مُشوّهه في عالَمٍ آخر"قيد الك...

Par SalmaElsebaie1

438 38 64

- لا أتذكر سوى أنني فتحتُ الباب ودخلتُ إلى هذه الأيام الغير مفهومة، دخلتها بقلب فتاة تحمل أحلامًا وردية، أضعت... Plus

الفصل الأول(مِن عمَل الشّيطان! ).
الفصل الثاني(بيرسانا رأس الشيطان).
الفصل الثالث(المدينه الطّيّبه والزرادِقه).
الفصل الرابع(أنْ يحدُث ما كُنت أخشاه)!
الفصل الخامِس(إمّا أنْ نُقتَل أو نَقتِل).
الفصل السادِس(موسم الصّيدِ).
الفصل السابع(التَّفكير السّام).
الفصل الثامِن(الحقيقه).

الفصل التاسِع(الشّياطين السُّود).

16 1 0
Par SalmaElsebaie1

أراكَ هَجَرتَني هَجرًا طَويلًا
‏وَما عَوَّدتَني مِن قَبلُ ذاكَا

‏- البهاء زهير.

^^^
جلست سُندُس ارضًا بتعب، لم تقدِر قدماها على حملها لأكثرِ من ذلك.
تشعر كأن رأسها ستنفجر، وضعت يديها على رأسها وأغمضت عينيها بقوه، الأفكار تعصف رأسها بقوه، لا تستطيع تحمّل كُل هذا البتّه، صرخت بكُل ما أُوتيت من قوه وقد انتفض جسدها بقوه بطريقه غريبه، فاتّجه الجميع ناحيتها واحتوتها ريما في محاولة منها لتهدئة روعتها، ولكن سكن جسد سُندُس فجأة واستكانت رأسها بحضنِ ريما وأغمضت عينيها والدموع تخرج منها ببطئ على وجنتيها هبوطًا الى رقبتها.
نظرت لها ريما باستغراب وصدمه، وربّتت على وجنتها بخفه تُناديها ببحة صوت مُتعب.
ولكن لم تُجِبها سُندُس، فصرخت ريما تهزّها بعُنف، ولكن اقترب مُراد ووَضع يده أسفل ذقنها بقليل ثم أردف بهدوء
: متقلقيش، اهدي.
ترتعش شفتاها بقوه إِثر بُكائها، وقالت
: يعني ايه اهدى يعني ايه، اختي ما بتنطقش.. اختي ما بتنطقش!
تحدّث الأميره وقالت بصرامه لِقابيل
: فلتحملها إلى الكهف وتجلب لها 'داني' بسرعه.
هزّ رأسه بإستجابه وحملها بسرعه وخرج لخارِج الكهف ينظر إلى السماء برُعب حقيقي تخلّل ثنايا روحه، وخلفه ريما تستنِد على مراد غير قادره على السير بالمره.

^^^
دخلوا الكهف جميعًا وأراح قابيل جسد سُندُس على الفُراش ثم خرج منه مُسرعًا وعاد بعد دقائق معه شخص غريب.

قصير القامه، حاد الملامح، جلس أرضًا بجانب فراش سُندُس وظلّ ينظر لها ثوانٍ بدون حركه، ثم ضاقت عينيه بتفكير وبعدها فتح عينها اليُمنى مره على آخِرها ثم الأخرى بنفس الطريقه، كان معه حقيبه صغيره زرقاء اللون فاقِعه.

