passion

By Marceline__vk

699K 42.7K 29K

"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صن... More

البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت الخامِس عَشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عَشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
البارت الواحد والعشرين
البارت الثاني وَ العشرين
البارت الثالث وَ العشرين
البارت الرابع و العشرين "الأخير"

البارت الثاني عشر

28.2K 1.7K 996
By Marceline__vk


olaa?

كومنت بين الفقرات لطفاً🧚🏻‍♀️

. . . . .

"لَم ..لَم أُدخن السَّجَائِر مُنذُ زَمن طَويل" تايهيُونغ تَمتم يُصارِح الغُرابي، يُحاول التعامُل بِأعتِيادِية وَ أَريَحِيةٍ مِن بَعد ما قِيل لَه، لَكن عَلَى مَن يَكذب ..

فَهو سَيأخُذُ مِن أَحضَانٌ الكاتِب مَجلِسٍ إليه، بَل وَ يَستَنشق الدُخان مِن بِين شَفتيه !

"لا بأس ...أنتظر هُنا" جونغكُوك طمئنَه، وَ الأخر مَنَحه إِيماءً خَفيفة، لِيتحرك الكاتِب يَصعد حِيثُ ما الطابِق العُلوِيِّ لِيأتي بِأحد عُلب سَجائرَه وَالتي لا يَأخذ مِنها إلا نادراً، فَلا يُدَخن هو كَثيراً إلا أن شَاءَت وَ رغبت نَفسه فَجأَةً فِي ذَلِكَ

يَترك خَلفهُ مَن زَفَرَ أنفاسهُ المُهتَزَّة بِصُعوبَةً يَهمس لِذاته لِيُطمئنها وَ يُهدأ مِن رَوعها "لا بأس ..لَن يُقبلني، فَقط سَأخذُ الدُخان مِن بِين شَفتيه، هَذا كُل شَيء ..أجل، فَقط الدُخان" وَ الفِكرة بِحد ذاتِها جَعلت مِن قَلبه يَخفق بِشكلٍ أسرع مِن قَبل لا العَكس، فَهل سَيكون الأخر قريباً مِنه بِذاتُ القُرب الذِي يَتبادلُ بِه الأشخاص مِن بَعده قُبلة حَمِيمِيَّة وَ ساخِنة ؟

"أهه هل كان مِن الخطأ أن انهِمَك بِأعمالي وَ لا أخرج بِمواعِيد غرامِية ؟" تَسائل بِهمساً فَلِما الأمر يَمنحه مَشاعراً كَهذه؟ مَشاعر تَجعلَه يَبدو مُتاق ؟ لِذا هو قَرر لَوم نَفسه عَلَى قِلَّة خروجه لِمواعِيد غَرَاميَّة، فَرُبما أمر كَهذا جَعله الان مُتَعَطِّش لِقُرب جَسدي كَالذي سَيَحدث، مع أن الأمر لِيس هَكذا البَتة ..فَهو مُنجذباً لِلكاتب، وَ هُناك فَرق

وَ وسط صِراعاتَه الداخِلية والتي أحدثها قَلبه وَ عقله لِأختلاف آرأهُم ..كان قد عاد الكاتِب يَحمل بِيَده عُلبَة السجائِر يَقترب مِمن يَتبع خُطُواتِه بِأعينه خُطوَةً خُطوَة ..

إلى أن جَلَس الغُرابي قُرب الأسمر، يَطلبه "هيا .." بِينما يُحدق فِي أعينه أثناء ما يَسحب أحد تِلك السجائِر ذات الشَكل الرَفيع مِن مَحَلها، يَجد بِأعين المُنتج مَزيج مَشاعر مُتَعددة دَفَعته لِأن يَرغب فِي الإبتسام أو الضَحك فَقد كان شَكل الأخر مَرغوباً أكثر وَ هو مُضطرب وَ مُشَتت بِسَببه هَكذا

فَتحرك تايهيُونغ وأخيراً بَعد آخذهُ لِنَفسه العَميق يَأخذُ مِن حِضن الكاتِب مَجلساً لَه !، يُحيطُ عُنقهُ بِنَبضات باتت تَتعالى شيئاً فَأخر وَ يُخلق القُرب بِين وجوهَهم يَهمس بِنَبرة يَجهل أمر ثُقلها وَ خفوتِها فَجأَةً "هَكذا ؟"

