|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة السادسة والأربعين_معقول هنعود؟؟"
"________"
أغلقت معه وبدأت بالارتجاف بعنفٍ وهي تخلع خمارها بقوة شاعرة بنارٍ تشتعل في صدرها، نوحت، بكت بقوة، ضربات قلبها اصبحت عالية غير منتظمة، أنفاسها اضطربت، ضربتها سخونية شديدة سيطرت على رأسها، وضعت يديها تحيط رأسها بانهاك، أصابها دوار قوي، افترشت الفراش بعدم تحمل، صدر منها أنين خافت، تاليه شهقات عالية، لم تتحمل حرارتها المرتفعة، تحاملت على جسدها ونهضت بوهنٍ تخلع فستانها بانهاك، ظلت بـالبنطال الأسود الـ_كارينا_، وفوقه توب بنصف ذراع أسود، لم تتحمل وسقطت فوق الفراش تنازع، اغمضت عيونها وقدرتها نفذت، وجنتيها تحولوا إلى كتلة من الدماء، أصابها العرق بغزارة.
دلفت عليها والدتها بعد وقتٍ تحدثها بنبرة متأثرة"اتصدقي البت صحبتك دي صعبت عليا، ياحبيبتي عايشة عيشة و....."
قطعت جملتها بعدما رأت حالتها، صرخت بهلع وهي تركض عليها"يلااهوي مالك يابت!"
اقتربت منها ترى مابها، ما أن وضعت يدها على وجنتها وابعدتهم بسرعة بسبب شدة السخونة!، ضربت صدرها بفزع، تحدثها بنبرة مفزوعة"يابت إيه إللي جرالك!"
فتحت عيونها بانهاك تردد بنبرة خافتة وهي تبكي بتألم"ماما أنا عايزة عبد الرحمن".
عدلت والدتها من نومتها على الفراش تهز رأسها بموافقة متحدثة سريعًا"هتصل بيه يجي ياحبيبتي".
خرجت من غرفتها تتجه تجاه المطبخ، تأخذ_علبة الإسعافات الأولية_دلفت الغرفة سريعًا تضعها بجانبها على الفراش، اخرجت شريطة طبية لأمتصاص الحرارة تضعها على رأسها لعلها تخفض الحرارة، وضعت الترمومتر أسفل لسانها لـيتحول إلى اللون الأحمر تمامًا!، ضربت صدرها بفزع مرددة بصدمة"ياضنايا يابنتي!، قومي ياحبييتي معايا احطك في البانيو عشان السخونية تنزل".
_خلي عبد الرحمن يجي ياماما بالله عليكِ.
نطقتها وهي تذرف الدموع، جففت والدتها دموعها بأناملها المرتجفة مرددة بنبرة قلقة"حاضر ياحبييتي".
نهضت تجلب هاتفها ومن ثم أجرت إتصالًا معه، أجاب خلال لحظات يسألها بقلق"في حاجة ياخالتي ولا إيه؟"
_معلش ياحبيبي هتعبك، أنا عارفة إنك مشغول بس البت ساجية تعبانة أوي وعايزاك تيجي تشوفك.
نطقتها والدتها بحرج وهي تحك أرنبة فمها، لينتفض الثاني بفزع مردد بنبرة متلهفة خائفة"دقايق وتلاقيني عندك".
سأله صديقه بقلق"مالك يابني!، في أيه؟"
_ساجية تعبانة أوي، وعايزة تشوفني.
نطقها بسرعة وهو يسير من أمامه، سار خلفه صديقه يهتف بهدوء"اصبر طب هاجي معاك لو كدا أكشف عليها".
بالفعل وصلوا في خلال دقائق، كان سيدلف معه تيم لكنه توقف يحك فروة رأسه بإحراج مردد بنبرة هادئة"أنا هروح أشوف أم ليل، هي عندنا وهفهمها إحنا عملنا إيه، لو ساجية فيها حاجة نادي عليا ها؟"
_حاضر.
نطق كلمته ومن ثم دق على باب منزلها، فتحت والدتها له وهي ترتدي خمارها، افسحت له وهي تردد له بشكر"ياحبيبي ياعبد الرحمن ربنا يخليك ليها".
دلف بخوفٍ يسألها بقلق"هي مالها ياطنط؟"
_مولعة ياعبد الرحمن، سخنة مولعة وقاعدة بتخرف بالكلام ومش فاهمة مالها، وعرقانة جدًا رغم إنها لابسة حاجات خفيفة جدًا.
نطقت كلماتها وهي تسير تجاه غرفتها، سار خلفها لكنه لم يدلف غرفتها، حك فروة رأسه باستحياء هاتف بنبرة محرجة"هي صاحية ولا نايمة؟"
_نامت من دقايق بالظبط.
ضغط على فكه بقوة محدثها واستحياءه مسيطر عليه"طب أنا هينفع أدخل؟، أنا مكسوف".
اقتربت منه تربط على ذراعه بحنان، تحدثه بتفهم"أنت جوزها ياحبيبي، وقريب هتبقا في بيتك".
ابتلع لعابه محاول السيطرة على خجله، دلف الغرفة وراءها لتقع عيونه عليها، حالتها مزرية للغاية!، شعرها مبعثر حول وجهها، وجهها تبدل في ساعات!!، ماذا حدث لها؟، اقترب منها يجلس فوق فراشها وهو يقيس حرارتها بظهر يده، كانت حرارتها مرتفعة للغاية رغم الشريطة الطبية!، سمع هلوستها، والدتها لم تفهم لكنه فهم!_:
_يـا باسم لاء...عبد ....... الرحمن.
لقط اسمه واسم باسم!، ثوانٍ وهي بدأت في البكاء وهي نائمة، أفاقها وهو يهزها برفق محدثها بحنان"ساجية اصحي أنا عبدالرحمن".
فتحت عيونها نصف فتحة، لتجده هو، بدأت في البكاء بقوة، حاوطت رقبته بذراعيها وهي تتشبت به، تشبتت به بقوة وهي ممسكة بملابسه ورقبتها وكإنه سيهرب، رددت بشفاه مرتجفة وشهقاتها تتعالى"متسبتيش، متسبنيش أنا بحبك وخايفة".
قلبه ألمه عليها، ضمها بحنان وهو يمسد على شعرها، يبعد شعرها الملتزق في وجهها بعيدًا عنه، ممسد على وجهها وشعرها يحاول بث الطمأنينة فيها، زادت شهقاتها بعدما تذكرت، تردد بنبرة هسترية"مش عايزة اروحله واللهِ".
_نادي ياخالتي على تيم بسرعة.
قال كلماته بقلق بالغ وهو يتفحصها بصدمة، ظلت محتضنة رقبته دافنة وجهها بها وشهقاتها تتعالى، جسدها ينتفض في أحضانه، ضمها هو للغاية له محدثها بنبرة خشنة محاول تهدئتها"بس ياحبيبتي، مش هتروحي خلاص، اهدي بقا".
أكمل بحنانه المعهود وهو يمسد على ظهرها وكإنها ابنته، يجاري حديثها بهدوء"واللهِ ما هتروحي، كفاية عياط أنا هنا، أنا هنا جمبك مش هسيبك، متقلقيش".
رمق ملابسها لتتبين جميع منحنيات جسدها أمامه، تلاشى النظر إليها محاول أبعادها عن أحضانه حتى يخرج لها أي شيء واسع ترتديه ليفحصها صديقه، من المستحيل أن يفحصها وهي هكذا، أبت ألا تتركه، متحدثة بخوفٍ"لاء متسبنيش ياعبد الرحمن".
_أقسم بالله ما هسيبك، هقوم أجبلك الإسدال بتاعك بس.
قالها بصدق وهو يهندم شعرها بتوجس، أفلت يديها مبتعد عنها وعيونه معلقة بها يخشى أن تفقد وعيها، نشل الإسدال الخاص بها من فوق ذراع باب غرفتها، رجع لها ممسك بها بحزمٍ محدثها بمرحٍ"تعالي بقا اللبسي الاسدال بطلي انحراف".
ساعدها لتـرتديه ومن ثم أرجع ظهرها للخلف حتى تنام مردف بنبرة حانية"تيم هيجي يشوف مالك".
ولج تيم بعد دقائق بعدما دق على الباب، اقترب منها وما أن رأها حتى عبست ملامحه، يسأل والدتها باستنكار"دي إيه إللي جرالها دي!"
_معرفش فجاءة حالها اتبدل واللهِ، دي كانت زي الفل.
أجابته والدتها بحيرة، ليقترب منها متفحصها بقلقٍ، لكن بعد قليل حدثهم بطمأنينة"متقلقوش حمَّى بس دي هتروح عادي، إللي مش عادي بقا الأنيميا دي، ياعبد الرحمن من غير تحليل وأنا بقولك أهو دي الانيميا عندها مش هتعمل تمانية حتى!، هي عندها سكر ولا ضغط؟"
سأل بجدية، لتجيبه والدتها سريعًا"ضغط بس".
_الضغط باين مش متظبط خالص هروح أجيب الجهاز.
قال كلماته بجدية، واتجه ليذهب، ليذهب خلفه صديقه محدثة بنبرة منخفضة"ساجية عندها السكر، بس مامتها متعرفش".
_إيه دا ياعبدو إيه دا!!، دي بتموت بالبطيء!، ضغط وسكر وأنيميا!!
صرخ به تيم بعدم تصديق، زفر الثاني بآسى يحدثه بتأثر"صعبانة عليا أوي".
"على فكرة الحمى دي جتلها بسبب ضغط عصبي، وبعدين من غير ما أقيس ضغطها دي ضغطها واطي جدًا، وسكرها هيبقا عالي أوي، أنت عارف إن دا مش تخصصي، فـبكرة الصبح تروح تحلل ليها تحليل دم شامل وبول وأنا هشوفلها الضغط دلوقتي، المهم تشوف هي متابعة مع مين ويديها ڤيتامينات وكالسيوم لأنها ضعيفة أوي أوي، وجسمها الرفيع بسبب إهمالها في صحتها، والسكر يتظبط لأنه ممكن يجبلها غيبوبة".
نبهه بجدية كبيرة، أحضر جهاز الضغط وبدأ بقياسه ليكن واطي للغاية، كتب لها عدة أدوية وذهب"تيم"هو بنفسه يحضرهم لصديقه من الصيدلية بالأسفل، أخذه منه يشكره بامتنان"مش عارف كنت من غيرك عملت إيه، شكرًا أوي".
_أنت أخويا يابني!
نطقها ببسمة وهو يدلف لمنزله، دلف عبد الرحمن منزلها ومن ثم دلف غرفتها، أعطاها العلاج ومن ثم وضع يده على وجنتها حتى يقيس حرارتها، أبعد يده عنها بضيقٍ، محدثها بحزنٍ"الحرارة عالية أوي".
دلفت والدتها تضع أمامهم مشروبات ساخنة، تحدثه بنبرة هادئة"عملتلك مع ساجية يا حبيبي حلبة، أصل هي السوايل تنزلها السخونية".
_تسلم إيدك ياست الكل، اقعدي استريحي بقا.
أخذ منها كوب ساجية واقترب منها يضع يده أسفل رأسها محدثها بجدية"يلا اشربي، ريحتها تحفة أنا بحبها".
أشاحت بوجهها للإتجاه الأخر مرددة بنبرة معترضة متعبة"مش عايزة أشرب".
زمجر بحدة مع كلماته الساخرة"بقولك إيه محدش خد رأيك، يلا اشربي".
بدأ بوضع الكوب على فمها شيء فشيء وهي ترتشف منه قليل للغاية حتى أنهته بكامله أخذت نصف ساعة لتألمهُ رقبته، لكنه ابتسم بفرحة بعدما غفت، لكن ما أزعجه حرارتها، تحدث لوالدتها التي كانت تجلس بحرج بسبب إنهاك ابنتها له"بقولك ياخالتي اللازقة دي مش بتعمل أي حاجة، هاتي ماية وحتة أنا هعملها كمدات".
نهضت تضرب صدرها باستنكار مع حديثها المحروجة"ودي تيجي ياحبيبي!، روَّح بيتك وأنا واللهِ هعمل ليها كل دا، روّح ياحبيبي عشان أنت من بعد الفطار مستريحتش".