فتح تلك الحقيبه وأخرج منها حافظه صغيره وفتحها، كان بها شيئ أشبه بالعُشب، لونه اسود.. نظر الى قابيل وقال له بصوت مرتفع
: اعدِل جلستها!
أطاعهُ قابيل مُسرعًا وأسندها على الحائط من خلفها ثم ابتعد ليُكمل داني عمله، جلس داني بجانب سُندُس وهو مُثني ركبتيه ثم فتح فمها على مِصرعيه وقام بوضع العُشب به وأغلقه بسرعه واضعًا كفّه على فمّها بقوه.
بعد ثوانٍ فتحت سُندُس عينيها على مصرعيها ثم ارتدّت للأمام تسعل بقوه فوقف داني وأغلق حقيبته وحملها ورحل.
بدأت تسعل بقوه شديده حتى أنّ وجهها أصبح يُعادُل لون الطماطم.
اقتربت منها ريما بعد أنْ هدأت الا من صوت أنينٍ خافِت، عانقتها بقوه وهي تحمد الله حمدًا كثيرًا على سلامتها.
: انا سأذهب لأُطمئن الاميره ثم سأأتي.
تشدّق بها قابيل بصرامه
فهزّت ريما رأسها فخرج من الكهف مُسرعًا.
اقترب مراد منهما وقال
: مش هنقدر نعدّي كُل اللي احنا فيه لو على كل حاجه هتعملي كده يا سُندُس، تماسكي شويه عشان خاطر نفسك.
هزّت رأسها بتعبٍ ثم قالت وهي تنظر حولها
: عايزه انام.
نظرت ريما إلى مراد فوقف وخرج من الكهف دون إخراج كلمه.
فتمدّدت سُندُس على فراشها مرة أخرى بإرهاق وتعب، ملامحها مُرهقه.. مُتعبه.. يأكلها الحُزن يومًا بعد يوم.
إلى متى التعاسة؟
إلى متى الحظ السيئ سيُلاحقها حيث ذهبت!
لم تحلم بأقل من حياه.. حياه طبيعيه.
تحياها بكُل حُب.. لم يتحقق أي شيئ مما رسمته في مخيلتها.
لم تلتحق بوظيفة أحلامها..لم تكُن لها صاحِبه تستند عليها اذا عجزت عن الوقوف..لم تلتقِ بفارسِ أحلامها بعد.. أم أنّه لا يُريد رؤيتها!!
أغلقت عينيها بقوه بسبب الأفكار التي عصفت رأسها بقوة، لم ترحمها أفكارها ولو ليومٍ واحد.. لم ترحمها.

ولن ترحمها.

^^^
: لم يعُد أمامنا وقتًا طويلًا، الحرب أصحبت من طرفين، الحرب قادِمه، قادِمه وبقسوه.
تحدّث كاسوف مُعقبًا على حديث الملكه مارسيليا قائلًا
: لن نستطِع ردع الشياطين السُّود جلالتِك.
نظر له بيري بغضب واقترب منه وقال
: مَن قال لكَ هذا؟؟؟ آلاف الجنود على استعداد للنزول لساحة القتال، فقط بإشاره من الملكه، الجميع على استعداد لفعل اي شيئ لجل مدينتنا، لجل إبقائها حُره.
صكّ على أسنانه مع نهاية كلامه ومن ثم ابتعد عن كاسوف للخلف فأنزل كاسوف رأسه أرضًا، فربّتت إيما على ظهره بحنان فرفع رأسه وألقى عليها نظره حاده فابتعدت عنه تُحمحم بخفه.

بعد حديث بيري الصارِم في حضور الملكه، استدارت الملكه لهم جميعًا وعلى وجهها علامات الحُزن وكأنها حُفِرت للتو.
صمتت لثوانٍ تنظر لوجوههم جميعًا بقلق وخوف، الجميع في انتظار حديثها، الجميع في انتظار أن تردُف بكلمه واحده.
لم يروْا الملكه بهذا الضعف من قبل، لم يروْها حزينة الملامح بهذا الشكل الكبير.
تنفّست الصعداء وقالت وهي تتحاشى النظر في عيني أي منهم
: علينا المواجهه وإن كلّفنا ذلك حياتنا..علينا ردعهم بأي طريقه ممكنه، علينا الفوز مهما استحق الأمر ومهما تطلّب من جُهد.
تنفّس بيري بصوت غاضِب ثم خرج مُسرعًا من الشرفه للأسفل.
نظرت الملكه في إثره بحُزن جم وجلست على أقرب مقعد بضعف.. لم تكُن تتخيل أنّها ستكون بكُل هذا الضعف من قبل، لم تتخيل أنّها ستحيا لتُواجه وحشة تلك الأيام الثقيله كالصخر على قلبها.. لقد تحققت مخاوفها وأصبحت أمامها حقيقه لا مفر منها.. ابتلع الواقع خيالها الواسِع قبل تحليقه في الأفق حالمًا بحياه ورديه هنيئه..
وضعت وجهها بين يديها وقد ترقرقت الدموع في عينيها ولكن قبل أن تبكي أو تنهار تحدث بصوتٍ صارم قائله
: فليذهب كل منكم إلى الساحه الآن.
انصتوا إلى كلامها وذهب كل منهم بهمّه الذي يثقُل صدره.
فور ذهابهم انهارت حصونها ودخلت في دوامه بُكاء طويله وشهقات مُتتاليه عاليه، تخشي ما كانت تستبعد حدوثه منذ أسست تلك المملكه بيديها، تخشي انهيارها بين يوم وليله.
تخشي ما كانت تستبعد حدوثه.
لقد كان عقلها يُملي عليها كُل يوم مخاوفها بالترتيب و بإستمرار، ولكنّها عند نُقطة فوز العدو عليهم كانت تسخر بشده.. ابتلعت الحقيقه سُخريتها وجاء القدر ليختبر صبرها وشجاعتها.
: عليّ طلب المعونه، عليّ طلب المعونه!!!