فَتَرتسم الإبتسامة الرَاضِية ثُغر الشاحِب، وَ تُحيط أحد ذِراعيه خِصر تايهيُونغ لِيَشده نَاحِيته أكثر فَيبَتلع المَعني رِيقه لِإزدياد القُرب حِيث أن أنوفهم تَلامست وَ لا يُفرق بِين شِفاههُم سُوى القَليل، فَيُبادله جونغكُوك الهمس مِن بَعد صَمت قَد طَالَ أثناءه أستشعر كُل مِنهُما تَفاصِيل جَسد الأخر "بَل هَكذا"

ثُم أخذ السِيجارة يَضعها بِين شَفتيه، وَ تُلاحقه أعين المُنتج، إلا أنهُ سُرعان ما يُعيد تواصله البَصري مع الكاتب، فَهو أهون مِن التَحديق بِشَفتيه لِوقت أطول، فَتايهيُونغ يَعلم ..

يَعلم أنهُ وَ أن أستمر بِالنَظر ناحِية شِفاه الكاتِب سَيَرغب فِي تَقبيلها، أو ..سَيرغب فِي أن يُقبله جونغكُوك إلى أن يُمزق نَسيج شِفاههُ الرَقيق فَيَحفر أثر قُبلاته الخاص فَوق كِلا شَفتيه

"أشعلها" الكاتِب طَلَبه ..يُناوِله القَدّاحة السَوداء بِعلامة النَمر تِلك، فَيُهمهم تايهيُونغ بِأبتلاعَه لِريقه يُحرر أحد ذِراعيه مِن حَول رَقبة الغُرابي فَيَلتقط القَدّاحة وَ يُقربها مِن السِيجارة المُتمركزة بِين شِفاه الأخر ..لِيوقد نيِرانُها فَتُشعل السِيجارة عَلَى الفور

حِينها أخذ جونغكُوك النَفس الأولي مِن السِيجارة، كان عَميقاً فَلَم يَستنشق السَجائر مُنذُ زَمن طَويل لِذا وما أن أخفض تايهيُونغ القَدّاحة حَتى نَفث الكاتِب دُخانها عَلَى وَجه الأسمر بِرَوِيةٍ، وَ الذِي أغلق عَيناه بِهدوء يَستشعر بِالدُخان يَحوم حَول وَجهه إلى أن يَتلاشى كُلياً وكم تَمنى تايهيُونغ ..

كَم تَمنى أن تَتلاشى تِلك الرَعشة التِي لازمت جَسدهُ تواً مَع تَلاشي دُخان السِيجارة مِن عَلَى فَوق بَشرَته

"هِيا تايهيُونغ ..خُذ الدُخان المُتَدَفق مِن بِين شِفاهي لِرُئتِيك" هَمس يُطالبه، يَقترب أكثر مِنه، فَيَيُمرر أنفه عَلَى طول وجنَة الفَتى لِيَصل لِحيث ما أذنهُ يَهمس هُناك بِما جَعله يُقشعر أكثر "لَرُبما تَحصل عَلَى ما يَرغب قَلبُك الان أثر إشتعال نَشوتك كَأشتِعال طَرَف هَذه السِيجارةُ"

فَأبتلع الأسمر بِضحكة صَغيرة، لَم يُحب قليلاً كِيف أن الأخر جَعله وَ كأنَه المُتأثر الوحيد هُنا، فَمثل ما لِجونغكُوك تأثيره الخاص ...هو أيضاً لَه ذاتُ الأمر، وَ رُبما أشد بِأضعاف

"تَتحدث وكأنك لا تُشاركني ذاتُ الأمر أيها الكاتِب" فَسَخر، سَخر يَهمس يَمنح جانِبه الجريء السُلطة عَلَى التَحكم فِيه، يَرفع أهدابه وَ أخيراً فَيَجد أن الأخر مُستَمتع بَل وَ أكثر مِن ذَلِكَ بِوَضعه

لِذا الان ..أصبح هَدف تايهيُونغ هو كَسر الأستمتاع بِأعين الكاتِب بِوضعهُ، يَطلبه "هيا، خُذ مِن دُخانها المَزيد، حَضرَةُ الكاتِب"