رسم بسمة واسعة على وجه وهو يرمق زوجته مع كلماته الحنونة"أنا مش هعرف استريح غير لما أنا إللي أنزل حرارتها".
جاءت بعد وقتٍ بالكمدات وجاءت لتعدها لها لكنه أخذها منها بهدوء، يشكرها بأدب"حضرتك واللهِ أنا مرتاح، هاتي بس لمونة عشان بعد ما نعمل الكمدات أعصرها على وشها".
ضحكت والدتها تضرب كف على أخر وهي تسأله بسخرية"إيه ياعبد الرحمن الكلام إللي من العصر الحجري دا!"
ضحك بقوة، يؤكد على حديثه بثقة"لما كان يوسف بيتعب كنت بعمل كدا معاه وكان بيخف، وبابا وماما الله يرحمهم كانوا بيعملوا كدا، هاتي بس".
احضرت له نصف ليمونة، ليجلس هو بجانبها، يشمر القميص بعملية ومن ثم بدأ بوضع الكمدات باهتمام كبير على رأسها، دلفت والدتها وفي يدها صانية موضوع عليها عدة شطائر كثيرة قدمتها له، تخبره بنبرة ودودة شاكرة"تعبتك ياحبيبي معايا، تعالى نتسحر بقا مع بعض، سندوتشات فول وطعمية وبيض وجبنة وكل حاجة، المهم تاكل".
أكل معها وهو يبتسم له، لكن بداخله كان قلق للغاية، لماذا ساجية تهتف باسم"باسم"!!، ومَن الذي لا تريد الذهاب له!!، تلاشى كل هذا وهو يعد لها الكمدات من جديد بعدما انهى سحوره، ظل هكذا لمدة نصف ساعة وكانت الحرارة نزلت، ختمها بالليمونة، ابتسم براحة وهو يغطيها جيدًا، رمق والدتها التي كانت تجلس معهم بالغرفة تراقبه بعيونها السعيدة، رغم إن ابنتها مريضة للغاية لكنها سعيدة لوجود زوجها بجانبها، نهض بجدية يهندم ملابسه يخبرها بنبرة متأدبة"همشي أنا بقا عشان مش هينفع الفجر يأذن وأنا أبقا هنا لحد الأن، بس هاجي إن شاء الله بكرة بدري".
_حبيبي نورت واللهِ تعبتك معايا.
ابتسم لها بحنين محدثها بجدية"تعبكم راحة ياخالتي، أمانة عليكِ ياخالتي تفطريها بكرة وتقعديها من الشغل".
_حاضر ياحبيبي متقلقش هعمل كل دا.
شكرته كثيرًا حتى رحل، وهو رحل وسار في دوامة ماذا حدث لها!؟؟
"__________"
جلست منة على هاتفها تتفحصه بلا مبالاة، لكن تبدلت اللامبالاة إلى قلق وهي تعتدل في جلستها بعد رسالة صديقتها لها عبر تطبيق"الواتساب"
"هو دا أخوكي سيف صح؟"
سألت في رسالة ورسالة أخرى كان بها مقطع تسجيلي مكون مِن ثلاث دقائق، فتحت المقطع باستغراب لـعدة ثوانٍ حتى اشتعلت موسيقى حمسية فيه وتليها أغنية أجنبية كان المقطع مصنوع على برنامج"التيك توك"، بدأت تعرض لهُ مقاطع عديدة مُسرّعة وهو يستنشق البودرة!، وتارة يشرب السجائر المملوءة!، خرجت منه بصدمة تسأل صديقتها بعدم فهم"مين إللي عامل الڤيديو دا!"
_معرفش دا ڤيديو مع المنطقة كلها، دا مع بنات الحتة كلها واتبعتلي من أكتر من بنت.
أجابتها باختصار، لتغلق الثانية الهاتف بذهول وهي تضرب خديها بعدم تصديق، هبطت دموعها على وجنتيها كالهطول، تحك فروة رأسها باشتعال، أخيها فُضِح!، وصلت لها رسالة جديدة من صديقة أخرى، وكان نفس المقطع، سألتها باستغراب"دا أخوكي؟"
بدأت بخبط يديها في رأسها بقلة حيلة، مسحت التطبيق وأي تطبيق متعلق بالرسائل والانترنت، تعلم إنها لن تخلص، أجرت مع أخيها اتصالًا لكن هاتفه مغلق، والمصيبة إنها للأن لا تعلم إنها في السجن!، حكت فروة شعرها بانهاك متحدثة بنبرة مقهورة"منك لله يا بابا، ربنا ينتقم منك أشد انتقام".
هل نعلم معنى كلمة"أب"؟؛ بإختصار شديد رغم إن الأمر لا يُختصر، كلمة أب تعني"رب المنزل"، رب المنزل وراعٍ، هو المسؤول عن راعيته إذا صُلحت أم طُلحت، سيُسأل﴿عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته﴾، الأب هو الحامي للعائلة، أول مَن تلجأ له زوجته، ابنته، ابنه، وليس أول مَن يتهرب مِنهُ عائلته!، هو الأمان والمأمن، هو الذي يخرج لنا ابن صالح بار يخشى الله، وهو أيضًا الذي يخرج لنا الطالح والفاسد والعاصي لله!، هل فهمت معنى أب وعائلة تحت قوامته!؟؟؟
"___________"
"بُص أنا واللهِ لا عايزة أتخانق ولا أي حاجة لأني خلاص جبت أخري من الضرب والروتين البايخ المتكرر بتاع كل يوم، حبست سيف صح؟، انتقمت ورديت حقك صح؟، ممكن تسيبه في حاله بقا؟"
كان حديثها جامد مع ملامحها الحادة، هز رأسه ببرود محدثها بنبرة لا مبالية"لا انتقمت ولا عملت أخوكي هو إللي سرق".
_تمام أنا مقولتش حاجة، أنا كل إللي بطلبه منك كفاية لحد كدا مع أخواتي، واحدة هربت والتاني اتحبس، أنا قدامك ياحاتم، أعمل ما بدالك فيا بس كفاية أخواتي لسة صغيرين أوي.
قالتها بتأثر، متكون على عيونها دمعة تهدد بالسقوط، نهض يلقط رأسها في يديه يقبل أعلى رأسها بحنان مع كلماته"حاضر، حافظي إنتِ بس على صحتك عشان إللي في بطنك".
هزت رأسها ودموعها تساقطت بألم، لا تحب أن تكون ضعيفة خاضعة لكنها الأن متعبة وقلبها يؤلمها، حدثته بنبرة صادقة"طول ما أنت بعيد عن أخواتي أقسم بالله هحافظ على صحة إللي في بطني جدًا".
_اتفقنا، وأنا مليش علاقة من هنا ورايح بأخوكي بس دا كان حساب وبيتصفى.
نطقها ببسمة مسلية، وكان بداخله بالفعل اكتفى بتدميره هكذا، سيسير طوال حياته واضع رأسه في الطين يشعر بالخزى وهذا يكفي.
"_______"
الساعة العاشرة صباحًا دق باب منزلهم، فتحت"والدت ساجية"له تحدثه بترحيب"اتفضل يا حبيبي نورتنا".
_بنورك ياطنط، ساجية راحت منها السخونية؟
سألها بجدية، لتهز رأسها بتأكيد مع جملتها المرتاحة"الحمدلله دا أنا كنت مرعوبة عليها امبارح".
ابتسم برضاء يخبرها بهدوء"طب صحيها بعد إذنك عشان هاخدها نكشف عن الأنيميا إللي عندها، المعمل في طريقي وكدا".
_حاضر هدخلها.
قالت كلمتها ودلفت لغرفة ابنتها، كانت نائمة منهكة للغاية، جلست بجانبها تربط على ذراعها مع كلماتها الحنونة"سوسو، بت ياسوسو، قومي عشان عبدالرحمن ياخدك يكشفلك".
تململت في الفراش بوهنٍ تخبرها بصوتٍ ناعس"مش قادرة".
سحبتها من ذراعها تجلسها نصف جلسها، مهندمة شعرها المشعث بيديها الاثنين وهي تحدثها"لاء لاء قومي كدا هتأخري الواد، دا برا فشهلي كدا".
حكت عيونها بأصابعها وانتبهت إنه بالخارج، دق قلبها بعنفٍ، تذكرت ما فعلته بالأمس، ماذا يقول عنها الأن!!، نهضت بتكاسل ووالدتها خرجت له، ارتدت ملابسها بتباطؤ لا تريد الخروج له، هندمت شعرها واضعه فوقه خمارها، خرجت له بعد وقتٍ ترتجف. بخوفٍ، رأها هو ليبتسم ينهض من مقعده يضع يده على جبهتها كانت حرارتها عادية، ابتسم أكثر يحدثها بسعادة"الحمدلله الحرارة راحت".
ابتلعت لعابها وهي تشعر بمدى رخصها، المسكين كان بالأمس يرتجف رعبًا عليها، وهي قبلها وافقت للذهاب لمنزل الذي يهددها، ابتسمت له بتصنع، متصنعة الهدوء رغم إن جملتها متغيرة"الحمدلله يا"عبد الرحمن"أنا كويسة، شكرًا".
_العفو يا عسل إنتِ، قوليلي بقا فطرتي؟
سألها بعفوية وهو محدق بها ببسمة، تجعدت ملامحها تخبره باستنكار"إحنا صايمين إنت نسيت؟"
هز رأسه بالنفي، يخبرها بنبرة جادة"لاء منستش بس إنتِ تعبانة أوي وإحتمال كبير سكرك يبقا عالي أوي، فأحسن تقعي مني افطري أحسن".
"أنا بتابع عند دكتورتي إللي في المستشفى مش عايزة أحلل، أنا عارفة إنه عالي".
قالتها بنبرة لا مبالية وهو انفعال من برودها الذي تتعمده في مرضها وصحتها!، استنكر بنبرة منفعلة"وأما إنتِ متابعة مع دكتورتك سايبة سكرك يعلى ليه!"
رمشت بعيونها لأكثر من مرة وهي تتراجع للخلف، تبرر بكلماتٍ متلبكة"واللهِ هو إللي بيعلى".
_يابنت الحلال متعصبنيش!، هو هيعلى كدا منه لنفسه؟؟، بتاكلي إيه إنتِ مهببلك السكر كدا!؟
قالها بقلة صبر وهو يحك وجه بيده بعدم تحمل، تفوهت بكلماتٍ متوترة"مش باكل".
رفع نظراته لها، مع حاجبه الأيمن المرفوع، يسألها بنبرة ذات مغزى"مش بتاكلي دهون وحلويات وكدا ولا مش بتاكلي خالص؟؟"
_باكل واللهِ ياعبد الرحمن بس مش كتير، بفطر واللهِ وبتغدى وبتعشى بس على قد معدتي
قالتها مدافعة عن حالها بطريقة طفولية، اقترب منها يحذرها بسبابته أمام عيونها بحدة"لو عرفت إنك مش بتاكلي بزعل جامد ها، ويلا روحي افطري".
ضيق نظراته بضيقٍ يحدثها بنبرة محتقنة وهو يدفعها أمامه بخفة"يلا طب قدامي، أما نروح نشوف فيكِ إيه".
عندت معه، تحدثه بتصميمٍ"لاء، مش هفطر".
نادت على والدتها تحدثها بنبرة متذمرة"ياماما مش عايزة أحلل أنا".
خرجت والدتها بعدما ارتدت ملابسها متجهزة لعملها، تحدثه بحنقٍ"بت إنتِ متصدعنيش انزلي مع جوزك أنا مستأذنه ساعتين من الشغل بسببك، خلصي بقا وإنتِ واجعة قلبي كدا!"
_خلاص ياطنط اهدي كدا وهي هتكشف زي الشطورة.
قالها بنبرة هادئة وهو يسحب الثانية من يدها يحدثها بمرحٍ"بلاش بقا تضايقي مامتك بدل ما تطردنا كلنا".
