passion

By Marceline__vk

612K 39.3K 27.1K

"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صن... More

البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت الخامِس عَشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عَشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
البارت الواحد والعشرين
البارت الثاني وَ العشرين
البارت الثالث وَ العشرين
البارت الرابع و العشرين "الأخير"

البارت الخامس

23.9K 1.8K 1.4K
By Marceline__vk

🧚🏻‍♀️

. . . .

8:22 PM

كان تايهيُونغ يَقف أمام بابِ مَنزل جونغكُوك، مُجدداً ..بِينما أفكارهُ تَتضارب ضِد بَعضها الأخر فَالحجة التِي آتى بِها الان لا يُتاح مِن خلالَها أقناع الأخر فِي أن يَعقدان عقداً جديداً مَعاً أو أن يَتحدثان حول المَوضوع مِن الأصل، لكنهُ سَيُحاول فَهو لَن يَتوقف إلى أن يَصل لِهدفه وَ مُبتَغاه

أخذ نَفساً يُزيح أعينه عما يَحملهُ مِن مَلف قَبل أن يَضغط زِر جَرس مَنزل الكاتب، مرةً ثُم مَرتين ودقيقة ..حتى فُتح الباب مِن قِبل الأخر، والذِي كان بِثيابهُ المَنزلية، بِيجاما رَمادية وَتيشيرت أسود

تَنهد لِرؤيته وجه تايهيُونغ المُبتسم بِإِشْراق وَ إبتهاج مُزيف فَيستطيع جونغكُوك التَفريق بِين التَعبير المُصطنع واللا، بَل وَ يَعلم أن الأخر مُغتاظٌاً مِنه لِرفضه السابِق لِذا لَن يَبتسم لَهُ بِصدقاً الان، فَتكتف وَ أرتكز ضِد إطار باب مَنزلهُ يَسأل دُون سَلام "ماذا تُريد؟"

فَتَلاشت أبتسامة تايهيُونغ المُصطنعة كُلياً لِهذا الإستقبال البارِد وَ الجامِد يَسخر "أهلاً بِك أيضاً، سِيد جيُون"

فَكرر الأخر "ماذا تُريد" يَدفع الفَتى لِأن يَزفر أنفاسهُ بِقوة وَ يسترسل بِما هو أتي بِسببهِ "عَليك أن تُوقع .."

"لَن أوقع شَيء أخبرتك أنني .." كان جونغكُوك قد قاطعهُ فوراً ظناً مِنهُ أن تايهيُونغ هُنا لِأجل ذاتُ الأمر، وَ هو توقِيع عقداً جَديداً، وَ رُغم أن الأمر هَكذا بِالفعل لَكن لِيس بِهذه الطَريقة فَكان التوقيع لِأمر أخر تماماً هَذه المَرة ..كان تايهيُونغ قَد قاطعهُ أيضاً "لا ..لِيس هَكذا"

"أوه .." خافِتة قَد همسها جونغكُوك، يُشير لِلأخر بِالإكمال، فَتابع تايهيُونغ ما اِستَقطَعَ عَليه "عَليك التوقيع لِتجديد العقد القديم، لِكونُنا سَنُصدر الفِيلم بِلُغات أخرى وَ لِأجل الإرباح أيضاً وَما يِشابه هَذه الأمور"

"وَ لِما لَم تُرسلها عَبر الإيميل ..كَكُل مرةً؟" كانت هَذه المَرة هي دور جونغكُوك لِلسُخرية، علماً مِنهُ أن الأخر حقاً هُنا لِلمحاولة أكثر فِيما يُريده ومجيئهُ شخصياً لِيوقع حُجة فقط لا غير

فَأعطاه تايهيُونغ نَظرةً مِثل 'أعرفُ مَكان مَنزلك لِما عَليَّ إرسالهُ عَبر الإيميل؟'

لَكن رُغم ذَلِكَ هو لَم يُرد الأعتراف ! لَم يُرد الأعتراف بِكون مَجيئه بِهذا السَبب لِيس إلا حُجة بِالفعل، فَأشار بِرأسهُ لِلملف الكَبير الذي بِيدهُ يَقول "أنظر ..هل ظَننت حقاً أنني سَأفتح هَذَا وَ سأقوم بِتلخيصهُ كُلُه؟ وَ بِرسالة واحِدة؟"

