جُرح القلب لا يمكن أن يشفَي ، وكسرة الحب لا يمكن أن تلتئم، الألم النفسي الذي تعيشه يذهب لكن آثارة تدوم للأبد ، لهذا وبكل صدق أوصيكَ بنفسكَ .
__غَيمة رماديّـة
✿✿✿✿✿
نظرت باران وهي حزينة وقد شردت قليلاً
"بالتفكير فالأمر ، إن نالين الآن شقيقه دلير بالفعل ، ولكنه لا يبدي اي رد فعل ، بل إنه كان يعلم انها شقيقته منذ أول لقاء ، لا أفهم الأمر حتي الآن ، كيف له ان يكون بهذا الهدوء والجمود ، اوليس الفراق أمرًا صعبًا ؟ ام أنه لا يشعر " ثم صرخت أووو سينفجر رأسي من التفكير فالأمر ..
_هل انت بخير يا عزيزتي ؟
_اجل لا تقلق ...
وقبل أن تكمل كلامها يأتي سهم من بين الأشجار يخترق قلب باران ....
انتفض دلير من مكانه وكأن السهم قد أخترق قلبه هنا وليس قلب باران ، ثم لمح شخصًا ملثمًا يحمل معه شخص ما مغمي عليه ،
_مستحيل .. رين !؟
بدأ دلير فالصراخ ، وسرعان ما اتصل بالإسعاف ...
✿✿✿✿✿
تنهدت نالين بصمت ثم نظرت إلي النادل
_سيدي أريد كوب قهوة بدون سكر من فضلك .
شعر آلان بمقدار الألم الذي يعتريها الآن فلقد بدات متوترة للغايه ، بالنسبة لفتاة مثلها ، لم تعش طفولتها كباقي الأطفال ، قد نعتبر أنها لم تمر بمرحلةٍ تسمي الطفولة من الأساس.
بعد مدة من الصمت التام ، كل منهما مشغول بأفكار كثيرة في رأسه ، احضر النادل الطلب ووضعه أمام نالين .
بدأت نالين تشرب قهوتها المرة ، ربما لأنها أرادت أن تغطي علي مرارة أيامها وما تعانيه من ألم .
قاطع آلان هذا الصمت
_آنسه نالين ، ربما لم تسمح لنا الفرصة لنتعرف عن قرب ، ولكن أيّا ما يحدث كوني واثقة أنني هنا معكِ ، وسوف ادعمك بكل ما أستطيع ، لذلك لا تلقي بالاً للأمر سواء أكنتِ أخت دلير ، أو إبنة ديفوار لا يهم ، المهم هو ما بداخلك هنا (ثم وضع يدية اليمني علي قلبه )
نظرت إليه نالين بإمتنان ثم ابتسمت ابتسامه خفيفه ، نالين تلك الفتاة الهادئة التي لم تبتسم إلا مرات قليله ومعظمها كانت ابتسامه مصطنعة
ابتسمت هذه المرة بصدق .
_أشكرك آلان علي دعمك لي ، أتمني أن تسمح لي الفرصه بأن نتعرف أكثر فالايام القادمة.
قاطع هذه المحادثة صوت رنين هاتف نالين
_مرحبًا ..
_نالين اسرعي إلي المشفي بسرعه ...
...
✿✿✿✿✿
المكان مكتظ بالناس ، منهم الحزين ومنهم من يبكي وينوح ، الأطفال الصغار جالسون بجوار بعض كبار السن ، الممرضات والأطباء في كل مكان ، الحالات الطارئة يوجد منها الكثير ، المكان يدعو إلي الحزن ، بالتأكيد أنه مشفي ماذا تتوقع أن تجد فيه ؟
دخلت نالين برفقة آلان وهي تنظر يمينًا ويسارًا في محاولة البحث عن المكان الذي يوجد به دلير ، قلبها لا يتوقف عن الخفق ، وجهها الذي احمرّ من الركض ، حيث أنها لم تجد موصلات متاحه ، فلم يكن لديها خيار سوي الركض إلي المشفي فلم تكن المسافة بعيدة بين المقهي الذي كانت تجلس فيه والمشفي الذي اخبرها دلير أن تتجه إليه ، وفجأة شعرت بيد أحدهم توضع علي كتفها تربت عليه.
لقد شعر آلان بتوترها الشديد لهذا كان يحاول أن يهدأ من روعها وأردف بعض العبارات في محاولة لمواساتها :
_استرخي قليلاً ، سيكون كل شيء علي ما يرام ، ليس عليكِ القلق ، انا لا أعرف باران عن قرب ، ولكن أنا أثق أنها فتاة قوية سوف تستطيع التغلب علي الوضع أيّا كان .
كلماته خففت من قلق نالين ، وقامت بالذهاب إلي قسم الإستقبال
_مساء الخير سيدتي ، أين تقع غرفة المريضه باران هاير ؟
_مساء الخير آنستي ، لحظة من فضلك ،
أوه ، أنها فالطابق الثاني الغرفة الثالثه علي اليمين .
_شكرًا لكِ.