أخذها من يدها منطلق بها تجاه معمل قريب من منطقتهم، انتظروا دورها، ليدخلوا بعد دقائق معدودة، وقفت مع الطبيبة تخبرها بكل الأشياء الرسمية كاسمها وعمرها، أخذت منها عينة من الدماء والـبول، اقترح عليها أن يحضر لها مشروب بارد حتى تعوض الدماء المسحوبة منها لكنها رفضت، سار معها حتى ارجعها منزلها يحدثها باهتمام وهي تهمهم فقط بقلة اهتمام ازعجته!، سألها بضجر"ما تتكلمي باهتمام، هو إنتِ بتتكلمي كدا ليه من ساعة ما نزلنا؟؟، أنا مش بشحت منك الكلام يا"ساجية"!
رمقته باصفرار، تسأله باستغراب وكأنها مستغربة حديثه!"وأنا بتكلم إزاي؟"
_معرفش شوفي مالك ليه بتكلميني كدا.
نطقها بامتعاض، وهو انزعج للغاية، غير معقول أن يكون هو المتحمس الوحيد في العلاقة وهي لا مبالية!!، توجيت ملامحها، وتعرقت للغاية، تحدثه بنبرة مرتجفة"أنا آسفة واللهِ بس أنا خايفة أوي يا عبد الرحمن".
لانت ملامحه، تناسى انزعاجه في ثوانٍ يسألها بقلقٍ"مالك من إيه؟"
_تعبانة شوية، متشغلش بالك وروح شغلك.
قالتها وهي تربط على ذراعه بهدوء، وهو صمم يعرف السبب، لكنها بعد وقتٍ من إلحاحه عليها هتفت بكلماتها الضائقة"قولت تعبانة يا عبد الرحمن وخايفة من نتيجة التحليل، كفاية بقا".
رمقها لوهلة عاقد حاجبيه باستغراب، يستهجن بكلماته"كفاية إيه؟، كفاية إنتِ ياشيخة، أنا ماشي أما تعرفي يا"ساجية"تقدريني وتتكلمي معايا كويس هبقا أجيلك".
قال كلماته وبالفعل هبط من أمامها مغادر عمارتها،لفت منزلها تحك يديها ببعضهم بتوتر جم، يديها ترتجف بقوة، تشعر بإنها كتلة ثلج، ابتلعت لعابها بتشوش وعقلها لا يستوعب حجم الكارثة الواقعة بها!
"________"
_شوفت يا أستاذ إيه إللي حصل لسيف أيمن إللي كان في المجموعة بتاعتنا؟؛ بقا يشرب كل أنواع المخدارات وبقا بيسرق والحكومة كل يوم عنده.
وقع الخبر على المعلمة كالصاعقة، توسعت عيونه بصدمة، يسأله بستفهام، متمني أن يكون شخص أخر"سيف مين؟، تقصد على سيف إللي أنا أول السنة كنت عامل صورته معايا على الملازم؟، إللي خد مني ألف جنيه لما قفل الامتحان؟، تقصد دا ولا مين؟"
أكد على سؤاله، مكمل بنبرة متأثرة بعض الشيء"أيوة هو يا أستاذ، بقا ملموم على عيال صايعين بيبيعوا الحاجات دي ودخل وسطهم وبقا مدمن".
_لاء يمكن إشاعات، دا عمره ما يعمل كدا دا قعد معايا سنين ثانوي كلهم وعمري ماشوفت منه أي حاجة وحشة، أنا قولت يمكن سابني أنا وبقيت المدرسين وراح لمدرسين السناتر الشباب، لكن لاء لاء".
بررله وبداخله يتمنى أن تكن تبريراته حقيقية، قلبه سيعتصر وجعًا إذا كان اتجه لذلك الطريق المبهم!
وجد شاب منهم يخرج هاتفه يحدثه بتصميم"لاء هو يا أستاذ، الواد إللي كان ملموم عليه كان بيصورله فيديوهات وهو بياخد البودرة وكدا ولما قلب عليه نزلها ليه، وبيقولوا إنه دلوقتي اتحبس، اتحبس في سرقة كشافات من محل كشافات كبير، والله ما عارف هو ليه عمل كدا!"
تعجب في النهاية بعدما فتح أحد المقاطع له، رمقه الجميع بنظرات شفقة، صدمتهم كانت غير كافية أمام هذه المقاطع، ادمعت أعين المعلم!، يأمره بنبرة متعبة"أقفل القرف دا، أنا قلبي وجعني، هو ليه عمل كدا في نفسه!، دا أنا كنت متأكد إنه هيطلع الأول على المدرسة ومش بعيد يكون من أوائل الجمهورية!، هو ليه عمل كدا؟، دا ياريته كان مات ولا إنه يعيش ميت كدا!!، أنا قلبي وجعني دا أنا كنت معتبره ابني!!، دا أنا زرعت فيه حب الرياضة عشان يبقا خليفتي ويدخل هندسة ويحقق حلمه!، ليه يعمل كدا!!"
والجميع لا يعلم لماذا!، لكن هل أجيب أنا أم أدع الجاني والمجني عليه في ذات الوقت يجيبكم؟؟، الحكاية لن تعيش تفصيلها إلا على لسان صاحبها للأسف!، إذًا فَمن أنا حتى أتدخل؟؟؟
جلس وحيدًا مبتعدًا عن الجميع منكمشًا في نفسه، عيونه لم تغفل بس جسده الذي يتمزق وهو لا يستطيع فعل شيء، وبسبب ملوك البُرش؛ طلاباتهم لا تنتهي وفي منتهى المذلة والمهانة، الضرب كان مبرح ترك علامات كثيرة، أكثر ما ألمه كف"عبد الرحمن"الذي وقف في يومٍ معه هو وشقيقه محدثهم بمنتهى الفخر والاعتزاز بالنفس"هدخل كلية هندسة وبمجموع أحسن من أخوك، دا أنا عبقري!"
يالهُ من عبقري!، عبقري سحبته الحياة من ملابسه وبدأت بتجريده، جردته من كل شيءٍ ولكن بالتدريج!، بدأت بحضن شقيقته الكبرى، التي غادرت منزلهم ودمعتها على ملابسه تخبره بشفاه مرتجفة"لو روحت معاه مش هعتبها تاني أنا عارفة غير لما أموت".
وصفعته من بعدها عندما علم بمرض والدته الخبيث، ورغم مرضها إلا إن والده لم يرحمها!!
ومِن ثم دفعته من سابع سماء بقسوة بعدما فقد اهتمام والدته التي التهت بخدمة الجيران لتأخذ منهم ثمن علاجها رغم إن والدهم_سباك_ومعه أموال!، ضاعت الأم وضاعت الابنة، وتبقى شقيقة صغيرة تصرفاتها غريبة هوجاء!!، متبلدة المشاعر لكن رغم كل هذا أحبته هو!، أخذته أنيس لوحدتها!، ألفته وللأسف هو نحرها!!، ونحر والدته عندما ضربها!، بكى بقوة فجأة، يكتم شهقاته وهو يتذكر كيف دعت عليه من قلبها!!، سمع هتافات ساخرة من الجميع عليه، بكى أكثر وهو يشعر بالرعشة التي سرت في جسده، والتعرق، ألم في العظام!، أعراض إنسحاب البودرة من جسده، فتح باب الزنزانة يسمع اسمه من العسكري بحزم"سيف يجي جيله زيارة".
لم يقدر على النهوض، مَن الذي أتى له؟؟، هل والده؟، لا يريد رؤيته!، يريده فقط أن يموت، يموت حتى يستريح الجميع منه!، دفعه شخصٌ بجانبه بقوة مستهزاء به"ماتقوم ياحيلتها يجي يشيلك ولا إيه!"
حاول السيطرة على رجفته لكنه لم يقدر، نهض وقدرته سالبة، سحبه العسكري من يده وسار به، دلف به في المكان المحدد ليرى والده، ركض والده عليه يضمه بتلهف ودموعه عالقة في عيونه!، يحدثه بصدق"هخرجك ياحبيبي، هقوملك أحسن محامي، مش هسيبك كدا".
دفعه ببغض، النحيل دفع والده عنه بكره، لا يريد حضنه الخبيث، لي كل يومٍ كان يحضنه فيه كان يهدم شيء إنساني به!، حدثه بنبرة جامدة، وجعت قلبه!
_متجيش هنا تاني يابا، أنت مش هتسبني كدا؟، أنت السبب في تدميري، مفكرتش في حد غير في نفسك، خلتني مسخ، خلتني إنسان أناني، أنا إللي فيه دا بسببك، بسبب دلعك ليا وفرعنتي على الفاضي وأنا حتة عيل!، يا أخي ملعون أبو إللي قالك إن الولد فوق راسه ريشة!، دخلت الكره في قلب أختي ليا، وخليت أمي ملهاش دور في حياتي غير إنها خدامتي!، فهمتني إني ملك، أنا مكنتش عايز كدا!، لو كنت اتولدت مع أب يعرف يقدر الست إللي معاه، ويقدر بناته ويحبهم ويعاملني معاملة الناس السوية مش يشيلني في جيبي خمسمية جنيه وأنا لسة عيل مكنش زمان دا حالي، ليه يابا افتريت؟؟، ليه لما عرفت إني مدمن مكسرتنيش؟، الله لا يسامحك، أنا مش مسامحك والله لا يسامحك على حق ليل إللي أنا وأنت وهي متأكدين إن جوزها هيموتها، وعلى منة إللي أنا وأنت بردو متأكدين إن قتلها هيكون على ايدك، وعلى أمي إللي جبتلها مرض ينهش فيها ويموتها بالبطيء وأنت تكمل معاه، الله لا يسامحك على الفجوة إللي عملتها جوايا من خناقكم ومشاكلكم وكلامك!، عملت فجوة وخلتني ناقص، انسان عنده كل الرفهيات بس أمه خدامة عند الجيران وأخته الكبيرة من وهي الصغيرة عارفة الشقى، والفجوة دي عوضتها بالعفّرة، متفتكرش إنك لما تجبلي كل حاجة وتفرشلي الأرض ورد كدا أنا هبقا حاجة واو!، دا إنت طلعتني ناقص!، وناقص أوي كمان!!
مع كل كلمة يبكي، يبكي بقوة، سحب يد العسكري المتابع للحوار بتأثر محدثه بنبرة لا مبالية"رجعني الزنزانة، مش عايز أشوف حد".
البعض يعتقد إن حجته واهية!، لا قيمة لها، بالـ بالعكس العائلة هي التي من خلالها تحدد شخصية أطفالها، كنت أب سوي نفسي؛ ستكون عائلتك بكاملها صالحة سوية نفسية، كنت أب لا يعلم الله غير سوي نفسي؛ ستخرج لنا أقذر فئة على وجه الإطلاق وفي النهاية أنت ستُسأل!
"______"
_يابنتي كدا مينفعش بقا اللبسي أي هدوم من"رغد"عشان صيامك يتقبل.
قالتها والدت"حمزة"بقلة صبر وهي ممسكة بـفستانٍ للمحجبات وفوقه وشاح، لكن الثانية صممت على رأيها، متحدثة بنبرة مقروفة"لاء لاء ياطنط، أنا بقرف، مش بعرف اللبس من حد، وبعدين أنا لبسي حلو أهو، يعني هو في رمضان غير باقي الشهور!"
زفرت منها بيأس، تضع الملابس بحانبها، تحدثها بنبرة غير راضية"يابنتي مينفعش كدا اتقي الله إنتِ في شهر مبارك، مش هتمشيلنا بنص كم في الشارع!، عيب يامنة وحرام، إنتِ كبيرة وجسمك ماشاء الله حلو أوي فبلاش تعملي كدا".
_وأما هو جسمي كدا وحلو أداري الجمال إللي ربنا كرمني بيه ليه!
استنكرت بضيقٍ وهي تنهض بتذمر، لتنفعل الثانية مبتعدة عنها متمتمة بضجر"عشان الراجل إللي هياخدك يحس إنه واخد بني ادمة مستورة، عشان ربنا يرضى عنك، عشان تنفذي أوامر ربنا إللي إنتِ مش مطالبه نهائي تقاوحي فيها وغصب عنك تسمعيها".