لكن لا ...جونغكُوك لَم يَقتنع، وَلا يَزال يَرى الأمر كَحُجة لِيأتيهُ فَتايهيُونغ صاحب شَركة كَبيرة وهو المُدير وَيَتَمَتعُ بِنُفوذٍ عَديدة ! يَستطيع أن يَأمر أيُ موظف لِيقوم بِتَلخيص المَلف ولَن يَتلقى أيُ رَفض، ورأى تايهيُونغ ..رأى تِلك النَظرة التي فِي أعين الأخر ناحِيته، وَالتي كانت مِثل 'لَخصت غِيرهُ أكثر مِن ألف واحِد قبلاً'

فَتجاهل الأمر يَهتف "أنظر إليه !" بِينما يَرفع المَلف الكَبير أتجاهُ وجهُ جونغكُوك الذِي تراجع لِلخلف خُطوَةً مُتفاجئاً مِن فِعل الأخر الفُجائي وَ الذِي أستكمل بِـ"صَدقني أن ضَربتك بِه سَتموت فوراً يا سِيد كاتب !"

فَرفع جونغكُوك أحد حاجِبيه بِأستنكاراً أثر هَذَا، وَ قال "تَفضل" فَيرمش تايهيُونغ أكثر مِن مرةً يَهمس دون فَهم "أتفضل فِي ماذا؟" وَ أستوعب مَقصد جونغكُوك بَعد بُرهة ! لِيضحك بِتوتر وَ يُنزل المَلف فَهو لن يَفعل حقاً وَ يَضربه، لِيس الان عَلَى لأقل ..

رُبما أن رَفضه مِن جَديد، مَن يَعلم

"لن تَقول لِي أن أتفضل بِالدخول؟" بُني الشَعر تَسائل بِبراءة، وَ الرجل الأطول قَلب عَينيهِ لِهذا يُفسح المَجال لِلأسمر لِلدخول، وَالذِي مَنحه أبتسامة راضِية قَبل دخولهُ لِمنزل جونغكُوك، مَرةً ثانية ..

++تايهيُونغ++

كانت هُناك رائحة طَعام لَذيذة تَكتسح المَكان، فَقُلت دون قصداً أُتمتم "الرائحة لَذيذة .." لِتأتيني سُخريتَه مِن خَلفي "هل تَتذوق الروائح؟" وِيتحرك ذاهباً لِلمطبخ، هو يَطبخ شيئاً ما ..

كاتِب مُبهر وَ طَباخ ماهِر لَكن شَخصاً ..همم كيف أقولها؟ لَعين بِجاذبية وَهالة طاغِية ؟ أجل وَصف مِثالي رُغم تَناقضه، يَليق بِهِ تماماً

"وَهل أعيُنك لِسان وَنَظراتُها أحرف؟" سَخرت أنا الأخر بِما أعتقدتهُ عَنهُ تِلك المَرة فِي سِيارَته، فَلا أُترك سُخرية مِني دون رَدُها، لَكن لَيتني لَم أفعل، فَها هو ذَا الرَد الذِي أسكتني كُلياً آتاني "أُفضل أن أكون صامِت يُفهم مِن خلال نَظراتَه عَلَى أن أكون ثَرثَارٍ يَتفوه بِالتُرَّهات وَ السخافات"

"أنتَ وقح .." تَمتمت بِغيضٍ ولا أعتقد أنهُ قَد سَمعني فَها هو ذَا يَعود لِطَبخ ما يَطبخهُ وَالذِي أتضح أنَهُ ستِيك اللحم

أخذت مَلفي هَذَا وَ تَحركت لِأين ما المِقعد المُقابل لِلرُخام الفاصِل بِين الصالة وَ المطبخ أضعه عَليه ثُم أجلس مُحدق بِعُرض ظَهر الرَجل أمامي ثُم ذَهبت أعيني لِتَتبع تَحركات يَديهُ وصولاً لِذراعيهُ فَأستذكر أمر المُحادثة مَع رِيك وما رَسمهُ عَقلي مِن صورةٍ فِي ذِهنِي وِقتُها

وَالتي كان بِها يُقيد خِصري بِهما ..أو كُل جَسدي
شَعرت بِالحرارة تَكتسح وجهي وخصوصاً وَجنتي لِأهز رأسي أنفض تِلك الأفكار مِنهُ فما لَعنتي تحديداً مع ذِراعيه !
وَ الان ..عُرض كَتفيهُ

تَنهدتُ أنتزع سُترتي الجِينز لِإضعها جانباً لِشعوري أن الجو أصبح يَغدو ساخِناً رُغم أننا لا زِلنا فِي وسط الشِتاء وَ البَردٌ قَارِسٌ وَ الفضل يَعود لِعقلي لَكن لا أستطيع أن أنكر أن لَهُ جاذِبية غَريبة ..