فَضَحك جونغكُوك أثر ذَلِكَ، وَ المُتعة تَتدفق بِأوردته، يَرفع سِيجارته وَ لا يُنهي التَواصل البَصري فِي ما بِينهُما، فَبعيداً عن نَظرة التَحدي التي تَولدت بِأعين تايهيُونغ تواً أتجاهه، هو وَجد أن رُموش الكاتِب كَثيفة وَ بَهِيَّة، بَل وَ أن لَون عَيناه البُنية أشد بَهَاءٌ

لِيرفع السِيجارة المُشتعلة مُجدداً فَتُعانقها شَفتيه، يَمتصُ دُخانها بِهدوء وَ بِطئ مُعاكس لِأول مَرةً، وما أن أبعدها حَتى تَخللت أصابع تايهيُونغ خُصلات شَعره يَجذبه ناحِيته أكثر فَيُصبح التَلامس بِين شِفاههم وَشِيك

حِينها اِمتَزَجَت أَنفَاسُهُم، وَ اِشتَدَّ تَلاحُمُ أجسادَهم، وَبات الأمر يُشعل حَرارة جَسد كُل مِنهم ..بَل وَ يُثِيرَ نُفُوسِهِم إتجاه بَعضهم

لِيُفرق تايهيُونغ بِين شِفاههُ بِهدوء يُغلق أعينه بِخَدر شَديداً إجتاحه وَضعفاً بَليغاً مَسُّه ..فَنَفث الكاتِب ما يَحبسهُ مِن دُخاناً لاسِعاً لِلسانُه لِيحتويه ثُغر تايهيُونغ لِثواني قَبل أن يَرفع أهدابه مُجدداً فَيَنفث الدُخان هو هَذه المَرة أنحاءِ وجهِ الكاتِب

الذِي عاود وَضحك مُستمتعاً وَ مُتمتعاً فِي طَريقة سَير الوضع بِينهُما وَ بِكيف أن الأخر يَود جَعله المُتأثر الأشد مِنهُما ..لِيأخذ تايهيُونغ السِيجارة مِن يَدهُ فَيَستنشق الدُخان النهائي مِنها قَبل أن يَقترب مُجدداً مِن شِفاه الكاتِب وَيَنفث الدُخان هُناك فَيشد الغُرابي عَلَى خصرهُ لِيسحب الدُخان مِن بِين شَفتيه وَ هُنا ..

حَدث ذَاك التَلامس الطَفيف بِين شِفاه كُل مِنهُم، لَكن لا ..هو لِيس كافِي فَهو لِيس التَلامس المُنتظر فَقد كانت رَغبتهما مُنحصرة بِجمع شِفاه طَويل لا بِتلامُس صَغير وَ سَريع كَهذا، فَلا يُشبع هَذَا كأسُ رَغبَةٌ مُتعطِشة لِأن يَفيضُ كأسُها الفارِغ بِالقُبل وما هو أَشَدُّ مِنها ولا يُرضي نَشوَة ثائِرَة مَكبوحة بِصعوبة مِن قِبل كُل مِنهُما

فَتأوة تايهيُونغ بِخفوت وَ دون قَصداً ما أن ضَغط الكاتِب عَلَى خصرهُ، فَهمس إليه يَنوي العَبث قَليلاً "ماذا سِيدي الكاتِب .." بِينما يُخلل أصابعه بِين خُصل شَعره يُلاعبها بِلُطفٍ وَ يده الأخرى مُررت عَلَى كَتفه وصولاً لِعنقهُ يُحيطهُ بِأصابعه النَحيلة فَيضيف "تُريد تَقبيلي ..؟ تُريد تَقبيلي وَ بِسوء همم ؟"

ثُم يَتحرك قَليلاً فِي حُجره ..يُحدث أحتكاك بَسيط كان بِمَثابَةٌ رَمي الحَطب فَوق ناراً جائِعَةٌ لِحرق المزيد

و حَقق تايهيُونغ هَدفه، وَ اِنْدَلَعَتِ النِّيرَانُ كما أراد ..فَقد تَلاشت نَظرة الأستمتاع مِن عَلَى أعين الكاتِب، وَ أُستبدلت بِنَظرة كانت مُظلِمَة سَّوداوِيَّة حَادة قَد تُفزع مَن يراها، لَكن لِيس تايهيُونغ ..

فَـ بِتحقيقه لِهدفه هو ضَحك مُستلذاً بِأنتصاره، لكن لا يَمحو قُربهم، وَلا يُخفض أياً مِن يَداه، بَل يَستمر بِمُلاعبة خُصلات شَعر الغُرابي ..وَيُمرر أحد أصابعه المُحيطة لِعُنقه فَوق حُنجرته يُكمل هَمسه "لَكن لَن تَفعل .."

