمه بقوة ليسقط أرضا أخيرا بأنفه النازف .
شهقت أمسك فمي مبتعدة ، ما فاجأني هو توقف سيارتي شرطة ليأخذ الرجلين تاي الى السيارة دون أن ينبس أحد بحرف.
ـ مالذي حدث للتو ؟
.
.
.
الإسعاف أخذ ديفيد الى المشفى ، حالته حرجة للغاية و تايهيونغ في مركز الشرطة .
و أنا أجلس هناك و أنتظر أن يسمحوا لي بمقابلته ، بسببي هو الآن هناك :
ـ يمكنك الدخول .
تحدث ذلك الشرطي لأدخل و هو جالس في الزنزانة مطأطأ الرأس لأقول :
ـ تايهيونغ.
رفع رأسه يحدق بي ثم أحال نظره دون مبالاة :
ـ مالذي تفعلينه هنا ؟ أليس من المفترض أن تكوني نائمة الآن ؟
شخر أنفاسه بسخرية :
ـ أنا هنا للإعتذار ، هذا بسببي أنا آسفة.
وقف متقدما بطوله ليقول بينما يديه حول حوضه :
ـ لا بأس ، هذا ليس بسببك زهرتي ، هو من استفزني بكلامه ذاك .
ابتسمت بإتساع لأقول :
ـ يعني لم تضربه لأنه كان يشد شعري ، ضربته لأنه أهانك.
ـ أجل.
أشرت له بإصبعي لأبتسم برضا :
ـ جيد ، يمكنني النوم دون تأنيب الضمير الآن.
رفع حاجبيه بدهشة لأستدير و أتركه لكن صوته أوقفني :
ـ ستتركينني هنا يا ناكرة الجميل ؟!
التفتت أرفع يداي بإستسلام و أقول :
ـ لا علاقة لي الآن ، أنت قلتها ضربته لأنه قام بإستفزازك و نعتك باللقيط .
تنهد بقوة ليقول :
ـ ذلك لا يعني أنك بريئة تماما ، لولم تخرجي في طريقي بينما كنت أتجول لما حدث ما حدث.
قهقهت بصخب أصفق :
ـ حجة رائعة تاي ، لكنها لن تشعرني بعذاب الضمير ، أنا الآن مرتاحة البال ، و أشعر بالنعاس ، و لن أتعب نفسي بالتفكير بك لأنك أنت من تدخلت و كنت البطل المنقذ لذا إقضي ليلة جيدة في الزنزانة الباردة.
زفرت الهواء بعدما ألقيت الكلام في نفس واحد و هو حدق بجمود ، ضم ذراعيه الى صدره :
ـ ستتركيني هكذا إذا.
أومأت رأسي بثقة :
ـ دون أن أفكر حتى.
.
ـ مالذي يمكنني فعله من أجلك ؟
خرجت من مركز الشرطة كاملا و عدت بسبب ضميري المستيقظ جدا ، ابتسم :
ـ علمت أنك زهرة ذات قلب طيب.
قلبت عيناي انه زير نساء و يعاكس في هذه الحالة حتى :
ـ يمكنك أن تخرجيني من هنا ؟
أومأت رأسي :
ـ أجل ، ناولني رقم والديك و لأتصل بأحدهما و يأتي ليخرجك من هنا.
مسح قفا رأسه بتردد :
ـ لا..أستطيع .
نبرته كانت منخفضة :
ـ لماذا ؟ هل والديك متوفيان ؟
أومأ رأسه عدة مرات ، علمت أنه يكذب و قلت :
ـ آسفة لك ، لكن كيف سأخرجك ؟
رفع كتفيه بغير مبالاة :
ـ اتصلي بأحد تعرفينه .
قطبت حاجباي :
ـ لا أملك أحدا هنا أعرفه...
توقفت حين خطر على بالي السيد توماس و هو لاحظ شرودي ليقول :
ـ كاذبة ، تعرفين أحدا و تتسترين.
وسعت عيناي :
ـ هذا غير صحيح .
ـ ميا يسهل علي قرائتك.
تأففت بضجر لأقول :
ـ سأرى ان كان يستطيع القدوم اولا.
ابتسم برضا لأخرج و أتصل على السيد توماس :
ـ نعم.
كانت بحة صوته دليلا واضحا على ايقاظي له من النوم :
ـ أ .. سيد توماس أنا ميا ..
ـ هاا ميا ، هل هنالك مشكلة ما لتتصلي في هذا الوقت ؟
كنت محرجة للغاية :
ـ أنا أعتذر حقا عن اتصالي في هذا الوقت لكن .. أحتاج مساعدتك.
.
.
.
ـ سيد توماس ؟!
حدقت بإستغراب لأحد أفراد الشرطة الذي نبس اسمه بذهول ، استقام رئيس المركز متجها نحوه و صافحه :
ـ أخلا بك سيد توماس شرفت المركز !
هل يعرفونه ؟ بحث عني بعينيه ليبتسم و أتقدم :
ـ ميا ، ها أنا ذا أتيت لمساعدتك ..
أومأت رأسي بإحراج :
ـ شكرا جزيلا لك ، و أكرر اعتذاري لأنني أحضرتك الى مركز الشرطة في هذا الوقت ...
هد يده و ربت على كتفي :
ـ لا بأس ، أخبريني ما اسم صديقك ؟
سألني لأردف بسرعة :
ـ تايهيونغ ، أنا السبب في دخوله الى السجن الآن لذا التجئت اليك .
همهم بإبتسامة ليحدق بالشرطي رئيس المركز :
ـ مفوض مايكل ، أرجو أن تطلق سراحه.
