على ضفاف الأمل ٢

By Coldsnow5

4.6K 463 688

الجزء الثاني من رواية على ضفاف الأمل نلتقي ... الأحلام ما هي سوى طريق طويل مليء بالصعاب و الأشواك يستسلم المُ... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس

الفصل السابع

474 45 65
By Coldsnow5

~ هنري ~

مُقلتي ذات اللون الأزرق بقيت عالقة بمكان وقوف كلارنس السابق بهدوء، صدى كلماته تردد بعقلي جيداً و حسناً هو محق بشكل لا جدل به !

كل منا قام بإيذاء الآخر، كارل انا لا أعرفه بل صدمت حتى بوجوده و كم هو أمر غريب ألا تعلم عن وجود أحد اقربائك إلا بعمر كبير كالثامنة عشرة بينما توأمه كان يعيش معك...

ابتسامة هادئة ارتسمت على ثغري ليس فقط بسبب أفكاري هذه لكن كل من بهذه الغرفة فعل و بعضهم ككين و كريستي، ريو رفقة لوسيان و لويس فقط انفجروا من الضحك!

بطريقة ما اختلال الثقة بينهم بدى الآن كنكتة وجب عليهم الضحك عليها..

آلفريد ارتسمت ابتسامة هادئة و مطمئنة على ثغره، جاك قلب عيناه بملل كعادته عندما يحاول التهرب من اي موضوع به مشاعر أو شيء هو أخطئ به و لا يود الاعتراف..

ليو ابتسم بخفة لرؤية ضحكات شقيقه لكن هذا الفتى يمكنني الشعور بأن هنالك اختلاف ما به لا أستطيع تحديده..

ألم يحاول قبل فترة الحديث معي ثم هرب فقط؟

آتسائل هل علي حقاً محاولة الحديث لأرى ما مشكلته تماماً؟

بصري بشكل تلقائي توقف عند كارل الذي كان يخفض رأسه فحسب يشد على بعض الأوراق بيده، للمرة الأولى أرى ملامحه بهذا الضعف فقط ماذا به حقاً؟

ماضيه المجهول ماذا قد يكون؟ بالنهاية يمكن للويس الشعور به عندما يتأذى صحيح؟ لذا لابد أنه كان ينقذه دوماً فهل هناك أمر آخر؟

لكن هذا مستحيل صحيح؟ أم هل تجاهله لويس وقتها أيضاً..

تنهدت بشكل هادئ أعود للعمل، حسناً ربما علي التوقف من الحذر منه للحق بالنهاية هو قريبي أيضاً، كلانا ننتمي لذات الفريق لذا على عدم اصدار أحكام مسبقة..

ديفيد بقي عابساً لمغادرة سيده هكذا دونه و برحيله بدأ الهدوء يعود للمكتب..

فقط بجدية كلارنس هو الروح لهذا المكان و إن تحققت نبؤة ختمه فقد سقط النظام كله الذي تم بنائه فهو استطاع بحديث واحد جعل الجميع يعود للابتسام بشكل نقي للآخرين دون اتهامات مضللة..

و بجدية أشعر بالفخر بكل مرة يظهر كلارنس جانبه هذا، يسعده و بشدة رؤيته قادر على تجاوز أو محاولة كسر أي عائق أمامه مهما كان حجمه...

____________
---------

~ لوسيان ~

بالأمس بعد محادثتنا تلك مع كلارنس انا غادرت للبقاء بمفردي قليلاً، لويس كان يرفض ذلك بشكل قاطع لكنه بالنهاية لم يجد خيار آخر مُطلقاً بسبب إصراري على ذلك..

اردت القليل من الوقت لنفسي حقاً، انا لا أذكر أي مما قالوه عن اختفائي ثم ظهوري بإصابات سيئة للغاية، لا فكرة لدي عما حدث معي أقسم..

كل ما اذكره هو شجاري مع لويس و كيف حطمت قلبه للحق بجعله يختار بيني و بين دارين!

تلك الفتاة قبلت التحول فقط للبقاء معه، قدمت تضحية مذهلة و انسحبت عندما شعرت أنها ستفسد علاقتنا فقط

لم تقف و تصرخ و ما تحدثت حول تضحيتها تلك لكنها انسحبت ببساطة مطلقة..

أعلم أن ما فعلته فظيع بحق توأمي ربما يعادل ما جعله جاك يفعله لكارل، إذ أجبره الأكبر عن التخلي عن سيده الذي يحبه بل و إيذائه و أنا جعلته يتخلى عنها و يؤذيها بهذا، خاصة أنها متحولة و تحتاج للكثير بعد لتعلمه عن عالمنا أوليست هذه أنانية مفرطة مني؟

ثم أجل لا يمكنني تذكر ما حدث لي لكن جسدي كان بحالة سيئة عندما استيقظت، انا أدركت ذلك لأنني كنت استيقظ دون شعورهم و الألم كان قاتلاً رغم هذا استمررت بكوني لا أصدق ما يتحدثون عنه..