هو وَ بِطريقة ما يَشبه أحد الشَخصِيات التِي كَتبها هو فِي رِوايته، أحد الشخصيات الجانِبية وَالتي يُصادف أنني كُنتُ مُهتماً بِها أكثر مِن الشخصيات الرئيسية بِحد ذاتها فَقد كانت شَخصِيَّة مُفعَمَةٌ بِصفات وَ اراء مُعاكسة لِلشخصيات الأخرى، لِيس بِشكلٍ سَيء ولا بِشكلٍ جَيد إنما بِشكلٍ خاص بِتلك الشخصية، شَكل مُميز وَ فَريد، مِثل التَفكير خارج الصَندوق تماماً ..

وَ بِينما كُنتُ مُنغمساً فِي التفكير وَ مُراقبته ..عَقدت حاحبي لِملاحظتي أنَه يَغسل يَدهُ بَعد ما يَحمل أيُ شَيء ! فَجعلني الأمر أضحك قليلاً لِهذه العادَة الغَريبة لَكن ما أن ألتفت إلي حَتى حَمحمت أشيح نَظراتي بَعيداً عَنهُ أضعها بِأي مَكان داخِل مَطبخه الذِي لا تُكفيه كَلمة 'نَظيف' هَذا فَقد كان كُل شَيء يَلمع

لَكن سُرعان ما أعدتُها ناحِيته ما أن تَقدم ناحيتي يَلتقط المَلف مِن أمامي وَ لِوهلةٍ ..تَوقعت أنهُ سَيقرأهُ وَ يوقعهُ لِكي أذهب سريعاً لكن لا

هو وَضعهُ جانباً ثُم آتى بِطبقين مِن ما أعده يَضع أحدهما أمامي وَ الأخر أمام المِقعد الفارِغ قُربي وَ حسناً ..هو يَدعوني لِأكل العَشاء مَعه إذاً هو لِيس قاسٍ أو لَهُ قَلبٌ مُتَحَجر كَما أعتقدتهُ صَحيح ؟

"تَشرب ؟" سَألني وَ بِيدهُ قِنِينة نَبيذ أحمر زُجاجية كانت تَبدو بارِدة و شَهية لِأومأ فَلا بأس بِشُرب القَليل رِفقته ..رُبما تَتطور عِلاقتُنا مِن خِلال أمور كَهذه

آتى بِكأسين زُجاجيين رِفقة النَبيذ وَ أنتهى بِالجلوس قُربي، لِيس قَريب جداً لَكن لِيس بِبَعيد كثيراً أيضاً

سَكَب لِي أولاً فَتَبسمت لِهذا قليلاً ..هو رَجل نَبيل وَ راقي بَعد كُل شَيء إذاً؟

"عادةً ..اُحبُ أن أحتسي النَبيذ رِفقة أستماعي لِلأغاني، يُضيف الأمر لَذَّةٍ عَليه" شارَكتهُ ..بِينما أصابعي النَحيلة تَلتفُ حول عُنق الكأس، فَنظرت إليهُ فوراً لِإستيعابي ما قَد نَثرتهُ، فَأبتلعت أشيح أعيني بَعيداً عنهُ مُجدداً ما أن فَعل، وَنظر إلي بِتلك النَظرة المُربِكة ..

هل عَلِم أيُ لذةٍ قَد قصدتُ أنا ..؟

"أيُ نوع أغاني ؟" تَسائل بِصوتَه الهادئ ذَاك، وَالذي لا يُضيف فَوق ارتباكي سُوى تَشتت، إلا أنني تَظاهرت بِالعكس، وَتصرفت بِأعتيادية بِأخذ أول رَشفة مِن النَبيذ أُجيبه بِأعين أستطاعت أن تُعاود وَ تَتواصل مَع سَّوداوِيَّة خاصته "كُل ما يَنتجه ذَا ويكند وَ تايلُور وِ اديل وعادةً بِيلي .."