^^^
ابتلع الظلام السماء وعمّ السكون أرجاء المدينه، صوت الطيور تُحلق في الأُفق.. صوتٌ مُرعب، يقشعر الأبدان.
المشاعل في مُقدمة كُل كهف تنير المدينه بأكملها تُعطيها منظر خاص بها،منظر جذّاب إلى حدٍّ ما.
بداخل أحد الكهوف، كانت تجلس أرضا تنظر إلى القمر من بعيد، القمر الأحمر لونه.. أحمر قانٍ.
دموعها تهبط على وجنتيها بحسره، قلبها يؤلمها يعتصِر حُزنًا على حالها.
شعرت بهواء بارد يهبّ ناحيتها وبشخصٍ ما يجلس بجانبها.. والصمت عمّ الأرجاء مره ثانيه.
كان ينظر إلى ملامحها الحزينه بشرود وشفقه عليها.
لم يضَع نفسه مكانها بتاتًا ولكن هناك شيئ بداخله حزين.. يشعر بما تشعر.. لا يعرِف لمَ ولكنّه ليس سعيدًا البتّه.
: أتعرفين لما هو أحمر هكذا؟؟
لم تتحرك إنشًا واحدًا أو تُردف بحرف فظلّ ينظر إليها والحُزن عليها يزداد ويزداد.
تحدّث بهدوء قائلًا
: كفاكِ بُكاء رجاءًا، هذا لن يُفيد.
نظرت له ببطئ ثم استقرت عينيها على عينيه وقالت بِبعض السخريه
: وما الذي يُفيد؟؟ لا شيئ يُفيد.
: الصبر سُندُس.. الصبر يُفيد.. جرِّبيه.
ضحكت بخفه ولم تعقّب.
فأردف بضيق بعض الشيئ
: أقُلت شيئ مُضحك أنا؟؟؟؟
هزّت رأسها وهي مازالت على وضعها، تضحك بخفه وقالت
: نُكته.
عقد حاجبيه باستغراب وتحدّث
: ماذا تعني!
ضيقت عينيها وهي تنظر له ثم اقتربت منه قليلًا وقالت
: كُن منصفًا قابيل.
: أوَ كُنت انا ظالمًا؟! متى؟؟؟ وكيف؟؟؟
تنهّدت بحُزن وقالت بشرود
: ما لمْ تعرِف القصه كامله لا تتحدث تحت مُسمّي التجربه.
: لا أفهم.
: لا تقُل لي اصبري، لا تعِرف أنت كمْ من المرات صبِرت، ربما بعدد حباتِ الرملِ.. أو ربمّا بعدد النجوم في السماء!
ابتلع ريقه وقال بتردد
: وهل من سوءٍ عليك إذْ صبرتي مرة أخرى؟!
نفَت ذلك برأسها تُحركها مرات عدّه وقالت بيأس
: لا، الفكره أنّني سئِمت.. سئِمت كُل شيئ، حتى الصبر.. لم يعُد يتحمّلني.. لقد صبَر الصّبر عليّ كثيرًا.
ثم سكتت قليلًا وقالت بتساؤل
: أمررت بموقف استدعى منك أنْ تصبر كثيرًا؟؟؟
شرَد في سؤالها بحيره وحُزن وفي تلك الأثناء تذكّر صديقه "الشريف" واقتحمت قلبه غصه مُره، فأنزل رأسه أرضًا وتحدّث
: لا.
ضيقت عينيها وشرَدت قليلًا في نبرة الحُزن التي تحدّث بها، ولكنّها تنهدّت وقالت بهدوء
: لا لا.. لا يبدو "لا" بالمره.
نظر لها وفي عينيه لمعة حُزن غريبه، وجّه أنظاره الى القمر
فانعكس لونه في عينيه الحادّه، تحدّث بنبره بين طيّاتها دُفن الحُزن
: أيُمكنني الوثوق بكِ؟
: لا.
عقد حاجبيه استغراب شديد وكاد يسألها عن ردّها الغريب الا أنها سبقته وقالت
: لا تعرفُني ولا أعرِفك، أنّا لكَ أنْ تثِق بي؟؟؟
هزّ رأسه بالإيجاب موافقها حديثها
: لا أستطِع تخبئة كُل ذلك الحُزن بداخلي، إنه يفتك بي فتكًا عظيمًا، أُقسم أنّني أشعر أنّه يأكُل بعضي! وإِن لم يكُن كُلي دون دِرايه.
تستمع له بإنصات وهدوء بدون ردة فعل، تنظر له مُنتظره أنْ يُكمِل حديثه.
: عليّ العوده الى كهفي الآن.
ووقف مُسرعًا وخرج من الكهف دون كلمه.
فاستندت برأسها على الجدار من خلفها وأكملت تنظر إلى القمر بشرود.

