اليوم عيد مولد افضل شخص بالنسبه لجونغكوك، هيونغه العزيز جيمين، وهي حتما مناسبة خاصة فالصغير ما إنفك يفكر و يخطط لمفاجأة شقيقه، ربما يحضر له حفلة في البيت رفقة والديه؟ او ربما يأخذه خارجا في موعد! هو لا يعرف تحديدا و لكن كل ما يعرفه هو أنه عازم على انسائه جل ما حدث في الأيام الفارطة، كل الألم و المعاناة و الخيانة التي تلقاها، سوف يمحيها بالكامل
و لكنه خائف من شيء واحد فحسب، ماذا لو غادر جيمين؟ هو لن يحتمل فكرة ان يبتعد عنه الأكبر، الا يعانقه، او يمطره بحبه و قبله، هو كبر و أصبح بالغا، ما أن يتخرج من الثانوية فسوف يصبح شخصا مستقلا، قد يخرج للعيش بمفرده؟ يا إلهي الفكرة فحسب تقتله و تعذبه داخليا، هل يعني هذا لا مزيد من مشاهدة الأفلام معا؟ و لا مزيد من النزهات و النوم جنبا لجنب؟ هذا مخيف و يجعله يذرف الدموع
هل عليه أن يحضر نفسه نفسيا؟ تو ربما يكون إجبار جيمين على البقاء بجانبه خيارا أفضل؟
هو بدأ بالفعل في صنع سيناريوهات خيالية والتي هي حتما لن تحصل و لكنه لا يستطيع منع نفسه من تصور حدوث الأسوء،
يا إلهي انظروا فقط لوضعي دائما ما اقول " لقد كبرت" "انا الان رجل" "استطيع الاعتماد على نفسي" تمتم لنفسه، ساخرا من حالته المزرية، لماذا على جيمين ان يكون عزيزا عليه بهاته الطريقة، يشعر و كأنه كثيرا ما يعتمد عليه و لا يمكنه ان يتحرك خطوة بدونه، قد يشكل هذا مشكلة له في المستقبل!
و لكن حقا هو يشعر و كأنه لا يساوي شيئا من دونه، لا يشعر و كأنه كامل، لان جيمين كان و لا يزال نصفه الآخر
〃؛〃
في الجهة الأخرى، جيمين كان أكثر من متحمس، هو أخيرا سيصبح بالغا ، سيحصل على سيارته الخاصة كما وعده والده! هو حتى نسي كل ما حصل له منذ أن استيقظ صباحا، متشوق نوعا ما لمفاجأة والديه و شقيقه له، هم بالتأكيد لن ينسوه صحيح؟ جيمين الابن البكر و المفضل لوالدته، سيجعلون يومه مميزا حتما
لقد وعد نفسه أيضا بحلول عمره الجديد، لا مزيد من الألم و لن ينظر للماضي بعد الآن، ما حدث قد حدث، سيركز على عائلته و دراسته و مستقبله، هدفه الوحيد هو أن يصبح طبيبا ناجحا ،يجعل والديه فخورين به و يربي شقيقه و يجعله رجلا
و لكن الغريب هنا، انه حين نزل من غرفته حتى يتناول فطوره لم يقابل الا بالصمت، و لا تهنئة واحدة؟ حسنا هو لم يعتقد حقا ان عائلته ستنسى هذا اليوم، لا يبالي ان لم يحضروا له حفلة و هدايا و لكن كلماتهم تكفى حقا! هو يكره ان يكون منسيا و متروكا، مع ذلك لديه ثقة عمياء بهم، هم لن يخذلون وهو موقن لذلك
(｡･ω･｡)
في المدرسة، مجتلس على كرسيه داخل الفصل بينما سرح حياله بعيدا، حول أمر نسيان الجميع لعيد مولده، يحاول اقناع نفسه ان لا بأس معه و انه لا يهتم حقا بهذه التفاصيل و لكن لا! هو فقط لا يستطيع ان نسيان الموضوع و التفكير فيه
و فجأة قوطعت أفكاره من قبل سوكجين حيث ارتمي عليه في غفلة منه مما فاجأ ذو الخصيلات الذهبيه قليلا،
" عيد مولد سعيد جيمين! يا افضل صديق لي، ستكون دائما المفضل لدي!"