لماذا فعلت ذلك حقاً لا فكرة لدي، هل رغبت بجعل لويس يلتصق بي و يعتذر مراراً؟ لا انا لست هكذا صحيح؟

هو توأمي و أدرك تماما المشاعر الفظيعة التي قد تنتاب أحدنا لو اصيب الآخر و لو بخدش فأنا جربت شعور كهذا سابقاً بالفعل..

إذن ماذا يحدث؟

لم أستطع إيجاد اي إجابة على تلك الأسئلة بشكل تام و كلي لذا ها أنا ذا اتجه لمكتب آلفريد حيث كان أشقائي جميعهم يجلسون هناك لم تتوقف خطواتي إلا أمام مكتب الأكبر بيننا لأهتف فوراً بلا ذرة مزاح واحدة :" آلفريد قم بعقابي أنا استحق ذلك فعل قدرتك الثانية ضدي"

شهقة صدرت من لويس بينما قطب ديفيد حاجبيه باستنكار كلي، و آلفريد حدق بي بنوع من الصدمة فحسب أما جاك فقد نطق بسخرية كعادته :" لقد جُن الفتى بشكل مُطلق"

~ آلفريد ~

أملت برأسي بذات الصدمة بعد كلمات لوسيان الغريبة، إلا أن بصري انتقل بعتاب لجاك قبل أن اعيده لشقيقي الواقف أمامي :" لماذا انت تعتقد أنك تستحق عقاب كهذا لوسيان؟"

و أجل وجدت نفسي اسأله بشكل مباشر حول السبب الذي يدفعه لطلب غريب كهذا..

هو لم تتردد نظراته مطلقا و لا حتى صوته بينما يجيب :" لأنه هنالك أمر ما حدث لم نتكلم به بالآمس أمام الجميع"

عدل جاك وضعية جلوسه ينطق بحذر :" و ذلك الشيء هو؟ "

لويس اتسعت عيناه و أراد الحديث لكنني منحته نظرة مهددة بينما استمر ديف بالنظر إلينا فقط

_:" عندما تشاجرت مع لويس جعلته ينفصل عن دارين، بمعنى أصح جعلته يختار بيننا لذا الفتاة انسحبت فقط دون تفكير بما سيواجهها من متاعب بعد تحولها.."

بصره انتقل للويس كما بقيتنا :" ربما هي أيقنت أن لو أساساً سيفكر بهذا مئات المرات و يؤرقه ضميره كل ليلة بل كل ثانية و أنا السبب بذلك لذا استحق ما استحقه جاك قبل ثلاث سنوات "

_:" لا تهذي، أنت نجوت من الموت قبل مدة وجيزة "

ذلك الهتاف صدر من لويس القلق بينما رفع جاك احد حاجبيه من  ذكر اسمه ينطق بملل :" لا تقارني بك! "

نظراته اتجهت للويس تاليا بسخرية :" و أنت لم أرى دفاعك المميت هذا أخي "

شيء من العبوس طغى على لويس فورا شاعراً بالذنب بسبب كل ما يحدث حوله...

حينها فقط نطق ديفيد بهدوء و جدية :" هنالك من يستحق العقاب حقاً لكنه ليس لوسيان و لا جاك بل لويس ذاته "

أنظار لوسيان اتجهت له فوراً يكتف يداه بينما أومئ لويس له بخفة رغم أنني أراهن أنه لم يفهم لما ديفيد نطق بذلك..

لكن لويس دوما يسهل إثارة عاطفته من قبلنا نحن أشقائه ليتصرف وفق اهوائنا نحن متجاهلا حقيقة مشاعره و ما سيحدث له جراء ذلك...

يمكنه البكاء أو التحطم لمئة قطعة لكنه لن ينفذ سوى طلباتنا نحن، و على خلافة ديفيد بالذات الذي سينفذ رغباته اولا مانعا أي فرد من التدخل حقاً

بالنهاية اعدت بصري للوسيان بخفة قد أكون جننت لكن هنالك شيء ما أفكر به لذا نهضت من مكاني أرفع أكمام قميصي ليثبت هو وقفته بكل بهدوء بابتسامة صغيرة متوترة ...

_:" لا هل جننت آلفريد؟"

نطقت بنبرة هادئة مع عينان مظلمة نتيجة بدأ استدعاء قواي تلك :" للخارج جميعاً إلا لوسيان"

بالطبع لويس ما كان ليغادر حقا لولا جر جاك له للخارج مخبرا اياه أن لا أحد يموت من شيء كهذا سوى الضعفاء..

و بطريقة أدرك انه كان يسخر من سيد لو فحسب بجدية هو لا يتعلم درسه مطلقا!