^^^
مكان مُظلم.. شديد الظلام.. تشعر لوهله أنّك بمكان مهجور.. ولكن هناك أضواء خافته تنبعث من كُل رُكن من أركان هذا المكان، ترى إناس بأشكالٍ مُختلفه بكُل رُكن، بعضهم مُحكم بأصفاد والبعض الآخر مُكمم فمّه بقطعة قُماش، والبعض الآخر مكان عينيه فارغ!
ولكن لا يصدرون صوتًا ولا تألمًا.. أوْ حتى أنينًا خافتًا.

في رُكن من الأركان.. كانت تتكوم على نفسها ضامّة ركبتيها الي صدرها وتنتفض دون صوت.. تنتفض بقوه..
ترفع وجهها خلسه بين الحين والآخر.
فجأة ارتفع وجهها من بين رُكبيتها ومعه ارتفع جسدها نسبيًا عن الأرضِ، تفتح فمها بقوه وعينيها جاحظة للخارج.
يقترب منها ظل اسود هُلاميّ الشّكل.. يخرج منه شيئ أشبه بالبُخار يسحب من جسد الفتاه كُل خوفها وطاقتها ليُشبع بهما نفسه الدنيئه..
كانت هامده لدرجة لا تُوصف.. مُستسلمه لأمرها الذي لا مفر منه.
انتهي من فِعلته وانطلق إلى رُكن آخر ليفعل نفس ذات الشيئ مع أخرى/آخر ، فأُلقت الفتاه أرضًا بقوه مرةً أخرى وعينيها مفتوحه على مصرعيها والدموع تخرج منها، تتألم بقوه ولكن ما عليها سوى الصمت.. روحها تتآكل يوم بعد يوم، طاقتها تُفنى، ليس لها من الأمر شيئ..عليها بالصبر.. علّه بفائده.. علّه يخيب ظنّها.. وأنّ للصبر نهايات جميله..علّه!

