الكثير مِنا .. يُكتب هنا.
___
أبتعد ماركلاُوس وهو يحك عُنقه بأنامله بقلقٍ طفيف "تبدو لستُ بوعيك عزيزي تايهيونغ فالتخلُد للنوم".
عاد تايهيونغ ليقترب ولكن صداعٌ لعين قد أوقفه ليتمتم بصوتٍ هامس"لقد أسرفت بالشُرب "
صمت قليلاً ليحدق بالغُرابي لوهلة وعاد ليقول
"يُمكنك أن تنام هُنا سوف أذهب لأنام بغُرفتي أيها الغريب".
كاد أن يمشي ولكنِه يترنح بشدة ليحاوط الغُرابي وسطاه بيده اليُسرى الغير مُصابة والآخرى حاوط رأسه بكف يده ليسنده على كتفه"فقط توقف ودُلني أين غُرفتك أيها الفاتِن؟".
لم يمانع تايهيونغ بمساعدته ليغمض عينيه "هُناك فقط امشي قليلاً وسوف تجدها ".
ليصل بعد عدة ثواني وعيناه قد سقطت على تلك الصور المُبعثرة والأوراق بالأرجاء ليتجاهلها ويقرر مساعدة تايهيونغ بالأول ، ليجلسه على سريره وهو يحدق به بأعجاب ملامحه مُثيرة وهو ثَمل!.
ليمسك تايهيونغ يده ويهمس"هل تحدق بي بكل جرأة أيها الغُرابي وأنت غير مُرتدي لملابسك ؟" ليشد عليها ويقربه حتى أنحنى إليه و أصبح وجه الغُرابي أمام وجهه ليقول بهمسٍ" سوف أسمح لك اليوم فقط وغداً لن تستطيع ".
ليضحك المعني ويهمس له " ولما ؟ ".
ليترك يد الغُرابي ويلقي بجسده للخلف حتى ارتد شعرهُ معه وتبعثر بشكل لطيف ولم يخفى هذا عن أعين الغُرابي ليقول" فقط نام بشكل صحيح ليس هكذا ".
أغلق عيناه وهمس" أن كنت أزعجك ضعني بشكلٌ صحيح ".
ليقسم بعدها الغُرابي بأن يجعله يكثر دوماً مِن المشروب ولينحني قليلاً ويضع يداً تحت أفخاذه والأخرى تحت ظهره ورغم تألمه رفعه قليلاً ليصبح رأسه بشكلٍ صحيح وجسده بمستوى واحد و مريح ليرفع غطاء سريره اللذي كان بلونٍ رمادي قاتم كَ لون أغلب الغُرفة ويضعه عليه وانحنى ليحدق به لعدة دقائق وهمس بصوتٍ مسموع
"أحلاماً مملوءة بي أيها الفاتِن ".
أبتعد الغُرابي وكاد ان يخرج من الغُرفة ولكن لفت أنتباهه تلك الصور مجدداً لينحني ويلقط واحدةٌ بيده وكانت صورة لطفله صغيرة جميلة جداً تملك شعرٌ ذهبي وعينان بلون عسلي مُلفت وتبدو سعيدة بحق ، ليتأملها لعدة ثواني ويعيد الصورة إلا مكانها ويستقيم .
تأمل تايهيونغ النائم دون وعي لعدة دقائق ليبتسم ويخرج بعدها مِن الغُرفة.
___
رُبما اسوء مافي الأمر بأنك لستُ ملكي رُبما الاسوء بإن يداك ليست تحتضن خاصتي الآن رُبما جميع السوء اللذي بي بأنك لستُ معي.
يبتسم بشكلٍ طفيف وهو يقرأ بعض العبارات اللتي تبدو وكأن تايهيونغ كتبها ولكنه توقف عند أول صفحة مِن الدفتر اللذي وجوده فوق مكتب تايهيونغ وكان مكتوب بخطٍ كبير .. الخطيئةُ والحُب.
هل وبالصدفة قرر تايهيونغ أن يكون اسم كتابه الخطيئةُ والحُب؟.
زفر انفاسه ببطئ وعاد اغلاق الدفتر ليبتعد وهو يمسك بهاتفه ويرسل بشكل مُختصر ' أمي بخير؟'.