برحيلهم كانت هالتي قد احاطت جسدي لأنطق بنبرة باردة :" مستعد لوسيان؟ "

و المعني أغلق عيناه يومئ لي فحسب لذا وضعت يدي على رأسه بدأً لتنفيذ تلك العقوبة..

____________
-----------

~ لويس ~

كل من بهذا القصر فقد عقله أقسم بهذا! من المختل الذي طالب لوسيان بدفع ثمن أي شيء؟

ثم آلفريد هل جن أم ماذا؟ كيف قد يقبل؟ لقد نجى الأصغر من الموت قبل فترة قصيرة للغاية بالكاد فهل يفعل عليه تلك القدرة و بسببي ؟

أخفضت بصري أشد على قميصي الأبيض بقوة، فقط أشعر كما لو أن سحب أي نوع من الأنفاس مؤلم بشكل خاص..

أغلقت عيناي بينما بصري ثبت على الفراغ آشعر بالغثيان من نفسي قبل كل شيء..

فقط سماع ما قاله لوسيان عن دارين و ما تعاني منه إثر تحولها جعلتني أشعر كما لو أني راغب بالموت حقاً..

لم أستطع الموازنة بالنهاية و كنت سبب كل ما حدث،. فقط لو انني استطعت فهم مشاعر توأمي بشكل أفضل لما وقع كل هذا لكن ما فائدة الندم الآن؟..

أجل انا و بكل ليلة كنت أفكر بنتائج ذلك الانفصال بينما أشعر كما لو أن كل شيء بحياتي قد فسد، لم أستطع منع نفسي من التساؤل عما تفعله و مراقبتها بعد استعادة لوسيان

أي فقدتها و فوق هذا يتم عقاب لوسيان رغم أن ديفيد محق أنا من كان يجب عقابه و بشكل أكثر سوءاً حتى لذا هذا غير عادل حقاً

بالنهاية وجدت نفسي أغادر فقط سريعا فالوجود هنا يجعل شعوري بالغثيان يزداد أكثر فأكثر لذا خطواتي قادتني إلى سيدي فحسب..

~ كارل ~

كنت قد اتجهت للمنزل و غرفتي مُبكراً هذا اليوم حيث جلست ببساطة على الفراش أحدق بالسقف بكل هدوء..

الكثير من الأفكار كانت تعصف بي بقوة حيث ما عدت قادراً على تحديد ذاك المصدر الذي يؤرقني حقاً

لأول مرة منذ ظهور تلك النبؤة التي تخص كلارنس لم أتجه له للنوم رفقته أو حتى الاطمئنان عليه فهل هو حقاً كان بخير بعد ادعائات جاك بحقه؟

أم انه تخطى مشاعره الخاصة لئلا يتسبب بتفرقة الجميع، فقط نبؤة لوسيان التي بدأت تسبب لهم الأرق هو كان قادراً الآن على رؤية جوانب أخرى لها...

ألم يخبره الأصغر بعبارة ما مثل ' لا تتسرع' أي هنالك خطأ ما سيقع؟

و قبل أن تسقط أفكاري أكثر نحو قاع مظلم لا نهاية له كان لويس يقف أمامي مُغلقاً عيناه، أشعر أنه غاضب حقاً كما لو يود تفجير المكان؟

~ الكاتبة ~

نهض كارل من فراشه يتقدم نحو رفيقه يضع إحدى يداه على خصلات الأكبر ينطق بنبرة هادئة ما استطاع جعلها لطيفة بسبب أفكاره المظلمة قبل ثوان فقط :" ما الأمر لو؟"

و الآخر فتح عيناه مع وضع سيده يده على خصلاته الداكنة إلا أن عيناه ما كانت تلك الخضراء اليانعة التي طالما تميزت بالمرح بل هي تلونت بلون الدماء..

ليس جائعاً لكنه يشعر بالغضب لدرجة أنه غير قادر حتى على الهدوء، لا يستطيع بأي شكل من الأشكال تجاوز مشاعره هذه..

_:" لقد جُن الجميع أقسم!"

حسناً كان هذا واضحاً من تصرفاتهم الأخيرة أليس كذلك؟!