لم يسع جيمين الا ان يبتسم على ظرافة صديقه، سوكجين لا يفشل في جعله سعيدا، ابتسامته المشرقة وحدها كفيلة في خلق ابتسامة على وجهه، و على الاقل هناك من تذكر يوم مولده. هذا صحيح جين لم يقصر و الا سنة في تذكر ميلاده و إعطائه هدية
حتى لو لم يكن الولد غنيا و لكنه اعتبر ان جيمين من أولوياته و واجب عليه اعطاؤه هدية مثالية يقدمها له بكل حب
" جين هيونغ كادت روحي ان تغادر جسدي لقد افزعتني حقا! "
و جيمين الولد الخجول بطبعه لم يرد كل هذا الانتباه الموجه نحوه فجميع من في فصله قد تجمعوا حوله يقومون بتهنئته و كأنهم لم يتحدثوا من خلف ظهره في اليومين السابقين حول هجر انيتا به و خيانة مارك، و على ذكرهما الان هما جالسين في آخر الفصل
فمن سوء حظ جيمين(المعفط) فهما يدرسان في نفس الفصل، و كم ان القذر ساخر، قبل اسبوع كان
في مكان صديقه ملتصقا بها يتشاركان مواضيع عشوائية، و أحيانا يقبل وجنتها على غفلة منها
او يطعمعا بيديه وهي تبتسم و تحني رأسها خجلة
اقشعر بدنه و شعر بالتقزز حين سرت تلك الذكريات في رأسه، يشعر بالاشمئزار الشديد من قيامه بذلك، كم كان الأمر مبتذلا!
.
.
شعرت بغصة في قلبي قليلا، يا إلهي. انا لا أقدر على رؤيتهما معا! انا حقا لا استطيع ان اتخطاها، لم أستطع طوال هذه المدة كنت أحاول ان اشغل بالي و اقنع نفسي اني لم أعد راغبا بها و ان خيانتها لم تأثر فيني و لكن لاكون صريحا هي تشغل بالي طول الوقت..
صنعت تواصلا بصريا معها
أشعر بوجهي يشتعل، يا إلهي! انا اكره هذا لا اريد ان اكون هنا و في هذه اللحظة انا لست مرتاح بوجودي في نفس المكان معها
ثم انتقلت بنظري نحو مارك، هناك نظرة غريبة في عينيه لم اقدر على قرائتها هل هي الندم يا ترى؟ لا أعلم حقا
امسكته من يده و خرجا من الفصل،
استطيع ان المح نظرات الغضب على وجهها الجميل
ترى هل هي تكرهني حقا؟ هل نستنى تماما؟
الا يزال هناك فرصة لنا كي نعود؟
كلا مالذي اهذي به؟ انا حتما جننت! أراهن اني سأكون أضحوكة ان حدث و عدنا لبعضنا، بل أراهن انها تكرهني حقا من خلال نظراتها القاتلة و كاني انا هو الخائن و كأني انا الطرف السيء و المؤذي في كل هذا، حتى و ان عدنا ك "حبيبين" لن نكون كالسابق ابدا
..
رن الجرس معلنا عن انتهاء الدوام، لملمت حاجياتي و حملت حقيبتي فوق ظهري خارجا من الفصل، أشعر و كاني جسد بلا روح، لا قوة فيني حرفيا، إرهقت نفسي بالتفكير في أشياء لا تحمل منفعة لي و ها انا ادفع الثمن، ثم إن الدراسة كثيرة، لم يكذب من قال ان السنة الثالثة أصعب سنة حقا.
دلفت داخل السيارة وضعت برأسي على النافذة أشاهد أضواء سيول الجميلة و سماءها المغيمة، سمحت للافكار بحملي بعيدا عن الواقع، بينما اغمضت عيني بارهاق
" عيد ميلاد سعيد سيدي الصغير"
صدمت لوهلة و بقيت استوعب ما قيل لي، هل حتى السائق لم ينسى؟ لن اكذب جعلني هذا سعيدا نوعا ما! العم كانغ لطيف حقا هو يبذل جهده ليعيل عائلته الصغيرة و انا اعتبره كوالد لي، سماع هذا الكلام منه يغمرني بالفرح
" شكرا جزيلا عم كانغ انا اقدر هذا كثيرا"
ولكني خائب الأمل نوعا ما أيعقل انهم نسوا عيد مولدي؟ هل يعقل لاني كبرت في السن قليلا؟
..
وصلت للمنزل جميع الأضواء مطفأة هل هذا يعن~
" عيد ميلاد سعيد!!"
لم اتوقع هذا البتة! اسف امي و ابي اسف جونغكوكي لاني شككت بكم، و لكني حقا كنت متأثر، كان سيسوء الأمر لو انهم نسوني بالفعل!