ليأتيه بعد عدة ثواني ردٌ ' بخير '.
ليعيد وضع هاتفه بجيبه ويتأمل منزل تايهيونغ لدقائق ليتوجه الى مطبخه اللذي كان ذو تصميم بسيط ذو لون اسود وابيض ليفتح ثلاجته لعله يجد مايريد.
بعد نُصف ساعه كان ماركلاُوس فوق رأس تايهيونغ يضع بجانب سريره كأسٌ من العصير وآخر من الماء و مُسكن لرأسه عندما يستيقظ
وورقة صغيرة ليمرر بعد ذالك انامله على شعر تايهيونغ بلُطف ويهمس بصوتٍ لايسمعه سواه "لاتقلق كل شيء سوف تعرفه قريباً".
ليخرج بعد ذلك من منزل تايهيونغ بهدوء كما دخل.
___
صباحاً أستيقظ تايهيونغ وهو يشتم بسبب صُداعه اللعين ليستقيم بجزئه العلوي وهو ينظر الى غرفته بحيرة وهو يقول "كيف وصلت الى هنا حقاً ؟".
ليلتف الى جانبه حتى يرى الساعة ولكنه انصدم عندما وجد بجانبه كأسٌ من العصير والماء ودواء وورقة صغيره ليسحبها وهو عاقد الحاجبان
"تناول دواءك وعصيرك أيها الفاتِن الغير مكترث لذاتك واعتبره ردٌ لمساعدتك لي .. خطيئتُك".
هل وبحق ماركلاُوس اتى الى هنا ؟
كان هذا مايجول بعقل تايهيونغ ليبتلع بعد ذلك الدواء ويشرب بعده العصير بدفعةٍ واحده وعند انتهاءه تذكر قليلاً رؤيته لماركلاُوس وهو مصاب.
ليزفر انفاسه بحنق على ذاته اللتي اسرفت بالشُرب ليستقيم بعد ذلك وهو ينظر الى غرفته المُبعثره ولكنه تجاهل كل شيء ليدخل الى حمامه ويأخذ حمامٌ طويل لعل ذاكرته تعود له.
عند خروج تايهيونغ من استحمامه اللذي دام لساعة متواصلة تنهد بضيق وهو يسمع صوت جرس منزله وهاتفه اللذان ازعجاه بشكل كبير ليتوجه اولاً الى الباب ليفتحه وهو لازال يرتدي روب استحمامه ليجد مَارجيس يقف وهو يصنع ابتسامه مستفزه على وجهه .
ليدخل ويترك الباب مفتوح ليسمع مارجيِس يقول "من الجيد بأنك استحممت نُصف ساعة وسوف يأتي اشخاص ليعتنوا بمظهرك من اجل اليوم ".
التفت اليه تايهيونغ وعلى وجهه علامات التساؤول وكأنه قد نسى ما اليوم ؟.
ليتنهد مارجيِس بصوتٍ مسموع وهو يقول بملل " موعد مقابلتك اليوم عزيزي تايهيونغ هل نسيت؟ ".
تذكر تايهيونغ ليزيد انزعاجه بشكل اكبر وهو يتمتم ب " لا " بشكلٍ غير متحمس.
ليتوجه بعدها الى غرفته ليرتدي ملابس منزليه فَ يبدو له بأن اليوم ممل بشكل كبير.
عند انتهاءه توجه الى هاتفه ليمسكه ويرى الاتصالات اللتي كانت جميعها من مارجيِس ليقلب عيناه بملل من تصرفاته.
بعد عدة ساعات هاهو تايهيونغ يقف امام مرآة منزله ليرى شعره اللذي صفف بطريقة جميلة وبدلته اللتي كانت بلونٍ رمادي ويداه اللي وضع بها عدة خواتم ليصنع بعدها عدة ابتسامات مزيفه ليأتيه مارجيِس
"هيا تايهيونغ يجب ان نذهب "قال له بعجل.
اومئ له تايهيونغ وذهب من خلفه وكل تفكيره بذكرياته اللتي عادت له فجأة.
.
.
.
