"اذًا..ماذا حدث في بيت جدتي؟"
اسأل والدتي صباح يوم الاحد الساعة السادسة و نصف، جالسة اتناول الإفطار معها رغم علمي التام بأن تايهيونغ يلعني بكل اللغات في الخارج
"لم يحدث شيئ مميز فقط أتت خالتك مع هينا على غير المعتاد..، هينا سألتني عنكِ بالمناسبة"
"اوه حقًا منذ متى و الحب بقلبها لتلك الدرجة"
هينا ابنة خالتي..نحن لسنا اعداء في الحقيقة نحن نتقابل نادرًا، لكن أتذكر جيدًا انه في عيد مولدي التاسع عشر قامت بِتلطيخ أكمل وجهي بالكعكة التي تعبت امي في اعدادها
اجل انا اعلم هذا الآن و سأمنع حدوثه بل سأمنعها من القدوم و اجل انا في السادس عشر الآن لكن انا لازلت اكرهها
"تأخرتِ"
نبهتني امي لذا اسرعت بالوقوف و امسكت بيدي عُلبة حليب الشوكولاتة و خرجت مسرعة بعد تقبيلها على خدها،
و اجل عندما خرجت استطعت تمييز كم هو غاضب حتى من تلك المسافة الشبه بعيدة
"ماذا؟ لازال الوقت باكرًا عودي إلى المنزل مجددًا، هيا عودي!"
وبخني بتلك الطريقة اللطيفة و انا فقط كنت ابتسم له كلما اقترب منه
كالعادة سمحت لذاتي في اخذ ذلك الفتى الجميل في عناق دافئ
لم يبادلني و علمت انه لن يفعل بسبب غضبه لذا اعتصرته بقسوة و انا اعانقه حتى بدأ بمحاولة دفعي
"ارحمي خصري و ظهري ايڤون!"
"فقط ان بادلتني العناق"
تنهد و لم يجيبني و بعد عدة ثواني عندما قررت الابتعاد عندما فقدت الامل شعرت بيديه تتمسك بي سريعًا ثم بادلني ذلك العناق مقربًا وجهي اكثر إليه حتى بدأت اشعر انني ملتصقة به بغراء
"سعيدة الآن؟"
"بالطبع!، مهنتي كَقمر تمعني من الإقتراب من كوكبي و لكن ها انا اعانقه بل التصق به"
احب عندما تحمر اذناه عندما يخجل
ابعدني فجأة لذا لم استطع المقاومة حتى لذا ضحكت عليه اكثر...هو حقًا حقًا لطيف للغاية الآن
"هذا لك"
مددت له يدي بِحليب الشوكولاتة الذي اخذه بكل سعادة بعد ان تناسى كل خجله
شكرني بِابتسامة و اومأت له فقط
طوال طريقنا إلى المدرسة كان صامت و انا كذلك، احب عندما اعلم ان الذي يسود بيننا صمت مريح
دخلنا من بوابة المدرسة مع بعض الطلاب حتى ميزت من بينهم ايلين التي كانت تقف مع صديقتها تلك التى بذات الصف مع تايهيونغ
عندما تمت ملاحظتنا من قبلهم رأيت تلك الفتاة تأخذ يد ايلين و تتجه نحونا لذا كردة فعل لي تمسكت بيد تايهيونغ سريعًا
"ماذا؟"
"فقط شعرت بالقلق"
نظر لي بدهشة ثم سريعًا ضغط على يدي قليلًا كأنه يخبرني بألا اقلق ابتسمت له
لكن ابتسامتي تلاشت عندما وقفتا امامنا مباشرةً
"لما رفضت تدريس ايلين تايهيونغ؟"
تكلمت تلك الفتاة نوعًا ما بحدة لم تعجبني، من هي لتكلم تايهيونغي و شخصي المفضل هكذا؟
"ليس لدي الوقت لهذا كايلا، لتسأل احدًا اخر انا ما شأني؟"
"ليس لديك وقت لتدريس ايلين لكن لديك الوقت للإلتصاق بتلك الفتاة؟"
اشارت تلك كايلا نحوي بإستهزاء استشعرته لذا نظرت إلى تايهيونغ الذي شعرت انه بدأ يغضب، ليس من الجيد ان يغضب تايهيونغ حقًا ليس من الجيد فَهو يفرغ غضبه بطريقة عنيفة حقًا
"لنذهب تايهيونغ"
مشيت و معي هو حتى امسكت تلك كايلا يدي الاخرى تمنعني من الذهاب و هنا انا هي التي بدأت تغضب
