الفَصل : 14
قَطعت الوعد..
أنا لَقد فكرت جيدا بالأمر و قد قرَرت أنني سأستخدم الإبر كسلاح لي من الآن
سأطور من نفسي و سأستطِيع التلاعب بالناس بِها .. و سأغدو قاتلا بارعا
سأبهر أمي و أَبي و سأصبِح قدوة جيدة لإخوتي ، هَذا لأنني أنا الأكبر بينهم و من يَجب عليهم إتباعه
الدمية دولي .. سأحتفِظ بها في مكان ما و سأنتظر إلى أن أكبر .. ربما سأقابلها بعد عشر سنوات أخرى من الآن
لَقد أعطيتني فكرة عن كيفِية قتل الناس و الإحتراف بذلك
وَضعت الدمية دولي في دُرج و أقفلت عَليها ثم نزَلت للأسفل و ذهبت إلى والدي
طَرقت الباب و دخلت بعد أن أذن لي بِذلك
"أبي لَقد قررت أن الإبر ستكون سلاحي المستخدم"
"خيار جيد ، حسنا سأدربك على ذلك"
كان أبي متفرغا فقام بأمري باللحاق به من أجل تدريبي ، تبعتُه إلى حيث إعتدنا أن نتقاتل
كنت أجهز الإبر بين أصابعِي فشعَرت بجسدي يُدفَع بقوة و يطِير بعيدا
إرتطَمت بجذع شجرة و عاد جسدي للأمام بقوة كَردّ فعل على التصادم الذي حَصل ثم سقطت
سَقطت الإبر من بين أنامِلي و شعرت أن أضلعي على وشك أن تُكسر
الألم الذي شعرت بِه في ظهري لا يُحتمل ، بدأت أتنفس سريعا و كلما إرتفع صدري شعرت بألم شديد
"القاتل لايجب أن يرخي دِفاعه و يثق في خصومه"
إقترب أبي في رمشة عَين و نبس بِتلك الكلمات فجأة ثم ركَلني في بطني
بَصقت الدّماء و شعرت بالرغبة في التقيؤ
"مهلا أبي أنا أ..."
سَدد لي ركلة أخرَى ثم ردّ
"خصمك لايملك وَقتا ، ما الذي تفعَله إن كنت لاتحمي جَسدك و تصدني ، ما الذي تعلمته أصلا؟ يبدو أنني تسرعت في إخراجِك من ذلك المَكان"
"لا ! أبي أنا أستطيع أن ..."
ركَلني مجددا فبصقت الدماء أكثر من فمي ، وَضعت يدي عَلى فمي كي أكتم أنيني
أطلقَ أبي تنهيدة ثم تَراجع إلى إِلى مكانه الأول ، إستقمت سريعا و قَررت مُجاراته
بَقيت أصد هجماته عَلى قَدر ما إستطعت ، لكنْ الأخيرة كانت مفاجأَة لي ، كان يجدُر أن تَكون بالأسفل
سُرعان ما صعدَت إلى وجهي و أصابتني به ، تَحول وجهي لكدَمات زرقاء لكثرة الإصابات
إضَافة إلى أن أبي يبرز أظافره بشكل حاد ، ظَهرت كخدُوش عميقة على وجهِي و رُسغي
كانت تِلك الجروح تحرقني بشدة لَكنني لَم أهتم ، سأبذل ما أستطِيع لا أريد العودة لتِلك الغُرفة
حاوَلت مهاجمة أبي فرمِيت ناحيته ثلاث إبر ، كَانت ستصيبه لامست جِلده لكنها لم تخترِقه
سَقطت على الأرض ، شعرت بالإحراج .. سيسخر مني أنا فاشل لعين ليتني لَم أحاول
"لقد كانت جَيدة لكن لا شيء يستطِيع أن يخترقني"
توَقفت عن كل ما كُنت أحاول القيام بِه إستمر أبي في مهاجمتي لَم أكن أصده
سقطتُ على الأرض ثم ركلني فبقِيت اتخبط بَعيدا و جسدي عاجز عن الحَركة
لَقد خذلت نفسي مجدّدا ، أنا لست سوى فاشل
-
إستَيقظت فوجدتني في تِلك الغرفة المظلمَة التي وضعوني بِها في البداية
الضمَادات تحيط بوجهي و رسغي تفوح مِني رائحة المعقمات
إبتسمت بِسخرية ، إذن هَذا المكان مقدر لي البقاء بِه كما هُو مقدر لي أن أكون قاتلا
إن كَانوا سيزورونني مِن فترة لفترة فلا أُمانع البقاء طوال حياتي هُنا
الأهم هُو أن عائِلتي ستكون معي و سأستطيع أن أكون مَعهم
هُناك الكثير من الأشياء التِي أرغب بأن أفعلها ، لَكنني أجد نفسي في كل مرة أعجز عليها
إن أمنيتي هِي أن أصبح قويا ، شخص سيتعتمِد عليه والدُه ، سيكون مسؤولا فِي نظر والديه و قدوة لإخوته
و سيكُون من سيحميهم دائما من أي أذى يلحِق بهم ، و سيحاوِل جعلهم أقوياء و مُتعمدين على أنفسهم
أنا سعيدٌ حقا بميلوكي ، على الرّغم بما فعله لِي و الأذية التي ألحَقها بِي لازلت أرغب بأن أكون مرشِدا له
عنْدما يكون فِي مأزق سيجدنِي أنا لأمده بيد المساعدة ، لأحمِيه و أحافظ على سلامته
و سيشكرُني و سيسعد بِكوني أخ له ، أي أننا سنحمي بعضنا و نجد بعضَنا وقت الضيق
و لا يقتَصر الأمر فقط على ميلوكي بلْ على الجميع حتى أمي و أبي
يبدُوان و كأنهما لا يحتاجان مساعدتي و حمايتي قطّ ، هما قويان لكِنني لا أمانع الموت لأجلهما
أنا أصبحْتُ باردا من الخارج صحيح ، لَكن هذا ما أشعر بِه داخليا
رغم كُل شيء أنا وَاثق يوما ما سأصبح ما رغبت بِه ، سأصبح مسؤولا و سأحميهم و أضحي من أجلهم
هَذه هي حياتي التي قررت أن أعيشها ، ولا شيء سيغَير ذلك و سيجعلُني أتراجع عن ذلك
إنه وعد ، سأتحمل كوني فاشلا و أطور من نفسي
نهاية الفصل : 14
يتبع