بعد أقل من ساعة كان تايهيونغ قد أصبح جاهز للمقابلة وهاهو يجلس وأمامه مذيعةٌ ذات شكل لطيف لتبدأ مقابلتهُم بترحيب به وبعدها تهنئته على نجاح كُتبه السابقة لتبدأ بسؤاله عن اسم كتابه القدام.
ليحك تايهيونغ أسفل عُنقه بتوتر قليل من الأجابة مع أبتسامة مصطنعة ليجيب بعدها " الخطيئَةُ والحُب ".
لتبتسم له بأعجاب وتقول " هل الكاتب تايهيونغ سوف يكتب عن الحب لأول مرة ؟".
ليجيب تايهيونغ بثقة " ليس عن الحُب فقط انهُ يتحدث عن عدة أشياء بدايةٌ بالأمل الطفيف اللذي يظهر بشكل مُفاجئ والتأمل العجيب اللهفةُ لحدوث المزيد والحماس عند بداية الشعُور انهُ حتى يتحدث عن الفُقد والأنتظار الميؤوس منه
ولكن الأثارة لن تتوقف لتظهر التساؤولات من جديد حربُ العقل والحَذر التشابه الريبَة ..".
لينهي كلامه بأبتسامة وهو بداخله فقط يعلم بأنه يتحدث عن ذاته ومايحدثُ معه.
أعجبت المذيعة بجوابه لتعبر عن أعجابها وتعود لتسأله عدة اسئلة أيضاً ومن ضمنها كان " ما الخطيئَةُ المقصودة بكلامك سيد تايهيونغ ؟".
تنهد تايهيونغ بحيرة لأنه لم يملك جواب دقيق او يغي بالغرض ليقول " دعينا نكتشفها عند اصدار الكتاب ".
انتهت مقابلة تايهيونغ بسلام فَ كانت جميع الاسئلة تتعلق عن كتبه واعماله بطلب خاص من تايهيونغ وتحذير لمارجيِس لعدم وجود أي اسئلة شخصية.
___
مِن جهة اخرى لقد كان ماركلاوُس جالسٌ ويتابع مقابلة تايهيونغ بتركيز ويده اليمنى بها كوبٍ من القهوة والأخرى سيجارةٌ انتشر دُخانها بأرجاء المكان وكان به شعور من السعادة لأعلن تايهيونغ عن كتابه بأسم الخطيئةُ والحُب.
لتنتهي متعته عند انتهاء المقابلة ليستقيم بعدها وهو عازم على انهاء عمله ليتوجه الى الشخص المدعو ب كاين.
القى ابتسامة مزيفه أمامه ليقول بعدها " لقد وجدت خطتنا سيد كاين".
رفع له حاجبه بعدم توقع ليقول " ماذا ؟ هل حفلة اخرى ؟".
ابتسم ماركلاوُس بذكاء وهو يمرر يده على تلك الطاولة الموجود أمام المدعو بكاين الذي يجلس خلفها ليقول بنبره جدية " حفلةٌ نجحت بها بعقد صفقةٌ كبيره اليس كذلك؟ ".
لم يستطيع نكران ذلك ليومئ بهدوء ويقول بعدها " حسناً ما خطتك الآن انها المهمة الأصعب؟ ".
ليجلس أمامه ويضع قدمٌ فوق الاخرى وهو عازم على تحقيق مراده.
___
عاد تايهيونغ لمنزله منذُ ساعة ولازال مرتدي لتلك البدلة وافكاره تدور حول مجيئ ماركلاوُس لمنزله مصابٌ حسناً التساؤولات كثيرة بعقله ولكن اهمها كيف أصاب ولماذا ؟.
أستقام ليذهب الى مكتبه ولكنه توقف عند سماعه لجرس منزله ليتسائل بحيرة " هل مارجيِس مجدداً؟ ".
ليفتح الباب وتختفي تلك الحيرة من ملامحه ويحل محلها الصدمة.
" لن تدعوني للدخول؟ "ليخرجه من صدمته صاحبُ الخصلات الحمراء بقوله.
ليفسح تايهيونغ له المجال دون ان يقول شيء ليدخل ماركلاوُس ومن خلفه تايهيونغ اللذي اغلق الباب ولحق به.
---
✨💫.