"هل نحن غير مرأيتان لكِ مثلًا؟ انا احدثه انتِ ما شأنك؟"
"كايلا انا حقًا لست متفرغ لكل هذا لذا اتركينا و شأننا"
"لما؟ هل انت لعبة بين يديها مثلًا؟، تتحكم هي بك؟"
"انا حقًا لا اود الغضب لأن الامر سيكون سيئًا،لذا ارجو ان تتوقفي و بالنسبة لصديقتك فَلتبحث عن احد غيري لأني حقًا لا اهتم"
"ماذا؟"
تلك المرة ايلين هي من تكلمت بِتفاجئ و كأنها كانت تتوقع مثلًا ان يعتذر منها و بقبل يدها و يخبرها انه مستعد لتدريسها كل ما يعلم من معلومات
"انا حقًا لا افهمك تايهيونغ لقد كنت تحب مساعدة الجميع حتى تقربت منك تلك الفتاة"
تشير علي كأني نكرة او مرض اصاب تايهيونغ مثلًا، انا حقًا لا اعلم لما يحدثون كل تلك الجلبة في السابعة صباحًا، نصف طاقتهم فقط يا اللهي
"ها انت تقوليها كايلا، انا الآن احب تقديم المساعدة و الاعتناء بأحد لذا لست متفرغ بالباقي، و الآن اعذريني فإيڤوني تحب ان تكون بالصف باكرًا"
يا اللهي..يا اللهي
كيف سأتخطى ما يقوله ذلك الفتى الآن؟
بدايةً من انه يحب الاعتناء بي و تقديم المساعدة لي
إلى 'إيڤوني' التي اخذت قلبي تلك
سار بي تايهيونغ اخيرًا و صعدنا تلك السلالم سويًا، انا بسعادة و بقلب سَيطير فرحًا و هو بعقدة بين حاجبيه و كل دقيقة يتنهد
"السنة السابقة ايضًا احضرت فتى من صفٍ اخر و اخبرتني ان اعلمه كيفية الرسم، تلك الفتاة كايلا انا حقًا ابغضها"
لا وجود لشخصية كايلا في الرواية لذا لا اعلم عنها شيئًا و لا يوجد اي شئ حول ماضي تايهيونغ كذلك
"و كيف تصرفت؟"
"لم اكن استطيع وقتها رفض اي احد، لذا اهملت دراستي و انا احاول تعليمه الرسم و ياليت الامر اتى بنفع"
لم اعلم كيف ارد عليه حقًا، يبدو غاضبًا و لدرجة عالية من كايلا تلك و صدقًا ان كنت مكانه سأكون مثله
اذا هو لم يرفض ايلين لأنها ايلين او لأجلي بل رفضها بسبب كايلا....
"لكن الآن لدي شخص لذا استطيع رفض اي شيئ يضايقنا او يقطع وقتنا سويًا"
نظر لي بإبتسامة لطيفة ليس و كأنه كان غاضب منذ قليل و بادلته الإبتسام و اسرعت من خطواتنا حتى توقفنا امام صفي
"تجنبي ايلين تلك و ان ضايقتك فقط اخبريني حسنًا؟ القاكي وقت الاستراحة"
لوحت له بإبتسامة و كدت ادخل إلى الصف حتى اوقفتني يد وضعت على كتفي، ظننت انه تايهيونغ لذا استدرت مبتسمة
و لكن تلاشت ابتسامتي عندما رأيت ايلين تنظر لي نظرات متوترة
"اسمعي..، انا لا اعلم طبيعة علاقتك بتايهيونغ و لا اريد صنع عداوة معك انا فقط اردت منه تدريسي"
عدنا إلى تلك النقطة، لكن نحن وحدنا الآن لذا لا بأس بالقليل من الوقاحة
"و هو رفضكِ مرة، احضرتِ صديقتك و قاطعتي وقتنا سويًا و جعلتي الفتى يغضب بعد ان كان سعيدًا، رفضكِ للمرة الثانية و امام صديقتك و الآن تعاودي التكلم معي بذات الامر"
ضحكت بسخرية في نهاية حديثي، انا احمل ضغينة ضد تلك الفتاة منذ البداية منذ ان كانت مجرد رواية
"انا ايضًا لا احب صنع عدواة مع احد لكن لا بأس بعدو او اثنان ذلك سَيجعل الحياة شيقة اكثر"
"ايڤون لما تتعاملين معي بتلك الطريقة؟! هل لأني تقربت من تايهيونغ!"