ثُم أعدت أخذ رَشفة أخرى فَقد كان طَعم النَبيذ وكأنهُ يَذْهَنُ وَ يُذيب العقل ..حِينها وما أن فَارق طَرف الكأسُ شِفاهي كُلياً حَتى لَعقتُهما دون قصداً مِني، فَأنخفضت أعينهُ ناحِيتهُما يَنظر إليهما وَ يَتسارع نَبْضُ نابِضي لِهذا

حِينها ألتقط هو كأسهُ وَ لَم يَرتشف مِنهُ القَليل ..بَل شَرِب كُلَّ ما فيهِ وَلَم يَترُكْ شَيئاً، أمر كَهذا سَيعيطه إنطباع مِثل كَونهُ مُعتاداً عَلَى الشَراب، عَلَى عَكسي فَلا أشرب سُوى نادراً وَ النادراً تَكون بِمُناسبات مُعينة، كَحفلة ما، مِيلاد، زِفاف أو ..موعد مُفاجئ

مع أنني أستبعد كونهُ هَكذا، فَيَبدو شخصاً مُتزن، وَقِلة ما يَميل لِلشراب وَ ما يُشابه هَذه الأمور ، رُبما؟

أصبح لَدي فُضول أكبر حوله، حَول التَعرف عَليه، صِنع عِلاقة هَدفها هو، لا التَوقيع مَعهُ وَالتعامل مَع بَعضنا الأخر بِحدود العَمل وَحسب

"أعتماداً عَلى مَن هُم المُغنيين الذِين تَستمع إليهم ..إذاً اللَّذةَ التي كُنت تَقصدها هي المَزيد مِن النَشوَةُ" وَلِتلك الأحرف تَبعثر ثَباتي، وَ أكتسح الإحراج دُواخلي، بَل وَ مُتأكد مِن كونَهُ تِبين عَلَى وجهي وَلَم أستطع تَخبأته، فَها هو ذَا يَضحك بِخفوت لِنظرتي المُتوترة ناحِيته، فَأخفضتها عنهُ سَريعاً أفكر فِي هل أدافع عَن نَفسي ؟

فَـ لِلنشوة الكَثير مِن الوجوه، لِيست ما قَصدها الان هو فَقط ..رُغم كونني أقصدها أيضاً لَكن الأمر مُحرج وَ مُخجل مِن أن أعترف بِهِ لِشخص لَم أعرفهُ شخصياً سُوى مِن وقت قَصير !

فَكانت مَعرفتي بِه مَحدودة، وَ عبر رَسائل الإيميل التِي حدودها العَمل

فَتَحرك يُغادر مقعدهُ فَتَبعته أعيني، يَفتح تِلفاز صالَته وَ يَبحث عن مَلف ما بِين العديد مِن الملفات التي لَها مُسميات مُختلفة عَن بَعضها الأخر

فَدخل أحدها وكانت قائمة لِأغاني مُختلطة أكثريتها لِأحد المُغنيين الذِين ذَكرتهم قَبل قَليل، وَالذي هو ذَا ويكند، هل يَتعمد الفِعل وتواً فَقط يُخبرني بِكونهُ عَلِم أيُ نَشوَة تَمنحني إياها الأغاني المُشابهة لِهذه حِينما أستمع إليها وَ أنا أحتسي النَبيذ ..؟

هَل بَدَأ تَأثير الخَمرِ يَلعَبُ بِعَقلِهِ ..؟
لا ..لا، لَم يَحتسي سوى كأس واحد، ولا يَبدو مِمن يَثملون مِن كأس أو بِأول دقائق شَراب كَأمثالي
رُبما هو فَقط يُريد أن أخذ راحتي أكثر مَعه بِصنع مُحيطي الخاص، رُبما ..