نظرت إلى المكان، غرفة المعيشة مزينة بالكامل و جميع انواع الاطعمة و الاشربة موضوعة على الطاولة، سرحت لوهلة لدرجة اني شعرت بالدموع على وجنتي
انها دموع السعادة ليس إلا لا تقلقوا حسنا؟
عانقتهم جميعا لا أقدر ان اعبر عن حبي و امتناتي لوجودهم
على الرغم من كل عبارات الشكر الذي ارغب في قولها الا انها لن تفي بالغرض، فسعادتي تفوق كل شيء اليوم!
..
بعد احتفالنا الصغير المليئ بالحب ها أنا الآن مستلقي في غرفتي، حصلت على السيارة التي وعدني بها والدي و اني لمتحمس كثيرا لها، لا أكاد انتظر متى اقودها، سأكون قادرا على الذهاب أينما اشاء ووقت ما اريد من دون أي قيود
سن الثامنه عشر رائع كما يقولون
سمعت طرقا على الباب، انه جونغكوك انا متأكد من هذا، سمحت له بالدخول و؟ وجهه محمر و عيونه منتفخة
" جونغكوكي عزيزي ما أصابك لما تبكي هكذا"
عانقني بشدة و لا يزال يبكي حتى أن قميصي قد تبلل من دموعه
" ه_هيونغ أ_انت لن تذهب و تتركني أليس كذلك؟"
" مالذي تتحدث عنه طفلي الصغير؟"
"أ~انت... انتم الشباب تغادرون بيوتكم عندما تكبرون انت ستعيش بعيدا عني و هذا لا يعجبني "
او هكذا الأمر اذا هل كان يظن انني سوف أغادر؟ هذا بالتأكيد لن يحدث لكني قررت أن اضايقه قليلا
" او حبيبي انت تعلم أن هذا أمر لا بد منه همم؟ هيونغ يجب أن يغادر و يعتمد على نفسه "
رايته يكشر ملامحه، يا ويلي هو لطيف جدا احب ازعاجه كثيرا!
" كلا انت لن تذهب لن اسمح لك! غير مسموح لك المغادرة انت ستبقى بجانبي إلى الأبد"
بفتت اريد ان ارى الي اين سيصل هذا حقا
" لماذا؟ لماذا ترغب في بقائي بجانبك؟ هل هيونغ يستحق كل هذا الحب و الاهتمام "
هذه المرة انا جاد في سؤالي. لطالما كان جونغكوك ذلك الطفل الخجول الذي نادرا ما يعبر عن دواخله لذلك أنا حقا أشعر بالسعادة عندما أجده يمطرني بكل هذا الحب و الاهتمام
" مالذي تتحدث عنه هل هذا سؤال حتى؟ هيونغ انت تستحق كل شيء جيد! تستحق كل الحب و الحنان و العطف و القبل " *قال مقبلا وجنتي بين كلامه *
" تستحق ان تعيش كامير انت أن لن تغادر همم؟ ستبقى بجانبي انا لن اعيش من دونك "
كدت ابكي كلامه دائما يؤثر فيني
و لكن ما راعني الا ان اضحك بصوت عالي مرميا بجسدي على السرير
" يا إلهي جونغكوك هل ظننت حقا اني ساغادر؟ لا يمكن أن تكون جادا صحيح؟ انا لن اذهب لأي مكان اطمئن صغيري، ثم كيف أغادر و اتركك و حدك في هذا المنزل الواسع في حين ان والدينا دائما في العمل"
" اذا لن تغادر؟ "
سأل ثانية يتأكد من أجابتي فقلت" لا"
" اذا هل كنت تضايقني بقولك " ان هذا أمر لا بد منه و انك يجب أن تعتمد على نفسك؟ " هل انا مزحة بالنسبة لك؟ اتعتقد ان هذا مضحك؟"
استقمت جالسا على السرير و حملته واضعا اياه على افخاذي، هذا الولد يزداد ثقلا يوما بعد يوم أراهن انه سيصبح ضخما حين يكبر
" عزيزي هيونغ اسف حسنا؟ هل يمكن أن تسامح هيونغ اللطيف الخاص بك هذه المرة فقط أعدك اني لن اضايقك مرة أخرى "
أدار رأسه لتقابل اعينه خاصتي " اسامحك لان اليوم عيد ميلادك فقط"
قبلت خدة و هممت ادغدغه لتخرج ضحكات جميلة من ثغره
اتمنى ان نبقى معا الي الأبد
😭💗