"وما هو المَانع .." وَ هنا هَمهم تايهيُونغ ..وَ رُغم رَغبتهُ بِهذا القُرب وَ حُبه لِأستمراريته حَتى هَذَا الحد، إلا أنهُ تَحرك مِن بِين أحضانِ الكاتِب يُغادره قائلاً "لِكون السِيجارة أنتهت، وَ المَشهد كَذَلِكَ" وَ إغاظة هِي كُل ما كان عَليه الأمر

"إذاً سِيد كاتِب، أراك لاحقاً" وَ غادر ...غادر تايهيُونغ يَترك خَلفَه مَن أنطفئت سِيجارته صَحيح لَكن لِيس نَشوَته وَ تَفَاقُمِ رَغباتُه

ففَضحك يُخبأ اِسْتِيَاءهُ خَلف هَذه الضَحكة يَمسح عَلَى وَجههُ وَ يُغادر الأريكة بِجسده الساخِن ذَاك هو الأخر لِغُرفتَه حِيث ما حَمامه الداخِلي بِها لِيغمس جَسدهُ بِين طِيات المِياه البارِدة رُغم شِدة بُرودة جو اليوم لِيُطفئ تِلك النار المُشتَعِلَة أسفَله، لِيس بِالشكل الذِي أراده ..فَلِيس بِالمُتاح الان

أما عن تايهيُونغ ..
كان يَقود سِيارَته بِأبتسامة ما عاد يَستطيع كَبحُها أكثر، كان الأمر مُمتع وَ يَعترف هو بِهذا بَل وَ أصبح تَوّاقٌ لِما هو الآتي مِن بَعد آخذ الدُخان مِن بِين شِفاه جونغكُوك وَ آخذ جونغكُوك لِلدُخان مِن بِين شِفاهه

وَ مُجدداً ...يَنتبه تايهيُونغ تواً لِكونَه قد خَرَج مِن مَنزل الكاتِب بِثياباً لا تَعود إليه، لَكن لا بأس هَذه المَرة؛ فَلن يُعيدها بِيد رِيك، بَل سَيعود هو بِحد ذاتِه لِلأخر بِها

. . . . .

يَوم وَ أخر وها هو ذَا تايهيُونغ يَنتهي مِن أحد أخر أجتماعَاتَه لِهذا اليوم، كان التَعب يَتغَلغَلُ جَسده فَقد كان يَومَه طَويل بِجدول مَليء بِالأعمال أغلبُها وَرقية وَ أخرى يَشرف بِها عَلَى إنتاج أخر فِيلم يَعملون عَليه

"عُد لِلمنزل وَ خُذ قسطاً مِن الرَاحَة، تَبدو مُتعب" عَلَق رِيك عَلَى حالِ مَن جَلس عَلَى مِقعد مَكتبه بِشكلٍ فَوضوي بِتَنهيدة ثَقيلة يومأ وَ يُلوح لِمن غادَر الشَركة هو الأخر يُبقي خَلفه مَن أخذ نفساً عميقاً وَ عَدل جَلسته يَتفحص بَريده الإلكتروني يَرى أن كان قَد رَاسله الأخر أو طَلب مَجيئه لَكن لا شَيء

فَعَبس بِخفوت وَتمتم "لِما لَم يُراسلني .." بِينما يَقرأ أخر ما جَرى بِينهُم مِن مُحادثة، فَفكر ..هل يُبادر؟

"الأمور بِيننا جِيدة لِذا لِما لا .." هَمس، وَ الإبتسامة زِينت شِفاههُ رُغم إرهاقه، مُستذكراً أواخر ما جَرى، جلوسَه بِحضن الكاتِب ..مُحاوَطة الأخر لَخصره، وَ تِلك السِيجارة وَ طريقة إستنشاقهُما لَها

"أن طَلب أن نُكرر الأمر سَأُدمن الطَريقة التِي نَستنشق بِها السِيجارة لا السِيجارة .." هو صارَح نَفسَه فَبِالفعل ..هو أحبَّ ذَاك التَجَاذُبُ بِينهُما، أحب ذَاك الإستفزاز وَ المُماطلة، أحب كُل شَيء فِي هَذه التجرُبة، وَ أراد المزيد ..