فَصدَح صَوت أُغنية 'i was never there' المَكان، وَ عادَ وَ جَلَس قُربي، فَحملت كأسي بِين أصابعي أمدهُ بِهدوء ناحيته، فَأخذ الزُجاجة وَ راح يَسكب لِي المَزيد مِن النَبيذ وَ أعينهُ تَتبع تَحركاتي حِيث كُنت قد وضعت يَدي الأخرى أسفل ذُقني أبادلهُ نَظراته الغير مُتوقفة ناحيتي

"كِيف بَدأت مَسيرتُك الكِتابية .." طَرحت سؤالاً أنوي فَتح موضوع ما بَدلاً مِن هَذَا الصَمت الطَويل، وَ بِذات الوقت ابدأ بِتغذية القَليل مِن فضولي حَوله، فَهمهم وَ باتَ يَسكب لِذاتَه النَبيذ أيضاً يُجيبني ما أن أنتهى "لَم أكن مُهتماً بِالكتابة كَثيراً في بادئ الأمر بِصراحة، لَكن حِينما اِستَهوَيتُ القراءة، رَغبت بِها لِذا شيئاً فَأخر غَرقتُ فِيها .."

فَهمهمت أنا الأخر وَ أخذتُ رَشفة أخرى أعطيه رأيي مِن بَعدها "حِينما قَرأتُ كُتابك لِأول مرةً ..فَكرت فِي كونك مُستَغرِقٌ بِه، وَ مُنهَمِكٌ فِيهِ بِشَغَفٍ شَديد لِذا أصبح يَغدو بِكُل تِلك المِثالية، حِيث إنّك وَ أن قَرأتهُ لَن تَملهُ وَلو لِثَانِيةٍ وَاحِدةٍ بَل العكس ..مُمتِعة هِي القِراءة إليك جيُون"

فَأرتسمت إبتسامة صَغيرة ثُغره، كانت مَزيج ما بِين الحُزن وَ الفَرح ؟ أو أن لَهُ شُعور لَطيف بِسبب كَلماتي وَ أخر بِه حَسرَةً ؟ شَيء مِن هَذَا القَبيل، وَ اجهل الأمر ..هل قُلتُ ما هو خاطئ فِي مديحي إليه ؟

"وَ هُناك شَخصية ...كانت الأشد جاذِبية لِي، كونَك وَضعت لَها نُصُوصٌ شِعْرِيَّة ذات أَثَرٍ فَريد عَلَى النفُوس" أكملتُ رُغم وجود تِلك الإبتسامة المُبهمة لِي، فَأخذ هو جُرعَةً واحِدَةً أخرى مِن نَبيذهُ يَطلبني الإكمال بِسؤاله "أيُ شَخصية ؟"
فَقلتُ بِضحكة "احزر" فَهُناك شعور ما داخِلي يُخبرني أنهُ سِيجيد مَعرفة مَن، مِثل ما عَرِف أيُ نَوع نَشوة كُنت أعني تحديداً رُغم تَعدد أنواع النَشوات ..

"شَخصية لَها نُصُوص شِعرِية .." تَمتم وَ اومأت أخذ رَشفة أخرى وَ أشعر بِأن هُناك دُوار صَغير مُلازم إياي، لَم أثمل، لا ..لَم أفعل

بِينما عاود هو وَ سَكَب لِي المَزيد ثُم لَه أثناء ما يُفكر وَ "أوه .." صَغيرة هَمسها، وَ يَبدو أنهُ عَرِفها، وَ بِالفعل ..هو عَرفها ما أن قال أسم الشخصية "لُوثر"

"أجل .." فَهمستُ بِدوري، وَتنهدت أقول "لَقد كان فَقط ..مُميز، أكثر مِن الشخصيات الأخرى، لكنك يا سِيد كاتِب لَم تُعطيه حقهُ !" اِحتَجَجتُ عَليه أشير ناحِيتهُ بِأصبعي السَبابة، فَضحك بِدورهُ يَسألني "حقاً؟" بِنظرة أضاعتني ..

فَهززت رأسي لِهذا، وَهمس مُتسائلاً "ما بِك؟"
فَأبتلعت أنفي بِلا شَيء، وَ شيئاً فَأخر ..تَوسعت أعيني ما أن صَدح صوت تِلك الأغنية المَكان فَقد كانت الأغاني تُفتح بِشكلٍ عشوائي

"ا..اطفئها" طَلبتهُ، وَ أنتقلت أعينهُ لِلتلفاز، ثُم ألي يَنفي رافضاً "لا، أنا أُحب هَذه الأغنية" وكانت صَراحة مِنهُ، أنها فَقط أغنية ..أغنية يا تايهيُونغ

لَكنها لِيست أيُ أغنية ! أنها 'slow down ' ! بِربه ..

