استيقظت في التاسعة صباحًا..اليوم الجمعة لما استيقظ مبكرًا؟ حتى في يوم راحتي سأستيقظ مبكرًا؟!
و اشعر بالانطفاء بشكل غريب و كأنني فقدت كل شيئ
الكوابيس لم تتركني طوال نومي..، ذلك الشعور بعدم الرغبة في تحريك شفتاي..
صداع رأسي الذي لدي و لا اعلم من يستيقظ من نومه لديه صداع!
اشعر بالجوع لكن ليس لدي شهية، اشعر بالبرد لكن لا اريد ان ادفئ نفسي، انا حقًا اشعر انني في حالة انطفاء غريبة و اتمنى ان تزول سريعًا فاليوم سأخرج مع تايهيونغ
اعلم انني استخدمت كل طاقتي هذا الاسبوع في لفت انتباه تايهيونغ لي فقط و لازالت خائفة
هل ان شعر انني لست بخير او لست بِذات حيويتي المعتادة سَيتركني؟، ربما سَيشعر بالملل و يجدني غير ممتعة
بعد كل شئ انا لست بتلك الحيوية عادةً..و لا احب ان ابذل طاقة كبيرة في اي شئ
ربما يجب ان اضغط على ذاتي اكثر اليوم، يجب ان اظهر بِذات حالي السابق حتى لا يمل مني تايهيونغ
هذا اسوأ كوابيسي..
تركت سريري بدون ان ارتبه و خرجت من غرفتي، كما توقعت لايزال والداي نائمان، جيد حتى استطيع التهرب من الافطار، يكفيني فقط علبة الحليب بالفراولة التي اخذتها من الثلاجة
شرب المشروبات الباردة في الايام الباردة يشعرني بشعور جيد
امسكت هاتفي و فتحت عدة تطبيقات من التي كنت استعملها، لم يعد الامر ممتع بعد الآن..لقد كانت كل تلك التطبيقات ممتلئة بالاغاني و الاغاني و الكثير من الاغاني و الكثير من فرق الكي بوب الذين لن يشتهروا الآن
الحياة مملة بدونهم
او انا من جعلت حياتي مملة بدونهم، عندما تجعل كل اوقاتك تتمحور نحو شئ واحد ثم يختفي ذلك الشئ
حينها سَتشعر بالندم تدريجيًا انك جعلت حياتك فقط على هذا الشئ دون ان تركز على الباقي
حتى لعبتي المفضلة التي كنت استمتع بها اكثر شئ لم اجدها و حينها تذكرت انها اصدار 2021 و نحن لازلنا في 2020...
اود العودة الى حياتي السابقة، لقد اجتهدت و درست و عانيت من الخداع من اشخاص كثيرين و تخطيت الامر و نسيت تلك الفترة و استعديت لفترة اكثر اشراقًا
صحيح انني عدت إلى نقطة الصفر مجددًا و لكن وجود اشخاص مختلفين هو ما يجعلني اتحمل الامر، على الاقل بدلًا من التعامل مع عدة أشخاص علي التعامل مع شخص واحد فقط
صحيح لدي كيم تايهيونغ و لكن لازلت لا اشعر بشئ
فأنا اعلم ان كل هذا سراب على اي حال
جهد اضافي
مر الوقت سريعًا بدون ان اشعر و انا شاردة بالتفكير و استيقظ والداي اخيرًا، آمل ان لا يلاحظوا انطفائي فان لاحظوه سَيلاحظه تايهيونغ..و هذا اكثر ما اخشاه
"اوه ايڤون مستيقظة باكرًا كالعادة، هل تناولتي افطارك؟"
"اجل لقد تناولته، اسفة لم اترك لكم شئ"
ضحكت و انا اقول جملتي و استمع إلى والدتي التي تخبرني بلا بأس، جيد انها لم تشك بي..فأنا لا اطيق النظر إلى الطعام حتى
"هل لديكِ خطط لليوم؟"
"اجل سأخرج في الرابعة"
"مع من؟"
هل اقول سأخرج بمفردي ام اخبرهم عن تايهيونغ؟
لكن سيتسائلون عن سبب مصادقتي لاحد ليس في صفي بل بالصف الاخير..
"مع صديق لي..."
"صديق؟، لما لم تخبرينا انكِ اصبح لديكِ صديق؟"
"نسيت فقط.."
"ما اسمه اذًا؟"
شارك والدي اخيرًا في تلك المحادثة التي كانت تدور بيني و بين والدتي، و لا اعلم لما يبدو منزعجًا
"يدعى تايهيونغ"
"هل تايهيونغ ذاك..صديق جيد؟ اعني هل يصادقك من اجل ان ينقل واجبه منكِ مثلًا او ينوي خداعك او يريد التنمر عليكِ؟ هل هو جيد حقًا؟ لا اريد ان يتقرب منكِ احد من اجل مصالح شخصية ايڤون.."