في نفسها سبت الجهل والتخلف والعصر الرجعي الذي تتخذه، ألا يكفي والدتها التي كانت دائمًا تعنفها بسبب ملابسها ولكنها كانت لا تبالي، والأن أتت للـ_شيخة والدت حمزة الشيخ_! سخرت منهم ورغم كل هذا الحديث نزلت بملابسها، كانت قمة في أناقتها وشياكتها، شعرها الأسود المجعد يتطاير على أكتافها، عيونها الرمادي تلمع مع سـواد أهدابها بفعل_المسكرة_، شفتيها يغلفها اللون الوردي، مع خديها الورديان بفعل أدوات التجميل، رائحة عطرها تغرقها ولا تنتهي، بنطال چينز واسع من الأسفل للغاية من اللون الأسود، وفوقه تيشرت بنصف ذراع يصل لخصرها من اللون الأبيض وبه نقاط سوداء، لم تنسى زينتها، ارتدت إنسيال فضي في يدها، وبحانبه_حظاظة_مدون عليها جملة بالانجليزية_queen_، قراط أُذنها ذهبي على هيئة أفاعي، متناسق مع سلسلتها الأفعى!، سارت بكامل غنجها، وكإن أخيها لم ترى له مقطع مهينٍ بالأمس!، هل حقًا لتلك الدرجة العائلة مفككة رغم إنها كانت أقرب شخصٌ له!!
دلفت المركز التعليمي وبدأت تسمع حديث الفتيان عنها، كانت تضحك بسخرية مدعية إنهم قذرين شهوانين!، إذًا وماذا عنها!!
وقعت عيون حمزة عليها وصمت لم يعقب رغم إنه من داخله انفعل بسبب هذا الفرح في وجهها الذي بالأساس لا يحتاج إلى أي مغريات!!، أخذ منها الأموال ودلفت الغرفة لم يكن المعلم متواجد، ولكن مساعده كان متواجد بالغرفة، لفت انتباهها صديقة لها من بعيد تتحدث مع أخرى مرددة بـ_:
_يابنتي دا بيغير أوي عليا، دا بيقعد يقولي متلبسيش دا واللبسي دا، وبيقعد يقولي أغطي شعري، لاء وبيتعصب أوي أما بيعرف إني روحت عند خالتي وشوفت ولادها، بس أنا مبقتش أرضى أزعله ومبقتش أكلمهم نهائي.
سمعت حديث الفتاة الفاخر للغاية!، ما بها تلك المنزوعة العقل!!، كيف تسمح لشخص بعمرها أن يتحكم بها بتلك الطريقة المهينة!!، لم تستطيع تمالك لسانها لتنسحب منه مردفة بتساؤل"هو إنتِ كنتِ قولتي إنك تعرفيه سوشيال صح؟"
_آه سوشيال بقالنا مع بعض سنة ونص.
نطقت للمرة الثانية بتباهٍ!!، ما الفخر أو التباهي في شيء متخلف كهذا!!، حاولت أخذ منها المعلومات بطريقتها، لتسألها للمرة الثانية بمراوغة"بس أكيد شوفتوا بعض صح؟"
هزت رأسها تنفي سؤالها، توضح لها الصورة بجملتها الحالمة!_:
_لاء ولا مرة، بس إحنا عرفنا بعض من الفيس، دخل وقالي إنه معجب بشخصيتي وكدا وكان عايز يرتبط بيا بس أنا قولتله نبقا صحاب ودخلت أكونته لاقيته شخص عاقل أوي وكمان دمه خفيف!
ما أغبى الفتيات حقًا!، لا تصدق كم الغباء الموضوع بتلك الفتاة!، لتبتسم لها"منة"بسخافة، متحدثة بنبرة ساخرة للغاية"آه قولتيلي معجب بشخصيتك، شخصيتك إللي هي من البوستات الشير والكوبي بيست صح!، الموضوع هزلي وعبثي أوي، متخيلة تحبي شخص من بوستات بيشيرها!، يعني مش شخصيته نهائي لاء، دا بوست عجبه شيره، وممكن بعد يومين تلاقي بوست عنده مشيره بردو للصدفة والهطل يبقى بيعكس كل الكلام اللي مكتوب في البوست إللي قبله!، شخصيتك إللي هي إيه بقا!، ولا يكونش عجبه السيرة الذاتية وقد إيه عميقة!، ولا هو عشان بوستاته بتضحك فيبقا إتس أوكي!؟"
_جرا إيه يا منة ما تهدي على نفسك كدا!، إيه شغل الغل دا؟
صاحت عليها الفتاة بغضب واضح على ملامحها، هل ياترى لإنها أتت لها على الجرح!، ضحكت هي بقصد، مردفة بنبرة معتذرة"آسفة إني بضحك، بس حقيقي الموضوع عبثي أوي، ليه تبني حياتك مع شخص متعرفهوش غير من الصور! ومن البوستات؟؟بصي إنتِ متعرفيش الشخص دا عايش إزاي مع أهله، يمكن هو بيحكيلك حاجة عن أهله وأهله حاجة تانية نهائي...!
_ يمكن هو قايلك إن أمه ماتت عشان تتعاطفي معاه وتلاقي أمه أصلًا قاعدة تقشر برتقان جنبه!، ممكن يبقا عامل نفسه شيخ وبيحبك وإنه عمره ما كلم بنت غيرك وووو وهو برا خاربها مع البنات وحاجة أخر قرف!، هو بيفرض شخصيته عليكِ مش لأنه بيحبك وبيغير لاء ممكن لإن شخصيته مهزوزة في البيت ومحدش بيسمع لرأيه ومعتبرينه فازة وملهاش لازمة فهو بيجي يعيش عليكِ دور سي السيد!!، صدقيني السوشيال كلها كدب أصلًا ومستحيل يكون شخص عاقل حب حد من النت ومن ورا شاشة!، ورا الشاشة حياة كاملة مخفية تمامًا، يمكن هو أصلًا شخص عنده 30سنة ومتجوز وعايز يتسلى، بقول افترضي بس وإنتِ بتفترضي حطي إحتمالات لكل حاجة، ياماما كلمة بحبك دي كلمة كبيرة أوي ومتتقلش غير فعلًا بعد مواقف كتير وسنين ومصايب هو بس إللي حلها ليكِ وحاجات كتير أوي، وهو مجرد شخص من نت ترتبطي بيه من غير ما تعرفي هو مين حتى في الحقيقة!، ما يمكن مش دا اسمه أصلًا!، اعقليها يا ماما!
الثانية بدأت تقتنع، لكن تدهلت صديقتها تصيح عليها بحدة"إنتِ غلاوية يامنة، عملتي المرشح دا كله عشان هي مرتبطة وبتحب وإنتِ زيك زي الفازة، اسلكي ياما عشان عايزين نعيش".
ضحكت بتهكم وهي تهز منكبيها بعدم اكتراث مرددة بنبرة بسيطة"اوكيه ياحبيبتي، أنا غلاوية، بصي بقا قدامك عشان التيتشر بدأ".
بدأت بالرمش بعيونها لأكثر من مرة بدلال ساخر!
دلف المعلم، لتسمع لشرحه بعدم اهتمام، شردت قليلًا في شقيقها، ماذا يفعل الأن بعدما علم الجميع بأمره!، للحق قهرت عليه!، انتهى المعلم وانتهت معه حصته، غادرت من الغرفة مع الفتيات، وبدأت بهبط الأدراج دفعها فتى بذراعه بقصدٍ، لـترمقه بشراسة وكانت ستنقض عليه تقتله، لكن لحق بها حمزة محدث الثاني بحدة"فتَّح يا أعمى بلاش عمى بقا!"
_هي إللي خبطت فيا ياعم.
نطقها وهو يرحل متمتم بعدة كلمات ساخرة منهم، والثاني رمقها بسخط، يسألها بنبرة جامدة"إيه إللي عملاه في نفسك دا!"
اقتربت منه تدفعه بكفها برقة مع مزاحها الوقح"بتغير عليا ولا إيه".
_إذا سمحتي متتخطيش حدودك معايا.
حذرها بسبابته بنبرة جادة للغاية بها حدة طفيفة، رفعت حاجبيها باستهزاء تسأله بـنبرة ساخرة"طب لو مسمحتش، هتعمل إيه؟"
أجابها بنبرة منفعلة"هيبقا ليا تصرف معاكِ مش هيعجبك، فـاحذري بقا".
حذرها بحدة، أصبح مقروف من حركاتها وأفعالها المشمئزة، أي فتاة وقحة وقعت فوق رأسه!، بحياته لم يتخيل إنه سيقف يتحدث مع فتاة بتلك الوقاحة والجرأة!
مزالت نبرتها كما هي، معقبة على جملته بـنبرة لاذعة"لاء وحياة أبوك أنا عايزة أعرف هتعملي إيه"؟
غمزت في نهاية جملتها بدهاء مع القليل من الدلال المصطنع، رمى عليها بنظرات مشمئزة مردف بإحتداد"أنا قرفان منك، أخر تحذير ليكِ المرة الجاية هتطردي من السنتر، أنا ساكت عشان إنتِ قريبتي وأختك موصياني عليكِ لكن هتطاولي يا منة لأقسم بالله هتشوفي رد فعل هيزعلك ومتسوقيش عليا شغل الجنان عشان أنا مش فاضي لمجانين".
لـوهلة ظهر طيف حزين في عيونها، كانت ستتنهد لكنها زفرت بقوة مغيرة نظراتها إلى نظرات مشتعلة، وكعادتها وقحة، عديمة تربية، خلعت رداء السخرية والغنج وظهرت على حقيقتها، تفوهت بـلفظ_في نهار رمضان_لا يليق بها كفتاة ولا يليق حتى أن يتفوه به رَجُل، الخطأ لا يتجزأ على الفتاة فقط، بالـ الخطأ خطأ حتى إذا تفوه به رَجُل، رَجُل أو فتاة لا تفرق!
_ليه يـابا شايفني بشد في شعري، ولا أكونشي باكل بني أدمين!!؟
تخطت جميع الخطوط الحمراء، صدم أكثر فيها، ازداد اشمئزازه تجاهها، صوب تجاهها نظرات نارية، مردف بـ"إنتِ مش محترمة، مفيش بنت بتقول كدا".
_على أساس يعني إن عمرك ما شتمت!، ما إنت بتشتم أكيد مع صحابك، ولا إنت عشان ولد!،يعم اعتبرني ولد، قولي يا"مينا"عادي.
كانت ساخرة للغاية منه، ترمقه بنظرات متهكمة، من أعلاه لأسفله، بينما كان رده هو هادئ للغاية ولم تتوقعه أمام موجة غضبه قبل لحظات_:
_آه يامنة عمري ما شتمت ولا حتى الألفاظ العادية بالنسبة ليكم، مش معنى إني راجل زي ما الكل بيقول إني أقعد أشتم وأسب، سب الدين حرام وكُفر، أصل مين أنا إللي مسواش مليم أجي أسب ديني؟؟؟ولا مين أنـا عشان أ..
قطعته سريعًا بتحذير، مصوبة سبابتها تجاه بشراسة"أنا عمري ما سبيت الدين ومقولتش كدا دلوقتي دا لفظ عادي".
_متقاطعنيش يا"منة"أنا عارف إنك مسبتيش الدين بس المرحلة الجاية هتبقا كدا، طلاما إنتِ بتطوري في نفسك للأسوء يبقا هتوصلي للمرحلة دي، وهرجع وأقولك إن مش أي حتة عيل لسة خارج من بطن أمه يسب ويشتم ويلعن، هتقوليلي ما دا عيب تربية هقولك في ناس أهلهم بيبقوا مربينهم وأما بيكبروا بيفجروا ويجتهدوا ويتعلموا كل دا برا البيت، بس أمك وأبوك مش شايفينك ربنا شايفك، لازم لسان المؤمن يبقا طاهر، وإنتِ بنت يعني المفروض يبقا عندك حياء، فين حياءك وكسوفك؟، وبعدين هتتحاسبي على كل دا، والراجل هيتحاسب، هو يوم الحساب ربنا هيقول للولد أنت راجل وهيقول للبنت إنتِ بنت يبقا تتحاسبي بس!، طب ماهو عمل نفس إللي عملته، ربنا مش بيظلم حد، وبعدين لازم يبقا عندك حياء، الحياء من الإيمان، وبعدين لسانك رقيب عليكِ قال الله عز وجل: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق:18}.