لِذا رَاحت أصابِعه تَتراكض فَوق لَوحة الكِتابة الخاصَة بِحاسوبهُ يَطلب رَقم الرَجل الأكبر، يُريد الإتصال بِه، وَ دَعوته عَلَى العَشاء ..وَ في مَنزله هو هَذه المَرة

فَأرسل الرِسالة، وَ دقائق عَديدة حَتى آتى الرَد الذَي فِيه رَقم جونغكُوك، لِمن نَقله لِهاتفه بِأبتسامة صَغيرة مُتحمسة، فَبات يُحب ان يَتواجد حَول الغُرابي ...بَل وَ يُحب تواجد الأخر فِي مُحيطه

"هل ...هل يُحب تواجدي فِي مُحيطه يا تُرى؟" تَسائل، فَأضاف "هل اسألَه؟" لَكن لا ..نَفى الفِكرة سريعاً مِن رأسَه، فَسَيكون مِن الأفضل أن يُخبره الأخر مِن تِلقاء نَفسه دونَ أن يَسأل هو، سَيكون لِلمرة لَذته الخاصّة أن حَدث وَ أخبرهُ جونغكُوك أنهُ يُحبُ تواجده فِي مُحيطه

فَغادر الشَركة لِيعود مَنزِله المُشتَرك مَع أُخته الكُبرى، وَ التي أستقبلَته بِعناق صَغير لِشوقها الكَبير لَه فَقد مَضى وَقت مُنذُ المَرة الأخيرة التِي جَلست بِها مَعَه لِوقت طَويل، فَأما يَتواجد فِي الشَركة أما خارِجها

فَطلبتهُ بِأن يَأخذ حماماً يُزيل بِه القَليل مِن تَعب جَسدهُ المُنهك ثُم يَتشاركان وَجبة العشاء سوياً وَ فعل، يَأخذ حماماً دافئاً وَ ها هِي ذَا تَجمعهم طاوِلة العَشاء يَتَجاذَبُون أَطرَاف الحَدِيث

"هيه لِيلي" نَدهها وَسط إبتلاعَه لِلُقمته، لِتهمهم الأخرى تُنصت إليه فَأخبرها "سَأستضيف أحدهم عَلَى العَشاء غداً، كونِي مُتواجدة فَأودُ تَعرِيفك عَليه"

"أحداً غِير رِيك ؟ واه تايهيُونغ ..لا تَستضيف أنتَ لِمنزلنا سُوى المُقَربين مِنك بِشدة، مَن يَكون؟" أندهشت هِي وَ تفاجئت، فَتَعلم هِي أن تايهيُونغ انتقائِي جداً بِأشخاصَه وَ قِلة ما يُدخل لِدائرَته الخاصّة رُغم كَونه أجتماعي وَ لَه مَعرِفة بِالعديد مِن الأشخاص بَل وَ كُثراً ما يَعرفوه

فَأبتسم هو لِهذا، وَ شاركها بِبعض الحَماس الذِي اِكتَسِحْ نَبرَته "أنهُ كاتِبي المُفضل ! وَ أردت فَقط أن أبادر بِدعوتي لَه لِمنزلي هَذه المَرة لا العَكس"

"لا العكس ..؟" رَددت مِن بَعدهُ فَهمهم يومأ، لِتسأل بِشَكٍّ صَغير "هل تَعني أنهُ مَن كان مَن يَدعوك لِمَنزله دائماً ؟" لِيُهمهم مُجدداً وَتشهق هي مُعاتبة "إذاً هل كان هو مَن يَسرق لَك وقتُك أكثرية الوَضع حِينما تَكون خَارج الشَركة !"

فَضحك لِهذا وَ اومأ فَنسبياً ؟ جونغكُوك فَعل ..وَ سَرق وَقت تايهيُونغ لَه، بَل وَ سَرق تايهيُونغ مِنهُم

"تايو !" انتَحبت بِنوع مِن الغِيرة عَلَى أخيها تَشعر بِالتهديد مِن الكاتِب فَأكمل الأصغر طَعامهُ مُستمتعاً بِأغاظة اُخته قائلاً "أجل، لَقد ذَهبت لِمَنزله عِدَّة مَراتٍ وَ قَضيت مَعه الكَثير مِن الوقت هُناك"