^^^
في ظلام اللّيلِ..
البعضُ نِيام والبعض الآخر لم ترَ عينيه النوم قط..
تسلّلت الملكه مارسيليا من قصرها وعلى رأسها وِشاح يُخبئ وجهها قليلًا..تعرِف أنّه ليس على أحدٍ لومها على وجودها خارِج القصر في هذا الوقت ولكن لا تُريد كشف قلقها للجميع.
اتّجهت إلى مكان أشبه بِـ اسطبل للأحصنه واسع للغايه، ووقفت بالخارج تنظر يمينًا ويسارًا، ثم أغمضت عينيها وقالت بخفوت
: 'تيسا'
ثوانٍ وجاء حصانٌ يُحلق في الأفق تجاه الملكه مارسيليا ووقف أمامها بعد أنْ استقّر أرضًا.
ربّتت على رأسه فانحني أرضًا بعض الشيئ لكي يُسهّل عليها الصعود على ظهرهِ، فصعدت ومالت على أذنيه تأمره بالذهاب إلى مكانٍ ما والقلق ينهشُ قلبها.
فانطلق الحُصان بأجنحته التي افترشت السماء إلى المكان المنشود.

^^^
صوت نعل حِذاؤه على الأرضِ يُصدر صدى صوتًا عالٍ بعض الشيئ.
وقف أمام جدار خشبيّ قد يبدو لكَ عاديّ ولكنّه ليس كذلك بالمره، وضع يدَه على الجدار وأغمضَ عينيه يتحدث بخفوت بشيئ ما.
التوتر جليّ على وجهه، لا يعرِف ماذا ولماذا يفعل ذلك!فجأة فُتِح الجدار، لينشق الي نصفين انسحب كُل نِصف إلى جهتين مُختلفتين، وظهر الظلام من الخلف، الظلام الدّاكِن المُرعب.. قد تشعُر أنّ هناك مئات الأصوات تهتف تُناديك، أنّ هناك أنفاس بالدّاخِل عدّه.
ابتلع ريقه وهو يعلم تمام العِلم ماهو مُقدِم عليه فهي لم تكُن المره الأولى البتّه.
سمّة صوت في عقلِه يُخبره بالتّراجُع لا يعرِف لمَ ولكنّه لم يُعِر ذلك الصّوت اهتمامًا بالمره كَعادتِه.
وخطى أوّل خطواته للداخل ثم الأخرى فأُغلق الجِدار من خلفِه بقوه ليبتلِعُه الظّلامُ بسرعة البرق.. ليبقَ وحدُه مع صوتِ أنفاسِه العالٍ وشعورُه بأنّ سمّة أحد موجود معُه بالدّاخِل، أُنيرت أضواء بطول الممر الموجود به، ممر ليس بطويل ولا بالقصير.. في نهاية الممر شيئ مُضيئ بقوه.. نوره ساطِع بطريقه من المُمكن أنْ تُعمِي.
اقترب بسرعه مِن المكان المُضيئ، حتى وَقف امامُه يتلفّت حوله بخوفٍ والى نهاية الممر بقلقٍ، أصوات كثيره مُتداخِله تقتحم رأسه بقوه غير مُبرره.
نظر بسرعه مره أخرى إلى القالب الزّجاجيّ القابِع أمامُه بقلقٍ جمٍ.
ثم وضعَ يده على الزّجاج يتحسّسه برهبه، رهبه وخوف وقلق اكتسحوا صدره بعُنف واضطراب كالماء البارد على الجسد الدافئ.
فتح القالِب الزجاجيّ من فتحه مُعينه به بحذر، ليُصدر صوت مُزعج ولكنه خافِت.. ليظهر الضوء بداخلِهِ، ضوء قويّ ساطِع، قد انعكس في عينيه ليُظهر عيناه في شكل "ماس" لّامِع.
كان "سيف" سيف حادّ نصله.. لامِع.. برّاق.. يخطف الأنظار إليه دون قصد..
أو بقصدٍ!
أمسَك بالسيفِ بحذرٍ ثم نظر إلى الممر وأغلق عينيه يتنفس الصّعداء بقوه ثم فتح عينيه مُخرجًا زفيرًا حادًا.
وسار في الممر وبيده السّيف يقبض عليه بقوه كما لو كان آخِر أمل يتشبث به للعيشِ!
أصوات كثيره.. أصوات.. أصوات.. أصوات مُتداخله.. صرخات.. صرخات تعم الأرجاء.. تخترق أذنيه بحده.. تكاد تنزف دمًا.. ركض بعزمِ ما فيه من قوه ولكن كان هناك من يسحبه بقوه للخلف وكأنها قوه خفيّه تتمسك به كيْ تمنعه من الذهاب.