لكن كارل  أمسك بيد لويس يسحبه رفقته للفراش يجلسه بهدوء :" ماذا حدث أيضاً لويس؟"

و المعني ما استطاع حقاً الجلوس بكل هدوء لذا عاد للوقوف انفعال أدى لظهور هالته :" فقط آلفريد قرر أنه سيعاقب لوسيان بقدرته الثانية، لا مهلاً هو لم يفعل بل ذلك المختل لوسيان من طالبه بهذا و بحجة أنه تسبب بانفصالي عن دارين عندما خيرني بينه و بينها ليلة ميلادنا السخيفة"

عينا كارل اتسعت مع بداية حديث الأكبر فلماذا قد يفعلها آلفريد و يؤذي لوسيان بهذه الطريقة الفظيعة؟

لكن تتمة الحديث جعلته يقطب حاجبيه بعدم رضا حقيقي و عدم اقتناع أيضاً يتمتم :" بجدية من منكما يستحق العقاب لو "

و تلك الجملة لفتت انتباه الأكبر الذي آمال برأسه :" ديفيد قال شيء مشابه أيضاً و لم أفهم ما هو ذنبي أنا؟"

و الأصغر تنهد بيأس قبل أن يجيب :" أولاً يجبرك جاك على فعل ما لا ترغب به ثم لوسيان يكرر ذات الأمر فقط حقاً لويس أين هو رأيك الخاص و أين هي مشاعرك؟ "

فتح مُحدثه فمه بشكل بسيط قبل أن يخفض رأسه للأسفل حقاً يغرق بأفكاره، هو فقط ماذا كان يفترض به أن يفعل؟ يقاتل شقيقاه أم يحاول إيجاد أمر آخر؟

و كارل رمش عدة مرات قبل أن يعود للجلوس بملامح هادئة للغاية ينطق :" و فقط أعتقد أن آلفريد لم يرغب بمعاقبة لوسيان حقاً، على الأغلب هو فعلها لأجل أمر اخر لذا لا داعي للشعور بالذنب حقاً لو"

_:" ها؟! و ما هو ذلك الشيء الآخر الذي سيجعله يفعل قدرته اللعينة و المؤذية على شقيقه الأصغر حقاً كار..."

الصمت أطبق عليه مُجبراً أفعاله و هالته على الانخماد فجأة، ليس لكونه علم بهدف آلفريد فهو لم يفعل حقاً لكن ملامح سيده و دقات قلبه هي ما جعلته يفعل..

كارل ليس بخير بأي شكل من الأشكال بل يبدوا خائفاً؟ لماذا؟

ألم يقم آلفريد بتفعيل قواه تلك ضده قبل ثلاث سنوات؟ بذلك الوقت الألم كان أكبر حتى تفجر قلبه خلال دقيقة ربما؟

لما هو لم يجد سوى كارل يشاركه حديث كهذا حقاً و يعيد له تلك المشاعر المؤلمة و المُخيفة حتى له؟

بالنهاية هو أخفض بصره للارض و قد عادت عيناه الخضراوتين للهدوء يتجه للجلوس قرب سيده يضع رأسه على كتفه مغمضاً عيناه :" آسف لتذكيرك بالألم الذي تجرعته بسبب قدرة آل بالماضي فقط انا قلق على لوسيان لذا.."

بعثر كارل خصلاته يضع رأسه على خاصة الأكبر قليلاً محاولا السيطرة على تلك النبضات المتوترة قبل أن ينطق بلطف حقيقي :" فقط اذهب لتوأمك لويس و لا تقلق علي أنا بخير موافق؟ هو بحاجتك الآن قطعاً "

رغم أنه شعر بنوع من التردد للذهاب و تركه بمفرده لكنه محق لوسيان الان قطعا لن يكون بخير لذا هو وقف بابتسامة هادئة :" فقط أنا محظوظ حقا لكونك سيدي كارل، شكرا لك للغاية"

تلك الابتسامة انعكست بشكل صغير على الآخر يومئ له ببساطة و خارج تلك الغرفة وقف كلارنس يتكئ على بابها مخفيا هالته و وجوده قبل أن يبدأ بالسير بتقطيبة غير مفهومة ككل ما يحدث من حولهم...

_________
-------

الهدوء كان طاغياً بذلك المكتب حيث جلس لوسيان يسند رأسه بِكلا يداه بينما نبضات قلبه ما كانت مستقرة..

وجهه بدى شاحباً للغاية رغم ذلك ابتسامة ما كانت مرتسمة على شفتيه!

تلك الابتسامة التي جعلت جاك يرمش بعدم فهم حقيقي، فقط الآن هو يرى أن شقيقه الأصغر هذا أكثر قوة منه حقاً فهو لم يستطع وقتها سوى التفكير بهجر أسرته و الإبتعاد عنهم

ديفيد آمال رأسه بانتظار أن يستوعب لوسيان كل ما حدث بينما جلس آلفريد بجواره يمسح على ظهره و قد أدرك من ابتسامة الأصغر أن أفكار كلاهما متشابهة و أن لوسيان لم يطلب العقاب فقط لأنه يرى نفسه مُذنباً...

ذلك الهدوء قاطعه دخول لويس الذي جثى أمام توأمه يسأله إن كان بخير رغم التقطيبة التي ظهرت على وجهه مع رؤيته لتلك الابتسامة !

