الفصل : 16
هَل أنا حقا المُناسب لِذلك..
"عمل جَيد..أنت تسْتيقظ مبكِرا حَقا "
تحدَث جدي بنبرة هادِئة لكن كان يثنِي علي ، شكَرته و قلت أنَني سأبذل جهدي أكثر
بَقينا جالسين ننتظِر ثم نزل والدِي ، كانَ جالِسا يترأَس الطاولة كالعَادة لكن ملامحه مُتغيرة قليلا
أبي فِي العادة يبدو على ملامحه البُرود و الغضب ، لَكن الآن يبدو عليه البرود دُون الغضب
قام أَبي بأمر الخدم عن شيءٍ بخُصوص ميلوكي ، أما والدَتي تأخرت اليوم عن غير العَادة
بَقينا ننتظِر قدوم أمي و رُبما ميلوكي ومعها ، إنَ ذاك الأمرَ الذِي أصدَره حتما هو إلزامُه بتناول الطعَام معنا .. كعائِلته
نَسمع صوت حديث أمي بصوتٍ عال ، فتنَهد أبي بعمق ثُم قال لأسانو أن ينادِيها
قام أبي بمنَاداتي فالتَفتت إليه و قال :
"إيلومي..إن أخَاك الصغير ميلوكي فتى مُدلل حقا فَهو لا يكُف عن إغضابنا بعصيانِه للأوامر
أَنا لا أطلب مِنك تولي تدرِيبه لكن بدورِك كأخ لَه حاول الحدِيث معه و تَغيير مابه
كُن حذرا من أن يتِم إلحاق الضَرر بك مَرة أخرى ، أعتمدُ عليك "
"حاضِر أبي"
بَعد إجابتي و موَافقتي لما طَلبه مني أبي ، أَتت أمي و تبدُو عليها ملامح القلق و الحَيرة
"صباح الخير"
أردَفت بنبرة مُتثاقلة بعض الشيء و جلست بجَانبي ، ثُم أخذنا نتنَاول الفطور
عَن نفسي ، كُنت آكل بِبطئ لأنَني سبق و أن تناوَلت وجبة الفطور في منزِل الخدم
لا أُريد أن أخبِرهم ربما يغضبون مِني ولا أرجو ذلك ، بعْد صمت سادَ للحظات طوِيلة تحدثت أمي :
"مَا الذي يجدُر بنا فعله بميلوكي .. إِنه فتى مزعِج لا يطيع الأوامر ، يُطيل الجلُوس في غرفته كما لو كانَ محبوسا
و بمُجرد أن نبدَأ بالحديث مَعه يبكي و يأتي بالمَشاكل من العدم ثم يَصرخ ، هلْ يجب عَلينا أن نعامِله كما عاملنا إيلومي ؟"
تحمحم أَبي فجأة ثُم نظر لِي و تحدَث :
"لَقد علمت مِن أسانو أنَك إسْتيقظْت اليَوم باكِرا و تَناولت الفطُور في مَنزل الخدم ، هل تُريد تناول المَزيد؟"
"لا أَنا أشعُر بالشبع لكن فقط أردْت أن أحضر معكم في وجبة الفطور"
"أَمنحك الإِذن بالمُغادرة ، بَعد نصف ساعة سيبدَأ تدرِيبنا"
اومَأت له و غادَرت إلى غرفتِي لأخذ بعض الأشياء مَعي التي أُريدها إلى ذلك المَكان الذي أقيم به في الليل
-...-
بعد مُغادرة إيلومي المَكان فهمت كيكيو أن سيلْفا لا يُريد الإجَابة عن سؤَالها في وجود إيلومي
أكمَلت تناول طَعامها ثُم قرر أن يُجيبها :
"أنا لا أَلومك عن ماحدَث بإيلومي عند غِيابي ، لَم أعلَم بالتفاصِيل التي دربْتي إيلومي عليها