كان بعزمِ ما فيه من قُوه يسير للأمام كيْ يصِل إلى نهاية الممر.. وبالفِعل وصَل بعد مشقّه وألقى بجسده أرضًا وهو يتنفس بقوه وأُغلق الجدار خلفه بعُنف آخذًا معُه كُل الأصوات المرعبه التي كانت تحوم داخِل عقله.
نظر إلى السيف وهو يعتدِل في جلسته أرضًا وحسّس عليه بخوف، إنّه كنز.. بدونه لن يستطع تكملة المعركه.. لقد أوصاه أبوه أنْ يأخذه في تلك الأثناء، لقد كان يعلم.. لقد كان يعلم بأنّ هناك حرب مذّ قديم الأزل.
وقف وقام بوضع السيف في مكان ما بعيد عن الأنظار.. وبعدها سمِع صوت طرقات على باب جِناحه فعدَل من هندماه واتّجه إلى الباب وفَتحَه.
ليَجِد أمامه بيري وعلامات الغضب تحتل معالمه كالعاده وبدون اذن من كاسوف دلف بيري للداخل بسرعه ولكن...
لمَح كاسوف ظِل أسود كان يقِف خلف بيري ببعض السنتيمترات، كان على وجهه ابتسامه مُرعبه.. وكأنّه كان يُراقبه منذ مُده!
تلاشى الظِّل فور دخول بيري الجناح ولكن لم تتلاشى صورته من مخيلة كاسوف.. لم تتلاشى ضحكته العابِثه الخبيثه..لم تتلاشى.
^^^
هبَط الحصان على أرضٍ صلبَه وعِره.. بل شديدة الوعوره..
ونزلت الملِكه مارسيليا من فوق ظهر الحِصان وملّست على رأسه والقلق ينهش جسدها.
لتقترب من حافة الجبل تنظر بعيدًا في الافق، عينيها تلمع إِثر إنعكاس ضوء القمر الأحمر على عينيها..
أغمضت عينيها بقوه ثم تنهدت تنهيده طويله تحمل بين طيّاتها حُزنٍ جمّ.
استدارت إلى الحصان ثم قالت وكأنّها تُخاطبه
: لم أكُن أودّ ذلِك.. لم أكُن لأخلِف بوعدي لكَ يا "سامِر" ولكِن يتحتّم عليّ ذلك، فقد تنهار المملكه التي بنيناها سويًا في أي لحظه،لم أكُن لأتخيّل أنّني سأمُر بمرحلة الضعفِ هذه بالمره، كُنت واثقه أنّه مهما حدث سأكون على قدرِ كبير من الثقه بأنّني سأفوز بالمعركه التي ولابدّ أنّها سَتُشَن يومًا ما.. سامحني سامِر.. سامِحني.
فرّت دمعه هاربه من مقلتيها فَمسحتها بسرعه ونظرت نظره اخيره خلفها ثم امتطَت الحصان بسرعه وأمرته بالذهاب فانطلق مُحلقًا في الأفق إلى قصرِ الملكه.
^^^

Continuer la Lecture

Vous Aimerez Aussi

549K 16.1K 39
MALE WEDNESDAY X READER "I love you...Wednesday Addams" The girl cried while hugging him as tight as she could. "I love you too....Amore mio. Please...
16.8K 390 24
Long ago, when the pyramids were still young, the Egyptian Kings played a game of great and terrible power. But these Shadow Games erupted into a war...
37.2K 893 134
النوع: شونين اي ، مأنها ، كوميديا ، دراما ، الحياه المدرسيه العمل: مستمر -القصه- "يوما يحكى قصه مرحه عن الحياة...
8K 322 15
All his life Alex never knew what love was. What happens when Alex gets shipped off to live with his 'supposed' brothers like an Amazon package Year...