و الإجابة أتته سريعاً حقاً عندما احتضنه لوسيان الذي ضحك فجأة يهتف :" تذكرته! استطعت تذكر ملامحه"

هو عبس فجأة يبعد شقيقه و يكتف يداه محدقاً بجسده الذي تم تعذيبه :" و تذكرت ما فعله بي و كيف كانت نظراته المختلة! آل أخي ذلك الشخص مخيف للغاية أقسم لك"

عينا لويس اتسعت بقوة بينما ربت آلفريد على رآسه يحتضنه بخفة :" أحسنت بتخطي ذلك لوسيان أنت حقاً مذهل.."

جاك فتح فمه بحيرة و شك أكل ما حدث كان لأجل هذه الغاية؟ أهذا ما أراده لوسيان حقاً؟ بطريقة ما هو وجد نفسه يضحك بصخب لتتجه الانظار نحوه لكنه ما اهتم حقاً بل وقف و اتجه للوسيان يمسكه و يجبره على الوقوف :" جدياً أنت أنا اعترف لك بأنك قوي و للغاية و جريء حتى لقد أعجبتني يا اخي"

و تلك الجملة جعلت المعني يرمش قبل أن يفتح فمه،. هل تم مدحه تواً من جاك تحديداً؟ هذا مثير للريبة بشكل تام و هو أبدى ريبته تلك حيث ارتسمت على كل ملامحه قبل أن يختبئ خلف توأمه بحركة درامية ربما؟

و حركته تلك ايقظت أفكار لو و حدق بهما قبل أن يبتسم بشكل صغير يمسك بيد توأمه :" فقط نهاية العالم قد حلت على ما يبدوا"

ردة فعله هادئة أكثر مما يجب هكذا فكر ديفيد و هو يراقبهم بصمت، قبل فترة كان لوسيان يحتبس بقلبه المشاعر و يبدوا أن الأمر انعكس لكن مع تغيير بسيط..

لو لن ينفجر على أحد بل هو فقط سيسخط على نفسه و يلومها على كل شيء كما هي عادته السخيفة..

حسناً هو سيراقبه هذه الفترة لكن، وقف من مكانه مقررا الاتجاه لسيده الذي هو الآخر يشعر بغرابة تصرفاته..

كلارنس بطريقة ما هنالك شيء يشغل فكره و لا يبدوا له أمر لطيف لأن نظرات عيناه تزداد ظُلمة، هو يرى كوابيس ليلاً لكنه يصمم على إنكار الأمر بابتسامة صغيرة..

شعور قوي لديه يخبره أن تلك النبؤة ليست السبب و إنما شيء آخر، شيء يجعله متماسك لأقصى درجة حتى بعد اتهامات جاك له و التي كانت ستجعل نفسيته تنهار مع نبؤة نفيه...

لكن لا هو فقط عالج الأمر بشكل محايد كما لو أنه صفعهم جميعاً بحقيقة كونهم قاموا بإيذاء بعضهم البعض و ليس فقط كارل من آذاه..

و تلك النظرات المُظلمة بقدر ما تريحه لعدم انهياره هي تخيفه لأنه بات عاجزاً عن قراءة أفكاره و عندما حدث هذا ذات مرة انتهى الأمر بكسر الرابطة بينهما لذا هو عليه أن يتواجد قرب سيده و بذات الوقت عليه إيجاد وقت لمراقبة لويس أو الحديث معه؟

___________
----------

~ كلارنس ~

الهدوء بشكل نادر كان يغلف المكتب بينما كنت أجلس احاول إنهاء تلك الأوراق المتكدسة فوقه..

بجدية منذ متى لم أقم بالاطلاع على التقارير اليومية؟ انشغلت بكل المصائب عن هذا لكن نحن بحاجة لمعرفة أدق المعلومات عما يحدث من حولنا..

حسناً أثق بأن هنري قام بتفقدها سابقاً و لو وجد أمر مهم لأبلغني به بل كان ليقوم بجري للمكتب مع نظراته التي تتهمني بالإهمال..

رفعت بصري بعدها لذلك الذي أفكر به، هو كان يجلس على إحدى الآرائك يضع قدماً فوق الأخرى يرتدي كعادته ثياب رسمية تمثلت ببنطال أسود و قميص ابيض، عيناه الزرقاوتين كانت تحدق بما بين يداه بكل تركيز..

كعادته المواقف ببساطة لا يمكنها منعه من أداء أعماله مهما حدث، هو فقط قادر على التنفيذ و التخطيط و التحليل مهما كانت حالته النفسية أو الصحية..

جدياً هنري هو أحد الأشخاص المميزين بشكل عام و بحياتي بشكل خاص..