لَكن إيلومي بدَأ يصبح باردا جِدا و غريبا ، لَقد فكَرت حقا بالأمر كثِيرا ، صحِيح أننا نُريد قاتلا بلا أَية رحمة أو شفقة
لَكن ما أرَاه أن إيلومي يبدو غَير قادِر على مَعرفة مايجب عَليه فعلُه .. أشعُر أن إيلومي فقط يُريد أن يَقوم بما نأمُره به
هُو ليس حَتى بقدرة تحمُل عالية كما أَن هناك الكثِير من الأخطاء فِي أَدائه ، أنا أجَعله يتطور بمرور الوَقت لكنه مُمتاز ليكون من سيحمِي و يدعمه الوريث و ليس وريث"
تنهدَت كيكيو بإِرهاق لَم تنَاقشه لأنه فِي النهايَة مُحقّ ، لكِنها تَشعر بالقليل مِن الأسف لِما فعلَته بإيلومي
ذَلك الأمل الصغير عن جَعل إيلومي وَريثا .. دَفع بِها إلى خدَاع إيلومي و التَلاعب به لمَعرفة ما بأعماقه و التَأكد من إحتمالية تحَكم المَشاعر بِه ، خَوفا من نبذِه من قِبل سيلفا قَامت بالضغط عَليه
أرَادَته أن يَكون شخْصا مُهما فِي العَائلة ، هِي مهووسة بالمِثالية فهِي تُريد أن تتصِف بها هِي و جميع أطْفالِها
دُون إستثنَاء..
وَهي تُدرك في أعماقِها أن ميلوكي مستحِيل أَن يختارُوه ، وَهي تشعُر بالرعب من أن يكُون عديم النَفع هُو أيضا فهِي ترى أنه يَجب أن ينفعهم بأي شيء
خَفّ قلقها على إِيلومي ، لأَنها ترى أَن دوره تحَسن للزولديك لَكن ميلوكي لاتزَال تصرخ عَليه و تُعاقبه كَي يطيعها
لَكن رُبما لَيس الجمِيع مطِيع مِثله .. لَن يكونوا جمِيعا فتيان جَيدين كَما هو عَليه .. هُو مُميز و هم محْظوظون بالطِفل الذي يُطيعهم
"أنتَ محق ... لكِن دَعنا نمنَح إيلومي الوَقت الكافي للتطَور كي يُساهم في حماية و تكوين الوريث القادم "
اومَأ لها سيلفا و أكمل تنَاول طَعامه بينما يُفكر بعمق
هُو لا يكْرَه إيلومي ولا ميلوكي ، فَهو إختار إيلومي أَن يكون المَسؤول فِي غيابه مُستقبلا
و مُتأكد أن ميلوكي سَيكون مُميز بطرِيقته الخاصة
لَكنه لا يستطِيع أن يرَى الإبن البكرَ وريثا ، قدرَة تحمُله ضعيفة إِضافة إلى أَنه لايمتلك سُرعة تعلم
هُو في نظرِه عادي ..
سيلفا هُو القائد و القَرار يقع عَلى عاتِقه ، كيكيو لَيس لها تدخُل في الأمر
إيلومي رآه مِثَاليا لخدْمَة الوريث ، سيكون رائِعا في تكوين الوَريث ودعمه
يعتَقد سيلفا أن الوريث سيكُون محْظُوظا إن إمتلك شخصا كإيلومي كداعم لَه
رُبما سيلفا يمتَلك والده مَعه الآن ، سيلفا يفكر أَنه إن عَاش لغاية الجِيل السادِس من عائلتِهم سيبقى مع وريثه و يدعمُه كما يفعل والدُه
لَكن يريد أن يدْعمَه شخص آخر فِي نَفس الوقت سوَاء بوجوده أو غِيابه عن وَريثه ، فيكُون شيئا مُميزا غير قابِل للتلاشي
و كِلاهما بدأ بالتَفكير فِي فرد آخر للعائلة
نهاية الفصل : 16
يتبع