"يا اللهي تايهيُونغ هل أرتبطت !" وَ أثر قَولها عَلقت لُقمتهُ فِي مُنتصف حُنجرَته ! فَسَعِل وسارعت هِي لِتناوَله كوب المِياه بِقَلق فَأخذهُ هو يَتجرَعه كُلَهُ بِوجهاً قد أصبح مُحمراً وَ أعين أُدمعت

"لِـ..لَيلاس !" هَمس بِصوت مَبحوح وَ عادت هِي مقعدِها تَضحك فكانت مُتعمدة القَول لِتَقلِب الطاوِلة عَليه فَتغيظهُ هِي لا هو ، فَسألت "مَن هو حقاً ..لِما أمر كَهذا شَتتك ؟"

"كُدت أموت !" أنَبها لَعلها تَتوقف إلا أنها لَم تَفعل بَل وَ إجابته "لَن تَفعل، فَسيأتي كاتبك المُفضل لِيُعطيك تَنفساً إصطناعياً لِتحيا"

"لِيلي !" أنتحب يُعاود شُرب المياه مرةً واحِدة بِتَوتر مَلحوظ وَضحكت هِي تَستمر بِأغاظته "ماذا ؟ هل ذكرُ الحَبيب صَعباً عَلِيك يا صَغيري؟"

"هِيه ! هو حقاً .." ثُم سَكت ..سَكت لِوهلةٍ يُبعثر أنظارهُ فِي المكان قَبل أن يُكمل "صَديق" فَهل حقاً يُعتبر الأخر فَقط صَديق؟

"تَعلق لُقمتك وَسط حُنجرتك لِكونني فَقط شَككت كَونَك مُرتبطاً بِه وَ الان تَتأخر بِقول كَونه صَديقك ! أيها الكاذب المُخادع !! تَكذب عَلَى أُختك الكُبرى !"

"لِيلي !!" عاود وَ اِستَغاثَ بِأسمها يَطلب تَوقفها لَكن لا يُرجى خَلاصُه ..تُجيد لِيلاس مَعرفة أخيها أكثر مِن غِيرُها، وَ تَرى أن مَن سَيستضيهُ غداً لِيس بِصديق وَحسب، إنما أكثر مِن ذَلِكَ بِكَثير بِالنسبة إليه

فَمن قَد يَرتبك لِذكر صَديقه وَ يَتشتت؟

خصوصاً تايهيُونغ ! فَحينما تَذكر لِيلاس رِيك هو سَيشتمهُ وَ يَدعوه بِرُوث الذُبابة ثُم يَضحك وَ يُخبرها عن أواخر ما حَدث بِينهُما بِينما عِند ذِكر هَذا الكاتب ؟ رَأت الأختلاف

"حسناً ...حسناً، سَأتوقف" أخبرته، فَتنهد بِراحة يُكمل طَعامه بِسلام، أو هَذَا ما أعتقده، فَهي عاودت وَ إغاظته مُستمتعة بِرؤية أخيها مُشتت بِهذا الشكل الذِي يَبدوه ظَريف "إذاً أخبرني، ماذا يُحب أن يَأكُل حَبيـ.. أوه عفواً أعني صَديُقك عَلَى العشاء غداً؟"

فَزفر أنفاسهُ بِعبوس صَغير لِإستمراريتها، وَتضحك هِي لِهذا إلا أنهُ وَ رُغم الأمر إجابَها "إيُمكنكِ أن تَطلبي مِن المُساعدة أن تَعد لَنا سِتيك اللحم مَع بَعض السَلطة؟" وَ أختار سِتيك اللحم لِكونَه لا يَعلم ما يُحب جونغكُوك أكله وما لا يُحبه، بِذاتُ الوقت كان العشاء الوحيد الذِي دَعاه عَليه الأخر هو سِتيك اللحم، لِذا هو يُحبه

"لِما المُساعدة ؟ سَأُحب أن أعد الأكل لِحَبـ.. لِصديق أخي المُقرب وَ الثاني مِن بَعد رِيك بِنفسي"

"لِيلي !"
"ماذَا ؟ لَدي اخطاء إملائية اليوم، أعذرني"

"أنها لا تَحدث سوى فِي الكِتابة وَ أنتِ تَتحدَثين لا تَكتبين !" هو تَشاجَر مَعها لِشعوره بِالغيض مِنها فَيعلم أنها كاشِفة لَه بَل وَ مُستَمتعة فِي ذَلِكَ، فَضحكت مُستلطفة أخيها الأصغر أكثر فَقَرَرت التَوقف لِهُنا

وَ أخيراً بَعد عَشاء لَم يَخلوا مِن إغاظة لِيلاس لِأخيها، ها هو ذَا تايهيُونغ يَأخذ مِن بِين أغطِيَته الدافِئة مَلجئ لِجسده يَنوي النَوم لَكن لَم يَكن قادِر رُغم أنهُ نَعس وَ مُتعب ..