_ومش روشنة هي إنك تحدفي لفظ مش كويس في جملتك، لا هتبقي هوبا هاي وولا أي حاجة غير لفظ بردو مش كويس هيقولوا عليكِ، بلاش تقللي من نفسك وتخلي حد يقل منك، غير كل دا:
في الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: {ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء}، خدي بالك بقا من الفاظك بعد كدا عشان عداد الذنوب إللي بيعد كمان.
كان حديثه هادئ مبني على أدلة وأحاديث، لأول مرة تنتبه للحديث إلى تلك الدرجة، شعرت بالخجل من حالها، من أين وقع لها"حمزة"هذا!، وقع له تغير فكرتها عن الرجال، ليس جميع الرجال كأبيها، وليس حميع الأزواج كـزوج شقيقتها، في رجال حنونة كـ أخيها قبل أن يدلف طريق بلا رجعة، وكـ"حمزة"، وآهٍ من حمزة، حمزة التي لم ترى منه إلا رَجُل شهمٌ، شُجاعٌ، خلوقٌ، أدمعت عيونها بدون قصد متحدثة بنبرة مختنقة بالبكاء_:
_أنا مخترتش حاجة في حياتي يا"حمزة".
أغمض عيونه يستشعر نبرتها المُتألمة، حدثها بحنان"ارسمي إنتِ المرة دي طريقك، متختاريش لاء ارسمي إنتِ، غيري من نفسك في كل حاجة، حتى مذاكرتك اهتمي بيها وتميزي فيها، متبقيش زيك زي أي طالبة".
ضحكت بنبرة عالية رنانة، تهتف بسخرية ممتزجة بالقهر"على أساس إني هضغط على زرار أعمل كل دا!، طب وكل المشاكل دي هتتمحي لما أرسم!، هبوظ حياتي أكتر أقسم بالله، على العموم أنا بعد كدا مش هتخطى حدودي نهائي معاك، عن إذنك".
قالتها بجدية بعدما أوقفت وصلة ضحكها، لتغادر من أمامه، ساقطة دمعة من عيونها فورًا، لنعلم إنها ستسقط عن قريب، لكنها ستسقط في الهاوية، لن تنجو، بـالـسترسم هي طريقها للتهلكة وليس للنجاة!!
"_______"
بعد الفطور جلست مبهمة، لن تغضب ربها، لن تخون زوجها، ليفعل ما في وسعه، ستحافظ على نفسها، ستحافظ على حب عبد الرحمن لها ولو لمرة واحدة!، مرة واحدة فقط تظهر لحالها إنها تستحق حبه وإن حبه ليس بكثير عليها!!
اتصلت به، اخبرته بكلماتٍ مبهمة"تعالى لو سمحت هقولك حاجة مهمة أوي".
أغلقت وهو ترك عمله، وركض يتشبت في ذراع الميكروباص حتى يرى مابها، وصل لها وصمم أن لا يدلف ووالدتها خارج المنزل، سألها بنبرة جادة"في إيه يا ساجية؟"
ادمعت عيونها تفرك بيديها، تمسكت في يده تحدثه بآسف"أنا آسفة ياعبد الرحمن بس واللهِ مش قصدي مهتمش بيك أنا أنا من أمبارح بس حالي اتبدل".
حاوطها بذراعه يحدثها بتشجيعٍ لتخبره مابها"باس ياحبيبتي خلاص حصل إيه، قولي متخافيش".
_هو واللهِ، أنا معملتش حاجة بس هو هو...
قالت كلماتها باضطراب وفي النهاية قطعت جملتها بخوفٍ حقيقي مرتسم على ملامحها، هو شعر إن الأمر متعلق بهلوسة أمس سألها بجدية محاول التماس اجابتها"الموضوع ليه علاقة بباسم صح؟"
توجست أكثر بعدما ملامحه تحولت إلى أخرى جامدة، لكنها مهما سيفعل بها ستخبره
_أنا عايزة أقولك حاجة أيوة عنه، بس واللهِ أنا خايفة منك، واللهِ أنا مليش ذنب واللهِ.
نطقت جملتها بوجهها الشاحب للغاية من شدة الخوف، مردفة جملتها بتقطع، تملك منه القلق، ليحدثها بقلة صبر"قولي يا ساجية في إيه ومتخافيش، مش هتكرري الغلطة مرتين".
فرقت شفتيها عن بعضها بخوفٍ، متمتمة بصوتٍ خافت للغاية، عيونها متكون عليها طبقة رقيقة للغاية على وشك السقوط"واللهِ أنا معملتش حاجة، أنا بعدت عن كل حاجة واللهِ وإنت عارف صح؟، بس باسم مش عايز يسيبني في حالي، هو اتصل بيا وعايزني أجيله بكرة بيته، أنا مقدرش أعمل كدا، أنا مقدرش أغضب ربنا تاني، ومقدرش أخونك، إنت كل حياتي".
ما أن بدأت في التحدث واجهشت في البكاء بقوة، تحولت هو ملامحه إلى الغضب، يطحن أسنانه بانفعال، ثوانٍ وكان يركض مبتعد عنها متحدث بنبرة حازمة"امسحي دموعك ومتنزليش من البيت، وأنا جه الوقت إللي هقف لـ الـ***دا".
_لاء لاء عبد الرحمن متروحش بالله عليك، أنا خايفة عليك.
تشبثت بذراعه وهي تتوسله بنبرة باكية عالية، نفض ذراعه من بين يديها بعدم تحمل، منطلق نحو منزله، سمع صيحتها التي مزقت قلبه عليها!_:
_كدا أنا هتفضح يا عبد الرحمن!!
رجع لها مرة أخرى يسحبها في أحضانه وكإنه أبٌ لها يخبأها من العالم المخيف بداخل ضلوعه!، متمتم بـحنان وطمأنينة"عمري ما هعمل حاجة تمس سُمعتك، اهدي خالص وكفاية عياط".
حاوطتهُ بذراعيها وكإنها تحتمي به!، تختبئ من العالم بداخل أحضانه، شهقاتها تعالت، تردد بـ"هو إللي هيفضحني، هو إللي قالي، متروحش ليه بالله عليك، أنا خايفة عليك".
ابتعد عنها بعد لحظات متمتم بـيقين"وأنا واثق إن ربنا سترك ومش هيفضحك، وطول ما أنا جنبك متخافيش ولو لـثانية، أنا هروحله عشان نحط النقط على الحروف".
_معاه ڤيديوهات ليا.
نطقتها دفعة واحدة، وهو أغمض عيونه بقسوة لا يتحمل، تمالك حاله يسألها بنبرة خافتة"ڤيديوهات!"
_هو قالي، معرفش، معرفش خالص.
قالت جملتها وهي في دوامة مع بكاءها الحاد.
ربط على ذراعها بحزمٍ يحدثها بجدية"بيتك متخرجيش منه غير لما أنا أجي فاهمة ولا لاء؟"
تركها ورحل ومعالم الشر مرتسمة على وجه، بعد وقتٍ وصل أمام منزله بعدما تذكر إنه رأى ورشته مغلقة، دق على الباب بعنف، ليفتح الثاني وهو في فمه عقب سجائر، والثاني وقعت عيونه عليه، ليرمقه بتوتر، لم يتوقعها أبدًا منها!!، دلف بهدوء ما قبل العاصفة وهو يدفعه بعنف، في دقيقة واحدة كان يغلق باب منزله عليهم، متمتم بـملامح غير مبشرة بالخير إطلاقًا_:
_قولي بقا يا"باسم"إنت عايز إيه من مراتي؟
ابتلع لعابه بتوتر، لكنه رسم ملامح القوة على وجه وكإنه لا يخشاه!، أردف بجملة مقصود به جذب انتباه"اسمعني يا عبد الرحمن، أنا خايف عليك، ساجية مش بتحبك، ساجية من يومين اتصلت بيا وواللهِ واللهِ كانت عايزة تقابلني، دي طلعت*******جدًا وأنا مكنتش واخد بالي، بس جه الوقت إنك تفوق، إنت شيخ وليك سُمعتك، وأنا قولتلها تعالي، بس عشان اثبتلك إنها انسانة زبالة وتبعد عنها، هي مش بتفكر غير في نفسها، حتى إنت وخداك فترة في حياتها زي مـ......"
ابتلع باقي جملته بسبب إلقاء عبد الرحمن عليه أحد المقاعد، اقترب منه ممسك بعصا حديدية بين يديه يهدده بها، مردف بـ"تعرف إن أمك إنهاردة هتلبس الأسود عليك؟"
هجم عليه يضربه على جميع أنحاء جسده، فقد أعصابه بكاملها ليلكمه في فمه وأنفه بقسوة، متحدث بـ"مراتي أنا إللي كدا؟، أقسم بالله أنا كنت ناوي أطلعك من إيدي فيك أمل لكن بعد كلامك دا وأنا ما هخلي فيك حتة سليمة إنت وأمل".
نهى جملته يُلقيه فوق الأرضية بعنف، يسدد له اللكمات يأخذ بثأره منه!، كلما يتذكر إنه في يومٍ استغل زوجته بتلك البشاعة والآن يهددها يتضاعف غضبه منه، حاول الإفلات من بين يديه وهو يتلوى، وصلت يده إلى كوب الشاي الخاص به، لـيضربه بعنف على رأسه، تأوه الأخر بألم، لكنه تمالك حاله، يبصق عليه باشمئزاز متحدث_:
_العيب مش عليك العيب على إللي في البيت معرفكش يعني إيه رجولة، بكرة أي حاجة عملتها مع ساجية أو أي بنت هتتردلك.
نهى جملته ينهض بتعب من رأسه وهو يشعر بالدوار، شعر إنه لم تهدأ نيرانه، ليسحبه مرة أخرى من ثيابه يدفع رأسه بقسوة في الحائط حتى بدأ ينزف من كل إنشٍ في جسده!، ليتمتم بنبرة مغلولة"مراتي أنضف وأطهر من عيلتك كلها، صدقني أنا من انهاردة وأنا مش هرحمك، هخليك عايش في الدنيا وفي المنطقة عشان كل أما أتعصب أجي أرنك علقة، ماهو مش حتة عيل إللي أول ما يتنطط يتنطط على مراتي!"
هدر بانفعال ونبرة عالية وهو يلكم رأسه في الحائط
_لو فاكر إنك تقدر تفضحها أو تلوي دراعها بس فإنت عبيط، لإن ساعتها هتـترحم على رجولتك إللي مش موجودة، وورشتك، وأهل بيتك، حطها بقا حلقة في ودنك، وانسى عبد الرحمن الشيخ خالص لإن لو الموضوع اتعلق بأهل بيتي أقسم بالله أعيشك في جحيم اسمه عبد الرحمن!
بثقة قال كلماته، وهو صادق في كل حرفٍ تفوه به، والثاني بدأ ينازع بتعبٍ، رغم كل هذا بدأ في التحدث بوهنٍ!_:
_واللهِ العظيم ياعبد الرحمن أنا كنت عامل كل دا عشان عارف إنها هتيجي وعايزك تسيبها لأنها مش بتحبك، وولا بتحبني، هبقا بكدب لو قولت إنها بتحبني، ساجية مش بتحب غير "يوسف"، يوسف أخوك.
عليه وعلى أعدائه لن يتركها تتمتع هي بالحب وهو هنا مهدد!، والثاني جنَّ يتهم زوجته بسلاح أخيه؟، لكمه مرة ثانية ممسكه بتلابيب ملابسه يهزه بعنفٍ، هاتف بغضبٍ أعمى عيونه"أنت***لو فاكر إنك كدا هتخلي ثقتي تتهز فيها تبقا مغفل، أنا واثق في أخويا ومراتي".
_مراتك دي من قبل ما تعرفني وهي بتحب يوسف إللي علطول قاعد عند الجيران، ولما هو معبرهاش راحت لصاحبه إللي هو أنا، ورغم كل دا لما كانت بتشوفه كانت بتموت عليه، لو أخوك قاعد معاك وهي موجودة ودورت في عينها مش هتلاقي غير يوسف، وإنت البديل.