"تُقلقك الأغاني ..كَما النظرات، أنتَ غريب" عَلق، وَ السُخرية تُلازم نَبرَته، فَأبتلعت لِهذا أهمس مُتذمر "لِيس كُل النظرات .." فَأنا مُحق، لَم أتعرض لِأياً مِن الأمور التي أشعرها أثر تَتبع أعين أحدٍ لِي، بَل عَلَى العكس، أستمتع بِرؤية الأعين تُلاحقني، وعادةً تَتمناني لَها وَترغبني فِي أن أكون لِإصحابُها، لكن هو ..

لا أعلم، هو فَقط يُربكني حَد أنني لَا أستطيع صُنع تواصل بَصري طَويل الأمد مَعه

وَ أتنهد مُستقيم مِن عَلَى مقعدي أنوي المُغادرة قَلقاً مِن أن أثمل أكثر فَتَبذر مِني تَصرفات غَبية وَ أتفوه بِما هو أغبى وَ يُعمي عَدم الإدراك لِلواقع بَصيرتي، لَكن دُوار الثَمالة لازَمني فَتمسكت بِطرف الرُخام بِيد واحِدة أزم شِفاهي لِهذا، سَيكون مِن الخَطر أن أقود بِوضع كَهذا لَكنني مُسَيَّر لَا مُخَيَّر

"سَأذهب ..شُكراً لَك عَلَى الوجبة التي لَم نَتذوق مِنها شيئاً" سَخرت رُغم أنني لَم أكن لِأستطيع الأكل مع أن الرائحة شَهِيَّةً وَ الطَعام بِمَنظر شَهِي أكثر، أعني ..لِيس مع كُل ذَاك التوتر فَأن أكلت سَتغدو مَعدتي بِحالَةٍ سَيِّئة

فَتركت طَرَف الرُخام وَلدى الخطوات الأولية ..تَرنحت وَ ها أنا ذَا أشعر بِذراعه تُحيط نِصف خِصري وَ أخرى تُمسك بِي مِن كَتفي خَشيَةَ أَن أسقط وَ صَدرهُ مُلاصق لِظهري كُلياً ..

أبتلعت أضع يَدي فَوق يَدهُ التي تُحيط خِصري أتشبثُ بِها وَ الأخرى أمسك بِها رأسي فَالدوار فَظيع، كَم كانت نِسبة المَشروب ؟ لِما هو مؤثر بِشكلٍ قَوي هَكذا ..

"هِيه ..؟" وَقعت تِلك الهَمسة التِي يَتَخلَّلُها نَوع مِن القَلق عَليَّ قُرب أذني فَلازمتني قُشَعرِيرَةٍ غَريبة طَفَت بِقُوَّةٍ عَلَى طول جِسدي فَضَعفتُ أثرها أستدير بِين ذِراعيه إليه وَيالَ شِدَّة قُربنا ..

تَمَعَّنتُ النَظر فِيهِ، كان جَذَاب بِتقاسيم وَجههُ هَذه، كانت رَسمة أعينهُ بِلَونها حالِك السَّوادِ لَها تأثيرها الخاص فِيها عَليَّ، وَ هُناك حَبَّاتُ الخال بِأماكنها الفَريدة تِلك وصولاً لِخط فَكهُ الحاد ذَاك وَ شِفاههُ التي بَدأت مُلهَمَة تَستَهوي المرء لِتذوقها مَرَّةً تِلوَ الأخرى دون اكتِفَاءً

"قُل لي يا مَن تَبدو شَديدُ الظُّلمَةِ أنتَ ..ما بَالي أشعر بِالاِجتِذابُ نَحوها رَغْبَةٍ في ان أَتَلوَّثُ بِها رُغم مَخافتي وخَشِيتي مِن الظلام؟ ما بالي أرغب بِفضولاً جامِح بِالتَعرف إليك وَ الغَرق فِيك رُغم صَدك لِي وَسوء أسلوبك مَعي وَ أنا الذِي لا أستقبل ما هو مُعاكس لِحُلْوِ الكَلَام وَحُسنِ المُعَامَلَةِ؟"

. . . .

Continue Reading

You'll Also Like

348K 16.6K 23
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
10.3M 252K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
1.1M 41.9K 41
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
5.9M 168K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