ذاك الشرطي حاول الرفض :
ـ لكنه قام بالإعتداء على أحدهم و حالته حرجة.
ـ سيد مايكل ، نحن نعرف بعضنا البعض منذ زمن و تعرف مصداقيتي في هذه الأمور.
أومأ ذلك الشرطي ليكمل السيد توماس :
ـ ان الشاب الذي في المشفى الآن حاول التحرش بإبنتي و تايهيونغ ساعدها باعتباره صديقها .
كلمة ابنتي التي أطلقها كان لها وقع جميل ، ربما يتظاهر بذلك و حسب .
ـ حسنا سيد توماس من أجلك و حسب لكن ان قام المعتدى عليه برفع شكوى ضد المعتدي فلا يوجد ما يمكنني فعله.
قهقه السيد توماس ليقول :
ـ أترك الأمر علي لا تقلق.
أومأ المفوض ليمشي مبتعدا و يحدق السيد توماس بي :
ـ هل أنت راضية الآن ؟
أومأت رأسي بسعادة :
ـ أجل ، شكرا جزيلا انا ممتنة للغاية ، لكن يبدو أنك مشهور للغاية سيد توماس.
أومأ رأسه مقهقها كنت أنتظر أن يجيبني بدل ذلك لكن فاجئني تايهيونغ بوقوفه :
ـ أفزعتني.
ضحك بعفوية لكن حين حدق بالسيد توماس تغيرت نظرته ليقول :
ـ سيد توماس سكولر ، هل هذا أنت ؟
لما هو مشهور هكذا و أنا لا أعرف ،تاي قام بحضنه و الآخر يادله :
ـ تايهيونغ لا زلت طائشا.
و السيد توماس يعرف تاي ، سألت بينما يجول اصبعي بينهما :
ـ هل تعرفان بعضكما البعض ؟
أومأ السيد توماس ليقول :
ـ تايهيونغ يكون ابن صديقي السيد كيم.
تبددت ابتسامة تاي ليقول :
ـ أرى أنه من المناسب جدا أن لا يعلم أبي بهذا .
علمت أنه كاذب ، ربت السيد توماس على كتف الآخر ليقول :
ـ حسنا لا تقلق ليكن سرا بيننا.
.
.
.
ـ أعتمد عليك تايهيونغ ، ميا مثل ابنتي تماما.
رفع ابهامه بعدما نزلنا من سيارة السيد توماس :
ـ لن أخيب ظنك.
قلبت عيناي ماذا لو علم أن تاي يعاكسني هل أخبره :
ـ ليلة سعيدة.
ـ الى اللقاء.
أقلعت سيارة السيد توماس و استهليت مشيي دون أن أنتظره
ـ مهلا انتظري ، أصبحت أمانة لدي.
تحدث يلحقني حين وقف أمامي حدقت به بتململ :
ـ أمانة ! لو علم مالذي تفعله فقط ، ماذا ستكون ردة فعله.
ـ مالذي أفعله ؟
سأل بفضول لأجيبه بغير مبالاة :
ـ فقط انسى الأمر.
حين كدنا ندخل الى الإقامة أمسكني و حاصرني مع الجدار وضع يده عند رأسي و تحدثت :
ـ مالذي تفعله ؟
حاولت دفعه لكنه كان أقوى و يزرع الأرض تحت رجليه :
ـ تحدثي ، مالذي أفعله ؟
علمت أنه يلعب فقط ، ضميت يداي الى صدري و قلت بإستفزاز :
ـ أنك متحرش جيد بالفتيات و تعاكس كل من تمر أمامك.
اقترب من وجهي و ارتبكت لكن عيناه البنيتان كانتا ساحرتين :
ـ و هل تودين أن تكوني جزءا من ذلك ؟
بنبرته الخافتة الرجولية تحدث لأقول :
ـ و هل تظن أنني رخيصة الى هذا الحد ؟
اقترب أكثر و لم أستطع الحراك :
ـ لكن لغة جسدك لا تقول ذلك .
حدقت بحدة و تلاعب أقول :
ـ سأريك لغة جسدي.
رفعت كفي لأصفع وجهه بقوة و يرتد بعيدا بوجه مصدوم :
ـ اياك أن تقترب مني مجددا بهذه الطريقة تايهيونغ ، أنا أحذرك .
قلت أشير بإصبع سبابتي الى وجهه ، لن أدع شخصا آخر يلعب بي بنفس طريقة ذاك الداعر :
ـ ان كنت تريد أن تكون قريبا مني ، فلتكن ، لكن بحدود معقولة و واضحة.
لأول مرة يحدث هذا معي ، لطالما كنت باردة ، لكن بتصرفي هذا حاولت انكار ما بداخلي.
الشعور المفاجئ حين اقترب مني تايهيونغ الى هذا الحد ، أردت دفنه ، أردت اقتلاع البراعم قبل أن تنمو.
و عيناه التي حدقت بحدة بي جعلتني أرتجف من الداخل ، تصرفي كان فظا مع شخص ساعدني و أنقذني من ديفيد .
أنا آسف
تراجع عدة خطوات الى الخلف ليتجه مبتعدا و يختفي عن أنظاري ، أمسكت وجهي أمسح عليه بين يدي .
لم تعد لدي قدرة للتحمل أكثر .. أنا متعبة .
.
.
.
_____________
تداااا.
رأيكم في البارت .
أدري أني طولت السحبة بس حطيتلكم بارت من 4348 كلمة و أكثر.
أتمنى يكون عجبكم البارت ، لا تنسو فوت و كومنتاتا بين الفقرات
ديفيد دايموند :
باييي
I purple you 💜💜