لم اتوقع ان يقول ابي هذا..، في الحقيقة انا اشعر انني هي التي تقترب من تايهيونغ من اجل مصالح شخصية
هل انا صديقة جيدة لتايهيونغ؟
"لا تقلق يا ابي، لن يحتاجني في الدراسة لأنه بالصف الثالث بالفعل، و لا لن يخدعني او يتنمر علي، لقد مللت من فكرة عدم مصادقة احد فقط و قد ساعدني في الدراسة و علمت انه بلا أصدقاء مثلي لذا قررنا ان نكون اصدقاء، لا تقلق"
كذبت و لكن هذا افضل، حتى لا يقلق والداي
تايهيونغ ليس بالشخص السيئ على اي حال
ربما اكون انا الشخص السيئ و انا لا ادري
"هكذا اذًا"
ابتسم والدي اخيرًا و حاولت مبادلته الابتسام و لكن فشلت لذا انزلت رأسي للاسفل حتى لا يري وجهي الخالي من التعبير، لا احب ان اكون هذا
لا احب ان اجعل احد يقلق علي
••
الساعة الرابعة اتت و قد كنت ارتديت ثيابي و تركت شعري منسدلًا لأنني عندما اربطه اكون قبيحة في رأيي
خرجت من المنزل و رأيت تايهيونغ يقف بعيدًا قليلًا كما اخبرته
لقد كان يرتدي نظارة دائرية و بنطال بني اللون مع سترة صوفية ذات لون الكراميل، كيف لهذا الدب اللطيف ان يكون شخص سيئ
"اهلًا تايهيونغ، اسفة ان تأخرت"
نطقت بأكثر نبرة حيوية حاولت صنعها و كذلك الامر كان مع الابتسام
"لا لم تتأخري، كيف حالك؟"
"بأفضل حال بعد ان رأيتك بالطبع تايهيونغ"
ابتسم لي ابتسامة لطيفة و بادلته انا بأخرى متصنعة
ليس نفاق..انا فقط ليس لدي طاقة
حتى مجرد صنع تعابير على وجهي يستنفذ من طاقتي الكثير
"إلى اين تريدين الذهاب اذًا؟"
فكرت لعدة لحظات قبل ان اجيبه، و حينها تذكرت تلك الحديقة التي كان يجلس بها هو و ايلين، سَيكون من الجيد استبدال تلك الذكرى بأخرى لي
"اعرف حديقة قريبة من منزلك، هل ترغب بقضاء الوقت هناك؟"
"بالطبع، انا احب الحدائق و الازهار و الطقس ليس بِبارد كثيرًا اليوم كما احب"
اعلم تايهيونغ، اعلم انك تحب الحدائق و الازهار، العزف على الساكسوفون، الاطفال و دمي البوكيمون، و تكره ارتداء الاحذية و تشعر بالاشخاص هل هم جيدون ام لا من اول لقاء
انا اعلم بالفعل
لما اشعر انني اريد البكاء الآن؟
لا بأس ايڤون، لا بأس
سينتهي اليوم قريبًا
ذهبنا إلى الحديقة و التي كانت بها بعض الاطفال في منطقة منفصلة ليست ببعيدة، رؤية الاطفال يلعبون بحرية سويًا لا يحملون همًا جعلتني ابتسم قليلًا مع التمني لهم ان لا يعانوا في المستقبل
جلسنا انا و تايهيونغ على الارجوحتان الفارغتان و قد كان الامر لطيف مع نسيم الهواء الذي كان يداعب شعري انا و هو
"انتِ هادئة اليوم"
نسيت انني ظللت صامتة لفترة، حتى و ان تكلمت بحيوية فأنا ظللت فترة صامتة اكثر من المعتاد
كان يجب ان اركز اكثر
"لا لا انا فقط احببت الطقس و الازهار هنا لذا شردت قليلًا فقط"
"هممم، لما لا تحركين الارجوحة؟"
لأن ليس لدي طاقة تايهيونغ...و لا حتى للتكلم
نظرت له عندما وقف فجأة، هل سيغادر؟ هل فشلت؟ هل مل مني؟ هل فشلت حقًا؟
اقترب مني و حينها ازداد عدد الاسأله برأسي
هل سَيقول لي كلام جارح ثم سَيذهب؟ لما يقترب؟
شعرت بتحرك الارجوحة خاصتي لذا تمسكت بها قويًا
شعور البكاء يزداد و بالفعل شعرت بتجمع الدموع بعيني
لقد ظننت به كل الافكار السيئة في حين انه كان فقط..
انا حقًا سيئة..سيئة للغاية تايهيونغ
ارتجف جسدي قليلًا و اعلم انه شعر بهذا لأنه
توقف عن تحريك الارجوحة
للأن لا اريد الالتفات له، سَيرى اعيني الحمراء التي تقاوم الدموع و بشدة
شعرت بأذرعه تلتف حولي و رأسه اتخذ موضعًا عند كتفي و استشعرت انفاسه على رقبتي لذا ارتجفت اكثر
"لا بأس ايڤون، اعلم انكِ لست بخير، اعلم انكِ تكذبين و لكن لا بأس ايڤون، لا بأس..انا هنا"
صوته الهامس مع كلماته التي جعلتني اشعر بالدفئ رغم البرودة من حولنا جعلتني ابكي و لم احاول حتى كتم شهقاتي، لم ينظر لي ليجعلني ابكي على راحتي و هذا زاد بكائي
انا احتجت البكاء و عناق احدهم
و احدهم بالفعل كان يشعر بي
"لاحظت انطفائك منذ البداية ايڤون، لا تضغطي على ذاتك من اجل احد..حتى انا ايڤون، لا انا او احد اخر يستحق ان تستنفذي طاقتك لأجله
و تذكري ايڤون..انا لست بالصديق الذي سَيتركك في لحظات ضعفك و حزنك"
لا اصدق انني ظننت به كل هذا و هو فقط...، انا اعجز عن التعبير، لا استطيع وصفه و لن استطيع
"انا اسفة تايهيونغ، انا اسفة"
"بل انا هو الاسف لأنني لم اكن مريحًا لكِ ايڤون"
"منذ البداية و انتِ تنظرين لي فقط و لأن تكوني شخصًا مريحًا لي، انا ايضًا ايڤون..انا ايضًا اريد ان اريحك، انا لست بتلك الانانية ايڤون"
"انا لست ذلك الصديق السيئ ايڤون، لذا لا بأس
لا بأس ايڤون"
لا بأس..