بدى انه شعر بتحديقي لذا رفع بصره نحوي قبل أن يميل برأسه بنوع من بالاستنكار مع تقطيبة حاجبين، مظهره ذاك دفعني للضحك حقاً مما جعل استنكاره يزداد

_:" هل جننت أخيراً كلارنس؟"

اومأت له سلباً بشكل سريع بينما انطق بصدق :" لا ، فقط أفكر بكيف يمكن للمرء أن يبدوا مثاليا هكذا مهما كانت الظروف؟"

نبرة صوتي كانت صادقة و الإعجاب كان واضحاً و هو ما لم يكن هنري ليتمكن من الإجابة عليه حقاً بل فقط فتح فمه بشكل بسيط قبل أن يقطب حاجبيه

بالنسبة لي هو بدى لطيفاً حتى عندما همس بينما يعيد بصره للأوراق متهرباً من الرد :" لا ينقصني سوى موجة جنون غير مفهومة المصدر"

عبارته جعلتني أضحك حقاً قبل أن أقف مُتجهاً له و هو فقط كتف يداه بملل يحدق بي بعد تركه للأوراق و يمكنني معرفة ان هنالك توبيخ ما قادم لكنني سبقته عندما نطقت بجد و لطف :" هنري إن حدث أي أمر مهما كان أنت من سيتولى زمام الأمور هنا و حماية الجميع ! كارل و البقية سيكونون تحت مسؤوليتك مفهوم؟"

و هو رفع حاجبيه باستنكار أكبر..

~ هنري ~

لم يكن هنالك احد بالمكتب اليوم بشكل نادر سوى و أنا و كلارنس، بالطبع النادر حقاً هو تواجد كلارنس هنا دون أن يتم جره و بلا وجود البقية فمع وجوده يظهر الجميع عادة..

لكن ما بال تلك العبارات التي ينطق بها اليوم ، حدقت لعيناه الخضراوتين باحثاً عن ذرة عبث بهما لأقوم بركله لكن لم أجد سوى الكثير من الصدق..

أهذا بسبب تلك النبؤة؟ لا، هو ليس خائف كما كان عندما سمعها لأول مرة، بل هو واقف بكل ثقة و كأنما هنالك شيء ما يدور بعقله..

و بذات الوقت هنالك ما يؤرقه و بطريقة ما ذكره كارل أولاً تجعلني أشعر أنه يوصيني به..

ربما بسبب الشجارات المستمرة بيننا؟ حسناً أياً كان ما يحدث طالما هو قادر على التصرف و الحديث بهذه الثقة فلماذا لا؟

لن يتواجد اي سبب لأقلق بشأنه فهو يبدوا له مدركا لما يريده..

_:" بالطبع"

كان ذلك ما اجبته به بكل اختصار و هدوء ثم عدت للأوراق خاصتي..

~ الكاتبة ~

رمش كلارنس عدة مرات مع تلك الإجابة قبل أن يبتسم بكل هدوء و ثقة، بالنهاية ليس بحاجة لأكثر من هذا حتماً...

هنري سيفي بذلك الوعد بكل بساطة و هو الآن بات يدرك أنه يخطط للاختفاء بمرحلة ما، حسناً عليه التفكير بشكل مختلف

قد لا يغادر حقاً لكن ان اضطر فأجل سيفعل و بكل سرور..

هنالك تغيير كان من الواضح أنه طرأ على الشاب الذي يفترض به قيادة السحرة، ذاك الذي كان و قبل فترة خائفاً من الطرد حتى لكن الآن هنالك الكثير مما يدور بعقله لذا كل ما يحدث ما عاد يثير اهتمامه و ان تم نفيه كما قالت النبؤة فهي باتت اقل ما يثير اهتمامه حالياً

___________
----------

الساعات كانت تمضي حتى بدأت الشمس بالغروب و بذاك المكتب تواجد كل من كلارنس و هنري و قد انضم ديفيد و كارل و ريو و ليو لهم..

الأوضاع كانت ما تزال هادئة على الأقل حتى اقتحام لوسيان المكتب فجأة ينطق بصخب :" تذكرت!"

أول من وجه نظرة مستنكرة نحوه كان هنري،اولا هي كانت بسبب صخبه هذا بالمكتب لكن لاحقاً اندمج خيط رفيع من القلق لملامحه فور رؤيته للتعب و الشحوب تغطي الأكبر سناً رغم ابتسامته المرحة

لكنه و قبل أن ينطق حتى سبقه ديفيد ينطق بملل للتوضيح :" لوسيان طالب آلفريد باستخدام قدرته الثانية عليه و هذا جعله يذكر شكل مختطفه و تعذيبه له.."