رمى السم في أذنه، والثاني وقف مبهم لثوانٍ، لكنه أدرك نفسه وأدرك مع مَن يقف!، مع مفترس ماهر!، يريده أن يترك زوجته بفضيحة يحكي عنها الجميع!، يلقي لها الحديث حتى يشك بها وبنظراته يراقبها، وبحديثه يذبحها!!، انفعل أكثر، دفعه على النيش، تهشم الزجاج ورأسه وجسده سالت منه الدماء، ركله في معدته ببغض، مهددة بشراسة وهو يبصق عليه"لسانك الـ***دا لو نطق بحرف من اسم مراتي، هخلي الست الوالدة إللي الله يسامحها خلفت ورمت الشارع يربي تقول الله يرحمك يابني كنت***بتلعب بـبنات الناس وناسي إن في رب شاهد ومطلع".
كان ستناسى أمر المقاطع، لكنه تذكر ساحبه من ملابسه بقسوة يهزه باستمرار مع كلماته الجامدة الغاضبة"فين يالا الڤيديوهات إللي صورتها ليها يوم ما جتلك؟؟"
_مصورتش حد، مراتك كدابة، وبعدين أنت عارف أنا والبت دي كان في بينا إيه ولا إنت مش واعي!
قالها بتبجح رغم إن وجه لا يوجد به إنشٍ سليمٌ!، والثاني فقط أخر ذرة في عقله، يقذفه في الأرضية باهتياج، بحث عن هاتفه في كل مكانٍ، وقعت عيونه عليه فوق مقعد الأريكة، نشله بين يديه يدني تجاه الملقي يسحب يده لأستشعار بصمة الأصبع، فتحه وبدأ يبحث به لم يجد شيء، دنى قابلته يسحبه من ملابسه يسأله بملامح حادة"فين الصور والزفت عشان متترحمش على نفسك؟"
_مش مصورها أقسم بالله، كنت بقول كدا عشان تيجي.
نطق بها بعدم تحمل، طاقته نفذت، والثاني لم يصدقه رغم إنه حقيقي كان صادق، يكذب على ساجية لأنه يعلم إنها تخشى عائلة والدها للغاية ويعلم إنهم إذا سمعوا عنها شيء سيشتعلوا، هددها بمهارة وهي صدقت لكن لم يتوقع إنها بالفعل أخبرت"عبد الرحمن"وهو سامحها بتلك السهولة!!
نهض من جانبه وهو يركله بقساوة في وجه، وقعت عيونه على_جهاز كومبيوتر_اتجه تجاه، وقف يتطلع عليه لثوانٍ وما صدم الثاني إنه القى بالشاشة بعنفٍ من فوق المكتب لتقع يتناثر منها الزجاج!، سحب الـ_كيسة_يخرج منها الـ_هارد_ملقيها هي الأخرى بانتقامٍ بعدما تمسك بالهارد جيدًا، والثاني يصيح عليه أن يتوقف، نهض يحاول أن يأخذ بثأر تهشيم منزله لكن الثاني تعابير وجه المحتدة كانت كافية لخوفه، ممسكه من ملابسه بتهديدٍ مشير تجاه صحنٍ وقع على وجه أثر الحركات الهمجية، وبجانبه متناثر نوع سجائر ممنوع، يخبره بنصف بسمة منتصرة"الحشيش دا يحلو بطلوا الأيام الجاية عشان لو الحكومة قفشتك هتزعلك، أعرف بس يا باسم إن معاك صور ليها ولا فيديوهات، وساعتها عايزك تهددها بيها، ولا أقولك أنشرها ليها عشان أقسم بالله إللي عنري ما حلفت بيه كدب لا هعيشك زي الـ***الـ*****، فاهم ولا مش فاهم ياحيلتها؟؟، سمعني صوتك كدا".
قال أخر كلماته وهو يدفعه بظهر يده على صدره ببـلطجة بالمعنى الحرفي!، قال جملته وأمسك بهاتفه يحدثه بنبرة مقروفة"موبايلك معايا، يعني كل وساختك معايا، أعرف يا"باسم"إنك اتعرضت لساجية ولا طلع معاك فيديوهات ليها، وربي لا عبد الرحمن الشيخ هيوريك جهنم على أرض الواقع، أحذر بقا".
واستدار يرحل من أمامه بعدما دفعه على الأريكة، ومِن خلفه خلفية دمار شامل، النيران اشتعلت في قلب الجميع، وبالأخص باسم وبعدما ذهب أقسم إن ساجية لن تنجوا من تحت يديه حتى يسمع بخبر فضيحتها، ويوم طلاق زوجها لها وطردها سيقف يشاهد باستمتاع ونيرانه تنطفيء!
باسم ليس مبالغ به، باسم نراه دائمًا؛ نعم ذلك الشاب المزعج الذي يقف على باب مدرستك يرمي نِكات فكاهية ستجعلك تموتي يومًا منها، وذلك الشاب الذي سمعتي من صديقتك إنه أحب صديقتها بـ_صدق_ورغم كل هذا تركها بعد مدة، وباسم ذلك الشاب الذي يدسم السم في العسل، يلعب على الفتيات، يلعب على أوتارهن وقلوبهن، وهل رأيت الشاب الذي يشوه سمعة الفتيات بدون سبب مقنع؟؟، باسم ليس بعيد إطلاقًا عن مجتمعنا بالـ هو مجتمعنا.
تلك حقيقة للأسف، هل سمعت من قبل عن شاب تسلى بفتاة؟، ارتبط بأكثر من فتاة؟، ترك فتاة معلقة بحبه؟، هل سمعت من قبل عن شاب كان يعشق فتاة ويغازلها طوال اليوم وبعدما طالها ظهر وجه الحقيقي؟؟؛ ليست قصة جديدة ولم يبتكر شيء جديد، فعل ما يفعل معظم الذكور عديمي الدين والنخوة والرجولة والإنسانية_وما أكثرهم؟_
"_________"
رجع لها وهو يعلم إن قلقها ينهش في قلبها، ما أن رأته ورأت نزيف رأسه حتى صرخت بفزعٍ تضع يدها على مكان الجرح تكتمه بيديها، سحبته ليدلف منزلها، دلف بانهاكٍ وجسده يتحرك في يدها، نزيف رأسه فزعها، طمأنها هو بنبرة مجهدة"متقلقيش أنا بخير".
اجلسته على المقعد تحدثه بفزع"حصل إيه، إيه إللي عمل كدا؟"
أغمض عيونه وهو يرجع برأسه يسندها على ظهر المقعد محدثها بطاقة نافذة"روحي نادي خالتي يا"ساجية"مينفعش نقعد لوحدنا في بيتك، الجيران هيتكلموا علينا".
تركته ودلفت المطبخ تخرج الإسعافات الأولية، اتجهت تجلس بجانبه على ذراع المقعد تنظف له جرحه، بدأت بـوضع الشاش فوق رأسه تحدثه بنبرة باكية آسفة"أنا آسفة حقك عليا، دي تاني مرة يحصلك كدا بسببي".
لم يرد عليها، بل سألها بنبرة جامدة"امبارح حصل إيه؟، وكل الكلام تحكيه لا تنقصي ولا تزودي فاهمة؟"
أخذت تهز رأسها باستمرار مع كلماتها"حاضر حاضر، اتصل بيا أمبارح وأنا عند ليل، وقعد يقولي وحشتيني وبتاع وأجيله، روحت عيطت وقولتله إنك عارف وأنا هحكيله وماما عارفة، راح قعد يقولي أمك زيك بتداروا على بعض أما عبد الرحمن مكنتش متوقع إنه كدا، وبعدها قالي زي ما غفلتي أمك غفليه هو كمان وتعالي، فرفضت وعيطت جامد أوي وقعدت أقوله مش هاجي فهو قالي هاجي غصب عني عشان مصورني وهيوري عيلتك الفيديوهات ويفضحني عندهم وعند عيلة بابا، فأنا عيطت وقفلت، عشان كدا أمبارح تعبت".
والثاني ملامحه انفعلت، وتلك المرة ليست من باسم بل منها، يسألها باستشاطة"وأما الحوار من أمبارح متصلتيش ليه تحكي ولا إنتِ مش معاكِ أم راجل يعرف يقفله؟؟"
_أنا كنت خايفة واللهِ.
نطقتها بخوفٍ منه وهي تبتعد عنه، صك على أسنانه بحدة، يحدثها بنبرة منفعلة"آه خايفة مني قولتيلي، بقولك إيه يا ساجية أنا أقسم بالله ما بحب شغل الغباء دا، خايفة من إيه ما أنا عارف بس كنت هتصرف، إنتِ كنتِ منتظرة يعني تروحيله ولا إيه؟؟"صاح عليها في النهاية بغضبٍ وهو ينهض مقترب منها، ابتلعت لعابها تهز رأسها برفضٍ مع كلماتها"وربنا أبدًا ما أنا حكيت أهو!، مستحيل كنت أروحله أنا بس من خوفي أمبارح تعبت".
"طيب بصي يابنت الناس عشان أنا مش بحب الهبل وشغل الغموض دا، لو عرفت إن في مصيبة حصلت وإنتِ حكتيلي بعدها بكتير وعايزاني أساعدك واللهِ لا هتندمي، عشان أنا المفروض أبقا أول حلولك واختياراتك أومال أنا مش راجلك!، مش أبقا زفت أخر حلولك وفي الأخر تيجي بعد ما المصيبة تحصل، احذري ياساجية لأني أقسم باللي خلقني ما تعرفي وشي التاني، فاكرة أما عرفت من يوسف كنت عامل إزاي؟؛ دا ميجيش واحد في المية من غضبي، أنا في وقت غضبي ببيع أوي يا ساجية، يعني تعرفي أقسم بالله لو كنتِ اتصرفتي من مخك في الموضوع دا بالذات كانت هتبقا بفراق ساعتها، قولت أعرفك طبعي بقا".
أخافها بتحذيراته الحادة المنفعلة، بدأت بتحريك رأسها من أعلى لأسفل متحدثة بنبرة مضطربة"أنا آسفة، آسفة واللهِ بس مش هعمل كدا تاني، حقك عليا، حقك عليا أنا آسفة".
القى أمامها هاتف"باسم"وهارد الكمبيوتر محدثها بنبرة جادة"مفيش ڤيديوهات، كان بيضحك عليكِ عشان تجيله، بس زيادة احتياط خدت الهارد وموبايله وهفرمته وأرميه".
شعرت بالخزى، ماذا إن كان يمتلك مقاطع بالفعل وشاهدها عبد الرحمن!!، أي رجل مكانه سيقتلها، بينما هو!!، هو شرد في الشارع يتصور إن كان رأى المقاطع ماذا كان سيفعل؟؟؛ بالتأكيد لم يكن ليكمل معها لدقيقة واحدة وهو يعلم، نعم يحبها وهي تابت وكل تلك الأشياء لكن رجولته ستؤلمه وهو يعلم، كان لن يتحمل وسينفصل عنها وحقه، فـالسماع غير الرؤية تمامًا!!
اقتربت منه تربط على ذراعه بامتنان، مع كلماتها الخافتة"أنا آسفة، وبشكرك أوي يا"عبد الرحمن"، أنا عارفة إني تعبتك بطريقة أوڤر وإنت معاك حق في كلامك".
تنهد بيأس، يمسك يديها بهدوء مع كلماته المتريثة"يا"ساجية"واللهِ أنا بحترمك جدًا وبقدرك فبزعل أوي أما مش بتقدريني، طب اعمليني كدا من أولوياتك وأنا واللهِ ما هخذلك".
أمأت برأسها بتمهل مع كلماتها الراضخة"حاضر ياعبدالرحمن، أنا آسفة".
_بلاش يا"ساجية"الضعف إللي إنتِ فيه دا، أنا مش بحب الضعف، ومش بحب العياط يا"ساجية"بيخنقني واللهِ، أنا بحب الفرفشة تعرفي تبقي فرفوشة؟
نقد صفاتها التي تخنقه منها بالفعل، تنهدت بقلة حيلة تحدثه بنبرة مختنقة"أنا مش بعرف يا"عبد الرحمن"، أنا ساعات ببقا جامدة بس في ثانية برجع أعيط دي طبيعة فيا".