غادرت نالين برفقه آلان وهي تحاول ان تتماسك قليلاً ، شيءً ما يخبرها أن هناكَ شيء سيء علي وشك الحدوث ، هيا فقط تحاول أن تكذب هذا الإحساس الداخلي .
وأخيرًا إلي مكان الغرفه ، أنها غرفة الحالات الحرجه ، لقد كان دلير يجلس أمام الغرفة شاحب الوجه ، علي وجهه علامات الصدمة.
أسرعت نالين ناحيته ،
_اخي هل أنت بخير ؟
نظر إليها دلير والدموع تملأ عينيه
_أخي ؟! لم أسمع هذه الكلمه منذ زمن طويل ، أنا آسف يا أختي لم أستطع حمايتها .
جلست نالين بجانب دلير وضمته إليها
_لا تقلق يا أخي ، هذا ليس خطأك ، ثم أنني أثق أن باران سوف تتخطي هذا .
جلس الجميع وعم الصمت المكان ، كل منهم يحاول أن يهدأ من روعه ، حتي أن دلير نسي أمر اختطاف رين .
بعض نصف ساعة من الصمت خرج الطبيب من الغرفة ، وعلي وجهه علامات التجهم ،
أسرع الجميع ناحيته
_كيف حالها يا سيدي ؟
_هل ستكون بخير ؟
نظر إليهم الطبيب بعطف وقال
_حالتها مستقرة ولكنها دخلت في غيبوبة ، لا أدري متي سوف سوف تستيقظ ، يمكنكم الدخول إليها الآن.
✿✿✿✿✿
مكان ما مهمل ، أنه القبو في قلعه الحاكم ، حيث تم القاء رين في زنزانة في ذلك القبو ، تلك الصغيرة التي عانت الكثير تماما مثل نالين ، فقط لأنها ورثت دم العائلة الملكيه النقي ، ربما هذا هو ذنبها الوحيد في هذه الحياة.
استفاقت الصغيرة لتجد نفسها مقيدة اليدين والقدمين في ذلك المكان القذر ، مملؤ بالأتربه والأوساخ
_استيقظت إذا ، مرحبًا يا حفيدتي ألم تشتاقي إلي جدك ؟
عضت رين علي شفتيها ثم اردفت بخنق
_لماذا احضرتي إلي هنا ؟ وأين الآخرين ؟ ماذا فعلت لهم !؟
نظر إليها ديفوار نظرات خبيثة
_لا تقلق لن تخضع للجلسات ، فلقد صنعت السم الذي كنت اطمح إليه ، وبدأت بالضحك بخبث.
_إذا لماذا أحضرتني إلي هنا ؟
_حسنًا ، بما انك لن تعيشي طويلاً ، سأخبركِ
أنا أخطط لإستدراج دلير ونالين هنا حتي أتخلص منهم جميعًا، لأنني أريد لحفيدي بريار أن يرث الحكم ، لطالما كرهت دلير وتلك الغبيه الآخري ، لقد كان أنجابهم بمثابه خطيئة لي ، أما أنت سوف أستبدلك بكتاب الحكم الذي يجب أن يمتلكه بريار ليكون الحاكم الجديد ، بمجرد أن يملك أسرار ذلك الكتاب سوف تنتهي المسألة.
_إن قتلتنا سوف يتم إعدامك ، تلك الجريمة لن تختبيء طويلاً ، وأيضا الكتاب لن يتفاعل إلا مع الوريث الشرعي للحكم.
_حمقاء ، لماذا برأيك حاولت صناعة هذا السم ؟
بالطبع للتخلص من اي شخص سوف يقف في طريقي ، هذا السم هو معجزة أنه "جريمه كاملة " لن يتم أكتشاف أي شيء عند الفحص بالطب الشرعي ، سوف يبدو الأمر وكأنه حالة وفاة عادية.
دخل بريار الزنزانه وعلي وجهه علامات الفرح الشديد
_جدي لقد أنتقمت من دلير ، لقد قتلت حبيبته.
نظرت إليه رين نظرات ملئها الكراهيه
_من تقصد ؟!!
_اوه رين الصغيرة يالك من فتاة مثيرة للشفقه ، قبل أن أخطتفك قررت الإنتقام من ذلك الأحمق الذي خدعني ،
لقد اصبت تلك الفتاة ذات الشعر الأسود بسهم في منتصف قلبها تمامًا.
_اتعني .. ب باران !!
انسالت الدموع من عيون رين المسكينه ،
" أختي باران لم أستطع التعرف عليكِ كثيرًا ، أردت معرفة الكثير عنكِ ، أردت أن نصبح مقربتين أكثر ، أحببت صداقتك أنتِ ونالين وبدأت تستعيد ذكريات تلك الأيام القليلة التي قضوها معًا. "
_أيها الحقير لن أسامحك أبدًا .
ضحك بريار ضحكه ملؤها الإستهزاء.
_اوه أختي المسكينه ، أنت مضحكه حقًا لم أكن أعرف أنك مثيرة للسخرية هكذا وبدأت ضحكاته ترن داخل اذن رين كالسهام.
_______________
يتبعُ
أتمني رأيكم في البارت يا أصدقاء 💥♥️
ومعذرة للتأخير 💥❤️