شهقة لا ارادية صدرت من هنري بينما لم يبدوا الاستغراب على كارل و كلارنس و لو بمقدار بسيط ليرمش لوسيان بعبوس :" أنتما ألا تهتمان بي؟"

ضحكة صدرت من كلارنس و هو ينطق :" لا لويس أخبر كارل بأنك طالبت الفريد بعقاب ما.. "

و تلك الجملة جعلت كارل يحدق بتوأمه على الفور باستنكار مطلق و شديد ليرفع المعني يده باستسلام :" ماذا كنت قادم للحديث معك و لويس كان صاخباً بالفعل لذا عدت أدراجي فحسب.. "

لم يبدوا الاقتناع على ملامح كارل بينما رمش ريو بهدوء هؤلاء كيف يحولون نقاش مهم لشجار حقاً

لذا آمال برأسه اتجاه لوسيان ينطق بلطف :" إذن لتجلس و تحظى ببعض الراحة موافق؟ ثم أخبرنا عما تذكره ان كان يمكنك! "

هنري ابتسم بسخرية ينطق :" شخص عاقل بين مجموعة المجانين هذه و أخيراً، انتما لا تباليان بحديثنا و تابعا النقاش السخيف خاصتكما رجاءاً"

قلب كلارنس عيناه بينما ابتسم كارل بشكل صغير للغاية ربما بمحاولة منه لعدم التعليق حتى!

كارل كان قد انضم للبقية منذ ثوان بسيطة و هو الآخر جلس بجوار سيده دون أي تعليق إضافي..

لوسيان ضحك بخفة ثم حدق بساعة يده :" سينضم آلفريد و جاك لنا خلال دقائق فقط "

هو وجه بعدها نظرة خاطفة لتوأمه لتختفي ابتسامته، هنالك الكثير مما تحطم و لا زال بينهما، أولاً دارين رغم انه سيتجه لها بنفسه فور خروجهم من هنا ليعتذر منها على تصرفاته الطفولية تلك..

و ثانياً يشعر أن لويس مستاء لأنه طالب بذلك العقاب بحجة ما فعله به و نيته الحقيقية كانت معرفة خاطفه..

لكنه صدقاً أراد عقاب نفسه، و قد فعل ذاك التعذيب الذي تعرض له على يد عدوهم الحقيقي كان مؤلم للغاية و قاسي، هو يبتسم الآن أجل لكن قلبه ينبض برعب مطلق، خائف هو و متألم...

لا يود تكرار تلك التجربة حقاً و يشعر أنه بحاجة للبقاء رفقة كافة رفاقه ليهدأ

رمش عدة مرات عندما شعر بيدا هنري تحيط به بخفة بينما أسند جبهته على خاصته يهمس له فقط :" كل شيء سيكون بخير لوسيان!"

و الكثير من الدفء سار بجسد الأكبر، سيده هذا ليس من الأشخاص الذين قد يفضلون الحديث عن المشاعر، او المواساة بكل هذا اللطف لكنه فعلها بأي حال لشعوره بخوفه؟

لذا شعر بالراحة تسكب بأعمق نقطة بقلبه و كلارنس راقب ذلك بابتسامة دون تعليق فهو ما كان ليفسد لحظات نادرة من ظهور مشاعر هنري..

لويس آيضاً ابتسم بشكل هادئ، لازال يذكر كيف بدأت علاقة لوسيان و هنري!

بوقتها انقذ لوسيان حياته عن طريق التضحية بقواه، و احتاج لشريك ساحر ليبقى حياً و هنري كان رافضاً و كارهاً حتى لكل هذا حتى قدم كلارنس و قام بإصلاح الأمور بينهما..

الآن هما رفيقان عزيزان حقاً و كل منهما يهتم بالآخر جيدا.

بصره انتقل لسيده الذي كان شارد الذهن مستعدا محادثته معه صباحاً، هو قال له أنه يستحق العقاب أيضاً لكونه سهل الإخضاع من قبل أشقائه..

فقط هل كارل بأي شكل كان لم يغفر له بعد خيانته تلك؟ هل ما حدث ذكره بها؟ رغم انه اعتذر مئات المرات و أثبت لاحقاً بتلك المعركة التي وقعت بينهم و بين السحرة أنه باقٍ بجوار سيده!

هل أعادت حادثة دارين له تلك المشاعر السلبية عن ذاك اليوم المشؤوم ؟

تنهيدة صدرت منه لفتت انتباه الجميع له لكن قبل أن يتحدث أو يعلق أحدهم حضر كل من آلفريد و جاك و بهذا الجدية اتخذت مكانها على وجوه الجميع لكن كارل اعتذر قبل بدأ لوسيان بالحديث بحجة أنه يمتلك عمل ما مهم و سيأخذ المعلومات من لويس أو كلارنس لاحقاً و بهذا غادر هو بينما استمع البقية للوسيان..

~ لوسيان ~

نظرت لكارل الذي غادر و للحق كدت أشعر بالغرابة فهو عادة ما كان ليفعل شيء كهذا إن كان الحديث مهم لاسيما و أنه يتضمن عدونا الذي قد يتسبب بإيذاء كلارنس..