أغمض عيونه بيأس، مازحها بكلماته"دا إنتِ محتاجة تقعدي مع "دانية" خطيبة "تيم"، واخدة مقولة في حياتها إن دانية هانم متعيطش".
ابتسمت نصف بسمة ساخرة، تخبره بنبرة متهكمة"عشان دي دانية هانم يا"عبدالرحمن"، أنا مجيش حاجة جنبها بجد".
انعدام ثقة، واستقلال بالنفس يقتله من غيظه، هز رأسه بعدم رضى مع جملته المحتدة وهو مشهر سبابته أمام عيونها منبهها"لاء ياساجية إنتِ غلط، إنتِ مش ناقصة إيد ولا رجل، متقلليش من نفسك، وعززي نفسك بطلي هبل".
توجست وهي تسأله بخفوت"عبدالرحمن هو إنت مش قرفان مني؟"
حرك رأسه ببساطة متفهم حديثها، محدثها بنبرة رازنة متريثة"لاء ياحبيبتي، بس بلاش تعملي حاجة من غير ما ترجعيلي عشان هيبقا فيها كلام وحش أوي".
كانت ستتحدث إلا إن هاتفه أوقفها، أجاب على أخيه محدثه بنبرة هادئة"نعم ياحبيبي في حاجة؟"
_عبد الرحمن أنت فين؟
سأله بضيقٍ واضح على نبرته، ليجيبه الثاني بنبرة عادية"عند ساجية، ليه؟"
انفعلت ملامح الثاني، يستنكر بكلماته"هو إنت مبقاش وراك غير ست ساجية بتاعتك؟، ياعم ما أولع أنا عادي لكن ساجية لاء، أصل الهانم حبيبة قلبك".
قالها بنبرة غاضبة وحديثٍ ممتعض للغاية، ابتعد عنها يحدثه بحدة"يوسف احترم نفسك، مالك بيها!"
_مليش بيها ياعم عبدو، أنا أولع لكن ست ساجية تتشال فوق الراس، أنت مش كنت متفق معايا بعد صلاة التراويح وأما تخلص شغل هتيجي بدري عشان تراجع معايا الجزء إللي بقالك قرن بتحفظني فيه؟؟
ضغط على عيونه بقوة متذكر إنه بالفعل وعده أن يفسر له جزء من القرآن الكريم مع حفظه، لكن ساجية أفسدت خطته تمامًا، حدثه بإحراجٍ متآسف له"معاك حق، حقك عليا أنا آسف، هاجي ونقعد مع بعض نشوف الحاجات إللي واقعة منك في الجزء".
_مش عايز ياعبد الرحمن خلاص، شوف مراتك ياحبيبي هي أهم، مع السلامة.
قال جملته بحقدٍ واضح على نبرته، اغلق معه وظهرت على وجه معالم الامتعاض، غير ملابسه المنزلية وارتدى ملابس الخروج، اتصل بصديقه يخبره إنه سيأتي يتجول معه في الشوارع، وبالفعل بدأوا بالتجول، كان واضح على ملامحه الضيق، سأله صديقه بهمجيه وهو يدفعه"مالك ياعم يوسف، شايل طاجن ستك ليه؟"
_مخنوق يا"خالد"أنا أخويا بعد ما أنا كل أولوياته بقيت أخرها، ساجية خدت كل حاجة، دي ياريتها فيها ميزة واحدة هقولك بيحبها علشانها، لكن هي مفيهاش غير عيوب، ومع ذلك مقصر في حقي أوي وعلطول معاها.
نطقها بحزنٍ، أخيه كل شيء بالنسبة له، كان أول اهتمامته والان هو لا يهتم به من الأصل، ربط على ظهره صديقه محدثة بتأفأف"هي البت دي كدا، بتعرف إزاي تلف عليه، وأخوك ماشي وراها زي الأهبل، بيسامحها في حاجات فيها قتل!، أخوك جي من كوكب تاني".
بكرهٍ واضح عليه نطق"أنا بكرهها، هي السبب إن علاقتي أنا وأخويا تبقا فيها حدود، بكرها، أنا مش بحب في حياتي غير عبدو وهي بتاخده مني وبتخليه يكرهني".
الكره دخل قلبه، وعليه وعلى أعداءه، هو لا يتحملها وعبد الرحمن سيكون مع شخصٍ واحد فقط يا هو ومعه فتاة تقدره نظيفة أم يا هي الملوثة وبدون أخٍ!
"_______"
صباح يوم جديد، يوم مثل أي يوم، شاق، مهلك، متعب، منهك، وقف بنظراته يقيم الواقف أمامه لا حول له ولا قوة، هيكل عظمي ونفس داخل وخارج!!
_ياعم"عبد الرحمن"واللهِ العظيم مسرقتوش.
نطق بها بنبرة مذعورة بعدما سمع مدة اعتقاله في تلك التهمة المنسوبة له!، ليمسكه الثاني من تيشرته الخفيف يسأله بغضب_:
_أومال مين إللي سرق!، أمك هي إللي سرقت؟؟
تفوه سريعًا بالحقيقة كاملةً"لاء واللهِ دا الزفت"سيد"هو إللي سرق عمه وهو كان مفهمني إنها كشافات أبوه وهيبعوها وكدا ومكنتش أعرف واللهِ إنها مسروقة.
ضغط أكثر على تيشرته، يهزه بعنف متملك منه الغضب"لاء وإنت شايفني لسة عيل عشان أصدق كدبك دا؟، هو مش إنت زقيت أمك وقعتها؟، وضربت أخواتك، وماشي تشتم وتسب؟، أتصدق بالله لو حتى إنت مسرقتش وأنا في إيدي أطلعك لا هحبسك عشان تتربى".
زاغت نظراته بخوفٍ، هو قضى يومين والجميع تكاتر عليه!، ولم يأخذ جرعته ومعنى إنسحاب المخدر من دمه إن موته أقترب، ادمعت عيونه يترجاه بجملته"معلش ياعم"عبدالرحمن"طلعني وأنا والله هروح أحب على دماغ أمي".
_هسيبك تتربى وتعفن في السجن عشان تتعلم تحترم نفسك، بقا إنت سيف إللي كان بيطلع الأول على مدرسته!، إنت متخلف ضيعت مستقبلك بإيدك، أنا مش طايقك ومش طايق أبص في وشك بجد، أهي دي أخرة الدلع، اشرب أنت وأبوك بقا.
هدر بجملته القاسية، دفعه بقسوة فوق المقعد، خرج من غرفة الضابط متحسر على ما جرى له!، تحدث مع الـضابط متحدث بنبرة جادة"أهو جوّه، أنا عايزوا يتربى عشان يعرف إن دخول القسم مش بالساهل، خلي حد يضربه جوّه في السجن، وبعدها حطه في الانفرادي لمدة أسبوع ودخلّه ماية وبس وفي أخر اليوم أعفن سحور يدخله عشان يتعلم إن مش كل حاجة تحت أمره وأبوه مش هينفعه".
ضيق الضابط عيونه باندهاش متحدث باستنكار"بس دا لو حد اداله قلم يموت فيها!، وبعدين ما الراجل اتنازل عن المحضر ليه كل دا؟"
حك ذقنه بجدية، يخبره بنبرة متنهدة بآسى"عشان دا عيل كانت قدامه كل حاجة، كل حاجة متوفرة ليه، وهو استغلها غلط، عمل كل الأفعال الزبالة، ضرب أمه، ضرب أخته، سرق أخته الكبيرة، راح يشرب سجاير، مبقاش حد عارف يلمه من الشارع، إللي زي دا لو متكسرش دلوقتي بكرة يكبر يودي نفسه ويودينا في داهية".
_ماهو كتر الدلع ياعبد الرحمن بيفسد، ربنا ينجينا وينجيه، شباب زي الورد بيضيعوا بسبب الشارع.
قالها بآسى، ليصحح له الثاني بهزات رأسه المعترضة بحزنٍ"لاء دا البيه ضاع بسبب غباءه، بسبب إنه كان فاكر إنه بعقب سجارة هيروق باله وينسى!"
"______"
كانت تجلس مع شقيقتها يتبادلا أطراف الأحاديث ورنين ضحكاتهم يتعالى، سمعوا الصغير يصيح من الداخل بتحمس"حسن جه، حسن جه".
توترت نظرات دانية، حدثت شقيقتها بنبرة متعجلة وهي تنهض"أنا لازم أمشي عشان تيم لو عرف إني قعدت وحسن كان موجود هيضايق".
كرمشت"رزان"حاجبيها بضجر، تأمرها بحدة"هتقعدي بطلي هبل دا بيت أختك، وحسن محترم ها إنتِ عرفاه بلاش جنان دا عشرة سنين طويلة".
_مينفعش يا"رزان"حسن بيحبني، مينفعش.
قالتها بتبرير وهي مقتنعة به، لكن شقيقتها صممت أن تجلس، دلف عليهم"حسن"وهو يحمل الصغير، وقعت عيونه عليها، قلبه ألمه، يعلم إن موعد عقد قرآنه تحدد، ابتسم لها بملامح حزينة مقترب منها مردد بنبرة مباركة مغتمة!_:
_ألف مبارك عليكِ، تيم كسب وأنا خسرت.
رمقته شقيقتها بعتاب، تعنفه بجملتها"حسن هي مش لعبة عشان حد يكسب ويخسر بيها، دا قسمة ونصيب، وإنت نصيبك مع بنت الحلال إللي قريب هتقابلها وتحبها أوي".
اقترب منها يسأل زوحة أخيه بنظرات معاتبة"هو تيم أحسن مني في إيه؟، ليه حبته هو وأنا لاء؟"
لملمت دانية حقيبتها سريعًا واضعة بها أشياءها، متمتمة لشقيقتها"أنا لازم أمشي".
_مش أحسن يا"حسن"أنت عارف إني بحبك أوي، بس هي حبته هو ومكتوبة ليه هو، أنت عارف إن الحب مش بالأيد.
قالتها شقيقتها وهي تربط فوق ذراعه مستشعرة حزنه، رمق دانية وهي ترحل من أمامه مردد بألم"ما هو لو كان بإيدي كنت شلتها من زمان يا رزان!"
_حقك عليا أنا بس أنت ألف بنت تتمناك، دا إنت عسل ياواد.
دفعته بخفة في النهاية محاولة مشاكسته، رسم شبه بسمة على وجه، مردد بهدوء"ربنا يباركلك يا رزان، هاخد"أنس"بقا عشان يقعد مع ماما كام يوم زي ما قالتلك".
_ماشي بس متخليهوش يدلع عليها ويغلبها.
نطقت بكلماتها وهي منحنية تهندم ملابس صغيرها تخبره بعدة أشياء"متغلبش حسن ياحبيبي، وولا تغلب تيتة وجدو، وأقعد اتصور مع تيتة كتير وابعتلي وخليها ترقص عشان تيتة بتحب ترقص معاك، وأنا هبقا أجيلكم بكرة أشطا؟"
نطق الصغير بسعادو وهو يقفز بشقاوة"ماشي ياماما أنا فرحان أوي إني همشي وأسيبكم وأقعد مع جدو واللعب مع تيتة".
"______"
أخذوا التحليل ومن خبرة ساجية ووظيفتها علموا إن كل شيء هابط بالمعنى الحرفي، أخذها"عبد الرحمن"إلى طبيب مخضرم في مجاله صديق والده منذ زمنٍ انتظروا دورهم حتى دلوفوا بعد وقتٍ، رأه الطبيب لينهض ببسمة واسعة يضمه بحنان مردد بـ"يا أهلًا يا أهلًا بابن الغالي".
ابتسم له ببسمة حنونة وهو يبتعد عنه، محدثه بـ"حبيبي يادكتور"أحمد"واللهِ مافي أغلى منك، أنت عارف إني بثق في حضرتك جدًا عشان كدا جي أنا و"ساجية"هو مكتوب كتابنا وقربنا نتجوز، المهم إني كنت محلل ليها وكدا وهي عندها السكر".
أعطاه التقرير الطبية، رمقها الطبيب لعدة ثوانٍ يسألها بدهشة"عندك كام سنة يابنتي؟"
_تميت الاتنين وعشرين من كام شهر.