فَأخذ هاتِفه لِيَعبث بِه قَليلاً إلى أن يَأخذهُ نَومَه وَ كالعادَة ..هو وَجد نَفسه يَبحث عما هو مُرتبطاً بِالغُرابي، فَها هو ذَا يُحدق فِي جِهة إتصاله وَ التي كانت دون مُسمى فَلَم يَضع واحداً أثناء ما نَقل الرَقم فَلَم يَعلم ماذا سَيضع أن قَرر

"هل أكتب ..الأرنب الشَرس ؟" تَمتم بِينهُ وَ بِين نَفسه بِرؤية أصبحت شِبه ضَبابية لِوهلة فَالنُعاس بَات يَستحوذ عَلَى جَميع حَواسه، لِيضيف همساً أخر "أم سِيد كاتِب؟"

لَكن لَم يُعجبه إياً مِن المُسميات هَذه، لِذا هو ضَغط عَلَى رَقمهُ لِيَتصل بِه بِحُجَّة أن يَمنَحهُ مُسمى ما يَضعهُ لِجهة إتصاله ..رُغم كونها لِيست بِحُجةً مُقنِعَةً لِلإتصال، فَهو أفتقده قَليلاً بَعيداً عَن الحُجج

وَ دقائِق ..دَقائِقَ مَعدُودةٍ حَتى إجاب الغُرابي عَلَى هَذَا الإتصال الذِي يَعلم مَن صاحِبهُ رُغم أن تايهيُونغ لَم يُعطِيه رَقمه، فَلَم يُشارك جونغكُوك رَقمه الخاص هَذَا لِأيُ أحدٍ وَ تايهيُونغ كان الأولي

"هِيه ..سِيد كاتب" النَعس هُنا هَتف بِخمول يَنام عَلَى بَطنَه يَتلقى هَمهمة مِمن كان عَلَى سَرِيرهُ هو الأخر فَالساعة تَعدت الثانِية عَشر بِالفعل

"أُريد أن أضع مُسمى ما عَلَى جهة إتصالك، لَكنني مُحتار ..فَهل لَك بِمنحي واحداً؟" المُنتج أسترسل مَطلَبه، يَنتظر الإجابة مِمن لاحَظ ثُقل نَبرتهُ، لِيُدرك أن تايهيُونغ هُنا نَعس، بَل وَ يَبدو وَ أن النَوم سَيأخذهُ عِند أيُ ثَانيَةٍ آتِية ..

لِذا هو قَرر العَبَثُ قَليلاً مَع النَعس هُنا، أو هَذَا ما أخبر نَفسه بِه ..فَكان جونغكُوك راغِب بِما نَثره عَلَى مَسامعِ الأسمر وَ لَم يَقولَه بِهدف العَبثُ وَحسب "سَأَمنَحُك ما تَشاء وَ تَرغب، لَكن لِكُل ما تُريد مِني مَنحك إياه هُناك مُقابل"

"وما الذِي تُريده مُقابل أيُ شَيئاً أُريده؟"
"مُشارَكتي دُخان سَجائري .."

. . . . .

مو بس تيتي حاب موضوع الطريقة الي دخنوا فيها انما جويكي بعد😔

Continue Reading

You'll Also Like

5.7M 219K 51
قد يؤخر الله الجميل لجعله أجمل بنت يتيمه الأم من هيه طفله تعيش معا مرت ابوهه وتنحرم من كلشي وذوق العذاب بس القدر يلعب لعبته ويجي منقذه يتبع..
643K 104K 72
(يا إيها الناس أتقو الله بالنساء اوصيكم بالنساء خيراً) لم يستوصوا بنا خيراً يا رسول الله لقد كسرو القوارير والافئدة
10.2M 475K 75
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
1.6M 125K 31
زهرة انفاس الطِفل. هي زهرة ترمز للبهجة والسرور، وهي تٌضاف غالباً لتزيين الباقات الخاصة بالمناسبات السعيدة، وترمز ايضاً للحٌب النقي. لطالما أحب جون...