لكن كلارنس نهض قبل مغادرته و احتضنه بشكل درامي عن كونه سيتجه لأداء العمل نيابة عنه مما دفعنا للضحك، أي هو عمل يفترض بالأكبر القيام به لكنه تكاسل و بات من الضرورة قيام شخص آخر به،. بالفعل كارل مسكين فهو من يقع بكل مرة على عاتقه فعل هذا و تصحيح مسار الأمور بعد أن يهملها كلارنس!

بالنهاية وقف توأمي أيضاً يستأذن بالرحيل خلف سيده، لا أعلم لماذا لكن شعرت بأنه فقط يود الإبتعاد عن هذا المكان و أيضا لم يكن تصرفه طبيعي فهو كان ليبقى و يستمع ليعلم من قام بفعل كل ما فعله بي..

تنهدت بقوة هنالك حاجز قوي بيني و بين لويس هذه الفترة و علي إذابته كما بنيته !

لكن الآن وجهت بصري للبقية أنطق بجدية :" عدونا هجين ! هو نصف ساحر و نصف مصاص دماء لكن قواه مرعبة أقسم بذلك! هالته ليست مزحة مطلقا و يمتلك ثقة عالية للغاية بأن كل شيء يسير وفق اهواءه و المخيف بالأمر أكثر أنه يمتلك القدرة على جعل الأمور كما يريد"

أغلقت عيناي بنوع من الهدوء القاتل و أنا أذكره :" هو يمتلك عينان دموية لا أعلم إن كان لون عيناه الأصلية أم أنه حولها ليرى بالظلام الذي كنا نغرق به، شعره بلون البُن و يبدوا شاباً للغاية لكن هالته توضح انه عاش لمئات السنين بل أكثر ربما! "

و هنا تدخل طرف ثاني بالحديث إذ ظهر الطيف فجأة من العدم ليقف امامي يرمش بدهشة :" هجين و عاش منذ مئات السنين أأنت جاد حتى؟ كِلا الجنسين كانا بحروب منذ آلالاف مئات السنين و لا يوجد أي فرد عاقل بوقتها قد يتزوج من شخص من الطرف الآخر فهذه إهانة و إساءة لشعبه "

حركت رأسي بمعنى لا أعلم ثم نطقت بنبرة هادئة مجددا فالحديث عنه يجعل عامودي الفقري يقشعر بالكامل :" هو ليس طبيعي، أعني اقسم أكاد أجزم أنه ينتمي للعائلة الحاكمة من كِلا الطرفين، تمكن من إخفاء وجودي و فوقها لم يستطع أي منكم الشعور بي أو بما أتعرض له من تعذيب، لم أستطع حتى أن أفقد الوعي من الألم لأنه لم يسمح لي بهذا"

نبرة صوتي ارتجفت هنا، ذلك كان فظيعاً لم أتمنى الموت قط إلا وقتها، لم استطع أن افقد وعيي و لو لعدة دقائق بسيطة و هذا كان مؤلماً و مُخيفاً ثم شعوري بأن لا احد يعلم بما أعانيه زاد من حدة تلك المشاعر المؤلمة..

شهقت بقوة عندما شعرت بآلفريد يضمني إليه لأتشبث به كطفل صغير، إفقاده لي الذاكرة كان أفضل ما فعله رغم ذلك أنا من بحث عن كيفية استعادتها.

رمشت فجأة و ابتعدت خطوة عن شقيقي الأكبر لأنطق بحيرة :" هو قال شيء ما عن كونه يمتلك دمية بالفعل لكنه لم يستخدمها منذ زمن و سيعود لها قريباً، لم أفهم مقصده لكن أعتقد علي إخباركم بذلك"

ابتسمت بخفة عندما آلفريد طبع قبلة على جبيني ينطق بنوع من الحنان :" أحسنت أقدر شجاعتك هاته حقا اخي "

و حسناً شعرت فجأة كما لو أنني بطل ما لكن الحقيقة ليست كذلك، أنا فقط مجرد شقيق وغد لازال عاجزاَ عن التصرف بشكل صحيح و إنهاء مشكلته مع توأمه.

~ نهاية الفصل ~





Continue Reading

You'll Also Like

24.5K 1.4K 23
كلهم واقعين لي أهاذا منطقي؟؟!! حسنا في حياتي السابقة كنت احلم ان اصبح حبيبة كل شخصيات وبعد دخولي تحقق حلمي؟!! انا كاتبة مبتدئة (๑• . •๑) أتمني ان...
724K 33.8K 59
فرح الرواي بنت مصرية أقل ما يقال عنها أنها شقية و مجنونة تكتشف بالصدفة ان خالتها ساحرة و تنقلب حياتها رأسا عن عقب عندما تجد نفسها تنتقل إلى عالم آ...
348K 16.7K 55
"كنتُ في خصُومةٍ مع الحياة حتى رأيتُك؛ فتصالحتُ معها"
15.4K 1.6K 25
لقد تجسدت في جسد ابن الدوق المنفي