"حبيبتي اختاري كلماتك بعناية فأنتِ لم تقتربي من تايهيونغ بل ازعجتي تايهيونغ"
كما قلت سابقًا اخر شيئ قد اريده هو ان اتواقح مع فتاة لكن تلك التي امامي تعتقد انها حقًا الشخصية الرئيسية و الامر لا يعجبني
تربت ايلين على عدم رفض اي احد لها فقط مدللة الجميع كأنها طفلة في الثالثة
عندما استمعت لصوت الجرس دخلت الصف و هي خلفي، جلست بمقعدي بهدوء و هي فعلت كذلك
دخلت معلمة الانجليزية و لم انتبه للشرح كالعادة
و الآن فقط تذكرت شيئ مهم..لما لم يكن هناك اي منافس لإيلين في تايهيونغ او جونغكوك ذاك؟
لما استطاعت الحصول على الاثنان بسهولة و انا هنا اعاني؟
هل هذا معنى ان تكون البطلة اذًا؟
قاطع تفكيري صوت الطرق على باب الصف لذا قامت المعلمة بفتحه و لأول مرة اراها تبتسم في حياتي عندما رأت الطارق
"يا اللهي مينجي، لما انت هنا؟"
مينجي؟ هل هذا كان..لا لا استطيع التذكر
اجل صادفت اسمه في الرواية لكن لا استطيع التذكر اطلاقًا
"اسف على المقاطعة معلمة شين لكن نحن نرغب في الطالبة لي ايڤون"
"ايڤون لديكِ طلب من مجلس الطلبة"
مجلس الطلبة؟
اجل اجل اجل تذكرت
مينجي ذاك!
انه نائب رئيس مجلس الطلبة
لكن لما يريدني؟ لم افعل شيئ خاطئ حقًا اعني لازلت لم اسحب شعر ايلين في منتصف المدرسة كما كنت ارغب
خرجت من الصف و سرت بجانبه و لا اعلم لما شعرت بالتوتر منه، هو يبتسم و هو يغلق عينيه!
"عذرًا لكن لما اردتني؟"
"في الحقيقة انا لا اريدك، تعلمين كيم تايهيونغ صحيح؟ في ذلك اليوم الذي عانقتيه فيه بدون مقدمات في منتصف المدرسة عندما كنت اتحدث إليه"
تذكرته الآن..لم اعتقد انه سيكون ذلك الفتى اطلاقًا، انا حينها لم افكر سوى في إغاظة ايلين و فقط و الآن سأموت من الإحراج
"اجل لازلت لم افهم ما المطلوب مني.."
"هو ينتظركِ على السطح..لقد طلب معروف مني ان اجعله يتهرب هو و انتِ في منتصف الصف، رغم اننا لسنا بذلك القرب لكن قد ساعدني ذات مرة لذا ها انا اردها له"
يا اللهي!
لم اجرب ان اتهرب من حصصي من قبل! و الآن اجربه و برفقة تايهيونغ!
سأبكي من الحماس حقًا
شكرت الفتى بسرعة و لم انتظر رده و بدأت بصعود السلالم بسرعة فائقة فقط كي اصل سريعًا
فتحت باب سطح المدرسه سريعًا و وجدت تايهيونغ يقف و يسند ظهره على ذلك السور القصير
"اشتقت لكِ ايڤون"
اقترب مني هو و انا وقفت مكاني فقط ابتسمت له إبتسامة مرتبكة لا اعلم لما
ربما بسبب ذلك الهواء الذي يبعثر شعره و يجعله يبدو مثير
اقترب حتى لم اعد استطيع رؤية شيئ سواه و قام بإعطائي عناق دافئ انساني برودة ما حولي
تايهيونغ عانقني...