والثاني للحق انفعل، ملفها سيء للغاية في صباها!!
_إنتِ إزاي سايبة نفسك للمرحلة دي!!، إنت كل حاجة فيكِ غلط، سكرك عالي، ضغطك واطي عندك الأنيميا عالية جدًا، إيه يابنتي إنتِ ولا كإنك بتموتي نفسك بالبطيء!
نطق بها باستنكار وهو يعاين ملفها بملامح متجهمة، أغمضت الأخرى عيونها بحزن واضح على ملامحها، ضغط عبد الرحمن على يديها بحنان، لترفع عيونها تنظر لهُ بـعيون متكون عليها طبقة شفافة تهدد بالهبوط، تحدث بنبرة جادة للطبيب مردف_:
_قولنا طب نعمل إيه عشان نظبط ليها سُكرها وضغطها والأنيميا، هي هتسمع أي حاجة تقولها ليها وهتنفذها.
أشار عليها بضيق، يهتف باستنكار"ليه وهي تقدر متسمعش الكلام وتنفذه!، دي تبقا عايزة تموت نفسها، ولا إنتِ عايزة تطفشي الواد ولا إيه؟، دا أنا لو من مكانه أروح أتجوز عليكِ".
نطق بجملته الأخيرة كنوع من المداعبة، لكن"ساجية"لم تشعر إلا بروحها تنسحب منها عندما جاء بـبالها أن يتزوج عليها!، سمعت جملة الطبيب الممازحة معها"ها هتوافقي إنه يتجوز عليكِ؟، الواد لسة صغير".
"لو هيرتاح ويبقا مبسوط يتجوز".
نطقت بها مبتلعة لُعابها بحسرة، مَن يتحمل كل هذا الهـم!!، توسعت أعين الطبيب يحدث عبد الرحمن بنبرة ضاحكة"دي مش بتغير خالص، حلو تتجوز وإنت مطمن إنها مش هتقتلك".
_يادكتور بلاش الكلام دا، ساجية هتصدق وهتزعل دي تعبانة.
قالها بنبرة معاتبة وهو يضم كف ساجية لكفه أكثر، تطلعت به من جديد بنظرة حزينة تخبره بـخفوت"هو معاه حق يا"عبد الرحمن".
هز رأسه بقلة حيلة من أفكارها السوداء، ليهتف بتعجب منها"مش أما نتجوز أنا وأنتِ الأول!!" تحدث الطبيب بعملية"لاء أنا بهزر دا شكله بيحبك أوي الواد عبد الرحمن دا، أنا هكتبلك شوية أدوية تاخديها، وللأسف هنتضطر نلجأ لـ أنسولين، أنا مش فاهم إنتِ إزاي عندك الهيموجلوبين واقع كدا والسكر عالي للدرجة دي!!، ولا ضغطك يابنتي إنتِ مدمرة كدا ليه دا إنتِ في عز شبابك".
استعجب منها، لتردف بنبرة شبه باكية"يعني أنا إللي هعمل كدا بقصد؟، أكيد مش هبقا عايزة أموت نفسي!"
_إنتِ عارفة إن ضعفك وكل البلاوي دي يمنعوكِ من الخلفة، أصل الجنين بيبقا عايز يتغذى وبياخد من جسم أمه فمش هيلاقي حاجة ياخدها من أمه فـيا يتولد ويبقا ضعيف واحتمال يموت، يا يموت في بطنك، وإنتِ نفسك مش هتقدري إن يبقا في بطنك جنين ياخد من طاقتك وصحتك إللي مش موجودة.
هبت"ساجية"من مقعدها تتحدث بنبرة متلجلجة وبدأ في صوتها البكاء"خلاص تمام يبقا هاخد العلاج أعمل إيه؟"
نهض عبد الرحمن يسألها بتعجب"إنتِ بتقولي إيه؟، العلاج دا عشان تعالجي كل إللي إنتِ فيه دا".
تحدث الطبيب بهدوء"أقعدي يابنتي أنا بقولك كدا عشان خايف عليكِ وعايز مصلحتك، وحقك عليا لو كان هزاري في الأول زعلك أنا كنت بهزر مع عبد الرحمن، بس إنتِ لازم تتعالجي لإنك لسة صغيرة والعمر قدامك لسة، أنا هكتبلك انسولين تمشي عليه و..."
قطع حديثه عبد الرحمن، متحدث باعتراض"لاء بلاش انسولين كدا هي هتفضل تاخده دايمًا، أكتب ليها برشام".
_لاء الانسولين أحسن ليها في حالتها دي، وهكتبلها مقويات وحديد وضغطها مع الوقت والمتابعة هظبطه، خليها بس متزهقش.
نطقها بعملية، لتحدق الثانية بعبد الرحمن متحدثة له بترجٍ"مش عايزة انسولين الدكتورة قالتلي هاخده طول حياتي وأنا عضمي هيوجعني وجسمي هيبوظ".
والثاني يعلم كل ما تتفوه به، رمق الطبيب باستمالة، يطلب منه بأدب"لو سمحت يادكتور بلاش انسولين هي مش عايزة، اكتبلها برشام وهي واللهِ هتهتم بيه أوي، بس حضرتك عارف الأنسولين دا دوامة".
هز رأسه بهدوء محدثهم بتفهم"ماشي عشان خاطر بس العروسة متزعلش، هكتبلك براشيم وحقن مقويات للأنيميا ودي غصب عنك هتاخديها، وغصب عنك لو سكرك متظبطش هتاخدي انسولين".
_هتمشي على العلاج يادكتور متقلقش، ساجية شطورة واللهِ وبتسمع الكلام.
نطقها بنبرة مرحة، ضحك الطبيب موجه حديثه لها، محدثها بصدق"عارفة إن ربنا رزقك بأكتر شخص باله طويل وحنية الدنيا كلها فيه؟، صلي وادعي ربنا يباركلك فيه عشان دا أنا حافظه مش هيسيبك غير وإنتِ صحتك أقوى منه هو".
ابتسمت له بحنان، هو بالفعل أحن خلق الله، وأطيبهم، هبطوا من عند الطبيب وساروا بالسيارة منطلقين تجاه المشفى التي تعمل بها، وجدها محتبسة العبارات بعيونها
_إنتِ هتعيطي ليه دلوقتي؟، ما الدكتور قال هتخفي وتبقي زي الفل؟
استفسر منها بقلة حيلة، مع نبرته الحزينة، أجابته بنبرة مقهورة_:
_إنت مظلوم معايا في كل حاجة، أنا مقدرش أقدملك حاجة خالص، أنا مش عارفة إنت صابر عليا ولا طايقني إزاي!، أنا نفسي مش طيقاني، أنا لا صحتي حلوة، ولا شكلي حتى حلو، ولا حتى أقدر أقدملك حاجة بعد جوازنا إنت إزاي ساكت كل دا؟؟
على مَهلٍ بدأ في التحدث، امتدت أنامله تمسك بكفها بحنان، مُقـربه مِن فمه يُقَـبل بـاطِن كفها بـدفء وحنان"مش عايزك تفكري في أي حاجة ليها علاقة بيـا، فكري في نفسك؛ هبقا بخير أما تبقي بخير صدقيني".
لمرات عديدة تحرك رأسها بـقلة حيلة، تهدلت أكتافها، ترمق الأرضية بخزى، متحدثة بصوتٍ منخفض مختنق"شوفت كلامك؟، أنا عمري حتى ما هقدر أردلك كلامك، إنت مفيش زيك، حرام أظلمك".
_انسي يا"ساجية"زي ما أنا بنسى، ربنـا غفور وبيـغفر وأنا غفرتلك من زمان، عشاني اهتمي بنفسك وبصحتك.
بـِ لـيـن أخبرها، رافع ذقنها بِـأنامله ليجعلها تنظر لهُ، مُكمل بطريقة مُغازلة مَرِحة"وارفعي عيونك كدا وبُصيلي بيهم عشان بيسحروني وأنا بحب سحرهم".
_أنـا بـحِـبَك أوي يـا"عبد الرحمن"، إنت متعرفش إنت عندي إيه، بـشوف حنانك عليا كإني بنتك، عمرك ما قسيت عليا رغم إن كل أفعالي عايزة القسوة.
نطقت بجملتها وهي صادقة في كل حرفٍ تفوهت به، ارتسمت بسمة كبيرة على وجه، يخبرها بنبرة مرحة ممتزج بها السعادة"اتصدقي بالله بعد كلمة بحبك دي وأنا هطير من الفرحة".
ضحكت بقلة حيلة، ليحدثها هو بمشاكسة"أيوة كدا اضحكي ياستي خليني أمارس وظيفتي كـ"عبد الرحمن"الإنسان واسرح في عيونك".
نبهته بجملتها وهي متوسعة عيونها"عبد الرحمن أنت صايم!"
_أسغغر الله، متتصليش بيا بقا غير بعد الفطار أرجوكِ عشان أعرف أكمل صيامي!
نطقها بمزاح، لكن بداخله أرتاح قليلًا إنه أضحكها ولم يتركها تذهب وهي في تلك الدوامة، في النهاية أوصلها المستشفى محدثها ببسمة مشرقة حنونة"حافظي على صحتك ياحبيبي ماشي؟".
تبسمت وقلبها يدق بعنفٍ مع هزات رأسها الخفيفة الخجولة"حاضر يا"بودي".
"______"
"أنا بكرة راجع مصر أم الدنيا، تعالوا قابلوني في المطار يعيال بطلوا وطيان، وهتولي لوحة كبيرة مكتوب عليها أهلًا بعودتك إلى مصر الحبيبة ياحبيب قلبنا كلنا، واللهِ إللي ما هيعمل كدا لا محروم من ثروتي الجبارة، دا أنا ساري مصري يولاد!"
كتب جملته بمرحٍ وسعادة عارمة، أرسل رسالته لشقيقاته وأصدقاءه، بدأ بتحضير حقيبة سفره بفرحة لا تصدق، أقترب من هدفه، سيرى أصدقاءه بعد سنتين غُربة!، سيرى والدته ويضمها!، سيقبل رأس والده!، سيقابل أول فتاة دق قلبه لها بعدما أكملت الساعتين في المشفى بعد والدتها!، سيقابل "ليله"وعندما نقول ليله بريق ملتمع يظهر بعيونه!!
هل جربت من قبل أن تذوق مرارة الحياة؟؟، وتذوق معها سلب الوطن والموطن، والمأمن والأمان؟، أن تذوق مرارة الغربة!!، أن تذوق مرارة فقدان الشيء لمرتان؟؛ قصي فعلها وغدًا عندما يعود لوطنه ستكون الثالثة، فقدان نفس الشيء في كل مرة سينهي أخر طيف لأنسان مرح بداخله، هو بالأساس بالغُربة قضى على حسه الفكاهي، ومرحه ومزاحه، أو لنكن أكثر دقة نهي قصي بنفسه ولكنه احتفظ بجزء بسيط بداخله لعائلته على أمل العودة، تحت جملة معقول هـنعود؟؟
وفي كل مرة يرى دبلتها في يده يقول"هنعود؟؛ أعتقد نعم هنعود"....هل لك رأي ثاني؟؟؟
"_______"
معرفش حاسة إني بدَّعت في البارت😂😂😂❤️البارت يحلوين طويل جدًا تعويض للأيام إللي فاتت والأيام بتاعت امتحاناتي دي، واللهِ البارت عشر تلاف كلمة بالظبط😭😭بقولكم بدعت أنا عارفة😂😂
المهم لا تنسى يا أخ الڤوت ولا تبخل عليّ برأيك🤧
رأيك في عبد الرحمن وكل مواقف مع ساجية ومع باسم ومع سيف ومع أي حد وخلاص 😍
يوسف وباسم هيعملوا إيه؟
قصي يجدعان هيحصل إيه؟😔
منة وسيف وحمزة؟
وإللي سيف قاله لأبوه؟
وحسن؟
واللهِ مافاكرة مين ظهر تاني فمش مهم المهم تقولولي رأيكم في الأحداث وهل هي كدا فيها مط ولا لاء لأني أنا نفسي زهقت وخلاص عايزة أخلصها بس هي بتبوظ مني 😭😭😭😭
يلا باي باي ياحلويات😘